محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

محاسن الأزهار فی مناقب امام الابرار علی بن ابی طالب (ع ) - نسخه متنی

ابو عبدالله حمید بن أحمد محلی؛ محقق: محمد باقر المحمودی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


وقد يكون الكفر أيضاً بنوع سوى ما ذكره السائل؟ وتصوّره كثير من الجهّال، لأنّ الكفر بوجوه كثيرة؟ ولو قال قائل: بأن الخمر مباح كان مباح الدم مرتّداً بالإجماع في الجملة، وإن بقي متمسّكاً بسائر أمور الدين، فإذا ثبت أنّ المطرفية قد كفرت بالوجوه المعروفة جاز قتلهم وإن استمرّوا على النطق بالشهادتين ألا ترى أن عندهم أنّ اللَّه تعالى لا يرزق الكفّار ولايرسل الصواعق ولا ينزل البرق على المؤمنين وغير ذلك، وهذا كلّه كفر بالإجماع ومن اعتمده جاز قتله، فكما فسد تصوّر الخوارج وأشباههم فكذلك يفسد ما تزعمه المطرفية.

ومنها أنّ العاقل يجب عليه إذا عرضت له الشبهة |و| لم يتمكّن من حلّها بنفسه أن يفزع إلى أهل العلم ويقطع المسافات البعيدة لطلب حلّها |منهم| ألا ترى أن هذا السائل وصل من حمص إلى ابن العباس رضى الله عنه- لالحجّ ولا لعمرة كما قال- للشبهه التي عرضت له في قتل أهل النهروان، و قد قال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'فإذا لاحت لكم شبهة فاجلوها باليقين' . فأمر بحلّها،

___________________________________

رسم الخط في أصلي من قوله: "فأمر بحلّها" غير جليّ وكتبناه على الظن،ولعله من تتمّة الحديث الذي لم يتيسّر لنا الرجوع الى مصدره. وهذا يقتضي أنّ ذلك من الدين ومما يتضيّق على المتعبّدين

___________________________________

كلمة: 'يتضيّق' رسم خطّها في أصلي غير واضح. وقد قال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'اطلبوا العلم ولو بالصين'

___________________________________

الحديث مشهور معروف، ولعلّ شهرته تغني عن تجشّم الفحص عن مصادره. فإنّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم، فإذا وحب تحصيل العلم بأصول الديانة ولم يتمّ استمراره عند الشبهة العارضة كان حلّها فرضاً مؤكّداً مضيقّاً مشدّداً، ولاينبغي للعاقل أن يتهاون بها عند ورودها فإنه إن تركها ازدادت قوّة ودعت إلى غيرها مما يعظم فساده.

وقد روي أنّ السيّد المؤيّد باللَّه قدّس اللَّه روحه- و هو قدوة إذ حقّه لايخفى ونور مجده لايطفى- كان ذات ليلة يطالع مسألة مع الملاحدة الدهرية فاشتبه عليه جوابها، فأمر باتّخاذ مشعله وقصد باب /137/ قاضي القضاه بعد قطيع من الليل فأخبر قاضي القضاه بحضوره فأشغل خاطره، وهيّأ مكاناً وجلس فيه حتّى إذا دخل عليه و جاراه في تلك المسألة وانفتح له جوابها واتّضح لديه ما كان منها

كامناً؟ قال له القاضي: هّلا أخّرت إلى الغد؟ فقال المؤيد مغضباً من كلامه متعجّباً: ما هذا بكلام مثلك، أيجوز لي أن أبيت وقد أشكلت عليّ مسألة يمكنني أن أجتهد في حلّها؟! فاعتذر إليه قاضي القضاة وقال: إنما ذكرت هذا على الرسم الجاري بين الناس وعاد إلى منزله.

فهذه طريقة الأخيار الأبرار الّذين تحقّقوا حرمة الّدين وعرفوا أنّه لايجوز الإغضاء على شبهة عارضة ساعه واحدة.

