علوم الطبیعة فی نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علوم الطبیعة فی نهج البلاغه - نسخه متنی

لبیب بیضون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

'الابراج'، و قد سميت هذه الابراج وفق الصوره التى ترسمها نجومها فى السماء، كالحمل و الاسد و العقرب و كالميزان و القوس و الدلو. و الذى يرصد هذه الابراج عند خط الاستواء خلال يوم كامل يلاحظ انها تمر فوق راسه تباعا متجهه من الشرق الى الغرب، و متوزعه على دائره واحده ضمن المستوى الاستوائى.

و بما ان الارض تغير موضعها بالنسبه لهذه الابراج اثناء دورانها حول الشمس فهى تقابل كل 30 يوما احد هذه الابراج، و من هنا نشات فكره تقسيم السنه الشمسيه الى عدد من الشهور مساو لعدد هذه الابراج. فاذا راقبنا حركه البروج فى وقت معين هو الساعه الثامنه من ليله منتصف الشهر، نجد انه كل شهر يقع احد هذه الابراج الاثنى عشر فوق راس الناظر، و تتعاقب هذه البروج بتعاقب الشهور، حتى اذا مرت سنه شمسيه عاد البرج الاول فوق راس الناظر. و اليك اسماء هذه البروج بالترتيب ابتداء من شهر كانون الثانى: برج الجدى- الدلو- الحوت- الحمل- الثور- الجوزاء- السرطان- الاسد- العذراء- الميزان- العقرب- القوس.

خلق الكون


مما يهتم به علم الفلك اهتماما كليا البحث فى اصل نشو الكون، كيف نشا؟ و من اى شى ء نشا؟. فوضع العلماء عده فرضيات، من احدثها الفرضيه التاليه التى سوف نحاول مقابلتها مع نظريه الامام على "ع".

يقول علماء الفلك عن اصل نشوء الكون:

فى البدء كانت كتله تسمى 'البلازما'، مولفه من جسيمات عنصريه اوليه Particles Elementary كالبروتونات و النترونات و الالكترونات و اللبتونات. و كانت

هذه الجسيمات متراصه على بعضها بدون ابعاد ملحوظه فيما بينها.. ثم بدات تتمدد هذه الكتله و تتباعد الجسيمات عن بعضها مشكله انفجارا فجائيا، ادى الى انقذاف هذه الجسيمات بشكل شظايا ترافقهغا اشعاعات ذريه و كهر طيسيه مختلفه.

ثم بدات تل الجسيمات المتفرقه بالتجمع وفق نظام مدهش بديع مشكله العناصر الكيميائيه، و اول ما تشكل منها ابسط العناصر 'الهدرجين' الذى تتالف ذرته من بروتون يدور حوله الكترون و يعتبر الهدرجين الماده الاساسيه فى فى بناء الكون، لان منه تشكلت فيما بعد جميع العناصر الاخرى، الخفيفه منها و الثقيله، ابتداء من الهليوم و حتى اليورانيوم. و لهذا سمى الهدرجين ابوالعناصر. و ظل الهدرجين يتشكل حتى بدا كسحابه رقيقه تغشى الكون كله، و هو ما عبر عنه القرآن الكريم بالدخان فى قوله تعالى:

'ثم استوى الى السماء و هى دخان.'

[ سوره فصلت- 11.]

و بقدره الله تعالى بدات الدوامات تلعب بهذا الغاز، مشكله مجموعات غازيه هائله الحجم، تدور كل مجموعه منها حول محور مشترك، هى بدايه المجره، و هى اشبه ما تكون بقرص غازى يدور حول نفسه فى الفضاء. و بدا يتكتل غاز الهدرجين فى بورات معينه مع مرور الزمن، و تتضاغط الاجزاء المتكتله بفعل الجاذبيه كلما نمت حجومها و تكدس عليها قسم جديد من الغاز الخارجى. و ينتهى الامر بظهور النجوم فى هذه الاجزاء.

