کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) جلد 5

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) - جلد 5

سید محمد باقر موسوی؛ مصحح: محمدحسین رحیمیان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

اللَّه عزّ و جلّ به الأرض عدلاً، كما ملئت بمن قبله جوراً.

[ البحار: 22/ 502 ح 48، عن امالى الطوسى.]

3285/ 3- الطالقاني، عن محمّد بن حمدان الصيدلانيّ، عن محمّد بن مسلم الواسطيّ، عن محمّد بن هارون، عن خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن عبداللَّه زيد الجرميّ، عن ابن عبّاس، قال:

لمّا مرض رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و عنده أصحابه قام إليه عمّار بن ياسر، فقال له: فداك أبي و اُمّي يا رسول اللَّه! من يغسّلك منّا إذا كان ذلك منك؟

قال: ذاك عليّ بن أبي طالب عليه السلام، لأنّه لا يهمّ بعضو من أعضائي إلّا أعانته الملائكة على ذلك.

فقال له: فداك أبي و اُمّي يا رسول اللَّه! فمن يصلّي عليك منّا إذا كان ذلك منك؟

قال: مه! رحمك اللَّه.

ثمّ قال لعليّ عليه السلام: يابن أبي طالب! إذا رأيت روحي قد فارقت جسدي فاغسلني، وانق غسلي، وكفّنّي في طمري هاذين، أو في بياض مصر و برد يمان، و لا تغال في كفني، واحملوني حتّى تضعوني على شفير قبري.

فأوّل من يصلّي عليّ الجبّار جلّ جلاله من فوق عرشه، ثمّ جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل في جنود من الملائكة لا يحصى عددهم إلّا اللَّه جلّ و عزّ، ثمّ الحافّون بالعرش، ثمّ سكّان أهل سماء فسماء، ثمّ جلّ أهل بيتي و نسائي الأقربون فالأقربون يؤمون إيماء و يسلّمون تسليماً، لا يؤذوني بصوت نادية و لا مرنّة.

ثمّ قال: يا بلال! هلمّ عليّ بالناس.

فاجتمع الناس، فخرج رسول اللَّه صلى الله عليه و آله متعصّباً بعمامته، متوكّياً على قوسه

حتّى صعد المنبر، فحمد اللَّه و أثنى عليه، ثمّ قال:

معاشر أصحابي! أيّ نبيّ كنت لكم؟

ألم اُجاهد بين أظهركم؟

ألم تكسر رباعيّتي؟

ألم يعفر جبيني؟

ألم تسل الدماء على حرّ وجهي حتّى كنفت لحيتي؟

ألم اُكابد الشدّه و الجهد مع جهّال قومي؟

ألم أربط حجر المجاعة على بطني؟

قالوا: بلى؛ يا رسول اللَّه! لقد كنت للَّه صابراً، و عن منكر بلاء اللَّه ناهياً، فجزاك اللَّه عنّا أفضل الجزاء.

قال: و أنتم فجزاكم اللَّه.

ثمّ قال: إنّ ربّي عزّ و جلّ حكم و أقسم أن لا يجوزه ظلم ظالم، فناشدتكم باللَّه أيّ رجل منكم كانت له قبل محمّد مظلمة إلّا قام فليقتصّ منه، فالقصاص في دار الدنيا أحبّ إليّ من القصاص في دار الآخرة على رؤوس الملائكة و الأنبياء.

فقام إليه رجل من أقصى القوم يقال له: «سوادة بن قيس»، فقال له: فداك أبي و اُمّي يا رسول اللَّه! إنّك لمّا أقبلت من الطائف استقبلتك، و أنت على ناقتك العضباء، و بيدك القضيب الممشوق، فرفعت القضيب و أنت تريد الراحلة، فأصاب بطني، فلا أدري عمداً أو خطأ.

فقال: معاذ اللَّه! أن أكون تعمّدت.

