محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ويكون الخبر متناولاً لمن بقي من سائر المومنين فيكون أفضل الخلق بعد الأنبياء والملائكة صلوات اللَّه عليهم أجمعين.

ومنها قوله: 'وأنت على الحوض خليفتي'، وهذا يشهد بشرفه، لأنه إذا كان لا يشرب منه إلاّ من سقاه أوأمر بذلك له فلا شبهة أنه لا يسقي إلّا أولياءه ومن لم يشرب من حوض النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يشرب من الحميم في دار الجحيم.

ومنها قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'وإنّ شيعتك على منابر من نور مبيضّة وجوههم حولي أشفع لهم ويكونون في الآخرة جيراني' وهذا يدلّ على فضل أتباعه عليهم السلام؟ حيث خصّهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بهذه الفضائل الشريفة التي لم يخصّ بها غيرهم، فبيّن أنهم على منابر من نور رفعاً لقدرهم وأن وجوههم مبيضّة، قال تعالى: 'وأمّا الذين ابيضّت وجوههم ففي رحمة اللَّه هم فيها خالدون' |107/آل عمران: 3| وأنّه يشفع لهم وإنّما يشفع

لمن أحبّه وارتضاه، لا لمن ناصبه وعاداه /57/ وعادى عترته الهداة وأنّهم جيرانه، ومن جاور النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقد فاز بالملك المؤبّد والنعيم السرمد، ولم يرد مثل ذلك في أتباع سواه.

وقال صلى اللَّه عليه وآله وسلم في مثل ذلك: 'يدخل الجنّة سبعون ألفاً لا حساب عليهم'، ثم التفت إلى عليّ عليه السلام فقال: 'هم من شيعتك وأنت إمامهم'

___________________________________

ورواه ابن المغازلي بزيادات في الحديث: "339" من كتابه مناقب أمير المؤمنين عليه السلام ص 296 ط2، ورواه عنه المصّنف في الحديث التالي.

وأشار محقق مناقب ابن المغازلي في هامشه أنّ صدر الحديث رواه ابن حجر الهيتمي في صواعقه ص 230.

وروينا بالإسناد إلى ابن المغازلي رواه بإسناده عن عليّ عليه السلام عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنه قال:

___________________________________

واليك سند الحديث برقم: "339" من مناقب ابن المغازلي ص 296 قال:

أخبرنا أبوالحسن أحمد بن المظفر العطار الفقيه الشافعي رحمه اللَّه، أخبرنا عبداللَّه بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ، حدثنا عبداللَّه بن زيدان، حدثنا عليّ بن يونس بن عليّ بن يونس العطار، حدثنا محمد بن عليّ الكندي، حدثني محمد بن سالم، حدثني جعفر بن محمد قال: حدثني محمد بن عليّ حدثني عليّ بن الحسين، حدثني الحسين بن عليّ، حدثني عليّ بن أبي طالب عليه السلام، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: يا عليّ إن شيعتنا. 'يا عليّ إنّ شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامة على ما بهم من العيوب والذنوب وجوههم كالقمر في ليلة البدر وقد فرّجت عنهم الشدائد، وسهّلت لهم الموارد وأعطوا الأمن والأمان وارتفعت عنهم الأحزان، يخاف الناس ولا يخافون، ويحزن الناس ولا يحزنون شُرُك نعالهم تتلألأ نوراً، على نوق بيض لها أجنحة قد ذلّلت من غير مهانة ونجبت من غير رياضة، أعناقها من ذهب أحمر، ألين من الحرير لكرامتهم على اللَّه عزوجلّ'.

ومنها قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لأنّ حربك حربي' وهذا يقتضي أن محارب عليّ عليه السلام في الحكم محارب للرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم- فيدلّ على ضلالته- وأن عصيانه |أي عصيان عليّ عليه السلام| في ذلك من الكبائر العظام، والجرائم الموبقات، فيدلّ على أن معاوية ومن نحا نحوه من العاطبين؟ وفيه دلالة

واضحة على أنه عليه السلام لا يحارب إلاّ على حقّ وصواب، ولو جاز أن تكون حربه لمن حاربه خطاً وضلالاً- كما تزعمه الخوارج ومن وافقهم من مردة النواصب- لم يكن حربه حرباً للنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهذا فاسد، لأن العموم قد ورد في لفظه عليه السلام ولا دليل على التخصيص فأجريناه على العموم.

