حیاة امیرالمؤمنین عن لسانه جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حیاة امیرالمؤمنین عن لسانه - جلد 1

محمد محمدیان تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لم ينفذوا أمره! وكفى بالصبر على هذا- ياأخا اليهود- صبراً، فمكث القوم أيّامهم كلّها، كل يخطب لنفسه وأنا ممسك عن أن سألوني عن أمري، فناظرتهم في أيّامي وأيّامهم وآثاري وآثارهم، وأوضحت لهم ما لم يجهلوه من وجوه استحقاقي لها دونهم وذكرتهم عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إليهم وتأكيد ما أكّده من البيعة لي في أعناقهم، دعاهم حبّ الإمارة وبسط الأيدي والألسن في الأمر والنهي والركون إلى الدنيا والإقتداء بالماضين قبلهم إلى تناول ما لم يجعل اللَّه لهم، فإذا خلوت بالواحد ذكرته أيّام اللَّه وحذّرته ما هو قادم عليه وصائر إليه، إلتمس منّي شرطاً أن أُصيّرها له بعدي! فلّما لم يجدوا عندي إلّا المحجّة البيضاء والحمل على كتاب اللَّه عز وجل ووصيّة الرسول وإعطاء كلُ امرى ء منهم ما جعله اللَّه له، ومنعه ما لم يجعل اللَّه له، أزالها عنّي إلى ابن عفّان طمعاً في الشحيح معه فيها، وابن عفّان، رجلٌ لم يستو به وبواحدٍ ممّن حضره حالٌ قطّ فضلاً عمّن دونهم. لا ببدر التي هي سنا فخرهم ولا غيرها من المآثر التي أكرم اللَّه بها رسوله ومن اختصّه معه من أهل بيته، ثمّ لم أعلم القوم أمسوا من يومهم ذلك حتّى ظهرت ندامتهم ونكصوا على أعقابهم وأحال بعضهم على بعضٍ، كلٌ يلوم نفسه ويلوم أصحابه، ثم لم تطل الأيّام بالمستبدّ بالأمر ابن عفّان حتّى أكفروه وتبرّؤوا منه، ومشى إلى أصحابه خاصّةً وسائر أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عامّةً يستقيلهم من بيعته ويتوب إلى اللَّه من فلتته، فكانت هذه ياأخا اليهود أكبر من أُختها وأفظع وأحرى أن لا يصبر عليها، فنالني منها الّذي لا يبلغ وصفه ولا يحدّ وقته، ولم يكن عندي فيها إلّا الصبر على ما أمضّ

[ أمضّ: أوجع.]

وأبلغ منها، ولقد أتاني الباقون من الستة من يومهم كلٌ راجعٌ

عمّا كان ركب منّي! يسألني خلع ابن عفان والوثوب عليه وأخذ حقّي، ويؤتيني صفقته وبيعته على الموت تحت رايتي أو يَرد اللَّه عزّ وجل عليّ حقّى، فواللَّه يا أخا اليهود ما منعني إلّا الّذي منعني من أُختيها قبلها ورأيت الإبقاء على من بقي من الطائفة أبهج لي وآنس لقلبي من فنائها، وعلمت أنّي إن حملتها على دعوة الموت ركبته، فأما نفسي فقد علم من حضر ممّن ترى ومن غاب من أصحاب محمّد صلى الله عليه و آله أن الموت عندي بمنزلة الشربة الباردة في اليوم الشديد الحرّ من ذي العطش الصدي،

[ الصدي: العطش الشديد.]

ولقد كنت عاهدت اللَّه عزّ وجلّ ورسوله صلى الله عليه و آله أنا وعمّي حمزة وأخي جعفر وابن عمّي عبيدة على أمر وفينا به للَّه عز وجل ولرسوله، فتقدّمني أصحابي وتخلّفت بعدهم لما أراد اللَّه عزّ وجل، فأنزل اللَّه فينا 'من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا اللَّه عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً'

[ الاحزاب: 23.]

حمزة وجعفر وعبيدة، وأنا واللَّه المنتظر ياأخا اليهود وما بدّلت تبديلا.

وما سكتني عن ابن عفّان وحثّني على الإمساك عنه إلّا أنّي عرفت من أخلاقه فيما اختبرت منه بما لن يدعه حتى يستدعي الأباعد إلى قتله وخلعه فضلاً عن الاقارب، وأنا في عزلة، فصبرت حتّى كان ذلك لم أنطق فيه بحرف من 'لا' ولا 'نعم'.