ومنها قوله: 'إن علم العالم صعب لايحتمل ولايقرّ به القلوب'، وإنّما يريد بذلك أنّ القلوب إذا كانت لا يعترف بصحته لبعد غوره و عزوب معرفته لم يصلح التسرّع إلى الطعن على صاحبه، لأنّ اعتراض الجاهل على العالم فيما علمه لايخفى فساده.

وقد ابتلى الإمام المنصور باللَّه عليه السلام بمثل ذلك من أهل عصره فإنّ فيهم من حمله الجهل على كلّ ضلال وخطاء في المقال من المطرفيه وغيرهم حتّى كنّا نرى أنّ من لايبلغ درجته إلى منزلة أهل العلم يطلب الدليل على صحّة ما يجاب به، ومعلوم أنّ المفتي لايجب عليه إظهار وجه المسألة للعامي وأيّ فائدة في ذلك، ولو أظهر له كثيراً من وجوه المسائل والفتاوى لما اهتدى الى عرفانه ولا ميّز بين صوابه وخطائه، ويكفيه العمل على تحسين الظنّ بالمفتي بعد معرفته على الجملة بديانته ومعرفته بإطباق الكافة من أهل العلم على توفّر حظّه من الفهم.

ومنها الكشف عن حال عليّ عليه السلام والرفع عن منزلته لأنّه شبه بالخضر مع موسى صلى اللَّه عليهما وأنّه لا يحسن الإعتراض على عليّ عليه السلام كما لم يحسن الإعتراض على الخضر عليه السلام فيما فعله لمعرفته بما لم يعرفه موسى على أنّه كليم اللَّه وخيرته من أهل عصره صلى اللَّه عليه وسلم.

ومنها الإحتمال العظيم وحسن الخلق لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حتّى كفّ صلى اللَّه عليه عن الكلام مع أصحابه على مشقّة ذلك؟ لقرب عهده بالعرس فغلب عليه الحياء وحسن الأدب، وما ظنّك بنبيّ

___________________________________

هذا هو الظاهر،وفي أصلي: 'وما ظنك بشي ء...'. أقسم اللَّه عليه وقال

|له تبارك و| تعالى: 'خذ العفو وأمر بالعرف، وأعرض عن الجاهلين' |199/الأعراف: 7|، فكان صلى اللَّه عليه وآله وسلم متخلّقاً بهذه الأخلاق الشريفة ومكارم هذه الشمائل العالية المنيفة وقد قال تعالى: 'ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك' |159/آل عمران: 3| ولقد تنحّى صلى اللَّه عليه وآله وسلم عن مخدّته لبعضهم وبسط ثوبه الذي يلبسه لبعضهم وكان يقول لبعض من يعزّ عليه: 'بأبي أنت وأمّي' /138/ وخلقه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أكثر من أن ينظّم هاهنا و إنّما أشرنا إلى نكتة هي في الحقيقة قطرة من مطر، ومجّة من لجّة من شريف شمائله ودمث خلائقه

___________________________________

دَمُث الرجل: سَهُل خُلُقُه. "المعجم الوسيط". صلى اللَّه عليه واله، ثمّ كان اللَّه عزّ و علا هو المؤدّب للمؤمنين لما غلب عليه الحياء من نهيهم فقال تعالى: 'يا أيّها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلاّ أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه' |53/الأحزاب: 33| يريد وقوفهم في منزله إلى حضور وقت الطعام قال تعالى: 'و لكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إنّ ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم و اللَّه لا يستحيي من الحقّ' |53/الأحزاب: 33|.

ومنها حسن أدب أميرالمومنين عليه السلام حيث دقّ الباب دقّاً خفيفاً لئلاّ يتأذّى به رسول اللَّه صلي اللَّه عليه و اله و سلم سالكاً في ذلك طريقة التوقير لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وكون ذلك عادة له حتى عرف رسول اللَّه دقّه، وتلك سجّية من سجاياه معروفة، وشنشنة |كان عليه السلام بها| موصوفة، وكيف لاو قد تخلّق بأخلاق الرسول من صغره إلى كبره حتى صار إلى مثله طبعاً راسخاً

___________________________________

لفظتا: 'إلاّ ومثله' رسم خطّهما في أصلي غير جليّ. فأحلّه من الفضل طوداً شامخاً.

