نخبة البیان فی تفضیل سیدة النسوان نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نخبة البیان فی تفضیل سیدة النسوان - نسخه متنی

سید عبدالرسول شریعتمداری جهرمی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




القول. و نحوه في البصائر باب ان الائمه (عليهم السلام) يعرفهون ما راوا في الميثاق من جزئه الثانى، و في محاسن البرقى باب الميثاق من كتاب الصفوه، و ذكر في المحاسن بعده انه رواه ايضا عثمان بن عيسى عن ابى الجراح عن ابى جعفر (عليه السلام) و زاد فيه: و كل قلب يحن الى بدنه. و ايضا في البحار في باب حقيقه النفس والروح قبل الباب المذكور ما هو صريح في ذلك، كما اورد في باب خلق النبى (صلى الله عليه و آله و سلم) من الجزء 15 و باب بدو ارواح الائمه (عليهم السلام) من الجزء 25 و باب تاريخ ولاده اميرالمؤمنين (عليه السلام) من الجزء 35 و باب حدوث العالم و بدو خلقه من الجزء 57 نصوصا كثيره في الغايه تدل على تقدم خلق ارواحهم و انوارهم (عليهم السلام)


[
فمن امثالها ما اورده في الجزء 15 عن كتاب العلل باسناده عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: يا مفضل اما علمت ان الله تبارك و تعالى بعث رسول الله (صلى الله عليه و اله و سلم) و هو روح الى الانبياء (عليهم السلام) و هم ارواح قبل خلق الخلق بالفي عام. الحديث اورده بتمامه في الجزء 39 باب ان اميرالمؤمنين (عليه السلام) قسيم الجنه والنار. و روى فيما ذكر من الجزء 57 عن كتاب العيون عن الامام الرضا (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) ان اول ما خلق الله (عز و جل) ارواحنا فانطقنا بتوحيده و تحميده ثم خلق الملائكه الخبر.


و ياتى تمامه عند تعرضنا لبعض اخبار الباب.]
فالحق ان دعوى التواتر المعنوى بل فوقه في اخبار تقدم خلق الارواح على الاجساد قريبه جدا.


و مع ذلك انكر شيخنا المفيد (رحمه الله تعالى) و هو من اجل الفقهاء و محققى الفرقه الاماميه هذا القول، و ذكر في رسالته اجوبه المسائل السرويه


[
هذه الرساله طبعت اولا في النجف الاشرف ثم في مدينه قم مع عده رسائل له و كلامه في المقام نقله عنه في البحار باب الطينه والميثاق من الجزء 5 و باب خلق الارواح قبل الاجساد المذكور و يستفاد من كلامه ان هذا الخبر موجود في اخبار العامه ايضا لكنى لم اعثر على ذلك مسندا في كتبهم نعم اشار اليه الفخر الرازى في آخر تفسيره لقوله تعالى «و يسئلونك عن الروح» و الآلوسى في تفسير قوله تعالى «و نفخت فيه من روحى «من سوره الحجر و رواه السيوطى في الدر المنثور في قوله تعالى «و اذا اخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم» عن محمد بن كعب القرظى و ابى بن كعب موقوفا.]
ان الخبر بذلك من الآحاد، قال: وقد روته العامه كما روته


الخاصه وليس مما يقطع بصحته، و ان ثبت فالمعنى ان الله تعالى قدر الارواح في علمه قبل اختراع الاجساد، فخلق الارواح قبلها خلق تقدير في العلم وليس بخلق لذواتها والخلق لها بالاحداث يكون بعد خلق الاجسام والصور، والا لكانت الارواح تقوم بانفسها ولا تحتاج الى آلات تحتملها، ولكنا نعرف ما سلف لنا من الاحوال قبل الاجساد، كما نعلم احوالنا بعد خلق الاجساد، و هذا محال لاخفاء بفساده. و ذكر نحو ذلك ايضا في رسالته


