وفاة الصدیقة الزهراء (علیهاالسلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وفاة الصدیقة الزهراء (علیهاالسلام) - نسخه متنی

سید عبدالرزاق موسوی المقرم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید






ميكائيل سلم عليها و هو يقول ان اللّه تعالى يقرئك السلام يا حبيبة حبيب اللّه و ثمرة فؤاده اليوم تلحقين بالرفيق الأعلى و جنّة المأوى



[دلائل الإمامة ص 44.]



يوم الوفاة




قالت اُم سلمى زوجة أبي رافع: كنت أمرض فاطمة أيام شكاتها فأصبحت يوماً كأمثل ما رأيتها في شكواها فقالت لي: يا اُماه اسكبي لي غسلاً فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل ثم قالت لي: يا اُماه أعطيني ثيابي الجدد فلبستها و أمرتني أن اقدم فراشها وسط البيت ففعلت فنامت فنامت عليه مستقبلة القبلة و قالت: يا اُماه اني مقبوضة الآن فلا يكشفني أحد



[مسند أحمد بن حنبل ج 6 ص 461.]



تقول أسماء بنت عميس: لما دخلت فاطمة البيت انتظرتها هنيئة ثم ناديتها فلم تجب فناديت: يا بنت محمد المصطفى يا بنت أكرم من حملته النساء يا بنت خير من وطأ الحصا يا بنت من كان من ربه قاب قوسين أو أدنى فلم تجب فدخلت البيت و كشفت الرداء عنها فإذا بها قد قضت نحبها شهيدة



[روى الكليني في اُصول الكافي بهامش مرآة العقول ج 1 ص 382 ان فاطمة كانت صديقة شهيدة و رواه الطبرسي في الإحتجاج ص 54 مرسلاً و قال المجلسي في مرآة العقول ج 1 ص 383 ان شهادة فاطمة من المتواترات.] صابرة مظلومة محتسبة ما بين المغرب والعشاء



[مصباح الأنوار.] فوقعت عليها اُقبلها و أقول: يا فاطمة إذا قدمت على أبيك صلّى اللّه عليه و آله فاقرئيه مني السلام فبينا هي كذلك و إذا بالحسن والحسين دخلا الدار و عرفا انها ميتة فوقع الحسن يقبلها و يقول: يا اُماه كلميني قبل أن تفارق روحي بدني والحسين يقبّل رجلها و يقول: يا اُماه أنا ابنك الحسين كلميني قبل أن ينصدع قلبي فأموت ثم خرجا إلى المسجد و أعلما أباهما



بشهادة اُمهما فأقبل أميرالمؤمنين إلى المنزل و هو يقول: بمن العزاء يا بنت محمد كنت بك أتعزى ففيم العزاء من بعدك.



و قال عليه السلام: اللّهم اني راض عن ابنة نبيك صلّى اللّه عليه و آله اللّهم انها قد أوحشت فآنسها و هجرت فصلها و ظلمت فاحكم لها يا أحكم الحاكمين



[البحار ج 18 ص 271 كمبني في الصلاة على الميّت.]



و خرجت اُم كلثوم متجللة برداء و هي تصيح: يا أبتاه يا رسول اللّه الآن حقاً فقدناك فقداً لا لقاء بعده و كثر الصراخ في المدينة على ابنة رسول اللّه و اجتمع الناس ينتظرون خروج الجنازة فخرج إليهم أبوذر و قال: انصرفوا ان ابنة رسول اللّه اخر إخراجها هذه العشية



[روضة الواعظين ص 131.]



و أخذ أميرالمؤمنين في غسلها و علله الإمام الصادق عليه السلام بأنها صديقة فلا يغسلها إلّا صدّيق كما ان مريم لم يغسلها إلا عيسى عليه السلام



[علل الشرائع للصدوق ص 22 باب 148.] و قال عليه السلام: ان علياً أفاض عليها من الماء ثلاثاً و خمساً و جعل في الخامسة شيئاً من الكافور و كان يقول: اللّهم انها أمتك و بنت رسولك و خيرتك من خلقك اللّهم لقنها حجتها و أعظم برهانها و اعل درجتها و اجمع بينها و بين محمد صلّى اللّه عليه و آله



[البحار ج 18 ص 263.] و حنطها من فاضل حنوط رسول اللّه الذي جاء به جبرئيل فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله: يا علي و يا فاطمة هذا حنوط من الجنّة دفعه إلى جبرئيل و هو يقرئكما السلام و يقول لكما اقسماه و أعز لا منه لي و لكما فقالت فاطمة ثلثه لك والباقي ينظر فيه علي عليه السلام فبكى رسول اللّه و ضمّها إليه و قال: انك موفقة رشيدة مهدية ملهمة يا علي قل في الباقي فقال:



نصف منه لها و نصف لمن ترى يا رسول اللّه قال: هو لك



[الطرف لابن طاووس ص 41 الطرفة 27.]



و كفنها في سبعة أثواب



[مصباح الأنوار.] و قبل أن يعقد الرداء عليها نادى: يا اُم كلثوم يا زينب يا فضة يا حسن يا حسين هلمّوا و تزوّدوا من اُمكم الزهراء فهذا الفراق و اللقاء في الجنّة فأقبل الحسنان عليهماالسلام يقولان: واحسرتا لا تنطفي من فقد جدنا محمد المصطفى و اُمنا الزهراء إذا لقيت جدنا فاقرأيه منا السلام و قولي له انا بقينا بعدك يتيمين في دار الدنيا، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: اشهد اللّه انها حنّت و أنّت و مدت يديها و ضمتّهما إلى صدرها ملياً و إذا بهاتف من السماء ينادي: يا أباالحسنين ارفعهما عنها فلقد أبكيا واللّه ملائكة السماء فرفعهما عنها و عقد الرداء عليها



[البحار ج 10 ص 51 من حديث ورقة.]



و صلى عليها و معه الحسن والحسين و عقيل و عمار و سلمان والمقداد و أبوذر



[روضة الواعظين ص 131.] و دفنها في بيتها



[في عيون المعجزات ص 47 انها في البقيع و في دلائل الإمامة ص 46 انها في الروضة و عند العلامة الحلي في المنتهى والشيخ الصدوق في من لا يحضره الفقيه ص 220 الصحيح انها في بيتها فلما زادت بنوامية المسجد صارت فيه و استظهر هذا المجلسي في مرآة العقول ج 1 ص 39 و قال الصدوق: لما حججت كان رجوعي على المدينة فزرت فاطمة في بيتها.]



و لما وضعها في اللحد قال: بسم اللّه الرحمن الرحيم بسم اللّه و باللّه و على ملّة رسول اللّه محمد بن عبداللّه سلمتك أيتها الصديقة إلى من هو أولى بك منّي و رضيت لك بما رضي اللّه لك ثم قرأ: منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة اُخرى



[مصباح الأنوار.] و في حديث غيرنا ان أميرالمؤمنين لما أنزلها في القبر



و سواه عليها سألها الملكان: من ربك؟ قالت: اللّه ربي، قالا: و من نبيّك؟ قالت: أبي محمد، قالا: و من إمامك؟ قالت: هذا القائم على قبري علي



[الإصابة ج 4 ص 478 بترجمة عروة بن مسعود.]



ثم انه عليه السلام سوى في البقيع سبعة قبور



[روضة الواعظين ص 131. ] أو أربعين قبراً



[دلائل الإمامة ص 46.] و لما عرف الشيوخ دفنها و في البقيع قبور جدد أشكل عليهم الأمر فقالوا: هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذا القبور لنخرجها و نصلي عليها فبلغ ذلك أميرالمؤمنين عليه السلام فخرج مغضباً عليه قباؤه الأصفر الذي يلبسه عند الكريهة و بيده ذوالفقار و هو يقسم باللّه لئن حول من القبور حجر ليضعنّ السيف فيهم فتلقّاه عمر و معه أصحابه فقال له مالك: واللّه يا أباالحسن لننبشنّ قبرها و نصلّي عليها.



فأخذ أميرالمؤمنين بمجامع ثوبه و ضرب به الأرض و قال له: يا ابن السوداء أما حقي فقد تركته مخافة أن يرتدّ الناس عن دينهم و أما قبر فاطمة فو الذي نفس علي بيده لئن حول منه حجر لأسقينّ الأرض من دمائكم و جاء أبوبكر و أقسم عليه برسول اللّه أن يتركه فخلى عنه و تفرّق الناس



[دلائل الإمامة ص 46.]



بعد الدفن




لما وضع أميرالمؤمنين عليه السلام الصديقة الطاهرة في لحدها و سوى التراب على القبر هاج به الحزن و أرسل دموعه على خدّيه و أنشأ يقول



[روضة الواعظين ص 132 و كشف الغمة ص 149 و مناقب الخوارزمي ج 1 ص 84 والمستدرك للحاكم ج 3 ص 163 و زاد ابن شهر آشوب في المناقب ج 2 ص 118 أبيات جواب الهاتف.]:







  • لكل اجتماع من خليلين فرقة
    و ان افتقادي فاطما بعد أحمد
    دليل على أن لا يدوم خليل



  • و كل الذي دون الفراق قليل
    دليل على أن لا يدوم خليل
    دليل على أن لا يدوم خليل






و قال أيضاً



[حكاه الخوارزمي في المناقب ج 1 ص 48 عن الحاكم.

:




  • نفسي على زفراتها محبوسة
    لا خير بعدك في الحياة و انما
    أبكي مخافة أن تطول حياتي



  • ياليتها خرجت الزفرات
    أبكي مخافة أن تطول حياتي
    أبكي مخافة أن تطول حياتي






ثم حوّل وجهه إلى قبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و قال: السلام عليك يا رسول اللّه مني و من ابنتك و حبيبتك و قرّة عينيك و زائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك والمختار لها اللّه سرعة اللحاق بك قلّ يا رسول اللّه عن صفيّتك صبري و ضعف عن سيّدة النساء تجلدي الا ان لي في التأسي بسنّتك والحزن الذي حل بي لفراقك موضع التعزي فلقد و سدتك في ملحودة قبرك بعد أن فاضت نفسك على صدري و غمضتك بيدي و تولّيت أمرك بنفسي نعم و في كتاب اللّه أنعم القبول إنا للّه و إنا إليه راجعون.



قد استرجعت الوديعة و اُخذت الرهينة و اختلست الزهراء فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول اللّه أما حزني فسرمد و أما ليلي فمسهد لا يبرح الحزن أو يختار اللّه لي دارك التي أنت بها مقيم كمد مقيح و هم مهيج سرعان ما فرق بيننا و إلى اللّه أشكو.



و ستنبئك ابنتك بتظاهر اُمتك علي و على هضمها حقها فاستخبرها الحال فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلاً و يحكم اللّه و هو خير الحاكمين.



سلام عليك سلام مودّع لا سأل و لا قال فإن أنصرف لا عن ملالة و إن أقم فلا سوءظن بما وعد اللّه الصابرين والصبر أيمن و أجمل، و لولا غلبة المستولين علينا لجعلت المقام عند قبرك لزاماً واللبث عنده معكوفاً و لأعولت








أعوال الثكلى على جليل الرزية فبعين اللّه تدفن ابنتك سراً و يهتضم حقها قهراً و يمنع إرثها جهراًً و لم يطل العهد و لم يخل منك الذكر فإلى اللّه المشتكى و فيك أجمل العزاء و صلوات اللّه عليك و عليها و رحمة اللّه و بركاته



[أمالي الشيخ المفيد ص 165 و أمالي الطوسي ص 67 و دلائل الإمامة للطبري ص 47 و كشف الغمة ص 150 واختصره في روضة الواعظين ص 131.]