ومنها قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'وسلمك سلمى' وهذا يدلّ على أن كلّ سلم وقع من عليّ عليه السلام فهو جائز، فيبطل ما تهذي به الخوارج |من |أنّه 'أخطأ في صلح معاوية'، والسلم: الصلح، قال |اللَّه| تعالى: 'وإن جنحوا للسلم فاجنح لها' |61/الأنفال: 8|.

ومنها قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم:'وإن سريرتك |من| سريرتى' وهذا يشهد بحسن سريرة عليّ عليه السلام وأنّها موافقة لسريرة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم حتى لايجوز أن يسرّ قبيحاً ولا غدراً ولا مكراً بل هي صادقة

___________________________________

كلمة 'صادقة' رسم خطها في أصلي غير واضح. متنزّهة عن القبائح، ومعلوم أنّ حسن السريرة من أشرف خطّة في الدين، وعلى الجملة فإن ذلك يفيد عصمته عليه السلام في سريرته، ومثل ذلك لم يرد في أحد من الصحابة أجمعين.

ومنها قوله |صلى اللَّه عليه وآله وسلم|: 'وإنّ ولدك ولدي' وهذا يرغم النواصب الكفرة الفجرة حيث أنكروا نسبة أولاد فاطمة إلى/58/رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وقد قال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'كلّ بني أنثى ينتمون إلى أبيهم إلّا ابنيّ الحسن والحسين فأنا أبوهما وعَصبَتهما'.

___________________________________

للحديث مصادر، ورواه الحاكم في الحديث الأول من باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام من المستدرك: ج 3 ص 164.

ورواه أيضاً الخطيب البغدادي بعدّة طرق في ترجمة عثمان بن محمد برقم: "6054" من تاريخ بغداد: ج 11، ص 285.

ورواه ابن عساكر في ترجمة عبدالعزيز بن عبدالملك من تاريخ دمشق: ج 10، ص 370 من النسخة الأردنية، وفي ط دار الفكر: ج ص.... وفي مختصر ابن منظور: ج 15 ص 145. ورواه أيضاً الحمّوئي في الباب: "15 تا 16" من كتاب فرائد السمطين: ج 2 ص 77/69. وكان المسلمون يقولون: إنّهما ابنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وقد قال صلى اللَّه

عليه وآله وسلم في الحسن: 'إنّ ابني هذا سيّد وسيصلح اللَّه به بين فئتين من المسلمين'

___________________________________

للحديث مصادر، يجدها الطالب تحت الرقم: "200" وما بعده وتعليقاته من ترجمة الإمام الحسن عليه السلام من تاريخ دمشق ص 125، ط 1 بتحقيق المحمودي.

وليراجع أيضاًالحديث: "687" وما حوله من مناقب محمد بن سليمان: ج 2 ص 223 ط 1.

وروي أنّهما لم يقولا لعليّ: 'يا أبه' في حيات رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، بل كانا يخصّان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بالدعاء بالأبوّة، ويقول الحسن لعليّ: يا با الحسين، ويقول الحسين: يا با الحسن، حتّي توفّي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فكانا يقولان |لعليّ عليه السلام|: 'يا أبه' بعد ذلك

___________________________________

والحديث رواه الحاكم بسنده عن الحسين بن الحكم الحبري في النوع: "17" من كتاب معرفة علوم الحديث، ص 63.

ورواه أيضاً أبونعيم الحافظ- كما في الفصل الأوّل من مناقب الخوارزمي ص 8 وفي ط ص 40 وكما في الباب الثامن من السمط الثاني من كتاب فرائد السمطين: ج 2 ص 81 ط بيروت بتحقيق المحمودي.

وذكره مرسلاً أبوالفرج الإصبهاني في أوّل ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب مقاتل الطالبيين ص 24.

