ومن خطبة له عليه السلام
تسمى القاصعـة [2606]وهي تتضمن ذم إبليسَ - لعنه الله - عَلى
استكباره وتركه السجـود لادم 7 وإنه أول من
أظهر العصبية [2607] وتبع الحمية ،
وتحذير الناس من سلوك طريقته :
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَبِسَ
الْعِزَّ وَالْكِبْرِيَاءَ ،
وَاخْتَارَهُمَا لنَفْسِهِ دُونَ خَلْقِهِ ،
وَجَعَلَهُمَا حِمىً [2608] وَحَرَماً عَلَى
غَيْرِهِ ، وَاصْطَفَاهُمَا [2609]
لِجَـلاَلِهِ . وَجَعَلَ اللَّعْنَةَ عَلَى
مَنْ نَازَعَهُ فِيهِمَا مِنْ عِبَادِهِ .
ثُمَّ اخْتَبَرَ بِذلِكَ مَـلاَئِكَتَهُ
الْمُقَرَّبِينَ ، لِيُميِّزَ
الْمُتَوَاضِعِينَ مِنْهُمْ مِنَ
الْمُسْتَكْبِرِينَ ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ
وَهُوَ الْعَالِمُ بِمُضْمَرَاتِ القُلُوبِ
، وَمَحْجُوبَاتِ الْغُيُوبِ : (إِنِّي
خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِين فَإِذَا
سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي
فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ
الْمَـلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ
إِلاَّ إِبْلِيسَ) [2610] اعْتَرَضَتْهُ
الْحَمِيَّةُ فَافْتَخَرَ عَلَى آدَمَ
بَخَلْقِهِ ، وَتَعَصَّبَ عَلَيْهِ
لاَِصْلِهِ . فَعَدُوُّ اللهِ إِمَامُ
الْمُتَعَصِّبِينَ ، وَسَلَفُ
الْمُسْتَكْبِرِينَ ، الَّذِي وَضَعَ
أَسَاسَ الْعَصَبِيَّةِ ، وَنازَعَ اللهَ
رِدَاءَ الْجَبْرِيَّةِ ، وَادَّرَعَ
لِبَاسَ التَّعَزُّزِ ، وَخَلَعَ قِنَاعَ
التَّذَلُّلِ .
أَلاَ تَرَوْنَ كَيْفَ صَغَّرَهُ
اللهُ بِتَكبُّرِهِ ، وَوَضَعَهُ
بِتَرَفُّعِهِ ، فَجَعَلَهُ فِي الدُّنْيَا
مَدْحُوراً ، وَأَعَدَّ لَهُ فِي الاخِرَةِ
سَعِيراً ؟ !
ابتلاء اللهِ لخلقه
وَلَوْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يَخْلُقَآدَمَ مِنْ نُور يَخْطَفُ الابْصَارَ
ضِيَاؤُهُ ، وَيَبْهَرُ الْعُقُولَ
رُوَاؤُهُ [2611] ، وَطِيب يَأْخُذُ الانْفَاسَ
عَرْفُهُ [2612] ، لَفَعَلَ . وَلَوْ فَعَلَ
لَظَلَّتْ لَهُ الاَْعْنَاقُ خَاضِعَةً ،
وَلَخَفَّتِ الْبَلْوَى فِيهِ عَلَى
المَلائِكَةِ . وَلكِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ
يَبْتَلِي خَلْقَهُ بِبَعْضِ مَا
يَجْهَلُونَ أَصْلَهُ ، تَمْيِيزاً
بِالاِخْتِبَارِ لَهُمْ ، وَنَفْياً
لِلاسْتِكْبَارِ عَنْهُمْ ، وَإِبْعَاداً
لِلْخُيَـلاَءِ مِنْهُمْ .
طلب العبرة
فَاعْتَبِرُوا بِمَا كَانَ مِنْفِعْلِ اللهِ بِإِبْلِيسَ إِذْ أَحْبَطَ [2613]
عَمَلَهُ الطَّوِيلَ ، وَجَهْدَهُ
الْجَهِيدَ وَكَانَ قَدْ عَبَدَ اللهَ
سِتَّةَ آلاَفِ سَنَة ، لاَ يُدْرَى أمِنْ
سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي الاخِرَةِ
، عَنْ كِبْرِ سَاعَة وَاحِدَة . فَمَنْ ذَا
بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللهِ
بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ ؟ كَـلاَّ ، مَا كَانَ
اللهُ سُبْحَانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ
بَشَراً بَأَمْر أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا
مَلَكاً . إِنَّ حُكْمَهُ فِي أَهْلِ
السَّمَاءِ وأَهْلِ الاَْرْض لَوَاحِدٌ .