ماتت غضبى




كان من المقاييس المنصوبة للتمايز بين المؤمن والمنافق رضى الرسول الأعظم صلّى اللّه عليه و آله و سخطه المنبعثان عما عند اللّه سبحانه منهما و لهما كمال الصلة بمرضاة الصديقة و غضبها بنص منه صلّى اللّه عليه و آله صحيح ثابت (من أرضى فاطمة فقد أرضاني و من أغضبها فقد أغضبني) و ربما ألغى صلّى اللّه عليه و آله الواسطة فقال ان اللّه تعالى يرضى لرضى فاطمة و يغضب لغضبها و سبقت لهذه الكلمات الذهبية رنة في المسامع و موقع من القلوب و هذا هو الذي أربك (الشيخين) لما نظر إلى ما ارتكباه من الزهراء عليهاالسلام مسخطين لها فتحريا إرضاءها متوسلين في ذلك بابن عمها أميرالمؤمنين عليه السلام لكن بعد أن سبق السيف العذل و ندما و لات حين مندم، و ما انكفئا عنها إلا (بخفي حنين) بعد أن أتمت الحجة عليهما حين استشهدتهما الحديث فاعترفا به فأعرضت عنهما و ماتت و هي واجدة عليهما.



كما رواه البخاري في باب غزوة خيبر ج 3 ص 46 و في باب فرض الخمس ج 2 ص 162 و رواه مسلم في صحيحه ج 2 ص 72 و أحمد في المسند ج 1 ص 6 و 9 والطبري في التاريخ ج 3 ص 202 والطحاوي في مشكل الآثار ج 1 ص 48 والبيهقي في السنن ج 6 ص 300 والكنجي في كفاية الطالب ص 226 وابن كثير في البداية ج 5 ص 285 و قال في ج 6 ص 336: لم تزل



فاطمة تبغضه مدة حياتها إلى كثيرين ذكرهم حجة الإسلام المدقق الشيخ ميرزا عبدالحسين الأميني في كتاب (الغدير) ج 7 ص 227:




  • و لأي الاُمور تدفن ليلاً
    و مضت و هي أعظم الناس وجدا
    و ثوت لايرى لها الناس مثوى
    أي قدس يضمه مثواها



  • بضعة المصطفى و يعفا ثراها
    في فم الدهر غصة من جواها
    أي قدس يضمه مثواها
    أي قدس يضمه مثواها






حديث الغسل قبل الوفاة




لا خلاف بين المسلمين ان الإنسان بعد موته لابد من أن يغسل إلا فاطمة الزهراء عليهاالسلام فإن الأحاديث دلت على انها تطهّرت قبل الوفاة و لبست ثياباً جدداً و قالت لاُم سلمى زوجة أبي رافع: اني مقبوضة الآن و قد تطهرت فلا يكشفني أحد رواه أحمد في المسند ج 6 ص 461 وابن حجر في الإصابة بترجمتها و أبونعيم في حلية الأولياء ج 2 ص 43 و رواه شاح همزية البوصيري بهامش شرح الشمائل الترمذية ج 2 ص 125 عن المناقب لأحمد و نص عليه الخفاجي في شرح الشفا و زاد السيوطي في اللئالي المصنوعة ج 2 ص 228 في الحديث ان اُم سلمى حكت لعلي عليه السلام ما قالته فاطمة عليهاالسلام فقال عليه السلام: لا واللّه لا يكشفها أحد و يدفنها بغسلها ثم ذكر انكار ابن الجوزي مشروعية الغسل للموت قبله و أجاب عنه بأن ذلك من خصائصها كما خص أخوها ابراهيم بترك الصلاة عليه و حكى هذا الغسل المحدث النوري في نوادر الغسل من المستدرك ج 1 ص 104 عن أمالي ابن الشيخ الطوسي.



ثم ان الاربلي في كشف الغمة ص 150 بعد أن روى حديث أحمد بن حنبل و ان الدولابي أيضاً روى حديث الغسل الذي اغتسلته قبل الوفاة و دفنت به قال: و قد اتفق عليه الخاصة والعامة مع كون الحكم على خلاف ما ورد من تشريع الغسل فإن الفقهاء من الطرفين لا يجيزون الدفن إلا بعد الغسل إلا في








مواضع ليس هذا منها فكيف رويا هذا الحديث و لم يعللاه و لا ذكرا فقهه ثم قال: و لعل هذا يخصها عليهاالسلام و وافقه المحدث النوري على كونه من خصائصها و ما ورد في بعض الروايات من ان علياً عليه السلام غسلها بعد الوفاة لا ينافي كون الغسلين من خصائصها كما اعترف به بعضهم.



و روى السيد هاشم البحراني في معالم الزلفى ص 90 ان فاطمة عليهاالسلام لما حضرتها الوفاة قالت لأسماء بنت عميس: إذا أنامتّ فانظري في الدار فإذا رأيت سجفاً من سندس من الجنة قد ضرب فسطاطاً في جانب الدار فاجعليني من وراء السجف و خليني و بين نفسي قالت أسماء: فلما توفيت و ظهر السجف حملتها و وضعتها ورائه فغسلت و كفنت و حنطت بالحنوط و كان كافوراً أنزله جبرئيل من الجنة في ثلاث صرر و قال: يا رسول اللّه ان اللّه تعالى يقرئك السلام و يقول لك هذا حنوطك و حنوط ابنتك و حنوط أخيك علي مقسوم أثلاثاً و كانت أكفانها و ماؤها و أوانيها من الجنّة و انها أكرم على اللّه من أن يتولى ذلك منها أحد غيرها.



و بعد أن ورد ان حديث أهل البيت صعب مستصعب لا يتحمله إلا نبي مرسل أو ملك مقرّب أو مؤمن امتحن اللّه قبله بالإيمان لا يرمى بالإعراض أمثال هذه الأحاديث مما لا تصل إليه الأفكار بعد أن لم يكن من المستحيلات العقلية و إلا فقد ورد ان فاطمة بنت أسد كبّر عليها النبي صلّى اللّه عليه و آله أربعين و كبّر على حمزة سبعين مع ان التكبير على الميّت خمس كما ان أميرالمؤمنين أوصى الحسن أن يكبّر عليه سبعاً و أخبره بأنه لا يصح ذلك إلا للمهدي من ولد الحسين عليه السلام فما لم تنكشف الحقيقة يرجع علمه إليهم عليهم السلام.



تاريخ الشهادة




اختلف في وفاة الصديقة على أقوال:



الأول: انها بقيت بعد أبيها المصطفى صلّى اللّه عليه و آله خمسة و سبعين يوماً و هو المختار لأنه المشهور بين لمؤرخين و به جاءت الرواية عن الصادق عليه السلام كما في الكافي للكليني والإختصاص للشيخ المفيد و معالم الزلفى للسيد هاشم البحراني ص 133.



الثاني: بقيت أربعين يوماً ذكره في مروج الذهب ج 1 ص 403 و روضة الواعظين ص 130 و كتاب سليم ص 203 و نسبة إلى الرواية في كشف الغمة ص 149 و في تاريخ القرماني هو الأصح.



الثالث: توفيت لثلاث خلون من جمادي الآخرة ذكره الكفعمي في المصباح والشيخ الطوسي في مصباح المتهجّد ص 554 والسيد ابن طاووس في الإقبال و رواه أبوبصير عن الصادق كما في البحار ج 10 ص 1 و إليه يرجع ما في مقاتل الطالبيين ص 19 من ان الثلاثة أشهر هو الثابت من رواية أبي جعفر الباقر عليه السلام.



الرابع: العشرون من جمادي الآخرة ذكره في دلائل الإمامة ص 46.



الخامس: اثنان و سبعون ذكره ابن شهر آشوب في المناقب ج 2 ص 112.



السادس: مائة يوم ذكره ابن قتيبة في المعارف ص 62.



السابع: ستّون يوماً رواه الشيخ هاشم في مصباح الأنوار عن أبي جعفر عليه السلام.



الثامن: ستة أشهر ذكره ابن حجر في الإصابة بترجمة فاطمة و ذكر فيها حديث الأربعة أشهر والثمانية أشهر.



التاسع: خمسة و تسعون يوماً نقله في البحار ج 10 ص 52 والإصابة لابن حجر عن الدولابي في كتاب الذريّة الطاهرة.



العاشر: ثلاث خلون من شهر رمضان ذكره في نور الأبصار ص 42 و مناقب الخوارزمي ج 1 ص 83 والإصابة لابن حجر ج 4 ص 380.



المراثي




لقد عرفت ان أول من رثاها أميرالمؤمنين عليه السلام ثم أكثر الشعراء قديماً و حديثاً في وصف تلك الحالة التي شاهدتها الصديقة بضعة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و ما جرى من الظلم والتعدّي على حقوقها و من هؤلاء القاضي أبوبكر محمد بن عبدالرحمن المعروف بابن قريعة ترجمه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج 2 ص 317 و قال: كان كثير النوادر له أخبار ظريفة حسن الحاظرة سريع الجواب و من شعره:




  • لي حيلة فيمن ينم
    من كان يخلق ما يقول
    فحيلتي فيه قليله



  • و ليس في الكذاب حليه
    فحيلتي فيه قليله
    فحيلتي فيه قليله




و كانت وفاته يوم السبت لعشر بقين من جمادي الآخرة سنة 367 عن خمس و ستين سنة و قال علي بن عيسى الاربلي في كشف الغمة ص 151: أنشدني بعض الأصحاب للقاضي أبي بكر بن قريعة رحمة اللّه أبياتاً و هذه الأبيات صدرها الخطيب المصقع والشاعر المفلق الشيخ قاسم الملا الحلي و إليك الأصل والتصدير:



الشيخ قاسم



[أبيات الشيخ قاسم حفظه اللّه نقلتها من مجموعة الخطيب الفاضل الاستاذ الشيخ مسلم بن الخطيب الشيخ محمد علي الجابري.]







  • ما مقلتي هتنت ذروفه
    هيفاء من خمر اللمى
    كلا و لا فتكت بنا
    كلا و لا طير الفؤاد
    لكن أذاب حشاشتي
    بنت النبي محمد المختار
    ألغوا بها نص الكتاب
    و بنحلة الهادي استبدوا
    عجباً لمنتصر لهم
    رأس الضلالة شيخ تيم
    انشدت قولة خائف
    من دهره يخشى صروفه



  • في حب غانية ظريفه
    ثملت معاطفها النزيفه
    أسياف لحظيها الرهيفه
    أدام من شغف رفيفه
    رزء المطهرة العفيفة
    بالرتب المنيفه
    و مزقت منها الصحيفه
    إذ زووا إرث الشريفه
    والغي لم ينصر حليفه
    و الأليف حكى أليفه
    من دهره يخشى صروفه
    من دهره يخشى صروفه




ابن قريعة






  • يا من يسائل دائباً
    لا تكشفن مغطئاً
    و لرب مستور بدا
    ان الجواب لحاضر
    لو لا اعتذار رعية
    و سيوف أعداء بها
    لنشرت من أسرار آل
    يغنيكم عما رواه
    و أريتكم ان الحسين
    و لأي حال لحّدت
    و لما حمت شيخيكم
    أوه لبنت محمد
    ماتت بغصتها أسيفه



  • عن كل معضلة سخيفه
    فلربما كشّفت جيفه
    كالطبل من تحت القطيفه
    لكنني اُخفيه خيفه
    ألغى سياستها الخليفه
    هاماتنا أبداً نقيفه
    محمد جملاً طريفه
    مالك و أبوحنيفة
    اصيب من يوم السقيفه
    في الليل فاطمة الشريفه
    عن وطى ء حجرتها المنيفه
    ماتت بغصتها أسيفه
    ماتت بغصتها أسيفه