ورواه أيضاً الحافظ السروي رحمه اللَّه عن ابن البيّع في أصول الحديث والخرگوشي في كتاب شرف النبي وابن شيرويه في كتاب الفردوس، كما ذكره قبل العنوان: "باب مختصر من مغازيه" من مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 113.

وفي الحديث: إن الحسن |عليه السلام| ارتحل ظهر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو ساجد فأراد بعضهم انزاله فأشار النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بتركه ثمّ لمّا قضى صلاته قال: 'إنّ ابني ارتحلني فكرهت أن أعجلّه'

___________________________________

وللحديث أسانيد ومصادر يجدها الباحث في الحديث: "142" وما حوله من ترجمة الامام الحسين عليه السلام من تاريخ دمشق: ص 143 -105، بتحقيق المحمودي.

فصحّ أنّهما ولدا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وكذلك أولادهما عليهما السلام من بعدهما.

ومنها قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'وأنت تقضي ديني وتنجز وعدي' وهذا يتضّمن كونه وصيّاً لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حيث كان قد أهّله

لقضاء ديونه إن مات وعليه دين، ولإنجاز مواعيده الّتي تنتظر ويموت قبل تنجيزها وقد بيّنا تفصيل ذلك.

ومنها قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'وأنّ الحقّ على لسانك وفي قلبك ومعك ونصب عينيك، الإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي' وكلّ ذلك يدلّ على عصمته في جميع أفعاله من نطقه وكلامه وما ينطلق عليه قلبه من النيّات والإعتقادات والظنون وغيرها وأنّ جميع مايأتيه من ذلك حقّ ومايقوله صدق. ووصف الإيمان لمخالطة لحمه ودمه إنما أراد به صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنه استحكم فيه فلا يفارقه قطّ ولا يشان بشي ء من المعاصي؟ وذلك يفيد العصمة الكاملة، ومثل ذلك لم ينقل لأحد، ومتى كان مقطوعاً على إصابته فيما يعتقده ويعزم عليه ويريده ويظنّه ويقوله ويفعله بسائر جوارحه كان أحقّ بالإمامة من غيره لأنّ عدالته على القطع تعلم، بخلاف غيره، فكيف يجوز أن يطرح المعلوم بمظنون موهوم.

والخبر يفيد أنه يجب الرجوع إلى أفعاله وأقواله وأنّها حجّة كما في قول رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، لأنّا اذا قطعنا أنّها حقّ وجب علينا الرجوع إليها وحرمت مخالفتها، وهذا هو الظاهر من مذاهب أئمّتنا عليهم السلام وأتباعهم.

ومنها قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لا يرد عليّ الحوض /59/ مبغض لك، ولا يغيب عنه محبّ لك' وقد علمنا |و علم كلّ ذي لبّ| قطعاً أن معاوية وأشياعه من القاسطين، و سائر المارقين والناكثين كانوا له من المبغضين، فلم يردوا حوض خاتم المرسلين صلى اللَّه عليه و على آله الأكرمين، ومن لم يرد حوضه و لا يشرب بكأسه خلد في الجحيم و العذاب الأليم، و كما يحرّم من أبغضه الشرب من حوض الرّسول صلى اللَّه عليه و اله و سلم، كذلك لا يغيب عنه محبّه فيدلّ ذلك على شرف أشياع أميرالمؤمنين عليه السلام وفضلهم على غيرهم من النّاس.

ومنها ما قابل عليّ عليه السلام هذه المناقب التي سمعها فوجهين: أحدهما السجود للَّه تعالى و هذه سجدة الشكر عند النّعمة الحادثة و هي مستحبة لأنّها يفيد تعظيم اللَّه تعالى وأحقّ الأوقات بأن يبادر بها الوقت الذي يتضمّن زيادة نعمة مستجدّة. وثانيها التحميد منه عليه السلام للَّه، حيث قال: 'الحمد للَّه' والحمد هو الثناء الشريف

على الغير ثمّ قد يكون على صفاته المحمودة التي تفيد له المزية على سواه على نعمه المبتداة، واللَّه تعالى جدير بالحمد من الوجهين جميعاً لأنّ له الصفات العُلى و منه النعم العظمى