[
هذه الرساله ايضا مطبوعه مع رسالته اوائل المقالات و حكى كلامه فيها في البحار باب حقيقه النفس والروح من الجزء 61.]
في شرح عقائد الصدوق الا انه ذكر فيها ان الوجه للخبر على تقدير صحته ان الله تعالى خلق الملائكه قبل البشر بالفي عام، فما تعارف منها قبل خلق البشر ائتلف عند خلق البشر، و ما لم يتعارف منه اذ ذاك اختلف بعد خلق البشر، وليس الامر كما ظنه اصحاب التناسخ و دخلت الشبهه فيه على حشويه الشيعه، فتوهموا ان الذوات الفعاله الماموره والمنهيه كانت مخلوقه في الذر تتعارف و تعقل و تفهم و تنطق، ثم خلق الله لها اجسادا من بعد ذلك فركبها فيها الى آخر كلامه في الرد على ما قاله شيخنا الصدوق (عليه الرحمه) في باب الاعتقاد في النفوس و الارواح من رساله الاعتقادات، و فيه الطعن على اصحابنا المتعلقين بالاخبار ببعد الذهن


و قله فطنه و ترك النظر في اسنادها وعدم الفرق بين حقها وباطلها والتحصيل لمعانيها.


ولكن يرد عليه اولا ان ما ذكره من كون الاخبار المذكوره آحادا ممنوع، كما بيناه اجمالا مع الاشاره الى تفصيله، وقد اورد هو بعض ما ورد في ذلك في كتابه الامالى والاختصاص المنسوب اليه، ففى الاول


[
في المجلس الثالث عشر و رواه عنه في البحار باب جوامع مناقب اميرالمؤمنين (عليه السلام) من الجزء 40 الحديث 77]
باسناده عن الصحابى الجليل ابى الهيثم بن التيهان قال رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم): ان الله (عز و جل) خلق الارواح قبل الاجساد بالفي عام و علقها بالعرش وامرها بالتسليم على والطاعه لى، و كان اول من سلم على واطاعنى من الرجال روح على بن ابى طالب (عليه السلام). و من الثانى ما رواه عن ابى جعفر الباقر (عليه السلام) في حديث لاميرالمؤمنين (عليه السلام) مع امراه لم ترض بقضائه لزوجها، فنسبها الى هنات، فقال له عمرو بن الحريث: ما اعرفك بالكهانه، فقال (عليه السلام): انها ليست بالكهانه ولكن الله خلق الارواح قبل الابدان بالفي عام، فلما ركبها في ابدانهم كتب بين اعينهم كافر و مومن، الى ان قال: ثم انزل بذلك قرآنا، فقال: «ان في ذلك لآيات للمتوسمين» فكان رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) المتوسم ثم انا من بعده الحديث.


و ثانيا لا دليل عقلا على استحاله تقوم الروح بنفسها، او تعلقها بشى ء آخر غير البدن كالهواء، كما مر في عده نصوص، و صرح بنحوه في غيرها، فان حقيقه الروح غير معلومه لنا، و معرفتها بالكنه والصفات خارجه عن امكان البشر، كما قال الله تعالى «قل الروح من امر ربى و ما


اوتيتم من العلم ألا قليلا» فكما انه بعد موت الجسد حى باق بمقتضى آيات القرآن والنصوص الكثيره الوارده في احوال النوم والموت يمكن ان يكون قبل خلقه كذلك، و عدم معرفتنا لما سلف منها لاجل ان حكمه الله تعالى جرت على ان يكون التذكر للاحوال الماضيه باسباب ظاهريه طبيعيه، و لذا لايذكر الانسان ما مضى عليه في حال الطفوله و كثيرا مما مضى عليه في شبابه، مع انه يذكرها بعد الموت في الاخره، كما قال الله تعالى «يوم يتذكر الانسان ما سعى».


هذا و يظهر منه في كلامه المذكور ان القول يتقدم خلق الارواح من لوازم القول بالتناسخ، والحال انه اجنبى عنه ظاهرا، فان القول بالتناسخ الباطل كما حكاه المجلسى (رحمه الله) في معاد البحار انما هو بانكار الحشر والمعاد الجسمانى والجنه والنار، او القول بقدم الارواح، وليس فيما ذكره الصدوق (رحمه الله) في الباب المذكور دلاله على ذلك اصلا، بل صرح في هذه الرساله بعد بابين آخرين ببطلان التناسخ، و ان من دان به فهو كافر لانه انكار للجنه والنار، و على كل فالوجوه العقليه لاستحاله شى ء انما تعارض النصوص الشرعيه اذا كانت موجبه للعلم بها، واما ان كانت محض شبهه كبعض ما اورد على أصل المعاد مثل شبهه الآكل والماكول و نحوها في بعض مسائل التوحيد اذا لم يعلم رمز بطلانها ورودت النصوص والادله الشرعيه على خلافها، كان اللازم هو الركون الى الادله الشرعيه والتمسك بها و دفع الشبهات عن النفس بذلك.