و لبعض أشراف مكة



[ذكر حجة الإسلام السيد محسن الأمين العاملي في المجالس السنية ج 5 ص 101 ان هذه القصيدة وجدت بخط الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي و يظهر من آخرها انها لبعض أشراف مكة و توهّم بعضهم انها للخدوعي و من الواضح انه منشد للقصيدة لا ناشى ء لها و يرتئي الخطيب الاستاذ المدقق الشيخ محمد علي اليعقوبي انها للشريف «قتادة بن ادريس ابن مطاعن» فانه كان أديباً شاعراً و لم يعرف عن هذه السلسلة مثله قلت هو الذي كتب إلى الناصر العباسي أو ابنه المستنصر لما أرسل إليه يطلب مجيئه إلى العراق فلما وصل «النجف» خرج أهله للإستقبال و في جملة من خرج رجل معه أسد مربوط بسلسله فلما رآه قتادة تطير و قال لا أدخل بلاداً تذل فيه الاسود ثم كتب إلى الخليفة:
]



بلادي و ان جارت على عزيزة- ولو انني أعرى بها و أجوع



في أبيات خمسة ذكرها في عمدة الطالب ص 129 طبع النجف أول و هو أول من ملك مكة سنة 597 ه و طرد الواهشم عنها و كانت وفاته كما في شذرات الذهب ج 5 ص 76 سنة 617 و عاش أكثر من ثمانين سنة و جاء ذكره في كامل ابن الاثير ج 12 ص 79 حوادث سنة 601 والنجوم الزاهرة ج 6 ص 206 والبداية لابن كثير ج 13 ص 41 و الاعلام للزركلي ج 2 ص 789.]:




  • ما لعيني قد غاب عنها كراها
    ألدار نعمت فيها زماناً
    أم لحي باتوا بأقمار تم
    أم لخلود غريرة الطرف تهو
    أم لصافي المدام من مزة الطعم
    حاش للّه لست أطمع نفسي
    بل بكائي لذكر من خصها اللّه
    ختم اللّه رسله بأبيها
    و حباها بالسيدين الزكيين
    و لفكري في (الصاحبين) اللذين
    منعا بعلها من العهد والعقد
    و استبدا بامرة دابرها
    و أتت (فاطمة) تطالب بالإر
    ليت شعري لم خولفت سنن القر
    رضي الناس إذ تلوها بما لم
    نسخت آية المواريث منها
    أم ترى آية المودّة لم تأت
    ثم قالا أبوك جاء بهذا
    قال للأنبياء حكم بأن لا
    أفبنت النبي لم تدر إن كان
    بضعة من محمد خالفت ما
    سمعته يقول ذاك و جاءت
    هي كانت للّه أتقى و كانت
    أو تقول النبي قد خالف القر
    سل بابطال قولهم سورة النمل
    فهما ينبئان عن إرث يحيى
    فدعت واشتكت إلى اللّه من ذاك
    ثم قالت فنحلة لي من وا
    فأقامت بها شهوداً فقالوا
    لم يجيزوا شهادة ابني رسول
    لم يكن صادق علي و لا فا
    كأن أتقى للّه منهم عتيق
    جرعاها من بعد والدها الغيظ
    أهل بيت لم يعرفوا سنن الجو
    ليت شعري ما كان ضرهما
    كأن اكرام خاتم الرسل الها
    دي البشير النذير لو أكرماها



  • و عراها من عبرة ما عراها
    ثم فارقتها فلا اغشاها
    يتجلى الدجى بضوء سناها
    اني بصدق الوداد ام أهواها
    عقاراً مشمولة أسقاها
    أخر العمر باتباع هواها
    تعالى بلطفه و اجتباها
    و اصطفاه لوحيه و اصطفاها
    الإمامين منه حين حباها
    استحسنا ظلمها و ما راعياها
    و كأن المنيب و الأواها
    قبل دفن النبي و انتهزاها
    ث من المصطفى فما ورثاها
    آن فيها واللّه قد أبداها
    يرض فيها النبي حين تلاها
    أم هما بعد فرضها بدلاها
    بود الزهراء في قرباها
    حجة من عنادهم نصباها
    يورثوا في القديم و انتهزاها
    نبي الهدى بذلك فاها
    قال حاشا مولاتنا حاشاها
    تطلب الإرث ضلة و سفاها
    أفضل الخلق عفة و نزاها
    آن ويح الأخبار ممن رواها
    و سل مريم التي قبل طاها
    و سليمان من أراد انبتاها
    و فاضلت بدمعها مقلتاها
    لدي المصطفى فلم ينحلاها
    بعلها شاهد لها و ابناها
    اللّه هادي الأنام إذ ناصباها
    طمة عندهم و لا ولداها
    قبح القائل المحال و شاها
    مراراً فبئس ما جرعاها
    ر التباساً عليهم و اشتباها
    الحف لعهد النبي لو حفظاها
    دي البشير النذير لو أكرماها
    دي البشير النذير لو أكرماها




[نقل ان أبي الحديد في شرح النهج ج 3 ص 351 استغراب النقيب أبي جعفر يحيى بن أبي زيد البصري العلوي من اصرار الشيخين على منع فاطمة فدكاً و قال لو كانت فدك للمسلمين كما زعما فهلا استنزلا المسلمين عن حقوقهم كما استنزلهم النبي صلّى اللّه عليه و آله عن قلادة ابنته زينب التي بعثتها فداء عن زوجها أبي العاص يوم بدر مع ان زينب لا تدانى فاطمة في المنزلة المجعولة لها من اللّه تعالى و كلما أراد ابن أبي الحديد الدفاع عن هذه الزلة لم ير طريقاً واضحاً و بالأخرة اعترف بأن القاضي عبد الجبار ابن أحمد قال إنهما لم يأتيا حسنا في شرع التكرم.

.










  • ان فعل الجميل لم يأتياه
    ولو ابتيع ذاك بالثمن الغا
    أترى المسلمين كانوا يلومو
    كأن تحت الخضراء بنت نبي
    بنت من أم من حليلة من
    ذاك ينبيك عن حقود صدور
    قل لنا أيها المجادل في القو
    أهما ما تعمداها كما قلت
    فلماذا إذ جهزت للقاء
    شيعت نعشها ملائكة الرحمن
    كان زهداً في أجرها أم
    أم لأن البتول أوصت بأن لا
    أم أبوها أسر ذاك إليها
    كيفما شئت قل كفاك فهذي
    أغضباها و أغضبا عند ذاك
    و كذا أخبر النبي بأن اللّه
    لا نبي الهدى اطيع و لا
    و حقوق الوصي ضيع منها
    تلك كانت حزازة ليس تبرى
    و غداً يلتقون واللّه يجزي
    فعلى ذلك الأساس بنت صا
    و بذاك اقتدت اُمية لما
    لعنته بالشام سبعين عاما
    ذكروا مصرع المشائخ في بد
    و باُحد من بعد بدر و قد
    فاستجادت له السيوف بصفين
    لو تمكنت بالطفوف مدى الد
    أدركت ثارها اُمية بالنا
    أشكر اللّه انني أتوالى
    ناطقاً بالصواب لا أرهب الأ
    نح بها أيها (الخدوعي) و اعلم
    لك معنى في النوح ليس يضاهى
    قلتها للثواب واللّه يعطي الأ
    مظهراً فضلهم بعزمة نفس
    فاستمعها من شاعر (علوي)
    سادة الخلق قومه غير شك
    ثم بطحاء مكة مأواها



  • و حسان الأخلاق ما اعتمداها
    لي لما ضاع في اتباع هواها
    نهما في العطاء لو أعطياها
    صادق ناطق أمين سواها
    ويل لمن سن ظلمها و أذاها
    فاعتبرها بالفكر حين تراها
    ل عن الغاصبين إذ غصباها
    بظلم كلا و لا اهتضماها
    اللّه عنه الممات لم يحضراها
    رفقاً بها و ما شيعاها
    عناداً لأبيها النبي لم يتبعاها
    يشهدا دفنها فما شهداها
    فأطاعت بنت النبي أباها
    فرية قد بلغت أقصى مداها
    اللّه رب السماء إذ أغضباها
    يرضى سبحانه لرضاها
    فاطمة أكرمت و لا حسناها
    ما تسامى في فضله و تناهى
    حين ردا عنها و قد خطباها
    كل نفس بغيها و هداها
    حبة الهودج المشوم بثاها
    أظهرت حقدها على مولاها
    لعن اللّه كهلها و فتاها
    رو قد ضمخ (الوصي) لحاها
    أتعس فيها معاطساً و جباها
    و جرت يوم الطفوف قناها
    هر لقبلت تربها و ثراها
    رغداً في معادها تصلاها
    عترة المصطفى و اشني أعداها
    عداء في حبّهم و لا أخشاها
    ان انشادك الذي أنشاها
    و هي تاج للعشر في معناها
    جر فيها من قالها و رواها
    بلغت في ودادهم منتهاها
    (حسني) في فضله لا يضاهى
    ثم بطحاء مكة مأواها
    ثم بطحاء مكة مأواها






لحجة الإسلام آية اللّه الشيخ عبدالحسين صادق العاملي



[ولد في النجف الأشرف في شهر صفر سنة 1279 ه و توفي في 12 ذي الحجة ه و دفن في مقبرته بجنب الحسينية التي أسسها في (النبطية) و قد تفضل بالقصيدتين حضرة الأديب المهذب السيد محمد حسين فضل اللّه العاملي.]
]




  • أنائحة مثلي على العرصة القفرا
    حديث الجوى يا ورق يرويه كلنا
    كلانا كئيب يتبع النوح أنة
    خذي لك شطراً من رسيس مبرّح
    خلا انها تبكي و ما فاض دمعها
    فلا جمر أحشائي يخفف عبرتي
    و قائلة و هي الخلية من جوى
    رويدك نهنه من غرامك و اتخذ
    فقلت وراك فاتني الصبر كله
    غداة تبدت مستباحا خباؤها
    على حين لاعين النبي أمامها
    على حين لاسيف الرسول بمنتضى
    على حين لا مستأصل من يضيمها
    (بنحلتها) جاءت تطالب معشراً
    عموا عن هواها ثم صموا كثيرهم
    لقد أرعشت بالموعظ صل ضغونهم
    فلو انهم أوصى النبي بظلمهم
    و انى و هم طوراً عليها تراثها
    و هم و شموها تارة بسياطهم
    و خلي حديث «الباب» ناحية فما
    بنفسي التي ليلا توارت بلحدها
    بنفسي التي أوصت بإخفاء قبرها
    بنفسي التي ماتت و مل ء برودها
    رموها بسهم عن قسي حقودهم
    عليها سلام اللّه لا زال واصلا
    لها فصلاة اللّه ما برحت تترى



  • تعالي اقاسمك المناحة والذكرى
    عن العبرة الوطفاء والكبد الحرا
    اذا ما رعاها الصخر صدعت الصخرا
    ولي منه يا ذات الجناح ذري شطرا
    و أجريتها من مقلتي أدمعاً حمراً
    و لا عبرتي في صوبها تخمد الجمرا
    معرّسه أضحى الحيازم والصدرا
    شعاريك في الخطب التجلد والصبرا
    لرزء اُصيبت فيه فاطمة الزهرا
    و مهتوكة حجب الخفارة والسترا
    لتبصر ما عانته بضعته قسرا
    الغرار و لم تنظر لرايته نشرا
    و لا كاشف عنها الحوادث والضرا
    بدا كفرهم من بعد ما أضمروا الكفرا
    كأن بسمع القوم من قولها و قرا
    فثاروا لها والصل ان يرتعش يضرا
    لها ما استطاعوا غير ما ارتكبوا أمرا
    أبوا و أبوا منها البكا تارة اُخرى
    و أونة قد أوسعوا ضلعها كسرا
    تمثلته الا جرت مقلتي نهرا
    و كان بعين اللّه أن دفنت سرا
    و لولاهم كانت بإظهاره أحرى
    من الوجد ما لم تحوء معه الغبرا
    فأصبح فيما بينهم دمها هدرا
    لها فصلاة اللّه ما برحت تترى
    لها فصلاة اللّه ما برحت تترى