وقوله عليه السلام: 'الذي منّ عليّ بالإسلام' تصريح |منه عليه السلام| بسبب الشكر و هو الإسلام لأنّه الدين الذي اصطفاه اللَّه تعالى وإنما نسبه إلى اللَّه تعالى لأنه حصل بمعونته و تمكينه و هدايته و كذلك تعليم القرآن حاصل فيه بهذه الطريقة أيضاً وليس ذلك يفيد أنّه تعالى خلق هذه الأشياء، لأنّه لو خلقها لما استحقّ العبد عليها ثواباً و لا مدحاً كما لا يستحّق ذلك على تمام صورته و اعتدال قامته، و قد علمنا أن من حصلت له نعمة بتسبيب غيره لها و دلالته عليها فإنه يجب شكره عليها و تكون في الحكم كأنّها من قبله، ولهذا لا فرق في قضايا العقول بين أن يهب الواحد منّا لغيره مالاً وبين أن يقول له:احفر بإزائك فإنّك تجد كنزاً عظيما. فحفر فوجده فإنه يوصف من دلّه عليه بأنّه محسن إليه و منعم عليه، و كذلك الحال في شكره تعالى على الإسلام.

وكذلك قوله عليه السلام: 'وحبّبني إلى خير البريّة' فإنّه من جملة النعم التي يجب عليها الشكر لأنّ حبّ الرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم يكشف عن علوّ قدره لديه و عظيم منزلته عنده.

و قوله عليه السلام فيه صلى اللَّه عليه و اله و سلم: 'وأعزّ الخليقة و أكرم أهل السموات والأرض على ربه خاتم النّبيّن و سيّد المرسلين وصفوة اللَّه في جميع العالمين إحساناً من اللَّه تعالى إليّ و تفضّلاً منه عليّ' و كلّ ذلك يشهد بشرف الرّسول صلى اللَّه عليه و آله وسلم و هو صلى اللَّه عليه وآله عند ربّه ولهذا /60/ رفع ذكره فيما مضى من الأعصار و جعله في سماواته و أرضه حتى لم يحصل لأحد مثل ذلك.

ولهذا ورد في الآثار عنه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنّه قال: 'سلوا اللَّه لي الدرجة الوسيلة'. قيل: وما الدرجة الوسيلة؟ قال: 'هي أعلى درجة في الجنّة لا

ينالها إلاّ نبيّ أرجو أن أكون أنا هو'

___________________________________

وانظر مارواه الشيخ الصدوق رفع اللَّه مقامه في الباب: "25"- وهو باب معنى الوسيلة- في معاني الأخبار، ص 115.

وانظر أيضاً مارواه السيّد أبوطالب في أماليه- كما في الباب "40" من كتاب تيسيرالمطالب ص 353 ط 1.

وانظر أيضاً مارواه الحمّوئي في حديث طويل في الباب "19" من السمط الأوّل من فرائد السمطين: ج 1 ص 106، ط بيروت بتحقيق المحمودي. فإذا خصّ |صلى اللَّه علبه وآله وسلم بأرفع الجنّة درجةً كان أفضل الخلق صلى اللَّه عليه وآله وسلم.

ومنها قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لولا أنت يا عليّ ما عُرِف المؤمنون بعدي'

___________________________________

وللحديث أسانيد ومصادر، ورواه ابن المغازلي بسندين في الحديث: "101" والحديث: "285" من مناقبه ص 238/70 ط 2.

ورواه العلامة الأميني رفع اللَّه مقامه عنه وعن شمس الأخبار: ص 37 والرياض النضرة: ج 2 ص 202، وكنز العمال: ج 6 ص 402 ط الهند. وهذا يشهد بأنّ من اعتصم به عليه السلام كان مؤمناً ومن عَنَدَ عنه كان غير مؤمن.

وقد نصّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بأنّه قسيم الجنّة والنار

___________________________________

وانظر ما يأتي في شرح البيت: "19" من هذا الشرح. يريد أنّ أتباعه في الجنّة وأنّ أعداءه في النار.