فتحصل من جميع ذلك ان عالم الارواح قبل الاجساد ثابت بالقطع من آثار اهل البيت (عليهم السلام) اجمالا، لكن لم يعلم كنهه و كيفته و افعاله و احواله تفصيلا، و قد يعبر عنه بعالم الاشباح لما ياتى في بعض الاخبار من ان ارواح الائمه او انوارهم (عليهم السلام) كانت اشباح نور


اى صورا نوريه.


وللشيخ الرئيس ابن سينا قصيده معروفه في الروح اوردها شيخنا البهائى (رحمه الله) في كتابه الكشكول


[
و اوردها العلامه الجليل السيد عبدالله الشبر في الجزء الثانى من كتابه مصابيح الانوار و شرحها و ذكر من آخره ان الجواب الحقيقى عن آخرها هو ما في الخبر التالى.]
اولها:




  • هبطت اليك من المحل الارفع
    محجوبه عن كل مقله عارف
    وصلت على كره اليك و ربما
    كرهت فراقك فهى ذات تفجع



  • و رقاء ذات تعزز و تمنع
    و هى التى سفرت و لم تتبرقع
    كرهت فراقك فهى ذات تفجع
    كرهت فراقك فهى ذات تفجع



[
في البحار باب حقيقه النفس والروح عن قرب الاسناد باسناد قوى عن الامام الباقر (عليه السلام) ان روح آدم لما امرت ان تدخل فيه كرهته، فامرها ان تدخل كرها و تخرج كرها.







ثم ذكر بعض احوال الروح و كيفيه تعلقها بالبدن، و ذكر في آخرها ما حاصله لاى شى ء تعلقت بالبدن بعد ما كانت في ارفع محل، فان كان لحصول كمال لها فلم تفارق البدن قبل حصوله غالبا، ثم قال:




  • انعم برد جواب ما انا فاحص
    عنه فنار العلم ذات تشعشع



  • عنه فنار العلم ذات تشعشع
    عنه فنار العلم ذات تشعشع





هذا و يظهر جوابه مما رواه شيخنا الصدوق (رحمه الله تعالى)


[
في كتابى التوحيد الباب 62 والعلل الباب 13 و رواه عنه في البحار الباب المذكور.]


باسناده عن عبدالله بن الفضل الهاشمى، قال قلت لابى عبدالله (عليه السلام): لاى عله جعل الله تعالى الارواح في الابدان بعد كونها في ملكوته الاعلى في ارفع محل؟ فقال: ان الله تعالى علم ان الارواح في شرفها و علوها متى تركت على حالها نزع اكثرها الى دعوى الربوبيه دونه (عز و جل) فجعلها بقدرته في الابدان التى قدرها لها في ابتداء التقدير نظرا لها و رحمه بها، واحوج بعضها الى بعض، و علق بعضها على بعض و رفع


بعضها فوق بعض درجات، و كفى ببعض، و بعث اليهم رسله واتخذ عليهم حججه مبشرين و منذرين يامرونهم بتعاطى العبوديه والتواضع لمعبودهم بالانواع التى تعبدهم بها، و نصب لهم عقوبات في العاجل وعقوبات في الآجل، و مثوبات في العاجل و مثوبات في الآجل ليرغبهم بذلك في الخير، و يزهدهم في الشر، و ليذلهم بطلب المعاش والمكاسب، فيعلموا بذلك انهم مربوبون و عباد مخلوقون و يقبلوا على عبادته، فيستحقوا بذلك نعيم الابد و جنه الخلد، و يامنوا من النزوع الى ما ليس لهم بحق، ثم قال (عليه السلام) يا ابن الفضل ان الله تبارك و تعالى احسن نظرا لعباده منهم لانفسهم، الا ترى انك لاترى فيهم الا محبا للعلو على غيره حتى ان منهم لمن قد نزع الى دعوى الربوبيه، و منهم من قد نزع الى دعوى النبوه بغير حقها، و منهم من قد نزع الى دعوى الامامه بغير حقها، مع ما يرون في انسفهم من النقص والعجز والضعف والمهانه والحاجه والفقر والآلام المتناوبه عليهم والموت الغالب لهم والقاهر لجميعهم، يا ابن الفضل ان الله تعالى لايفعل بعباده الا الاصلح لهم، ولا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون.


