خطبه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خطبه - نسخه متنی

السید جعفر الحسینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ومن
كلام له عليه السلام

في صفة من يتصدى للحكم
بين الاُمة وليس لذلك بأَهل :

إِنَّ
أَبْغَضَ الْخَلاَئِقِ إِلَى اللهِ
رَجُلاَنِ :

رَجُلٌ
وَكَلَهُ اللهُ إِلَى نَفْسِهِ [286] ; فَهُوَ
جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ [287] ،
مَشْغُوفٌ [288] بِكَلامِ بِدْعَة [289] ، وَدُعَاءِ
ضَلاَلَة ، فَهُوَ فِتْنَةٌ لِمَنِ
افْتَتَنَ بِهِ ، ضَالٌّ عَنْ هَدْيِ مَنْ
كَانَ قَبْلَهُ ، مُضِلٌّ لِمَنِ اقْتَدَى
بِهِ في حَيَاتِهِ وَبَعْدَ وَفَاتِهِ ،
حَمَّالٌ خَطَايَا غَيْرِهِ ، رَهْنٌ )

رهين
(بِخَطِيئَتِهِ [290] .

وَرَجُلٌ
قَمَشَ جَهْلاً [291] ، مُوضِعٌ فِي
جُهَّالِ الاُْمَّةِ [292] ، عَاد [293] )

غادر( في
أَغْبَاشِ [294] الْفِتْنَةِ ، عَم [295] بِمَا في
عَقْدِ الْهُدْنَةِ [296] ; قَدْ سَمَّاهُ
أَشْبَاهُ النَّاسِ عَالِماً وَلَيْسَ بِهِ ،
بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمْع ; مَا
قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَحَتَّى
إِذَا ارْتَوَى مِنْ مَاء آجِن [297] ،
وَاكْتَثَرَ [298] )

اكتنز( مِن غَيْرِ
طَائِل [299] ، جَلَسَ بَيْنَ النَّاسِ
قَاضِياً ضَامِناً لِتَخْلِيصِ [300] مَا
الْتَبَسَ عَلَى غَيْرِهِ [301] ، فَإِنْ
نَزَلَتْ بِهِ إِحْدَى الْمُبْهَمَاتِ
هَيَّأَ لَهَا حَشْواً [302] رَثّاً [303] مِنْ
رَأْيِهِ ، ثُمَّ قَطَعَ بِهِ ، فَهُوَ
مِنْ لَبْسِ الشُّبُهَاتِ في مِثْلِ نَسْجِ
الْعَنْكَبُوتِ . لاَ يَدْرِي أَصَابَ
أَمْ أَخْطَأَ ; فَإِنْ أَصَابَ خَافَ أَنْ
يَكُونَ قَدْ أَخْطَأَ ، وَإِنْ أَخْطَأَ
رَجَا أَنْ يَكُونَ قَدْ أَصَابَ . جَاهِلٌ
خَبَّاطُ [304] جَهَالاَت ،
عَاش [305]
رَكَّابُ عَشَوَات [306] ، لَمْ يَعَضَّ
عَلَى الْعِلْمِ بِضِرْس قَاطِع . يَذْرُو [307] )

يذري(
الرِّوَايَاتِ ذَرْوَ )

اذراء( الرِّيحِ
الْهَشِيمَ [308] . لاَ مَلِيٌّ [309]
ـ وَاللهِ ـ بِإصْدَارِ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ ،
وَلاَ أَهْلٌ لِمَا قُرِّظَ بِهِ [310] )

فوّض
إليه( لاَ يَحْسَبُ الْعِلْمَ في شَىْء
مِمَّا أَنْكَرَهُ ، وَلاَ يَرَى أَنَّ
مِنْ وَرَاءِ مَا بَلَغَ مَذْهَباً
لِغَيْرِهِ ، وَإنْ أَظْلَمَ عَلَيْهِ
أَمْرٌ اكْتَتَمَ بِهِ [311] لِمَا يَعْلَمُ
مِنْ جَهْلِ نَفْسِهِ ، تَصْرُخُ مِنْ
جَوْرِ قَضَائِهِ الدِّمَاءُ ، وَتَعُجُّ [312]
مِنْهُ الْمَوَارِيثُ . إِلَى اللهِ
أَشْكُو مِنْ مَعْشَر يَعيِشُونَ جُهَّالاً ،
وَيَمُوتُونَ ضُلاَّلاً ، لَيْسَ فِيهمْ
سِلْعَةٌ أَبْوَرُ [313] مِنَ الْكِتَابِ
إِذَا تُِليَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَلاَ
سِلْعَةٌ، أَنْفَقُ [314] بَيْعاً وَلاَ
أَغْلَى ثَمَناً مِنَ الْكِتَابِ إِذَا
حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ، وَلاَ
عِنْدَهُمْ أَنْكَرُ مِنَ الْمَعْرُوفِ ،
وَلاَ أَعْرَفُ مِنَ الْمُنْكَرِ !