وقد روينا عن عبداللَّه بن الحسن بن الحسن بن عليّ عليهم السلام |أنّه| قال: 'العلم بيننا وبين هذه الأمة عليّ بن أبي طالب عليه السلام، والعلم بيننا وبين غيرنا من الشيعة زيد بن عليّ عليه السلام'

___________________________________

لم أطّلع بعد على مصدر لكلام عبداللَّه بن الحسن هذا.

يريد بقوله عليه السلام: 'العلم بيننا وبين هذه الأمة عليّ بن أبي طالب' أنّ من اقتدى بهداه وصوّبه في أفعاله وضلّل معاديه كان على حقّ وهداية ، ومن خالف هذه الطريقة كان على عمىً وغواية.

وكذلك ما ذكره في حقّ زيد بن عليّ عليه السلام، لأن الشيعة وإن اتّفقت على تقديم عليّ عليه السلام وعلى وجوب الإعتصام به فإنّهم اختلفوابعد ذلك، فبين من هو متابع

لزيد بن عليّ عليه السلام فهو من الناجين

___________________________________

هذا هو الظاهر من السياق، وفي أصلي: 'فمن متابع له لزيد بن علي...'، وجاء في هامشه: 'فبين متابع له لزيد بن علي عليه السلام...'. للآثار التي وردت بفضله وكشفت عن فضل أتباعه، وبين معاند وخاذل له، فهو من العاطبين كما في الإمامية وهم الروافض الذين لحقهم هذا النبز، بسبب تخلّفهم عنه عليه السلام وقد وردت بذمّهم الآثار

___________________________________

وها هنا قد سهى قلم الشهيد حسام الدين هذا في موضعين:

الموضع الأول في قوله: 'الإمامية هم الروافض الذين لحقتهم هذا النبز بسبب تخلّفهم عن زيد عليه السلام' فإن هذا النبز الشريف قد لحق أتباع أهل البيت عليهم عند ما ألصقوا أنفسهم بأهل البيت عليهم السلام، ورفضوا أمر أبي بكر وعمر ومن على نزعتهما، كما قال ابن عبدربّه- في أواخر كتاب الياقوتة في العلم والأدب من كتاب العِقد الفريد: ج 1 ص350 ط القديم، وفي طبع دار الكتب العلمية: ج 2 ص 245- قال: 'وإنّما قيل لهم الرافضة لأنّهم رفضوا أمر أبي بكر وعمر...'.

ويؤيد ما ذكره ابن عبدربّه أنّ ذكرالرافضة جاء في الآثار قبل ولادة زيدالشهيد، كماذكره أيضاً ابن عبدربّه في العقد الفريد: ج 3 ص 353 قال:

ذكرت الرافضة يوماً عند الشعبي فقال: لقد بغّضوا الينا حديث عليّ بن أبي طالب.

وما ألصق بالمقام ما ذكره السيّد المرتضى رفع اللَّه مقامه في الحديث 44 من كتاب الفصول المختارة: ج 1 ص 56 ط الغريّ قال: وأخبرني الشيخ |يعني المفيد| أدام اللَّه عزّه مرسلاً عن محمد بن أحمد بن أبان النخعي قال: حدثني معاذ بن اليسّد الحميري قال: شهد السيّد اسماعيل بن محمد الحميري رحمه اللَّه عند سوار القاضي بشهادة فقال له |سوار|: ألست اسماعيل بن محمد الذي يعرف بالسيّد؟ فقال له: نعم. فقال له: كيف أقدمت على الشهادة عندي وأنا أعرف عداوتك للسلف؟ فقال السيّد: قد أعاذني اللَّه من عداوة أولياء اللَّه، وانّما هو شي ء لزمني ثمّ نهض؟ فقال له |سوار|: قم يا رافضيّ فواللَّه ما شهدت بحقّ. فخرج السيّد رحمه اللَّه وهو يقول:

أبوك ابن سارق عنز النبيّ++

وأنت ابن بنت أبي جحدر

ونحن على رغمك الرافضو++

ن لأهل الضلالة والمنكر

وليلاحظ ما بعده فإنّه لطيف جدّاً.

