نكاح المتعة - خلاف بین علماء الشیعة و جمهور علماء المسلمین نسخه متنی

نكاح المتعة

يقول علماء الشيعة با باحة نكاح المتعة لأنها كانت مباحة على عهد الرسول صلى الله عليه و سلم. و لم يحرمها سوى عمر بن الخطاب أثناء خلافته.77 و الغرض من نكاح المتعة هو اشباع الرغبة الجنسية فقط، و ليس فى نكاح المتعة طلاِ و لا ميراث بين الطرفين و لا يوجب فرض ليلة للمرأة أو نفقة.78

أما جمهور علماء المسلمين فيقولون التالى

لقر وضع القرآن الكريم قواعر العلاقة المشروعة بين الرجل و المرأة و حصرها فى نوعين (1)

أولا: الزواج الذى يترتب عليه طلاِ و ميراث و يوجب فرض ليلة و نفقة للزوجة

ثانيا: العلاقة بين الرجل و ما ملكت يمينه من الجوارى. فالله سبحانه و بعالى يقول: (و الذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم أو ما ملكت أيمانهم فانهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون).79

و قد جاء تأكيد ذلك مفصلا فى سورة النساأ ابتداء من اول السورة و خاصة الآيتين الرابعة و العشرين و الخامسة و العشرين (2) حيث يجعل دفع المهر لاوما اذا دخل الرجل بزوجته

و يؤكد جمهور علماء المسلمين أن معنى قوله تعالى (فما استمتعتم به منهن)، هو استمتاع الزوج بزوجته ضمن عقد الزواج و من هذا المعنى ورد فى حديث للنبى صلى الله عليه و سلم رواه البخارى و مسلم قوله: «استوصوا بالنساء خيرافانهن خلقن من ضلع أعوج و ان أعوج ما فى الضلع أعلاه، فان استمتعت بها اتمتعت و بها عوج و ان ذهب تقيمها كسرتها، و كسرها طلاقها».80

و قد ثبت فى الحديث الصحيح أن نكاح المتعة قد أباحه النبى صلى الله عليه و سلم عند الحاجة الطارئة الشديدة مثل الجهاد (3) فى سبيل الله. و كان يحرمه بمجرد انتهاء بلك الحاجة، بل و عندما أبيح فى المرة الأبيح فى المرة الاخيرة أتبعه باعلان تحريم نكاح المتعة نهانيا، فقر جاء فى صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «يا ايها الناس انى قد كنت اذنت لكم فى الاستمتاع من النساء و ان الله قد حرم ذلك الى يوم القيامة فمن كان عنده منهن شىء فليخل سبيله، و لا تاخذوا مما آتيتموا هن شيئا».81

فالاباحة كانت - فى الواقع - اباحة مؤقتة و استثناء من القاعدة الاساسية، و قام بهذا الاستثناء النبى صلى الله عليه و سلم و هو يملك الصلاحية لذلك فهو لا ينطق عن الهوى، اما غيره فلا يملك تلك الصلاحية، و كان النبى عليه الصلاة و السلام حريصا على سد هذا الباب باعلانه تحريم الله لمتعة النكاح الى يوم القيامة.82

اما عن قول علماء الجعفرية بأن التحريم كان من عمر فما قاله عمر بن الخطاب هو: «ان الله كان يحل لرسوله ماشاء بما شاء. و ان القرآن قد نزل منازله. فاتموا الحج و العمرة لله كما امركم الله و ابتوا نكاح هذه النساء، فلن اوتى برجل نكح امرأة الى اجل الا رحمته بالحجارة.»83 و عمر و قد علم بحادثه عمروبن حريث يؤكد التحريم و يعيد اعلانه لمن لم يبلغه التحريم

ايها الاخ و ايتها الاخت: هل هناك حقا فرِ بين المرأة تؤجر جسدها او الرجل يستأجر جسد امرأة لبضع دقائق او ايام او اشهر مادام ذالك لمدة معلومة مسبقا الا يعتقد المسلم و المسلمة أن نكاح المتعة فيه اهانة كبيرة الخواتنا المسلمات، و فرصة لكل من ينشد المتعة الجسدية دون تحمل اعباء الزواج أليس فيه هدم لنظام الاسرة فى الاسلام

ايها الاخ و ايتها الاخت: يجب أن نتذكر أن الاشراف من علماء الشيعة لا يسحون لقريباتهم بممارسة نكاح المتعة لأن فيه مهانة لهم مع أنهم يسمحون به لغيرهم. و شىء آخر أن نكاح المتعه الذى اباحه الرسول صلى الله عليه و سلم فى مناسبات محدودة لم يكن يشترط أن المرأة فيه مسلمة او كتابية مما يميزه بوضوح عن الزواج الشرعى

بعد كل هذا كيف يمكن للمسلم أن يشرع اباحة نكاح المتعة او ممارسته بنفسه خاصة و أنه لافرِ بين الزنا و نكاح المتعة من احيث الهدف فكلا هما لا ينشد سوى اشباع الرغبة الجنسية