ثمّ قال: يا بلال! قم إلى منزل فاطمة عليهاالسلام فأتني بالقضيب الممشوق.

فخرج بلال، و هو ينادي في سكك المدينة: معاشر الناس! من ذا الّذي يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة، فهذا محمّد صلى الله عليه و آله يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة.

و طرق بلال الباب على فاطمة عليهاالسلام، و هو يقول: يا فاطمة! قومي! فوالدك يريد القضيب الممشوق.

فأقبلت فاطمة عليهاالسلام و هي تقول: يا بلال! و ما يصنع والدي بالقضيب، و ليس هذا يوم القضيب؟

فقال بلال: يا فاطمة! أما علمت أنّ والدك قد صعد المنبر و هو يودّع أهل الدين و الدنيا.

فصاحت فاطمة عليهاالسلام، و قالت: وا غمّاه لغمّك يا أبتاه! من للفقراء و المساكين وابن السبيل؟ يا حبيب اللَّه و حبيب القلوب!

ثمّ ناولت بلالاً القضيب، فخرج حتّى ناوله رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أين الشيخ؟

فقال الشيخ: ها أنا ذا يا رسول اللَّه! بأبي أنت و اُمّي.

فقال: تعال؛ فاقتصّ منّي حتّى ترضى.

فقال الشيخ: فاكشف لي عن بطنك يا رسول اللَّه!

فكشف صلى الله عليه و آله عن بطنه.

فقال الشيخ: بأبي أنت و اُمّي يا رسول اللَّه! أتأذن لي أن أضع فمي على بطنك؟

فأذن له، فقال: أعوذ بموضع القصاص من بطن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من النار يوم النار.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يا سوادة بن قيس! أتعفو أم تقتصّ؟

فقال: بل أعفو يا رسول اللَّه!

فقال صلى الله عليه و آله: اللهمّ اعف عن سوادة بن قيس كما عفى عن نبيّك محمّد.

ثمّ قام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فدخل بيت اُمّ سلمة، و هو يقول: ربّ! سلّم اُمّة محمّد من النار، و يسّر عليهم الحساب.

فقال اُمّ سلمة: يا رسول اللَّه! ما لي أراك مغموماً متغيّر اللون؟

فقال: نعيت إليّ نفسي هذه الساعة، فسلام لك في الدنيا، فلا تسمعين بعد هذا اليوم صوت محمّد أبداً.

فقالت اُمّ سلمة: وا حزناه! حزناً لا تدركه الندامة عليك يا محمّداه! ثمّ قال صلى الله عليه و آله: ادع لي حبيبة قلبي و قرّة عيني فاطمة عليهاالسلام تجي ء.

فجاءت فاطمة عليهاالسلام، و هي تقول: نفسي لنفسك الفداء، و وجهي لوجهك الوقاء يا أبتاه! ألا تكلّمني كلمة؟ فإنّي أنظر إليك و أراك مفارق الدنيا، و أرى عساكر الموت تغشاك شديداً.

فقال لها: يا بنيّة! إنّي مفارقك، فسلام عليك منّي.

قالت: يا أبتاه! فأين الملتقى يوم القيامة؟

قال: عند الحساب.

قالت: فإن لم ألقك عند الحساب؟

قال: عند الشفاعة لاُمّتي.

قالت: فإن لم ألقك عند الشفاعة لاُمّتك؟

قال: عند الصراط، جبرئيل عن يميني، و ميكائيل عن يساري، و الملائكة من خلفي و قدّامي ينادون: ربّ! سلّم اُمّة محمّد صلى الله عليه و آله من النار، و يسّر عليهم الحساب.

قالت فاطمة عليهاالسلام: فأين والدتي خديجة عليهاالسلام؟

قال: في قصر له أربعة أبواب إلى الجنّة.

ثمّ اُغمي على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فدخل بلال، و هو يقول: الصلاة رحمك اللَّه.