و له رحمه اللّه في مدحها





  • خذ في مديحك للبتول
    قل للقريحة في مهذب مد
    و لفيك قل فه في حد
    قل للبتول عظيم فض
    هي قبل كل مكوّن
    هي صفوة للخلق سي
    هي للقبيل عقيلة
    هي للنبي و للوصي
    مقرونة في عصمة
    هي لبوة نبوية
    سكن لحيدرة و حي
    من ذين قرت عينه
    كفوين من نسب قصير
    بحرين ملتقيين ليس
    كل يفيض معينه
    جلت حليلة حيدر
    لو لم يكنه عن حليل



  • حظين من طول و طول
    حة فيضي و سيلي:
    يثك غير محسود كليل
    ل لم يدنس بالفضول
    قنديل عرش للجليل
    دة لنسوة كل جيل
    و مليكة هي للعقول
    و للزكي و للقتيل
    عن كل مذموم وبيل
    محجوبة في خير غيل
    درة هزبر للرسول
    في مشبلين و في شبول
    مستنير مستطيل
    لكل بحر من عديل
    بعذوبة من سلسبيل
    لو لم يكنه عن حليل
    لو لم يكنه عن حليل



****





  • سبقت بحلبة كل فضل
    صعدت محلقة فصو
    وصلت لحد لم يصله
    هي رحمة للمسلمين
    و شفيعة مرضية
    شخصت به مقل وفر
    هل غير بنت محمد
    للخلق من ظل ظليل



  • كل ذي فضل نبيل
    ب كل عقل للنزول
    كل ذي شرف جليل
    و رحمة للمستنيل
    للّه في يوم مهول
    به خليل عن خليل
    للخلق من ظل ظليل
    للخلق من ظل ظليل






لحجة الإسلام آية اللّه الشيخ هادي آل كاشف الغطاء





  • فاطمة خير نساء الاُمة
    خير النساء فاطم الزهراء
    قد فطمت عن الجحيم الحاطمة
    ما مثلها في كل أقربائه
    قد ولدت من بعد عام البعثة
    و كان منها دون من عداها
    «اُم أبيها» و هي اُم ابنيه
    لو لا (علي) لم يكن كفؤلها
    من بهم تاب الإله و عفا
    و من بهم باهل سيد الورى
    و هل أتى في حقها و كم أتى
    لما رووه في الصحيح المعتبر
    و بضعة المعصوم كالمعصوم
    لأنها من نفسه مقتطعة
    إلا الذي أخرجه الدليل
    و لم يرد في غيرها ما وردا
    و آية التطهير قد دلت على
    اذهب عنها ربها الرجس كما
    صل عليها ان من صلى على
    و ربه يلحقه امتنانا
    ويل لمن ماتت عليه غضبى
    قد بقيت بعد أبيها المصطفى
    و قيل شهرين و نصف شهر
    و قيل تسعين من الأيام
    و قيل في ذلك أقوال اُخر
    هذا ولكن أول الأقوال
    فإنها لاقت من الأهوال
    ما لم يلاق بعضه الجبالا
    و كيف تبقى مدة من الزمن
    يكفي لموتها من الأخطار
    في دارها قد هجموا عليها
    و شاهدت بعينها ما قد جرى
    من بيتها قد أخرجوه قهراً
    رأت من الذلة والهوان
    و من أبيها منعوا ميراثها
    لم يحفظوا بضعته من بعده
    لقد أضاعوا حقها جهارا
    و طلبوا بنية منها على
    ما طلبت لأن يصيبوا رشدا
    كأنهم لم يعلموا أمر (فدك)
    أكان يخفي أمرها عليهم
    و هل بهذا الأمر من خفاء
    و كيف تستعظم غصبهم فدك
    و قد جنوا ما هو أدهى و أمر
    خلافة تقمّصوها غصبا
    و اغتصبوا من الوصي حقه
    لو راقبوا معادهم و أنصفوا
    هل فيهم من اقتفى آثاره
    و هل لهم من العلوم والحكم
    له من الفضائل المأثوره
    علماً تقى شجاعة فصاحة
    هذا مع الغض عن النصوص
    من آية تتلى و من نص خبر
    و أوضح الحق النبي الاُمي
    فمن ترى أولى بهذا الأمر
    و كيف والتقديم للمفضول
    باسم أميرالمؤمنين اختصا
    فلا تسم أحداً سواه
    أخو النبي و أبوسبطيه
    أخوه وابن عمه و صهره
    أفضل من صلى و صام و اقترب
    من لم يواله فلا ايمان له
    لا تصبر الشم الرعان صبره
    شاهد فيهم «فاطما» و ظلمها
    يسمع ملأ سمعه شكواها
    ما كان يرضى انها تهتضم
    أكان منه ذاك جنباً و حذر
    لا والذي كوّنه بجوده
    بل ذلّل النفس لعزّالدين
    و ما انطوى في علمه المكنون



  • من كل ذنب عصمت و وصمة
    يزهر نورها إلى السماء
    شيعتها فسميت ب «فاطمة»
    لا من بناته و لا نسائه
    و قد حوت دون بنيه إرثه
    من أهل نسل النبي طاها
    أحب أهل بيته إليه
    من (آدم) إلى من الخلق انتهى
    عن آدم و قد كفاه شرفا
    و قل تعالوا أمرها لن ينكرا
    من آية و من حديث ثبتا
    من انها بضعة سيّد البشر
    في الحكم بالخصوص والعموم
    فحقها في حكمه أن تتبعه
    فإننا بذاك لا نقول
    في شأنها فالحكم لن يطردا
    عصمتها من الذنوب كملا
    طهرها في الخلق عما وصما
    فاطمة يغفر له ما فعلا
    بالمصطفى في الخلد حيث كانا
    في شأنها لم يرع حق القربى
    شهراً و عشراً فعلى الدنيا العفا
    قد بقيت بعد أبيها الطهر
    و خمسة تكون بالتمام
    و ما ذكرناه هو الذي اشتهر
    أنسبها بمقتضى الأحوال
    و سي ء الأفعال والأقوال
    لزلزلت من وقعه زلزالا
    من بعد هاتيك الخطوب والمحن
    وقعة بين (الباب والجدار)
    قد روعوها و أخافوا ابنيها
    منهم على بن عمها مولى الورى
    يقاد بالنجاد قود الأسرى
    و قلة الأنصار والأعوان
    و لم تجد في القوم من أغاثها
    و يحفظ المرء بحفظ ولده
    و أنكروا حجتها انكارا
    ما كان تحت يدها مستعملا
    ما طلبت إلا لأن ترد
    و لا دروا بمن لها كان ملك
    و لم يصل من مخبر إليهم
    و انها نحيلة الزهراء
    أو يعتريك اليوم في ذلك شك
    و ارتكبوا أمراً عظيماً ذا خطر
    من أهلها و انتهبوها نهبا
    و لم يراعوا قربه و سبقه
    لأذعنوا لأمره و اعترفوا
    أو شق في مكرمة غباره
    معشار ما قد صح عنه وارتسم
    ما لم تسعه الصحف المنشوره
    زهداً حجىً عبادة سماحة
    عليه بالعموم والخصوص
    عن النبي المصطفى قد اشتهر
    للناس طراً في «غدير خم»
    فاحكم بوجدانك يا ذا الخبر
    تمنعه أوائل العقول
    و كم على هذا حديث نصا
    و إن يكن ذلك من ابناه
    و نفسه تحل في جنبيه
    به كهارون يشد ازره
    بعد نبي الحق سيد العرب
    واللّه لن يقبل منه عمله
    و لا تداني حلمه و قدره
    و غصبها حقوقها و هضمها
    ثم يرى بعينه بكاه
    أو انها بعد أبيها تظلم
    أو عجزاً عن النضال و خور
    أكبر آية على وجوده
    و ما انطوى في علمه المكنون
    و ما انطوى في علمه المكنون





لحجة الإسلام آيةاللّه الشيخ محمد حسين الاصفهاني





  • جوهرة القدس من الكنز الخفي
    و قد تجلى من سماء العظمة
    بل هي اُم الكمات المحكمة
    اُم أئمة العقول الغربل
    روح النبي في عظيم المنزله
    تمثلت رقيقة الوجود
    تطوّرت في أفضل الأطوار
    تصوّرت حقيقة الكمال
    فإنها الحوراء في النزول
    يمثل الوجوب في الإمكان
    فإنها قطب رحى الوجود
    و ليس في محيط تلك الدائرة
    مصونة عن كل رسم موسمه
    «صديقة» لا مثلها صديقة
    بدا بذلك الوجود الزاهر
    هي البتول الطهر والعذراء
    فإنها «سيدة النساء»
    و حبها من الصفات العاليه
    تبتلت عن دنس الطبيعه
    مرفوعة الهمة والعزيمة
    في اُفق المجد هي الزهراء
    بل هي نور عالم الأنوار
    رضيعة الوحي من الجليل
    مفطومة عن زلل الأهواء
    معربة بالستر والحياء
    «راضية» بكل ما قضى القضا
    «زكية» عن وصمة القيود
    يا قبلة الأرواح والعقول
    من بقدومها تشرفت (منى)
    و بابها الرفيع باب الرحمة
    و ما الحطيم عند باب فاطمة
    و بيتها المعمور كعبة السماء
    و خدرها السامي رواق العظمه
    حجابها مثل حجاب الباري
    تمثل الواجب في حجابها
    يا درة العصمة والولاية
    ما الكوكب الدريّ في السماء
    والنيّر الأعظم منها كالسها
    أشرقت العوالم العلوية
    يا دوحة جازت سنام الفلك
    يا دوحة أغصانها تدلت
    دنت إلى مقام أو أدنى فلا
    يا شجر الطور و أين الشجرة
    و انما السدرة والزيتونه
    أثمارها الغر مجالي الذات
    مبادى ء الحياة في البداية
    أثمارها عزائم القرآن
    أثمارها منابت للمعرفة
    لك الهنا (يا سيدالوجود)
    بمن تعالى شأنها عن مثل
    لا يتثنى هيكل التوحيد
    و ملتقى القوسين نقطة فلا
    وحيدة في مجدها القديم
    بشراك (يا أباالعقول العشرة)
    مهجة قلب عالم الإمكان
    غرتها الغراء مصباح الهدى
    و في محياها بعين الأوليا
    بل وجهها الكريم وجه الباري
    بشراك يا خلاصة الإيجاد
    أم الكتاب و ابنة التنزيل
    بحر الندى و مجمع البحرين
    واحدة النبي أول العدد
    و مركز الخمسة من أهل العبا
    لك الهنا يا سيد البريه
    أتاك طاووس رياض الانس
    من جنة الصفات و الأسماء
    فارتاحت الأرواح من شميمها
    بها انتشى في الكون كل صاح
    تحيى بها الأرض و من عليها
    لهفي لها لقد اُضيع قدرها
    تجرعت من غصص الزمان
    و ما أصابها من المصاب
    ان حديث الباب ذو شجون
    أيهجم العدى على بيت الهدى
    أيضرم النار بباب دارها
    و بابها باب النبي الرحمة
    بل بابها باب العلي الأعلى
    ما اكتسبوا بالنار غير العار
    ما أجهل القوم فإن النار لا
    و إن كسر الضلع ليس ينجبر
    إذ رض تلك الأضلع الزكية
    و من نبوع الدم من ثدييها
    و جاوز الحد بلطم الخد
    فاحمرت العين و عين المعرفة
    و لا تزيل حمرة العين سوى
    و للسياط رنّة صداها
    والأثر الباقي كمثل الدملج
    و من سواد متنها اسودّ الفضا
    و وكز نعمل السيف في جنبيها
    و لست أدري خبر المسمار
    و في جنين المجد ما يدمي الحشا
    والباب والجدار والدماء
    لقد جنى الجاني على جنينها
    أهكذا يصنع بابنة النبي
    أتمنع المكروبة المقروحة
    تاللّه ينبغي لها تبكي دماً
    لفقد عزها أبيها السامي
    أتستباح نحلة الصديقه
    كيف يرد قولها بالزور
    أيؤخذ الدين من الأعرابي
    فاستلبوا ما ملكت يداها
    يا ويلهم قد سألوها البينة
    و ردّهم شهادة الشهود
    و لم يكن سد الثغور غرضا
    صدوا عن الحق و سدوا بابه
    أبضعة الطهر العظيم قدرها
    ما دفنت ليلاً بسترها و خفا
    ما سمع السامع فيما سمعا
    يا ويلهم من غضب الجبّار
    بظلمهم ريحانة المختار