ومن
كلام له عليه السلام

في ذم اختلاف العلماء
في الفتيا

ذم
أهل الرأي

تَرِدُ
عَلَى أَحَدِهِمُ الْقَضِيَّةُ في حُكْم
مِنَ الاَْحْكَامِ فَيَحْكُمُ فِيهَا
بِرَأْيِهِ ، ثُمَّ تَرِدُ تِلْكَ
الْقَضِيَّةُ بِعَيْنِهَا عَلَى غَيْرِهِ
فَيَحْكُمُ فِيها بِخِلافِ قَوْلِهِ )

بخلافه(
، ثُمَّ يَجْتَمعُ الْقُضَاةُ بِذلِكَ
عِنْدَ الاِْمَامِ الَّذِى اسْتَقْضَاهُمْ [315] ،
فَيُصَوِّبُ آرَاءَهُمْ جَمِيعاً ـ
وَإِلـهُهُمْ واحِدٌ ! وَنَبِيُّهُمْ
وَاحِدٌ ، وَكِتَابُهُمْ ، وَاحِدٌ !
أَفَأَمَرَهُمُ اللهُ ـ سُبْحَانَهُ ـ
بِالاِخْتِلاَفِ فَأَطَاعُوهُ ؟! أَمْ
نَهَاهُمْ عَنْهُ فَعَصَوْهُ؟!!! .

الحكم
للقرآن

أَمْ
أَنْزَلَ اللهُ سُبْحَانَهُ دِيناً نَاقِصاً
فَاسْتَعَانَ بِهِمْ عَلَى إِتْمَامِهِ ؟
أَمْ كَانُوا شُرَكَاءَ لَهُ ، فَلَهُمْ
أَنْ يَقُولُوا ، وَعَلَيْهِ أَنْ يَرْضَى
؟ أَمْ أَنْزَلَ اللهُ سُبْحَانَهُ دِيناً
تَامَّاً فَقَصَّرَ الرَّسُولُ صلى الله
عليه واله عَنْ تَبْلِيغِهِ وَأَدَائِهِ ؟
وَاللهُ سُبْحَانَهُ يَقُولُ : (مَا
فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْء)

[316]
وَفِيهِ تِبْيَانٌ لِكُلِّ شَيء ،
وَذَكَرَ أَنَّ الْكِتَابَ يُصَدِّقُ
بَعْضُهُ بَعْضاًوَأَنَّهُ لاَ اخْتِلاَفَ
فِيهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ : (وَلَوْ كَانَ
مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ
اخْتِلاَفاً كَثِيراً)

[317] . وَإِنَّ
الْقُرْآنَ ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ [318]
وَبَاطِنُهُ عَمِيقٌ ، لاَ تَفْنَى
عَجَائِبُهُ ، وَلاَ تَنْقَضِي غَرَائِبُهُ ،
وَلاَ تُكْشَفُ الظُّلُمَاتُ إلاَّ بِهِ .

ومن
كلام له عليه السلام

قال للاشعث بن قيس وهو على منبر الكوفة
يخطب ، فمضى في بعض كلامه شيء اعترضه
الاشعث فيه ، فقال : يا أمير المؤمنين ،
هذه عليك لا لك ، فخفض عليه السلام إليه
بصره ثم قال :