وَمَا بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ أَحَد مِنْ
خَلْقِهِ هَوَادَةٌ [2614] فِي إِبَاحَةِ
حِمىً حَرَّمَهُ عَلَى الْعَالَمِينَ .
التحذير من الشيطان
فَاحْذَرُوا عِبَادَ اللهِ عَدُوَّاللهِ أَنْ يُعْدِيَكُمْ بِدَائِهِ [2615] ، وَأَنْ
يَسْتَفِزَّكُمْ [2616] بِنِدَائِهِ ،
وَأَنْ يُجْلِبَ عَلَيْكُمْ بِخَيْلِهِ
وَرَجِلِهِ [2617] . فَلَعَمْرِي
لَقَدْ فَوَّقَ [2618] لَكُمْ سَهْمَ
الْوَعِيدِ ، وَأَغْرَقَ [2619] إِلَيْكُمْ
بِالنَّزْعِ [2620] الشَّدِيدِ ،
وَرَمَاكُمْ مِنْ مَكَان قَرِيب ، فَقَالَ : (رَبِّ
بِمَا أَغْوَيْتَنِي لاَُزَيِّنَنَّ لَهُمْ
فِي الاَْرْض وَلاَُغْوِيَنَّهُمْ
أَجْمَعِينَ) [2621] ، قَذْفاً بِغَيْب
بَعِيد ، وَرَجْماً بِظَنٍّ غَيْرِ مُصِيب ،
صَدَّقَهُ بِهِ أَبْنَاءُ الْحَمِيَّةِ ،
وَإِخْوَانُ الْعَصَبِيَّةِ ، وَفُرْسَانُ
الْكِبْرِ وَالْجَاهِلِيَّةِ . حَتَّى إِذَا
انْقَادَتْ لَهُ الْجَامِحَةُ [2622]
مِنْكُمْ ، وَاسْتَحْكَمَتِ
الطَّمَاعِيَّةُ [2623] مِنْهُ فِيكُمْ ،
فَنَجَمَتِ [2624] الْحَالُ مِنَ
السِّرِّ الْخَفِيِّ إِلَى الاَْمْرِ
الْجَلِيِّ ، اسْتَفْحَلَ سُلْطَانُهُ
عَلَيْكُمْ ، وَدَلَفَ [2625] بِجُنُودِهِ
نَحْوَكُمْ ،فَأَقْحَمُوكُمْ [2626]
وَلَجَاتِ [2627] الذُّلِّ ،
وَأَحَلُّوكُمْ وَرَطَاتِ الْقَتْلِ ،
وَأَوْطَؤُوكُمْ [2628] إِثْخَانَ [2629]
الْجِرَاحَةِ ، طَعْناً فِي عُيُونِكُمْ ،
وَحَزّاً فِي حُلُوقِكُمْ ، وَدَقّاً
لِمَنَاخِرِكُمْ ،
وَقَصْداًلِمَقَاتِلِكُمْ ، وَسْوقاً
بِخَزَائمِ [2630] الْقَهْرِ إِلَى
النَّارِ المُعَدَّةِ لَكُمْ . فَأَصْبَحَ
أَعْظَمَ فِي دِينِكُمْ جَرْحاً ،
وَأَوْرَى [2631] فِي دُنْيَاكُمْ
قَدْحاً ، مِنَ الَّذِينَ أَصْبَحْتُمْ
لَهُمْ مُنَاصِبِينَ [2632] ، وَعَلَيْهِمْ
مُتَأَلِّبِينَ [2633] . فَاجْعَلُوا
عَلَيْهِ حَدَّكُمْ [2634] ، وَلَهُ
جَدَّكُمْ [2635] ، فَلَعَمْرُ
اللهِ لَقَدْ فَخَرَ عَلَى أَصْلِكُمْ ،
وَوَقَعَ في حَسَبِكُمْ ، وَدَفَعَ فِي
نَسَبِكُمْ ، وَأَجْلَبَ بِخَيْلِهِ
عَلَيْكُمْ ، وَقَصَدَ بِرَجِلِهِ
سَبِيلَكُمْ ، يَقْتَنِصُونَكُمْ بِكُلِّ
مَكَان ، وَيَضْرِبُونَ مِنْكُمْ كُلَّ
بَنَان [2636] . لاَ تَمْتَنِعُونَ بِحِيلَة ،
وَلاَ تَدْفَعُونَ بِعَزِيمَة ، فِي
حَوْمَةِ ذُلٍّ [2637] ، وَحَلْقَةِ ضِيق
، وَعَرْصَةِ مَوْت ، وَجَوْلَةِ بَـلاَء .
