ومن
خطبة له عليه السلام
وفيها يصف العرب قبلالبعثة ثم يصف حالة قبل البيعة له العرب قبل
البعثة
إِنَّ
اللهَ بَعَثَ مُحَمَّداً صلى الله عليه واله
نَذِيراً لِلْعَالَمِينَ ، وَأَمِيناً
عَلَى التَّنْزِيلِ ، وَأَنْتُمْ
مَعْشَرَ الْعَرَبِ عَلَى شَرِّ دِين ،
وَفِي شِرِّ دَار ، مُنِيخُونَ [363] بَيْنَ
حِجَارَة خُشْن [364] وَحَيَّات صُمٍّ [365] ،
تَشْرَبُونَ الْكَدِرَ وَتَأْكُلُونَ
الْجَشِبَ [366] ، وَتَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ ،
وَتَقْطَعُونَ أَرْحَامَكُمْ .
الاَْصْنَامُ فِيكُمْ مَنْصُوبَةٌ ،
وَالاثَامُ بِكُمْ مَعْصُوبَةٌ [367] .
ومنها
: صفته قبل البيعة له
فَنَظَرْتُ فَإِذَا لَيْسَ لِي مُعِينٌإِلاَّ أَهْلُ بَيْتِي ، فَضَنِنْتُ بِهمْ
عَنِ الْمَوْتِ وَأَغْضَيْتُ [368] عَلَى
الْقَذَى ، وَشَرِبْتُ عَلَى الشَّجَا [369] ،
وَصَبَرْتُ عَلَى أَخْذ الْكَظَمِ [370] ،
وَعَلى أَمَرَّ مِنْ طَعْمِ الْعَلْقَمِ .
ومنها :
وَلَمْ يُبَايِعْ حَتَّى شَرَطَ أَنْ
يُؤْتِيَهِ عَلَى الْبَيْعَةِ ثَمَناً ،
فَلاَ ظَفِرَتْ يَدُ الْبَائِعِ ،
وَخَزِيَتْ [371] أَمَانَةُ
الْمُبْتَاعِ [372] ، فَخُذُوا
لِلْحَرْبِ أُهْبَتَهَا [373] ، وَأَعِدُّوا
لَهَا عُدَّتَهَافَقَدْ شَبَّ لَظَاهَا [374] ،
وَعَلاَ سَنَاهَا [375] ،
وَاسْتَشْعِرُوا [376] الصَّبْرَ ،
فَإِنَّهُ أَدْعَى إِلَى النَّصْرِ .
ومن
خطبة له عليه السلام
وقد قالها يستنهض بها الناس حين وردخبر غزو الانبار بجيش معاوية فلم ينهضوا .
وفيها يذكر فضل الجهاد ، ويستنهض الناس ،
ويذكر علمه بالحرب ويلقي عليهم التبعة لعدم
طاعته
فضل
الجهاد
أَمَّابَعْدُ ، فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ
أَبْوَابِ الْجَنَّةِ [377] ، فَتَحَهُ
اللهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ ، وَهُوَ
لِبَاسُ التَّقْوى ، وَدِرْعُ اللهِ
الْحَصِينَةُ ، وَجُنَّتُهُ الْوَثِيقَةُ .
فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ [378]
أَلْبَسَهُ اللهُ ثَوْبَ الذُّلِّ ،
وَشَمِلَهُ الْبَلاَءُ ، وَدُيِّثَ [379]
بِالصَّغَارِ وَالْقَمَاءَةِ [380] وَضُرِبَ
عَلَى قَلْبِهِ بِالاِْسْهَابِ [381] ،
وَأُدِيلَ الْحَقُّ مِنْهُ [382]
بِتَضْيِيعِ الْجِهَادِ ، وَسِيمَ
الْخَسْفَ [383] ، وَمُنِعَ
النَّصَفَ [384] .
استنهاض
الناس
أَلاَوَإِنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَى قِتَالِ ) حرب(
هؤُلاءِ الْقَوْمِ لَيْلاً وَنَهَاراً ،
وَسِرِّاً وَإِعْلاَناً ، وَقُلْتُ
لَكُمْ : اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ ،
فَوَاللهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ في عُقْرِ
دَارِهِمْ [385] إِلاَّ ذَلُّوا .
