ومن خطبة له عليه السلام - خطبه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خطبه - نسخه متنی

السید جعفر الحسینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

1)

ومن خطبة له عليه السلام

يذكر فيها ابتداءَ خلق السماءِ والاَرض ،
وخلق آدم ،
وفيها ذكر الحجّ وتحتوي على
حمد الله ، وخلق العالم ، وخلق الملائكة ،
واختيار الانبياء ، ومبعث النبي ،
والقرآن ، والاحكام الشرعية

الحَمْدُ
للهِ الَّذِي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ
الْقَائِلُونَ ، وَلاَ يُحْصِى
نَعْمَاءَهُ الْعَادُّونَ ، وَلاَ
يُؤَدِّي حَقَّهُ المُجْتَهِدُونَ )

الجاهدون( ،
الَّذِي لاَ يُدْرِكُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ ،
وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الْفِطَنِ ،
الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ ،
وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ ، وَلاَ وَقْتٌ
مَعْدُودٌ ، وَلاَ أَجَلٌ مَمْدُودٌ .
فَطَرَ [49]
الْخَلائِقَ بِقُدْرَتِهِ ، وَنَشَرَ
الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ وَوَتَّدَ [50]
بالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِهِ [51] .

أَوَّلُ
الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ ، وَكَمَالُ
مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ ،
وَكَمَالُ التَّصْدِيقِ بهِ تَوْحِيدُهُ ،
وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الاِْخْلاصُ لَهُ ،
وَكَمَالُ الاِْخْلاصِ لَهُ نَفْيُ
الصِّفَاتِ عَنْهُ لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَة
أَنَّها غَيْرُ الْمَوْصُوفِ ،
وَشَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوف أَنَّهُ غَيْرُ
الصِّفَةِ . فَمَنْ وَصَفَ اللهَ
سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ ، وَمَنْ
قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ ، وَمَنْ
ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ ، وَمَنْ
جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ ، وَمَنْ
جَهِلَهُ فَقَدْ أَشَارَ إلَيْهِ ، وَمَنْ
أَشَارَ إلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ ، وَمَنْ
حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ . وَمَنْ قَالَ «فِيمَ ؟»
فَقَدْ ضَمَّنَهُ ، وَمَنْ قَالَ «عَلاَمَ ؟»
فَقَدْ أَخْلَى مِنْهُ . كائِنٌ لاَ عَنْ
حَدَث [52] ،
مَوْجُودٌ لاَ عَنْ عَدَم . مَعَ كُلِّ
شَىْء لاَ بِمُقَارَنَة ، وَغَيْرُ كُلِّ
شَىْء لاَ بِمُزَايَلَة [53] ، فَاعِلٌ لاَ
بِمَعْنَى الْحَرَكَاتِ وَالاْلَةِ بَصِيرٌ
إذْ لاَ مَنْظُورَ إلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ ،
مُتَوَحِّدٌ إذْ لاَ سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ
بهِ وَلاَ يَسْتَوْحِشُ لِفَقْدِهِ .

خلق
العالم

أَنْشَأَ
الْخَلْقَ إنْشَاءً ، وَابْتَدَأَهُ
ابْتِدَاءً ، بِلاَ رَوِيَّة [54]
أَجَالَهَا ، وَلاَ تَجْرِبَة
اسْتَفَادَهَا ، وَلاَ حَرَكَة
أَحْدَثَها ، وَلاَ هَمَامَةِ [55] نَفْس
اضْطَرَبَ فِيهَا . أَحَالَ الاَْشْيَاءَ
لاَِوْقَاتِها ، وَلاَمَ [56] بَيْنَ
مُخْتَلِفَاتِهَا ، وَغَرَّزَ [57]
غَرائِزَهَا ، وَألْزَمَهَا أَشْبَاحَهَا ،
عَالِماً بِهَا قَبْلَ ابْتِدَائِهَا ،
مُحِيطاً بِحُدُودِها وَانْتِهَائِهَا ،
عَارفاً بِقَرائِنِهَا ، وَأَحْنَائِهَا [58] )

