بیشترلیست موضوعاتالكلمة الغراء فى تفضيل الزهراء
المطلب الاول
الفصل الاول
الفصل الثانى
تنبيهان
الفصل الثالث
الفصل الرابع
المطلب الثانى
توضیحاتافزودن یادداشت جدید يدها و قال: انك على خير، و فى ذلك كله صحاح متواتره من طريق العتره الطاهره. فيا أهل البصائر برسول اللَّه (ص) العارفين بمبلغه من الحكمه و العصمه المقدرين قدر أفعاله و اقواله هل تجدون وجها لحصرهم تحت الكساء عند تبليغهم الآيه عن اللَّه تعالى إلا المبالغه البليغه فى توضيح ما قلناه من اختصاصها و امتيازهم بها عن العالمين؟ و هل تفهمون من قوله «اللهم هؤلاء أهل بيتى فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» الا الحصر بهم و القصر عليهم؟ و هل ترون وجها لجذب الكساء من يد أم سلمه و منعها من الدخول معهم على جلاله قدرها و عظم شأنها الا الذى ذكرناه؟ فأين تذهبون و انى تؤفكون «انه لقول رسول كريم. ذى قوه عند ذى العرش مكين. مطاع ثم امين. و ما صاحبكم بمجنون». فيكون بحجبه اياهم فى كسائه عابثا، او يكون بقوله (ص) «اللهم هؤلاء أهل بيتى» هاذيا، او يكون بجذبه الكساء من يد أم سلمه مجازفا؟! حاشالله «ان هو الا وحى يوحى. علمه شديد القوى». و قد تكررت منه (ص) قضيه الكساء حتى احتمل بعض العلماء تكرار نزول الآيه أيضا، و الصواب عندنا مره واحده، لكن حكمه الصادق الامين فى نصحه ببلاغه المبين اقتضت تكرير القضيه فى بيت أم سلمه عند نزول الآيه [كما تدل عليه الاحاديث التى سمعتها عن أم سلمه.] و تبليغها لاهلها المخاطبين فيها، و اخرى فى بيت فاطمه [و يدل عليه ما أخرجه الامام أحمد فى صفحه 107 من الجزء الرابع من مسنده عن واثله ابن الاسقع انه قال من جمله حديث: اتيت فاطمه أسألها عن على قالت ذهب الى رسول اللَّه (ص)، فجلست انتظره حتى جاء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله و سلم و معه على و حسن و حسين آخذا كل واحد منهما بيده، فأدنى عليا و فاطمه فأجلسهما بين يديه و أجلس حسنا و حسينا كل واحد منهما على فخذه، ثم لف عليهم ثوبه- أو قال كساءه- ثم تلا «انما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا» و قال: اللهم هؤلاء أهل بيتى فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا... و قد أخرج هذا الحديث عن واثله أيضا كل من ابن جرير فى تفسيره الكبير و ابن المنذر و ابن ابى شيبه و ابن ابى حاتم و الطبرانى و البيهقى فى سننه و الحاكم و صححه، و غيرهم من حمله الآثار و حفظه الاخبار. قال النبهانى فى صفحه 7 من كتاب الشرف الموبد ما هذا لفظه: و قد ثبت من طرق عديده ان رسول اللَّه (ص) جاء و معه على و فاطمه و حسن و حسين قد أخذ كل واحد منهما بيد حتى دخل فأدنى عليا و فاطمه و اجلسهما بين يديه و اجلس حسنا و حسينا كل واحد على فخذه، ثم لف عليهما كساء ثم تلا هذه الآيه «انما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا». قال النبهانى: قالت أم سلمه فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدى فقلت: و أنا معكم يا رسول اللَّه. فقال: انك من ازواج النبى على خير.] و