فَتَواكَلْتُمْ [386] وَتَخَاذَلْتُمْ
حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الْغَارَاتُ [387] ،
وَمُلِكَتْ عَلَيْكُمُ الاَْوْطَانُ .
وَهـذَا أَخُو غَامِد وَقَدْ وَرَدَتْ
خَيْلُهُ الاَْنْبَارَ [388] ، وَقَدْ قَتَلَ
حَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ الْبَكْرِيَّ ،
وَأَزَالَ خَيْلَكُمْ عَنْ مَسَالِحِهَا [389] ،
وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ
مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى الْمَرْأَةِ
الْمُسْلِمَةِوَالاُْخْرَى الْمُعَاهَدَةِ [390] ،
فَيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا [391] وَقُلْبَهَا [392]
وَقَلاَئِدِهَا وَرُعُثَهَا [393] ، مَا
تَمْتَنِعُ ) تمنع( مِنْهُ إِلاَّ
بِالاِسْتِرْجَاعِ [394]
وَالاِسْتِرْحَامِ . ثُمَّ انْصَرَفُوا
وَافِرِينَ [395] ) موفورين( مَا
نَالَ رَجُلاً مِنْهُمْ كَلْمٌ [396] ،
وَلاَ أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ ; فَلَوْ
أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ بَعْدِ
هـذَا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً ،
بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً ; فَيَا
عَجَباً ! عَجَباً ـ وَاللهِ ـ يُمِيتُ
الْقَلْبَ وَيَجْلِبُ الْهَمَّ مِن
اجْتِمَاعِ هؤُلاَءِ الْقَوْمِ عَلَى
بَاطِلِهِمْ ، وَتَفَرُّقِكُمْ عَن
حَقِّكُمْ ! فَقُبْحاً لَكُمْ وَتَرَحاً [397] ،
حِينَ صِرْتُمْ غَرَضاً [398] يُرْمى : يُغَارُ
عَلَيْكُمْ وَلاَ تُغِيرُونَ ،
وَتُغْزَوْنَ وَلاَ تَغْزُونَ ،
وَيُعْصَى اللهُ وَتَرْضَوْنَ ! فَإِذَا
أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي
أَيَّامِ الْحَرِّ ) الصّيف( قُلْتُمْ : هـذِهِ
حَمَارَّةُ الْقَيْظِ [399] ، أَمْهِلْنَا
يُسَبَّخُ عَنَّا الْحَرُّ [400] ،
وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ
إِلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ قُلْتُمْ : هـذِهِ
صَبَارَّةُ الْقُرِّ [401] ;
أَمِْهلْنَا يَنْسَلِخْ عَنَّا الْبَرْدُ;
كُلُّ هذَا فِرَاراً مِنَ الْحَرِّ
وَالْقُرِّ; فَإِذَا كُنْتُمْ مِنَ الْحَرِّ
وَالْقُرِّ تَفِرُّونَ ; فَأَنْتُمْ وَاللهِ
مِنَ السَّيْفِ أَفَرُّ !
البرم
بالناس
يَاأَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَلاَ رِجَالَ !
حُلُومُ الاَْطْفَالِ ، وَعُقُولُ
رَبَّاتِ الْحِجَالِ [402] لَوَدِدْتُ أَنِّي
لَمْ أَرَكُمْ وَلَمْ أَعْرِفْكُمْ
مَعْرِفَةً ـ وَاللهِ ـ جَرَّتْ
نَدَماًوَأَعَقَبَتْ سَدَماً [403] ) ذمّاً( .
قَاتَلَكُمُ اللهُ ! لَقَدْ مَلاَْتُمْ
قَلْبِي قَيْحاً [404] ، وَشَحَنْتُمْ [405]
صَدْرِي غَيْظاً ، وَجَرَّعْتُمُونِي
نُغَبَ [406] التَّهْمَامِ [407] أَنْفَاساً [408] وَأَفْسَدْتُمْ
عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ
وَالْخذْلاَنِ ; حَتَّى لَقَدْ قَالَتْ
قُرَيْشٌ : إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِب رَجُلٌ
شُجَاعٌ ، وَلكِنْ لاَ عِلْمَ لَهُ
بِالْحَرْبِ .