أجنائها( .
ثُمَّ أَنْشَأَ ـ سُبْحَانَهُ ـ فَتْقَ
الاَْجْواءِ ، وَشَقَّ الاَْرْجَاءِ
وَسَكَائِكَ [59] الْهَوَاءِ ،
فَأَجْرَى )

أجاز( فِيهَا مَاءً مُتَلاطِماً
تَيَّارُهُ [60] مُتَرَاكِماً
زَخَّارُهُ [61] . حَمَلَهُ عَلَى
مَتْنِ الرِّيحِ الْعَاصِفَةِ ،
واَلزَّعْزَعِ [62] الْقَاصِفَةِ ،
فَأَمَرَهَا بِرَدِّهِ ، وَسَلَّطَهَا
عَلَى شَدِّهِ ، وَقَرَنَهَا إلَى حَدِّهِ .
الْهَوَاءُ مِنْ تَحْتِها فَتِيقٌ [63] ،
وَالْمَاءُ مِنْ فَوْقِهَا دَفِيقٌ [64] . ثُمَّ
أَنْشَأَ سُبْحَانَهُ رِيحاً اعْتَقَمَ
مَهَبَّهَا [65] ، وَأَدَامَ
مُرَبَّهَا [66] ، وَأَعْصَفَ
مَجْرَاها ، وَأَبْعَدَ مَنْشَاهَا ،
فَأَمَرَها بِتَصْفِيقِ [67] الْمَاءِ
الزَّخَّارِ ، وَإِثَارَةِ مَوْجِ
الْبِحَارِ ، فَمَخَضَتْهُ [68] مَخْضَ
السَّقَاءِ وَعَصَفَتْ بهِ عَصْفَهَا
بِالْفَضَاءِ . تَرُدُّ أَوَّلَهُ إلَى
آخِرِهِ ، وَسَاجِيَهْ )

ساكنه [69] ( إلَى
مَائِرِهِ [70] ، حَتَّى عَبَّ
عُبَابُهُ ، وَرَمَى بالزَّبَدِ
رُكَامُهُ [71] ، فَرَفَعَهُ في
هَواء مُنْفَتِق ، وَجَوٍّ مُنْفَهِق [72] ،
فَسَوَّى مِنْهُ سَبْعَ سَمَاوَات ،
جَعَلَ سُفْلاَهُنَّ مَوْجاً مَكْفُوفاً [73] ،
وَعُلْيَاهُنَّ سَقْفاً مَحْفُوظاً ،
وَسَمْكاً مَرْفُوعاً ، بِغَيْرِ عَمَد
يَدْعَمُهَا وَلاَ دِسَار [74] يَنْظِمُهَا .
ثُمَّ زَيَّنَهَا بِزِينَةِ الْكَواكِبِ ،
وَضِيَاءِ الثَّواقِبِ [75] ، وَأَجْرَى
فِيهَا سِرَاجاً مُسْتَطِيراً [76] ،
وَقَمَراً مُنِيراً في فَلَك دَائِر ،
وَسَقْف سَائِر ، وَرَقِيم [77] مَائِر .

خلق
الملائكة

ثُمَّ
فَتَقَ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ الْعُلاَ ،
فَمَلاََهُنَّ أَطْواراً مِنْ مَلائِكَتِهِ ،
مِنْهُمْ سُجُودٌ لاَ يَرْكَعُونَ ،
وَرُكُوعٌ لاَ يَنْتَصِبُونَ ،
وَصَافُّونَ [78] لاَ
يَتَزاَيَلُونَ [79] ،
وَمُسَبِّحُونَ لاَ يَسْأَمُونَ ، لاَ
يَغْشَاهُمْ نَوْمُ الْعُيُونِ ، وَلاَ
سَهْوُ الْعُقُولِ ، وَلاَ فَتْرَةُ
الاَبْدَانِ ، وَلاَ غَفْلَةُ
النِّسْيَانِ . وَمِنْهُمْ أُمَنَاءُ
عَلَى وَحْيِهِ ، وأَلْسِنَةٌ إلَى
رُسُلِهِ ، وَمُخْتَلِفُونَ )

متردّدون (بِقَضَائِهِ
وَأَمْرِهِ ، وَمِنْهُمُ الْحَفَظَةُ
لِعِبَادِهِ وَالسَّدَنَةُ )

