کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) - جلد 2

سید محمد باقر موسوی؛ مصحح: محمدحسین رحیمیان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عليه بركاتي و صلواتي و رحمتي و رضواني، و لعنتي و سخطي و عذابي و خزيي و نكالي على من قتله و ناصبه و ناواه و نازعه،

أما إنّه سيّد الشهداء من الأوّلين و الآخرين في الدنيا و الآخرة، و سيّد شباب أهل الجنّة من الخلق أجمعين، و أبوه أفضل منه وخير، فأقرئه السلام و بشّره بأنّه راية الهدى، و منار أوليائي، و حفيظي و شهيدي على خلقي، و خازن علمي، و حجّتي على أهل السماوات و أهل الأرضين و الثقلين الجنّ و الانس.

[البحار: 238:44 ح 29، عن كامل الزيارات.]

قال العلّامة المجلسي رحمه الله: بيان: «إنّ العليّ الأعلى» أي: رسوله جبرئيل، أو يكون الترائي كناية، عن غاية الظهور العلمي، و حسن الصورة كناية، عن ظهور صفات كماله تعالى له، و وضع اليد كناية، عن إفاضة الرحمة.

[البحار: 238:44.]

9:1367- روى الأوزاعيّ، عن عبداللَّه بن شدّاد، عن اُمّ الفضل بنت الحارث: أنّها دخلت على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقالت: يا رسول اللَّه! رأيت الليلة حُلُما منكراً.

قال: و ما هو؟

قالت: رأيت كأنّي قطعة من جسدك قد قطعت، و وضعت في حجري.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: خيراً رأيت، تلد فاطمة عليهاالسلام غلاماً فيكون في حجرك، فولدت فاطمة عليهاالسلام الحسين عليه السلام.

قالت: و كان في حجري كما قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فدخلت به يوماً على النبي صلى الله عليه و آله، فوضعته في حجر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ثمّ حانت منّي التفاتة فإذا عينا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله تهرقان بالدموع.

فقلت: بأبي أنت و اُمّي يا رسول اللَّه! مالك؟

قال: أتاني جبرئيل فأخبرني أنّ اُمّتي يقتل ابني هذا، و أتاني بتربة حمراء من تربته.

[البحار: 238:44 ح 30، عن الإرشاد.]

10:1368- حذيفة، عن النبي صلى الله عليه و آله قال: لمّا اُسري بي أخذ جبرئيل بيدي فأدخلني الجنّة، و أنا مسرور، فإذا أنا بشجرة من نور مكلّلة بالنّور في أصلها ملكان يطويان الحليّ والحلل إلى يوم القيامة.

ثمّ تقدمت أمامي فإذا أنا بتفّاح لم أر تفّاحاً هو أعظم منه، فأخذت واحدة ففلقتها فخرجت عليّ منها حوراء كأنّ أجفانها مقاديم أجنحة النسور، فقلت: لمن أنت؟

فبكت و قال

[كذا في البحار، والصواب: و قالت.]: لابنك المقتول ظلماً الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام.

ثمّ تقدّمت أمامي فإذا أنا برطب ألين من الزبد، وأحلى من العسل، فأخذت رطبة فأكلتها، و أنا أشتهيها، فتحوّلت الرطبة نطفة في صلبي، فلمّا هبطت إلى الأرض، واقعت خديجة فحملت بفاطمة، ففاطمة حوراء إنسيّة، فإذا اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رائحة ابنتي فاطمة عليهاالسلام.

[البحار: 240:44 ح 33، عن تفسير فرات.]

أقول: أوردت مثل هذا الخبر في عنوان «تقبيل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لفاطمة عليهاالسلام».

11:1369- روى الشيخ جعفر بن نما في «مثير الأحزان» بإسناده عن زوجة العبّاس بن عبدالمطّلب- و هي اُمّ الفضل لبابة بنت الحارث- قالت: رأيت في النوم قبل مولد الحسين عليه السلام كأنّ قطعة من لحم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قطعت و وضعت في حجري، فقصصت الرّؤيا على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

فقال: إن صدقت رؤياك، فإنّ فاطمة عليهاالسلام ستلد غلاماً، وأدفعه إليك لترضعيه.

فجرى الأمر على ذلك، فجئت به يوماً فوضعته في حجري فبال، فقطرت منه قطرة على ثوبه صلى الله عليه وآله، فقرصته، فبكى.