للهِ
أَبُوهُمْ ! وَهَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ
لَهَا مِرَاساً [409] ، وَأَقْدَمُ
فِيهَا مَقَاماً مِنِّي ! لَقَدْ نَهَضْتُ
فِيهَا وَمَا بَلَغْتُ الْعِشْرِينَ ،
وَهـا أنا ذا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى
السِّتِّينَ [410] ! وَلكِنْ
لاَ رَأْيَ لِمَنْ لاَ يُطَاعُ !
ومن
خطبة له عليه السلام
وهو فصل من الخطبة التيأولها «الحمد لله غير مقنوط من رحمته»
وفيه
أحد عشر تنبيهاً
أَمَّابَعْدُ ، فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ
أَدْبـَرَتْ ، وَآذَنَتْ [411] بِوَدَاع ،
وَإِنَّ الاخِرَةَ قَدْ أَقْبَلَتْ
وَأَشْرَفَتْ بِاطِّلاَع [412] ، أَلاَ وَإِنَّ
الْيَوْمَ المِضْمَارُ [413] ، وَغَداً
السِّبَاقَ ، وَالسَّبَقَةُ الْجَنَّةُ [414] ،
وَالْغَايَةُ النَّارُ ; أَفَلاَ تَائِبُ
مِنْ خَطِيئَتِهِ قَبْلَ مَنِيَّتِهِ [415] !
أَلاَ عَامِلٌ لِنَفْسِهِ قَبْلَ يَوْمِ
بُؤْسِهِ [416] ! أَلاَ
وَإِنَّكُمْ في أَيَّامِ أَمَل مِنْ
وَرَائِهِ أَجَلٌ ; فَمَنْ عَمِلَ فِي
أَيَّامِ أَمَلِهِ قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ
فَقَدْ نَفَعَهُ عَمَلُهُ ، وَلَمْ
يَضْرُرْهُ أَجَلُهُ . وَمَنْ قَصَّرَ في
أَيَّامِ أَمَلِهِ قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ ،
فَقَدْ خَسِرَ عَمَلَهُ ، وَضَرَّهُ
أَجَلُهُ . أَلاَ فَاعْمَلُوا فِي
الرَّغْبَةِ كَمَا تَعْمَلُونَ فِي
الرَّهْبَةِ [417] ، أَلاَ
وَإِنِّي لَمْ أَرَ كَالْجَنَّةِ نَامَ
طَالِبُهَا ، وَلاَ كَالنَّارِ نَامَ
هَارِبُهَا ، أَلاَ وَإِنَّهُ مَنْ لاَ
يَنْفَعُهُ الْحَقُّ يَضُرُّهُ البَاطِلُ ،
وَمَنْ لاَ يَسْتَقِيمُ بِهِ الْهُدَى ،
يَجُرُّ بِهِ الضَّلاَلُ إِلَى الرَّدَى .
أَلاَ وَإِنَّكُمْ قَدْ أُمِرْتُمْ
بِالظَّعْنِ [418] وَدُلِلْتُمْ
عَلَى الزَّادِ ; وَإِنَّ أَخْوَفَ مَا
أَخَافُ عَلَيْكُمُ ) اثْنَتَانِ( : اتِّبَاعُ
الْهَوَى ، وَطُولُ الاَْمَلِ ،
فَتَزَوَّدُوا فِي الدُّنْيَا مِنَ
الدُّنْيَا مَا تَحْرُزُونَ ) تحوزون (بِهِ
أَنْفُسَكُمْ [419] غَداً .
