و ذكروا انها بعد الرجوع من المسجد قالت ضمن خطابها لاميرالمومنين عليه السلام: منعتنى قيله نصرها و المهاجره و صلها و غضت الجماعه دونى طرفها،فلا دافع و لا مانع، خرجت كاظمه و عدت راغمه و لا خيار لى، ليتنى مت قبل هينتى و دون ذلتى، عذيرى الله منك عاديا و منك حاميا، ويلاى فى كل شارق! ويلاى فى كل غراب! مات العمد و وهن العضد و شكواى الى ابى و عدواى الى ربى...
[المناقب: 208:2، عنه البحار: 148:43؛ الاحتجاج: ص 107، عنه البحار: 234:29؛ العوالم: 412:11؛ مثالب النواصب: ص 153-
154.]
و قالت عليهاالسلام فى جواب ام سلمه (رحمه الله عليها):
اصبحت بين كمد و كرب فقد النبى صلى الله عليه و آله و سلم و ظلم الوصى، هتك والله حجابه من اصبحت امامته مقتصه على غير ما شرع الله فى التنزيل و سنها النبى فى التاويل، ولكنها احاقد بدريه و تراث احديه كانت عليها قلوب النفاق مكتمنه...
[المناقب: 205:2.]
ثم انها اظهرت غضبها عليهم ببكائها على اببها ليلا و نهارا، ليعرف عامه الناس الخاذلين لها و لا سيما الهيئه الحاكمه انها ماجراهم على ظلمها الا فقد ابيها. و مع انها ما عاشت بعده الا اشهرا قلائل و لكنها تعد من البكائين، و كان بكاوها اعتراضا على الخليفه و اعوانه و تظلما و شكوى من الناس جميعا، و لذا كانوا يتاذون من بكائها لما يجدون فى انفسهم من انهم ظلموها و عصوا ربهم و لم يحفظوا وصيه نبيهم صلى الله عليه و آله و سلم فيها.
قال مولانا ابوعبدالله الصادق عليه السلام فى عد البكائين الخمس-
و هم آدم و يعقوب و يوسف و فاطمه و على بن الحسين عليهم السلام-
و اما فاطمه عليهاالسلام فبكت على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حتى تاذى به اهل المدينه، فقالوا لها: قد آذيتنا بكثره بكائك،
فكانت تخرج الى المقابر مقابر الشهداء فتبكى حتى تقضى حاجتها ثم تنصرف
[امالى الصدوق: ص 141؛ الخصال: ص 272، عنه البحار: 155:43؛ المناقب: 322:3، عنه البحار: 35:43؛ روضه الواعظين: ص 170، 450-
451؛ كشف الغمه: 498:1؛ مكارم الاخلاق: ص 316-
315؛ ارشاد القلوب: ص 95.]
قال ابن ابى الحديد: و من الناس من يذكر: انها كانت تشوب هذه الندبه بنوع من التظلم و التالم لامر يغلبها، والله اعلم بصحه ذلك. و الشيعه تروى: ان قوما من الصحابه انكروا بكاءها الطويل و نهوها عنه و امروها بالتنحى عن مجاوره المسجد الى طرف من اطراف المدينه
[شرح نهج البلاغه: 43:13، و راجع كتاب النقض: ص 317 (ص 298 طبعه اخرى)؛ بحر الانساب: ص 4 (ترجمته بالفارسيه)؛حبيب السير: 434:1، لغياث الدين البلخى المعروف بخواندمير (المتوفى 942).]