فقال- كالمغضب-: مهلاً يا اُمّ الفضل! فهذا ثوبي يغسل، وقد أوجعت ابني.

قالت: فتركته، ومضيت لآتيه بماء، فجئت فوجدته صلى الله عليه و آله يبكي، فقلت: ممَّ بكاؤك يا رسول اللَّه؟

فقال: إنّ جبرئيل أتاني، و أخبرني أنّ اُمتي تقتل ولدي هذا.

قال: و قال أصحاب الحديث: فلمّا أتت على الحسين عليه السلام سنة كاملة هبط على النبيّ صلى الله عليه و آله إثنا عشر ملكاً على صور مختلفة، أحدهم على صورة بني آدم يعزَّونه، ويقولون: إنّه سينزل بولدك الحسين بن فاطمة ما نزل بهابيل من قابيل، و سيعطى مثل أجر هابيل، و يحمل على قاتله مثل وزر قابيل.

ولم يبق ملك إلّا نزل إلى النبيّ صلى الله عليه و آله يعزّونه، والنبيّ صلى الله عليه و آله يقول: اللهمّ اخذل خاذله، و اقتل قاتله، ولا تمتّعه بما طلبه.

[البحار: 246:44 ح 46.]

12:1370- بإسناد أخي دعبل، عن الرّضا، عن آبائه، عن عليّ بن الحسين عليهم السلام قال: حدّثتني أسماء بنت عميس الخثعميّة، قالت: قبلت جدّتك فاطمة بنت رسول اللَّه بالحسن والحسين عليهم السلام.

قالت: فلمّا ولدت الحسن عليه السلام جاء النبي صلى الله عليه و آله فقال: يا أسماء! هاتي ابني.

قالت: فدفعته إليه في خرقة صفراء، فرمى بها، و قال: ألم أعهد إليكم أن لا تلفّوا المولود في خرقة صفراء؟

و دعا بخرقة بيضاء فلفّه بها، ثمّ أذّن في اُذنه اليمنى، و أقام في اُذنه اليسرى، و قال لعليّ عليه السلام: بما سمّيت ابني هذا؟

قال: ما كنت لأسقبك باسمه يا رسول اللَّه!

قال: و أنا ما كنت لأسبق ربّي عزّ وجلّ.

قال: فهبط جبرئيل، قال: إنّ اللَّه يقرأ عليك السلام، و يقول: لك: يا محمّد! عليّ منك بمنزلة هارون من موسى إلّا إنّه لا نبيّ بعدك، فسمّ ابنك باسم ابن هارون.

قال النبي صلى الله عليه و آله: و ما اسم ابن هارون؟

قال جبرئيل: شبّر.

قال: و ما شبّر؟

قال: الحسن.

قالت أسماء: فسمّاه الحسن عليه السلام.

قالت أسماء: فلمّا ولدت فاطمة عليهاالسلام الحسين عليه السلام نفستها به، فجاءني النبي صلى الله عليه و آله فقال: هلّم ابني يا أسماء!

فدفعته إليه في خرقة بيضاء، ففعل به كما فعل بالحسن عليه السلام.

قالت: وبكى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ثمّ قال: إنّه سيكون لك حديث، اللهمّ العن قاتله، لا تعلمي فاطمة عليهاالسلام بذلك.

قالت أسماء: فلمّا كان في يوم سابعة جاءني النبي صلى الله عليه و آله، فقال: هلّمي ابني.

فأتيته به، ففعل به كما فعل بالحسن عليه السلام، وعقّ عنه كما عقّ عن الحسن عليه السلام كبشاً أملح، وأعطى القابلة الورك و رجلاً، و حلّق رأسه، و تصدّق بوزن الشعر و رقاً، و خلّق رأسه بالخلوق، و قال: إنّ الدم من فعل الجاهليّة.

قالت: ثمّ وضعه في حجره، ثمّ قال: يا أبا عبداللَّه! عزيز عليّ، ثمّ بكى.

فقلت: بأبي أنت و اُمّي، فعلت في هذا اليوم، و في اليوم الأوّل فما هو؟

قال: أبكي على ابني هذا، تقتله فئة باغية كافرة من بني اُميّة لعنهم اللَّه، لا أنالهم اللَّه شفاعتي يوم القيامة، يقتله رجل يثلم الدين ويكفر باللَّه العظيم.