قال السيد الشريف الرضي رضي الله عنه
وأقول : إنّهُ لو كان كلامٌ يأخذ بالاعناق إلى
الزهد في الدنيا ، ويضطر إلى عمل الاخرة
لكان هذا الكلام ، وكفى به قاطعاً لعلائق
الامال ، وقادحاً زناد الاتعاظ والازدجار ،
ومِنْ أعجبه قوله عليه السلام : « أَلاَ
وَإِنَّ الْيَوْمَ المِضْمَارُ ، وَغَداً
السِّبَاقَ ، وَالسَّبَقَةُ الْجَنَّةُ ،
وَالْغَايَةُ النَّارُ » فإن فيه ـ مع فخامة
اللفظ ، وعظم قدر المعنى ، وصادق
التمثيل ، وواقع التشبيه ـ سرّاً عجيباً ،
ومعنى لطيفاًوهو قوله عليه السلام : «
وَالسَّبَقَةُ الْجَنَّةُ ، وَالْغَايَةُ
النَّارُ » فخالف بين اللفظين لاختلاف
المعنيين ، ولم يقل : «السَّبَقَةُ النَّار»
كما قال : « السَّبَقَةُ الْجَنَّةُ » ; لان
الاستباق إنما يكون إلى أمر محبوب ، وغرض
مطلوب ، وهذه صفة الجنة وليس هذا المعنى
موجوداً في النار ، نعوذ بالله منها ! فلم
يجز أن يقول : « والسَّبَقَةُ النَّار » بل قال
: « وَالْغَايَةُ النَّار » : لان الغاية قد
ينتهي إليها من لا يسره الانتهاء إليها ،
ومن يسره ذلك فصَلح أن يعبر بها عن الامرين
معاً ، فهي في هذا الموضع كالمصير والمآل ،
قال الله تعالى : ( قُلْ تَمَتَّعُوا فَإنَّ
مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ) [420] ولا يجوز
في هذا الموضع أن يقال : سبقتكم ـ بسكون الباء
ـ إلى النار ، فتأمل ذلك ، فباطنه عجيب ،
وغوره بعيد لطيفوكذلك أكثر كلامه عليه السلام .
وفي بعض النسخ : وقد جاء في رواية أخرى ) والسُّبْقَة
الجَنَّة( ـ بضم السين ـ والسّبقة عندهم : اسم
لما يجعل للسابق إذا سبق من مال أو عرض ;
والمعنيان متقاربان ، لان ذلك لا يكون
جزاءً على فعل الامر المذموم وإنما يكون
جزاءً على فعل الامر المحمود .
ومن
خطبة له عليه السلام
بعد غارة الضحاك بن قيسصاحب معاوية على الحاجّ بعد قصة الحكمين
وفيها
يستنهض أصحابه لما حدث في الاطراف
أَيُّهَاالنَّاسُ ، الْمُجْتَمِعَةُ
أَبْدَانُهُمْ ، الْمُخْتَلِفَةُ
أَهْوَاؤُهُمْ [421] ، كَلاَمُكُمْ
يُوهِي [422] الصُّمَّ الصِّلابَ [423] ،
وَفِعْلُكُمْ يُطْمِعُ فِيكُمُ
الاَْعْدَاءَ ! تَقُولُونَ فِي الْمَجَالِسِ
: كَيْتَ وَكَيْتَ [424] ، فَإِذَا جَاءَ
الْقِتَالُ قُلْتُمْ : حِيدِي حَيَادِ [425] !
مَا عَزَّتْ دَعْوَةُ مَنْ دَعَاكُمْ ،
وَلاَ اسْتَرَاحَ قَلْبُ مَنْ قَاسَاكُمْ ،
أَعَالِيلُ بِأَضَالِيلَ [426] ،) وَسَأَلْتُمُونِي التَّطْوِيلَ( [427] ،
دِفَاعَ ذِي الدَّيْنِ الْمَطُولِ [428] . لاَ
يَمْنَعُ الْضَّيْمَ الذَّلِيلُ ! وَلاَ
يُدْرَكُ الْحَقُّ إِلاَّبِالْجِدِّ!
أَيَّدَار بَعْدَ دَارِكُمْ تَمْنَعُونَ ،وَمَعَ
أَيِّ إِمَام بَعْدِي تُقَاتِلُونَ ؟
الْمَغْرُورُ وَاللهِ مَنْ غَرَرْتُمُوهُ ،
وَمَنْ فَازَ بِكُمْ فَقَدْ فَازَ ـ وَاللهِ
ـ بِالسَّهْمِ الاَْخْيَبِ [429] ،
وَمَنْ رَمَى بِكُمْ فَقَدْ رَمَى
بَأَفْوَقَ [430] نَاصِل [431] .