مَا
يُدْرِيكَ مَا عَلَيَّ مِمَّا لِي ،
عَلَيْكَ لَعْنَةُ اللهِ وَلَعْنَةُ
اللاَّعِنِينَ ! حَائِكٌ ابْنُ حَائِك !
مُنَافِقٌ ابْنُ كَافِر ! وَاللهِ لَقَدْ
أَسَرَكَ الْكُفْرُ مَرَّةً وَالاِْسْلامُ
أُخْرى ! فَمَا فَدَاكَ مِنْ وَاحِدَة
مِنْهُمَا مَالُكَ وَلاَ حَسَبُكَ ! وَإِنَّ
امْرَأً دَلَّ عَلَى قَوْمِهِ
السَّيْفَوَسَاقَ إِلَيْهِمُ الْحَتْفَ ،
لَحَرِىٌّ أَنْ يَمْقُتُهُ الاَْقْرَبُ ،
وَلاَ يَأْمَنَهُ الاَْبْعَدُ !

قال السيد الشريف الرضي رضي الله عنه
: يريد عليه السلام أنه أسر في الكفر مرة وفي
الاسلام مرة . وأما قوله : «دل على قومه
السيف» فأراد به حديثاً كان للاشعث مع خالد بن
الوليد باليمامة ، غرّ فيه قومه ومكر بهم
حتّى أوقع بهم خالد ، وكان قومه بعد ذلك
يسمونه «عُرْفَ النار» وهو اسم للغادر عندهم .

ومن
خطبة له عليه السلام

فَإِنَّكُمْ لَوْ قَدْ عَايَنْتُمْ
مَا قَدْ عَايَنَ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ
لَجَزَعْتُمْ وَوَهِلْتُمْ [319] ،
وَسَمِعْتُمْ وَأَطَعْتُمْ ، وَلكِنْ
مَحْجُوبٌ عَنْكُمْ مَا قَدْ عَايَنُوا ،
وَقَرِيبٌ مَا يُطْرَحُ الْحِجَابُ !
وَلَقَدْ بُصِّرْتُمْ إِنْ أَبْصَرْتُمْ ،
وَأُسْمِعْتُمْ إِنْ سَمِعْتُمْ ،
وَهُدِيتُمْ إِنْ اهْتَدَيْتُمْ ،
وَبِحَقٍّ أَقُولُ لَكُمْ : لَقَدْ
جَاهَرَتْكُمُ الْعِبَرُ [320] . وَزُجِرْتُمْ
بِمَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ . وَمَا يُبَلِّغُ
عَنِ اللهِ بَعْدَ رُسُلِ السَّمَاءِ [321]
إِلاَّ الْبَشَرُ .

ومن
خطبة له عليه السلام

وهي كلمة جامعة للعظة
والحكمة

فَإِنَّ
الْغَايَةَ أَمَامَكُمْ ، وَإِنَّ
وَرَاءَكُمُ السَّاعَةَ [322] تَحْدُوكُمْ [323] .
تَخَفَّفُوا [324] تَلْحَقُوافَإِنَّمَا
يُنْتَظَرُ بِأَوَّلِكُمْ آخِرُكُمْ .

قال السيد الشريف الرضي رضي الله عنه
: أقول : إن هذا الكلام لو وزن ، بعد كلام
الله سبحانه وبعد كلام رسول الله صلى الله
عليه واله ، بكل كلام لمال به راجحاً ،
وبرّز عليه سابقاً . فأما قوله عليه السلام
: «تخففوا تلحقوا» فما سمع كلام أقل منه
مسموعاً ولا أكثر محصولاً ، وما أبعد غورها
من كلمة ! وأنقع [325] نطفتها [326] من حكمة !
وقد نبهنا في كتاب «الخصائص» [327] على عظم
قدرها وشرف جوهرها .

ومن
خطبة له عليه السلام

حين بلغه خبر الناكثين
ببيعته

وفيها
يذم عملهم ويلزمهم دم عثمان ويتهددهم بالحرب

أَلاَ
وَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ ذَمَّرَ حِزْبَهُ [328] ،
وَاسْتَجْلَبَ جَلَبَهُ [329] ، لِيَعُودَ
الْجَوْرُ إلَى أَوْطَانِهِ ، وَيَرْجِعَ
الْبَاطِلُ إِلى نِصَابِهِ [330] .

