محمود الخصال جراء الدخول في الإبتلاءات و الشدائد و الثبات على ما علموا و قالوا و فعلوا و الإستقامة على ذلك. و لا زال و لا يزال المقتضي الداعي لمحبي الآل و أولياءهم لاتباع هذه الطريقة المستقيمة و السير على هذه المحجة القويمة و تعلم نهج الصواب من هؤلاء النسوة الراسخات الإيمان اللواتي تجد تمجيدهن و ثناءهن واضحا جليا مبرهنا في الكتاب و السنة.
و سنبدأ أولا بالحديث عن أم أيمن لما لها من التقدم و السبق في خدمة الآل، ثم نتبعها بذكر شمة من حالات موليات سيد الكائنات.
أم أيمن
أم أيمن
لا يخفى أن أم أيمن و اسمها «بركة» كانت حبشية مملوكة لآمنة بنت وهب رضى لله عنها، و كانت في خدمة هذه الأسرة قبل ولادة النبى صلى الله عليه و اله و سلم و بعد وفاته، و كانت أمة مستقيمة سعيدة مخلصة مصطفاة، و وفية مضحية.
و لما توفيت آمنة و صعدت إلى الفردوس الأعلى ورث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من أمه أم أيمن و خمسة أجمال أوراك ___________________________________الإبل الأوراك و هي التي ننغذي على شجر الأراك و أراك أرض في عرفات. و قطعة غنم ___________________________________البحار 15/ 125 ح 63 باب 1. فعمدت أم أيمن إلى حضانة النبى صلى الله عليه و اله و سلم و تربيته و القيام على خدمته، فكان قدوة آل عبدمناف، و كان يترحم عليها و يزداد لها احتراما و تلطفا يوما بعد يوم، حتى قال عنها- كما قال عن فاطمة بنت أسد عليهاالسلام-: أم أيمن كانت أمي بعد أمي ___________________________________تاريخ الخميس 2/ 180 في ذكر مولياته عليه السلام.
و لما تزوج خديجة عليهاالسلام أعتقها تفضلا و تكرما، و لكنها لم تحرم من نيل الشرف بملازمة ذلك النور، حيث بقيت في خدمة السيدة فاطمة في الغالب، و لها أخبار خاصة في أيام زفاف تلك المخدرة وردت في الكتب المعتبرة.
و حدثت أم أيمن قالت: أتانى رجلان من اليهود يوما نصف النهار بالمدينة فقالا: أخرجي لنا أحمد، فأخرجته فنظرا إليه و قلباه مليا، و نظرا إلى سرته ثم قال أحدهما لصاحبه: هذا نبي هذه الأمة، و هذه دار هجرته، و سيكون بهذه البلدة من القتل و السبي أمر عظيم ___________________________________البحار 15/ 116 ح 61 باب اجداد النبى صلى الله عليه و اله و سلم.
و أود هنا نقل عبارة الخبر من البحار قال: و ام أيمن حاضنة النبي و كانت اوداء ورثها عن أمه، و كان اسمها بركة، فأعتقها و زوجها عبيد الخزرجي بمكة، فولدت له أيمن، فمات، و زوجها النبي من زيد، فولدت له أسامة أسود شبيهها، فأسامة و أيمن أخوان لام ___________________________________البحار 22/ 263 باب 2.
و كانت محترمة و مقدرة و لها منزلة بين بقية إماءه من قبيل حارثة بنت شمعون- أهداها له ملك الحبشة- و سلمى و رضوى و أسلمة و آنسة، و كان النبي صلى الله عليه و اله و سلم يحبها حبا جما لصدقها و شده محبتها، و قد حسد أهل مكة و المدينة من المهاجرين و الأنصار أبناءها السعداء حسدا شديدا. قال المرحوم المجلسي طاب ثراه: زيد زوج أم أيمن بن حارثة بن شراحيل الكلبي بن عبدالعزى بن امرئ القيس، و كان زيد رجلا أدم شديد الأدمة ___________________________________قال بن الأثير في أسد الغابة 2/ 338 ترجمة 11829: «و كان زيد أبيض أحمر، و كان ابنه أسامة أدم شديد الأدمة». قصير القامة مفروش الأنف، و أمه
سعدى بنت ثعلبة بن عبد عمرو؛ أصابه سباء في الجاهلية لأن أمه خرجت به تزور قومها بني معن فأغارت عليهم خيل بني القين، فأخذوا زيدا فقدموا به سوق عكاظ، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد، فوهبته خديجة للنبي صلى الله عليه و آله و سلم، فأعتقه و زوجه أم أيمن، فولدت له أسامة، و كان النبى صلى الله عليه و اله و سلم يحبه و يعطف عليه.