ومنها أن أمر النبي صلي اللَّه عليه و اله و سلم على الوجوب لأنّه لمّا أمر أمّ سلمة بفتح الباب لعلي عليه السلام وتريّثت قال لها كهيئة المغضب: 'من يطع الرسول فقد أطاع اللَّه'، ولا يبلغ أن يكون بهذه الحالة إلاّ وقد رأى خطأ فدّل أنّ اتّباع أمره واجب في الدنيا والدين.

ومنها ما ألبسه علياً عليه السلام من شذور الثناء الفائقة، ويواقيت التعظيم الثاقبة الرائقة

___________________________________

كلمتا: "الثناء...والثاقبة" رسم خطّهما غير واضح في أصلي. لأنه أخبر أن علياً ليس بالخرق و لابالنزق و لابالعجل، و هذا مبالغة في وصفه عليه السلام بالعقل والحلم وترك الطيش و الخفة التي تعتري كثيراً من الناس.

و منها قوله: 'يحبّ اللَّه و رسوله و يحبّه اللَّه و رسوله'، وهذا يشهد بإخلاصه واستواء ظاهره وباطنه، لأنّ اللَّه تعالى لا يحبّ أحداً على الإطلاق

___________________________________

الظاهر أنّ هذا هو الصواب،وفي أصلي: 'لا يحبّ واحداً...'. إلاّ إذا صفت سريرته و حسنت علانيته، وإذا أحبّه اللَّه فلابدّ أن يبغض من عاداه، وكذلك رسوله صلى اللَّه عليه و آله؟ فأين يتاه بالجبرية الجفاة والنواصب الطغاة الذين والوا معاوية و أتباعه و قضوا بأن لهم الزلفى والشفاعة!!.

ومنها إخباره صلى اللَّه عليه وآله بأن عليّاً عليه السلام آخذ بعضادتي الباب وأنه لا يفتحه ولايدخل الباب حتى يتغيّب عنه الوطى ء، فكان كما قاله من غير زيادة و لا نقصان.

ومنها اضطرار أم سلمة رضي اللَّه عنها إلى ما قصده حتى قالت: 'بخّ بخّ لرجل يحبّ اللَّه و رسوله، و يحبّه اللَّه و رسوله'، وقد عملت بمقتضي ما علمت، ووعت ماسمعت لأنّ عائشة استنفرتها في حرب عليّ عليه السلام فامتنعت من ذلك /139/.

ومنها قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم في عليّ: 'لحمه من لحمي ودمه من دمي' وفي هذا أوفى تشريف.

وقد روينا بالإسناد المتقدم إلى ابن المغازلي

___________________________________

وهذا هوالحديث: "130" من المناقب لابن المغازلي: ص 87 ط 2 وإليك سند الحديث:

أخبرنا أبوغالب محمّد بن أحمد بن سهل النحوي رحمه اللَّه،أخبرنا أبوالحسن علي بن منصور الحلبي الأخباري، أخبرنا عليّ بن محمّد العدوي الشمشاطي، حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريا، حدّثنا أحمد بن المقدم العجلي، حدّثنا الفضيل بن عياض،عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان، عن سلمان...

ثمّ روى ابن المغازلي الحديث- أوما في معناه- بسنده عن أبي ذر،ثمّ رواه بسند آخر عن جابربن عبداللَّه الأنصاري.

والحديث رواه أيضاً أحمد بن حنبل في فضائل عليّ عليه السلام برقم: "251" من كتاب الفضائل ص 178 ط 1.

وأشار العلامة الطباطبائي طاب ثراه في تعليقه إلى مصادر للحديث.