  • بدت فأبدت عاليات الأحرف
    في عالم الأسماء أسمى كلمه
    في غيب ذاتها فكانت مبهمه
    «اُم أبيها» و هو علة العلل
    و في الكفاء كفؤ من لا كفؤ له
    لطيفة جلت عن الشهود
    نتيجة الأدوار والأكوار
    بصورة بديعة الجمال
    و في الصعود محور العقول
    عيانها بأحسن العيان
    في قوسي النزول والصعود
    مدارها الأعظم إلا «الطاهرة»
    مرموزة في الصحف المكرمة
    تفرغ بالصدق عن الحقيقة
    سر ظهور الحق في المظاهر
    كمريم الطهر و لا سواء
    و مريم الكبرى بلا خفاء
    عليه دارت القرون الخاليه
    فيالها من رتبة رفيعه
    عن نشأة الزخارف الذميمه
    للشمس من زهرتها الضياء
    و مطلع الشموس والأقمار
    حليفة لمحكم التنزيل
    معصومة عن وصمة الخطاء
    عن غيب ذات بارى ء الأشياء
    بما يضيق عنه واسع الفضا
    فهي غنية عن الحدود
    و كعبة الشهود والوصول
    و من بها تدرك غاية المنى
    و مستجار كل ذي ملمة
    بنورها تطفأ نار الحاطمة
    أضحى ثراه للثريا ملثما
    و هو مطاف الكعبة المعظمه
    بارقة تذهب بالأبصار
    فكيف بالإشراق من قبابه
    من صدف الحكمة والعناية
    من ضوء تلك الدرّة البيضاء
    كيف و لا حد لها و منتهى
    بنور تلك الدرّة البهيه
    بل جاوز السدرة فرعها الزكي
    بموضع فيه العقول ضلت
    تتبغ من ذلك أعلا مثلا
    من دوحة المجد الأثيل المثمرة
    عنوان تلك الدوحة الميمونه
    مظاهر الأسماء والصفات
    و منتهى الغايات في النهاية
    في صفحات مصحف الإمكان
    من جنة الذات غدت مقتطفه
    في نشئات الغيب والشهود
    كيف و لا تكرار في التجلي
    فكيف بالنظير والنديد
    ترى لها ثانية أو بدلا
    فريدة في أحسن التقويم
    بالبضعة الطاهرة المطهرة
    و بهجة الفردوس في الجنان
    يعرف حسن المنتهى بالمبتدا
    عينان من ماء الحياة والحيا
    و قبلة العارف بالأسرار
    بصفوة الأنجاد والأمجاد
    ربة بيت العلم بالتأويل
    قلب الهدى و مهجة الكونين
    ثانية الوصي نسخة الاحد
    و محور السبع علواً و إبا
    بأعظم المواهب السنيه
    بنفحة من نفحات القدس
    جلّت عن المديح والثناء
    و اهتزت النفوس من نسيمها
    و طابت الأشباح بالأرواح
    و مرجع الأمر غداً إليها
    حتى توارى بالحجاب بدرها
    ما جاوز الحد من البيان
    مفتاح باب «حديث الباب»
    مما به جنت يد الخؤون
    و مهبط الوحي و منتدى الندى
    و آية النور علا منارها
    و باب أبواب نجاة الاُمة
    فثم وجه اللّه قد تجلى
    و من ورائه عذاب النار
    تطفى ء نور اللّه جلّ و علا
    إلّا بصمصام عزيز مقتدر
    رزية لا مثلها رزية
    يعرف عظم ما جرى عليها
    شلت يد الطغيان والتعدي
    تذرف بالدمع على تلك الصفة
    بيض السيوف يوم ينشر اللوا
    في مسمع الدهر فما أشجاها
    في عضد الزهراء أقوى الحجج
    يا ساعد اللّه الإمام المرتضى
    أتى بكل ما أتى عليها
    سل صدرها خزانة الأسرار
    و هل لهم إخفاء أمر قد فشا
    شهود صدق ما به خفاء
    فاندكت الجبال من حنينها
    حرصاً على الملك فيا للعجب
    عن البكا خوفاً من الفضيحة
    مادامت الأرض و دارت السما
    و لاهتضامها و ذل الحامي
    وارثها من أشرف الخليقه
    إذ هو ردّ آية التطهير
    و ينبذ المنصوص بالكتاب
    و ارتكبوا الخزية منتهاها
    على خلاف السنة المبينة
    أكبر شاهد على المقصود
    بل سد بابها و باب المرتضى
    كأنهم قد آمنوا عذابه
    تدفن ليلاً و يعفى قدرها
    إلا لوجدها على أهل الجفا
    مجهولة بالقدر والقبر معا
    بظلمهم ريحانة المختار
    بظلمهم ريحانة المختار





لحجة الإسلام الشيخ ميرزا محمد علي الاوردبادي الغروي





  • ليهنى الهدى فيضه الأقدس
    شئت أرض مكة فيه السما
    و غالى بها القدس من فاطم
    و غصن النبوّة اعياضه
    و نسج الخلافة أبرادها
    مشت في الصعيد و علياؤها
    و عن غير سؤددها المستفيض
    و قد وقفت فيه في مستوى
    فعن دنس الشرك مفطومة
    لئن تسمع في نيله العاثرات
    فأين من النور نور الهدى
    و في منتهى القوس عند الصعود
    بامكانها الأشرف المستنير
    و ان على ودّها الأنبيا
    و دارت عليه قرون مضت
    و في الملكوت لها موقف
    و لم يلف كفؤ لها في الوجود
    و ذرية بعدها قد زكوا
    أئمة حق هم المصطفون
    و تيم ابن مرة اعلامها
    و ما لابن عفان في منتدى
    سوى آل فاطمة الأكرمين
    أقول و اُنس اللسان الثناء
    ذخرت لمثوى اللحود الولا
    و نشوة حبي بني فاطم
    و إن كان قصراً عليها الفخا
    رفان عليها الثناء يحبس



  • غداة زهي الثقل الأنفس
    فذل لها الفلك الأطلس
    فزايلها الثمن الأوكس
    بروض الجنان لها مغرس
    فما الحور جللها السندس
    لها فوق هام السما معطس
    غدت سور الذكر لا تنبس
    بوصم الرجاسة لا يدنس
    و عن كل شائنة تحرس
    يؤخرها عزها الأقعس
    بظلماء ليل العمى حندس
    ليس لمن يبتغي ملمس
    نيطت بآفاقها الأنفس
    ءعلواً بنية ما أسسوا
    تقفى البليغ به المبلس
    و ذكر إلى الحشر لا يدرس
    لو لا ابن فاطمة الأقدس
    فمن أقعس بعده أشوس
    لأمر الخلافة ما استيأسوا
    و نوكى عدي بها نكس
    القداسة إما احتبى مجلس
    يطأطأ منا لها الأرؤس
    و قلبي بذكراهم يأنس
    ء و يوم هم المقلق المخرس
    تدار لها بيننا الأكؤس
    رفان عليها الثناء يحبس
    رفان عليها الثناء يحبس





لحجة الإسلام و علم الأعلام الشيخ محسن بن الشيخ شريف بن الشيخ عبدالحسين بن الشيخ الأكبر صاحب الجواهر



[كان قدس سره من أعلام الدين والمجتهدين المحققين لا تأخذه في اللّه لومة لائم مجاهداً في إحياء الشرع الأقدس في حله و مرتحله فارق وطنه و مسقط رأسه النجف و سكن الأهواز و نواحيه للإرشاد والهداية رادعاً للظالم منتصفاً للمظلوم لا يعبوء بمن بيده الدنيا ان رآه حائداً عن الصراط السوي فانعطفت عليه القلوب و قدسته الألسن، حضر في الفقه والاُصول على الشيخ الشريعة والشيخ محمد حسين الكاظمي والسيد علي الشرع والشيخ علي الشيخ باقر آل الجواهر و في الحكمة والكلام على أحد فضلاء الترك المبرزين و أجازه الحجة آية اللّه ميرزا محمد حسين النائيني اجازة اجتهاد مفصلة رأيتها بخطه


1- له من الآثار شرح نجاة العباد كبير


2- الفرائد الغوالي في شرح شواهد أمالي السيد المرتضى في الأدب والتاريخ والنقد أربع مجلدات


3- القلائد الغرر في إمامة الإثنا عشر




4- شرح منظومة السيد محمد باقر الحجة الطباطبائي


5- عدة أراجيز في الكلام والقرائة والمواريث و رحله ولد رحمه اللّه سنة 1295 و توفي 15 ذي القعدة سنة 1355 ه و دفن في النجف في مقبرتهم الخاصة بجوار ضريح جدهم الأكبر صاحب الجواهر قدس سره.