و تبنى النبى صلى الله عليه و اله و سلم زيدا، فكان يدعى زيد بن محمد، حتى أنزل الله تعالى (أدعوهم لآبائهم) ___________________________________الاحزاب: 5. حيث زوجه النبى صلى الله عليه و اله و سلم بابنة عمته زينب بنت جحش، ثم طلقها و تزوجها النبى صلى الله عليه و اله و سلم، فخاف من كلام المنافقين فنزل الآية: (و اتق الله و تخفي في نفسك ما الله مبديه و تخشى الناس و الله أحق أن تخشاه) ___________________________________الاحزاب: 37. ثم نزلت بعدها وثيقة التزويج السماوية، فكان «الله المزوج و جبرئيل الشاهد» و نزل قوله تعالى: (فلما قضى زيد منها وطرا زوجنا كها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضى منهن وطرا و كان أمر الله مفعولا) ___________________________________الاحزاب: 31.
و كان من عادة العرب تحريم زوجات الأبناء الأدعياء و اعتبارهم كالأبناء الصلبيين من هذه الجهة، فأثار ذلك حفيظتهم على النبي صلى الله عليه و اله و سلم، فأخذوا يتقولون و يسيئون إلى النبى صلى الله عليه و اله و سلم فنزل قوله تعالى: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم و لكن رسول الله و خاتم النبيين و كان الله بكل شي ء عليما) ___________________________________الاحزاب: 40. ثم نزل قوله تعالى: (و ما جعل أدعيائكم أبنائكم ذلكم قولكم بأفواهكم و الله يقول الحق و هو يهدي
السبيل- ادعوهم لابائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آبائهم فإخوانكم في الدين و مواليكم) ___________________________________الاحزاب: 5. ___________________________________و جعل النبى صلى الله عليه و اله و سلم نفسه دليل على جواز هذا الزواج و حليته و (لكم في رسول الله أسوة حسنة) و لا بد أن يكون تصرف النبى و هو معدن العصمة و مؤيد بروح القدس صادرا عن الحكمة و المصلحة، و لا يمكن أن يصدر منه عمل يخالف رضا العلى الأعلى، حيث إنه لا يجعل لنفسه و شهواته سبيلا عليه و ما أبعد أولئك الجهال عن الصواب حيث وسوس إليهم الشيطان و سؤلت لهم أنفسم أن يظنوا أن النبى صلى الله عليه و اله و سلم مثلهم في إطاعة الشيطان و اتباع خطواته، و ما علموا أن ما قالوه يجري عليهم و على نظرائهم من المستضعفين المغرورين بوسواس الشيطان الذي زين لهم ذلك في قلوبهم «قل آمنت بالله و برسوله و كفرت بالجبت و الطاغوت». (من المتن)و كان زيد قد وجد لفقد ولده وجدا شديدا بعد أن بلغه خبر أسره، فقال فيه:
بكيت على زيد و لم أدر ما فعل | أحي فيرجى أم أتى دونه الأجل |
فو الله ما أدري و إن كنت سائلا | أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل |
فيا ليت شعري هل لك الدهر رحبة | فحسبي لك الدنيا رجوعك لي علل |
إلى آخر الأبيات، فلما حج جبلة بن حارثة و أخوه رأوا زيدا فعرفوه، فقال لهم: أبلغوا عني أهلي هذه الأبيات:
أكني إلى قوم و إن كنت نائيا | بأنى قطين البيت عند المشاعر |
فكفوا عن المجد الذي قد شجاكم | و لا تعلموا في الأرض نص الأباعر |
فإني بحمد الله في خير أسرة | كرام معد كابرا عند كابر |
فخرج حارثة و أولاده ليفدوا زيدا، فدخلوا على النبى صلى الله عليه و اله و سلم و توسلوا إليه أن يفديهم زيدا، فقال النبي صلى الله عليه و اله و سلم «أدعوه و خيروه، فإن اختاركم فهو لكم، و إن
اختارنى فو الله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحد» فلما جاء زيد و خيروه قال: «... ما أنا بالذي أختار عليك أحدا، أنت مني مكان الأب و العم».فلمأ رأى رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم ذلك أخرجه إلى الحجر فقال: يا من حضر اشهدوا أن زيدا ابني... ___________________________________اسد الغابه 1/ 338 ترجمه رقم 1829.