و مع مرور الزمن تبدا التفاعلات الهدروجينيه فى النجم محوله الهدرجين الى غاز الهليوم. و مع ازدياد عمر النجم و نتيجه الحراره الهائله فى داخل النجم

و الضغط الشديد تحدث التفاعلات النوويه محوله الهليوم الى العناصر الاكثر ثقلا. و اذا قدر للنجم ان ينفجر فى الفضاء ثم تتبرد اجزاوه حصلنا على ما يشبه كواكب المجموعه الشمسيه، كالارض و الزهره و المريخ... و هى ناشئه حتما من غير نجم الشمس الذى ما زال مولفا من الغازات الخفيفه "99 % هدرجين و هليوم" التى تدل على انه ما يزال فى اول حياته.

نظريه الامام على فى خلق الكون و السموات


تكلم الامام على "ع" عن خلق الكون فى عده مواضع من نهج البلاغه، نخص منها الخطبه الاولى و الخطبه رقم "89" و الخطبه "209" و "184".

و فى مجموع هذه الخطب بعطى الامام "ع" نظريه كليه عن نشوء الكون، لم يتوصل العلم الى معرفه كل جوانبها بعد.

فهو عليه السلام يقرر ان اول الخلق كان للفضاء، الذى فقته الله من العدم، و شق فيه النواحى و الارجاء و طرق الفضاء... ثم خلق سبحانه سائلا كثيفا متلاطما، حمله على متن ريح قويه قاصفه، تحجزه عن الانتشار و الاندثار. ثم خلق سبحانه ريحا عقيمه من نوع آخر، سلطها على ذلك السائل من الاعلى، فبدات بتصفيقه و اثارته حتى مخضته مخض السقاء، و بعثرته فى انحاء الفضاء. و منه خلق الله السموات.

فالامام "ع" يبين ان الريح العقيمه قد حولت السائل الكثيف الى غاز كالدخان انتشر فى الفضاء فكانت منه السموات، اما الزبد الذى تشكل على سطح السائل فقد خلقت منه الارض.

و هذه النظريه تنفى تشكل الارض من الشمس. و مما يويد ذلك ان الارض تحوى من العناصر الخفيفه و الثقيله حسبما هو ظاهر فى تصنيف مندلييف للعناصر، بينما الشمس فلا زالت تحوى فقط العناصر الغازيه الخفيفه، فهى لم تصل بعد الى المرحله من عمرها التى يمكنها فيها ان تشكل العناصر الثقيله، فالارض اقدم تشكلا من الشمس، فيكف تكون منفصله من الشمس؟

و اليك الفقرات التى تكلم فيها الامام على "ع" عن خلق الكون و السموات. يقول الامام على "ع" فى الخطبه الاولى من نهج البلاغه:

ثم انشا سبحانه فتق الاجواء، و شق الارجاء، و سكائك الهواء. فاجرى فيها ماء متلاطما تياره، متراكما زخاره. حمله على متن الريح العاصفه، و الزعزع القاصفه، فامرها برده، و سلطها على شده، و قرنها الى حده. الهواء من تحتها فتيق "اى منبسط"، و الماء من فوقها دفيق.

يستفاد من هذا الكلام ان الله سبحانه خلق الفضاء "فتق الاجواء" ثم خلق فى الفضاء ماء، اى سائلا من نوع خاص، ثم سلط عليه ريحا قويه من تحته، فاصبحت الريح كوساده تحمله و تمنعه من الهبوط "فامرها برده" اى منعه من التبعثر. و المقصود بالماء هنا الجوهر السائل الذى هو اصل كل الاجسام.

ثم يقول "ع": ثم انشا سبحانه ريحا اعتقم مهبها، و ادام مربها، و اعصف مجراها، و ابعد منشاها، فامرها بتصفيق الماء الزخار، و اثاره موج البحار، فمخضته مخض السقاء، و عصفت به عصفها بالفضاء. ترد اوله الى آخره، و ساجيه الى مائره. حتى عب عبابه، و رمى بالزبد ركامه. فرفعه فى هواء منفتق، و جو منفهق "اى مفتوح واسع"، فسوى

منه سبع سموات، جعل سفلاهن موجا مكفوفا، و علياهن سقفا محفوظا، و سمكا مرفوعا، بغير عمد يدعمها، و لادسار ينظمها.