ثم أتاني القوم وأنا- علم اللَّه- كاره لمعرفتي بما تطاعموا به من اعتقال الأموال والمرح في الأرض وعلمهم بأن تلك ليست لهم عندي، وشديد عادةٍ منتزعة،

[ لعل قوله: 'عادة' مبتدأ و'شديد' خبره. أي: انتزاع العادة وسلبها شديد.]

فلمّا لم يجدوا عندي تعلّلوا الأعاليل'.

ثمّ التفت عليه السلام إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟

فقالوا: بلى يا أميرالمؤمنين.

الخصال للصدوق باب السبعة الحديث 58 ص 371، الاختصاص للمفيد، كتاب محنة أميرالمؤمنين عليه السلام ص 170، بحار الانوار ج 38 ص 173.

رايت أنّ الصبر على هاتا أحجى

من خطبة أميرالمؤمنين عليه السلام وهي المعروفة بالشقشقيّة.

قال ابن عباس: ذكرت الخلافة عند أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال:

'أما واللَّه لقد تقمّصها

[ لبسها كالقميص.]

فلان وإنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرّحا. ينحدر عنّي السيل، ولا يرقى إليّ الطير، فسدلت

[ سدل الثوب: أرخاه.]

دونها ثوباً، وطويت عنها كشحاً

[ طوي عنها كشحاً: مال عنها.]

وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذّاء،

[ الجذّاء:المقطوعة.]

أو أصبر على طخية

[ طخية: ظلمة.]

عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمنٌ حتّى يلقى ربّه.

فرأيت أنّ الصبر على هاتا أحجى

[ أي: ألزم.]

فصبرت وفي العين قذىً، وفي الحلق شجا،

[ الشجا: ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه.]

أرى تراثي نهباً، حتّى مضى الأوّل لسبيله، فأدلى

[ أدلى بها: ألقى بها.]

بها إلى فلان بعده'.

ثمّ تمّثل بقول الاعشى:

شتّان ما يومي على كورها

[ الكور: الرّحل أو هو مع أداتها.]

ويوم حيان أخي جابر

'فياعجباً بينا هو يستقيلها

[ أي: يطلب إعفاءه منها.]

في حياته إذ عقدها لاخر بعد وفاته- لشدّ ما تشطّرا ضرعيها

[ تشطّر ضرعيها: اقتسماه فأخذ كل منها شطراً. والضرع للناقة كالثدي للمرأة.]

فصيّرها في حوزةٍ خشناء يغلظ كلمها،

[ أي: جرجها. كأنّه يقول: خشونتها تجرح جرحاً غليظاً.]

ويخشن مسّها، ويكثر العثار

[ أي: السقوط والكبوة.]

فيها، والاعتذار منها، فصاحبها كراكب الصعبة،

[ الصعبة من الإبل: ما ليست بذلول.]

إن أشنق

[ أشنق البعير وشنقه: كفه بزمامه حتى التصق ذفراه بقادمة الرحل.]

لها خرم،

[ أي: قطع.]

وإن أسلس لها تقحّم،

[ أسلس: أرخى. تقحّم: رمى بنفسه في القحمة أي: الهلكة.]

فمني النّاس

[ مُنى النّاس: اُبتلوا وأُصيبوا.]

لعمر اللَّه- بخبط

[ خبط: سير على غير هدى.]

وشماس،

[ الشماس: إباء ظهر الفرس عن الركوب.]

وتلوّن واعتراض،

[ الاعتراض: السير على غير خط مستقيم.]

فصبرت على طول المدّة، وشدّة المحنة، حتّى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أنّي أحدهم.

فياللَّه وللشورى

[ اشارة الى الستة الّذين عيّنهم عمر ليختاروا أحدهم للخلافة.]

! متى اعترض الرّيب فيَّ مع الأوّل منهم، حتّى صرت اُقرن إلى هذه النظائر، لكنّي أسففت

[ أسفّ الطائر: دنا من الأرض.]

إذ أسفّوا، وطرت إذ طاروا، فصغا

[ صغى: مالَ.]

رجلٌ منهم لضغنه،

[ الضغن: الحقد.]

ومال الآخر لصهره، مع هنٍ وهن

[ مع هن وهن: أي أغراض اُخرى أكره ذكرها.]

