أقول: هذا الحديث من المبشّرات و المنذرات معاً، و بهذا الحديث يفسّر أحاديث كثيرة لا تعدّ ولا تحصى في فضائل الشيعة، و في ذمّ مذنبيهم.
فواللَّه؛ ليس وراء هذا الكلام كلام أوضح و أكمل من حيث التفسير لمعنى الشيعة و المحبّ لأهل بيت النبوّة و الرسالة عليهم السلام، و أنّ شيعتهم العاملون بأوامرهم، و الزاجرون عن نواهيهم في مراتب الأعلى من الإنسانيّة و التقرّب إليهم.
و امّا المحبّون لهم؛ فعلى أقسام- كما ذكر في الحديث- و إن كان مأواهم و مرجعهم إلى الجنّة، ولكن بعد أهوال و مؤلمات و خطرات عظيمة، فلابدّ لهم أن ينذروا و يرجعوا عن المعاصي و الذنوب، و أن يتّقوا و يعملوا و يجتهدوا في ذلك،
نسأل اللَّه تعالى بحقّ موالينا أهل بيت الوحي و الرسالة عليهم السلام أن يوفّقنا التوبة من الذنوب، و التمسّك بمحبّتهم و إطاعتهم، و الفوز بشفاعتهم، آمين ربّ العالمين.
الرواية عن فاطمة في حديث الثقلين
2747/ 1- عن فاطمة الزهراء عليهاالسلام، قالت: سمعت أبي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله- في مرضه الّذي قبض فيه- يقول:- و قد امتلأت الحجرة من أصحابه-:
يا أيّها النّاس! يوشك أن أقبض قبضاً يسيراً، و قد قدّمت إليكم القول معذرة إليكم، إلّا أنّي مخلف فيكم كتاب ربّي عزّ و جلّ، و عترتي أهل بيتي.
ثمّ أخذ بيد عليّ عليه السلام فقال: هذا عليّ مع القرآن، و القرآن مع عليّ، لا يفترقان حتّى يردا عليّ الحوض، فأسألكم ما تخلفوني فيهما؟
قال القندوزي: و في «الصواعق المحرقة»: روى هذا الحديث ثلاثون صحابيّاً و أنّ كثيراً من طرقه صحيح و حسن.
ورواه في «مسند فاطمة الزهراء عليهاالسلام» أيضاً عن طريق ابن عقدة، عن عروة بن خارجة، و ذكره في كتاب «فاطمة الزهراء عليهاالسلام بهجة قلب المصطفى صلى الله عليه و آله».
مسند فاطمة الزهراء عليهاالسلام: 211، عن ينابيع المودّة و 294، فاطمة الزهراء عليهاالسلام بهجة قلب المصطفى صلى الله عليه و آله: 299.