فخرج رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و صلّى بالناس و خفّف الصلاة، ثمّ قال: ادعوا لي عليّ بن أبي طالب عليه السلام و اُسامة بن زيد.

فجاءا، فوضع صلى الله عليه و آله يده على عاتق عليّ عليه السلام و الاُخرى على اُسامة، ثمّ قال: انطلقا بي إلى فاطمة عليهاالسلام.

فجاءا به حتّى وضع رأسه في حجرها، فإذاً الحسن والحسين عليهماالسلام يبكيان و يصطرخان و هما يقولان: أنفسنا لنفسك الفداء، و وجوهنا لوجهك الوقاء.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: من هذان يا عليّ؟

قال: هذان ابناك: الحسن والحسين عليهماالسلام.

فعانقهما و قبّلهما، و كان الحسن عليه السلام أشدّ بكاء.

فقال له: كفّ يا حسن! فقد شققت على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

فنزل ملك الموت عليه السلام، و قال: السلام عليك يا رسول اللَّه!

قال: و عليك السلام يا ملك الموت! لي إليك حاجة.

قال: و ما حاجتك يا نبي اللَّه؟

قال: حاجتي أن لا تقبض روحي حتّى يجيئني جبرئيل، فيسلّم عليّ و اُسلّم عليه.

فخرج ملك الموت، و هو يقول: يا محمّداه! فاستقبله جبرئيل في الهواء، فقال: يا ملك الموت! قبضت روح محمّد صلى الله عليه و آله؟

قال: لا يا جبرئيل! سألني أن لا اُقبضه حتّى يلقاك، فتسلّم عليه و يسلّم عليك.

فقال جبرئيل: يا ملك الموت! أما ترى أبواب السماء مفتّحة لروح محمّد صلى الله عليه و آله؟ أما ترى الحور العين قد تزيّن لروح محمّد صلى الله عليه و آله؟

ثمّ نزل جبرئيل عليه السلام فقال: السلام عليك يا أباالقاسم!

فقال: و عليك السلام يا جبرئيل، اُدن منّي حبيبي جبرئيل.

فدنا منه، فنزل ملك الموت.

فقال له جبرئيل: يا ملك الموت! احفظ وصيّة اللَّه في روح محمّد صلى الله عليه و آله، و كان جبرئيل عن يمينه، و ميكائيل عن يساره و ملك الموت أخذ بروحه صلى الله عليه و آله.

فلمّا كشف الثوب عن وجه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله نظر إلى جبرئيل، فقال له: عند الشدائد تخذلني؟

فقال: يا محمّد! إنّك ميّت و إنّهم ميّتون (كُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوْت)

[ آل عمران: 185.]

[ البحار: 22/ 507- 510 ح 9، عن امالى الصدوق.]

3286/ 4- فروي عن ابن عبّاس: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في ذلك المرض كان يقول: ادعوا لي حبيبي.

فجعل يدعى له رجل بعد رجل.

فيعرض عنه.

فقيل لفاطمة عليهاالسلام: أمضي إلى عليّ عليه السلام، فما نرى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يريد غير عليّ عليه السلام.

فبعثت فاطمة عليهاالسلام إلى عليّ عليه السلام.

فلمّا دخل فتح رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عينيه، و تهلّل وجهه.

ثمّ قال: إليّ يا عليّ! إليّ يا عليّ!

فما زال يدنيه حتّى أخذه بيده و أجلسه عند رأسه.

ثمّ اُغمي عليه، فجاء الحسن والحسين عليهماالسلام يصيحان و يبكيان حتّى وقعا على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

فأراد عليّ عليه السلام أن ينحّيهما عنه.

فأفاق رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ثمّ قال: يا عليّ! دعني أشمّهما و يشمّاني، و أتزوّد منهما و يتزوّدان منّي، أما إنّهما سيظلمان بعدي و يقتلان ظلماً، فعلنة اللَّه على من ظلمهما، يقول ذلك ثلاثاً.