فالامام "ع" يقرر ان السائل المحمول على الريح العاصفه، سلط سبحانه عليه من الاعلى ريحا اخرى من نوع خاص هى الريح العقيم، قامت بتمويج السائل الذائب تمويجا شديدا كمخض السقاء، حتى ارتفع منه بخار كالدخان خلق منه السموات العليا، و ظهر على وجه ذلك السائل زبد، خلق منه الارض.

هذا و ان عدم تعرضه "ع" الى خلق الارض بعد ذكر السموات، دليل على خلقها قبل السموات. و هذا قول بعض المفسرين، و استدلوا عليه بقوله تعالى فى سوره فصلت: "قل ائنكم لتكفرون بالذى خلق الارض فى يومين، و تجعلون له اندادا، ذلك رب العالمين" الى قوله "ثم استوى الى السماء و هى دخان، فقال لها و للارض: ائتيا طوعا او كرها، قالتا: اتينا طائعين".

و يقول "ع" فى الخطبه رقم "89" من النهج عن خلق السماء:

و نظم بلا تعليق رهوات فرجها، و لا حم صدوع انفراجها، و وشج بينها و بين ازواجها "اى امثالها و قرائنها"... و ناداها بعد اذ هى دخان، فالتحمت عرى اشراجها "جمع شرج و هى المجره"، و فتق بعد الارتتاق صوامت ابوابها.

فى هذا الكلام يشير الامام "ع" الى نظريه نشوء الكون، و هى احدى النظريات المعروضه اليوم، و هى ان اول نشوء الكون كان من دقائق ناعمه هى الدخان. ثم بدات الدقائق تتجمع فى مراكز معينه مشكله اجراما. و كانت السماء اول ما خلقت غيرمنتظمه الاجزاء، بل بعضها ارفع و بعضها اخفض، فنظمها سبحانه "و نظم بلا تعليق رهوات فرجها"، فجعلها على بساط واحد من غير حاجه

الى تعليق. و الصق تلك الشقوق و الفروج، فجعلها جسما متصلا و سطحا املس. بل جعل كل جزء منها ملتصقا بمثله "و وشج بينها و بين ازواجها".

و فى قول الامام "ع": "فالتحمت عرى اشراجها" تشبيه لمجموعات المجره بالحلقات المرتبطه ببعضها بوشاج الجاذبيه. و جعل بين المجموعات و المجرات ابوابا و نقابا "اى طرقا" بعد ان كانت مسدوده بدون منفذ. و هو ما عبر عنه الامام "ع" بالفتق بعد الارتتاق فى قوله "و فتق بعد الارتتاق صوامت ابوابها".

ثم يقول "ع": و اقام رصدامن الشهب الثواقب على نقابها، و امسكها من ان تمور فى خرق الهواء بايده، و امرها ان تقف مستسلمه لامره.

فاما قوله "ع": "و امام رصدا من الشهب" فاشاره الى ان الشهب ترصد كل من يحاول النفوذ من نقاب السماء اى من طرقها. و اما قوله "ع": "و امسكها من ان تمور فى خرق الهواء بايده" اى امسك الكواكب من ان تضطرب فى الهواء بقوته. "و امرها ان تقف مستسلمه لامره" اى الزمها مراكزها و مداراتها لاتفارقها.

و فى الخطبه رقم "209" يقول الامام "ع":

و كان من اقتدار جبروته، و بديع لطائف صنعته، ان جعل من ماء البحر الزاخر المتراكم المتقاصف يبسا جامدا، ثم فطر منه اطباقا، ففتقها سبع سموات بعد ارتتاقها، فاستمسكت بامره، و قامت على حده.