ورواه الديلمي مرسلاً في حرف الخاء برقم:"2776" من كتاب الفردوس: ج 2 ص 305 ط دار الكتاب العربي.

وأيضاً رواه الديلمى مرسلاً في حرف الكاف برقم:"4884" من كتاب الفردوس: ج 3 ص 332 طبعة دارالكتاب العربي.

ورواه بسنده عنه الخوارزمي في أواسط الفصل: "14" من مناقبه ص 145.

وأيضاً رواه الخوارزمي بسنده عنه في آخر الفصل الرابع من المقتل: ج 1 ص 50 ط 1.

ورواه أيضاً العاصمي في أوّل الفصل: "5" من زين الفتى كما في الحديث: "34" من تلخيصه المسمّى ب 'العسل المصفّى': ج 1 ص 131 ط 1.

و رواه أيضاً الحافظ ابن عساكر في الحديث: "186" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1 ص 151 ط 2 ونحن أيضاً علقناه عليه عن مصادر.رواه بإسناده إلى سلمان قال:

سمعت حبيبي محمّداً صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: 'كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي اللَّه عزّ وجلّ يسبّح اللَّه ذلك النور و يقدّسه قبل أن يخلق اللَّه آدم بألف عام، فلمّا خلق آدم ركب ذلك النور في صلبه فلم نزل في شي ء واحد حتّى افترقنا في صلب عبدالمطلب ففيّ النبوّة وفي عليّ الخلافة'.

ومنها قوله |صلى اللَّه عليه وآله وسلم|: 'وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لانبي بعدي' و قد بيّنا فوائد هذا الخبر فيما مضى

___________________________________

انظر ما تقدم في شرح البيت السادس من هذه القصيدة من مخطوطتي من هذا الكتاب ص 39. فلا معنى لإعادتها.

و منها قوله: 'يا أمّ سلمة اسمعي وافهمي- أمرها بذلك ليعظم إقبالها على ما قاله فتعيه و تبلغه إلى غيرها- هذا عليّ أمير المؤمنين' و هذانصّ صريح بإمامته لأن هذه اللفظة لا تطلق إلاّ على إمام الأمّة ولا تطلق على من دونه- بإجماع الأمّة- إطلاقاً

___________________________________

أي بلا تقييد. وإن جاز إطلاقها على تخصيص فيقال: أمير المصر، وأمير الجند.

وقد روينا بالإسناد إلى بريدة قال: أمرنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن نسلم على علي ب 'يا أمير المؤمنين'

___________________________________

وللحديث أسانيد ومصادر،و قد رواه بأسانيد جمّة قدوة الراسخين في العلم والعمل السيّد ابن طاووس رفع اللَّه مقامه في كتاب اليقين وهو منشور بحمد اللَّه.

و قد رواه بسندين السيّد المرشد باللَّه في الأمالي الخميسية- كما في الحديث:"42" وتاليه في عنوان: 'الحديث السادس...' من ترتيب أماليه: ج 1،ص 141، قال:

أخبرنا القاضي أبوالقاسم علي بن المحسن بن عليّ التنوخي بقراءتي عليه ببغداد،قال: حدّثنا أبوالحسين محمّد بن المظفر من لفظه،قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي بالكوفة قال: حدّثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي قال: حدّثنا يحيى بن سالم قال: حدّثنا صباح المزني عن العلاء بن المسيّب، عن أبي داود السبيعي:

عن بريدة قال: أمرنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن نسلّم على عليّ بن أبي طالب عليه السلام ب 'يا أمير المؤمنين'.

|و| أخبرنا القاضي أبوالقاسم التنوخي قال: حدّثنا أبوالحسين عبيداللَّه بن أحمد بن يعقوب بن البواّب المقرئ قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي- فذكر الإسناد- وقال في المتن:- أن نسلّم على عليّ بن أبي طالب بأميرالمؤمنين.