فَأَطْفِئُوا مَا كَمَنَ فِي قُلُوبِكُمْ
مِنْ نِيرَانِ الْعَصَبِيَّةِ ، وَأَحْقَادِ
الْجَاهِلِيَّةِ ، فَإِنَّمَا تِلْكَ
الْحَمَيَّةُ تَكُونُ فِي الْمُسْلِمِ مِنْ
خَطَرَاتِ الشَّيْطَانِ وَنَخَواتِهِ [2638]
، وَنَزَغَاتِهِ [2639] وَنَفَثَاتِهِ [2640]
. وَاعْتَمِدُوا وَضْعَ التَّذَلُّلِ عَلَى
رُؤُوسِكُمْ ، وَإِلْقَاءَ التَّعَزُّزِ
تَحَتْ أَقْدَامِكُمْ ، وَخَلْعَ
التَّكَبُّرِ مِنْ أَعْنَاقِكُمْ ;
وَاتَّخِذُوا التَّوَاضُعَ مَسْلَحَةً [2641]
بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّكُمْ إِبْلِيسَ
وَجُنُودِهِ ; فَإِنَّ لَهُ مِنْ كُلِّ
أُمَّة جُنُوداً وأَعْوَاناً ، وَرَجِلاً
وَفُرْسَاناً ، وَلاَ تَكُونُوا
كالْمُتَكَبِّرِ عَلَى ابْنِ أُمَّهِ مِنْ
غَيْرِ مَا فَضْل جَعَلَهُ اللهُ فِيهِ سِوِى
مَا ألحَقَتِ الْعَظَمَةُ بِنَفْسِهِ مِنْ
عَدَاوَةِ الْحَسَدِ ، وَقَدَحَتِ
الْحَمِيَّةُ فِي قَلْبِهِ مِنْ نَارِ
الْغَضَبِ ، وَنَفَخَ الشَّيْطَانُ فِي
أَنْفِهِ مِنْ رِيحِ الْكِبْرِ الَّذِي
أَعْقَبَهُ اللهُ بِهِ النَّدَامَةَ ،
وَألزَمَهُ آثَامَ الْقَاتِلِينَ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
التحذير من الكبر
أَلاَ وَقَدْ أَمْعَنْتُمْ [2642] فِيالْبَغْيِ ، وَأَفْسَدْتُمْ فِي الاَْرْض ،
مُصَارَحَةً [2643] للهِ
بَالْمُنَاصَبَةِ ، وَمُبَارَزَةً
لِلْمُؤْمِنِينَ بِالُمحَارَبَةِ . فَاللهَ
اللهَ في كِبْرِ الْحَمِيَّةِ ، وَفَخْرِ
الْجَاهِلِيَّةِ ، فَإِنَّهُ مَـلاَقِحُ [2644]
الشَّنَآنِ [2645] ، وَمَنَافِخُ
الشَّيْطَانِ ، الَّتِي خَدَعَ بِهَا
الاُْمَمَ المَاضِيَةَ ، والقُرُونَ
الْخَالِيَةَ ; حَتَّى أَعْنَقُوا [2646] فِي
حَنَادِس [2647] جَهَالَتِهِ ،
وَمهَاوِي [2648] ضَـلاَلَتِهِ ،
ذُلُلاً [2649] عَنْ سِيَاقِهِ ، سُلُساً [2650] فِي
قِيَادِهِ . أَمْراً تَشَابَهَتِ الْقُلُوبُ
فِيهِ ، وَتَتَابَعَتِ الْقُرُونُ عَلَيْهِ
، وَكِبْراً تَضَايَقَتِ الصُّدُورُ بِهِ .
التحذير من طاعة
الكبراء
أَلاَ فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنْطَاعَةِ سَادَاتِكُمْ وَكُبَرَائِكُمْ !
الَّذِينَ تَكَبَّرُوا عَنْ حَسَبِهِمْ ،
وَتَرَفَّعُوا فَوْقَ نَسَبِهِمْ ،
وَأَلْقَوُا الْهَجِينَةَ [2651] عَلَى
رَبِّهِمْ ، وَجَاحَدُوا اللهَ عَلَى مَا
صَنَعَ بِهمْ ، مُكَابَرَةً لِقَضَائِهِ ،
وَمُغَالَبَةً لاِلائِهِ [2652] . فَإِنَّهُمْ
قَوَاعِدُ أَسَاس الْعَصَبِيَّةِ ،
وَدَعَائِمُ أَرْكَانِ الْفِتْنَةِ ،
وَسُيُوفُ إعْتِزَاءِ [2653] الْجَاهِلِيَّةِ .