  • قفا روحا بالبيض عن كبدي الحرا
    و لا تسئما أن تبكيا بشبا الظبا
    حوادث أبكت أحمداً و وصيه
    حوادث ما أبقت لدين محمد
    حوادث أعطت له السيف بعده
    غداة عدت بغياً على دين أحمد
    إذ لا قريش جانباً و أقلها
    و أخسرها في ساحة المجد صفقة
    فسل عنهما أحداً و سل يوم خيبر
    و يوم حنين اعطيا سيد الورى
    و سل يوم بدر والمشاهد كلها
    و لا قتلا فيها قتيلا و اغنيا
    و لا جاريا في حومة الحرب مسلماً
    و سل عنهما أحكام دين محمد
    و كم قضيا بالجور فيها فردها
    و أولها سلماً و أرسخها حجى
    فيا ضلة ماذا جنت بعد أحمد
    و يا ضلة ماذا جنته بفرية
    عدت بعده جهراً على بيت حيدر
    و لم يجن ذنباً عندهم غير انه
    فخل قريشاً والسفاهة جانباً
    و عرج على ابناء قيلة فالحشا
    و سلها عهود المصطفى ان نكثها
    ألم تعطه العهد الوثيق بأنه
    و ان له منهم حمى دون نفسه
    فلم غيرت و استبدلت بعد عهده
    و عن ملأ منهم أتت بنت أحمد
    و عن ملأ ردّت إلى عقر بيتها
    و يوم اقتحام الدار يوم تهتكت
    فعن ملأ منهم أتوا بيت فاطم
    غداة غدى ركن الضلالة حاملاً
    يحاول حرق الدار والدار تلتقي
    ينادي به اخرج (علي) و ان تقم
    فكم ريعت (الكبرى) بهذاوكم شكت
    و كم هتفت بالمسلمين و كم دعت
    و لا قائل منهم دعوها فانها
    تناشدهم والمسلمين ولو دعت
    تقول لهم يا قوم بيتي و لم يكن
    فما كف عنها الرجس بل حركت له
    و هاجم بيت الوحي والباب دونه
    و لم يرعها بل راعها و تزاحموا
    فقل للذي رام اعتذاراً لبغيهم
    زعمت ابنة الهادي اطمأنت و أذعنت
    فما بالها غضبى قضت بعد عذرهم
    فيا أيها العاوي على اثر من مضى
    إلى كم ترى نهج الضلالة لا حباً
    و فيم تعد الغي رشداً و لا ترى
    و حتام لا تصغي لعذل و لا تعي
    رويداً فليس الدين بالرأي يبتغى
    و عما قليل يطمئن بك المسرى



  • و كفا بسمر الخط ادمعي الحمرا
    حوادث قد أبكت دماً (أحمد) الطهرا
    و بضعته و استأصلت اله الغرا
    عماداً و لا ألوت على الحجة الكبرى
    و لم يتخذ إلا مودتهم أجراً
    عدي و تيم و ادعت بعده الأمرا
    قبيلاً و أجفاها و الأمها نجرا
    و أخملها في يوم مفخرة ذكرا
    ففي ذا غنى اما قتلتهما خبرا
    عهودهما أن لا يفرا و قد فرا
    فما أحرزا فيها غناءاً و لا نصرا
    بيوم فتيلا لا و لا طلبا وترا
    و لا أبليا في ملتقى جيشها عذرا
    فقد ركبا في أمرها مركباً و عرا
    إلى العدل (أقضاها) و أشرفها قدرا
    و أوفرها علماً و أعظمها صبرا
    صحابته من حبة شانت الدهرا
    إلى الحشر لا تنفك معقبة شرّاً
    و حاكت ثيات الذل للبضعة الزهرا
    أقام عمود الدين و استأصل الكفرا
    فقد طلبت عند النبي لها وتراً
    لردتها بعد الهدى احتدمت جمرا
    لردتها دم الإسلام ما بينها جهرا
    إذا جاءها لم يشك ضيماً و لا ضرا
    و أهليه واللّه الشهيد بها أدرى
    و أغضت على ظلم المطهرة الزهرا
    تناشد حقاً نصه اللّه في الذكرى
    تجر ثياب الذل مهضومة عبرى
    به حرمات اللّه حتى بدت حسرى
    مقرّ الهدى والدين والحجة الكبرى
    على ظهره أضعاف ما في الحشا أورى
    على صبية لم تعرف الخوف والذعرا
    فللنار أعمال ستخرجكم قسراً
    إلى جدها ما نالها منهم (الصغرى)
    بيا لرسول اللّه لابنتك (الزهرا)
    سليلة خير الخلق والبضعة (الحورا)
    بحق رسول اللّه صلد الصفا خرا
    نبي الهدى يوماً ليدخله قهرا
    حشى فيه نار الحقد كامنة دهرا
    عقيلة آل اللّه مسندة صدرا
    على الباب أفواجاً فابئس بهم طرا
    على المصطفى قبحت من طالب عذرا
    لما لفقوا يا بئسما احتقبوا وزراً
    و ما بالها لما قضت دفنت سراً
    بغير هدى اكثرت في قولهك الهجرا
    جلياً و ملحوب الهدى مظلماً و عرا
    سبيل هدى إلا اختلفت له سترا
    مقالة ذي رشد و لا تسمع الذكرا
    و عما قليل يطمئن بك المسرى
    و عما قليل يطمئن بك المسرى




العالم الكامل الأديب الشيخ حسن الحلي



[هو ابن حجة الإسلام آية اللّه الشيخ على بن الحاج حسين بن حمود بن حسن الحلي النجفي من عشيرة طفيل الذين يسكن البعض منهم قريب الحلة المجاورة لقبر النبي أيوب عليه السلام تعرف باسمهم كان المترجم طاهر الضمير صقيل النفس خفيف الروح حلو الحاظرة مرتفعاً عن الدنايا نزيهاً عن مقاربة ما يحط بشأنه من الخضوع للمادة التي لا تأتي إلا عن طريق التبصبص وبيع الضمير والدين بالنزر و لذا عاش رحمه اللّه في أكثر حياته بما ينسخه من الكتب والدوائين لأنه جيد الخط أديب يفهم ما يكتب و مع هذا كان مكباً على طلب العلم والتدريس تلمذ على جماعة من أهل الفضل ففاق أقرانه والذي أخره عن انتاج ما عنده من المعلومات ابتلاؤه بمرض السل الذي توفى فيه سنة 1337 هه و دفن بالصحن الحيدري بالقرب من حافة الايوان الذهبي و لم يترك إلا رسالة في علم الصرف و ديوان شعره اقتطفنا هذا من ترجمته المفصلة في «شعراء الحلة» ج 1 ص 229 للاُستاذ الشيخ علي الخاقاني و أما أخوه الشيخ حسين فهو مجموعة نفسية حوت اُصولاً دقيقاً و فقهاً عالياً مشفوعاً بأسرار التفسير والبلاغة والنكات الأدبية و ان زهده في هذه الحياة حرج عليه التصدي للزعامة فحسرت الاُمة صفقتها الرابحة حيث فاتها المنتشل لها إلى ساحل السعادة. نعم لم يفت أهل الفضل و من لهم الخبرة بمقادير العلماء الإنتهال من بحر علمه الزاخر والإقتباس من آرائه الدقيقة و أما آثاره القيّمة فكثيرة أخص منها رسالة في أخذ الاُجرة على الواجبات و رسالة في الوضع و رسالة في معاملة اليانصيب والبيمة الشائعة في هذا الزمن و رسالة في قاعدة من ملك و رسالة في حكم بيع جلد الضب و طهارته و قبوله التذكية و رسالة في معاملة الدينار بأزيد منه و رسالة في عمل أهل كل اُفق على اُفقه و حكم المسافر بالطائرة من بلاد إلى اُخرى و قد اختلفا بالاُفق و رسالة في الحاق ولد الشبهة بالزوج الدائم و رسالة في قاعدة الفراش.
]



و له مجلدان كبيران يحتويان على مسائل متفرقة في الفقه والتفسير واللغة والأدب بعنوان السؤال والجواب و هذا غير ما كتبه من تقرير درس العلمين الحجتين آية اللّه ميرزا محمد حسين النائيني و آية اللّه الشيخ ضياء العراقي في الفقه والاُصول و له تعليقة كبيرة على مكاسب الشيخ الأنصاري (ره) و تعليقة مهمة على مباحث الألفاظ من تقرير حجة الإسلام آية اللّه السيد أبوالقاسم الخوئي لدرس الميرزا النائيني (قده) و تعليقة اُخرى على الأدلة العقلية من تقرير شيخنا «الكاظمي» (ره) لدرس الميرزا النائيني و له غير ذلك من المؤلفات التي لم يتحمل عتدها هذا المختصر أسأل اللّه تعالى أن يتحف أهل العلم بإخراج هذه الرسائل إلى عالم الطبع ليسهل تناولها و الإنتفاع بها «إنه بعباده رؤوف رحيم».

.




  • سل أربعاً فطمت أكنافها السحب
    سرعان ما صاح طير البين بينهم
    سرت تجوب الفيافي فيهم النجب
    اتبعتهم ناظراً خيل الدموع به
    أضحت منازلهم للوحش معتكفاً
    لم يبق منها سوى رسم و ذي شعث
    و ذي انحناء كجسم الصب تحسبه
    أوهت قواعدها كف الضنا فعفت
    وقفت فيها و دمع العين منسكب
    و بي لواعج و جد لو رميت بها
    حيران اقبض في رعش البنان حشاً
    و قائل لي رفع عن حشاك و لي
    فقلت لم يشجني نأي الخليط و لا
    لكن أذاب فؤادي حادث جلل
    يوم قضى المصطفى في صحبه و على
    قادوا أخاه و رضّوا ضلع بضعته
    لم أنسها و هي تنعاه و تندبه
    تقول يا والدي ضاق الفضاء بنا
    (قد كان بعدك أنباء و هنبثة
    (انا فقدناك فقد الأرض وابلها
    نفوا أخاك علياًً عن خلافته
    كقوم موسى أطاعوا العجل و اعتزلوا
    ويل لهم نبذوا القرآن خلفهم
    ما راقبوا غضب الجبار حين إلى
    ألغوا وصاياه في أهليه وانتهبوا
    جاروا على ابنته من بعده فغدت
    و جرعوها خطوباًً لو وقعن على
    أبضعة الطهر طه نصب أعينهم
    رضّوا أضعالعها أجروا مدامعها
    لبيتها و هي حسرى في معاصمها
    فألموا عضديها في سياطهم
    قادوه بالحبل قهراًً و هي خلفهم
    يا قوم خلوا ابن عمي قبل أن تقع
    فقنعوها بقرع الأصبحية لا
    و وشحوا متنها بالسوط فانكفأت
    حرى الفؤاد يروي الأرض مدمعها
    قد حارب النوم عينيها و انحلها
    ما بارحت قلبها الأحزان ذات حشاً
    قضت و في جنبها أثر السياط و في
    ما شيعوا نعشها السامي علا و لقد
    سلوا ضبا الظلم من أغمادها فغدا
    ثاو بحر هجير الشمس منجدلا
    جالت عليه العوادي بعد ما نهبت
    يا ثاوياً بمحاني الطف قد سلبوا
    «تاللّه ما سيف شمر نال منك و لا
    «لو لا الأولى اغضبوا رب العلى و أبوا
    «كف بها اُمك الزهراء قد ضربوا
    فدونكم يا بني الزهراء مرثية
    أرجو خلاص بها في يوم لا سبب
    عليكم صلوات اللّه ما طلعت
    في الافق شمس و لاحت أنجم شهب



  • عن ساكنيها متى عن افقها غربوا
    فأصبحوا فرقاً عن عقرها عزبوا
    و لي فؤدا قفا آثارهم يجب
    تسابقت فهو دامي الغرب مختضب
    فيهن طير الفنا ينعى و ينتحب
    رأس أشج علت من فوقه الكثب
    نوناً بها عجم شين الخط قد كتبوا
    آثارها و محت سيماءه النوب
    كالغيث والنار في الأحشاء تلتهب
    صدر الفضا ضاق و هو الواسع الرحب
    حرى أناخت بها الأحزان والكرب
    وجد إذا ما نزا بالقلب يضطرب
    ربع محت رسمه الأعوام والحقب
    تنمى إليه الرزايا حين تنتسب
    الأعقاب من بعد أصحابه انقلبوا
    بجورهم و لها البغضاء قد نصبوا
    و قلبها بيد الأرزاء منتهب
    لما مضيت و حالت دونك الترب
    لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب)
    واختل قومك فاشهدهم فقد نكبوا)
    و شيخ تيم عناداًً منهم نصبوا
    هارون والسامري الرجس قد صحبوا
    و مزقوه عناداًً بئس ما ارتكبوا
    المختار أحمد قول (الهجر) قد نسبوا
    ميراثه و إلى حرمانهم وثبوا
    عبرى النواظر حزناًً دمعها سرب
    صم الجبال لأضحت و هي تضطرب
    بالباب يعصرها الطاغي و ما غصبوا
    أدموا نواظرها ميراثها نهبوا
    عدوا فلاذت وراء الباب تحتجب
    و أسقطوا حملها والمرتضى سحبوا
    تدعو و أدمعها كالغعيث ينسكب
    الخضراء فوق الثرى والكون ينقلب
    عداهموا سخط الجبار والغضب
    لدارها و حشاها ملؤه عطب
    فكلّما سال هذا ذاك يلتهب
    فرط البكاء و أضنى جسمها التعب
    حرى إلى أن اهيلت فوقها التراب
    فؤادها للرزايا جحفل لجب
    تزاحمت خلفها الأملاك تنتحب
    في حدها سبط طه الطهر يعتصب
    تظله السمر و الهندية القضب
    أشلاءه البيض و العسالة السلب
    ثيابه و كست جثمانه الكثب
    يدا سنان و ان جل الذي ارتكبوا»
    نص الولاء و حق المرتضى غصبوا»
    هي التي اختك الحورا بها سلبوا»
    ان تتل شجواً فقلب الصخر ينشعب
    يغني سواكم ولا مال و لا حسب
    في الافق شمس و لاحت أنجم شهب
    في الافق شمس و لاحت أنجم شهب





و له في رثائها



[نقلناه هذه القصيدة من «شعراء الحلة» الجزء الأول ص 273 للاُستاذ الشيخ علي الخاقاني.]