وروى ابن عساكر في الحديث: "784" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1 ص 259 ط 2 قال:

أخبرنا أبوالمحاسن عبدالرزاق بن محمّد في كتابه، أنبأنا أبوبكر عبدالغفّار بن محمّد الشيروي قال: أنبأنا أبوبكر |أحمد بن الحسن| الحيري، أنبأنا أبوالعباس الأصمّ، أنبأنا عبداللَّه بن أحمد بن محمّد بن مستورد، أنبأنا يوسف بن كليب المسعودي، أنبأنا يحيى بن سلام، عن صباح، عن العلاء بن المسيّب، عن أبي داود:

عن بريدة الأسلمي قال: أمرنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن نسلّم على عليّ بإمرةالمؤمنين ونحن سبعة وأنا أصغر القوم يومئذ.

وروى عبدالكريم الرافعي في ترجمة الشيخ الصالح أبي عبداللَّه الرازي من كتاب التدوين: ج 3 ص 490 ط بيروت قال:

قال ميسرة في المشيخة: حدّثنا أبوعبداللَّه الرازي الشيخ الصالح في الجامع بقزوين |قال:| حدّثنا محمّد بن أيّوب، حدّثنا عليّ بن عبدالمؤمن، حدّثنا إسماعيل بن أبان، عن ناصح أبي عبداللَّه، عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال:

كان عليّ رضي اللَّه عنه يقول: أرأيتم لو أنّ نبي اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قبض من كان أميرالمؤمنين إلاّ أنا؟!!.

قال: وربّما قال: قيل له: يا أميرالمؤمنين؟ والنبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم ينظر إليه و هو يتبسّم!!

ثمّ قال الرافعي: و يمكن أن يكون |أباعبداللَّه| هذا أباعبداللَّه الارنبوي؟ الّذي روى عنه أبوالحسن القطان وذكر حديثه عن يحيى بن درست و أبي مصعب وغيرهما.

و هذا يشعر اللبيب المنصف؟ أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قد كان يؤهّله للإمامة ويقرّر عندالصحابة له الزعامة، فأعرض كثير منهم عن هذا الشأن و نبذوا واضح البرهان، واختاروا لأنفسهم بزعمهم إماماً و تركوا اختيارالحكيم الخبير العليم!! قال تعالى: 'وربّك يخلق مايشاء ويختار، ماكان لهم الخيرة من أمرهم' |68/القصص: 28| فاللَّه تعالى يخبرنا أنه يختار لعباده الخيرة من أمور دينهم و دنياهم؟ ولم يخبرنا أنه وكّل ذلك إلى خمسةٍ من المسلمين من أهل العلم والدّين، فمن قنع باختيار اللَّه فقد فاز وأصاب، ومن قدّم اختيار غيره فقد أتى البيت من غير الباب، و نبذ آي الكتاب.

وتدبّر أيّها السامع أمراً جليّاً |و| لاترفض الفكر فتقارف شيئاً فريّاً، و هي أنّ هذه اللفظة التي هي أمير المؤمنين قد صارت حقيقةً في أمير المؤمنين |عليّ بن أبي طالب عليه السلام| حتّى لا يسبق إلى فهم أحدٍ من الأمّة إذا قيل: قال أميرالمؤمنين- أوفعل أميرالمؤمنين أو أولاد أميرالمؤمنين- إلاّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام دون سائر من تصدّي للإمامة منذ قبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله إلى هذه الغاية وإلى انقضاء التكليف، و هذا فيه أوفى عبرة للعاقل و ردع للجاهل، وقد أقبل أكثر أهل الإسلام إلى أبي بكر و عمر و عثمان بوجوههم واعتقدوا إمامتهم وطالت دولة عمر وعثمان خاصّة ورسخت قواعد أمرهم ودوّخا كثيراً من البلاد وجنّدوا الأجناد، وكذلك أبوبكر في أيّام الردّة و ماكان على يديه من القتل الذريع والسبي /140/ ومع ذلك فما علق بواحد منهم أنّه أميرالمؤمنين على نحو ما هو معروف في حق عليّ عليه السلام، بل لايعرفون إلاّ بالمشائخ الثلاثة ولايجري عليهم ذلك، وإن كان فالشاذ الذي لا يؤبه له والنادر الذي يذهب عن أكثر الخلق وانه ليحقّ لكلّ منصف أن يكثر تعجبه مما ذكرناه، ويتحقق أنّه أمر سماوي قهر الخلق وأسّسه الصفوة المختار صلى اللَّه عليه وعلى آله الأخيار عند الصحابة في عصره حتّى اتّضلت بنقله القرون.

