ومن خطبة له عليه السلام
يصف فيها المتقينروي أن صاحباً لامير المؤمنين عليه
السلام يقال له همام كان رجلاً عابداً ، فقال
له : يا أمير المؤمنين ، صف لي المتقين حتى
كأني أنظر إليهم . فتثاقل عليه السلام عن
جوابه ثم قال : يا همام ، اتق اللهِ وأحسن : فـ (انَّ
اللهَ مَعَ الَّذِينَ اْتَّقَوا وَاْلّذِينَ
هُمْ مُحْسِنُونَ) [2771] . فلم يقنع همام
بهذا القول حتى عزم عليه ، فحمد اللهَ وأثنى
عليه ، وصلى على النبي صلى الله عليه وآله ثم
قال عليه السلام :
أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللهَ
سُبْحَانَهُ وَتَعالَى ، خَلَقَ الْخَلْقَ -
حِينَ خَلَقَهُمْ - غَنِيّاً عَنْ
طَاعَتِهِمْ آمِناً مِنْ مَعْصِيَتِهِمْ ،
لاَِنَّهُ لاَ تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ مَنْ
عَصَاهُ ، وَلاَ تَنْفَعُهُ طَاعَةُ مَنْ
أَطَاعَهُ . فَقَسَمَ بَيْنَهُمْ
مَعَايِشَهُمْ ، وَوَضَعَهُمْ مِنَ
الدُّنْيَا مَوَاضِعَهُمْ .
فَالْمُتَّقُونَ فِيهَا هُمْ أَهْلُ
الْفَضَائِلِ : مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ ،
وَمَلْبَسُهُمُ الاِْقْتِصَادُ [2772] ،
وَمَشْيُهُمُ التَّوَاضُعُ . غَضُّوا
أَبْصَارَهُمْ [2773] عَمَّا حَرَّمَ
اللهُ عَلَيْهِمْ ، وَوَقَفُوا
أَسْمَاعَهُمْ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ
لَهُمْ . نُزِّلَتْ أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ
فِي الْبَلاَءِ كَالَّتِي نُزِّلَتْ فِي
الرَّخَاءِ [2774] . وَلَوْلاَ
الاَْجَلُ الَّذِي كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمْ
لَمْ تَسْتَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ فِي
أَجْسَادِهِمْ طَرْفَةَ عَيْن ، شَوْقاً
إِلَى الثَّوَابِ ، وَخَوْفاً مِنَ
الْعِقَابِ . عَظُمَ الْخَالِقُ فِي
أَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي
أَعْيُنِهِمْ ، فَهُمْ وَالْجَنَّةُ كَمَنْ
قَدْ رَآهَا ، فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ ،
وَهُمْ وَالنَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا ،
فَهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ . قُلُوبُهُمْ
مَحْزُونَةٌ ، وَشُرُورُهُمْ مَأمُونَةٌ ،
وَأَجْسَادُهُمْ نَحِيفَةٌ ،
وَحَاجَاتُهُمْ خَفِيفَةٌ ، وَأَنْفُسُهُمْ
عَفِيفَةٌ . صَبَرُوا أَيَّاماً قَصِيرَةً
أَعْقَبَتْهُمْ رَاحَةً طَوِيلَةً .
تِجَارَةٌ مُرْبِحَةٌ [2775] ، يَسَّرَهَا
لَهُمْ رَبُّهُمْ . أَرَادَتْهُمُ
الْدُّنْيَا فَلَمْ يُرِيدُوهَا ،
وَأَسَرَتْهُمْ فَفَدَوْا أَنْفُسَهُمْ
مِنْهَا .
أَمَّا اللَّيْلُ فَصَافُّونَ
أَقْدَامَهُمْ ، تَالِينَ
لاَِجْزَاءِالْقُرْآنِ يُرَتِّلُونَهَا
تَرْتِيلاً [2776] . يُحَزِّنُونَ
بِهِ أَنْفُسَهُمْ ، وَيَسْتَثِيرُونَ [2777]
بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ . فَإِذَا مَرُّوا
بِآيَة فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا
طَمَعاً ، وَتَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ
إِلَيْهَا شَوْقاً ، وَظَنُّوا أَنَّهَا
نَصْبُ أَعْيُنِهِمْ . وَإِذَا مَرُّوا
بِآيَة فِيهَا تَخْوِيفٌ أَصْغَوْا
إِلَيْهَا مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ ،
وَظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ [2778] جَهَنَّمَ
وَشَهِيقَهَا [2779] فِي أُصُولِ
آذَانِهِمْ ، فَهُمْ حَانُونَ [2780] عَلَى
أَوْسَاطِهِمْ ، مُفْتَرِشُونَ
لِجِبَاهِهِمْ [2781] وَأَكُفِّهِمْ
وَرُكَبِهِمْ ، وَأَطْرَافِ أَقْدَامِهِمْ ،
يَطْلُبُونَ إِلَى اللهِ تَعَالَى فِي
فَكَاكَ رِقَابِهِمْ [2782] .