الحاصل؛ كانت أم أيمن امرأة لا نظير لها في النساء، و كانت تعد من أعاظم نسوان أهل الإسلام و الإيمان، و كذا كان في الرجال ابنها و أبوه الذي ذكره القرآن بالإسم صريحا، و أمره النبى على سبع سرايا، و حضر بدرا و أحد و الخندق و الحديبية و خيبرا، و خلفه النبي صلى الله عليه و اله و سلم على المدينة في غزوة المريسع، و أمر ابنه أسامة على جيش عظيم ضم كبار المدينة و شخصياتها في مرض الموت، و قال: «لعن الله من تخلف عن جيش أسامة» ___________________________________انظر البحار 27/ 324 ح 4 باب 1. و أخيرا استشهد زيد في معركة مؤتة مع جعفر الطيار و عبدالله بن رواحة.
ولي هنا- أنا الحقير- كلام مختصر خفي عن الغافلين، و حجب عن الآخرين: لا حظ أنه لم يبق للنبي صلى الله عليه و اله و سلم ولد لئلا يزاحم أميرالمؤمنين في الخلافة، هذا من جهة، و من جهة أخرى فإن القرآن ينفي النبوة من ابنه المدعى زيد (و ما كان محمد أبا أحد من رجالكم) ___________________________________الاحزاب: 40.، و من جهة ثالثة يسمي الحسن والحسين- و هما الإمامان السبطان المكرمان-أبناءه، قال تعالى: (و أبناءنا و أبناءكم) ___________________________________آل عمران: 61. ثم يقول صلى الله عليه و اله و سلم: كل بني أم ينتمون إلى غصبتهم، إلا ولد فاطمة فأنا عصبتهم و أبوهم ___________________________________البحار 37/ 70 ح 38 باب 50.
و هذا يعني أن مشيئة الله كانت تقتضي منذ اليوم الأول بقاء هذا الفخر و الشرف في بيت بنت النبي صلى الله عليه و اله و سلم، لتعود المعالي و المفاخر من الاباء و الأبناء إلى مركز دائرة العصمة و العفة و الحياء؛ و ذلك أن هذا النبي الأوحد أراد إظهار ما أودع في هذه البنت الوحيدة من تمام الملكات و الكمالات الموروثة من أنبياء السلف، و ما كمن في وجود أولياء الخلف، ليعلم الناس أن فاطمة الزهراء هي الكلمة الإلهة الجامعة، و مظهر الإفاضات المعنوية النبوية، و مصدر الخيرات الكثيرة و البركات العلوية المرتضوية؛ و هي و إن كانت تالي النبوة، و عاشت في ظل الولاية، و لكنها استفاضت من المبدأ الأول و من يليه على الدوام، و أفاضت على أولادها المعصومين الأولياء الكاملين إشراقات أنوار العلوم العقلية و إفاضات المعارف الربانية، علاوة على الولادة الجسمانية و الولادة الروحانية.
به سر قصة سيمرغ و غصة هدهد | كسى رسد كه شناساى منطق الطير است ___________________________________يقول: ينبغي لمن يصل إلى قصة العنقاء و حزن الهدهد، أن يكون عالما بمنطق الطير. |
قال أرسطا طاليس الحكيم: هذه الأقوال المتداولة كالسلم نحو المرتبة المطلوبة فمن أراد أن يحصلها فليحصل لنفسه نظرة أخرى.
خليلي قطاع الفيافي إلى الحمى | كثير و أرباب الوصول قلائل |
و بالجملة؛ فإن أم أيمن رضي الله عنها من النساء اللواتى ورد مدحهن كثيرا في أحاديث الأئمة الأطهار، و قد روي لها العديد من الكرامات:
منها: ما ورد في المناقب لمحمد بن شهر آشوب المازندراني، و في كتاب بحارالأنوار عن علي بن معمر، قال: خرجت أم أيمن إلى مكة لما توفيت فاطمة و قالت:
لا أرى المدينة بعدها، فأصابها عطش شديد في الجحفة حتى خافت على نفسها؛ قال: فكسرت عينها نحو السماء ثم قالت: يا رب أتعطشني و أنا خادمة بنت نبيك؟!قال: فنزل إليها دلو من ماء الجنة؛ فشربت و لم تطعم و لم تطعم سنين ___________________________________المناقب لا بن شهر اشوب 3/ 386 فى المعجزات.