فَاتَّقُوا اللهَ وَلاَ تَكُونُوا
لِنِعَمِهِ عَليْكُمْ أَضْدَاداً ، وَلاَ
لِفَضْلِهِ عِنْدَكُمْ حُسَّاداً . وَلاَ
تُطِيعُوا الاَْدْعِيَاءَ [2654]
الَّذِينَ شَرِبْتُمْ بِصَفْوِكُمْ
كَدَرَهُمْ [2655] ، وَخَلَطْتُمْ
بِصِحَّتِكُمْ مَرَضَهُمْ ، وَأَدْخَلْتُمْ
فِي حَقِّكُمْ بَاطِلَهُمْ ، وَهُمْ أَسَاسُ [2656]
الْفُسُوقِ ، وَأَحْلاَسُ الْعُقُوقِ [2657]
اتَّخَذَهُمْ إِبْلِيسُ مَطَايَا ضَلاَل ،
وَجُنْداً بِهمْ يَصُولُ عَلَى النَّاس ،
وَتَرَاجِمَةً يَنْطِقُ عَلَى
أَلْسِنَتِهمْ ، اسْتِرَاقاً لِعُقُولِكُمْ
وَدُخُولاً فِي عُيُونِكُمْ ، وَنَفْثاً فِي
أَسْمَاعِكُمْ . فَجَعَلَكُمْ مَرْمَى
نَبْلِهِ [2658] ، وَمَوْطِىءَ
قَدَمِهِ ، وَمأْخَذَ يَدِهِ .
العبرة بالماضين
فَاعْتَبِرُوا بَمَا أَصَابَالاُْمَمَ المُسْتَكْبِرِينَ مِنْ
قَبْلِكُمْ مِنْ بَأْس اللهِ وَصَوْلاَتِهِ ،
وَوَقَائِعِهِ وَمَثُـلاَتِهِ [2659] ،
وَاتَّعِظُوا بِمَثَاوِي خُدُودِهِمْ [2660]
، وَمَصَارِعِ جُنُوبِهِمْ [2661] ،
وَاسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ لَوَاقِحِ
الْكبْرِ [2662] ، كَمَا
تَسْتَعِيذُونَهُ مِنْ طَوَارِقِ الدَّهْرِ
، فَلَوْ رَخَّصَ اللهُ فِي الْكِبْرِ
لاَِحَد مِنْ عِبَادِهِ لَرَخَّصَ فِيهِ
لِخَاصَّةِ أَنْبِيَائِهِ وَأَوْلِيَائِهِ ;
وَلكِنَّهُ سُبْحَانَهُ كَرَّهَ
إِلَيْهِمُ التَّكَابُرَ ، وَرَضِيَ لَهُمُ
التَّوَاضُعَ ، فَأَلْصَقُوا بِالاَْرْض
خُدُودَهُمْ ، وَعَفَّرُوا فِي التُّرَابِ
وَجُوهَهُمْ . وَخَفَضُوا أَجْنِحَتَهُمْ
لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَكَانُوا قَوْماً
مُسْتَضْعَفِينَ . قَدِ اخْتَبَرَهُمُ اللهُ
بِالمخْمَصَةِ [2663] ،
وَابْتَـلاَهُمْ بِالمجْهَدَةِ [2664] ،
وَامْتَحَنَهُمْ بِالمخَاوِفِ ،
وَمَخَضَهُمْ [2665] بِالْمَكَارِهِ .
فَـلاَ تَعْتَبِرُوا الرِّضَى وَالسَخَطَ
بِالمَالِ وَالْوَلَدِ جَهْلاً بِمَوَاقِعِ
الْفِتْنَةِ ، وَالاِْخْتِبَارِ فِي
مَواضِعِ الْغِنَى وَالاِقْتِدَارِ ) والاقتار(
فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعالَى : (أَيَحْسَبُونَ
أَنَّ مَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَال
وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي
الْخَيْرَاتِ بَلْ لاَ يَشْعُرُونَ) [2666]
فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يَخْتَبِرُ
عِبَادَهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ فِي
أَنْفُسِهمْ بِأَوْلِيَائِهِ
الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي أَعْيُنِهِمْ .
تواضع الانبياء
وَلَقَدْ دَخَلَ مُوسَى بْنُعِمْرَانَ وَمَعَهُ أَخُوهُ هَارُون8 عَلَى
فِرْعَوْنَ ، وَعَلَيْهِمَا مَدَارِعُ
الصُّوفِ ، وَبِأَيْدِيهِمَا الْعِصِيُّ ،
فَشَرَطَا لَهُ إِنْ أَسْلَمَ بَقَاءَ
مُلْكِهِ ، وَدَوامَ عِزِّهِ ; فَقَالَ :
أَلاَ تَعْجَبُونَ مِنْ هذَيْنِ يَشْرِطَانِ
لِي دَوَامَ الْعِزِّ ، وَبَقَاءَ الْمُلْكِ
; وَهُمَا بِمَا تَرَوْنَ مِنْ حَالِ
الْفَقْرِ وَالذُّلِّ ، فَهَلاَّ ألْقِيَ
عَلَيْهِمَا أَسَاوِرَةٌ مِنْ ذَهَب ؟
إِعْظَاماً لِلذَّهَبِ وَجَمْعِهِ ،
وَاحْتِقَاراً لِلصُّوفِ وَلُبْسِهِ !