ففى هذا بيان لما ذكرناه سابقا من ان اصل الاجرام سائل عبر عنه بالماء، خلقت السماء من بخاره، و خلقت الارض من زبده، ثم اصبحت الارض يبسا جامدا بعد السيوله. "ثم فطر منه اطباقا" اى خلق من ذلك اليبس اطباقا فى السماء، ثم جعلها سبع سموات منفصله بعد ان كانت متصله، و قد كانت هى و الارض كتله واحده، و ذلك مصداق قوله تعالى: 'او لم ير الذين كفروا ان

السموات و الارض كانتا رتقا ففتقناهما'.

[ سوره الانبياء- 30.]

خلق السماء الدنيا و الشمس و القمر


اما عن خلق النجوم و الكواكب الموجوده فى السماء الدنيا، و من ابرزها الشمس و القمر، فيقول الامام على "ع" فى الخطبه الاولى من النهج:

ثم زينها "اى السماء" بزينه الكواكب، و ضياء الثواقب، و اجرى فيها سراجا مستطيرا "اى منتشر الضياء"، و قمرا منيرا، فى فلك دائر، و سقف سائر، و رقيم مائر "اى فلك متحرك".

فهذا المقطع رغم ايجازه يدل على عده حقائق منها:

1- ان هناك نجوما ثواقب اى مضيئه من ذاتها، كما ان هناك كواكب غير مشتعله، ولكنها تستمد نورها من غيرها "ثم زينها بزينه الكواكب و ضياء الثواقب" .

2- ان الشمس سراج مستطير، اى يصدر النور بقوه كبيره، بينما القمر فهو منير، اى يعكس النور الذى يتلقاه من غيره. و هذا شبيه قوله تعالى 'و هو الذى جعل الشمس ضياء و القمر نورا'.

[ سوره يونس- 5.]

3- ان الشمس تجرى و كذلك القمر، كغيرهما من الاجرام، و ليس هناك اى نجم ثابت عن الحركمه. و ذلك فى قوله "ع": 'فى فلك دائر' و هذا مصداق قوله تعالى: 'و كل فى فلك يسبحون'.

[ سوره الانبياء- 33.]

و فى الواقع ان للشمس حركتين: حركه ظاهريه و هى الحركه النسبيه التى نراها من على الارض، فى انها تدور من الشرق الى الغرب، و ينشا منها الليل و

النهار. و الحركه الثانيه هى الحركه الذاتيه، و هى ان للشمس مع مجموعتها حركه دائريه على محرك حلزونى.

4- ثم ان فى قوله "ع": 'و سقف سائر، و رقيم مائر' دلاله على ان هناك للحركه اكثر من نظام واحد، فالكوكب الذى يدور فى مجموعته على محرك شبه دائرى، يدور مع مجموعته النجميه فى حركه اخرى حول محور مجرته، و المجرات بدورها تدور حول محور الكون، كل حسبما قرر له من فلك و من سرعه.

5- ان فى قوله "ع": 'و سقف سائر' دلالتان علميتان لطيفتان. فاما الاولى فهى ان نجوم السماء ليست منتشره فى الفضاء بشكل كروى او عشوائى، و انما هى موزعه وفق مجرات تاخذ شكل القرص المسطح و هو ما عبر عنه بكلمه: سقف. و اما الثانيه فهى ان هذه المجرات عدا عن حركتها الدورانيه فانها تسمى فى الفضاء وفق ما ذكرناه من خاصه تمدد الكون، و هذا ما عبر عنه "ع" بقوله "و سقف سائر".

علم الجيولوجيا


يختص علم الجيولوجيا بدراسه طبقات الارض و كيفيه تشكلها و ما اعتراها من تغيرات خلال الاحقاب المتواليه. و من اهم ذلك كيفيه تشكل الارض بعد ان كانت مولفه من عناصر سائله، ثم بدات بالتصلب على نحو جعل فيها سهولا و صحارى و جبالا و وديانا. و فى الجبال تشكلت مكامن الينابيع و مخازن الماء. كل ذلك نعمه من الله للانسان، ليعيش و ينعم بما آتاه الله و حباه.