وَأَمَّا النَّهَارُ فَحُلَمَاءُ
عُلَمَاءُ ، أَبْرَارٌ أَتْقِيَاءُ . قَدْ
بَرَاهُمْ الْخَوْفُ بَرْيَ الْقِدَاحِ [2783]
يَنْظُرُ إِلَيْهمُ الْنَّاظِرُ
فَيَحْسَبُهُمْ مَرْضَى ، وَمَا بِالْقَوْمِ
مِنْ مَرَض ; وَيَقُولُ : لَقَدْ خُولِطُوا [2784]
! وَلَقَدْ خَالَطَهُمْ أَمْرٌ عَظِيمٌ ! لاَ
يَرْضَوْنَ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الْقَلِيلَ ،
وَلاَ يَسْتَكْثِرُونَ الْكَثِيرَ . فَهُمْ
لاَِنْفُسِهِمْ مُتَّهِمُونَ ، وَمِنْ
أَعْمَالِهِمْ مُشْفِقُونَ [2785] ، إِذَا
زُكِّيَ [2786] أَحَدٌ مِنْهُمْ خَافَ مِمَّا
يُقَالُ لَهُ ، فَيَقُولُ : أنـَا أَعْلَمُ
بِنَفْسِي مِنْ غَيْرِي ، وَرَبِّي أَعْلَمُ
بِي مِنِّي بِنَفْسي ! اللَّهُمَّ لاَ
تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ ،
وَاجْعَلْنِي أَفْضَلَ مِمَّا يَظُنُّونَ ،
وَاغْفِرْ لِي مَا لاَ يَعْلَمُونَ .
فَمِنْ عَلاَمَةِ أَحَدِهِمْ :
أَنَّكَ تَرَى لَهُ قُوَّةً فِي دِين ،
وَحَزْماً فِي لِين ، وَإِيمَاناً فِي يَقِين
، وَحِرْصاً فِي عِلْم ، وَعِلْماً فِي حِلْم
، وَقَصْداً فِي غِنىً [2787] ، وَخُشُوعاً فِي
عِبَادَة ، وَتَجَمُّلاً [2788] فِي فَاقَة ،
وَصَبْراً فِي شِدَّة ، وَطَلَباً فِي حَلاَل
، وَنَشاطاً فِي هُدىً وَتَحَرُّجاً [2789]
عَنْ طَمَع . يَعْمَلُ الاَْعْمَالَ
الصَّالِحَةَ وَهُوَ عَلَى وَجَل . يُمْسِي
وَهَمُّهُ الشُّكْرُ ، وَيُصْبِحُ وَهَمُّهُ
الذِّكْرُ . يَبِيتُ حَذِراً وَيُصْبِحُ
فَرِحاً : حَذِراً لِما حُذِّرَ مِنَ
الْغَفْلَةِ ، وَفَرِحاً بِمَا أَصَابَ مِنَ
الْفَضْلِ وَالرَّحْمَةِ . إِنِ
اسْتَصْعَبَتْ [2790] عَلَيْهِ
نَفْسُهُ فِيَما تَكْرَهُ لَمْ يُعْطِهَا
سُؤْلَهَا فِيَما تُحِبُّ . قُرَّةُ عَيْنِهِ
فِيَما لاَ يَزُولُ ، وَزَهَادَتُهُ فِيَما
لاَ يَبْقَى ، يَمْزُجُ الْحِلْمَ
بِالْعِلْمِ ، وَالْقَوْلَ بِالْعَمَلِ .
تَرَاهُ قَرِيباً أَمَلُهُ ، قَلِيلاً
زَلَلُهُ ، خَاشِعاً قَلْبُهُ ، قَانِعَةً
نَفْسُهُ ، مَنْزُوراً [2791] أَكْلُهُ ،
سَهْلاً أَمْرُهُ ، حَرِيزاً دِينُهُ [2792]
، مَيِّتَةً شَهْوَتُهُ ، مَكْظُوماً
غَيْظُهُ . الْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ ،
وَالشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ . إِنْ كَانَ
فِي الْغَافِلِينَ كُتِبَ فِي الذَّاكِرِينَ
، وَإِنْ كَانَ فِي الذَّاكِرِينَ لَمْ
يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ . يَعْفُو
عَمَّنْ ظَلَمَهُ ، وَيُعْطِي مَنْ حَرَمَهُ
، وَيَصِلُ مَنْ قَطَعَهُ ، بَعِيداً
فُحْشُهُ [2793] ، لَيِّناً
قَوْلُهُ ، غَائِباً مُنْكَرُهُ ، حَاضِراً
مَعْرُوفُهُ مُقْبِلاً خَيْرُهُ ، مُدْبِراً
شَرُّهُ . فِي الزَّلاَزِلِ [2794] وَقُورٌ [2795]
، وَفِي الْمَكَارِهِ صَبُورٌ ، وَفِي
الرَّخَاءِ شَكُورٌ . لاَ يَحِيفُ عَلَى مَنْ
يُبْغِضُ ، وَلاَ يَأْثَمُ فِيمَنْ يُحِبُّ .