السَّنَدَة( [80]
لاَِبْوابِ جِنَانِهِ . وَمِنْهُمُ
الثَّابِتَةُ في الاَْرَضِينَ السُّفْلَى
أَقْدَامُهُمْ ، وَالْمَارِقَةُ مِنَ
السَّمَاءِ الْعُلْيَا أَعْنَاقُهُمْ ،
وَالْخَارِجَةُ مِنَ الاَْقْطارِ
أَرْكانُهُمْ ، وَالْمُنَاسِبَةُ
لِقَوَائِمِ الْعَرْشِ أَكْتَافُهُمْ .
نَاكِسَةٌ دُونَهُ أَبْصَارُهُمْ ،
مُتَلَفِّعُونَ [81] تَحْتَهُ
بِأَجْنِحَتِهِمْ مَضْرُوبَةٌ بَيْنَهُمْ
وَبَيْنَ مَنْ دُونَهُمْ حُجُبُ الْعِزَّةِ ،
وَأَسْتَارُ الْقُدْرَةِ . لاَ
يَتَوَهَّمُونَ رَبَّهُمْ بالتَّصْوِيرِ ،
وَلاَ يُجْرُونَ عَلَيْهِ صِفَاتِ
الْمَصْنُوعِينَ )

المخلوقين( ، وَلاَ
يَحُدُّونَهُ بِالاَمَاكِنِ ، وَلاَ
يُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِالنَّظَائِرِ .

صفة
خلق آدم عليه السلام

ثُمَّ
جَمَعَ سُبْحَانَهُ مِنْ حَزْنِ [82]
الاَْرْضِ وَسَهْلِهَا ، وَعَذْبِهَا
وَسَبَخِهَا [83] ، تُرْبَةً
سَنَّهَا )

سنّاها( [84] بالْمَاءِ حَتَّى
خَلَصَتْ ، وَلاَطَهَا [85] بِالْبَلَّةِ [86]
حَتَّى لَزَبَتْ [87] ، فَجَبَلَ
مِنْهَا صُورَةً ذاتَ أَحْنَاء [88] وَوُصُول ،
وَأَعْضَاء وَفُصُول : أَجْمَدَهَا حَتَّى
اسْتَمْسَكَتْ ، وَأَصْلَدَهَا [89] حَتَّى
صَلْصَلَتْ [90] ، لِوَقْت
مَعْدُود ، وَأَمَد )

أجَل (مَعْلُوم ;
ثُمَّ نَفَخَ فِيهَا مِنْ رُوحِهِ
فَمَثُلَتْ )

فتمثلّت( [91] إنْساناً ذَا
أَذْهَان يُجيلُهَاوَفِكَر يَتَصَرَّفُ
بِهَا ، وَجَوَارِحَ يَخْتَدِمُهَا [92] ،
وَأَدَوَات يُقَلِّبُهَا ، وَمَعْرِفَة
يَفْرُقُ بِهَا بَيْنَ الْحَقِّ
وَالْبَاطِلِ ، وَالاَْذْوَاقِ
وَالْمَشامِّ ، والاْلْوان وَالاَْجْنَاس
مَعْجُوناً بطِينَةِ الالْوان
المُخْتَلِفَةِ ، وَالاَشْبَاهِ
المُؤْتَلِفَةِ )

المتفقة(وَالاَْضْدَادِ
الْمُتَعَادِيَةِ ، وَالاَْخْلاطِ
الْمُتَبَايِنَةِ ، مِنَ الْحَرِّ
وَالْبَرْدِ ، وَالْبَلَّةِ وَالْجُمُودِ ،
وَاسْتَأْدَى [93] اللهُ سُبْحَانَهُ
الْمَلائِكَةَ وَدِيعَتَهُ لَدَيْهِمْ ،
وَعَهْدَ وَصِيَّتِهِ إلَيْهِمْ ، في
الاِْذْعَان بالسُّجُودِ لَهُ ،
وَالخُنُوعِ )

والخشوعِ( لِتَكْرِمَتِهِ ،
فَقَالَ سُبْحَانَهُ : (اسْجُدُوا لادَمَ
فَسَجَدُوا إلاَّ إبْلِيسَ)