ومنها قوله صلى اللَّه عليه وآله فيه عليه السلام: 'وسيّد المسلمين'، والسيّد: المالك للتصرف، قال اللَّه تعالى: 'وألفيا سيّدها لدى الباب' |25/يوسف: 12|يريد مالك أمرها و هو زوجها، قا الشاعر:

فإن كنت سيّدنا سدتنا++

وإن كنت للخال فاذهب فحل؟

و هذا يقتضي أنّه المالك للتصرف على الأمّة، و من ملك التصرف على الأمّة عموماً كان بلا شكّ إماماً.

وروينا بالإسناد إلى أنس قال: قال رجل للنبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: يا سيّد العرب. قال: 'أنا سيّد ولد آدم وعليّ سيّد العرب'

___________________________________

للحديث- أو ما في معناه- مصادر وأسانيد يجدالباحث كثيراً منها في الحديث:"787" تعليقانه من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 261 تا 262 ط 2.

ومنها قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'وعيبة علمي' وهذا يقضي أنّه مستودع أسراره وعجائب علومه الغامضة، لأنّه جعله بمنزلة العيبة التي لايدّخر فيها إلاّ شريف المتاع و قد كان صلى اللَّه عليه وآله وسلم كذلك، فإنّه الذي ذلّل سبل العلم، ووطّأ مهاد الفهم، وله في أصول الدين ما لايوجد قبله لأحد من الخلق أجمعين

___________________________________

ويكفى في فهم ذلك والاعتراف به مراجعة نهج البلاغة و نهج السعادة. وكذلك |في إخباره بالمغيبات| فإنّ الأخبار الغريبة والآثار العجيبة من علم الغيب التي خصّه بها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم جمّة كثيرة، وهي ظاهرة عنه بحيث لا ينقل عن أحد من الصحابة مثلها بل ولايدنو منها

___________________________________

ويجد الباحث شطراً كبيراً من ذلك في باب معجزات أميرالمؤمنين عليه السلام من كتاب مدينة المعاجر، وفي الباب: "114" و مابعده من مناقب أمير المؤمنين من بحارالأنوار: ج 9 ص 577 وما بعدها ط الكمباني و في ط الآخوندي: ج 41 ص 283 وما بعدها.

ومنها قوله: 'وبابي الذي أوتي منه'، وإنّما أراد في علمه ودينه، وعلى هذا قال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'أنا مدينة الحكمة و عليّ بابها فمن أراد الحكمة فليأت الباب'

___________________________________

وللحديث أسانيد ومصادر،ورواه الخطيب في ترجمة عمر بن اسماعيل برقم: "5098" من تاريخ بغداد: ج 11،ص 104.

ورواه أيضاً العاصمي في عنوان: "وأمّا باب دار الحكمة" من الفصل السادس من كتاب زين الفتى المخطوط ص 687، وفي تلخيصه: ج 1،ص 402 ط 1.

ورواه أيضاً ابن المغازلي في الحديث: "128" من كتابه مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام ص 86.

وعلّقناهما وغيرهما على الحديث: " 990" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 463 ط 2.