أَصْبَحْتُ وَاللهِ لا أُصَدِّقُ قَوْلَكُمْ ،
وَلاَ أَطْمَعُ فِي نَصْرِكُمْ ، وَلاَ
أُوعِدُ الْعَدُوَّ بِكُمْ . مَا
بَالَكُمْ ؟ مَا دَوَاؤُكُمْ ؟ مَا طِبُّكُمْ
؟ الْقَوْمُ رِجَالٌ أَمْثَالُكُمْ .
أَقَوْلاً بِغَيْرِ عِلْم ) عَمَل( !
وَغَفْلَةً ) عِفّة( مِنْ غَيْرِ وَرَع !
وَطَمَعاً فِي غَيْرِ حَقٍّ ؟!
ومن
كلام له عليه السلام
في معنى قتل عثمانلَوْ
أَمَرْتُ بِهِ لَكُنْتُ قَاتِلاً ، أَوْ
نَهَيْتُ عَنْهُ لَكُنْتُ نَاصِراً ،
غَيْرَ أَنَّ مَنْ نَصَرَهُ لاَ يَسْتَطِيعُ
أَنْ يَقُولَ : خَذَلَهُ مَنْ أَنَا خَيْرٌ
مِنْهُ ، وَمَنْ خَذَلَهُ لاَ يَسْتَطِيعُ
أَنْ يَقُولَ : نَصَرَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ
مِنِّي . وَأَنَا جَامِعٌ لَكُمْ أَمْرَهُ ،
اسْتَأْثَرَ فَأَسَاءَ الاَْثَرَةَ [432] وَجَزِعْتُمْ
فَأَسَأْتُمُ الْجَزَعَ [433] ، وَللهِ حُكْمٌ
وَاقِعٌ في الْمُسْتَأْثِرِ وَالْجَازِعِ .
ومن
كلام له عليه السلام
لابن العباس لمّاأرسله إلى الزبير يستفيأه إلى طاعته قبل حرب
الجمل
لا
تَلْقَيَنَّ طَلْحَةَ ، فَإِنَّكَ إِنْ
تَلْقَهُ تَجِدْهُ كَالثَّوْرِ عَاقِصاً
قَرْنَهُ [434] ، يَرْكَبُ
الصَّعْبَ [435] وَيَقُولُ : هُوَ
الذَّلُولُ . وَلكِنِ الْقَ الزُّبَيْرَ ،
فَإِنَّهُ أَلْيَنُ عَرِيكَةً [436] ،
فَقُلْ لَهُ : يَقُولُ لَكَ ابْنُ خَالِكَ :
عَرَفْتَنِي بِالْحِجَازِ وَأَنْكَرْتَنِي
بِالْعِرَاقِ ، فَمَا عَدَا مِمَّا بَدَا [437] .
قال السيد الشريف الرضي رضي الله عنه
: وهو ـ عليه السلام ـ أوّل من سمعت منه هذه
الكلمة ، أعني : «فما عدا مما بدا » .
[363] مُنِيخون :
مُقيمون.
[364] الخُشْنِ : جمع خَشْنَاء من الخشونه
.
[365] وصف الحيّات «بالصّمّ»
لانها أخبثها إذ لا تنزجر بالاصوات كأنها لا
تسمع .
[366] الجَشِب : الطعام الغليظ أو ما يكون
منه بغير أدم.
[367] معصوبة : مشدودة.
[368] أغْضَيْت : أصلها
من غض الطرف والمراد سكتُّ على مضض.
[369] الشّجَا : ما يعترض في الحلق من عظم
ونحوه.
[370] الكظَم بالتحريك
أو بضم فسكون : مخرج النفس. والمراد أنه صبر
على الاختناق.
[371] خَزِيَتْ : ذَلّتْ
وهانت.
[372] المبتاع : المشتري.
[373] أهبَتُها : عُدّتها.
[374] شبّ لظاها :
استعارة، وأصله صعود طرف النار الاعلى.
[375] سَناها : ضوؤها.
[376] استشعار الصبر : اتخاذه شعاراً كما
يلازم الشعار الجسد.
