نخبة البیان فی تفضیل سیدة النسوان نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نخبة البیان فی تفضیل سیدة النسوان - نسخه متنی

سید عبدالرسول شریعتمداری جهرمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


تلك الثمار، و ان جميعها تحولت نطفه، لكن لما لم يكن التفصيل لخصوصيات القضيه في مثل هذا الحديث لازما اقتصر في الاخبار المذكوره على ذكر بعضها، و يدل على ذلك ما تقدم آنفا في حديث ابن عباس على ان كيفيه ثمار الجنه غير معلومه لنا، فلعل ثمره منها تتشكل باشكال مختلفه في طعوم متعدده، كما روى في بعض اخبار الاماميه عن الامام الرضا (عليه السلام) ان الشجره التى اكل منها آدم في الجنه كانت تحمل انواعا من الثمار و ليست كشجره الدنيا

[
رواه الصدوق (عليه الرحمه) في كتاب «العيون» ج 1، ص 306، طبعه قمر.]

ثم انه روى المجلسى (عليه الرحمه) في البحار

[
الجزء 16 من الطبعه الجديده باب تزوجه (صلى الله عليه و آله و سلم) بخديجه.]
خبرا آخر طويلا عن كتاب الدر النظيم و حاصله: ان الله تعالى امر النبى (صلى الله عليه و آله) بان يعتزل خديجه في مكان آخر، فاعتزلها واشتغل بالعباده من الصلاه و الصيام، فلمّا كمل اربعون يوما هبط جبرئيل و امره بالتاهب لتحفه الله، ثم هبط ميكائيل بطبق فيه عنب و رطب و امره بالافطار منه، ثم يخرج الى بيت خديجه قبل ان ياتى بنوافل ليلته، ففى تلك الليله حملت خديجه منه بفاطمه و احست بهذا الحمل.

و روى نحوه في مقتل الخوارزمى باسناده عن عمر بن الخطاب و ذكر فيه ان ذلك كان في شهر رمضان ليله الجمعه لاربع و عشرين منه. و ظاهرهما ان القضيه انما كانت في الارض لا في الاسراء، لكنهما من حيث السند ضعيف، لارسال الاول، و جهاله الثانى. و على تقدير الصحه يمكن تنزيلهما على ليله الاسراء، فلعله بعد ما افطر النبى (صلى الله عليه و آله) في تلك الليله من رطب الجنه في الارض اسرى به الى السماء، فتناول

فيها ايضا من ثمار الجنه، ثم امر بالخروج الى بيت خديجه، او كان الاسراء في الليله السابقه على تلك الليله، و كان خروجه الى بيت خديجه بعد ليله الاسراء والله العالم.

تذييل: قد ورد من طرق الاماميه اخبار كثيره في ان خلق الانبياء والائمه الطاهرين من آل النبى (صلى الله عليهم اجمعين) كان ايضا من الاشياء العاليه النوريه، والمواد القدسيه الغيبيه. فروى شيخدا «الصدوق» عليه الرحمه في كتاب الفقيه باب النوادر من آخره باسناده عن جابر عن عبدالله الانصارى عن النبى (صلى الله عليه و آله) حديث كيفيه ولاده الانسان واحواله في الرحم، ثم قال جابر فقلت: يا رسول الله هذه حالنا فكيف حالك و حال الاوصياء بعدك في الولاده، فسكت رسول الله (صلى الله عليه و آله) مليا، ثم قال: يا جابر لقد سألت عن امر جسيم لايحتلمه الا ذو حظ عظيم ان الانبياء والاوصياء مخلوقون من نور عظمه الله جل ثناوه يودع الله أنوارهم اصلابا طيبه وأرحاما طاهره، يحفظها بملائكته، و يربيها بحكمته و يغذوها بعلمه، فامرهم يجل عن ان يوصف و احوالهم تدق عن ان تعلم لانهم نجوم الله في ارضه و اعلامه في بريته و خلفائه على عباده و انواره في بلاده، و حججه على خلقه هذا من مكنون العلم و مخزونه فاكتمه الا من اهله.

و روى في كتاب العلل

[
الباب 96، عله الطبائع والشهوات، و في الكافي باب خلق ابدان الائمه (عليهم السلام) من كتاب الحجه و في البصائر في هذا الباب من اوائله.]
باسناده عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: ان الله (عز و جل) خلقنا من عليين و خلق ارواحنا من فوق ذلك، و خلق ارواح شيعتنا من عليين و خلق اجسادهم من دون ذلك فمن ذلك،

كانت القرابه بيننا و بينهم، و من ثم نحن قلوبهم الينا. و رواه الكلينى نحوه في الكافي و الصفار في بصائر الدرجات.