ثمّ قال: اللهمّ إنّي أسألك فيهما ما سألك إبراهيم في ذريّته، اللهمّ أحبّهما

وأحبّ من يحبّهما، والعن من يبغضهما مل ء السماء والأرض.

[البحار: 250:44 ح 1، عن أمالي الطوسي.]

13:1371- جعفر بن محمّد الفزاري معنعناً، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: كان الحسين عليه السلام مع اُمّه تحمله، فأخذه النبي صلى الله عليه و آله و قال: لعن اللَّه قاتلك، و لعن اللَّه سالبك، و أهلك اللَّه المتوازرين عليك، و حكم اللَّه بيني و بين من أعان عليك. قالت فاطمة الزهراء عليهاالسلام: يا أبت! أيّ شي ء تقول؟

قال: يا بنتاه! ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدك من الأذى، والظلم والغدر والبغي، و هو يومئذ في عصبة كأنّهم نجوم السماء يتهادون إلى القتل، و كأنّي أنظر إلى معسكرهم، و إلى موضع رحالهم و تربتهم.

قالت: يا أبه! و أين هذا الموضع الّذي تصف؟

قال: موضع يقال له: «كربلاء»، و هي دار كرب وبلاء، علينا و على الاُمّة (الأئمّة، خ ل) يخرج شرار اُمّتي، لو أنّ أحدهم شفع له من في السماوات و الأرضين ما شفّعوا فيه، و هم المخلّدون في النّار.

قالت: يا أبه! فيقتل؟

قال: نعم؛ يا بنتاه! و ما قتل قتلته أحد كان قبله، ويبكيه السماوات و الأرضون، و الملائكة والوحش، و النباتات و البحار و الجبال، و لويؤذن ما بقي على الأرض متنفّس.

و يأتيه قوم من محبّينا ليس في الأرض أعلم باللَّه، ولا أقوم بحقّنا منهم، و ليس على ظهر الأرض أحد يلتفت إليه غيرهم، اولئك مصابيح في ظلمات الجور، و هم الشّفعاء، و هم واردون حوضي غداً، أعرفهم إذا وردوا عليّ بسيماهم، و كلّ أهل دين يطلبون أئمّتهم، و هم يطلبوننا لا يطلبون غيرنا، و هم قوّام الأرض، و بهم ينزل الغيث.

فقالت فاطمة الزهراء عليهاالسلام: يا أبه! إنّا للَّه، وبكت.

فقال لها: يا بنتاه! إنّ أفضل أهل الجنان هم الشهداء في الدنيا، بذلوا أنفسهم و أموالهم بأنّ لهم الجنّة، يقاتلون في سبيل اللَّه فيقتلون، و يُقتلون وعداً عليه حقّاً، فما عنداللَّه خير من الدنيا و ما فيها قتلة أهون من ميتة، و من كتب عليه القتل خرج إلى مضجعه و من لم يقتل فسوف يموت.

يا فاطمة بنت محمّد! أما تحبّين أن تأمرين غداً بأمر فتطاعين في هذا الخلق عند الحساب؟

أما ترضين أن يكون ابنك من حملة العرش؟

أما ترضين أن يكون أبوك يأتونه يسألونه الشفاعة؟

أما ترضين أن يكون بعلك يذود الخلق يوم العطش عن الحوض فيسقي منه أولياءه، و يذود عنه أعدائه؟

أما ترضين أن يكون بعلك قسيم النار، يأمر النار فتطيعه، يخرج منها من يشاء، و يترك من يشاء؟

أما ترضين أن تنظرين إلى الملائكة على أرجاء السماء ينظرون إليك و إلى ما تأمرين به، و ينظرون إلى بعلك قد حضر الخلائق، و هو يخاصمهم عنداللَّه ممّا ترين اللَّه صانع بقاتل ولدك و قاتليك و قاتل بعلك إذا أفلجت حجّته على الخلائق، و أمرت النار أن تطيعه؟

أما ترضين أن يكون الملائكة تبكي لابنك، و تأسف عليه كلّ شي ء؟

أما ترضين أن يكون من أتاه زائر في ضمان اللَّه، و يكون من أتاء بمنزلة من حجّ إلى بيت اللَّه واعتمر، ولم يخل من الرحمة طرفة عين، و إذا مات، مات شهيداً، و إن بقي لم تزل الحفظة تدعو له ما بقي، و لم يزل في حفظ اللَّه و أمنه حتّى يفارق الدنيا؟

قالت: يا أبة! سلّمت و رضيت و توكّلت على اللَّه.

