مظلوميّته في حيلة عمرو على أبي موسى في اجتماع الحكمين - فصول المائة فی حیاة أبی الائمة أمیرالمؤمنین علی بن ابیطالب جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فصول المائة فی حیاة أبی الائمة أمیرالمؤمنین علی بن ابیطالب - جلد 2

سید اصغر ناظم زاده قمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


مظلوميّته في حيلة عمرو على أبي موسى في اجتماع الحكمين


ولمّا جاء وقت اجتماع الحكمين، أرسل عليّ عليه السلام أربعمائة رجل عليهم شريح بن هاني الحارثي، وبعث معهم عبداللَّه بن عبّاس وهو يصلّي بهم ويلي اُمورهم، وأوصى شريحاً أن يقول لعمرو بن العاص بالتقوى ورعاية الحقّ.

وكذا أرسل معاوية عمرو بن العاص في أربعمائة من أهل الشام حتّى توافوا بدومة الجندل بأذرح في شهر رمضان، فلمّا اجتمع الحكمان وجرى بينهما ما جرى، وأخذ عمرو يقدّم أبا موسى في الكلام، وكان مكراً وخديعة، وإن قال له ابن عبّاس: ويحك! واللَّه إنّي لأظنّه قد خدعك؟ أمّا أبو موسى فكان مغفّلاً، فقال: إنّا قد اتّفقنا.

[ راجع تاريخ الطبري 94:4، والكامل في التاريخ 394:2، وابن أبي الحديد 244:2.]


وقال المسعودي في "مروج الذهب": ووجدت في وجه آخر من الروايات أنّهما اتّفقا على خلع عليّ ومعاوية، وأن يجعلا الأمر بعد ذلك شورى: يختار النّاس رجلاً يصلح لهم فقدّم عمرو أبا موسى.

[ مروج الذهب 409:2.]


ورواه أيضاً - في حديث طويل بعد مناظرة أبي موسى وعمرو بن العاص - قال عمرو: أما إذا رأيت الصلاح في هذا الأمر والخير للمسلمين فاخطُب النّاس، واخلع صاحبينا |معاً |وتكلّم باسم هذا الرجل الّذي تستخلفه، فقال أبو موسى: بل أنت قم فاخطُب فأنت أحقّ بذلك، قال عمرو: ما اُحبّ أن أتقدّمك، وما قولي وقولك للنّاس إلّا قول واحد، فقم راشداً. فقام أبو موسى، فحمد اللَّه وأثنى عليه، وصَلّى على نبيّه صلى الله عليه و آله، ثمّ قال: أيّها النّاس، إنّا قد نظرنا في أمرنا، فرأينا أقرب ما يحضرنا من الأمن والصلاح ولمّ الشعث وحقن الدماء وجمع الاُلفة، خلعنا عليّاً ومعاوية، وقد خَلعتُ عليّاً كما خلعتُ عمامتي هذه، ثمّ أهوى إلى عمامته فخعلها، واستخلفنا رجلاً قد صحب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بنفسه، وصحب أبوه النبيّ صلى الله عليه و آله، فبرّز في سابقته - وهو عبداللَّه بن عمر - وأطراه، ورغّب النّاس فيه، ثمّ نزل.

فقام عمرو بن العاص فحمد اللَّه وأثنى عليه، وصلّى على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ثمّ قال: أيّها النّاس، إنّ أبا موسى عبداللَّه بن قيس قد خلع عليّاً وأخرجه من هذا الأمر الّذي يطلب وهو أعلم به، ألا وأنّي قد خلتُ عليّاً معه، وأثبتُّ معاوية علَيَّ وعليكم، وإنّ أبا موسى قد كتب في الصحيفة أنّ عثمان قد قُتل مظلوماً شهيداً، وأنّ لوليّه "سلطاناً" أن يطلب بدمه حيث كان، وقد صحب معاوية رسول اللَّه بنفسه، وصحب أبوه النبيّ صلى الله عليه و آله "وأطراه، ورغّب النّاس فيه وقال": هو الخليفة علينا، وله طاعتنا وبيعتنا على الطلب بدم عثمان، فقال أبو موسى: كذب عمرو، لم نستخلف معاوية، ولكنّا خلعنا معاوية وعليّاً معاً، فقال عمرو: بل كذب عبداللَّه بن قيس، قد خلع عليّاً ولم أخلع معاوية.

[ المصدر المتقدّم: 408.]


وفيه أيضاً: وانخزل أبو موسى فاستوى على راحلته ولحق بمكّة، ولم يعد إلى الكوفة، وقد كانت خطّته وأهله وولده بها، وآلى أن لا ينظر إلى وجه عليّ ما بقي، ومضى ابن عمر وسعد إلى بيت المقدس، "فأحرما".

[ المصدر المتقدّم: 410.]


قال نصر: ورجع عمرو إلى منزله من دومة الجندل فكتب إلى معاوية قصيدة نذكر بيتين منها:

أتيتك الخلافة مزفوفة++

هنيئاً مريئاً تُقرُّ العُيونا

تُزَفُّ إليك زفاف العروس++

بأهْوَنَ من طعنك الدار عينا

[ وقد أشرنا إلى تفصيل الواقعة في فصل "عليّ عليه السلام وصفّين" في الجلد الأوّل فراجعه، ومن أراد تفصيلاً أكثر فليراجع شرح ابن أبي الحديد 245:2، والكامل في التاريخ 394:2، وتاريخ الطبري 49:4.]


خطبة الإمام عليّ بعد التحكيم


روي أنّ عمر بن العاص وأبا موسى الأشعري لمّا التقيا دومة الجندل وقد حكما في أمر الناس، كان أمير المؤمنين عليه السلام يومئذٍ قد دخل الكوفة ينتظر ما يحكمان به، فلمّا تمّت خدعة عمرو لأبي موسى، وبلغه عليه السلام ذلك، اغتمّ له غمّاً شديداً ووجم منه، وقام فخطب النّاس، فقال: 'أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ مَعْصِيَةَ النَّاصِحِ الشَّفِيقِ الْعَالِمِ الُْمجَرِّبِ تُورِثُ الْحَسْرَةَ، وَتُعْقِبُ النَّدَامَةَ. وَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ في هذِهِ الْحُكُومَةِأَمْرِي، وَنَخَلْتُ لَكُمْ مَخْزُونَ رَأْيِي، لَوْ كَانَ يُطَاعُ لِقَصِير أَمْرٌ! فَأَبَيْتُمْ عَلَيَّ إِبَاءَ الُْمخَالِفِينَ الْجُفَاةِ، وَالمُنَابِذِينَ الْعُصَاةِ، حَتَّى ارْتَابَ النَّاصِحُ بِنُصْحِهِ، وَضَنَّ الزَّنْدُ بِقَدْحِهِ، فَكُنْتُ أَنَا وَإِيَّاكُمْ كَمَا قَالَ أَخُو هَوَازِنَ:

أَمَرْتُكُمُ أَمْرِي بمُنْعَرَجِ اللِّوَى ++

فَلَمْ تَسْتَبِينُوا النُّصْحَ إِلَّا ضُحى الْغَدِ'.

[ نهج البلاغة: الخطبة 35.]


وهذه الألفاظ من خطبة خطبها عليه السلام بعد خديعة ابن العاص لأبي موسى وافتراقهما لكاشفة عن مظلوميّته في هذه الواقعة المؤلمة.

/ 393