إلى أن قام ثالث القوم نافجاً حضنيه، بين نثيله

[ نافجاً حضنيه: رافعاً لهما والحضن: ما بين الإبط والكشح. النثيل: الرّوث وقذر الدواب.]

ومُعتلفه،

[ المعتلف: موضع العلف.]

وقام معه بنو أبيه يخضمون

[ الخضم: أكل الشي ء الرطب.]

مال اللَّه خضمة الإبل نبتة الربيع الى أن انتكث عليه فتله،

[ انتكث عليه فتله: انتقض.]

وأجهز عليه عمله،

[ أي: تمّم قتله.]

وكبت

[ كبت به: من كبا به الجواد: اذا سقط لوجهه.]

به بطنته

[ البطنة: البطر والأشر والتّخمة.]

فما راعني إلّا والناس كعرف الضبع

[ عُرفُ الضّبع: ما كثر على عنقها من الشعر. يقال في الكثرة والازدحام.]

إلي، ينثالون

[ يتتابعون مزدحمين.]

علي من كلّ جانب، حتى لقد وطى ء الحسنان، وشقّ عطفاي،

[ شقّ عطفاه: خُدش جانباه من الاصطكاك.]

مجتمعين حولي كربيضة الغنم

[ ربيضة الغنم: الطائفة الرابضة من الغنم.]

فلّما نهضت بالأمر نكثت طائفه،

[ نكثت طائفة: نقضت عهدها. أراد أصحاب الجمل.]

ومرقت اُخرى،

[ خرجت وفسقت. أراد أصحاب النهروان.]

وقسط آخرون،

[ قسط آخرون: جاروا. أراد أصحاب الصفين.]

كأ نّهم لم يسمعوا اللَّه سبحانه يقول: 'تلك الدار الآخرة نجعلها للّذين لا يريدون عُلُوّاً في الأرض ولا فساداً، والعاقبة للمتقين'

[ القصص: 83.]

بلى واللَّه لقد سمعوها ووعوها، ولكنّهم حليت الدنيا

[ من حليت المرأة: اذا تزينّت بحُليّها.]

في أعينهم، وراقهم زبرجها

[ الزبرج: الزينة من وشي أو جوهر.]

أما والّذي فلق الحبّة، وبرأ النّسمة، لولا حضور الحاضر،

[ أراد بالحاضر هنا من حضر لبيعته، فحضوره يُلزمه بالبيعة.]

وقيام

الحجّة بوجود النّاصر، وما أخذ اللَّه على العلماء ألّا يُقارّوا

[ ألّا يُقارّوا: ألّا يوافقوا مقرّين.]

على كظّة

[ الكظّة: ما يعتري الآكل من الثقل والكرب عند امتلاء البطن بالطعام. والمراد استئثار الظالم بالحقوق.]

ظالم، ولا سغب

[ السغب: شدّة الجوع، والمراد منه هضم حقوقه.]

مظلوم،لألقيت حبلها على غاربها،

[ الغارب: الكاهل، والكلام تمثيل للترك وإرسال الأمر.]

ولسقيت آخرها بكأس أوّلها، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنزٍ

[ عفطة العنز: ما تنثره من أنفها.]

'.

قالوا: وقام إليه رجل من أهل السواد عند بلوغه إلى هذا الموضع من خطبته، فناوله كتاباً، فأقبل ينظر فيه |فلما فرغ من قراءته| قال له ابن عباس: ياأميرالمؤمنين لو اطّردت خطبتك من حيث أفضيت! فقال:

'هيهات يابن عبّاس! تلك شقشقة

[ الشقشقة: شي ء كالرّئة يخرجه البعير من فيه إذا هاج.]

هدرت،

[ هدرت: أطلقت صوتاً كصوت البعير عند إخراج الشقشقة من فيه.]

ثم قرّت

[ قرّت: سكنت وهدأت.]

'.

قال ابن عباس: فواللَّه ما أسفت على كلام قط كأسفي على هذا الكلام ألّا يكون أميرالمؤمنين عليه السلام بلغ منه حيث أراد.

نهج البلاغة "صبحى الصالح" الخطبة 3 ص 48، علل الشرايع للصدوق ج 1 الباب 122 الرقم 12 ص 181، معاني الاخبار للصدوق ص 360، الارشاد للمفيد ج 1 ص 287، الامالي للطوسي المجلس 13 الحديث 54 ص372، الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص451،مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج2 ص254،تذكرة الخواص لابن الجوزي ص 117،شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 151، بحار الانوار ج 29 ص 497 الرقم 1، الغدير ج 7 ص 83.