قوله (عليه السلام) نزع بصيغه المجهول اى اشتاق او مال، ولا يخفي ان ما ذكره الامام الصادق (عليه السلام) في هذا الحديث في شان النفوس البشريه انما هو من العلوم الغيبه الالهيه التى يشهد عليها الوجدان والفطره البشريه انما هو من العلوم الغيبيه الالهيه التى يشهد عليها الوجدان والفطره السليمه لما ترى انها بطبعها مائله الى التكبر والطغيان اذا زالت عنها الآلام، كما ذكره الله تعالى في مواضع من القرآن، فقال: «و اذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا اليه ثم اذا خوله نعمه منه نسى ما كان يدعو اليه من قبل و جعل لله اندادا ليضل عن سبيله» فلو كانت ثابته في محلها الارفع خاليه عن الالم والابتلاء كان طغيانها اكثر، وليس كونها هناك عاصما لها، فان


ابليس اللعين اقام كثيرا في الملائكه المقربين، و كان يرى آيات الله الكبرى في السماء، و معذلك استكبر من بينهم و كفر بالله، فنعوذ به من الزلل والطغيان و عصمنا من رذائل الشيطان. و كانه من هذا الحديث الشريف اخذ شيخنا محمد جواد البلاغى النجفي (قدس سره) قصيدته لمعارضه قصيده ابن سينا مجيبا له عن سواله المذكور فقال:




  • نعمت بان جائت بخلق المبدع
    يعنى قوله تعالى «ارجعى الى ربك راضيه مرضيه».
    تبعت سبيل الرشد نحو الانفع
    تنحو السبيل الى المحل الارفع
    هذا هداك و ما تشائى فاصنع
    هذا هداك و ما تشائى فاصنع



  • ثم السعاده ان يقول لها ارجعى
    خلقت لا نفع غايه ياليتها
    الله سواها والهمها فهل
    نعمت بنعماء الوجود و نوديت
    هذا هداك و ما تشائى فاصنع




الى ان قال في آخرها:




  • كم قائل فيها يقول وسائل
    و جوابه في (يسألونك) أن يع



  • و جوابه في (يسألونك) أن يع
    و جوابه في (يسألونك) أن يع





و هى مطبوعه تلو تعليقته على مكاسب شيخنا الانصارى (عليه الرحمه).


و هناك عالم آخر يسمى بالذر والميثاق، فقد ورد ان الله تعالى اخرج ذريه آدم (عليه السلام) قبل هذه النشاه الدنيويه، و جعل فيهم آله النطق والادراك، فاخذ منهم الميثاق لنفسه بالربوبيه، واشهدهم بذلك على انفسهم. والاخبار بذلك من طرق الخاصه والعامه كثيره، و نسب القول به الى جل اهل الحديث و جماعه من المفسرين، و بذلك فسروا قوله تعالى «واذ اخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم و اشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى» الآيه، ولكن انكره جماعه من اهل النظر و اولوا الآيه بالاستعاره والتمثيل لما فيها من القرينه اللفظيه كما نذكر، و لوجوه عقليه او






خارجيه مثل ان الحجه لاتتم في الدنيا الا بالتذكر، والمفروض انهم نسوا ما اخذ عليهم في تلك النشاه من الميثاق و ان صلب آدم لايسع جميع ذرات ولده، و ان ذرات اولاد اولاده انما تحدث في اصلاب آبائهم بالتغذى من المواد الارضيه، ولم تكن موجوده في صلب آدم، و غير ذلك مما ذكر في تفسير الرازى و غيره.