و رووا فيها باسنادهم

[
في الابواب المشار اليها و في المحاسن الباب 2 من كتاب الصفوه و في تفسير القمى عند قوله تعالى: «كلا ان كتاب الابرار الفي عليين».]
عن ابى حمزه الثمالى، قال: سمعت ابا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول: ان الله (عز و جل) خلقنا من اعلى عليين، و خلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه و خلق ابدانهم من دون ذلك، فقلوبهم تهوى الينا، لانها خلقت مما خلقنا منه، ثم تلى هذه الايه: «كلا ان كتاب الابرار لفي عليين...» و نحوه في محاسن البرقى و تفسير القمى.

وورد ايضا في عده اخبار في الكافي

[
رواها في الكافي في باب مواليد الائمه (عليهم السلام) من كتاب الحجه و في البصائر في باب فصل الحاديث من الجزء التاسع و رواه القمى في تفسيره عند قوله تعالى: «و تمت كلمه ربك صدقا و عدلا».]
والبصائر و غيرهما باسانيد عن الامام الصادق (عليه السلام) ان الله تعالى اذا اراد ان يلخق الامام امر ملكا فاخذ شربه من ماء تحت العرش فيسقيها اباه، فمن ذلك يخلق الامام. و في بعضها انزل قطره من تحت عرشه على بقله من بقل الارض، او ثمره فالكها الامام الذى يكون منه الامام، فكانت نطفته من تلك القطره الى غير ذلك من النصوص الوارده في هذا المقام و هى كثيره جدا، وقد رواها المجلسى (عليه الرحمه) في البحار عن الكتب المذكوره و غيرها من اصول الشيعه، فاوردها في باب الطينه و الميثاق من المجلد الثالث من الطبعه القديمه، و باب بدو ارواح الائمه و انوارهم وطينتهم و باب احوال ولادتهم و انعقاد نطفهم (عليهم السلام) من المجلد السابع، و هو مجلد الامامه، و باب طينه المومن من المجلد الخامس عشر و غير ذلك، و اختلاف التعبيرات اللفظيه في

هذه الاخبار مثل نور عظمه الله و عليين و طينه الجنه و ماء تحت العرش و نحو ذلك ليس اختلافا في المعنى، فانها اشاره الى امر غيبى لايدركه افهام البشر المانوسه بالامور الدنيويه.

و المراد بعليين الاشياء العاليه فوق العاليه، فانها جمع على بكسر العين و اللام و تشديد اللام والياء مشتق من العلو بمعنى الرفعه

[
وقد راقهنى ان بعض اساتيدنا ترجمها في الآيه بالفارسيه ببالا بالاها.]
و هى من صيغ المبالغه، كالصديق والزهيد اى: كثير الصدق والزهد، كما في آخر المصباح المنير للفيومى. والظاهر ان هذا هو المراد بها في الايه المذكوره ايضا، يعنى ان صحائف اعمال الابرار موضوعه في امكنه عاليه، او في مراتب عاليه بحيث يشهدها و ينظر فيها المقربون من ملائكه الله اعجابا منها و تحسينا لها. و ما قيل في تفسيرها بالسماء السابعه او نحوها على تقدير صحته، فهو من قبيل تعيين المراد لا مفهوم الكلمه. و ذكر الامام (عليه السلام) للآيه في الخبر المتقدم لاجل التقريب ظاهرا لا ان المراد بما ذكره عين ما هو المراد بما في الآيه و بهذا المعنى يظهر ايضا ان لعليين درجات و مراتب، كما ذكره الفيض الكاشانى (عليه الرحمه) في الوافي في بيان بعض هذه الاخبار، و يدل عليه ما في الخبر المتقدم هنا من قوله (عليه السلام) اعلى عليين، فبذلك يجمع بين ما ورد في بعض تلك الاخبار من ان قلوبهم و ارواحهم خلقت من عليين، و بين ما دل منها على انها خلقت من فوقها، و ذلك لان ما فوقها ايضا يكون من الاشياء العاليه فوق العاليه.