كذا هو مقام فاطمة الزهراء عليهاالسلام عند الله، فبمجرد الإستشفاع و التوسل و التشبث بذيل العصمة، وإظهار الإنتساب إليها بالخدمة، فقد حفظ روحها و نجت من تلك المهلكة.
و قال الديار بكري: إن أم أيمن شربت من بول رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم، فلم تعطش بعدها أبدا ___________________________________انظر تاريخ الخميس 2/ 180.
و يكفي في علو مرتبة أم أيمن ما رواه في كامل الزيارة عن نوح بن دراج، عن قدامة بن زائدة، عن أبيه بسند صحيح روته السيدة زينب عن أم أيمن، تعزي به سيدالساجدين و تطيب خاطره بعد ما لقاه من مصائب؛ قالت: حدثتني أم أيمن أن رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم زار منزل فاطمة في يوم من الأيام، فعملت له حريرة صلى الله عليها، و أتاه علي عليه السلام بطبق فيه تمر، ثم قالت أم أيمن: فأتيتهم بعس فيه لبن و زبد، فأكل رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليه السلام من تلك الحريرة، و شرب رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم و شربوا من ذلك اللبن، ثم أكل و أكلوا من ذلك التمر بالزبد... و ذكرت مجموعة من مناقب آل الرسول و مصائبهم؛ و الحديث طويل و معروف بحديث أم أيمن ___________________________________البحار 45/ 179 ح 30 باب 39.
و قد مدحت أم أيمن لحضورها في معركة أحد للسقاية و تضميد جرحى المسلمين، و أنى لهذه المرأة الهائمة في حب رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم أن تبقى في المدينة بعيدا عن أخبار حبيب ذي الجلال؟!
و في مدينة المعاجز عن المفضل بن عمر الجعفي في ذكر معجزات الرضا عليه السلام ، قال سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول: يكر مع القائم عليه السلام. ثلاث عشرة امرأة، قلت: و ما يصنع بهن؟ قال: يداوين الجرحى، و يقمن على المرضى كما كان مع رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم قلت: فسمهن لي قال: القنوا بنت الرشيد، و أم أيمن، و حبابة الوالبية، و سمية أم عمار بن ياسر، و زبيدة و أم خالد الأحمسية، و أم سعيد الحنفية و صيانة الماشطة و أم خالد الجهنية ___________________________________مدينه المعاجز 7/ 251 ح 2303/ 201، السادس و الخمسون و المائه «البرهان الذى اظهره عليه السلام فى الحبابه الوالبيه».
و قد تكون فيهن «نسيبة» حيث جاهدت جهاد الأبطال في غزوة أحد و قاتلت قريشا ببسالة، و لم تر امرأة مثلها في أي غزوة أو سرية أخرى، حيث «بقيت مع رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم نسيبة بنت كعب المازنية، و كانت تخرج مع رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم في غزواته تداوي الجرحى، و كان ابنها معها، فأراد أن ينهزم و يتراجع فحملت عليه، فقالت: يا بني إلى أين تفر عن الله و رسوله؟ فردته فحمل عليه رجل فقتله، فأخذت سيف ابنها فحملت على الرجل فضربته على فخده فقتلته، فقال رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم «بارك الله عليك يا نسيبة».
و كانت تقي رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم بصدرها و ثدييها، حتى أصابتها جراحات كثيرة.. و نظر رسول ألله صلى الله عليه و اله و سلم الى رجل من المهاجرين قد ألقى ترسه خلف ظهره
فر، فناداه «يا صاحب الترس ألق ترسك و مر إلى النار» فرمى بترسه، فقال رسول الله: يا نسيبة خذي الترس، فأخذت الترس، و كانت تقاتل المشركين، فقال رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم: «لمقام نسيبة أفضل من مقام فلان و فلان و فلان».....
و لم يبق مع رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم إلا أبودجانة سماك بن فرشة و أميرالمؤمنين عليه السلام، و كلما حملت طائفة على رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم استقبلهم أميرالمؤمنين صلوات الله عليه فيدفعهم عن رسول الله و يقتلهم، حتى انقطع سيفه و بقيت مع رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم نسيبة بنت كعب المازنية...
