رویه الله بین التنزیه والتشبیه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رویه الله بین التنزیه والتشبیه - نسخه متنی

عبدالکریم البهبهانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أدلّة الاتجاه الثاني القائل
بالرؤية بلا كيفية



وهو الاتجاه المتبنّى من قبل
الأشاعرة والذي اتّبعته مذاهب الجمهور ،
ويبتني هذا الاتّجاه على التفكيك بين
الرؤية والتجسيم ، وبين الدنيا والآخرة،
حيث قالوا بإمكان الرؤية في الآخرة دون
الدنيا بلا كيف، وبنفيهم الكيفية حاولوا
التخلص من اشكال التجسيم. وأهمية هذا
الاتّجاه وما يحضى به من ثقل على صعيد علم
الكلام تقتضي منا متابعته بدقة وتأن خطوة
خطوة، وهو ما سنقوم به في مرحلتين:


1 ـ مرحلة مناقشة امكانية
التفكيك بين الرؤية والتجسيم باعتباره
الدعامة التي قامت نظرية الأشاعرة عليها،
فإذا كان هذا التفكيك في حد نفسه ممكناً
عقلاً سوف لا يحتاج الأشاعرة في اثبات
مدعاهم إلاّ الى أدلّة نقلية تثبت بالكتاب
والسنّة. أن هذا الأمر الممكن عقلاً قد
أخبر القرآن الكريم عن تحققه في الآخرة،
وأما إذا كان هذا التفكيك في حد نفسه غير
ممكن، وأن الرؤية تلازم الجسمية لا محالة
كما آمن بذلك المجسمة وأهل التنزيه المحض
معاً ، أصبح الاتّجاه الأشعري ملحقاً
بأهل التشبيه والتجسيم ، أي بالاتّجاه
الأوّل، وأصبح الفرق بينهما صورياً
لفظياً، ولم يعد للاتّجاه الأشعري أصالة ،
وصارت الاتّجاهات في المسألة اثنتين لا
ثلاثة، هما الأوّل والثالث ، أي التجسيم
المحض والتنزيه المحض، وكل من لا يقول
بالتنزيه المحض فهو من المجسمة وإن أنكر
وتذرّع باللاكيفية ، وإذا ما وصل البحث
الى هذه النقطة أصبح مستغنياً عن الخوض في
أدلّة الأشاعرة على رأيهم ، لأن حكمهم على
المجسمة وتنديدهم الشديد بهم سوف يجري
عليهم أنفسهم باعتبارهم من جملة المجسّمة
حينئذ.


2 ـ مرحلة طرح أدلة الأشعرية على
رؤية الله ومناقشتها ، وذلك في صورة اثبات
امكانية التفكيك بين الرؤية والجسمية في
المرحلة السابقة. فالمرحلة الاُولى هي
مرحلة النقاش مع الاتجاه الأوّل في عالم
الثبوت، والمرحلة الثانية ناظرة الى عالم
الإثبات.

/ 19