وَلَوْ أَرَادَ اللهُ سُبْحَانَهُ
لاِنْبِيَائِهِ حَيْثُ بَعَثَهُمْ أَنْ
يَفْتَحَ لَهُمْ كُنُوزَ الْذهْبَانِ [2667]
، وَمَعَادِنَ الْعِقْيَانِ [2668] ،
وَمَغَارِسَ الْجِنَانِ ، وَأَنْ يَحْشُرَ
مَعَهُمْ طُيُورَ السَّمَاءِ وَوُحُوشَ
الاَْرَضِينَ ) الارض( لَفَعَلَ ، وَلَوْ
فَعَلَ لَسَقَطَ الْبَلاَءُ [2669] ،
وَبَطَلَ الْجَزَاءُ ، وَاضْمَحَلَّتِ
الانْبَاءُ ، وَلَمَا وَجَبَ
لِلْقَابِلِينَ أُجُورُ الْمُبْتَلِينَ ،
وَلاَ اسْتَحَقَّ الْمُؤمِنُونَ ثَوَابَ
الُْمحْسِنِينَ ، وَلاَ لَزِمَتِ
الاَْسْمَاءُ مَعَانِيَهَا . وَلكِنَّ اللهَ
سُبْحَانَهُ جَعَلَ رُسُلَهُ أُولِي قُوَّة
فِي عَزَائِمِهمْ ، وَضَعَفَةً فِيَما تَرَى
الاَْعْيُنُ مِنْ حَالاَتِهِمْ ، مَعَ
قَنَاعَة تَمْلاُ الْقُلُوبَ وَالْعُيُونَ
غِنىً ، وَخَصَاصَة [2670] تَمْلاَُ
الاَْبْصَارَ وَالاَْسْمَاعَ أَذىً .
وَلَوْ كَانَتِ الانْبِيَاءُ أَهْلَ
قُوَّة لاَ تُرَامُ ، وَعِزَّة لاَ تُضَامُ ،
وَمُلْك تُمَدُّ ) تمتدُّ (نَحْوَهُ أَعْنَاقُ
الرِّجَالِ ، وَتُشَدُّ إِلَيْهِ عُقَدُ
الرِّحَالِ ، لَكَانَ ذلِكَ أَهْوَنَ عَلَى
الْخَلْقِ فِي الاْعْتِبَارِ ، وَأَبْعَدَ
لَهُمْ فِي الاِْسْتِكْبَارِ ، وَلامَنُوا
عَنْ رَهْبَة قَاهِرَة لَهُمْ ، أَوْ رَغْبَة
مَائِلَة بِهِمْ ، فَكَانَتِ النِّيَّاتُ
مُشْتَرَكَةً ، وَالْحَسَنَاتُ
مُقْتَسَمَةً . وَلكِنَّ اللهَ
سُبْحَانَهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ
الاِْتِّبَاعُ لِرُسُلِهِ ،
وَالْتَّصْدِيقُ بِكُتُبِهِ ، وَالْخُشُوعُ
لِوَجْهِهِ ، وَالاِْسْتِكَانَةُ
لاَِمْرِهِ ، وَالاِْسْتِسْـلاَمُ
لِطَاعَتِهِ ، أُمُوراً لَهُ خَاصَّةً ، لاَ
تَشُوبُهَا مِنْ غَيْرِهَا شَائِبَةٌ .
وَكُلَّمَا كَانَتِ الْبَلْوَى
وَالاِْخْتِبَارُ أَعْظَمَ كَانَتِ
الْمُثُوبَةُ وَالْجَزَاءُ أَجْزَلَ .
الكعبة المقدسة
أَلاَ تَرَوْنَ أَنَّ اللهَسُبْحَانَهُ ، اخْتَبَرَ الاَْوَّلِينَ مِنْ
لَدُنْ آدَمَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ،
إِلَى الاخِرِينَ مِنْ هذا الْعَالَمِ ;
بَأَحْجَار لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ ،
وَلاَ تُبْصِرُ وَلاَ تَسْمَعُ ،
فَجَعَلَهَا بَيْتَهُ الْحَرَامَ الَّذِي
جَعَلَهُ لِلنَّاس قِيَاماً . ثُمَّ وَضَعَهُ
بِأَوْعَرِ بِقَاعِ الاَْرْض حَجَراً ،
وَأَقَلِّ نَتَائِقِ [2671] الدُّنْيَا
مَدَراً [2672] ، وَأَضْيَقِ بُطُونِ
الاَْوْدِيَةِ قُطْراً . بَيْنَ جِبَال
خَشِنَة ، وَرِمَال دَمِثَة [2673] ،
وَعُيُون وَشِلَة [2674] ، وَقُرىً
مُنْقَطِعَة ; لا يَزْكُو بِهَا خُفٌّ ،
وَلاَ حَافِرٌ وَلاَ ظِلْفٌ [2675] .