يَعْتَرِفُ بِالْحَقِّ قَبْلَ أَنْ يُشْهَدَ
عَلَيْهِ ، لاَ يُضِيّعُ مَا اسْتُحْفِظَ ،
وَلاَ يَنْسَى مَا ذُكِّرَ ، وَلاَ يُنَابِزُ
بِالالْقَابِ [2796] ، وَلاَ يُضَارُّ
بالْجَارِ ، وَلاَ يَشْمَتُ بالْمَصَائِبِ ،
وَلاَ يَدْخُلُ فِي الْبَاطِلِ ، وَلاَ
يَخْرُجُ مِنَ الْحَقِّ .إِنْ صَمَتَ لَمْ
يَغُمَّهُ صَمْتُهُ ، وَإِنْ ضَحِكَ لَمْ
يَعْلُ صَوْتُهُ ، وَإِنْ بُغِيَ عَلَيْهِ
صَبَرَ حَتَّى يَكُونَ اللهُ هُوَ الَّذِي
يَنْتَقِمُ لَهُ . نَفْسُهُ مِنْهُ فِي
عَنَاء ، وَالنَّاْسُ مِنْهُ فِي رَاحَة .
أَتْعَبَ نَفْسَهُ لاِخِرَتِهِ ، وَأَرَاحَ
النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ . بُعْدُهُ
عَمَّنْ تَبَاعَدَ عَنْهُ زُهْدٌ وَنَزاهَةٌ
، وَدُنُوُّهُ مِمَّنْ دَنَا مِنَهُ لِينٌ
وَرَحْمَةٌ . لَيْسَ تَبَاعُدُهُ بِكِبْر
وَعَظَمَة ، وَلاَ دُنُوُّهُ بِمَكْر
وَخَدِيعَة .
قال : فصعق همام صعقة [2797] كانت
نفسه فيها .
فقال أَمير المؤمنين عليه السلام :
أَمَا وَاللهِ لَقَدْ كُنْتُ
أَخَافُهَا عَلَيْهِ . ثَمَّ قَالَ : أَهكَذَا
تَصْنَعُ الْمَوَاعِظُ البَالِغَةُ
بِأَهْلِهَا ؟
فقال له قائل : فما بالك يا أمير
المؤمنين ؟ فقال عليه السلام :
وَيْحَكَ ، إِنَّ لِكُلِّ أَجَل
وَقْتاً لاَ يَعْدُوهُ ، وَسَبَباً لاَ
يَتَجَاوَزُهُ . فَمَهْلاً ، لاَ تَعُدْ
لِمِثْلِهَا ، فَإِنَّمَا نَفَثَ
الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِكَ !
ومن خطبة له عليه السلام
يصف فيها المنافقيننَحْمَدُهُ عَلَى مَا وَفَّقَ لَهُ
مِنَ الطَّاعَةِ ، وَذَادَ [2798] عَنْهُ
مِنَ الْمَعْصِيَةِ ، وَنَسْأ لُهُ
لِمِنَّتِهِ تَمَاماً ، وَبِحَبْلِهِ
اعْتِصَاماً . وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً
عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، خَاضَ إِلَى
رِضْوَانِ اللهِ كُلَّ غَمْرَة [2799] ،
وَتَجَرَّعَ فِيهِ كُلَّ غُصَّة [2800] . وَقَدْ
تَلَوَّنَ لَه [2801] الادنَوْنَ ،
وَتَأَلَّبَ عَلَيْهِ الاَْقْصَوْنَ [2802]
، وَخَلَعَتْ إِلَيْهِ الْعَرَبُ
أَعِنَّـتَهَا [2803] ، وَضَرَبَتْ
إِلَى مُحَارَبَتِهِ بُطُونَ رَوَاحِلِهَا ،
حَتَّى أَنْزَلَتْ بِسَاحَتِهِ
عَدَاوَتَهَا ، مِنْ أَبْعَدِ الدَّارِ ،
وَأَسْحَقِ [2804] الْمَزَارِ .
أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ ،
بِتَقْوَى اللهِ ، وَأُحَذِّرُكُمْ أَهْلَ
النِّفَاقِ ، فَإِنَّهُمُ الضَّالُّونَ
الْمُضِلُّونَ ، وَالزَّالُّونَ
الْمُزِلُّونَ [2805] ، يَتَلَوَّنُونَ
أَلْوَاناً ، وَيَفْتَنُّونَ افْتِنَاناً [2806] وَيَعْمِدُونَكُمْ [2807]
بِكُلِّ عِمَاد [2808] ،
وَيَرْصُدُونَكُمْ [2809] بِكُلِّ مِرْصَاد [2810]
. قُلُوبُهُمْ دَوِيَّةٌ [2811] ، وَصِفَاحُهُمْ [2812]
نَقِيَّةٌ . يَمْشُونَ الْخَفَاءَ [2813] ،
وَيَدِبُّونَ [2814] الضَّرَاءَ .
وَصْفُهُمْ دَوَاءٌ ، وَقَوْلُهُمْ ) وذِكرُهم(
شِفَاءٌ ، وَفِعْلُهُمُ الدَّاءُ الْعَيَاءُ [2815]
. حَسَدَةُ [2816] الرَّخَاءِ ،
وَمُؤَكِّدُوا الْبَلاَءِ ، وَمُقْنِطُوا
الرَّجَاءِ . لَهُمْ بِكُلِّ طَرِيق صَرِيعٌ [2817]
، وَإِلَى كُلِّ قَلْب شَفِيعٌ ، وَلِكُلِّ
شَجْو [2818] دُمُوعٌ . يَتَقَارَضُونَ
الثَّنَاءَ [2819] ،
وَيَتَرَاقَبُونَ الْجَزَاءَ ; إِنْ
سَأَلُوا أَلْحَفَوا [2820] ، وَإِنْ عَذَلُوا [2821]
كَشَفُوا ، وَإِنْ حَكَمُوا أَسْرَفُوا .
قَدْ أَعَدُّوا لِكُلِّ حَقٍّ بَاطِلاً ،
وَلِكُلِّ قَائِم مَائِلاً ، وَلِكُلِّ
حَيٍّ قَاتِلاً ، وَلِكُلِّ بَاب مِفْتَاحاً
، وَلِكُلِّ لَيْل مِصْبَاحاً .
يَتَوَصَّلُونَ إِلَى الطَّمَعِ بِالْيَأْس
لِيُقِيمُوا بِهِ أَسْوَاقَهُمْ ،
وْيُنْفِقُوا [2822] بِهِ
أَعْـلاَقَهُمْ [2823] يَقُولُونَ
فَيُشَبِّهُونَ [2824] ، وَيَصِفُونَ
فَيُمَوِّهُونَ . قَدْ هَوَّنُوا الطَّرِيقَ ،
وَأَضْلَعُوا الْمَضِيقَ [2825] ، فَهُمْ لُمَّةُ [2826]
الشَّيْطَانِ ، وَحُمَةُ [2827] النِّيرَانِ ; (أُولئِكَ
حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ
الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [2828] .
ومن خطبة له عليه السلام
يحمد الله ويثني على نبيه ويعظالْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَظْهَرَ
مِنْ آثَارِ سُلْطَانِهِ ، وَجَلاَلِ
كِبْرِيَائِهِ ، مَا حَيَّرَ مُقَلَ [2829] العُيُونِ
مِنْ عَجَائِبِ قُدْرَتِهِ ، وَرَدَعَ
خَطَرَاتِ هَمَاهِمِ [2830] النُّفُوسِ عَنْ
عِرْفَانِ كُنْهِ صِفَتِهِ . وَأَشْهَدُ أَنْ
لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، شَهَادَةَ إِيمَان
وَإِيقَان ، وَإِخْـلاَص وَإِذْعَان .
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ وَأَعْلاَمُ
الْهُدَى دَارِسَةٌ ، وَمَنَاهِجُ الدِّينِ
طَامِسَةٌ [2831] ، فَصَدَعَ [2832]
بِالْحَقِّ ; وَنَصَحَ لِلْخَلْقِ ، وَهَدَى
إِلَى الرُّشْدِ ، وَأَمَرَ بِالْقَصْدِ [2833]
، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ .
العظة
وَاعْلَمُوا عِبَادَ اللهِ ، أَنَّهُلَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثاً ، وَلَمْ
يُرْسِلْكُمْ هَمَلاً ، عَلِمَ مَبْلَغَ
نِعَمِهِ عَلَيْكُمْ ، وَأَحَصَى
إِحْسَانَهُ إِلَيْكُمْ ، فَاسْتَفْتِحُوهُ [2834]
وَاسْتَنْجِحُوهُ [2835] ، وَاطْلُبُوا
إِلَيْهِ وَاسْتَمْنِحُوهُ [2836] ، فَمَا
قَطَعَكُمْ عَنْهُ حِجَابٌ ، وَلاَ أُغْلِقَ
عَنْكُمْ دُونَهُ بَابٌ ، وَإِنْهُ
لَبِكُلِّ مَكَان ، وَفِي كُلِّ حِين
وَأَوَان ، وَمَعَ كُلِّ إِنْس وَجَانٍّ ; لاَ
يَثْلِمُهُ [2837] الْعَطَاءُ ،
وَلاَ يَنْقُصُهُ الْحِبَاءُ [2838] ، وَلاَ
يَسْتَنْفِدُهُ سَائِلٌ ، وَلاَ
يَسْتَقْصِيهِ نَائِلٌ ، وَلاَ يَلْوِيهِ [2839]
شَخْصٌ عَنْ شَخْص ، وَلاَ يُلْهِيهِ صَوْتٌ
عَنْ صَوْت ، وَلاَ تَحْجُزُهُ هِبَةٌ عَنْ
سَلْب ، وَلاَ يَشْغَلُهُ غَضَبٌ عَنْ
رَحْمَة ، وَلاَ تُولِهُهُ [2840]
رَحْمَةٌ عَنْ عِقَاب ، وَلاَ يُجِنُّهُ [2841]
الْبُطُونُ عَنِ الظُّهُورِ ، وَلاَ
يَقْطَعُهُ الظُّهُورُ عَنِ الْبُطُونِ .
قَرُبَ فَنأَى ، وَعَلاَ فَدَنَا ، وَظَهَرَ
فَبَطَنَ ، وَبَطَنَ فَعَلَنَ ، ودَانَ [2842]
وَلَمْ يُدَنْ . لَمْ يَذْرَءِ [2843]
الْخَلْقَ بِاحْتِيَال [2844] ، وَلاَ
اسْتَعَانَ بِهِمْ لِكَـلاَل [2845] .
أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ ،
بِتَقْوَى اللهِ ، فَإِنَّهَا الزِّمَامُ [2846]
وَالْقِوَامُ [2847] ، فَتَمَسَّكُوا
بِوَثَائِقِهَا ، وَاعْتَصِمُوا
بِحَقَائِقِهَا ، تَؤُلْ بِكُمْ إِلَى
أَكْنَانِ [2848] الدَّعَةِ [2849]
وَأَوْطَانِ السَّعَةِ ، وَمَعَاقِلِ [2850]
الْحِرْزِ [2851] ، وَمَنَازِلِ
الْعِزِّ يَوْم تَشْخَصُ فِيهِ الاَْبْصَارُ
، وَتُظْلِمُ لَهُ الاقْطَارُ ، وَتُعَطَّلُ
فِيهِ صُرُومُ [2852] الْعِشَارِ [2853]
. وَيُنْفَخُ فِي الصُّورِ ، فَتَزْهَقُ
كُلُّ مُهْجَة ، وَتَبْكَمُ كُلُّ لَهْجَة ،
وَتَذِلُّ الشُّمُّ [2854] الشَّوَامِخُ [2855]
، وَالصُّمُّ [2856] الرَّوَاسِخُ [2857] ،
فَيَصِيرُ صَلْدُهَا [2858] سَرَاباً [2859]
رَقْرَقاً [2860] ، وَمَعْهَدُهَا [2861]
قَاعاً [2862] سَمْلَقاً [2863] ، فَـلاَ شَفِيعٌ
يَشَفَعُ ، وَلاَ حَمِيمٌ يَنْفَعُ ، وَلاَ
مَعْذِرَةٌ تَدْفَعُ .
ومن خطبة له عليه السلام
بعثة النبيبَعَثَهُ حِينَ لاَ عَلَمٌ قَائِمٌ ،
وَلاَ مَنَارٌ سَاطِعٌ ، وَلاَ مَنْهَجٌ
وَاضِحٌ .
العظة بالزهد
أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ ،بِتَقْوَى اللهِ ، وَأُحَذِّرُكُمُ
الدُّنْيَا ، فإِنَّهَا دَارُ شُخُوص [2864]
، وَمَحَلَّةُ تَنْغِيص ، سَاكِنُهَا
ظَاعِنٌ ، وَقَاطِنُهَا بَائِنٌ [2865] ،
تَمِيدُ [2866] بِأَهْلِهَا مَيَدَانَ
السَّفِينَةِ تَقْصِفُهَا [2867]
الْعَوَاصِفُ فِي لُجَجِ الْبِحَارِ ،
فَمِنْهُمُ الْغَرِقُ الْوَبِقُ [2868] ،
وَمِنْهُمُ النَّاجِي عَلَى بُطُونِ
الاَْمْوَاجِ ، تَحْفِزُهُ [2869]
الرِّيَاحُ بِأَذْيَالِهَا ، وَتَحْمِلُهُ
عَلَى أَهْوَالِهَا ، فَمَا غَرِقَ
مِنْهَا فَلَيْسَ بِمُسْتَدْرَك ، وَمَا
نَجَا مِنْهَا فَإِلَى مَهْلَك !