و لا يخفي ان اعلى من جميعها ما كان لخلق خاتم الانبياء (صلى الله عليه و آله) لافضليته و اشرفيته على جميع خلق الله، وقد روى على بن ابراهيم

القمى في تفسيره

[
عند قوله تعالى: «واذ اخذ ربك من بنى آدم» آه و حكاه في البحار عنه في باب الطينه والميثاق.]
باسناده الصحيح عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: اول من سبق من الرسل الى «بلى» رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) و ذلك انه كان اقرب الخلق الى الله، و كان بالمكان الذى قال له جبرئيل وقد اسرى به الى السماء: تقدم يا محمد فقد وطات موطئا لم يطاه احد ملك و لا نبى مرسل، و لولا ان روحه و نفسه كان من ذلك المكان لما قدر ان يبلغه، و فكان من الله كما قال (عز و جل): «قاب قوسين او ادنى» اى: بل ادنى.

ثم انه لا ينافي ذلك ما هو المعلوم من عادتهم من ان ولادتهم (عليهم السلام) كانت مثل سائر البشر بالتناسل والاختلاط البشرى، فانه كما تقدم في حديث خلق الزهراء و حديث خلق الائمه (عليهم السلام) جعل الله تعالى تلك الاشياء العاليه بما لها من القدس والكمال في الاشياء الماديه الارضيه، او بصورتها فصيرها في الاصلاب الشامخه والارحام المطهره، ثم اخرجهم منها بالولاده البشريه على نحو غيرهم، لكن مع الاحتفاظ على كرامتهم و قدسيتهم باظهار الآيات والمعجزات لهم حينما كانوا في الاصلاب، و حينما كانوا في الارحام و حين ولادتهم، كما ورد في الاخبار الكثيره لا سيما في شان خاتم الانبياء (صلى الله عليه و آله) فانه كان يعرف نوره من وجه ابيه حينما كان في صلبه، فشاقت نسوه كثيره المتزوج به ابتغاء ذلك النور، بل كان يعرف نوره في وجوه آبائه الى آدم (عليهم السلام) حينما كان اصلابهم، و غير ذلك من معجزاته كما في باب ولادته من البحار و هكذا ما ورد في سائر الائمه (عليهم السلام) كولاده اميرالمؤمنين في البيت الحرام بصوره خارقه، و ياتى هنا بعض ما كان من ذلك الزهراء (عليهاالسلام).

في الارواح والاشباح والميثاق


ان لله تعالى قبل هذا العالم الجسمانى عوالم غيبيه لايعلم كنهها وعددها غيره منها عالم الارواح قال الله سبحانه «و يسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربى و ما اوتيتم من العلم الا قليلا» و ورد في اخبار مستفيضه من طرق الشيعه والسنه

[
رواها في البحار باب حقيقه النفس والروح و باب خلق الارواح قبل الاجساد من المجلد الرابع عشر و هما في الجزء 61 من الطبعه الطهرانيه بدار الكتب الاسلاميه بعده اسانيد، و في صحيح البخارى في كتاب بدء الخلق باسناده عن عائشه، و في صحيح مسلم في كتاب البر والصله عن ابى هريره، و في كنز العمال الجزء التاسع في الباب الاول من كتاب الصحبه عن ابن مسعود و سلمان، و في شرح القسطلانى على البخارى نقل عن بعضهم.

ان القلوب لاجناد مجنده- قول الرسول و من ذا فيه يختلف

فما تعارف منها فهو موتلف- و ما تناكر منها فهوء مختلف ]
عن النبى والائمه المعصومين (عليهم السلام) ان الارواح جنود مجنده فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف. وقد اختلف الكلمات في تفسيره، فقيل: انه اشاره الى تقدم خلق الارواح على الاجساد وان ما تعارف منها في عالمها قبل دخولها في الاجساد اما بالتواصل او بالحالات والصفات، او بالمواد تاتلف في هذا العالم، و لذا قد يرى الانسان احدا فيحبه او يبغضه من دون خير او شر سبق منه اليه، و يدل على هذا المعنى ما في بعض هذه الاخبار مثل ما في البحار باب خلق الارواح قبل الاجساد عن كتاب العلل لشيخنا الصدوق (عليه الرحمه)

باسناده القوى عن الامام الصادق (عليه السلام) ان الارواح جنود مجنده فما تعارف منها في الميثاق ائتلف هاهنا، و ما تناكر منها في الميثاق اختلف هاهنا. و عنه (عليه السلام) ان الله تعالى اخذ ميثاق العباد وهم اظلله قبل الميلاد، فما تعارف من الارواح ائتلف، و ما تناكر منها اختلف. و لكن روى ايضا في امالى الصدوق

