مظلوميّته في الشورى و شكوته عنها - فصول المائة فی حیاة أبی الائمة أمیرالمؤمنین علی بن ابیطالب جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فصول المائة فی حیاة أبی الائمة أمیرالمؤمنین علی بن ابیطالب - جلد 2

سید اصغر ناظم زاده قمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


مظلوميّته في الشورى و شكوته عنها


إنّ كلامه عليه السلام في خطبته المعروفة بالشقشقيّة حاكية عن عمق مظلوميّته عليه السلام، وشدّة تأثّره من قضيّة الشورى يظهر جليّاً في كلمات الخطبة، حيث قال: 'أَمَا وَاللَّه لَقَدْ تَقَمَّصَها ابن أبي قحافة وَإِنَّهُ لِيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنهَا مَحَلُّ القُطْبِ مِنَ الرَّحَا. يَنْحَدرُ عَنِّي السَّيْلُ، وَلا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ - إلى أن قال: - فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ المُدَّةِ، وَشِدَّةِ المِحْنَةِ، حَتَّى إِذا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا في جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَ نَّي أَحَدُهُمْ، فَيَالَلَّهِ وَلِلشُّورَى! مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ، حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هذِهِ النَّظَائِرِ! لكِنِّي أَسفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا، وَطِرْتُ إِذْ طَارُوا، فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِه، وَمَالَ الْآخَرُ لِصِهْرهِ، مَعَ هَنٍ وَهَن إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ القَوْمِ نَافِجَاً حِضْنَيْهِ' الخطبة.

[ الخطبة المعروفة بالشقشقيّة، راجع: نهج البلاغة: الخطبة 3.]


وقال أيضاً - على ما نسب إليه عليه السلام من الحكم في شرح ابن أبي الحديد - 'كنتُ في أيّام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كجزء من رسول اللَّه "صلوات اللَّه وسلامه عليه"، ينظر إليَّ النّاس كما ينظر إلى الكواكب في اُفق السماء، ثمّ غضّ الدهر منّى، فقرن بي فلان وفلان، ثمّ قرنت بخمسة أمثلهم عثمان، فقلتُ: واذفراه

[ الذفر: الرائحة الخبيثة.]

ثمّ لم يَرْضَ الدهر لي بذلك، حتّى أرذلني، فجعلني نظيراً لابن هند وابن النابغة لقد استنّت الفصال حتّى القرعى'.

[ شرح ابن أبي الحديد 326:20.]


وفي رسالته عليه السلام إلى معاوية بن أبي سفيان: فَيَاعَجَباً لِلدَّهِرِ! إِذْ صِرْتُ يُقْرَنُ بِي مَنْ لَمْ يَسْعَ بِقَدَمِي، وَلَمْ تَكُنْ لَهُ كَسَابِقَتِي الَّتِي لَا يُدْلِي أحَدٌ بِمِثْلِهَا، إِلَّا أَنْ يَدَّعِيَ مُدَّعٍ مَا لَا أَعْرِفُهُ، وَلَا أَظُنُّ اللَّهَ يَعْرِفُهُ.وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ'.

[ نهج البلاغة: الكتاب 9.]


اجمال من قصّة الشورى


قال ابن أبي الحديد في شرحه: أنّ عمر لمّا طعنه أبو لؤلوة وعلم أنّه ميّت، استشار فيمن يولّيه الأمر بعده، فاُشير عليه بابنه عبداللَّه، فقال:لاها اللَّه إذاً لا يليها رجلان من ولد الخطّاب، حسب عمر ما حُمِّل! حسب عمر ما احتقب، لاها اللَّه! لا أتحمّلها حيّاً وميّتاً!

ثمّ قال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مات وهو راضٍ عن هذه الستّة من قريش: عليّ، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد "بن أبي وقاص"، وعبدالرحمن بن عوف، وقد رأيت أن أجعلها شورى بينهم ليختاروا لأنفسهم.