ثُمَّ أَمَرَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
وَوَلَدَهُ أَنْ يَثْنُوا أَعْطَافَهُمْ [2676]
نَحْوَهُ ، فَصَارَ مَثَابَةً لِمُنْتَجَعِ [2677]
أَسْفَارِهمْ ، وَغَايَةً لِمُلْقَى [2678]
رِحَالِهِمْ . تَهْوِي [2679] إِليهِ ثِمارُ
الاَْفْئِدَةِ مِنْ مَفَاوِزِ [2680] قِفَار
سَحِيقَة [2681] ، وَمَهَاوِي [2682]
فِجَاج [2683] عَمِيقَة ، وَجَزَائِرِ بِحَار
مُنْقَطِعَة ، حَتَّى يَهُزُّوا
مَنَاكِبَهُمْ [2684] ذُلُلاً
يُهَلِّلُونَ حَوْلَهُ ، وَيَرْمُلُونَ [2685]
عَلَى أَقْدَامِهمْ شُعْثاً [2686] غُبْراً [2687]
لَهُ . قَدْ نَبَذُوا السَّرَابِيلَ [2688] وَرَاءَ
ظُهُورِهِمْ ، وَشَوَّهُوا بِإِعْفَاءِ
الشُّعُورِ [2689] مَحَاسِنَ
خَلْقِهِمُ ، ابْتِلاَءً عَظِيماً ،
وَامْتِحاناً شَدِيداً ، وَاخْتِبَاراً
مُبِيناً ، وَتَمْحِيصاً بَلِيغاً ،
جَعَلَهُ اللهُ سَبَباً لِرَحْمَتِهِ ،
وَوُصْلَةً إِلَى جَنَّتِهِ . وَلَوْ أَرَادَ
سُبْحَانَهُ أَنْ يَضَعَ بَيْتَهُ
الْحَرَامَ ، وَمَشَاعِرَهُ الْعِظَامَ ،
بَيْنَ جَنَّات وَأنهَار ، وَسَهْل
وَقَرَارِ [2690] ، جَمِّ [2691]
الاَْشْجَارِ دَانِي الثمَارِ ، مُلْتَفّ
الْبُنَى [2692] ، مُتَّصِلِ
الْقُرَى ، بَيْنَ بُرَّة [2693] سَمْرَاءَ ،
وَرَوْضَة خَضْرَاءَ ، وَأَرْيَاف [2694]
مُحْدِقَة ، وَعِرَاص [2695] مُغْدِقَة [2696]
، وَرِيَاض ) وزروع (نَاضِرَة ، وَطُرُق
عَامِرَة ، لَكَانَ قَدْ صَغَّرَ قَدْرَ
الْجَزَاءِ عَلَى حَسَبِ ضَعْفِ الْبَلاَءِ .
وَلَوْ كَانَ الاِْسَاسُ [2697] الْمحْمُولُ
عَلَيْهَا ، وَالاَْحْجَارُ الْمَرْفُوعُ
بِهَا ، بَيْنَ زُمُرُّدَة خَضْرَاءَ ،
وَيَاقُوتَة حَمْرَاءَ ، وَنُور وَضِيَاء ،
لَخَفَّفَ ذلِكَ مُصَارَعَةَ الشَّكِّ فِي
الصُّدُورِ ، وَلَوَضَعَ مُجَاهَدَةَ
إِبْلِيسَ عَنِ الْقُلُوبِ ، وَلَنَفَى
مُعْتَلَجَ [2698] الرَّيْبِ مِنَ
الْنَّاس ، وَلكِنَّ اللهَ يَخْتَبِرُ
عِبَادَهُ بِأَنْوَاعِ الشَّدَائِدِ ،
وَيَتَعَبَّدُهُمْ بِأنـْوَاعِ المَجَاهِدِ
، وَيَبْتَلِيهِمْ بِضُرُوبِ الْمَكَارِهِ ،
إِخْرَاجاً لِلتَّكَبُّرِ مِنْ قُلُوبِهِمْ
، وَإِسْكَاناً لِلتَّذَلُلِ فِي نُفُوسِهمْ ،
وَلِيَجْعَلَ ذلِكَ أَبْوَاباً فُتُحاً [2699]
إِلَى فَضْلِهِ ، وَأَسْبَاباً ذُلُلاً
لِعَفْوِهِ .
[2606] القاصعة: من قصع
فلان فلاناً: أي حقّره ، لانه عليه السلام
حقر فيها حال المتكبرين .