وَاللهِ
مَا أَنْكَرُوا عَلَيَّ مُنْكَراً ، وَلاَ
جَعَلُوا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ نَصِفاً [331] .
وَإِنَّهُمْ لَيَطْلُبُونَ حَقَّاً هُمْ
تَرَكُوهُ ، وَدَماً هُمْ سَفَكُوهُ :
فَلَئِن كُنْتُ شَرِيكَهُمْ فِيهِ فَإِنَّ
لَهُمْ لَنَصِيبَهُمْ مِنْهُ ، وَلَئِنْ
كَانُوا وَلُوهُ دُوني ، فَمَا
التَّبِعَةُ إِلاَّ عِنْدَهُمْ . وَإِنَّ
أَعْظَمَ حُجَّتِهِمْ لَعَلَى أَنْفُسِهِمْ ،
يَرْتَضِعُونَ أُمّاً قَدْ فَطَمَتْ [332] ،
وَيُحْيُونَ بِدْعَةً قَدْ أُمِيتَتْ .

يا
خَيْبَةَ الدَّاعِي ! مَنْ دَعَا ! وَإِلاَمَ
أُجِيبَ ؟ وَإِنِّي لَرَاض بِحُجَّةِ اللهِ
عَلَيْهِمْ وَعِلْمِهِ فِيهمْ . فَإِنْ
أَبَوْا أَعْطَيْتُهُمْ حَدَّ السَّيْفِ
وَكَفَى بِهِ شَافِياً مِنَ الْبَاطِلِ ،
وَنَاصِراً لِلْحَقِّ !

وَمِنَ
الْعَجَبِ بَعْثُهُمْ إِلَىَّ أَنْ أَبْرُزَ
لِلطِّعَانِ ! وَأَنْ أَصْبِرَ لِلْجِلادِ !
هَبِلَتْهُمُ [333] الْهَبُولُ [334] !
لَقَدْ كُنْتُ وَمَا أُهَدَّدُ بِالْحَرْبِ ،
وَلاَ أُرْهَبُ بِالضَّرْبِ ! وَإِنِّي
لَعَلَى يَقِين مِنْ رَبِّي ، وَغَيْرِ
شُبْهَة مِنْ دِيني .

ومن
خطبة له عليه السلام

وتشتمل على تهذيب
الفقراء بالزهد وتأديب الاغنياء بالشفقة

تهذيب
الفقراء

أَمَّا
بَعْدُ ، فَإِنَّ الاَْمْرَ يَنْزِلُ مِنَ
السَّمَاءِ إِلَى الاَْرْضِ كَقَطَرَاتِ
الْمَطَرِ إلَى كُلِّ نَفْس بِمَا قُسِمَ
لَهَا مِنْ زِيَادَة أَوْ نُقْصَان ،
فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ لاَِخِيهِ
غَفِيرَةً [335] في أَهْل أَوْ مَال
أَوْ نَفْس فَلاَ تَكُونَنَّ لَهُ فِتْنَةً ;
فَإنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ مَا لَمْ
يَغْشَ دَنَاءَةً تَظْهَرُ فَيَخْشَعَ لَهَا
إِذَا ذُكِرَتْ ، وَيُغْرَى بِهَا لِئَامُ
النَّاسِ ، كَانَ كَالْفَالِجِ [336]
الْيَاسِرِ [337] الَّذِي
يَنْتَظِرُ أَوَّلَ فَوْزَة مِنْ قِدَاحِهِ
تُوجِبُ لَهُ الْمَغْنَمَ ، وَيُرْفَعُ
بِهَا عَنْهُ الْمَغْرَمُ وَكَذلِكَ
الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ الْبَرِيءُ مِنَ
الْخِيَانَةِ يَنتَظِرُ مِنَ اللهِ إِحْدَى
الْحُسْنَيَيْنِ : إِمَّا دَاعِيَ اللهِ
فَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لَهُ ،
وَإِمَّا رِزْقَ اللهِ فَإِذَا هُوَ ذُو
أَهْل وَمَالوَمَعَهُ دِينُهُ وَحَسَبُه .
وإِنَّ الْمالَ والْبَنِينَ حَرْثُ
الدُّنْيَا ، وَالْعَمَلَ الصَّالِحَ
حَرْثُ الاخِرَةِ ، وَقَدْ يَجْمَعُهُمَا
اللهُ تَعَالَى لاَِقْوَام ، فَاحْذَرُوا
مِنَ اللهِ مَا حَذَّرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ ،
وَاخْشَوْهُ خَشْيَةً لَيْسَتْ بِتَعْذِير [338] ،
وَاعْمَلُوا في غَيْرِ رِيَاء وَلاَ سُمْعَة
; فَإِنَّهُ مَنْ يَعْمَلْ لِغَيْرِ اللهِ
يَكِلْهُ اللهَ [339] لِمَنْ عَمِلَ
لَهُ . نَسْأَلُ اللهِ مَنَازِلَ
الشُّهَداءِ ، وَمُعَايَشَةَ
السُّعَدَاءِ ، وَمُرَافَقَةَ
الانْبِيَاءِ .