[
في المجلس التاسع والعشرين و عنه في البحار باب حقيقه النفس والروح.]
باسناده عن الامام الباقر (عليه السلام) ان العباد اذا ناموا خرجت ارواحهم الى السماء، فما رات الروح في السماء فهو الحق، و ما رات في الهواء فهو الاضغاث، الا وان الارواح جنود مجنده، فما تعارف منها ائتلف، و ما تناكر منها اختلف، فاذا كانت الروج في السماء تعارفت و تباغضت، فاذا تعارفت في السماء تعارفت في الارض، و اذا تباغضت في السماء تباغضت في الارض.

و روى الصفار في البصائر

[
في جزئه الثامن باب ان الامام يعرف شيعته من عدوه و رواه عنه في البحار الجزء 25 باب بدو ارواح الائمه (عليهم السلام).]
باسناده القوى عن الاصبغ بن نباته، قال: كنت مع اميرالمؤمنين (عليه السلام) فاتاه رجل فسلم عليه و قال: انى والله لاحبك في الله واحبك في السر، كما احبك في العلانيه، وادين الله بولايتك في السر، كما ادين بها في العلانيه، و بيده (عليه السلام) عود فطاطا به راسه، ثم نكت بعوده في الارض ساعه، ثم رفع راسه اليه، و قال: ان رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) حدثنى بالف حديث لكل حديث الف باب، و ان ارواح المؤمنين تلتقى في الهواء فتشام، فما تعارف منها ائتلف، و ما تناكر منها اختلف، ويحك لقد كذبت فما اعرف وجهك في الوجوه، ولا اسمك في الاسماء الحديث. و نحوه في كتاب الاختصاص المنسوب الى شيخنا المفيد (عليه الرحمه) بالاسناد عن الاصبغ،

كما في البحار باب خلق الارواح قبل الاجساد. و روى المتقى الهندى في كنز العمال الجزء التاسع باب فضل الصحبه من الافعال عن شقيق بن سلمه

[
من كبار التابعين ذكره ابن حجر في النسم الثانى من اصابته و كان مع على (عليه السلام) بصفين ووثقه جماعه كما في تهذيب التهذيب.]
نحو ذلك باختصار و قد ذكر (عليه السلام) فيه ان النبى (صلى الله عليه و آله و سلم) قال: ان الارواح كانت تلاقى في الهواء فتشام ما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف، وورد فيه بعد ذلك انه لما كان من امر على (عليه السلام) ما كان، كان الرجل ممن خرج عليه، ثم ذكر في الكنز ان رجاله ثقات. والمستفاد من هذه الاخبار سيما اولها ان تعارف الارواح يكون في هذا العالم بنوم او نحوه، لكنه لا منافاه بين ذلك و بين المعنى الاول، لجواز تحقق كلا الامرين، و كون المراد بالحديث السابق كليهما، او في كل خبر ما يخصه، والله العالم.

هذا وقد صرح ايضا في اخبار مستفيضه بان الارواح خلقت قبل الاجساد، فعن الامام الصادق (عليه السلام)

[
رواه في رجال الكشى في ترجمه سفيان الثورى باسناده عنه (عليه السلام) في حديث طويل نقل منه في البحار هذه الجمله في اخبار المقام و بطوله في تاريخ الامام الصادق (عليه السلام) باب احوال اصحابه.]
ان رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) قال: خلق الله الارواح قبل الاجساد بالفي عام، ثم اسكنها الهواء فما تعارف منها ائتلف هاهنا و ما تناكر منها ثم اختلف هاهنا. وعنه (عليه السلام)

[
كما في الكافي كتاب الحجه باب معرفه الائمه (عليهم السلام) اوليائهم باسناد قوى، و رواه في البصائر باب ان اميرالمؤمنين عرف ما راى في الميثاق من جزئه الثانى بهذا الاسناد و اسانيد اخر عن الامام الصادق (عليه السلام) بالفاظ مختلفه لايتفاوت فيما ذكر من المعنى و هو العرض.]
ان رجلا جاء الى اميرالمؤمنين (عليه السلام) و قال: أنا

والله احبك و اتولاك، فقال له: كذبت، فقال: بلى والله فكرر ثلاثا، فقال له الامام (عليه السلام): كذبت ما انت كما قلت ان الله خلق الارواح قبل الابدان بالفى عام، ثم عرض علينا المحب لنا، فوالله ما رايت روحك فيمن عرض فسكت الرجل ولم يراجعه. و في خبر آخر