عِبَادَ اللهِ ، الانَ فَاعْمَلوا ،
وَالاَْلْسُنُ مُطْلَقَةٌ ، وَالابْدَانُ
صَحِيحَةٌ ، وَالاعْضَاءُ لَدْنَةٌ [2870] ،
وَالْمُنْقَلَبُ [2871] فَسِيحٌ ،
وَالْمَجَالُ عَرِيضٌ ، قَبْلَ إِرْهَاقِ [2872] الْفَوْتِ [2873]
، وَحُلُولِ الْمَوْتِ . فَحَقِّقُوا
عَلَيْكُمْ نُزُولَهُ ، وَلاَ تَنْتَظِرُوا
قُدُومَهُ .
ومن خطبة له عليه السلام
ينبّه فيه على أحَقِّيتِهِ لقبول قولهوأمره ونهيه
وَلَقَدْ عَلِمَ الْمُسْتَحْفِظُونَ [2874]
مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّد صلى الله عليه وآله
أَنِّي لَمْ أَرُدَّ عَلَى اللهِ وَلاَ عَلَى
رَسُولِهِ سَاعَةً قَطُّ . وَلَقَدْ
وَاسَيْتُهُ [2875] بِنَفْسِي فِي
الْمَوَاطِنِ الَّتي تَنْكُصُ [2876] فِيهَا
الابْطَالُ ، وَتَتَأَخَّرُ فِيهَا
الاَْقْدَامُ ، نَجْدَةً [2877] أَكْرَمَنِي
اللهُ بِهَا .
وَلَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَإِنَّ
رَأسَهُ لَعَلَى صَدْرِي . وَلَقَدْ سَالَتْ
نَفْسُهُ فِي كَفِّي ، فَأَمْرَرْتُهَا
عَلَى وَجْهِي . وَلَقَدْ وُلِّيتُ غُسْلَهُ
ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ـ
وَالْمَلاَئِكُةُ أَعْوَانِي ، فَضَجَّتِ
الدَّارُ وَالاَْفْنِيَةُ [2878] ;
مَلاٌَ يَهْبِطُ ، وَمَلاٌَ يَعْرُجُ ، وَمَا
فَارَقَتْ سَمْعِي هَيْنَمَةٌ [2879]
مِنْهُمْ ، يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى
وَارَيْنَاهُ فِي ضَرِيحِهِ . فَمَنْ ذَا
أَحَقُّ بِهِ مِنِّي حَيّاً وَمَيِّتاً ؟
فَانْفُذُوا عَلَى بَصَائِرِكُمْ [2880] ،
وَلْتَصْدُقْ نِيَّاتُكُمْ فِي جِهَادِ
عَدُوِّكُمْ . فَوَالَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ
هُوَ إِنِّي لَعَلَى جَادَّةِ الْحَقِّ ،
وَإِنَّهُمْ لَعَلَى مَزَلَّةِ [2881]
الْبَاطِلِ . أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ ،
وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ !
[2771] النحل: 128 .
[2772] «ملبسهمُ
الاقتصادُ»: يلبسون الثياب بين بين لا هي
بالثمينة جداً ولا الرخيصة جداً .
[2773] «غَضّوا أبصارهم»: خفضوها وغمضوها .
[2774] «نُزّلَتْ أنفسهم
منهم في البَلاء»: أي أنهم قد طابوا نفساً في
البلاء والشدّة كطيب أنفسهم بأحوالهم في
الرّخاء والنعمة ، فلا يجزعون ولا يَهِنون
وعلى ربهم يتوكلون .
[2775] أرْبحت التجارة:
أفادت ربحاً .
[2776] الترتيل: التبيين
والايضاح .
[2777] استثار الساكنَ:
هيّجه . وقارىء القرآن يستثير به الفكر الماحي
للجهل .
[2778] زَفِير النار: صوت
توقّدها .
[2779] شهِيق النار: الشديد من زفيرها كأنه
تردد البكاء .
[2780] «حانُون على أوساطهم»: من «حَنَيْتَ
العودَ»: عَطَفْتَه ، يصف هيئة ركوعهم
وأنحنائهم في الصلاة .
[2781] مُفترِشُون
لجباههم: باسطون لها على الارض .
[2782] فكاك الرّقاب:
خلاصها .
[2783] القِداح ـ جمع
قِدْح بالكسر ـ: وهو السهم قبل أن يُرَاش .
وبَرَاه: نحَتَه . أي رقّق الخوفُ أجسامهم كما
تُرَقّق السهامُ بالنحت .
[2784] خُولط في عقله: ما
زَجَهُ خَلَلٌ فيه ، والامر العظيم الذي خالط
عقولهم هو الخوف الشديد من اللهِ .