تأديب
الاغنياء

أَيُّهَا
النَّاسُ ، إِنَّهُ لاَ يَسْتَغْنِي
الرَّجُلُ ـ وَإِنْ كَانَ ذَا مَال ـ عَنْ
عَشِيرَتِهِ )

عِتْرَتِهِ( وَدِفَاعِهِمْ
عَنْهُ بِأَيْدِيهِمْ وَأَلْسِنَتِهِمْ ،
وَهُمْ أَعْظَمُ النَّاسِ حَيْطَةً [340] مِنْ
وَرَائِهِ ، وَأَلَمُّهُمْ لِشَعَثِهِ [341] ،
وَأَعْطَفُهُمْ عَلَيْهِ عِنْدَ نَازِلَة
إِذَا نَزَلَتْ بِهِ . وَلِسَانُ
الصِّدْقِ [342] يَجْعَلُهُ اللهُ
لِلْمَرْءِ في النَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ
الْمَالِ يُوَرِّثُهُ غَيْرَهُ .

ومنها :
أَلاَ لاَ يَعْدِلَنَّ أَحَدُكُمْ عَنِ
الْقَرَابَةِ يَرَى بِهَا الْخَصَاصَةَ [343]
أَنْ يَسُدَّهَا بِالَّذِي لا يَزِيدُهُ
إِنْ أَمْسَكَهُ وَلاَ يَنْقُصُهُ إِنْ
أَهْلَكَهُ [344] ; وَمَنْ يَقْبِضْ
يَدَهُ عَنْ عَشِيرَتِهِ ، فَإِنَّمَا
تُقْبَضُ مِنْهُ عَنْهُمْ يَدٌ وَاحِدَةٌ ،
وَتُقْبَضُ مِنْهُمْ عَنْهُ أَيْد كَثِيرَةٌ
; وَمَنْ تَلِنْ حَاشِيَتُهُ يَسْتَدِمْ مِنْ
قَوْمِهِ الْمَوَدَّةَ .

قال السيد الشريف الرضي رضي الله عنه
: أقول : الغفيرة ها هنا الزيادة والكثرة ،
من قولهم للجمع الكثير : الجم الغفير ،
والجماء الغفير . ويروى «عِفْوة من أهل أو
مال» والعِفْوة : الخيار من الشيءيقال : أكلت
عِفْوةَ الطعام ، أي خياره . وما أحسن
المعنى الذي أراده عليه السلام بقوله : «ومن
يقبض يده عن عشيرته ... » إلى تمام الكلام ،
فإن الممسك خيره عن عشيرته إنما يمسك نفع يد
واحدة ; فإذا احتاج إلى نصرتهم ، واضطر إلى
مرافدتهم [345] قعدوا عن نصره ،
وتثاقلوا عن صوته ، فمنع ترافد الايدي
الكثيرة ، وتناهض الاقدام الجمة .

ومن
خطبة له عليه السلام

الدعوة إلى طاعة الله

وَلَعَمْرِي مَا عَلَيَّ مِنْ قِتَالِ مَنْ
خَالَفَ الْحَقَّ ، وَخَابَطَ الْغَيَّ [346] ،
مِنْ إدْهَان [347] وَلاَ إيِهَان [348] .
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ،
وَفِرُّوا إِلَى اللهِ مِنَ اللهِ [349] ،
وَامْضُوا فِي الَّذِي نَهَجَهُ لَكُمْ [350] ،
وَقُومُوا بِمَا عَصَبَهُ بِكُمْ [351] ،
فَعَلِيٌّ ضَامِنٌ لِفَلْجِكُمْ [352]
آجِلاًإِنْ لَمْ تُمْنَحُوهُ عَاجِلاً .