ثمّ قال: إن استخلف فقد استخلف من هو خير منّى - يعني أبا بكر - وإن أترك فقد ترك من هو خير منّي - يعني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله -، ثمّ قال: اُدعوهم لي، فدعوهم، فدخلوا عليه وهو ملقىً على فراشه يجود بنفسه، فنظر إليهم، فقال: اُكلّكم يطمع في الخلافة بعدي، فوجموا

[ وجم وجماً ووجوماً: سكت على غيظ.]

فقال لهم ثانية، فأجابه الزبير، وقال: وما الّذي يُبعدنا منها! وليتها أنت فقمتَ بها، ولسنا دونك في قريش، ولا في السابقة ولا في القرابة. قال الشيخ أبو عثمان الجاحظ: واللَّه لولا عِلْمه أي علم زبير أنّ عمر يموت في مجلسه ذلك لم يُقدم على أن يفوّه من هذا الكلام بكلمة، ولا أن تنفّس منه بلفظه.

فقال عمر: أفلا اُخبركم عن أنفسكم؟ قال: قل، فإنّا لو استعفيناك لم تُعفنا. ثمّ أقبل عمر إلى كلّ واحد من الستّة الحاضرين بين يديه، وخاطب القوم بكلمات جارحة، وذمّهم ذمّاً شديداً إلّا عليّ بن أبي طالب عليه السلام سوى قوله: للَّه أنت "يا عليّ" لولا دُعابة

[ الدعابة - بالضمّ -: المزاح واللعب.]

فيك! أما واللَّه لئن ولّيتم لتحملنّهم على الحقّ الواضح والمحجّة البيضاء - إلى أن قال: - اُدعوا إليَّ أبا طلحة الأنصاري فدعوه له، فقال: انظر يا أبا طلحة، إذا عدتم من حُفرتي، فكنُ في خمسين رجلاً من الأنصار حاملي سيوفكم، فخذ هؤلاء النفر بإمضاء الأمر وتعجيله، واجمعهم في بيت، وقف بأصحابك على باب البيت ليتشاوروا ويختاروا واحداً منهم، فإن اتّفق خمسة وأبى واحد فاضرب عنقه، وإن اتّفق أربعة وأبى اثنان فاضرب أعناقهما، وإن اتّفق ثلاثة وخالف ثلاثة، فانظر الثلاثة الّتي فيها عبدالرحمن، فارجع إلى ما قد اتّفقت عليه، فإن أصرّت الثلاثة الاُخرى على خلافها فاضرب أعناقها، وإن مضت ثلاثة أيّام ولم يتّفقوا على أمر فاضرب أعناق الستّة، و دع المسلمين يختاروا لأنفسهم.

فلمّا دُفن عمر، جمعهم أبو طلحة، ووقف على باب البيت بالسيف في خمسين من الأنصار، حاملي سيوفهم، ثمّ تكلّم القوم وتنازعوا، فأوّل ما عمل طلحة أنّه أشهدهم على نفسه أنّه قد وهب حقّه من الشورى لعثمان، وذل لعلمه أنّ الناس لا يعدلون به عليّاً وعثمان، وأنّ الخلافة لا تخلُص له وهذان موجودان، فأراد تقوية أمر عثمان وإضعاف جانب عليّ عليه السلام بهبة أمر لا انتفاع له به، ولا تمكّن له منه.

[ في شرح ابن أبي الحديد 185: 1: وإنّما مال طلحةُ إلى عثمان لانحرافه عن عليّ عليه السلام باعتبار أنّه تيميّ وابن عمّ أبي بكر الصدّيق، وقد كان حصل في نفوس بني هاشم من بني تيم حنقٌ شديدٌ لأجل الخلافة، وكذلك صار في صدور تيم على بني هاشم، وهذا أمرٌ مركوز في طبيعة البشر، وخصوصاً طينة العرب وطباعها والتجربة إلى الآن تحقّق ذلك.]