فى كل مره يتلو عليهم الآيه مخاطبا لهم بها، و هم فى معزل عن الناس تحت ذلك الكساء درءا للشبهه فى نحور اهل الزيغ. و قد بلغ بأبى هو و أمى فى توضيح اختصاص الآيه بهم كل مبلغ، و سلك فى اعلان ذلك مسالك ينقطع معها شغب المشاغب و لا يبقى بعدها أثر لهذيان النواصب، حتى ان بعد نزول الآيه كلما خرج الى الفجر يمر ببيت فاطمه فيقول: الصلاه يا أهل البيت انما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا، و قد استمر على هذا سته اشهر فى روايه انس [أخرج الامام احمد فى صفحه 259 من الجزء الثالث من مسنده عن أنس ابن مالك ان النبى (ص) كان يمر ببيت فاطمه سته أشهر اذا خرج الى الفجر فيقول الصلاه يا أهل البيت انما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا.... و اخرجه الحاكم و صححه و الترمذى و حسنه و ابن ابى شيبه و ابن جرير و ابن المنذر و ابن مردويه و الطبرانى و غيرهم عن أنس أيضا فراجع كتاب رشفه الصادى للامام ابى بكر بن شهاب الدين العلوى.]، و عن ابن عباس سبعه أشهر، و فى روايه ذكرها النبهانى [فى صفحه 8 من الشرف المؤبد.] و غيره ثمانيه أشهر، فصرح الحق عن محضه و بدا الصبح لذى عينين. لكن حثاله من اعداء اهل البيت و صنائع بنى اميه و دعاه الخوارج ذهبوا فى صرف الآيه عن اهلها كل مذهب، فقال بعضهم انها خاصه بنساء النبى (ص) و تشبثوا فى ذلك بسياق الآيه، و بالغ عكرمه و مقاتل بن سليمان فى الانتصار لهذا الرأى و الاستدلال بالسياق عليه، و كان عكرمه ينادى به فى الاسواق [فيما نقله عنه جماعه كثيرون منهم الواحدى فى كتابه أسباب النزول و ابن حجر فى صواعقه.] تحاملا على اصحاب الكساء، و لا عجب فان عكرمه من الدعاه الى عداوه على و السعاده فى تضليل الناس عنه بكل طريق. فعن يحيى بن بيكر قال: قدم عكرمه مصر و هو يريد المغرب. قال: فالخوارج الذين هم فى المغرب عنه أخذوا [نقل القاضى الجعابى حيث أتى على ذكر عكرمه فى كتاب الموالى: ان عكرمه دخل فى رأى الحروريه من الخوارج فخرج يدعو اليهم بالمغرب. و عن ابى على الاهوازى كما فى ترجمه عكرمه من معجم ياقوت: ان عكرمه كان يرى رأى الخوارج و يميل الى استماع الغناء. قال: و قيل انه كان يكذب على مولاه.] و عن خالد بن عمران قال: كنا فى المغرب و عندنا عكرمه فى وقت الموسم فقال: وددت ان بيدى حربه فاعترض بها من شهد الموسم يمينا و شمالا (لبنائه على كفر من عدا الخوارج من اهل القبله). و عن يعقوب الحضرمى عن جده قال: وقف عكرمه على باب المسجد فقال: ما فيه الا كافر. قال: و كان يرى رأى الاباضيه (و هم من غلاه الخوارج). و عن ابن المدينى: كان عكرمه يرى رأى نجده الحرورى (و كان نجده من اشد الخوارج عداوه لأميرالمؤمنين). و عن مصعب الزبيرى: كان عكرمه يرى رأى الخوارج. و عن عطاء كان عكرمه اباظيا. و عن احمد بن حنبل أن عكرمه: كان يرى رأى الصفريه (و هم من غلاه الخوارج ايضا). و حدث ايوب عن عكرمه انه قال: انما أنزل اللَّه متشابه القرآن ليضل به (فانظر الى آرائه ما اخبثها). و عن ابن أبى شعيب قال: سألت محمد بن سيرين عن عكرمه؟ فقال: ما يستوى ان يكون من اهل الجنه ولكنه كذاب. و عن وهيب قال: شهدت يحيى ابن سعيد الانصارى و أيوب فذكرا عكرمه فقال يحيى: هو كذاب. و عن ابن المسيب أنه كذب عكرمه. و عن عبداللَّه بن الحارث قال: دخلت على على بن عبداللَّه بن العباس فاذا عكرمه فى وثاق فقلت: ألا تنقى اللَّه؟ فقال: ان هذا الخبيث يكذب على أبى [هذا لفظ الذهبى فى ميزان الاعتدال نقلا عن عبداللَّه بن الحارث، و الذى نقله ياقوت الرومى فى ترجمه عكرمه من معجمه عن عبداللَّه بن الحارث قال: دخلت على على بن عبداللَّه بن عباس و عكرمه موثوق فى باب الكنيف فقلت: أتفعلون هذا بمولاكم؟ فقال: ان هذا يكذب على ابى. و نقل ياقوت فى آخر ترجمه عكرمه من معجمه أيضا عن يزيد بن زناد قال: دخلت على على ابن عبداللَّه بن مسعود و عكرمه مقيد على باب الحش قلت: ما لهذا كذا؟ قال: انه يكذب على ابى.... فهو بمقتضى هاتين الروايتين تاره يكذب على ابن عباس فينكر عليه ابنه و يعزره، و تاره يكذب على ابن مسعود فينكر عليه ولده و يعزره.] و عن ابن المسيب انه قال لمولى له اسمه برد: لا تكذب على كما كذب عكرمه على ابن عباس. و عن ابن عمر انه قال ذلك ايضا لمولاه نافع. و عن طاوس: لو ان عند عكرمه مولى ابن عباس تقوى من اللَّه و كف من حديثه لشدت اليه المطايا. و عن ابن ذؤيب: رأيت عكرمه و كان غير ثقه. و عن يحيى بن سعيد قال: حدثونى و اللَّه عن أيوب انه ذكر له ان عكرمه لا يحسن الصلاه، فقال أيوب او كان يصلى. و عن محمد بن سعيد: كان عكرمه كثير العلم و ليس يحتج بحديثه و يتكلم الناس فيه. و عن مطرق بن عبداللَّه: سمعت ان مالكا يكره ان يذكر عكرمه و لا يرى ان يروى عنه. و عن احمد بن حنبل: ما علمت ان مالكا حدث بشى ء لعكرمه الا فى مسأله واحده. و عن سليمان بن معبد السنجى قال: مات عكرمه و كثير عزه فى يوم واحد، فشهد الناس جنازه كثير و تركوا جنازه عكرمه [و عن الرياشى عن الاصمعى عن نافع المدنى نحوه، و عن ابن سلام كما فى معجم ياقوت: أن اكثر الناس كانوا فى جنازه كثير.] و عن الفضل الشيبانى عن رجل قال: رأيت عكرمه قائما فى لعب النرد. و عن يزيد بن هارون: قدم عكرمه البصره فأتاه ايوب و يونس و سليمان فسمع عكرمه صوت غناء فقال: اسكتوا. ثم قال: قاتله اللَّه لقد أجاد، فأما يونس و سليمان فما عادا اليه... الى آخر ما هو مأثور عن هذا الرجل مما يدل على سقوطه، فراجع ترجمته فى ميزان الاعتدال للذهبى فان فيها جميع ما نقلناه الآن عنه. على أن كل من ترجمه كالعسقلانى فى مقدمه فتح البارى و ابن خلكان فى وفياته و ياقوت الرومى فى ارشاد الاريب الى معرفه الاديب الموسوم بمعجم الادباء و غيرهم طعنوا فيه بنحو ما سمعت، و لما ذكر الشهرستانى فى كتاب الملل و النحل رجال الخوارج كان عكرمه اول رجل عده منهم. و أما مقاتل فقد كان عدوا لأميرالمؤمنين أيضا، و كان دأبه صرف الفضائل عنه حتى افتضح بذلك. قال ابراهيم الحربى كما فى ترجمه مقاتل من وفيات ابن خلكان: قعد مقاتل بن سليمان فقال (اطفاء لنور أميرالمؤمنين) سلونى عما دون العرش. فقال له رجل: اخبرنى من حلق رأس آدم حين حج؟ فبهت. و قال الجوزجانى كما فى ترجمه مقاتل من ميزان الذهبى: كان مقاتل كذابا جسورا، سمعت أبا اليمان يقول قدم هاهنا فأسند ظهره الى القبله و قال: سلونى عما دون العرش. قال: و حدثت أنه قال بمثلها بمكه، فقام اليه رجل فقال: أخبرنى عن النمله أين أمعاؤها؟ فسكت. و نقل ابن خلكان هذه الحكايه فى ترجمه مقاتل من وفياته من طريق سفيان بن عيينه، و كان مقاتل مع ذلك كله من رجال المرجئه و غلاه المشبهه بنص جماعه منهم ابن حزم فى صفحه 205 من الجزء الرابع من كتابه «الفصل»، و عده الشهرستانى فى كتاب الملل و النحل من رجال المرجئه، و قال الامام ابوحنفيه كما فى ترجمه مقاتل من ميزان الاعتدال: افرط جهم فى نفى التشبيه حتى قال: انه تعالى ليس بشى ء، و افرط مقاتل فى معنى الاثبات حتى جعله مثل خلقه. قال أبوحاتم بن حيان البستى كما فى ترجمه مقاتل من وفيات ابن خلكان: كان مقاتل يأخذ عن اليهود و النصارى علم القرآن الذى يوافق كتبهم، و كان مشبها يشبه الرب بالمخلوقين. قال: و كان يكذب مع ذلك فى الحديث... الى آخر ما قاله أئمه الجرح و التعديل فيه، و لهم فيه و فى عكرمه كلام أوضح من ذلك فى الجرح و اصرح منه فى التضليل و القدح، لكن المقام لا يسع الاستقصاء و هذا القدر كاف لما أردناه من سقوط الرجلين و فساد آرائهما و بطلان أقوالهما، و لا سيما فى هذا المقام فانه لا ينتظر منهما فيه الا ما يقتضيه الوغر و الحقد و يستوجبه الخروج و النصب، و لا عجب منهما و انما العتب و العجب ممن أعتمد عليهما و هو يعرف كنههما. أما ما تشبثا به من وقوع الآيه فى سياق الخطاب مع النساء فتضليل محض و تمويه مجرد، و ان أطنب فى تلفيقه و تزويقه صاحب نوادر الاصول و غيره من أعداء آل الرسول، فانهم لم يألوا جهدا فى تصويره و تزويره ولم يدخروا وسعا فى تقريره و تحريره، لكن مثلهم فى ذلك «كمثل العنكبوت اتخذت بيتا و ان أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون» و لنا فى رده وجوه: (الاول) أنه اجتهاد فى مقابل النصوص الصريحه و الاحاديث المتواتره الصحيحه، وقد سمعت بعضها. (الثانى) انها لو كانت خاصه فى النساء- كما يزعم هؤلاء- لكان الخطاب فى الآيه بما يصلح للاناث، و لقال عز من قائل عنكن و يطهركن كما فى غيرها من آياتهن فتذكير ضمير الخطاب فيها دون غيرها من آيات النساء كاف فى رد تضليلهم. (الثالث) ان الكلام البليغ يدخله الاستطراد و الاعتراض، و هو تخلل الجمله الاجنبيه بين الكلام المتناسق كقوله تعالى فى حكايه خطاب العزيز لزوجته اذ يقول لها: «انه من كيدكن ان كيدكن عظيم. يوسف أعرض عن هذا و استغفرى لذنبك» فقوله يوسف أعرض عن هذا مستطرد بين خطابيه معها كما ترى، و مثله قوله تعالى: «ان الملوك اذا دخلوا قريه أفسدوها و جعلوا أعزه أهلها أذله و كذلك يفعلون و انى مرسله اليهم بهديه فناظره بما يرجع المرسلون» فقوله و كذلك يفعلون مستطرد من جهه اللَّه تعالى بين كلام بلقيس، و نحوه قوله عز من قائل: «فلا اقسم بمواقع النجوم. و انه لقسم لو تعلمون عظيم. انه لقرآن كريم» تقديره فلا اقسم بمواقع النجوم، انه القرآن كريم، و ما بينهما أستطردا على