ثمّ مدّ يده إلى عليّ عليه السلام فجذبه إليه حتّى أدخله تحت ثوبه الّذي كان عليه، و وضع فاه على فيه، و جعل يناجيه مناجاة طويلة حتّى خرجت روحه الطيّبة صلوات اللَّه عليه و آله.

فانسلّ عليّ عليه السلام من تحت ثيابه، و قال: أعظم اللَّه اُجوركم في نبيّكم، فقد قبضه اللَّه إليه.

فارتفعت الأصوات بالضجّة و البكاء.

فقيل لأميرالمؤمنين عليه السلام: ما الّذي ناجاك به رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حين أدخلك تحت ثيابه؟

فقال: علّمني ألف باب يفتح لي كلّ باب ألف باب.

[ البحار: 22/ 510.]

3287/ 5- روي من كتاب «فضائل الصحابة» للسمعاني بإسناده عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال:

دخلت فاطمة عليهاالسلام على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فلمّا رأت ما برسول اللَّه صلى الله عليه و آله من الضعف خنقتها العبرة حتّى جرى دمعها على خدّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ما يبكيك يا فاطمة؟

فقالت: يا رسول اللَّه! أخشى الضيعة من بعدك.

فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يا فاطمة! أما علمت أنّ اللَّه تعالى اطّلع إلى أهل الأرض اطّلاعة فاختار منهم أباك، فبعثه رسولاً، ثمّ اطّلع ثانية فاختار منهم بعلك فأمرني أن ازوّجك منه؟

فزوجك من أعظم المسلمين حلماً، و أكثرهم علماً، و أقدمهم سلماً، ما أنا زوّجتك ولكنّ اللَّه زوّجك منه.

قال: فضحكت فاطمة عليهاالسلام فاستبشرت.

ثمّ قال: يا فاطمة! إنّا أهل بيت اُعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأوّلين و لا يدركها أحد من الآخرين:

نبيّنا خير الأنبياء، و هو أبوك؛

و وصيّنا خير الأوصياء و هو بعلك؛

و شهيدنا خير الشهداء، و هو عمّ أبيك حمزة.

و منّا من له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء و هو جعفر؛

و منّا سبطا هذه الاُمّة و هما ابناك الحسن والحسين؛

و منّا مهديّ هذه الاُمّة.

[ البحار: 36/ 369.]

أقول: ثمّ ذكر مطالب اُخرى من قول أبي هارون العبديّ، و قول وهب ابن منبّه في افتتان قوم موسى عليه السلام بعد موسى عليه السلام، و افتتان اُمّة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بعد الرّسول صلى الله عليه و آله، فراجع المأخذ.

3288/ 6- المفيد عن إسماعيل بن يحيى العبسيّ، عن محمّد بن جرير الطبريّ، عن محمّد بن إسماعيل، عن عبدالسلام الهرويّ، عن الحسين الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية بن ربعيّ، عن أبي أيّوب الأنصاري، قال:

مرض رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مرضة، فأتته فاطمة عليهاالسلام تعوده، فلمّا رأت ما برسول اللَّه صلى الله عليه و آله من المرض و الجهد استعبرت و بكت حتّى سالت دموعها على خدّيها.

فقال لها النبيّ صلى الله عليه و آله: يا فاطمة! إنّي لكرامة اللَّه إيّاك زوّجتك أقدمهم سلماً، و أكثرهم علماً، و أعظمهم حلماً، إنّ اللَّه تعالى اطّلع إلى أهل الأرض اطّلاعة فاختارني منها، فبعثني نبيّاً، و اطّلع إليها ثانية فاختار بعلك، فجعله وصيّاً.

فسرّت فاطمة عليهاالسلام، واستبشرت.

فأراد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أن يزيدها مزيد الخير، فقال:

يا فاطمة! إنّا أهل بيت اُعطينا سبعاً لم يعطها أحد قبلنا، و لا يعطاها أحد بعدنا؛

نبيّنا أفضل الأنبياء و هو أبوك؛

و وصيّنا أفضل الأوصياء و هو بعلك؛

و شهيدنا أفضل الشهداء و هو عمّك.