[
رواه في البصائر الباب المذكور باسنادين عن بعض اصحاب اميرالمؤمنين (عليه السلام) و ذكر في احدهما ان القائل ابن ملجم المرادى (لعنه الله تعالى) و ان الامام (عليه السلام) قال لاصحابه هذا قاتلى.]
قتل له اميرالمؤمنين (عليه السلام): ان الارواح خلقت قبل الابدان بالفي عام ثم اسكنت الهواء، فما تعارف منها ثم ائتلف هاهنا، و ما تناكر منها ثم اختلف هاهنا و ان روحى انكر روحك، و قد يستفاد منهما ان التعارف بالنسبه اليه (عليه السلام) كان بعرض المحب عليه، و يحتمل فيهما تعدد القضيه، و كون المراد بالتعارف في هذا ما هو لسائر الارواح من تواصل و نحوه، كما ان الظاهر تغاير القضيه فيهما مع ما في خبر الاصبغ المتقدم لاختلافه عنهما في عالم التعارف، و قد مر فيما ذكرنا انه يمكن تحقق كلا الامرين، فمقتضى الجميع انه (عليه السلام) اجاب كل احد بما يناسبه، و على كل فالظاهر من هذه الاخبار ان الارواح انما هى ارواح آحاد الناس لا النفوس الكليه او الملائكه كما قيل

[
ان قيل: فما وجه اختصاص اميرالمؤمنين (عليه السلام) من غيره بمعرفه محبه من عدوه بسبب تعارف الارواح كما هو صريح هذه الاخبار؟ قلت: يظهر وجهه مما ورد ايضا في بعض اخبار الباب من انه (عليه السلام) كان متوسما اى متفرسا، وقد قال الله تعالى «ان في ذلك لآيات للمتوسمين» وانه عرض عليه المحب بعد خلق الارواح، كما مر في خبر الكافي و ياتى نحوه، و انه روى في البصائر والاختصاص قبل حديث الاصبغ المذكور في حديث آخر عن الاصبغ ايضا عنه (عليه السلام) قال على المنبر: ان شيعتنا من طينه مخزونه قبل ان يخلق الله آدم بالفي عام وانى لا عرفهم لان رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) لما تفل في عينى و كنت ارمد قال: اللهم اذهب عنه الحر والبرد و بصره صديقه من عدوه. الحديث.

و اما سائر الناس فقد حصل لهم بذاك التعارف شى ء من الحب والبغض المرموزين كما ورد عنه (عليه السلم) في الباب المذكور من البحار انه لما احتضر قال فيما اوصى لبنيه: ان القلوب جنود مجنده تتلاحظ بالموده و تتناجى بها، و كذلك هى في البغض فاذا احببتم الرجل من غير خير سبق منه اليكم فارجوه، و اذا ابغضتم الرجل من غير سوء سبق منه اليكم فاحذروه.]

والحاصل ان النصوص بتقدم خلق الارواح على الاجساد كثيره جدا، و عقد المجلسى (رحمه الله تعالى) في بحار الانوار بابا خاصا بذلك

[
في المجلد الرابع عشر و هو في الجزء 61 من الطبعه الحديثه.]
و ذكر فيه انها قريبه من التواتر و هو كذلك قطعا، فقد اورد في هذا الباب خمسه عشر حديثا او اكثر مصرحه بذلك بهذا اللفظ او نحوه، و اسانيد جمله منها قويه، كما اشرنا الى بعضها عند ذكره، و بعضها صحيح او حسن كالصحيح، مثل ما رواه عن الكافي، و هو موجود فيه في باب نتف و جوامع من الروايه في الولايه من كتاب الحجه عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن بكير بن اعين كان ابوجعفر (عليه السلام) يقول: ان الله تعالى اخذ ميثاق شيعتنا بالولايه لنا وهم ذر يوم اخذ الميثاق على الذر بالاقرار له بالربوبيه و لمحمد (صلى الله عليه و آله و سلم) بالنبوه، و عرض الله (عز و جل) على محمد (صلى الله عليه و آله و سلم) امته في الطين و هم اظله، و خلقهم من الطينه التى خلق منها آدم، و خلق الله ارواح شيعتنا قبل ابدانهم بالفي عام و عرضهم عليه و عرفهم رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) و عرفهم عليا و نحن نعرفهم في لحن

/ 25