و قال شيخنا المفيد (رحمه الله) في رسالته اجوبه المسائل السرويه: ان الصحيح من هذا الحديث ان الله تعالى اخرج الذريه من ظهر آدم كالذر فملا بهم الافق، و جعل على بعضهم نورا لايشوبه ظلمه، الى ان قال: وانما فعل الله تعالى ذلك ليدل آدم (عليه السلام) على العاقبه منه، و يظهر له من قدرته و سلطانه و عمله بالكائن قبل كونه ليزداد آدم يقينا بربه، و يدعوه ذلك الى التوفر على طاعته، ثم قال: واما الاخبار التى جائت بان ذريه آدم استنطقوا في الذر فاخذ عليهم العهد فاقروا، فهى من اخبار التناسخيه الى آخر كلامه في ذلك و في تاويل الآيه بالمجاز والاستعاره و هو طويل.


هذا ولكن الحق ثبوت هذا العالم ايضا على الوجه الاول، لان النصوص الوارده فيه كثيره جدا لا سيما من طرق الاماميه، و اسناد عده منها معتبره و دلالتها عليه ظاهره، ولا يبعد دعوى التواتر المعنوى فيها، و هى مبثوثه في اصولنا الاربعه و غيرها، فنذكر هنا نزرا يسيرا منها.


فروى الكلينى (رحمه الله) في الكافي باب فطره الخلق عالى التوحيد من كتاب الايمان والكفر، والصدوق في كتابه التوحيد في باب مثل ما في الكافي باسنادهما الصحيح عن زراره بن اعين قال: سالت ابا جعفر الباقر (عليه السلام) عن قول الله (عز و جل): «و اذ اخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم و اشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى» قال: اخرج من ظهر آدم ذريته الى يوم القيامه، فخرجوا كالذر فعرفهم و اراهم


نفسه (في نسخه التوحيد صنعه) و لولا ذلك لم يعرف احد ربه، و قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم): كل مولود يولد على الفطره. يعنى على المعرفه بان الله (عز و جل) خالقه كذلك قوله تعالى «ولئن سالتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله» و رواه في تفسير العياشى عند الآيه الاولى، وفيه: و لولا ذلك ما عرف احد ربه، و ذلك قوله تعالى «ولئن سالتهم» الآيه بدون قوله (عليه السلام) كل مولود الخ.


و في الكافي في ابواب طينه المؤمن من الكتاب المذكور والعلل الباب 9 عله خلق الخلق باسنادهما القوى عن حبيب السجستانى قال: سمعت ابا جعفر يعنى الباقر (عليه السلام) يقول: ان الله (عز و جل) لما اخرچ ذريه آدم (عليه السلام) من ظهره لياخذ عليهم الميثاق بالربوبيه له، و بالنبوه لكل نبى، فكان اول من اخذ عليهم الميثاق بنبوته محمد بن عبدالله (صلى الله عليه و آله و سلم) ثم قال الله تعالى لآدم: انظر ماذا ترى، فنظر الى ذريته و هم ذر قد ملووا السماء، قال: يا رب ما اكثر ذريتى ولامر ما خلقتهم فما تريد منهم باخذك الميثاق عليهم؟ قال الله (عز و جل): يعبدوننى لايشركون بى شيئا و هم يؤمنون برسلى و يتبعونهم، قال: يا رب فمالى ارى بعض الذر اعظم من بعض، و بعضهم له نور كثير، و بعضهم له نور قليل، و بعضهم ليس له نور؟ فقال الله (عز و جل): كذلك خلقتهم لا بلوهم في كل حالاتهم. الحديث و فيه سوال آدم من الله تعالى عن سر اختلافهم في الاعمار والارزاق و سائر حالاتهم و ما قاله تعالى في ذلك من عمله بالمصالح.


و روى شيخنا الطوسى (رحمه الله) في اماليه ج 2 ص 91 طبعه النجف عن ابى سعيد الخدرى (رضى الله تعالى عنه) قال: حج عمر بن الخطاب في امرته، فلما افتتح الطواف حاذى الحجر الاسود فاستمله و قبله