[94]
اعْتَرَتْهُ الْحَمِيَّةُ ، وَغَلَبَتْ
عَلَيْهِ الشِّقْوَةُ ، وَتَعَزَّزَ
بِخِلْقَةِ النَّارِ ، وَاسْتَوْهَنَ
خَلْقَ الصَّلْصَالِ ، فَأَعْطَاهُ اللهُ
النَّظِرَةَ اسْتِحْقَاقاً لِلسُّخْطَةِ ،
وَاسْتِتْمَاماً لِلْبَلِيَّةِ ،
وَإنْجازاً لِلْعِدَةِ ، فَقَالَ : (
إنَّكَ مِنَ المُنْظَرِينَ إلَى يَوْمِ
الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ )

[95] .

ثُمَّ
أَسْكَنَ سُبْحَانَهُ آدَمَ دَاراً أَرْغَدَ
فِيها عَيْشَهُ ، وَآمَنَ فِيهَا
مَحَلَّتَهُ ، وَحَذَّرَهُ إبْلِيسَ
وَعَدَاوَتَهُ ، فَاغْتَرَّهُ [96]
عَدُوُّهُ نَفَاسَةً عَلَيْهِ بِدَارِ
الْمُقَامِ ، وَمُرَافَقَةِ
الاَْبْرَارِفَباعَ الْيَقِينَ بِشَكِّهِ ،
وَالْعَزِيمَةَ بِوَهْنِهِ ،
وَاسْتَبْدَلَ بِالْجَذَلِ [97] وَجَلاً [98] وَبِالاِغْتِرَارِ
نَدَماً . ثُمَّ بَسَطَ اللهُ سُبْحَانَهُ
لَهُ في تَوْبَتِهِ ، وَلقَّاهُ كَلِمَةَ
رَحْمَتِهِ ، وَوَعَدَهُ الْمَرَدَّ إلَى
جَنَّتِهِ ، وَأهْبَطَهُ إلَى دَارِ
الْبَلِيَّةِ ، وَتَنَاسُلِ
الذُّرِّيَّةِ .

اختيار
الانبياء

وَاصْطَفَى سُبْحَانَهُ مِنْ وَلَدِهِ
أَنْبِيَاءَ أخَذَ عَلَى الْوَحْيِ
مِيثَاقَهُمْ [99] ، وَعَلَى
تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ أَمَانَتَهُمْ )

إيمانهم( ،
لَمَّا بَدَّلَ أَكْثَرُ خَلْقِهِ عَهْدَ
اللهِ إلَيْهِمْ فَجَهِلُوا حَقَّهُ
وَاتَّخَذُوا الاَْنْدَادَ [100] مَعَهُ ،
وَاجْتَالَتْهُمُ [101] )

احْتَالَتْهُمُ(
الشَّيَاطِينُ عَنْ
مَعْرِفَتِهِوَاقْتَطَعَتْهُمْ عَنْ
عِبَادَتِهِ ، فَبَعَثَ فِيهمْ رُسُلَهُ ،
وَوَاتَرَ [102] إلَيْهِمْ
أنْبِيَاءَهُ ، لِيَسْتَأْدُوهُمْ
مِيثَاقَ فِطْرَتِهِ ، وَيُذَكِّرُوهُمْ
مَنْسِىَّ نِعْمَتِهِ ، وَيَحْتَجُّوا
عَلَيْهِمْ بالتَّبْلِيغِ ، وَيُثِيرُوا
لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ ،
وَيُرُوهُمْ آيَاتِ الْمَقْدِرَةِ : مِنْ
سَقْف فَوْقَهُمْ مَرْفُوع ، وَمِهَاد
تَحْتَهُمْ مَوْضُوع ، وَمَعَايِشَ
تُحْيِيهِمْ ، وَآجَال تُفْنِيهمْ ،
وَأَوْصَاب [103] تُهْرِمُهُمْ
وَأَحْدِاث تَتَابَعُ عَلَيْهِمْ ; وَلَمْ
يُخْلِ اللهُ سُبْحَانَهُ خَلْقَهُ مِنْ
نَبِىٍّ مُرْسَل أَوْ كِتَاب مُنْزَل ،
أوْ حُجَّة لاَزِمَة ، أَوْ مَحَجَّة [104]
قَائِمَة : رُسُلٌ لا تُقَصِّرُ بِهِمْ
قِلَّةُ عَدَدِهِمْ ، وَلاَ كَثْرَةُ
الْمُكَذِّبِينَ لَهُمْ : مِنْ سَابِق
سُمِّيَ لَهُ مَنْ بَعْدَهُ ، أَوْ غَابِر
عَرَّفَهُ مَنْ قَبْلَهُ : عَلَى ذلِكَ
نَسَلَتِ [105] الْقُرُونُ ،
وَمَضَتِ الدُّهُورُ ، وَسَلَفَتِ
الابَاءُوَخَلَفَتِ الاَْبْنَاءُ .