فمسح على قلبها و مسح عينيها، و قال: إنّي و بعلك و أنت و ابنيك في مكان تقرّ عيناك، و يفرح قلبك.

كامل الزيارات: محمّد الحميري، عن أبيه، عن عليّ بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد، عن عبداللَّه بن حمّاد البصري، عن عبداللَّه بن عبدالرحمان الأصمّ، عن مسمع بن عبدالملك، عن أبي عبداللَّه عليه السلام (مثله)... إلى قوله: بهم ينزل الغيث، ثمّ قال: و ذكر هذا الحديث بطوله.

[البحار: 264:44 و 265 ح 22، عن تفسير فرات.]

14:1372- محمّد بن عليّ بن بشّار القزويني، عن المظفّر بن أحمد، عن الأسدي، عن سهل، عن سليمان بن عبداللَّه، عن عبداللَّه بن الفضل قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام:

يابن رسول اللَّه! كيف صار يوم عاشوراء يوم مصيبة و غمّ و جزع و بكاء دون اليوم الّذي قبض فيه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و اليوم الّذي ماتت فيه فاطمة عليهاالسلام، واليوم الّذي قتل فيه أميرالمؤمنين عليه السلام، و اليوم الّذي قتل فيه الحسن عليه السلام بالسمّ؟

فقال: إنّ يوم قتل الحسين عليه السلام أعظم مصيبة من جميع سائر الأيّام، و ذلك أنّ أصحاب الكساء الّذين كانوا أكرم الخلق على اللَّه كانوا خمسة، فلمّا مضى عنهم النبي صلى الله عليه و آله بقي أميرالمؤمنين و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فكان فيهم للنّاس عزاء و سلوة.

فلمّا مضت فاطمة عليهاالسلام كان في أميرالمؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام للناس عزاء و سلوة.

فلمّا مضى منهم أميرالمؤمنين عليه السلام كان للناس في الحسن والحسين عليهماالسلام عزاء و سلوة.

فلمّا مضى الحسن عليه السلام كان للناس في الحسين عليه السلام عزاء و سلوة.

فلمّا قتل الحسين عليه السلام لم يكن بقي من أصحاب الكساء أحد للناس فيه بعده عزاء و سلوة، فكان ذهابه كذهاب جميعهم، كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم، فلذلك صار يومه أعظم الأيّام مصيبة.

قال عبداللَّه بن الفضل الهاشمي: فقلت له: يابن رسول اللَّه! فلم لم يكن للناس في عليّ بن الحسين عليهماالسلام عزاء و سلوة مثل ما كان لهم في آبائه عليهم السلام؟

فقال: بلى؛ إن عليّ بن الحسين عليهماالسلام كان سيّد العابدين و إماماً و حجّة على الخلق بعد آبائه الماضين، ولكنّه لم يلق رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و لم يسمع منه، و كان علمه وراثة عن أبيه عن جدّه عن النبيّ صلى الله عليه و آله،

و كان أميرالمؤمنين و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام قد شاهدهم الناس مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في أحوال تتوالى، فكانوا متى نظروا إلى أحد منهم تذكّروا حاله من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و قول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله له فيه.

فلمّا مضوا فقد النّاس مشاهدة الأكرمين على اللَّه عزّ وجلّ، ولم يكن في أحد منهم فقد جميعهم إلّا في فقد الحسين عليه السلام، لأنّه مضى في آخرهم، فلذلك صار يومه أعظم الأيّام مصيبة.

قال عبداللَّه بن الفضل الهاشمي: فقلت له: يابن رسول اللَّه! فكيف سمّت العامّة يوم عاشوراء يوم بركة؟

فبكى عليه السلام، ثمّ قال: لمّا قتل الحسين عليه السلام تقرّب الناس بالشام إلى يزيد، فوضعوا له الأخبار وأخذوا عليها الجوائز من الأموال، فكان ممّا وضعوا أمر هذا اليوم، و إنّه يوم بركة، ليعدل الناس فيه من الجزع و البكاء و المصيبة و الحزن إلى الفرح و السرور و التبرّك و الاستعداد فيه، حكم اللَّه بيننا و بينهم.