.




  • لا رعى اللّه «قيلة» و عراها
    أغضبت أحمداً بعزل إمام
    واجهته بما لهارون قد ما
    أخرته و أمرت شيخ «تيم»
    حالفته على الضلال و حادت
    احدثت للورى أحاديث كذب
    أسخطت ربها فلا رضى الرحمن
    فلكم قال وارثي و وصيي
    هو مني كمثل هارون و هو
    فاحفظوا لي وصيتي بابن عمي
    أيها القوم ان بعدي كتاب اللّه
    ان من صد عنهما كبرياء
    فغدا منهم يقاسي كتاب اللّه
    حاربوا (فاطماً) و قد فرض اللّه
    لقيت منهم خطوباًً عظاماً
    كسر ضلع و غصب إرث و لطماً
    أخرجوها من المدينة قهراًً
    و على هظمها تواطأت الأنصار
    عزلت بعلها عن الحل والعقد
    غصباها تراثها و لظى الو
    دفعاها عنه عناداًً و ظلماً
    و ادعت نحلة لها من أبيها
    فانثنت والفضاء ضاق عليها
    و أتت دارها تجرر داها
    فأتوا نحو دارها و أداروا الجز
    عصروها بالباب قسراً إلى أن
    ألجأوها إلى الجدار فألقت
    دخلوا الدار و هي حسرى فقادوا
    برزت خلفهم تقوم و تكبوا
    و على رأسها قميص أبيها
    و هي تعدو خلف الوصي و تدعو
    أيها القوم أطلقوا صفوة اللّه
    أو لأدعو اللّه العظيم بشجو
    فأتاها العبد المشوم فأدمى
    و هي منهم بمسمع و بمرأى
    أذياها عند الحياة و لما
    دفنت في الدجى و عفى (علي)
    أفمثل ابنة النبي يوارى
    شخصه في الدجى و يعفى ثراها



  • سخط موسى و حل منها عراها
    فيه كم آية جهاراً تلاها
    واجهت قومه ضلالاً سفاها
    سر كفرانها و قطب شقاها
    عن أخي المصطفى منار هداها
    لا نبي و لا وصي رواها
    عنها و خالفت نص طاها
    (حيدر) و هو للورى مولاها
    الفلك للعالمين فيه نجاها
    انه للعلوم شمس سماها
    فيكم و عترتي لن تضاهى
    فله النار في غد يصلاها
    هجراً والآل فرط جفاها
    على الخلق حبها و ولاها
    لا يطيق الطود الأشم لقاها
    و اهتظاماً منه استطال عناها
    مذ أطالت لفقد (طه) نعاها
    سراً و أظهرت بغضاها
    عناداًً و أمرت ادعياها
    جد و فرط السقام قد أورثاها
    مزقا (صكها) و ما راعياها
    سيد الأنبيا فلم ينحلاها
    و شواظ الزفير حشو حشاها
    والجوى كاد أن يريها رداها
    ل كي يحرقوا عليها خباها
    كسروا ضلعها و هدوا قواها
    (محسناً) و هي تندب الطهر طاها
    بنجاد الحسام «حامي حماها»
    و حشاها ذابت بنار شجاها
    و على متنها استوى فرخاها
    بانكسار فلم يجيبوا نداها
    امام الأنام عقد ولاها
    فتخر الخضرا على غبراها
    متنها فانثنت تطيل بكاها
    نصب عينيهم تقاسي أذاها
    حضرتها الوفاة ما شيعاها
    قبرها ليته استطال دجاها
    شخصه في الدجى و يعفى ثراها
    شخصه في الدجى و يعفى ثراها




الخطيب المصقع زينة الاُدباء الاُستاذ المحقق الشيخ محمد علي اليعقوبي



[نقلتها من كتابه «الذخائر» المطبوع في النجف سنة 1369 ه.]


.




  • ترك الصبا لك والصبابه
    أنسته أيام المشيب
    أو بعد ما ذهب الشباب
    و سرى به حادي الليالي
    هيهات دأبك في الهوى
    ليس الخلي كمن غدا
    ما شاب لكن الحوادث
    اسوان مما نابه
    لم يدعه لبني الهدى
    صب الإله على بني
    لا جاز بالشام النسيم
    سنوا بها سب الوصي
    سدّوا على الآل الفضاء
    حتى قضوا والماء حولهم
    بالطف بين مصفد
    ضربوهم بمهند
    و لقد يعز على رسول
    قد مات فانقلبوا على
    منعوا البتولة أن تنوح
    نعش النبي أمامهم
    لم يحفظوا للمرتضى
    لو لم يكن خير الورى
    قد أطفأوا نور الهدى
    أسد الإله فكيف قد
    و عدوا على بنت الهدى
    في أي حكم قد أباحوا
    بيت النبوة بيتها
    أذن الإله برفعه
    بأبي وديعة أحمد
    عاشت معصبة الجبين
    حتى قضت و عيونها
    و امض خطب في حشا الا
    بالليل وارها الوصي
    و قبرها عفى ترابه



  • صب كفاه ما أصابه
    هوى به أفنى شبابه
    مودعاًً يرجو إيابه
    للردى يحدو ركابه
    لم يحك بعد اليوم دأبه
    رهن الجوى حلف الكئابه
    قد رمته بما أشابه
    والوجد انشب فيه نابه
    داعي الأسى إلا أجابه
    صخر و حزبهم عذابه
    و لا همت فيه سحابه
    لدى الفرائض و الخطابه
    و ضيقوا فيهم رحابه
    و ما ذاقوا شرابه
    و مجرد سلبوا ثيابه
    شحذ الأولى لهم ذبابه
    اللّه ما جنت الصحابه
    الأعقاب لم يخشوا عقابه
    عليه أو تبكي مصابه
    و وراءهم نبذوا كتابه
    رحم النبوة والقرابه
    بعد النبي لما استنابه
    مذ أضرموا بالنار بابه
    و لجت ذئاب القوم غابه
    ضربا بحضرته المهابه
    إرث فاطم و اغتصابه
    شادت يد الباري قبابه
    والقوم قد هتكوا حجابه
    جرعا سقاها الظلم صابه
    تئنّ من تلك «العصابه»
    عبرى و مهجتها مذابه
    سلام قد أورى التهابه
    و قبرها عفى ترابه
    و قبرها عفى ترابه





للعلامة الحجة السيد محمد حسين الكيشوان



[هو ابن السيد محمد كاظم بن علي بن أحمد الموسوي الكاظمي الأصل النجفي المولد الشهير بالكيشوان عالم فذ و شاعر فحل أوتي كثيراً من المواهب العلمية والأدبية كما اُوتي مقدرة حسن الخط فقد كتب عشرات الكتب النادرة و كان من العلماء المرموقين في وسطهم حلو الحاضرة مليح النكتة صريح القول حديد الرأي له شعر كثير معظمه في آل البيت و له ديوان مخطوط شاهدته عند ولده الكبير السيد صادق و قد حوى أكثر شعره، و له قصائد خالدة في مراثي الإمام الحسين عليه السلام و كانت له حلقة تدريس يحضرها الكثير من رجال الفضل فهو من المجتهدين المحققين و له إحاطة بكثير من العلوم الحديثة كالرياضيات والفلك ولد عام 1295 ه في النجف و توفي فيها 1351 ه اقتطفنا ترجمته من كتاب «شعراء الغري» ج 3.]
]




  • مالك لا العين تصوب ادمعا
    فأيما قلب أتاه نبؤ
    أما وعي سمعك ما جرى بها
    و ما دريت باللذين استنهضا
    سلا من الأحقاد سيف فتنة
    و انتهزاها فرصة فاحتلبا
    و اتبعا نهج الهدى و جانبا
    فليت شعري أي عذر لهما
    و أي قربى و صلا منه و عن
    فقل (لتيم) لا هديت بعد ما
    خف لداعي الكفر نهضاً فانثنى
    فقام و هو يستقيل عثرة
    درى بأن (فاطما) بضعته
    كيف يطيب شيمة و عنصراً
    و اجتمع الناس عليه ضلة
    و أظهروا باطنة الكفر عمى
    و خالفوا نص الولاء بعد ما
    و غادروا حق البتول نهلة
    و افتتنوا من ولع بسورة
    و أودع الثقلين فيهم فأبوا
    و جمعوا النار ليحرقوا بها
    بيت علا سمك الضراح رفعة
    أعزه اللّه فما تهبط في
    بيت من القدس و ناهيك به
    و كان مأوى المرتجى والملتجى
    فعاد بعد المصطفى منتهكا
    و أخرجوا منه عليا بعد ما
    قادوه قهراًً بنجاد سيفه
    فعاد إلا انه عن حقه
    ما نقموا منه سوى ان له
    و أقبلت فاطم تعدو خلفه
    فانتهروها بسياط قنفذ
    فانعطفت تدعو أباها بحشى
    يا أبتا هذا (علي) أعرضوا
    اهتف فيهم لا أرى واعية
    أمسى تراثي فيهم مغتصبا
    و انكفأت إلى علي بعد ما
    قالت أتغضي والنفاق صارخ
    و نمت عن ضلامتي عفواً و أنت
    احجمت و الذئاب عدواً و ثبت
    و لنت اخدعيك في الضيم و ما
    و كيف اضرعت على الذل لهم
    عز عليك أن ترى تسومني
    تهضمتني بالأذى و لم أجد
    الفيتها معرضة عني و ما
    فقال يا بنت النبي احتسبي
    و اجملي صبراً فما و نيت عن
    فاستر جعت كاظمة لغيظها
    حتى قضت من كمد و قلبها
    قضت ولكن مسقطا (جنينها)
    قضت و من ضرب السياط جنبها
    قضت على رغم العدى مقهورة
    قضت و ما بين الضلوع زفرة
    من الشجى غليلها لن ينقعا