[377] جُنّتُه - بالضم -
وقايته، والجُنّة : كل ما استترت به.
[378] رغبةً عنه :
زُهداً فيه.
[379] دُيّثَ مبني للمجهول من دَيَثَهُ;
أي ذلّلَهُ .
[380] القَماءة :
الصّغار والذل، والفعل منه قَمُؤَ من باب
كَرُمَ.
[381] الاسهاب : ذهاب العقل أو كثرة
الكلام، أي حيل بينه وبين الخير بكثرة
الكلام بلا فائدة. وروي : ضُرب على قلبه
بالاسْداد جمع سد أي الحجب.
[382] أُدِيلَ الحقّ منه، أي : صارت
الدولة للحق بَدَلهُ.
[383] سِيمَ الخَسْفَ :
أي أولي الخَسْفَ، وكُلِّفَهُ. والخسف الذل
والمشقة أيضاً.
[384] النّـَصَف : العدل، ومُنع مجهول، أي
حُرِمَ العدلَ بأن يسلط الله عليه من يغلبه
على أمره فيظلمه.
[385] عُقْر الدار -
بالضم - وسطها وأصلها.
[386] تواكلتم : وكَلَ كل منكم الامر إلى
صاحبه، أي لم يتولّهُ أحد منكم، بل أحاله كلٌ
على الاخر.
[387] شُنّت الغارات :
مُزِّقَت عليكم من كل جانب كما يشن الماء
متفرقاً دفعةً بعد دفعة.
[388] الانبار : بلدة
على شاطيء الفرات الشرقي، ويقابلها على
الجانب الاخر «هيت».
[389] المسالِحُ : جمع
مَسْلَحَة - بالفتح - وهي الثغر والَمرْقب
حيث يُخشى طروقُ الاعداء.
[390] المعاهَدَة :
الذميّة.
[391] الحِجْل - بالكسر وبالفتح وبكسرين -
: الخَلخال .
[392] القُلُب : بضمتين : جمع قُلْب بالضم
فسكون : السوار المُصْمَت.
[393] رُعُثها - بضم
الراء والعين - جمع رِعاث، ورِعاث جمع رَعْثة،
وهو ضرب من الخرز .
[394] الاسترجاع : ترديد الصوت بالبكاء مع
القول : إنّا لله وإنا إليه راجعون،
والاسترحام : أن تناشده الرحمة.
[395] وافرين: تامين على
كثرتهم لم ينقص عددهم .
[396] الكَلْم - بالفتح - : الجرح .
[397] تَرَحاً - بالتحريك
- : أي همّاً وحُزْناً .
[398] الغرض : ما ينصب ليرمى بالسهام
ونحوها. فقد صاروا بمنزلة الهدف يرميهم
الرامون.
[399] حَمَارّة القيظ -
بتشديد الراء، وربما خففت في ضرورة الشعر :
شدة الحر.
[400] التسبيخ - بالخاء المعجمة - : التخفيف
والتسكين.
[401] صَبَارّة الشتاء
بتشديد الراء : شدة برده، والقُر - بالضم -
البرد، وقيل : هو برد الشتاء خاصة
[402] حِجال : جمع حَجَلة
وهي القبة ، وموضع يزين بالستور . وربات
الحجال : النساء .
[403] السّـَدَم : محركة :
الهم مع أسف أو غيظ وفعله كفرح.
[404] القيح : ما في القرحة من الصديد،
وفعله كباع.
[405] شحنتم صدري : ملاتموه.
[406] النُغَب : جمع
نُغْبَه كجرعة وجُرَع لفظاً ومعنى.
[407] التّهْمَام - بالفتح - الهم، وكل
تَفْعال فهو بالفتح إلاّ التِبيان والتِلقاء
فهما بالكسر .
[408] أنفاساً : أي جرعةً بعد جرعة. والمراد
أن أنفاسه أمست هماً يتجرّعه.
[409] مِراساً : مصدر
مارسه ممارسة ومراساً. أي عالجه وزاوله
وعاناه.
[410] ذَرّفْتُ على
الستين : زدتُ عليها، وروى المبرد «نَيّفت»
وهو بمعناه .