و قال: اقبلك وانى لاعلم انك حجر لاتضر ولا تنفع، ولكن كان رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) بك حفيا، و لولا انى رايته يقبلك ما قبلتك، و كان في الحجيج على (عليه السلام) فقال: بلى والله انه ليضر و ينفع، قال عمر: فبم قلت ذلك يا ابا الحسن؟ قال: بكتاب الله تعالى، قال: اشهد انك لذو علم بكتاب الله فاين ذلك من الكتاب؟ قال قوله تعالى «واذ اخذ ربك من بنى آدم» الآيه و اخبرك ان الله تعالى لما خلق آدم مسح ظهره فاستخرج ذريته من صلبه في هيئه الذر، فالزمهم العقل و قررهم انه الرب و انهم العبيد، فاقروا له بالربوبيه، و شهدوا على انفسهم بالعبوديه، والله (عز و جل) يعلم انهم في ذلك في منازل مختلفه، فكتب اسماء عبيده في رق، و كان لهذا الحجر يومئذ عينان و شفتان و لسان، فقال: افتح فاك ففتح فالقمه ذلك الرق، ثم قال له: اشهد لمن وافاك بالموافاه يوم القيامه. الحديث.


و نحوه في مستدرك الحاكم ج 1 كتاب المناسك باسناده عن ابى سعيد الخدرى، و تفسير العياشى عند الآيه عن عبدالله بن الحلبى


[
في تفسير البرهان عبدالله الكلبى والاظهر عبيدالله الحلبى كما في حج البحار.]
]
عن ابى جعفر و ابى عبدالله (عليهماالسلام) الا انه لم يصرح فيهما باخراج الذريه من ظهر آدم (عليه السلام) بل ورد فيهما ان عليا (عليه السلام) قال لعمر بن الخطاب في ذاك الموقف بعد تلاوه الايه عليه: ان الذريه اقروا لله تعالى بانه الرب وانهم العبيد، فاخذ عليهم الميثاق، و كتب في رق والقمه الحجر.


و روى على بن ابراهيم القمى (رحمه الله) كما في التفسير المنسوب اليه و تفسير البرهان والصافي باسناد صحيح عن ابن مسكان عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قوله تعالى «و اذ اخذ ربك» الآيه قلت: معاينه كان هذا؟ قال (عليه السلام): نعم فثبتت المعرفه و نسوا الموقف


و سيذكرونه، و لولا ذلك لم يدر احد من خالقه و رازقه، فمنهم من اقر بلسانه في الذر ولم يومن بقلبه فقال تعالى «فما كانوا ليومنوا بما كذبوا به من قبل»


[
سوره يونس الايه 74 و سوره الاعراف الايه 101 بدون لفظه «به».]
و في محاسن البرقى باب بدو الخلق من كتاب مصابيح الظلم باسناده الصحيح عن زراره عنه (عليه السلام) في هذه الايه قال: كان معاينه لله (عز و جل)


[
قال المجلسى (رحمه الله) في البحار في كتاب العدل والمعاد في بيان الحديث: المعاينه مجاز عن المواجهه بالخطاب اى خلق الكلام قباله وجههم.]
فانساهم المعاينه واثبت الاقرار في صدورهم، و لولا ذلك ما عرف احد خالقه ولا رازقه و هو قول الله تعالى «ولئن سالتهم من خلقهم ليقولن الله». و في كتاب العلل للصدوق (عليه الرحمه) باسناد موثق عن زراره قال: سالت اباجعفر (عليه السلام) عن قول الله (عز و جل) الايه قال: ثبتت المعرفه و نسوا الوقت (الموقف خ ل) و سيذكرونه يوما، و لولا ذلك لم يدر احد من خالقه و لا من رازقه. و نحوهما في تفسير العياشى عن زراه عنهما (عليهماالسلام) وقد تقدم بعض ما دل على ذلك ايضا في اخبار تقدم خلق الارواح عن العلل والكافي والمحاسن باسانيد عنهما (عليهماالسلام) بعضها صحيح و بعضها موثق او قوى.


هذا و يستفاد ايضا من عده نصوص اخر ان اخذ الميثاق على الذر كان من الطينه الاوليه قبل خلق آدم (عليه السلام) ففى الكافي ابواب طينه المومن باسناده الصحيح عن زراره ان رجلا سال اباجعفر (عليه السلام)


[
في العياشى عن زراره ان رجلا سال ابا عبدالله (عليه السلام) الخ.]
عن قول الله (عز و جل): «واذ اخذ ربك من بنى آدم» الايه فقال: حدثنى ابى ان الله (عز و جل) قبض قبضه من تراب التربه التى خلق منها آدم (عليه السلام) فصب عليها الماء العذب الفرات، ثم تركها اربعين صباحا، ثم


/ 25