[2785] مشفقون: خائفون من
التقصير .
[2786] زُكّيَ أحدهم: مدحه أحد الناس .
[2787] قصداً: أي
اقتصاداً .
[2788] التجمّل: التظاهر
باليسر عند الفاقة أي الفقر .
[2789] التحرّج: عدّ
الشيء حَرَجاً أي إثماً ; أي تباعداً عن طمع .
[2790] استَصْعَبَتْ: لم
تطاوعه .
[2791] مَنْزُوراً:
قليلاً .
[2792] حَرِيزاً: حصيناً .
[2793] الفُحْش: القبيح
من القول .
[2794] في الزلازل :
الشدائد المُرْعِدة .
[2795] الوَقُور: الذي لا يضطرب .
[2796] «لا ينابز
بالالقاب»: لا يدعو باللقب الذي يكره ويشمئز
منه .
[2797] صَعِقَ: غُشيَ
عليه .
[2798] ذادَ عنه: حمى عنه
وطَرَدَ .
[2799] الغَمْرة: الشدة .
وأصلها ما ازدحم وكثر من الماء .
[2800] الغَصّة: الشجا في الحلق .
[2801] تَلوّنَ: تقلب له الادْنَوْن أي
الاقربون فلم يثبتوا معه .
[2802] تَألّبَ عليه
الاقْصَوْن: اجتمع عليه الابعدون .
[2803] الاعنّة: جمع عِنان ، وهو حبل اللجام
.
[2804] أسحق: أقصى .
[2805] الزّالّون : من زلّ
أي أخطأ والمُزِلّون : من «أزلّه» إذا أوقعه
في الخطأ .
[2806] يفتنّون : يأخذون في فنون من القول
لا يذهبون مذهباً واحداً .
[2807] يَعْمِدونكم:
يَفْدَحونكم .
[2808] العِماد: ما يُقام عليه البناء .
[2809] يَرْصُدُونكم: يقعدون لكم بكل طريق
ويُعِدّون المكايد لكم .
[2810] المِرْصاد: محل الارتقاب .
[2811] دَوِيّة: مريضة ;
من الدّوَى ـ بالقصر ـ وهو المرض .
[2812] الصِفاح - جمع صفحة -: والمراد
منهـا صفاح وجوههـم ; ونقاوتهـا: صفاؤها من
علامات العدواة وقلوبهم ملتهبة بنارها .
[2813] «يمشون الخَفاءَ»: يمشون مشي التستر
.
[2814] يَدِبّون: أي يمشون على هيئة دبيب
الضراء: أي كما يسري المرض في الجسم .
[2815] الداء العَياء ـ
بالفتح ـ: الذي أعيا الاطباء ولا يمكن منه
الشفاء .
[2816] حَسَدَة : جمع حاسد ، أي يحسدون على
السَعَة .
[2817] الصريع: المطروح
على الارض .
[2818] الشَجْو: الحزن ،
أي يبكون تصنعاً متى أرادوا .
[2819] يتقارضون: كل واحد منهـم يثني على
الاخر ليثني الاخر عليه ، كأن كـلاً منهم يسلف
الاخر ديناً ليؤديه إليه .
[2820] ألحفوا: بالغوا في
السؤال وألحّوا .
[2821] عذلوا: لاموا .
[2822] ينفقون: يروّجون .
وأصله الثلاثي «نَفَقَ يَنْفُقُ» من النَفاق
ـ بالفتح ـ: ضد الكساد .
[2823] الاعْلاق ـ جمع
علق ـ: الشيء النفيس ، والمراد ما يزينونه من
خدائعهم .
[2824] «يقولون فيشبّهون»: أي ، يشبهون
الحق بالباطل .
[2825] يُضْلِعون
المضائق: يجعلونها معوجّة يصعب تجاوزها
فيهلكون .
[2826] اللُمَّة ـ بضم ففتح ـ: الجماعة من
الثلاثة إلى العشرة والمراد هنا مطلق الجماعة
.
[2827] الحُمَة بالتخفيف: الابرة تلسع بها
العقرب ونحوها .
[2828] المجادلة: 19 .
[2829] المُقَل ـ بضم
ففتح ـ : جمع مُقْلة ، وهي شحمة العين التي
تجمع البياض والسواد .
[2830] هَمَاهِمُ النفوس
: اي ما يخطر للنفوس فيُهمْهِم به ، والهَمهمة
: حديث النفس مع صوت خفّي لايُفهم .
[2831] طامسة: من طَمَسَ
بفتحات أي انمحى واندرس .
[2832] صَدَعَ: أي جهر ، وأصلها شق بناء
الباطل بصدمة الحق .
[2833] القصد: الاعتدال
في كل شيء .
[2834] استفتحوه : اسألوه
الفتح على أعدائكم .