ومن
خطبة له عليه السلام

وقد تواترت [353] عليه الاَخبار
باستيلاءِ أَصحاب معاوية على البلاد ،
وقدم عليه عاملاه على اليمن ، وهما عبيد
الله بن عباس وسعيد بن نَمْرَان لما غلب
عليهما بُسْرُ بن أَبي أَرْطَاة فقام عليه
السلام على المنبر ضجراً بتثاقل أَصحابه عن
الجهاد ، ومخالفتهم له في الرأْي ، فقال
:

مَا هِيَ
إِلاَّ الْكُوفَةُ ، أَقْبِضُهَا
وَأَبْسُطُهَا [354] ، إِنْ لَمْ
تَكُوني إِلاَّ أَنْتِ ، تَهُبُّ
أَعاصِيرُك [355] فَقبَّحَك اللهُ !
وتمثل بقول الشاعر :

لَعَمْرُ أَبِيكَ الْخَيْرِ يَا
عَمْرُو إِنَّني عَلَى وَضَر [356]
ـ مِنْ ذَا الاِْنَاءِ ـ قَلِيلِ

ثم قال
عليه السلام :

أُنْبِئْتُ بُسْراً قَدِ اطَّلَعَ الْيَمَنَ [357] ،
وَإِنِّي وَاللهِ لاََظُنُّ أَنَّ هؤُلاءِ
الْقَوْمَ سَيُدَالُونَ مِنْكُمْ [358]
بِاجْتِمَاعِهمْ عَلَى بَاطِلِهمْ ،
وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ ،
وَبِمَعْصِيَتِكُمْ إِمَامَكُمْ في
الْحَقِّ ، وَطَاعَتِهِمْ إِمَامَهُمْ في
الْبَاطِلِ ، وَبِأَدَائِهِمُ
الاَْمَانَةَ إِلَى صَاحِبِهِمْ
وَخِيَانَتِكُمْ ، وَبِصَلاَحِهمْ في
بِلاَدِهِمْ وَفَسادِكُمْ . فَلَوِ
ائْتَمَنْتُ أَحَدَكُمْ عَلَى قَعْب [359]
لَخَشِيتُ أَنْ يَذْهَبَ بِعِلاَقَتِهِ [360]
اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ مَلِلْتُهُمْ
وَمَلُّونِيوَسَئِمْتُهُمْ وَسَئِمُونِي ،
فَأَبْدِلْنِي بِهِمْ خَيْراً مِنْهُمْ ،
وَأَبْدِلْهُمْ بِي شَرَّاً مِنِّي اللَّهُمَّ
مِثْ قُلُوبَهُمْ [361] كَمَا يُمَاثُ
الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ، أَمَا وَاللهِ
لَوَدِدْتُ أَنَّ لِي بِكُمْ أَلْفَ فَارِس
مِنْ بَنِي فِرَاسِ بْنِ غَنْم .

هُنَالِكَ ، لَوْ دَعَوْتَ ،
أَتَاكَ مِنْهُمْ فَوَارِسُ
مِثْلُ أَرْمِيَةِ الْحَمِيمِ

ثم نزل عليه السلام من المنبر

قال السيد الشريف الرضي رضي الله عنه
: أقول : الارمية جمع رَميٍّ وهو السحاب ،
والحميم ها هنا : وقت الصيف ، وإنما خص
الشاعر سحاب الصيف بالذكر لانه أشد جفولاً ،
وأسرع خُفوفاً [362] لانه لا ماء فيه ،
وإنما يكون السحاب ثقيل السير لامتلائه
بالماء ، وذلك لا يكون في الاكثر إلا زمان
الشتاء ، وإنما أراد الشاعر وصفهم بالسرعة
إذا دُعوا ، والاغاثة إذا استغيثوا ،
والدليل على ذلك قوله : «هنالك ، لو دعوت ،
أتاك منهم ... »

[286] وكله الله إلى
نفسه : تركه ونفسَهُ.

[287] جائرٌ عن قصد السبيل : هنا عادل عن
جادّتهِ.

[288] المشغوف بشي : المولع به حتى بلغ حبه
شغاف قلبه، وهو غلافه.

[289] كلام البِدْعة : ما
اخترعته الاهواء ولم يعتمد على ركن من الحق
ركين.

[290] رَهْنٌ بخطيئته :
لا مخرج له منها.

