يقول علماء الشيعه: «ان تسعة اعشار الدين فى التقية من دين الله و لا دين لمن لا تقية له و التقية فى كل شىء الا فى النبيذ و المسح على الخفين».68 و تعنى التفية التظاهر بالعمل و القول بخلاف ما يضمره الانسان فى قلبه كأن يتظاهر باللطف مع الاخرين بينما يلعنهم فى قلبه و بين خلصانه حتى حتى فى غياب الاسباب القاهرة.69 و السبب ال محدد للتقية كما يقول الخمينى فى كتابه»70 بمعنى اخر أن التقية يمكن استخدامها ضد غير الشيعة بما فى ذلك المسلمين و ذلك للحافظ على العقيدة الجعفرية و يقول احد كبار علماء الشيعة، الطبطبانى: «ان عقيدة التقية فى المذهب الشيعى تستمد جذورها من الآية الثامنة و العشرين من سورة آل عمران و التى تقول: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين و من يفعل ذلك فليس من الله فى شىء الا أن تتقوا منهم تقاة و يحذركم الله نفسه و الى الله المصير). و من الآية السادسة بعد المائة من سورة النحل: (من كفر بالله من بعد.) ايمانه الا من اكره و قلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله و لهم عذاب عظيم اما جمهور علماء المسلمين فيقولون اننا عندما نتدبر القرآن الكريم فاننا نجد أن اظهار الانسان لغير ما يبطن يعتبر الصفة المميزة للمنافقين و يبغضه الله سبحانه و تعالى، فالآية الرابعة عشرة و الخامسة عشرة من سورة البقره تقول: (و اذا لقوا الذين. (امنوا قالوا امنا و اذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزتون الله يستهزى بهم و يمدهم فى طغيانهم يعمهون و يقول الله تعالى: (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم و قد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه و هم يعلمون و اذا لقوا الذين آمنو قالوا آمنا و اذا خلا بعض قالوا أتحدثو نهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون. أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون و ما يعلنون).71 و يقول الله تعالى: (ها أنتم أولاء تحبونهم و لا يحبونكم و تؤمنون بالكتاب كله و اذا لقوكم آمنا و اذا خلوا عضوا عليكم الانامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم ان الله عليم بذات الصدور)73 لهذا أعد الله للمنافقين الذين يظهرون ما لا يبطنون أشد العقاب اذا يقول تعالى: (ان المنافقين فى الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا)73 و يعتبرون التظاهر قولا و عملا بغير ما يبطن المسلم نوعا من الكذب، علامة النفاِ و قد قال الرسول صلى الله عليه و سلم: «آية، المنافق ثلاث: اذا حدث كذب و اذا و عر اخلف و اذا أؤتمن خان.»74 و فى حديث آخر ذم النبى صلى الله عليه و سلم ذا الوجهين فالقاعدة الاسلامية العامة أن الكذب على المسلمين محرم و ممقوت75 أما فيما يتعلق بالرخصة المذكورة فى الآية القرآنية فى سورة آل عمران فهى محددة باستخدامها فقط مع الكافرين و فى حالات خاصة ضيقة.76 أما الآية التى نزلت فى عمار بن ياسر فى سورة النحل فانها تعطى رخصة لمثل عمار و فى الظرف الذى كان يعانيه، اذ كان مخيرا فقط بين أن يموت تحت تعذيب المشركين فيلقى مصير و الديه او يتفوه بالكفر لينجو و قلبه مطمئن بالايمان افهذه حالات استثنانية لا يجوز اصلا تعميمها، نحيف بهالجعل تسعة اعشار الدين فى الكذب و النفاِ أيها الأخ و أيتها الأخت: أعطوا الموضوع شينا من التفكير. ماذا سيحصل لو اعتقد المسلمون بالفعل أن تسعة اعشار الدين فى التقية أى أن التظاهر بما يخفيه المسلم يمثل تسعة أعشار دينه، هل يمكنك حينئذ أن تثق بأحد أيها الأخ المسلم و الأخت المسلمة: هل نستطيع حقا تلقى تعاليم ديننا من علماء نعتقدون بذلك بل هل نستطيع أن نثق بما يرونه من أخبار أو احداث تاريخية اذا كمان الانسان يعتقد أن الكذب على الله و على الرسول و المسلمين لخدمة أغراضه المبحيزة يؤلف جزءا أساسيا من ديانته، فهل نستطيع الثقة به فاذا كان هدفنا الاساسى هو النجاة فى الآخرة، تلك الحياة الأبدية، فلنكن حذرين مما نقروه لعلماء الشيعة من جدل مبنى على المشوه و المكذوب من النصوص و المراجع أيها الأخ و الأخت: تذكروا أن رخصة الاتقاء ليس فقط استثناء من القاعدة العامة بل استثناء مقيدا. فهى لا تعطى رخصة خداع غير المسلمين فحسب ولكن لا تجيز الكذب عليهم الا فى مثل حالة عمار. و ما تعنيه الآية هى أن المسلم يستطيع أن المسلم يستطيع أن يخفى حنقه و غيظه عن أعداء الاسلام بدو كذب اذا كان اظهار ذلك الغيظ يعرض الاسلام أو المجتمع الاسلامى الى الخطر