فلما انقطع سيف أميرالمؤمنين عليه السلام دفع إليه رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم سيفه ذوالفقار...فنزل جرئيل فقال: يا محمد! هذه
.
و في البحار: عن علي عليه السلام، قال: قال لي النبى صلى الله عليه و اله و سلم يوم أحد: أما تسمع مديحك في السماء؟ إن ملكا اسمه رضوان ينادي: لا سيف إلا ذوالفقار و لا فتى إلا علي؛ و نودي النبى صلى الله عليه و اله و سلم في هذا اليوم:
ناد عليا مظهر العجائب | تجده عونا لك في النوائب |
كل غم و هم سينجلي | بولايتك يا علي يا علي يا علي ___________________________________البحار 20/ 73 ح 11 باب غزوه احد. |
و يكفي في فضيلة أم أيمن شهادتها في قصة فدك، حيث لم تنكر كما أنكر الآخرون، و ورد الحديث في باب غصب فدك في كتاب الإختصاص للشيخ المفيد
رضوان الله عليه عن عبدالله بن سنان، عن الصادق عليه السلام؛ و الحديث طويل ننقل منه موضع الحاجة.
«لما طالبت فاطمة بفدك من أبى بكر بن أبي قحافة، قال أبوبكر: فإن عائشة تشهد و عمر أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم و هو يقول: إن النبي لا يورث؛ فقالت: هذا أول شهادة زور شهدا بها في الإسلام؛ ثم قالت: فإن فدك إنما هي صدق بها علي رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم ولي بذلك بينة فقال لها: هلمي بينتك.
قال: فجاءت بأم أيمن و على عليه السلام.
فقال أبوبكر: يا أم أيمن إنك سمعت من رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم يقول في فاطمة؟ فقالا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم يقول: إن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة- و في رواية: ثم قالت: يا أبابكر هل سمعت رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم يقول: «إن أم أيمن امرأة من أهل الجنة»؟ قال: بلى؛ ثم قالت. فمن كانت سيدة نساء أهل الجنة تدعي ما ليس لها؟ و أنا امرأة من أهل الجنة ما كنت لأشهد إلا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم؛ فقال عمر: دعينا يا أم أيمن من هذه القصص؛ بأي شي ء تشهدين؟ فقالت:كنت جالسة في بيت فاطمة عليهاالسلام و رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم جالس، حتى نزل عليه جبرئيل فقال: يا محمد صلى الله عليه و اله و سلم قم فإن الله تبارك و تعالى أمرنى أني أخط لك فدكا بجناحي، فقام رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم مع جبرئيل عليه السلام، فما لبث أن رجع فقالت فاطمة عليهاالسلام: يا أبه أين ذهبت؟ فقال: خط جبرئيل عليه السلام لي فدكا بجناحه و حد لي حدودها، فقالت: يا أبه إني أخاف العيلة و الحأجة من بعدك، فصدق بها علي؛ فقال: هي صدقة عليك فقبضتها، قالت: نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم يا أم أيمن اشهدي، و يا علي اشهد، فقال عمر: أنت امرأة، و لا نجيز شهادة امرأة وحدها، و أما علي فيجر النار إلى
قرصه؛ فقامت فاطمة مغضبة، و قالت «اللهم إنهما ظلما إبنة محمد نبيك حقها،فاشدد و طأتك عليهما، ثم خرجت و حملها علي على أتان عليه كساء له خمل، فدار بها أربعين صباحا في بيوت المهاجرين و الأنصار و الحسن و الحسين عليه السلام معها ___________________________________الاختصاص 184 حديث فدك...إلى آخر الخبر.
و في البحار في حديث طويل ننقل منه موضع الحاجة:
(فلما قام أبوبكر بن أبي قحافة نادى مناديه: من كان له عند رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم دين أو عدة فليأتني حتى أقضيه، و أنجز لجابر بن عبدالله و لجرير بن عبدالله البجلي؛ قال علي لفاطمة عليهاالسلام: صيري إلى أبي بكر و ذكريه فدكا، فصارت فاطمة عليهاالسلام إليه و ذكرت له فدكا مع الخمس و الفي ء).
..فقال عمر: هاتي بينة يا بنت محمد صلى الله عليه و اله و سلم على ما تدعين.فقالت فاطمة عليهاالسلام: قد صدقتم جابر بن عبدالله و جرير بن عبدالله و لم تسألوهما البينة، و بينتي في كتاب الله.