مبعث
النبي

إلَى أَنْ
بَعَثَ اللهُ سُبْحَانَهُ مُحَمَّداً
رَسُولَ الله صلى الله عليه واله لاِِنْجَازِ
عِدَتِهِ [106] ، وَإتْمَامِ
نُبُوَّتِهِ ، مَأْخُوذاً عَلَى
النَّبِيِّينَ مِيثَاقُهُ ، مَشْهُورَةً
سِمَاتُهُ [107] ، كَرِيماً
مِيلادُهُ . وَأَهْلُ الاَْرْضِ يَوْمَئِذ
مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ ، وَأَهْوَاءٌ
مُنْتَشِرَةٌ ، وَطَرَائِقُ
مُتَشَتِّتَةٌ ، بَيْنَ مُشَبِّه للهِ
بِخَلْقِهِ ، أَوْ مُلْحِد [108] في
اسْمِهِ ، أَوْ مُشِير إلَى غَيْرِهِ ،
فَهَداهُمْ بهِ مِنَ الضَّلاَلَةِ ،
وَأَنْقَذَهُمْ بِمَكانِهِ مِنَ
الْجَهَالَةِ . ثُمَّ اخْتَارَ
سُبْحَانَهُ لِمُحَمَّد صلى الله عليه واله
لِقَاءَهُ ، وَرَضِيَ لَهُ مَا عِنْدَهُ ،
وَأَكْرَمَهُ عَنْ دَارِ الدُّنْيَا ،
وَرَغِبَ بِهِ عَنْ مَقَامِ الْبَلْوَى ،
فَقَبَضَهُ إلَيْهِ كَرِيماً صلى الله عليه
واله ، وَخَلَّفَ فِيكُمْ مَا خَلَّفَتِ
الاَْنْبِيَاءُ في أُمَمِها ، إذْ لَمْ
يَتْرُكوهُمْ هَمَلاً ، بغَيْر طَريق
وَاضِح ، وَلاَ عَلَم قَائِم [109] :

القرآن
والاحكام الشرعية

كِتَابَ
رَبِّكُم فِيكُمْ : مُبَيِّناً حَلالَهُ
وَحَرَامَهُ ، وَفَرَائِضَهُ
وَفَضَائِلَهُ ، وَنَاسِخَهُ
وَمَنْسُوخَهُ [110] ، وَرُخَصَهُ
وَعَزَائِمَهُ [111] ، وَخَاصَّهُ
وَعامَّهُ ، وَعِبَرَهُ وَأَمْثَالَهُ
وَمُرْسَلَهُ وَمَحْدُودَهُ [112] ،
وَمُحْكَمَهُ وَمُتَشَابِهَهُ [113] ،
مُفَسِّراً مُجْمَلَهُ ، وَمُبَيِّناً
غَوَامِضَهُ ، بَيْنَ مَأْخُوذ مِيثَاقُ
عِلْمِهِ ، وَمُوَسَّع عَلَى الْعِبَادِ
في جَهْلِهِ [114] ، وَبَيْنَ
مُثْبَت في الْكِتَابِ فَرْضُهُ ،
وَمَعْلُوم في السُّنَّةِ نَسْخُهُ ،
وَواجب في السُّنَّةِ أَخْذُهُوَمُرَخَّص في
الْكِتابِ تَرْكُهُ ، وَبَيْنَ وَاجِب
بَوَقْتِهِ ، وَزَائِل في مُسْتَقْبَلِهِ .
وَمُبَايَنٌ بَيْنَ مَحَارِمِهِ ، مِنْ
كَبير أوْعَدَ عَلَيْهِ نِيرَانَهُ ، أَوْ
صَغِير أَرْصَدَ لَهُ غُفْرَانَهُ ،
وَبَيْنَ مَقْبُول في أَدْنَاهُ مُوَسَّع في
أَقْصَاهُ .