و لا باس بذكر قطعه من روايه ورقه بن عبدالله عن فضه ليتضح معاريض كلامها فى ندبتها:
... فلما افاقت من غشيتها قامت و هى تقول: رفعت قوتى و خاننى جلدى و شمت بى عدوى و الكلمد قاتلى، يا ابتاه! بقيت و الهه وحيده، و حيرانه فريده، فقد انخمد صوتى و انقطع ظهرى، و تنغص عيشى، و تكدر دهرى، فما اجد-
يا ابتاه!-
بعدك انيسا لو حشتى، و لا رادا لدمعتى، و لا معينا لضعفى، فقد فنى بعدك محكم التنزيل و مهبط جبرئيل و محل ميكائيل، انقلبت بعدك-
يا ابتاه!-
الاسباب، و تغلقت دونى الابواب، فانا للدنيا بعدك قاليه، و عليك ما ترددت انفاسى باكيه، لا ينفد شوقى اليك و لا حزنى عليك... يا ابتاه! امسينا بعدك من المستعضفين.
يا ابتاه! اصبحت الناس عنا معرضين، و لقد كنا بك معظمين فى الناس غير مستضعفين.
فاى دمعه لفراقك لا تنهمل؟ و اى حزن بعدك عليك لا يتصل؟ و اى جفن بعدك بالنوم يكتحل؟.. فمنبرك بعد مستوحش....
يا ابتاه! ما اعظم ظلمه مجالسك! فوا اسفاه عليك الى ان اقدم عاجلا عليك، و اثكل ابوالحسن الموتمن ابو ولديك الحسن و الحسين و اخوك و وليك و حبيبك و من ربيته صغيرا و واخيته كبيرا و احلى احبائك و اصحابك اليك، من كان منهم سابقا و مهاجرا و ناصرا، و الثكل شاملنا، و البكاء قاتلنا، والاسى لازمنا.
ثم زفرت زفره و انت انه كادت روحها ان تخرج... ثم اخذت بالبكاء و العويل ليلها و نهارها و هى لا ترقا دمعتها، و لا تهدا زفرتها، و اجتمع شيوخ اهل المدينه و اقبلوا الى اميرالمومنين عليه السلام فقالوا له: يا اباالحسن! ان فاطمه عليهاالسلام تبكى الليل و النهار فلا احد منا يتهنا بالنوم فى الليل على فرشنا، و لا بالنهار لنا قرار على اشغالنا و طلب معائشنا، و انا نخبرك ان تسالها اما ان تبكى ليلا او نهارا. فقال عليه السلام: حبا و كرامه.
فاقبل اميرالمومنين عليه السلام حتى دخلت على فاطمه عليهاالسلام و هى لا تفيق من البكاء، و لا ينفع فيها العزاء، فلما راته سكنت هنيئه له، فقال لها:يا بنت رسول الله! ان شيوخ المدينه يسالونى ان اسالك اما ان تبكين اباك ليلا و اما نهارا.
فقالت: يا اباالحسن! ما اقل مكثى بينهم و ما اقرب مغيبى من بين اظهرهم، فوالله لا اسكت ليلا و لا نهارا او الحق بابى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم. فقال لها على عليه السلام: افعلى-
يا بنت رسول الله!-
ما بدا لك.
ثم انه بنى لها بيتا فى البقيع، نازحا عن المدينه يسمى ببيت الاحزان، و كانت اذا اصحبت قدمت الحسن و الحسين امامها و خرجت الى البقيع
باكيه، فلا تزال بين القبور باكيه، فاذا جاء الليل اقبل اميرالمومنين عليه السلام اليها و ساقها بين يديه الى منزلها و لم تزل على ذلك
[بحار: 175:43-
178.]
وروى انها تمثلت بشعر فاطمه بنت الاحجم (مخاطبه اباها صلى الله عليه و آله و سلم):
قد كنت لى جبلا الوذ بظله
قد كنت ذات حميه ما عشت لى-
فاليوم اخضع للذليل و اتقى-
و اذا دعت قمريه شجنا لها-
ليلا على فتن دعوت صباحى
فتركتنى امشى لا جرد ضاحى
امشى البراز و كنت انت جناحى
منه و ادفع ظالمى بالراح
ليلا على فتن دعوت صباحى
ليلا على فتن دعوت صباحى
و اذا بكت قمريه شجنا بها-
ليلا على غصن بكيت صباحى
(المناقب: 242:1-
243).
