أقول: أوردت الحديث مفصّلاً في عنوانه الخاصّ، فراجع.
الرواية عن فاطمة في حديث اللوح
2744/ 1- عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال:
قال أبي عليه السلام لجابر بن عبداللَّه الأنصاريّ: إنّ لي إليك حاجة، فمتى يخفّ عليك أن أخلو بك، فأسألك عنها؟
فقال له جابر: في أيّ الأوقات شئت.
فخلا به أبوجعفر عليه السلام، قال له: يا جابر! أخبرني عن اللوح الّذي رأيته في يد اُمّي فاطمة عليهاالسلام بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و ما أخبرتك به أنّه في ذلك اللوح مكتوباً.
فقال جابر: اُشهد اللَّه أنّي دخلت على اُمّك فاطمة عليهاالسلام في حياة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله اُهنّئها بولادة الحسين عليه السلام، فرأيت في يدها لوحاً أخضر ظننت أنّه من زمرّد، و رأيت فيه كتابةً بيضاء شبيهة بنور الشمس، فقلت لها: بأبي أنت و اُمّي؛ يا بنت رسول اللَّه! ما هذا اللوح؟
فقالت: هذا اللوح أهداه اللَّه عزّ و جلّ إلى رسوله صلى الله عليه و آله، فيه اسم أبي و اسم بعلي و اسم ابنيّ و أسماء الأوصياء من ولدي، فأعطانيه أبي ليسرّني بذلك.
قال جابر: فأعطتنيه اُمّك فاطمة عليهاالسلام فقرأته و انتسخته.
فقال له أبي عليه السلام: فهل لك يا جابر! أن تعرضه عليّ؟
فقال: نعم.
فمشى معه أبي عليه السلام حتّى انتهى إلى منزل جابر، فأخرج إلى أبي صحيفة من رقٍّ.
فقال: يا جابر! اُنظر أنت في كتابك لأقرأه أنا عليك.
فنظر جابر في نسخته، فقرأه عليه أبي عليه السلام، فواللَّه؛ ما خالف حرفٌ حرفاً.
قال جابر: فإنّي أشهد باللَّه أنّي هكذا رأيته في اللوح مكتوباً:
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
هذا كتاب من اللَّه العزيز الحكيم لمحمّد نوره و سفيره و حجابه و دليله، نزل به الروح الأمين من عند ربّ العالمين؛
عظّم يا محمّد! أسمائي، واشكر نعمائي، ولا تجحد آلائي، إنّي أنا اللَّه لا إله إلّا أنا، قاصم الجبّارين (و مبير المتكبّرين) و مذلّ الظالمين، و ديّان يوم الدّين.
إنّي أنا اللَّه لا إله إلّا أنا، فمن رجا غير فضلي، أو خاف غير عدلي عذّبته عذاباً لا اُعذّبه أحداً من العالمين، فإيّاي فاعبد، و عليّ فتوكّل.
إنّي لم أبعث نبيّاً فأكملت أيّامه، وانقضت مدّته إلّا جعلت له وصيّاً، و إنّي فضّلتك على الأنبياء، و فضّلت وصيّك على الأوصياء، و أكرمتك بشبليك بعده و بسبطيك الحسن والحسين.
و جعلت حسناً معدن علمي بعد انقضاء مدّة أبيه؛
و جعلت حسيناً خازن وحيي، و أكرمته بالشهادة، و ختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد و أرفع الشهداء درجة، جعلت كلمتي التامّة معه، و الحجّة البالغة عنده، بعترته اُثيب و اُعاقب؛
أوّلهم عليّ سيّد العابدين، و زين أوليائي الماضين؛
و ابنه سميّ جدّه المحمود، محمّد الباقر لعلمي، و المعدن لحكمتي؛
سيهلك المرتابون في جعفر، الرادّ عليه كالرادّ عليّ، حقّ القول منّي لاُكرمنّ مثوى جعفر، و لاُسرّنّه في أوليائه و أشياعه و أنصاره؛
و انتحبت بعد موسى فتنة عمياء حندس، لأنّ خيط فرضي لا ينقطع، و حجّتي لا تخفى، و أنّ أوليائي لا يشقون أبداً.
ألا و من جحد واحداً منهم فقد جحد نعمتي، و من غيّر آية من كتابي فقد
افترى عليّ؛
و ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدّة عبدي موسى و حبيبي و خيرتي؛
(ألا) إنّ المكذّب بالثامن مكذّب بكلّ أوليائي، و عليّ وليّي و ناصري، و من أضع عليه أعباء النبوّة و أمتحنه بالإضطلاع، يقتله عفريت مستكبر، يدفن بالمدينة الّتي بناها العبد الصالح ذوالقرنين إلى جنب شرّ خلقي؛
حقّ القول منّي لاُقرّنّ عينه بمحمّد ابنه و خليفته من بعده، فهو وارث علمي، و معدن حكمتي، و موضع سرّي، و حجّتي على خلقي، جعلت الجنّة مثواه، و شفّعته في سبعين من أهل بيته كلّهم قد استوجبوا النار؛
وأختم بالسعادة لابنه عليّ وليّي و ناصري، و الشاهد في خلقي، و أميني على وحيي؛
اُخرج منه الداعي إلى سبيلي، و الخازن لعلمي الحسن؛
ثمّ اُكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين، عليه كمال موسى، و بهاء عيسى، و صبر أيّوب، ستذلّ أوليائي في زمانه، و يتهادون رؤوسهم كما تهادى رؤوس الترك و الديلم، فيُقتلون و يُحرقون و يكونون خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الأرض من دمائهم، و يفشو الويل و الرّنين في نسائهم.
اُولئك أوليائي حقّاً، بهم أدفع كلّ فتنة عمياء حندس، و بهم أكشف الزلازل، و أرفع عنهم الآصار و الأغلال، اُولئك عليهم صلوات من ربّهم و رحمة، و اُولئك هم المهتدون.
فاطمة الزهراء عليهاالسلام بهجة قلب المصطفى صلى الله عليه و آله: 290- 292.