خلق الارض


يقدر العلماء اليوم عمر الارض منذ ان شرعت قشرتها بالتجمد باكثر من مليون سنه. و اذا كانت الارض "و كذلك الكواكب السياره" منفصله من نجم كما

هى عليه النظريات المطروحه، فانها كانت اول انفصالها فى الطور الغازى، ثم تبردت سريعا بالاشعاع لصغر حجمها، فتحولت من حاله الغاز الى حاله السيوله. و هنا بدات المواد الثقيله فيها مثل الحديد بالغوص نحو المركز، بينما طفت المواد الخفيفه على السطح. ثم بدات تتبرد القشره الارضيه المعرضه تعرضا مباشرا للجو، و اول ما تبرد منها حسب النصوص الدينيه، منطقه مكه المكرمه و الكعبه المشرفه، التى بنى الله عليها اول بيت وضع للناس للعباده.

و لم تستطع سحب الماء التى شكلها الله تعالى فى جو الارض ان تحط على سطح الارض الا بعد ان تبردت قشرتها الى حد كاف، فتشكلت بذلك المحيطات و البحار. و ظل ربع الارض خاليا من الماء لارتفاعه، و هو الذى شكل اليابسه و القارات. و قد كانت اليابسه مجمعه فى منطقه واحده من الارض ثم تباعدت عن بعضها مشكله القارات.

و لما اكتمل ظهور القارات على الارض و كذلك المحيطات، بدات الانهار تحفر مجاريها عليها، و تحمل املاحها الى المحيطات. و كانت الارض قد اكتمل نضوجها الى حد جعل لها جوا ملائما للحياه، يملوه الاكسجين و غاز الفحم. و هكذا اخذت الارض تسعد فى استقبال موكب الحياه.

نظريه الامام على فى خلق الارض


يقول الامام على "ع" فى الخطبه رقم "184" عن خلق الارض:

و انشا الارض فامسكها من غير اشتغال، و ارساها على غير قرار. و اقامها بغير قوائم، و رفعها بغير دعائم، و حصنها من الاود و الاعوجاج، و منعها من التهافت و الانفراج. ارسى اوتادها، و ضرب اسدادها. و استفاض عيونها، و خد اوديتها. فلم يهن ما بناه، و لا ضعف ما قواه.

و فى قوله "ع": 'و ارساها على غير قرار' و ما بعده، رد على من زعم ان الارض تدور على قرن ثور و نحوه، من الاباطيل و الاوهام.

و يقول "ع" فى الخطبه "89" فى صفه الارض ودحوها على الماء: كبس الارض على مور امواج مستفحله، و لجج بحار زاخره... الخ.

ففى هذا يبين ان الله خلق الماء قبل خلق الارض. ثم وضع الارض على الما و ضغطها بشده، فسكنت امواج المياه بعد ان كانت هائجه مستفحله، و اصحبت صاجيه مقهوره لجاذبيه الارض، و هى التى تغطى الان ثلاثه ارباع الارض، عدا عما يتخلل الربع الباقى من جيوب الينابيع و اجواف الماء. و فى كلام الامام هذا تفصيلات دقيقه عن خلق الارض لم تتوصل اليها نظريات العلماء الجيولوجيين.

خلق الجبال و الينابيع


الى ان يقول "ع":

فلما سكن هيج الماء من تحت اكنافها، و حمل شواهق الجبال الشمخ البذخ على اكتافها، فجر ينابيع العيون من عرانين انوفها، و فرقها فى سهوب بيدها و اخاديدها، و عدل حركاتها بالراسيات من جلاميدها، و ذوات الشناخيب الشم من صياخيدها. فسكنت من الميدان لرسوب الجبال فى قطع اديمها، و تغلغلها متسربه فى جوبات خياشيمها، و ركوبها اعناق سهول الارضين و جراثيمها. و فسح بين الجو و بينها، و اعد الهواء متنسما لساكنها، و اخرج اليها اهلها على تمام مرافقها.

فيصور الامام "ع" فى هذا المقطع تشكل الجبال بعد ان سكن الماء الحامل للارض و احاطها من جميع اطرافها، فيقول: لما حمل الله تعالى شواهق الجبال على اكتاف الارض، فجر ينابيع العيون من سفوحها، و اجرى تلك الينابيع فى

/ 4