قال: ثمّ قال عليه السلام: يابن عمّ! و إنّ ذلك لأقلّ ضرراً على الإسلام و أهله ممّا وضعه قوم انتحلوا مودّتنا و زعموا أنّهم يدينون بموالاتنا و يقولون بإمامتنا، زعموا أنّ الحسين عليه السلام لم يقتل، و أنّه شبّه للنّاس أمره كعيسى بن مريم، فلا لائمة

إذاً على بني اُميّة، ولا عتب على زعمهم.

يابن عم! من زعم أنّ الحسين عليه السلام لم يقتل فقد كذّب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و عليّاً عليه السلام، و كذّب من بعده من الأئمّة عليهم السلام في إخبارهم بقتله، و من كذّبهم فهو كافر باللَّه العظيم، و دمه مباح لكلّ من سمع ذلك منه.

قال عبداللَّه بن الفضل: فقلت له: يابن رسول اللَّه! فما تقول في قوم من شيعتك يقولون به؟

فقال عليه السلام: ما هؤلاء من شيعتي، و أنا بري ء منهم.

قال: فقلت: فقول اللَّه عزّ وجلّ: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ في السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كونوا قِرَدةً خاسِئينَ).

[البقرة: 62.]

قال: إنّ اولئك مسخوا ثلاثة أيّام ثمّ ماتوا و لم يتناسلوا، و أنّ القردة اليوم مثل اولئك، و كذلك الخنزير و سائر المسوخ، ما وجد منها اليوم من شي ء فهو مثله لا يحلّ أن يؤكل لحمه.

ثمّ قال عليه السلام: لعن اللَّه الغلاة المفوّضة، فإنّهم صغّروا عصيان اللَّه، و كفروا به و أشركوا و ضلّوا و أضلّوا فراراً من إقامة الفرائض وأداء الحقوق.

[البحار: 269:44 ح 1، عن العلل.]

15:1373- أبي، عن سعد، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن عبداللَّه بن زرارة، عن عبداللَّه بن عبدالرحمان الأصمّ، عن عبداللَّه بن بكير، قال: حججت مع أبي عبداللَّه عليه السلام- في حديث طويل- فقلت: يابن رسول اللَّه! لو نبش قبر الحسين بن عليّ عليهماالسلام هل كان يصاب في قبره شي ء؟

فقال: يا أبي بكير! ما أعظم مسائلك؟ أنّ الحسين بن علي عليه السلام مع أبيه و اُمّه و أخيه في منزل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و معه يرزقون و يحبرون، و إنّه لعَنْ يمين العرش

متعلّق به، يقول: يا ربّ! أنجزلي ما وعدتني،

وإنّه لينظر إلى زوّاره، فهو أعرف بهم و بأسمائهم و أسماء آبائهم و ما في رحالهم من أحدهم بولده،

و إنّه لينظر إلى من يبكيه فيستغفر له، و يسأل أباه الاستغفار له، و يقول: أيّها الباكي! لو علمت ما أعدّ اللَّه لك لفرحت أكثر ممّا حزنت، و إنّه ليستغفر له من كلّ ذنب و خطيئة.

كامل الزيارات: أبي، عن ابن أبان، عن الأهوازيّ، عن عبداللَّه بن المغيرة، عن الأصمّ (مثله).

[البحار: 292:44 ح 35 و36، عن كامل الزيارات.]

16:1374- أقول: رأيت في بعض تأليفات بعض الثقات من المعاصرين: روي أنّه لمّا اُخبر النبي صلى الله عليه و آله ابنته فاطمة عليهاالسلام بقتل ولدها الحسين عليه السلام و ما يجري عليه من المحن، بكت فاطمة عليهاالسلام بكاءً شديداً، و قالت: يا ابت! متى يكون ذلك؟

قال: في زمان خال منّي و منك و من عليّ.

فاشتدّ بكاؤها، و قالت: يا أبت! فمن يبكي عليه؟ و من يلتزم بإقامة العزاء له؟

فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: يا فاطمة! إنّ نساء اُمّتي يبكون على نساء أهل بيتي، و رجالهم يبكون على رجال أهل بيتي، و يجدّدون العزاء جيلاً بعد جيل في كلّ سنّة، فإذا كان القيامة تشفعين أنت للنساء، و أنا أشفع للرّجال، و كلّ من بكى منهم على مصاب الحسين عليه السلام أخذنا بيده، و أدخلناه الجنّة.

يا فاطمة! كلّ عين باكية يوم القيامة إلّا عين بكت على مصاب الحسين عليه السلام، فإنّها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنّة.

[البحار: 292:44 ح 37.]

/ 45