وهذا يشهد بشرف عليّ عليه السلام على سائر الصحابة و قد كانوا إذا دهمتهم المعضلات- وحزنتهم المشكلات وتخّبطوا في ظلماتها وارتطموا في مبهماتها- التجأوا إلى عليّ عليه السلام فيكشف عنهم الغمّة و يذهب بنظره الثاقب الكربة المهمّة حتّى قال عمر: 'لا أبقاني اللَّه لمعضلة لا أرى فيها ابن أبي طالب'

___________________________________

ويجد الباحث للحديث وتاليه مصادر كثيرة في الغدير: ج 6، وفي تعليق الحديث: "1082" من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3 ص 53 تا 57 ط 2. وقال: 'لولا عليّ لهلك عمر' وقال: 'لولاك لافتضحنا'. وقد أراد |أن يتصرّف في| حليّ الكعبة فمنعه عليّ عليه السلام

___________________________________

كما ذكره السيّد الرضي رفع اللَّه مقامه في المختار: "270" من قصار نهج البلاغة، و رواه عنه العلامة الأميني قدّس اللَّه نفسه مع شواهده برقم: "60" من نوادر الأثر من كتاب الغدير: ج 6 ص 124ط 1. وكم يعدّ العادّ؟ و ربّك البصير بعباده النقّاد.

والعجب أنّ معظم الحاجة إلى الإمام في العلم، و قد عرفوا أنّه أغزرهم علماً وأقرهم فهماً؟ ثمّ أخرّوه عن منزلته وأنزلوة عن درجته!!

فيا للعجب كيف لم ينفعه عندهم فهمه و يرفعه لديهم علمه؟ /141/.

ومنها قوله: 'والوصيّ على الأموات من أهل بيتي والخليفة على الأحياء من أمتي' وهذا يشهد له بالخلافة على الأمّة في جميع الأحوال لأنّه لم يفصل بين حال وحال، فيدخل فيه ما بعدالموت.

ومنها قوله: 'أخي في الدنيا والأخرة'، وهذا يشهد بأنّه يبعث يوم القيامة على ما فارق عليه الرسول صلى اللَّه عليه وآله من الإيمان، وأنّه يموت عليه لايغيّر ولا يبدّل، و قد بيّنا نفصيل ذلك.

ومنها قوله: 'و قريني في الجنّة ومعي في السنام الأعلى'، وهذا يقتضي بأنّه

أقرب الخلق من أمّته منه منزلةً، و فيه دلالة ظاهرة على أنّه أفضل الصحابة، وإذا كان أفضلهم كان أولاهم بالإمامة.

ومنها قوله: 'فاشهدي ياأمّ سلمة أنّه يقاتل الناكثين والقاسطين و المارقين'،فالناكثون طلحة والزبير وأصحابهم والقاسطون معاوية وأصحابه، والمارقون الخوارج.

وما ذكره صلى اللَّه عليه وآله يقتضي إصابة أميرالمؤمنين عليه السلام في قتال هؤلاء القوم لأنّه ذكره في معرض الثناء على عليّ

___________________________________

بل أمره صلى اللَّه عليه وآله وسلم بقتالهم كما جاء عن أميرالمؤمنين بنحو الإستفاضة قوله: 'أمرني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين' فانظرالحديث "1206 تا 1214" وتعليقاتها من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3 ص 200 تا 215 ط 2.

وكما في الحديث: "1051/823/822/795" وما حولها من مناقب محمّد بن سليمان: 2 ص 544/338/323 ط 1.

بل استفاض من طريق القوم أن عليّاً عليه السلام قال: 'ما وجدت إلاّ قتال القوم أوالكفر بما أنزل اللَّه على محمّد صلى اللَّه عليه وآله وسلم' فليلاحظ مصادر كلامه عليه السلام عن مشاهير علماء القوم في ما ذكرناه في المختار:"82" و ما بعده و تعليقاتها من كتاب نهج السعادة: ج 1، ص 267 تا 271 ط 2. و لن يكون كذلك إلاّ و هو مصيب فيه، و هذا يشهد بإباحة دمائهم و إذا كانت دماؤهم مباحة على وجه العقوبة وجب القضاء بفسقهم.