ومنها
في ذكر الحج

وَفَرَضَ
عَلَيْكُمْ حَجَّ بَيْتِهِ الْحَرَامِ ،
الَّذِي جَعَلَهُ قِبْلَةً لِلاَْنامِ ،
يَرِدُونَهُ وُرُودَ الاَْنْعَامِ ،
وَيَأْلَهُونَ إلَيْهِ وُلُوهَ الْحَمَامِ [115] ،
وَجَعَلَهُ سُبْحَانَهُ عَلاَمَةً
لِتَوَاضُعِهمْ لِعَظَمَتِهِ ،
وَإذْعَانِهمْ لِعِزَّتِهِ ، وَاخْتَارَ
مِنْ خَلْقِهِ سُمَّاعاً أَجَابُوا إلَيْهِ
دَعْوَتَهُوَصَدَّقُوا كَلِمَتَهُ ،
وَوَقَفُوا مَوَاقِفَ أَنْبِيَائَـهِ ،
وَتَشَبَّهُوا بِمَلاَئَكَتِهِ
الْمُطِيفِينَ بِعَرْشِهِ . يُحْرِزُونَ
الاَْرْبَاحَ في مَتْجَرِ عِبادَتِهِ ،
وَيَتَبادَرُونَ عِنْدَهُ مَوْعِدَ
مَغْفِرَتِهِ ، جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى لِلاِسْلاَمَ عَلَماً ،
وَلِلْعَائِذِينَ حَرَماً ، فَرَضَ
حَقَّهُ وَأَوْجَبَ حَجَّهُ ، وَكَتَبَ
عَلَيْكُمْ وِفَادَتَهُ [116] ، فَقَالَ
سُبْحَانَهُ : (وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ
الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ
سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ
غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)

[117] .

[49] فَطَرالخلائقَ :
ابتدعها على غير مثال سبق.

[50] وتَّدَ : بالتشديد
والتخفيف ثبّت.

[51] مَيَدان أرضه : تحرّكها بتمايل.

[52] لا عن حَدَث : لا عن
إيجاد موجد.

[53] المُزَايَلَة :
المفارقة والمُبَايَنَة .

[54] الرَوِيَّة : الفكر ،
وأجالها : أدارها ورَدّدَها .

[55] هَمَامَة النفس : -
بفتح الهاء - اهتمامها بالامر ، وقصدها
اليه .

[56] لاَمَ : قَرَن .

[57] غَرّزَ غرائزها : أودع فيها طباعها.

[58] القرائن : هنا جمع
قَرُونة وهي النفس، والاحْنَاء : جمع حِنْو
بالكسر : وهو الجانب.

[59] السكائك : جمع
سُكاكة - بالضم - وهي الهواء الملاقي عنان
السماء.

[60] التيّار: هنا الموج.

[61] الزّخّار : الشديد
الزخر، أي الامتداد والارتفاع.

[62] الزّعْزَع : الريح التي تزعزع كل
ثابت.

[63] الفتيق : المفتوق.

[64] الدفيق : المدفوق.

[65] اعْتَقَمَ مَهَبّها : جعل هبوبها
عقيماً، والريح العقيم التي لا تلقح سحاباً
ولا شجراً.

[66] مُرَبّها :
بضم الميم، مصدر ميمي من أرَبّ بالمكان :
لازمه، فالمُرَبّ : المُلازَمة.

[67] تَصْفيق الماء : تحريكه وتقليبه.

[68] مَخَضَتْهُ :
حرّكته بشدّة كما يُمْخَضُ السّقاء.

[69] الساجي : الساكن.

[70] المائر : الذي يذهب ويجي.

[71] رُكامُهُ :
ماتراكم منه بعضه على بعض.

[72] اُلمنْفَهِقُ :
المفتوح الواسع .