[2835] استنجحوه: اسألوه
النجاح في أعمالكم .
[2836] استمنحوه: التمسوا منه العطاء .
[2837] ثَلَمَ السيفَ:
كسر جانبه: مجاز عن عدم انتقاص خزائنه بالعطاء
.
[2838] الحِباء : ـ ككتاب ـ العَطاء
والنَّوال . واستنفده : جعله نافد المال
لا شيء عنده . واستقصاه : أتى على آخر ما
عنده .
[2839] لا يَلْوِيه: لا
يُميله .
[2840] تُولِهُهُ:
تُذْهله .
[2841] يُجِنّه: يستره .
[2842] دانَ: جازى
وحاسَبَ ولم يحاسبه أحد .
[2843] ذَرَءَ : خَلَقَ .
[2844] الاحتيال: التفكر في العمل وطلب
التمكن من إبرازه ولا يكون إلا من العجز .
[2845] الكَلال: الملل من
التعب .
[2846] الزِمام: المِقْود
.
[2847] القِوام : - بكسر القاف - من قولهم :
هذا قوام الدين وقوام الحق ، اي الذي يقوم به .
[2848] الاكْنَان - جمع
كنّ بالكسر ـ: ما يستكن به .
[2849] الدَعَة: خَفَضُ
العيش وَسَعته .
[2850] المعاقل: الحصون .
[2851] الحِرْز: الحفظ .
[2852] الصُرُوم ـ جمع
صِرْمة بالكسر ـ: وهي قطعة من الابل فوق
العشرة إلى تسعة عشر أو فوق العشرين إلى
الثلاثين أو الاربعين أو الخمسين .
[2853] العِشار - جمع عُشَراء بضم ففتح
كنُفَساء -: وهي الناقة ، مضى لحملها عشرة أشهر
. وتعطيل جماعات الابل: إهمالها من الرَعْي .
والمراد أن يوم القيامة تهمل فيه نفائس
الاموال لاشتغال كل شخص بنجاة نفسه .
[2854] الشُمّ ـ جمع
أشَمّ ـ: أي رفيع والمراد الجبال العالية .
[2855] الشامخ : المتسامي في الارتفاع ،
وذُلّها : تَدَكْدُكِها .
[2856] الصُمّ ـ جمع أصَمّ ـ : وهو الصُلْب
المُصْمَت ، أي الذي لا تجويف فيه .
[2857] الراسخ: الثابت .
[2858] الصَلْد: الصُلْب الاملس .
[2859] السرَاب: ما يخيله
ضوء الشمس كالماء خصوصاً في الاراضي
السَبِخة وليس بماء .
[2860] الرَقْرَق ـ كجعفر ـ: المضطرب .
[2861] معهدها: المحل الذي كان يعهد وجودها
فيه .
[2862] القاع : ما اطمأن من الارض .
[2863] السَمْـلَق ـ كجعفر ـ: الصَفْصَف
المستوي ، أي تُنْسَف تلك الجبال ويصير
مكانها قاعاً صفصفاً: أي مستوياً .
[2864] الشُخُوص: الذهاب
والانتقال إلى بعيد .
[2865] بائن: مبتعد منفصل .
[2866] تَمِيد: تضطرب
اضطراب السفينة .
[2867] تقصفها: تكسرها الرياح الشديدة .
[2868] الوَبِق : ـ بكسر
الباء ـ الهالك ، أي منهم من هلك عند تكسّر
السفينة ، ومنهم من بقيت فيه الحياة فنجا .
[2869] تَحْفِزه: أي تدفعه .
[2870] اللَدْن : ـ
بالفتح ـ اللين .
[2871] المُنْقَلَب : ـ
بفتح اللام ـ مكان الانقلاب من الضلال إلى
الهدى في هذه الحياة .
[2872] أرهقه الشيء :
أعجله فلم يتمكن من فعله .
[2873] الفَوْت: ذهاب
الفرصة بحلول الاجل .
[2874] المُسْتَحْفَظون
ـ بفتح الفاء ـ: اسم مفعول ، أي: الذين أودعهم
النبيصلى الله عليه وآله وسلم أمانة سره
وطالبهم بحفظها .
[2875] المواساة بالشيء:
الاشراك فيه ، فقد أشرك النبيصلى الله عليه
وآله وسلم في نفسه .
[2876] تَنْكُص: تتراجع .
[2877] النَجْدة : ـ
بالفتح ـ الشجاعة .
[2878] الافْنِيَة : ـ
جمع فِناء بكسر الفاء ـ ما اتسع أمام الدار .
[2879] الهَيْنَمة:
الصوت الخفي .
[2880] البصيرة: ضياء
العقل .
[2881] المَزَلّة: مكان
الزَلَل الموجب للسقوط في الهَلَكة .