[411] آذَنَتْ :
أعْلَمَتْ.
[412] أشرَفَتْ باطّلاع :
أقبلت علينا بغتةً.
[413] الِمضْمار : الموضع والزمن الذي
تضمّر فيه الخيل، وتضمير الخيل أن تربط ويكثر
علفها وماؤها حتى تسمن، ثم يُقلل علفها
وماؤها وتجري في الميدان حتى تهزل، ثم تُرَدً
إلى القوت، والمدة أربعون يوماً. وقد يطلق
التضمير على العمل الاول أو الثاني، وإطلاقه
على الاول لانه مقدمة للثاني، وإلا فحقيقة
التضمير : إحداث الضمور وهو الهزال وخفة
اللحم، وإنما يفعل ذلك بالخيل لتخف في الجري
يوم السباق.
[414] السَّبَقَة -
بالتحريك - : الغاية التي يجب على السابق أن
يصل إليها .
[415] المنيّة : الموت والاجل.
[416] البُؤس : - بالضم -
اشتداد الحاجة وسوء الحالة.
[417] الرَهبة : - بالفتح
هي مصدر رَهِبَ الرجل - من باب عَلِمَ - رهباً
بالفتح وبالتحريك وبالضم، ومعناه خاف .
[418] الظعن - بالسكون
والتحريك - الرحيل عن الدنيا وفعْله كَقَطَعَ.
[419] تحرزون أنفسكم:
تحفظونها من الهلاك الابدي.
[420] ابراهيم : 30 .
[421] أهواؤهم : آراؤهم
وما تميل إليه قلوبهم، والاهواء جمع هوى،
بالقصر.
[422] يُوهي : يُضعف ويُفَتّـِت .
[423] الصمّ : جمع أصم،
وهو من الحجارة الصّلْبُ المُصمَت، والصِلاب
: جمع صليب، والصليب الشديد، وبابه ظريف
وظِراف، وضعيف وضِعاف.
[424] كَيْت وكَيْت :
كلمتان لا تستعملان إلاّ مكررتين : إما مع واو
العطف وإما بدونها وهي كناية عن الحديث.
[425] حِيدي حَيادِ : كلمة يقولها الهارب
عند الفرار، وهي من الحَيَدَان : الميل
والانحراف عن الشيء. وحَيَادِ : مبني على
الكسر كما في قولهم فِيحي فَيَاحِ، وهي من
أسماء الافعال كَنَزَالِ.
[426] أعاليل بأضاليل :
جمع أُعْلُولة كما أن الاضاليل جمع أُضلولة،
والاضاليل متعلقة بالاعاليل أي : أنكم
تتعللون بالاباطيل التي لا جدوى لها.
[427] يريد بالتطويل هنا
: تطويل الموعد والمَطْلَ فيه .
[428] اَلمطُولُ : الكثيرُ المَطْل، وهو
تأخير أداء الدّيْن بلا عُذر.
[429] السهم الاخْيَبُ
: هو من سهام المَيْسِرِ الذي لا حظّ له.
[430] الافْوَقُ من السهام : مكسور الفوق
والفوق موضع الوتر من السهام.
[431] الناصل : العاري عن
النصل، ولا يخفى طيش السهم الذي لا فوق له ولا
نصل.
[432] أساء الاثَرَةَ :
أساء الاستبداد، وكان عليه أن يخفف منه حتى لا
يزعجكم .
[433] أسأتم الجَزَعَ :
أي لم تَرْفُقُوا في جزعكم، ولم تقفوا عند
الحد الاولى بكم.
[434] عاقصاً قرْنه : من «عقص
الشعر» إذا ضفره وفَتله ولواه، كناية عن
تغطرسه وكبره .
[435] يركب الصعب :
يستهين به ويزعم أنه ذلول سهل. والصعب : الدابة
الجموح.
[436] العريكة : الطبيعة. والخلق، وأصل
العَرْك دَلْكُ الجسد بالدّباغ وغيره.
[437] عَداهُ الامرُ :
صرفه، وبَدَا : ظَهَرَ، والمراد : ما الذي صرفك
عما كان بدا وظهر منك ؟