فقال عمر: إن جابرا و جريرا ذكرا أمرا هينا!! و أنت تدعين أمرا عظيما يقع به الردة من المهاجرين و الأنصار.
فقالت عليهاالسلام: إن المهاجرين برسول الله و أهل بيت رسول الله هاجروا إلى دينه و الأنصار بالإيمان بالله و برسوله و بذي القربى أحسنوا، فلا هجرة إلا إلينا، و لا نصرة إلا لنا، و لا اتباع بإحسان إلا بنا، و من ارتد عنا فإلى الجاهلية.
فقال لها عمر: دعينا من أباطيلك، و أحضرينا من يشهد لك بما تقولين.
فبعثت إلى علي و الحسن و الحسين عليه السلام و أم أيمن و أسماء بنت عميس
- و كانت تحت أبي بكر بن أبى قحافة- فأقبلوا إلى أبى بكر و شهدوا لها بجميع ما قالت و ادعته.
فقال: أما علي فزوجها، و أما الحسن و الحسين إبناها، و أما أم أيمن فمولاتها، و أما أسماء بنت عميس فقد كان تحت جعفر بن أبى طالب، فهي تشهد لبني هاشم و قد كانت تخدم فاطمة، و كل هؤلاء يجرون إلى أنفسهم.
فقال علي عليه السلام: أما فاطمة فبضعة من رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم، و من آذاها فقد آذى رسول الله، و من كذبها فقد كذب رسول الله.
و أما الحسن و الحسين فإبنا رسول الله و سيدا شباب أهل الجنة، و من كذبهما فقد كذب رسول الله إذ كان أهل الجنة صادقين.
و أما أنا فقد قال رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم: أنت مني و أنا منك، و أنت أخي في الدنيا و الآخرة، و الراد عليك هو الراد علي؛ من أطاعتك فقد أطاعني، و من عصاك فقد عصاني.
و أما أم أيمن فقد شهد لها رسول الله بالجنة، و دعا لأسماء بنت عميس و ذريتها.
(فقال عمر: أنتم كما وصفتم به أنفسكم، و لكن شهادة الجار إلى نفسه لا تقبل.فقال علي عليه السلام: إذا كنا نحن كما تعرفون و لا تنكرون، و شهادتنا لأنفسنا لا تقبل، و شهادة رسول الله لا تقبل، فإنا لله و إنا إليه راجعون، إذا ادعينا لأنفسنا تسألنا البينة، فما من معين معين، و قد و ثبتم على سلطان الله و سلطان رسوله فأخرجتموه من بيته إلى بيت غيره من غير بينة و لا حجة) (و سيعلم الذين ظلموا
أي منقلب ينقلبون) ___________________________________الشعراء: 227.
ثم قال لفاطمة: انصرفي حتى يحكم الله بيننا و هو خير الحاكمين ___________________________________البحار 8/ 102 (ط الحجر)، عوالم العلوم 11/ 635 ح 27 باب 3.
و في أمالي الطوسي عليه الرحمة: قال الصادق عليه السلام: و سكب الدراهم في حجره فأعطى منها قبضة كانت ثلاثة و ستين إلى أم أيمن لمتاع ابيت و قبضة إلى أسماء بنت عميس للطيب، و قبضة إلى أم سلمة للطعام ___________________________________البحار 43/ 113 ح 24 باب 5 عن الامالى:.
و ذكرت هذه الأبيات من الديوان المبارك في بيان أصناف الناس عامة أوردها فيما يلي:
أربعة في الناس ميزتهم | أحوالهم مكشوفة ظاهرة |
فواحد دنياه مقبوضة | تتبعه آخرة فاخرة |
و واحد دنياه محمودة | ليس له من بعدها آخرة |
و واحد فاز بكلتيهما | قد جمع الدنيا مع الآخرة |
و واحد من بينهم ضايع | ليس له دنيا و لا آخرة ___________________________________ديوان الامام على عليه السلام 69. |
أسماء بنت عميس
أسماء بنت عميس
أما أسماء بنت عميس بن سعد بن الحارث بن تميم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن معاوية بن زيد بن مالك بن نسر بن وهب الخثعمي، و لذا عرفت أسماء بالخثعمية، و أمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث من قبيلة كنانة.