[2607] العَصَبية:
الاعتزاز بالعصبة وهي قوم الرجل الذين
يدافعون عنه . واستعمال قوتهم في الباطل
والفساد فهي هنا عصبية الجهل .
[2608] الحِمَى: ما
حَمَيْتَه عن وصول الغير اليه والتصرف فيه .
[2609] اصطفاهما: اختارهما .
[2610] ص: 73 .
[2611] الرُوَاء ـ بضم
ففتح ـ: حُسْن المنظر .
[2612] العَرْف ـ بالفتح ـ: الرائحة .
[2613] أحبَطَ عَمَلَهُ:
أضاع عمله .
[2614] الهَوَادة ـ
بالفتح ـ: اللين والرخصة .
[2615] يُعْديكم بدائه:
أي يصيبكم بشيء من دائه بالمخالطة كما يعدي
الاجرب السليم ، والضمير لابليس .
[2616] يستفزّكم: يستنهضكم لما يريد .
[2617] أجلَبَ عليكم
بخيله: أي رُكْبَانه ، ورَجِلِه: أي مُشاته ،
والمراد أعوان السوء .
[2618] فَوّقَ السهمَ: جعل له فُوقاً ،
والفُوق موضع الوتر من السهم .
[2619] أغرقَ النازعُ:
إذا استوفى مدّ قوسه .
[2620] النزع في القوس: مدّها .
[2621] الحجر: 39 .
[2622] الجامحة : من «جَمَحَ
الفرس» ، وأراد بها هنا انقياد الطائفة التي
لم تطعه .
[2623] الطَماعيَة: الطمع .
[2624] «نجمَت من السرّ
الخفيّ إلى الامر الجَليّ»: أي بعد أن كانت
وسوسة في الصدور ، وهمساً في القول ، ظهرت
إلى المجاهرة بالنداء ورفع الايدي بالسلاح .
[2625] دَلَفَت الكتيبة
في الحرب: تقدمت .
[2626] أقْحَمُوكم: أدخلوكم بغتة .
[2627] الوَلَجَات ـ جمع وَلجة -: بالتحريك
كهف يستتر فيه المارة من مطر ونحوه .
[2628] أوْطَأه : أركبه .
[2629] إثْخَان الجِرَاحة: المبالغة فيها
، أي أركبوكم الجراحات البالغة ، كناية عن
إشعال الفتنة بينهم حتى يتقاتلوا .
[2630] الخزائم ـ جمع
خِزَامة ككتابة ـ: وهي حَلْقة توضع في وترة
أنف البعير فيشد فيها الزمام .
[2631] أوْرَى: أي أشدّ
قدحاً للنار .
[2632] مُنَاصِبِين: مجاهرين لهم
بالعداوة .
[2633] مُتَألِّبين:
مجتمعين .
[2634] حَدّكم: غضبكم وحدّتكم .
[2635] جَدّكم ـ بفتح الجيم ـ: أي قطعكم ،
يريد قطع الوصلة بينكم وبينه .
[2636] البَنَان:
الاصابع .
[2637] حَوْمَة الشيء: معظمه وأشدّ موضع
فيه . وأكثر مايستعمل في حومة القتال والبحر
والرمل .
[2638] النَخْوة: التكبر
والتعاظم .
[2639] النَزْعة: المرة من النَزْع بمعنى
الافساد .
[2640] النَفْثة: النفخة .
[2641] المَسْلَحة:
الثغر يدافع العدو عنده والقوم ذووا السلاح .
[2642] أمْعَنْتم:
بالَغتم .
[2643] المصارحة: التظاهر .
[2644] المَلاقِح ـ جمع
مُلْقَح كمُكْرَم: الفحول التي تلقح الاناث
وتستولد الاولاد .
[2645] الشَنَآن: البغض .
[2646] أعْنَقُوا: من
أعْنَقَت الثريا: غابت . أي غابوا واختفوا .
[2647] الحَنَادِس ـ جمع حِنْدِس بكسر
الحاء ـ: الظلام الشديد .
[2648] المَهَاوِي ـ جمع
مَهْواة ـ: الهوة التي يتردى فيها الصيد .
[2649] الذُلُل ـ جمع ذَلُول ـ من الذُلّ ـ
بالضم ـ ضد الصعوبة ، والسِياق هنا السَوْق .
[2650] سُلُس ـ بضمتين - جمع سَلِس ،
كَكَتِف ـ: وهو الشيء السهل .
[2651] الهجِينة: الفعلة
القبيحة المستهجنة .
[2652] الالا ء: النعم .
[2653] اعْتزاء
الجاهلية: تفاخرهم بأنسابهم ، كل منهم يعتزي
أي ينتسب إلى أبيه وما فوقه من أجداده .
[2654] الادْعِياء ـ جمع
دَعِيّ ـ: وهو من ينتسب إلى غير أبيه ،
والمراد منهم الاخِسّاء المنتسبون إلى
الاشراف ، والاشرار المنتسبون إلى الاخيار .