[291] قَمَشَ جهلاً :
جمعه، وأصل القَمْش جمع المتفرق.

[292] «مُوضِعٌ في جُهّالِ الامّة» :
مسرع فيها بالغش والتغرير، أوضع البعير :
أسرع وأوضعه راكبه فهو مُوضِعٌ به أي مسرع به.

[293] عاد : جار بسرعة، من عَدَا يَعْدو
إذا جرى .

[294] أغباش : جمع غَبَش
بالتحريك، وأغباش الليل : بقايا ظلمته.

[295] عَم : وصف من العمى والمراد : جاهل.

[296] عَقْدُ الهُدْنة : الاتفاق على
الصلح والمسالمة بين الناس.

[297] الماءُ الاجِنُ :
الفاسد المتغير اللون والطعم.

[298] اكْتَثَرَ : اسْتَكْثَرَ.

[299] غير طائل : دونٌ، خسيسٌ.

[300] التخليص :
التّبْيِين.

[301] التبسَ على غيره : اشتَبَهَ عليه.

[302] الحَشْوُ : الزائد
الذي لا فائدة فيه.

[303] الرّثّ : الخَلَقُ البالي، ضد الجديد.

[304] خَبّاط : صيغة
المبالغة من خبط الليل إذا سار فيه على غير
هدى.

[305] عاش : خابط في الظلام.

[306] العَشَوَات : جمع عَشْوَة مثلثة
الاول : وهي ركوب الامر على غير هدى.

[307] يَذْرُو : ينثر،
وهو أفصح من يُذْرِي إذراءً. قال الله تعالى «فأصبح
هَشيماً تَذْرُوهُ الرّياح».

[308] الهَشِيمُ : ما يَبِسَ من النّبْتِ
وتهشّمَ وَتَفَتّتَ.

[309] اَلملِيّ بالشيء : القَيّمُ به الذي
يجيد القيام عليه.

[310] ولا أهل لما قُرّظَ
به : مُدح، وهذه رواية ابن قتيبة وهي أنسب
بالسياق من الرواية المشهورة.

[311] إكتَتَم به : فوّض
إليه : كتمه وستره لما يعلم من جهل نفسه.

[312] العَجّ : رفع
الصوت، وعجّ المواريث هنا : تمثيل لحدّةِ
الظلم وشدّة الجَوْر.

[313] أبْوَرُ من بَارَت
السّلْعة : كَسَدَتْ.

[314] أنْفَقُ من
النّفَاق - بالفتح - وهو الرّواج .

[315] الامام الذي
استقضاهم : الخليفة الذي ولاّهم القضاء.

[316] الانعام : 38 .

[317] النساء : 82 .

[318] أنيق : حسن مُعْجِبٌ بأنواع البيان
وآنقني الشيء : أعجبني.

[319] الوَهَلُ : الخوف
والفزع، من وَهِلَ يَوْهَلُ.

[320] جَاهَرَتْكُمُ
العِبَرُ : انتصبت لتنبهكم جهراً وصرحت لكم
بعواقب أُموركم، والعِبر جمع عِبْرَة.
والعبرة : الموعظة.

[321] رُسُلُ السماء :
الملائكة.

[322] الساعة : يوم
القيامة.

[323] تَحْدُوكم : تَسُوقكم إلى ما تسيرون
عليه.

[324] تَخَفّفُوا : المراد هنا التخففُ من
أوزار الشهوات .

[325] أنْقَع : من قولهم :
«الماء ناقع ونقيع» أي ناجع، أي إطفاء العطش.

[326] النّـُطْفة : الماء الصافي.

[327] خصائص الائمة
عليهم السلام : ص 112 طبع مجمع البحوث الاسلامية
- 1406 هــق - مشهد .

[328] ذَمّرَ حِزْبَهُ :
حثهم وحضّهم وهو بالتشديد أدلّ على التكثير.
ويروى مخففاً أيضاً من باب ضرب ونصر.

[329] الجَلَب - بالتحريك : ما يُجلب من
بلد إلى بلد، وهو فعلٌ بمعنى مفعول مثل سَلَب
بمعنى مسلوب، والمراد هنا بقوله «استجلب
جَلَبَه» جمع جماعته، كقوله «ذَمّرَ حزبه».