استطراد، و هذا كثير فى الكتاب و السنه و كلام العرب العاربه و غيرهم من البلغاء. و آيه التطهير من هذا القبيل جاءت مستطرده بين آيات النساء، فتبين بسبب استطرادها أن خطاب اللَّه لهن بتلك الاوامر و النواهى و النصائح و الآداب لم يكن الا لعنايه اللَّه تعالى بأهل البيت «أعنى الخمسه» لئلا ينالهم «و لو من جهتهن» لوم، أو ينسب اليهم «و لو بواسطتهن» هناه، أو يكون عليهم للمنافقين «و لو بسببهن» سبيل، و لولا هذا الاستطراد ما حصلت هذه النكته الشريفه التى عظمت بها بلاغه الذكر الحكيم، و كمل اعجازه الباهر كما لا يخفى (الرابع) ان القرآن لم يترتب فى الجمع على حسب ترتيبه فى النزول باجماع المسلمين كافه، و على هذا فالسياق لا يكافى ء الادله الصحيحه عند تعارضهما، لعدم الوثوق حينئذ بنزول الآيه فى ذلك السياق، و لذا كان الواجب فى مقامنا هذا ترك فحوى السياق لو سلم ظهوره بما زعموا و الاستسلام لحكم ما سمعت بعضه من الادله القاطعه والحجج الساطعه، و لا غرو فان حمل الآيه على ما يخالف سياقها غير مناف للبلاغه و لا مخل بالاعجاز، و قد أجمعوا على أنه لا جناح بالمصير ليه اذا قامت قواطع الادله عليه. و ذهب بعضهم الى أن المراد من أهل البيت فى الآيه من حرمت عليهم الصدقه، و هم بنوهاشم كافه، مستدلين على ذلك بما أخرجه مسلم فى باب فضائل على من صحيحه عن زيد بن ارقم و قد قيل له: من أهل بيته نساؤه؟ قال: لا. و أيم اللَّه ان المرأه تكون مع الرجل، العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع الى أبيها و قومها- اهل بيته الذين حرموا الصدقه بعده.... و أنت تعلم ان استدلالهم هذا باطل من وجهين: (أحداهما) انك لو راجع هذا الحديث من صحيح مسلم تعلم ان زيدا انما سئل عن مراد النبى (ص) بأهل بيته الذين ذكرهم فى قوله: انى تارك فيكم ما ان تسمكتم به لن تضلوا كتاب اللَّه و عترتى اهل بيتى [المراد من أهل بيته هنا مجموعهم من حيث المجموع باعتبار دخول أئمتهم فيهم، و القرينه على ذلك اقترانهم بالكتاب الحكيم الذى لا يأتيه الباطل من بين يده و لا من خلفه، و ليس المراد من عترته و أهل بيته جميعهم على سبيل الاستغراق و المشول لكل فرد فرد منهم، و هذا المعنى هو الذى أراده زيد بن أرقم.] فأجاب عن خصوص هذا السؤال بما سمعت، و لم يتعرض لبيان المراد بأهل البيت المذكورين فى الآيه، اذ لم يسأل عنهم فكيف ننقل عنه فى تفسير الآيه ما قاله فى تفسير الحديث، و هل هذا الا كالمغالطه. و لو سئل زيد عن الآيه لاجاب بالصواب كما فعل ابوسعيد الخدرى و مجاهد و قتاده و غيرهم، و ما كان ليخفى عليه حديث الكساء، و لا ليخالف فى تفسيرها سيد الانبياء (ص). و بالجمله فان ما نقله مسلم عن زيد خارج عن موضوع مسألتنا هذه، فالاستدلال به هنا مما لا وجه له. (ثانيهما) لو فرضنا أن زيدا فسر الآيه بما سمعت فانما هو مفسر لها برأى قد رآه لا تثبت به حجه و لا يقوم به برهان، حيث لم ينقل ذلك التفسير عن رسول اللَّه (ص) كما يراه كل من راجع الحديث فى صحيح مسلم، فكيف نعارض به الادله القاطعه و البراهين الساطعه و نقدمه على النصوص الصريحه