السهو الثاني للشهيد حسام الدين قوله: 'وقد وردت بذمّهم الآثار' فإنّ تلك الآثار الذامّة إن صحّت فإنّما تدلّ على ذمّ الذين أحسّوا بمظلومية زيد وتمكّنوا من نصرته فلم ينصروه، أو في الذين بايعوه ثمّ تخلّفوا عنه، ولا دلالة لتلك الآثار على ذمّ من لم يطّلع على خروج زيد رحمه اللَّه حتّى قضوا عليه ولم يعلموا بشي ء من أمره أو علموا بأمره وأرادوا نصره ولكن لم يتمكنوا من الوصول إليه حتى استشهد قّدس اللَّه نفسه، فكيف يشملهم الذم و لم يكن تخلّفهم بسوء اختيارهم بل كان بفقد علمهم و قدرتهم؟!!.

ومنها قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'لقد جعل اللَّه عزّ وجلّ نسل كلّ نبيّ من صلبه وجعل نسلي من صلبك يا علي'، وهذا شايع لما تقدّم من صحّة النسبة الشريفة لأولاد فاطمة عليها وعليهم السلام إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم.

ومنها قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: فأنت أعزّ الخلق و أكرمهم عندي فكل واحدة من هذه الألفاظ تدلّ على علوّ علّي عليه السلام و فضله و تفصح بشرفه و نبله لأنّه أطلق القول بأنه أعزّ الخلق و أكرمهم عليه وإذا كان أعزّهم عنده وأكرمهم عليه كان أعزّهم عند اللَّه تعالى و أكرمهم عليه

___________________________________

وانظر ما أورده الحافظ السروي رفع اللَّه مقامه في فصل: 'انّه عليه السلام خير الخلق' وفصل 'مساواته عليه السلام مع الأنبياء' من مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 279/82 ط دارالاضواء.

وليراجع أيضاً ما رواه المجلسي رفع اللَّه مقامه في الباب '56 و73' من بحار الانوار: ج 9 ص 355/265 ط الكمباني وفي ط طهران: ج 38 ص 20 وج 39 ص 340.

وهذا يدلّ على أنّه أعلى الخلق قدراً و أرفعهم منزلة، وذلك وإن كان عامّاً إلّا أنّا نخرج الأنبياء والملائكة صلوات اللَّه عليهم بالأدلّة التي قضت بأنّهم أفضل من سائر المؤمنين

___________________________________

أي سائر المؤمنين من أمّتهم لا مطلقاً، قال المجلسي قدّس اللَّه نفسه- في ذيل الحديث: "36" من الباب: "56" من فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام من بحارالانوار: ج 38 ص 20 وفي ط الكمباني ج 9 ص 364-: قد تبيّن |من أخبار هذاالباب| أنّه عليه السلام خير البشر، وهو مخصّص بالرسول صلى اللَّه عليه |وآله وسلم| بالإجماع، فبقي غيره من سائر الخلق تحت |عموم قوله: إنّه| خير البشر. وأمّا غيرهم فلا يخرج من العموم لأنّه لا دليل على ذلك، فوجب أن يكون الخبر مفيداً بفضله على سائر الخلق /61/ عامّة بعدما ذكرناه وللَّه |درّ| القائل:

أشهد باللَّه و آلائه++

شهادة بالحق لا بالمرا

أنّ علي بن أبي طالب++

خير الورى من بعد خير الورى

وبعده؟:

من لم يقل هذا الذي قلته++

فقد تعدّى ظالماً وافترى

ومنها قوله: 'ومحبّك أكرم من يرد عليّ من أمّتي' و هذا يدلّ على كرامة من أولع لمحبّته واعتصم بطريقته و اهتدى بنوره وأنّه الأشرف والأكرم عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله و سلّم وكلّ هذه مناقب لاتسامى وفضائل لا تجارى خصّ بها الأنزع البطين دون الصحابة أجمعين، فكان أولاهم بالإمامة وأقمنهم بالزعامة

___________________________________

انظر الباب 56 والباب 73 من البحار: ج 9 ص 355/265 ط القديم وفي ط الحديث: ج 38 ص 1، وج 39 ص 34 و فصل انّه خير الخلق بعد النبي وفصل ما تمتع الأنبياء من مناقب السروي: ج 3 ص 279/82.

/ 65