[330] النّـِصَاب - بكسر
النون - الاصل أو المنبت وأول كل شيء .

[331] النّصِف - بالكسر -
المنصف، أي : لم يحكّموا رجلا عادلاً بيني
وبينهم.

[332] أُمّاً قد
فَطَمَتْ : أي تركت إرضاع ولدها بعد أن ذهب
لبنها. يشبّه به طلَب الامر بعد فواته.

[333] هَبِلَتْهُم :
ثَكِلَتْهُم.

[334] الهَبُول : بفتح
الهاء - المرأة التي لا يبقى لها ولد. وهو دعاء
عليهم بالموت.

[335] غفيرة : زيادة
وكثرة.

[336] الفالج : الظافر،
فَلَجَ يَفْلُجُ - كنصر ينصر - : ظفر وفاز. ومنه
المثل: «من يأتِ الحكم وحده يَفْلُجُ».

[337] الياسر : الذي يلعب بقِداح الميسر
أي: المقامر. وفي الكلام تقديم وتأخير،
ونَسَقُهُ : كالياسر الفالج . كقوله تعالى
وغرابيب سُود ، وحسَّنَهُ أن اللفظتين صفتان،
وإن كانت إحداهما إنما تأتي بعد الاخرى إذا
صاحبتها.

[338] التعذير : مصدر
عذّرَ تَعْذيراً : لم يثبتْ له عُذْر.

[339] يَكِلُه الله :
يتركه . من وَكَلَ يَكِلُ مثل وزن يزن.

[340] حَيْطة، كبَيْعَة :
رعاية وكلاءة.

[341] الشَعَث - بالتحريك
- : التفرق والانتشار.

[342] لسان الصدق :
حُسْنُ الذكر بالحق .

[343] الخَصَاصة : الفقر
والحاجة الشديدة، وهي مصدر خَصّ الرجل - من
باب عَلِمَ - خَصَاصاً وخَصاصة. وخصاصاً - بفتح
الخاء في الجميع - إذا احتاج وافتقر، قال
تعالى : ويُؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم
خَصاصةٌ.

[344] أهلك المالَ :
بَذَلَهُ.

[345] المُرافَدَةُ :
اُلمعاوَنَة.

[346] خابَطَ الغَيَّ :
صارع الفساد، وأصل الخبْط : السير في الظلام،
وهذا التعبير أشد مبالغة من خَبَطَ في الغي،
إذ جعله والغي متخابطَيْن يخبط أحدهما في
الاخر.

[347] الادْهانُ :
المنافَقَةُ والمصانَعَةُ، ولا تخلو من
مخالفة الباطن للظاهر.

[348] الايهان : مصدر أوْهَنْتُهُ، بمعنى
أضْعَفْته.

[349] فِرّوا إلى الله من الله : اهربوا إلى
رحمة الله من عذابه.

[350] نَهجَهُ لكم :
أوْضَحَهُ وبَيّنَه.

[351] عَصَبَهُ بكم : من باب ضرب ربطه بكم.
أي : كلّفكم به، وألزمكم أداءه.

[352] فَلْجكم : ظَفَركم
وفَوْزكم.

[353] تواترت عليه
الاخبار : ترَادَفَتْ وتواصَلَتْ.

[354] أقْبِضُها
وأبْسُطُها : أي أتصرف فيها كما يتصرف صاحب
الثوب في ثوبه يقبضه أو يبسطه .

[355] الاعاصير : جمع
إعصار، وهي ريح تهب وتمتد من الارض نحو السماء
كالعمود .

[356] الوَضرُ - بالتحريك
- بقية الدّسم في الاناء .

[357] اطّلَعَ اليمنَ :
غَشِيَها بجيشه وغزاها وأغار عليها.

[358] سَيُدَالُونَ منكم
: سيغلبونكم وتكون لهم الدولة بَدَ لَكُمْ.

[359] القَعْب - بفتح
القاف - : القدح الضخم.

[360] عِلاقة القَعْب : - بكسر العين - : ما
يعلق منه من ليف أو نحوه.

[361] مِثْ قلوبهم :
أذِبْها مَاثَهُ يَمِيثه : أذابه.

[362] خُفُوفاً : مصدر
غريب لخَفّ بمعنى انتقل وارتحل مسرعاً،
والمصدر المعروف «خفّاً» .

/ 35