كان من نبيّ اللَّه إليّ عهد

روى أنّ عبد الرحمن بن أبي ليلى قام إلى أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام

فقال: يا أميرالمؤمنين إنّي سائلك لآخذ عنك، وقد انتظرنا أن تقول من أمرك شيئاً فلم تقله، ألا تحدّثنا عن أمرك هذا، أكان بعهد من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أو شي ءٌ رأيته؟ فإنّا قد أكثرنا فيك الأقاويل، وأوثقه عندنا ما قبلناه عنك وسمعناه من فيك. إنّا كنّا نقول: لو رجعت إليكم بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لم ينازعكم فيها أحد، واللَّه ما أدرى إذا سئلتُ ما أقول؟أزعم أنّ القوم كانوا أولى بما كانوا فيه منك؟ فإن قلت ذلك، فعلام نصبك رسول اللَّه عليه السلام بعد حجّة الوداع، فقال: أيّها النّاس من كنت مولاه فعليّ مولاه، وإن تك أولى منهم بما كانوا فيه فعلام نتولّاهم؟ فقال أميرالمؤمنين عليه السلام:

'ياعبد الرحمن إنّ اللَّه تعالى قبض نبيّه صلى الله عليه و آله وأنا يوم قبضه أولى بالنّاس منّي بقميصي هذا. وقد كان من نبيّ اللَّه إليّ عهدٌ لو خزمتموني

[ خزمتموني: من خَزَمَ البعيرَ: اذا جعل في جانب منخره الخزِامة.]

بأنفي لأقررت سمعاً للَّه وطاعةً. وإنّ أوّل ما انتقصناه بعده إبطال حقّنا في الخمس، فلّما رقّ أمرنا طمعت رعيان

[ الرّعيان: جمع الرّاعي. والرّاعي: كلّ من ولي أمر قوم.]

البهم من قريش فينا، وقد كان لي على النّاس حقٌ لو ردُّوه إليّ عفواً

[ يقال: أعطيتُه عفواً، أي: بغير مسألة.]

قبلته وقُمت به وكان إلى أجلٍ معلومٍ، وكنت كرجلٍ له على النّاس حقٌّ إلى أجلٍ، فإن عجّلوا له ماله أخذه وحمدهم عليه، وإن أخّروه أخذه غير محمودين، وكنت كرجل يأخذ السهولة وهو عند الناس حرونٌ

[ حرون: الشّاة السيئة الخلق.]

وإنّما يعرف الهدى بقلّة من يأخذه من النّاس، فإذا سكتُّ فاعفوني فإنّه لو جاء أمرٌ تحتاجون فيه إلى الجواب أجبتكم، فكفّوا عنّي ما كففت عنكم'.

فقال عبدالرحمن: ياأميرالمؤمنين فأنت لعمرك كما قال الأوّل:




  • لعمرك لقد أيقظت من كان نائماً
    وأسمعت من كانت له اُذنان



  • وأسمعت من كانت له اُذنان
    وأسمعت من كانت له اُذنان



الأمالي للمفيد المجلس 26 الحديث 2، الأمالي للطوسي المجلس الأوّل الحديث 9 ص 8، بحار الانوار ج 29 ص 429 الرقم 16، و ص 582 الرقم 16.

غفرنا ذلك لهما

من خطبة أميرالمؤمنين عليه السلام بصفيّن لمّا جاء رسل معاوية وذلك بعد وضع الحرب لحلول شهر محرم الحرام من سنة سبع وثلاثين.

'أما بعد فإن اللَّه بعث النبي صلى الله عليه وسلم، فأنقذ به من الضلالة، ونعش

[ نعشه: تداركه.]

به من الهلكة، وجمع به بعد الفرقة، ثم قبضه اللَّه إليه وقد أدّى ما عليه، ثمّ استخلف الناس أبا بكرٍ، ثمّ استخلف أبو بكرٍ عمر، وأحسنا السّيرة، وعدلاً في الاُمّة، وقد وجدنا عليهما أن تولّيا الأمر دوننا ونحن آل الرسول وأحقّ بالأمر، فغفرنا ذلك لهما، ثم ولي أمر الناس عثمان فعمل بأشياء عابها الناس عليه، فسار إليه ناس فقتلوه، ثم أتاني الناس وأنا معتزل أمرهم فقالوا لي: بايع، فأبيت عليهم، فقالوا لي: بايع فإنّ الاُمّة لا ترضى إلّا بك، وإنّا نخاف إن لم تفعل أن يفترق الناسُ، فبايعتهم...'.