وبعد فقد انعقد الإجماع من الأمّة على فسق من حارب الإمام الرضيّ، وإجماع الأمّة حجّة واجبة الإتّباع.

و بعد فقد ثبت أنّهم جميعاً بغاة واللَّه تعالى قد أمر بقتال الباغي بقوله تعالى: 'وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتّى تفي ء إلى أمر اللَّه' |9/الحجرات: 49|فأباح اللَّه تعالى قتال الطائفة الباغية بعد أن لايجدي الإصلاح، و من أبح اللَّه تعالى قتاله فلابدّ أن يكون فاسقاً لأن المؤمن دمه محقون بالإجماع، وقد قال تعالى متوعّداً على قتل المؤمن: 'ومن يقتل مؤمناً متعمّداً فجزاؤه جهنّم خالداً فيها وغضب اللَّه عليه

ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً' |93/النساء: 4| فإذا كان اللَّه تعالى قد توعّد على قتل المؤمن بالنار، وأباح قتال البغاة بالإجماع تحقّقنا أنّهم غير مؤمنين ولا محقونة دماؤهم فصحّ أنّهم فسّاق.

وبعد فقد انعقد الإجماع من الأمّة على فسق من حاول قتل رجل من آحاد المؤمنين ظلماً وعدواناً فكيف من حاول قتل أميرالمؤمنين وقتل الكثير من الصحابة فهو أولى بأن يقطع على فسقه، وإنّما عمي كثير من عوام الأمّة وغمصوا حقّ أبي الأئمّة حين حسّنوا الظنّ بمحاربيه

___________________________________

هذا هوالظاهر، وفي أصلي: "حتّى حسّنوا الظنّ...". ومالوا بالودّ إلى مناوئيه!! وقد ظهر بما قلناه القطع بالفسق على من حارب أميرالمؤمنين عموماً، فأمّا معاوية فإنّه كافر |بعلل وأسباب شتّى| وذلك لأنه ادّعى أخوّة زياد، و ألحقه بأبي سفيان، و كان لغير رشدةٍ، وقد قال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: 'الولد /142/ للفراش وللعاهر الحجر'

___________________________________

والحديث مقطوع الصدور عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وقد اعترف معاوية نفسه بأنّه سمعه من رسول اللَّه، كما في ترجمة عبيداللَّه بن رباح من تاريخ دمشق ج 37 ص 48 دارالفكر.

ورواه جماعة من الصحابة عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم منهم أنيس بن مالك كما في ترجمة رزق اللَّه بن سلاّم من ضعفاءالعقيلي: ج 2 ص 68 و قال محققه:

أخرجه البخاري في 86- كتاب الحدود "23" باب للعاهر الحجر من طريق أبي هريرة و عائشة، و هو في مسلم في 17 كتاب الرضاع من طريق أبي هريرة حديث رقم:"37".

وأخرجه الترمذي في الرضاع 454 :3 وقال: |جاء| في الباب عن عمر و عثمان و عائشة وأبي أمامة وعمروبن خارجة وعبداللَّه عمرو والبراء بن عازب و زيد بن أرقم.

ورواه أبوداود في الطلاق، وابن ماجة في النكاح، و رواه أحمد بسندين في أوائل مسند عثمان من مسنده: ج 1، ص 59. فألحق الولد بالعاهر و هو الزاني فردّ ما علم من ضرورة الدين. و من ردّ ما علم من ضرورة الدين من دين الرسول عليه السلام فهو كافر بإجماع الأمّة، لأنّه يكون مكذباً بالرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم في حكمه، و هذا من أجلى |أنحاء| الكفر.

و بعد فإن المنقول عنه أنّه أوّل من وضع الجبر ودسّه في الإسلام و قد ثبت أن الجبر كفر بل هو من أقبح أنواع الكفر، ولم لا وعندهم أنّ كلّ كفر في العالم فاللَّه

/ 65