فقال الزبير في معارضته: وأنا اُشهدكم على نفسي أنّي وقد وهبتُ حقّي من الشورى لعليّ، وإنّما فعل ذلك لمّا رأى عليّاً قد ضعُف وانخزل بهبة طلحة حقّه لعثمان، دخلته حمية النسب؛ لأنّه ابن عمّة أمير المؤمنين عليه السلام وهي صفيّة بنت عبدالمطّلب، وأبو طالب خالُه، فبقى من الستّة أربعة.

فقال سعد بن أبي وقّاص: وأنا قد وهبتُ حقّي من الشورى لابن عمّي عبدالرحمن، وذلك لأنّهما من بني زهرة، ولعلم سعد أنّ الأمر لا يتمّ له، فلمّا لم يبق إلّا الثلاثة، قال عبدالرحمن لعليّ وعثمان، أيّكما يُخرج نفسه من الخلافة، ويكون إليه الاختيار في الاثنين الباقيين؟ فلم يتكلّم منهما أحد، فقال عبدالرحمن: اُشهدكم أنّي قد أخرجتُ نفسي من الخلافة، على أن اختار أحدهما، فأمسكا، فبدأ بعليّ عليه السلام وقال له: اُبايعك على كتاب اللَّه وسنّة رسول اللَّه، وسيرة الشيخين: أبي بكر وعمر، فقال: 'بل على كتاب اللَّه وسنّة رسوله واجتهاد رأيي'، فعدل عنه إلى عثمان، فعرض ذلك عليه، فقال: نعم، فعاد إلى عليّ عليه السلام فأعاد قوله، فعل ذلك عبدالرحمن ثلاثاً، فلمّا رأى أنّ عليّاً عليه السلام غير راجع عمّا قاله، وأنّ عثمان يُنعم له

[ أنعم له: إذا قال مجيباً 'نعم'.]

بالإجابة، صفّق على يد عثمان، وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فيقال: إنّ عليّاً عليه السلام قال له: 'واللَّه ما فعلتها إلّا أنّك رجوت منه ما رجا صاحبكما من صاحبه، دقّ اللَّه بينكما عِطر مَنشِم'.

[ منشم - بكسر الشين -: 'اسم امرأة كانت بمكّة عطّارة، وكانت خزاعة وجُرهُم إذا أرادوا القتال تطيّبوا من طيبها،وكانوا إذا فعلوا ذلك كثرت القتلى فيما بينهم، فكان يقال: أشأم من عطر مَنشم، فصار مثلاً'. راجع هامش شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد 188:1، بتحقيق محمّد أبوالفضل إبراهيم.]

قيل: ففسد بعد ذلك بين عثمان وعبدالرحمن، فلم يكلّم أحدُهما صاحبه حتّى مات عبدالرحمن.

[ شرح ابن أبي الحديد 185:1، وراجع الكامل في التاريخ 219:2، وتاريخ الطبري 292:3.]


فقد استجاب اللَّه تعالى دعائه عليه السلام على عبدالرحمن ولم يرَ خيراً من بيعته لعثمان، فقد روى العلّامة الخوئي عن الشارح المعتزلي: لمّا بنى عثمان قصره طمارد الزوراء وصنع طعاماً كثيراً، ودعا النّاس إليه كان فيهم عبدالرحمن، فلمّا نظر إلى البناء والطعام قال: يابن عفّان، لقد صدقنا عليك، ما كنّا نكذب فيك، وإنّي أستعيذ باللَّه من بيعتك، فغضب عثمان، وقال: أخرجه عنّي يا غلام، فأخرجوه وأمر النّاس أن لا يجالسوه، فلم يكن يأتيه أحد إلّا ابن عبّاس كان يأتيه، فيتعلّم منه القرآن والفرائض، ومرض عبدالرحمن فعاده عثمان فكلّمه ولم يكلّمه حتّى مات.

[ شرح الخوئي 84:2.]


/ 393