وقعة صفّين لنصر بن مزاحم ص 201، تاريخ الطبري ج 3 ص 80، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 4 ص 23، بحار الانوار ج 32 ص 456.

انّ النّاس آلوا بعد رسول اللَّه إلى ثلاثة

قال أميرالمؤمنين عليه السلام:

'إنّ النّاس آلوا بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلى ثلاثة: آلوا

[ آلوا: رجعوا.]

إلى عالمٍ على هدى من اللَّه قد أغناه اللَّه بما علم عن علم غيره، وجاهلٌ مُدّعٍ للعلم لا علم له معجب بما عنده، قد فتنته الدّنيا وفتن غيره، ومتعلّم من عالم على سبيل هدىً من اللَّه ونجاةٍ، ثمّ هلك من ادّعى وخاب من افترى'.

الاصول من الكافي ج 1 ص 33 الرقم 1.

رجع قوم على الأعقاب

من خطبة أميرالمؤمنين عليه السلام في بيان وقائع ما بعد وفاة النبي صلى الله عليه و آله:

'...حتّى إذا قبض اللَّه رسوله صلى الله عليه و آله، رجع قومٌ على الأعقاب، وغالتهم السبل، واتّكلوا على الولائج،

[ الولائج: جمع وليجة، وهي البطانة وخاصة الرجل من أهله وعشيرته، ويراد بها دخائل المكر والخديعة.]

ووصلوا غير الرّحم، وهجروا السبب الّذي أُمروا بمودّته. ونقلوا البناء عن رصّ أساسه، فبنوه في غير موضعه، معادن كلّ خطيئة، وأبواب كل ضارب في غمرة،

[ الغمرة: الشدّة.]

قد ماروا

[ ماروا: تحركوا واضطربوا.]

في الحيرة، وذهلوا في السكرة، على سنة من آل فرعون: من مُنقطع إلى الدّنيا راكن،أو مفارق للدّين مباين'.

نهج البلاغة "صبحي الصالح" الخطبة 150 ص 209، المسترشد للطبري ص 74.

لو كنتم قدّمتم من قدّم اللَّه وأخّرتم من أخّر اللَّه...

من خطبة أميرالمؤمنين عليه السلام في تعيير الاُمّة بما فعلوا، وأنّهم لو قدّموا من قدّمه

اللَّه وأخروا من أخّره اللَّه لاستقامت اُمور المسلمين.

روى الكليني بإسناده عن أبي عبداللَّه جعفر ابن محمّد الصّادق عليه السلام قال: قال أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه:

'الحمد للَّه الّذي لا مقدّم لما أخّر ولا مؤخّر لما قدّم'.

ثم ضرب عليه السلام بإحدى يديه على الاُخرى، ثم قال:

'يا أيّتها الاُمّة المتحيّرة بعد نبيّها لو كنتم قدّمتم من قدّم اللَّه وأخّرتم من أخّر اللَّه وجعلتم الولاية والوراثة حيث جعلها اللَّه، ما عال

[ أي: ما مال عن الحق إلى الباطل.]

وليُّ اللَّه ولا عال سهم من فرائض اللَّه!!! ولا اختلف اثنان في حكم اللَّه، ولا تنازعت الاُمّة في شي ء من أمر اللَّه، إلّا وعندنا علمه من كتاب اللَّه، فذوقوا وبال أمركم، وما فرّطتم فيما قدّمت أيديكم،ومااللَّه بظلّام للعبيد، وسيعلم الّذين ظلموا أيّ مُنقلب ينقلبون'.

الكافي ج 7 ص 78 الحديث 2.

لو أنّ الاُمّة اتّبعوني و أطاعوني...

من كلام أميرالمؤمنين عليه السلام قاله لطلحة:

'...انّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أسرّ إليّ في مرضه مفتاح ألف باب من العلم، يفتح كلُّ بابٍ ألف بابٍ.

ولو أنّ الاُمّة منذ قبض اللَّه نبيّه صلى الله عليه و آله إتبّعوني وأطاعوني لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم رغداً إلى يوم القيامة...'.

كتاب سليم بن قيس الحديث 11 ص 658، الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 357، بحار الأنوار ج 26 ص 65 الرقم 147.

/ 33