  • منك و لا القلب يذوب جزعا
    الشورى فما ذاب و لا تصدعا
    فأي سمع فاته و ما وعى
    جاثية الغي فهبت سرعا
    نتاجها من الضلال البدعا
    من ضرعها كأس النفاق مترعا
    من الرسول شرعه المتبعا
    و قد أساءا بعده ما صنعا
    عترته حبل الولا قد قطعا
    طاف أخوك بالضلال و سعى
    بثقل أعباء الشقا مضطلعا
    كبا على الغي بها فلا لعا
    فما رأى حرمتها و لا رعى
    و عن اروم البغي قد تفرعا
    ففرقوا من الهدى ما اجتمعا
    مذ أبصروها فرصة و مطمعا
    أماط عن وجه الرشاد برقعا
    تجرعوها بالضلال جرعا
    الدنيا فهاموا بالدنايا ولعا
    أن يحفظوا (لأحمد) ما استودعا
    البيت الذي به الهدى تجمعا
    فكان أعلا شرفاً و أمنعا
    كعبته الأملاك إلا خضعا
    محط أسرار الهدى و موضعا
    فما أعز شأنه و أمنعا
    حريمه و فيئه موزعا
    ابيح منه حقه و انتزعا
    فكيف و هو الصعب يمشي طيعا
    صد و عن مقامه قد دفعا
    سابقة الإسلام والقربى معا
    والعين منها تستهل أدمعا
    و كسروا بالضرب منها أضلعا
    تساقطت مع الدموع قطعا
    عنه ضلالاً و ابن تيم تبعا
    تعي ندائي لا و لا مستمعا
    مني و حقي بينهم مضيّعا
    تجرّعت بالغيظ سماً منقعا
    حتى استعاذ الدين منه فزعا
    الموقظ العزم إذا الداعي دعا
    فاقحمت منك العرين المسبعا
    عهدت منك أن تلين اخدعا
    خدك و هو للعدى ما ضرعا
    من بعد عز «قيلة» أن اخضعا
    مأوى إليه التجى و مفزعا
    أبقت بقوس الصبر مني منزعا
    حقك في اللّه و خلي الجزعا
    ديني و لا اخطأت سهمي موقعا
    مبدية حنينها المرجعا
    كاد بفرط الحزن أن ينصدعا
    مولعاً فؤادها مروعا
    ما مهدت له الرزايا مضجعا
    ما طمعت أعينها أن تهجعا
    من الشجى غليلها لن ينقعا
    من الشجى غليلها لن ينقعا




للشيخ حبيب شعبان



[نقلت القصيدة من مجموعة الخطيب الاستاذ الشيخ مسلم الجابري والشيخ حبيب هو ابن الحاج مهدي بن الحاج محمد الشهير (بشعبان) من اُسرة عريقة في النجف. ولد في حدود 1290 ه في النجف و توفى 1336 ه في رامبور إحدى مدن الهند كان من مشاهير شعراء عصره تعلو شعره متانة و رصانة و مرونة و حلاوة، رثى في شعره آل البيت فأكثر من مراثيهم كما مدحهم و كان من الرجال الممتازين برجاحة العقل و دماثة الخلق عنى والده بتربيته فأقرأه القرآن و تطلع إلى بعض الأفاضل فقرأ عنده مقدمات العلوم ثم سافر إلى كربلا فقطنها و لازم خلال مكثه فيها العلامة السيد محمد باقر الطباطبائي فأخذ عنه الفقه، ثم سافر إلى الهند عن طريق البصرة و ذلك عام 1325 ه، له شعر كثير ولكنه لم يجمع ديوانه كما لم ينبغ من اُسرته من يتولى جمعه. اقتطفنا ترجمته من كتاب «شعراء الغري» تأليف الاُستاذ الشيخ علي الخاقاني.]


.




  • سقاك الحيا الهطال يا معهد الالف
    فكم مرّلي عيش حلا فيك طعمه
    بسطنا أحاديث الهوى وانطوت لنا
    فشتتنا صرف الزمان و انه
    كأن لم تدر ما بيننا اكؤس الهوى
    و لم نقض أيام الصبا و بها الصبا
    أيا منزل الأحباب مالك موحشا
    تعفيت يا ربع الأحبة بعدهم
    رمتها سهام الدهر و هي صوائب
    لقد بالغوا في هظمها و تحالفوا
    و ما ورثوها من أبيها و أثبتوا
    فآبت و زند الغيظ يقدح في الحشا
    و جاءت إلى (الكرار) تشكوا اهتضامها
    أبا حسن يا راسخ الحلم والحجى
    و يا واحداً أفنى الجموع و لم يزل
    أراك تراني وابن تيم و صحبه
    و يلطم وجهي نصب عينيك ناصب
    فتغضي و لا تنضي حسامك آخذاً
    لمن أشتكي إلا إليك و من به
    و قد أضرموا النيران فيه و أسقطوا
    و ما برحت مهظومة ذات علة
    إلى أن قضت مكسورة الضلع مسقطا
    جنين لها بالضرب مسودة الكتف



  • و يا جنة الفردوس دانية القطف
    ليالي اصفي الود فيها لمن يصفى
    قلوب على ما في المودة والعطف لمن
    لمنتقد شمل الأحبة بالصرف
    و نحن نشاوى لأنمل من الرشف
    تمر علينا و هي طيبة العرف
    بزهرتك الأرياح أودت بما تسقي
    فذكرتني قبر «البتولة» إذ عفي
    بشجو إلى أن جرعت غصص الحتف
    عليها و خانوا اللّه في ذلك الحلف
    حديثاً نفاه اللّه في محكم الصحف
    تعثر بالأذيال مثنية العطف
    و مدت إليه الطرف خاشعة الطرف
    إذا فرت الأبطال رعباً من الزحف
    بصيحته في الروع يأتي على الألف
    يسومنني ما لا أطيق من الخسف
    العداوة لي بالضرب مني يستشفي
    بحقي و منه اليوم قد صفرت كفي
    ألوذ و هلي بعد بيتك من كهف
    جنيني فوا ويلاه منهم و يا لهف
    تأرقها البلوى و ظالمها مغفى
    جنين لها بالضرب مسودة الكتف
    جنين لها بالضرب مسودة الكتف




العلامة السيد محمد نجل حجة الإسلام آية اللّه في المسلمين السيد جمال الهاشمي:





  • أي خطب يبكى عليه خطابي
    آه يوم الزهراء أي فؤادي
    لك في الدهر رنة رددتها
    فهي نار تذكي القرون و نور
    و هي للمجد فيه للسا
    غاب نور النبي و انقطع الوحي
    و ارتمى موكب الحياة و جاشت
    فانطوى النور في ظلام كثيف
    و انمحى الحق والصراحة لما
    موقف أربك العصور فاخفت
    غضبة الحق ثورة تجرف الباطل
    عجب أمرها و أعجب منه
    و إذا اللبوة الجريحة ثارت
    شمرت للجهاد سيدة الإسلام
    و أتت ساحة الجهاد بايما
    حاكمت عهدها المدمى بقلب
    لم تدع للمهاجرين والأنصار
    و استعانت بالحق والحق درع
    رجمتهم بالمخزيات فآبوا
    حجج كالنجوم ينثرها الحق
    فهي إما عقل و إما حديث
    فتهاوت أحلامهم كصروح
    آه لو لا ضعف النفوس لما استرجع
    و لما عادت الإمارة للقوم
    و استقرت هودج العواصف لما
    لاخطاب من عاذل لا جواب
    و مذ انهارت الرجال و عادوا
    و اختفى النص بالولاية لما
    أوقد الغدر في السقيفة ناراً
    و تلاشى «الغدير» إلا بقايا
    و توالت مناظر مؤلمات
    من هجوم الأرجاس بالنار كي
    و انكسار الضلع المقدس بالضغط
    و انتزاع الوصي سحباً من الدار
    و اغتصاب الحق الصريح جهاراً
    للأديب التقي السيد مهدي الأعرجي:
    و نار احشاك أسىً تلتهب
    لزينب فأرقتك زينب
    بالجزع أم راقك ذاك الربرب
    فاخلقت جدتهنّ الحقب
    دهت فؤادي يوم (طاها) النوب
    فضلت الدنيا له تنتحب
    و لن يضر اللّه من ينقلب
    و حول دارها أدير الحطب
    إن كلمتهم رجعوا و انقلبوا
    لاذت وراها منهم تحتجب
    ميراثها و للشهود كذبوا
    و هو ببند سيفه ملبب
    ينصرني «و جعفر» فيغضب
    أذيالها و قلبها منشعب
    أدعو و فيكم أرضكم تنقلب
    بالسوط و هي بالنبي تندب
    عينيك على اغتصابه تألبوا
    ضئيل تيم بعده و نصبوا
    بسيفه في الحرب قدَّ (مرحب)
    عليّ لما غيبتك الترب
    تراكمت منهم عليّ الكرب
    تندك منها الراسيات الهضب
    حقوقها و فيئها مستلب
    «و زينب» خلفهم تنتحب
    يسمع جهراً صوتها المحجب
    منها الرداء و الخمار تسلب
    أطفالها من الخيام هوبوا
    به على وجه الثرى مخضب



  • و مصاب قد شاب شهدي بصاب
    علوي عليك غير مذاب
    بخشوع أجياله و اكتئاب
    رف لألاؤه على الأحقاب
    لك تبدو اصعاب غير صعاب
    و خارت عزائم الاراب
    نزعات النفاق في الأحزاب
    نشرته جرائم الإنقلاب
    ساد عهد الضلال و الإرتياب
    رأيها في القلوب و الاهداب
    في موج عزمها الوثاب
    الها تنتمي لذات نقاب
    لهث الموت بين ظفر و ناب
    عن ذيل عزمها الصخاب
    ن يرد السيوف و هي نواب
    و اغر من شجونها لهاب
    رأياً إلا انمحى كالضباب
    من أمان و صارم من صواب
    و هم يحملون سوء المئاب
    و يرمي الشهاب إثر الشهاب
    جاء عن نص سنة أو كتاب
    شادها الوهم عالياً في السراب
    ركب الهدى على الأعقاب
    و حازوا إمامة المحراب
    قابلتها سياسة الإرهاب
    عن سؤال لا هجمة من عتاب
    بتلول من خزيهم و روابي
    أظهر الكيد فكرة الإنتخاب
    علقت في مواكب الأحقاب
    تترامى بها بطون الشعاب
    مثلتها عداوة «الأصحاب»
    تحرق بيت الأكارم الأطياب
    و سقط الجنين عند الباب
    بتيار ثورة الأعصاب
    باختلاف الأعذار للإغتصاب
    ما بال عينيك دماً تنسكب
    أهل تذكرت عهوداً سلفت
    أم هل تشوقت ظباءً سنحت
    أم هل شجتك أربع قد درست
    أم هل دهتك الحادثات مثلما
    يوم قضى فيه النبي نحبه
    و انقلب الناس على أعقابهم
    و أقبلوا إلى «البتول» عنوة
    فاستقبلتهم «فاطم» و ظنها
    حتى إذا خلت عن الباب و قد
    فكسروا أضلاعها و اغتصبوا
    و أخرجوا (الكرار) من منزله
    يصيح أين اليوم مني (حمزة)
    و خلفهم «فاطمة» تعثر في
    تصيح خلوا عن (علي) قبل أن
    فأقبل «العبد» لها يضربها
    يا والدي هذا «علي» بعد
    واعتزلوه جانباً و أمروا
    تجاهلوا مقامه و هو الذي
    و لو تراني والعدى تحالفوا
    و جرعوني صحبك الصاب و قد
    و لم تزل تجرع منهم غصصاً
    حتى قضت بحسرة مهضومة
    و أخرج الكرار ليلاً نعشها
    فقال للزكي سكتها فلا
    فلو يراها بالطفوف والعدى
    تجول في وادي الطفوف كى ترى
    ثم انثنت نحو أخيها و إذا
    به على وجه الثرى مخضب




خاتمة




لقد تمّ بعون اللّه تعالى و توفيق منه سبحانه تنضيد حروف هذا الكتاب (وفاة الصديقة الزهراء سلام اللّه عليها) في يوم ميلاد صهر الرسول- صلّى اللّه عليه و آله و سلم- و زوج البتول الصدّيقة الطاهرة- سلام اللّه عليها- سنة 1413 الهجري القمري.



الناشر



/ 11