و منّا من جعل اللَّه له جناحين يطير بهما مع الملائكة و هو ابن عمّك؛ و منّا سبطا هذه الاُمّة و هما ابناك.

والّذي نفسي بيده؛ لابدّ لهذه الاُمّة من مهديّ، و هو واللَّه؛ من ولدك.

[ البحار: 37/ 41 ح 16، عن امالى الطوسى.]

3289/ 7- عليّ بن شبل، عن ظفر بن حمدون، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبداللَّه بن حمّاد، عن صباح المزنيّ، عن الحارث بن حصيرة، عن الأصبغ بن نباتة، قال:

سمعت الأشعث بن قيس الكنديّ و جويبر الختليّ قالا لعليّ أميرالمؤمنين عليه السلام: حدّثنا في خلواتك أنت و فاطمة عليهاالسلام.

قال: نعم؛ بينا أنا و فاطمة عليهاالسلام في كساء إذ أقبل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله نصف الليل، و كان يأتيها بالتمر و اللبن ليعينها على الغلامين، فدخل فوضع رجلاً بحبالي و رجلاً بحبالها.

ثمّ إنّ فاطمة عليهاالسلام بكت.

فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ما يبكيك يا بنيّة محمّد؟

فقالت: حالنا كما ترى في كساء نصفه تحتنا و نصفه فوقنا.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لها: يا فاطمة! أما تعلمين أنّ اللَّه تعالى اطّلع اطلاعة من سمائه إلى أرضه فاختار منها أباك فاتّخذه صفيّاً، و ابتعثه برسالته، و ائتمنه على وحيه؟

يا فاطمة! أما تعلمين إنّ اللَّه اطّلع اطلاعة من سمائه إلى أرضه، فاختار

منها بعلك، و أمرني أن اُزوّجكيه و أن أتّخذه وصيّاً؟

يا فاطمة! أما تعلمين أنّ العرش سأل ربّه أن يزيّنه بزينة لم يزيّن بها بشراً من خلقه، فزيّنه بالحسن والحسين عليهماالسلام ركنين من أركان الجنّة؟

وروي: ركن من أركان العرش.

[ البحار: 37/ 43 و 44 ح 20، عن امالى الطوسى.]

3290/ 8- عن مناقب الفقيه المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبوغالب محمّد بن أحمد سهل النحوي، قال: حدّثنا أبوالفتح محمّد بن الحسن البغدادي حدّثهم، قال: قرأ عليّ أبي محمّد بن مرزوق، قال: حدّثنا الحسين الأشقر، عن قيس، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن أبي أيّوب الأنصاري:

أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مرض مرضة فدخلت عليه فاطمة عليهاالسلام تعوده و هو ناقه من مرضه، فلمّأ رأت ما برسول اللَّه صلى الله عليه و آله من الجهد والضعف خنقتها العبرة حتّى جرت دمعها.

فقال لها: يا فاطمة! إنّ اللَّه تعالى اطّلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيّاً، ثمّ اطّلع إليها الثانية، فاختار منها بعلك، فأوحى اللَّه تعالى إليّ، فأنكحته واتّخذته وصيّاً.

أما علمت أنّ لكرامة اللَّه إيّاك زوّجك أعظمهم حلماً، و أقدمهم سلماً، و أعلمهم علماً؟

فسرّت بذلك فاطمة عليهاالسلام فاستبشرت.

ثمّ قال لها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يا فاطمة! له ثمانية أضراس ثواقب: إيمانه باللَّه ورسوله، و تزويجه فاطمة، و سبطاه الحسن والحسين، وأمره بالمعروف، و نهيه عن المنكر، و قضاؤه بكتاب اللَّه.

يا فاطمة! إنّا أهل بيت اُوتينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين قبلنا

/ 50