[2655] «شربتم بصفْوِكم كَدَرَهم»: أي
خلطوا صافيَ إخلاصكم بكَدَرِ نفاقهم ،
وبسلامة أخلاقكم مرضَ أخلاقهم .
[2656] أساس ـ بالمد ـ : -
جمع أساس ـ دِعامة الشيء .
[2657] الاحْلاس ـ جمع
حِلْس بالكسر : كساء رقيق يكون على ظهر
البعير ملازماً له ، فقيل لكل ملازم لشيء : هو
حِلْسُهُ . والعقوق : العصيان .
[2658] النَبْلَ ـ
بالفتح ـ: السهام .
[2659] المَثُلات ـ بفتح
فضم ـ: العقوبات .
[2660] مَثَاوِي ـ جمع مَثْوَى ـ: بمعنى
المنزل . ومنازل الخُدود: مواضعها من الارض
بعد الموت .
[2661] مصارع الجُنُوب:
مطارحها على التراب .
[2662] لواقِح الكبر: محدثاته في النفوس .
[2663] الَمخْمَصَة:
الجوع .
[2664] الَمجْهَدَة:
المشقة .
[2665] محض اللبن: تحريكه ليخرج زُبْدُه .
والمكاره تستخلص إيمان الصادقين وتظهر
مزاياهم العقلية والنفسية .
[2666] المؤمنون: 55 .
[2667] الذِهْبَانُ ـ
بكسر الذال ـ: جمع ذهب .
[2668] العِقْيَان: نوع
من الذهب ينمو في معدنه .
[2669] سَقَط البَلاء:
أي الامتحان الذي به يتميز الخبيث من الطيب .
[2670] خَصَاصَة: فقر
وحاجة .
[2671] النَتَائِق ـ جمع
نَتِيقة ـ: البقاع المرتفعة . ومكة مرتفعة
بالنسبة لما انحط عنها من البلدان .
[2672] المَدَر: قطع الطين اليابس . وأقل
الارض مَدَراً لا ينبت إلا قليلاً .
[2673] دَمِثَة: لَيّنَة
يصعب السير فيها والاستنبات منها .
[2674] وَشِلَة ـ كفرحة ـ: قليلة الماء .
[2675] لا يزْكو: لا ينمو
. والخُفّ عبارة عن الجمال . والحافر عبارة عن
الخيل وما شاكلها . والظِلْف عبارة عن البقر
والغنم ، تعبير عن الحيوان بما رُكّبت عليه
قوائمه .
[2676] ثَنى عِطْفَه
اليه: مال وتوجه اليه .
[2677] مُنْتَجَع الاسْفار: محل الفائدة
منها .
[2678] مُلْقى : مصدر
ميمي من ألقى أي نهاية حصر حالهم عن ظهور
إبلهم .
[2679] تَهْوِي: تسرع سيراً اليه . والمراد
بالثمار هنا الارواح .
[2680] المَفَاوِز ـ جمع مَفازة ـ: الفلاة
لا ماء بها .
[2681] السحيقة: البعيدة .
[2682] المَهَاوِي ـ
كالهُوّات ـ: مُنْخفضات الاراضي .
[2683] الفِجاج: الطرق الواسعة بين الجبال
.
[2684] مَنَاكِبهم : رؤوس أكتافهم .
[2685] الرَمَل: ضرب من
السير فوق المشي ودون الجرْي .
[2686] الاشْعَث: المنتشر الشعر مع تلبّد
فيه .
[2687] الاغْبر: من عَلا بَدَنَهُ
الغُبارُ .
[2688] السَرَابِيل:
الثياب .
[2689] إعْفاء الشعور: تركها بلا حلق ولا
قص .
[2690] القَرار: المطمئن
من الارض .
[2691] جمّ الاشجار: كثيرها .
[2692] البُنى ـ جمع
بُنْيَة بضم الباء وكسرها ـ: ما ابتنيته .
وملتفّ البُنى: كثير العمران .
[2693] البُرّة: الحِنْطة ، والسمراء
أجْوَدُها .
[2694] الارْياف:
الاراضي الخِصْبة .
[2695] العِراص ـ جمع عَرْصة ـ: الساحة ليس
بها بناء .
[2696] المُغْدِقة: من «أغْدَقَ المطرُ»
كثر مَاؤه .
[2697] الاساس ـ بكسر
الهمزة جمع أُسّ مثلثها ، أو أساس .
[2698] مُعْتَلَج : مصدر
ميمي من الاعتلاج : الالتطام . اعتلجت
الامواج : التطمت ، أي : زال تلاطم الريب
والشك من صدور الناس .
[2699] فُتُحاً ـ بضمتين
ـ: أي مفتوحة واسعة .