[73] المكفوف : الممنوع من السّيَلان.

[74] الدّسَار: واحد
الدّسُر، وهي المسَامير.

[75] الثّوَاقب :
المنيرة المشرقة.

[76] مُسْتَطِيراً :
منتشر الضياء، وهو الشمس.

[77] الرّقِيمُ : اسم من اسماء الفلك :
سُمّي به لانه مرقوم بالكواكب.

[78] صَافّونَ :
قائمون صفوفاً.

[79] لا
يَتَزَايَلُونَ : لا يتفارقون.

[80]
السَّدَنَة : جمع : سَادن وهو الخادم.

[81] مُتَلَفّعون : من
تلَفّعَ بالثوب إذا إلتحف به.

[82] حَزْنُ
الارض : وَعْرُها.

[83] سَبَخُ الارض : ماملح منها.

[84] سَنّ الماء : صَبّه.

[85] لاطَها : خَلَطَها وعَجَنَها.

[86] البَلّة : بالفتح من البَلَل.

[87] لَزَبَ : من باب نصر، بمعنى التصق
وثبت واشتد.

[88] الاحْنَاء : جمع
حِنْو - بالكسر - وهو الجانب من البدن.

[89] أصْلَدَها : جعلها
صُلْبَةً ملساء متينة.

[90] صَلْصَلَتْ : يَبِسَتْ حتى كانت
تُسمع لها صَلْصَلَةٌ إذا هبت عليها الرياح.

[91] مَثُلَ : ككرُم
وفَتَحَ : قام مُنْتَصِباً.

[92] يَخْتَدِمُها :
يجعلها في خدمة مآربه.

[93] اسْتَأدَى
الملائكةَ وديعَتَهُ : طالبهم بأدائها.

[94] البقرة : 34 .

[95] الحجر : 37 .

[96] اغْتَرّه آدمَ
عدوّهُ الشيطانُ: أي انتهز منه غِرّةً
فأغواه.

[97] الجَذَل ،
بالتحريك : الفرح.

[98] الوَجَل : الخوف.

[99] ميثاقهم : عهدهم.

[100] الانْدَادُ :
الامثَال، وأراد المعبودين من دونه سبحانه
وتعالى.

[101] اجْتَالَتْهُمْ - بالجيم - صرفتهم
عن قصدهم . وفي بعض النسخ «احتالتهم» من
الحيلة ، اي صرفتهم عن معرفته بالحيلة
والمكر .

[102] وَاتَرَ إليهم
أنبياءهُ : أرسلهم وبين كل نبيّ ومن بعده
فترة. وقوله : «لِيَسْتَأدُونهُمْ» : ليطلبوا
الاداء.

[103] الاوْصَاب :
المتاعب.

[104] اَلمحَجّة :
الطريق القويم الواضح .

[105] نَسَلَتْ :
بالبناء للفاعل: مضت متتابعةً.

[106] الضمير في «عِدَتِهِ»
لله تعالى، والمراد وعد الله بإرسال محمدصلى
الله عليه وآله وسلم على لسان أنبيائه
السابقين.

[107] سِمَاتُهُ :
علاماته التي ذُكِرَتْ في كتب الانبياء
السابقين الذين بشروا به.

[108] اُلملْحِدُ في
اسم الله : الذي يميل به عن حقيقة مسماه.

[109] العَلَمُ : -
بفتحتين - ما يوضع ليُهتدى به.

[110] ناسِخُهُ ومنسوخه
: أحكامه الشرعية التي رفع بعضها بعضاً.

[111] رُخَصَهُ : ما تُرُخّصَ فيه، عكسها
عزائمُهُ.

[112] المُرْسَلْ :
المُطْلَق ، والمحدود : المقيّد.

[113] اُلمحْكَمُ : كقوله تعالى : قل هو
الله احد ، والمتشابه كقوله تعالى : يَدُ
اللهِ فوقَ أيديهم .

[114] المُوَسّعُ على
العباد في جهله : كالحروف المفتتحة بها السور
نحو الم و الر .

[115] يَألَهُونَ إليه :
يَلُوذُون به ويَعْكفون عليه.

[116] الوفَادَة :
الزيارة.

[117] آل عمران : 97 .

/ 35