و تكرر فى كتب الفريقين قولها عليهاالسلام ضمن ابيات:
صبت على مصائب، لو انها
صبت على الايام صرن لياليا
صبت على الايام صرن لياليا
صبت على الايام صرن لياليا
525.
و لنعم ما قيل:
نحن بنو المصطفى ذوو غصص
قديمه فى الزمان محنتنا-
يفرح هذا الورى بعيدهم-
الناس فى الامن و السرور و لا-
يامن طول الحياه خائفنا
تجرعها فى الحياه كاظمنا
اولنا مبتلى و آخرنا
و نحن اعيادنا ماتمنا
يامن طول الحياه خائفنا
يامن طول الحياه خائفنا
الدفن ليلا
قال الامام ابوالحسن على بن محمد الهادى عليه السلام:
اللهم و صل على البتول الزهراء، ابنه الرسول، ام الائمه الهادين، سيده نساء العالمين، وارثه خير الانبياء، و قرينه خير الاوصياء، القادمه عليك متالمه من مصابها بابيها، متظلمه مما حل بها من غاصبيها، ساخطه على امه لم ترع حقك فى نصرتها، بدليل دفنها ليلا فى حفرتها، المغتصبه حقها، و المغصصه بريقها، صلاه لا غايه لامدها، و لا نهايه لمددها، و لا انقضاء لعددها.
اللهم فتكفل لها عن مكاره دار الفناء فى دار البقاء بانفس الاعواض، و انلها ممن عاندها نهايه الامال، و غايه الاغراض، حتى لا يبقى لها ولى ساخط لسخطها الا و هو راض، انك اعز من اجار المظلومين، و اعدل قاض.
اللهم الحقها فى الاكرام ببعلها و ابيها و خذ لها الحق من ظالميها
[مصباح الزائر: ص 478-
479، عنه البحار: 180:102.]]
اقول: اما الدفن ليلا فالروايات الوارده فيه كثيره جدا و كذا وصيتها عليهاالسلام بذلك
[راجع مجمع الزوائد: 221:9؛ سنن البيهقى: 29:4،396:3، 31؛ مختصر تاريخ دمشق: 270:2؛ الجوهره للتلمسانى: ص 18؛ سير اعلام النبلاء: 93:2، 127-
128؛ صفوه الصفوه: 14:2؛ ذخائر العقبى: ص 54؛ البدايه و النهايه: 307:5؛ مراه الجنان: 61:1؛ شذرات الذهب: 15:1؛ حليه الاولياء: 42:2؛ تهذيب التهذيب: 441:12-
442؛ المعجم الكبير للطبرانى: 398:22-
340؛ الطبقات لابن سعد: 8:19 باسانيد عديده، الاصابه: 380:4؛ اسد الغابه: 425:5؛ التنبيه و الاشراف: ص 249؛ تاريخ ابى زرعه الدمشقى: 290:1 (تحقيق القوجانى)؛ الاحاد و المثانى: 355:5-
354؛ الفصول المهمه: ص 131؛ اهل البيت عليهم السلام، توفيق ابوعلم: ص 18؛ ارشاد السارى: 306:1؛ تلخيص التحبير: 273:5؛ الاستيعاب بهامش الاصابه: 379:4؛ نزل الابرار: ص 134؛ شرح المواهب للزرقانى: 207:3؛ اسعاب الراغبين: ص 89-
90؛ تاريخ اليعقوبى: 115:2؛ كنز العمال: 687:13؛ تهذيب الاسماء و اللغات: 352:2؛ الدر المنثور (لزينب العاملى): ص 359-
361؛ اعلام النساء لكحاله: 131:4؛ مقتل الخوارزمى: 83:1؛ تاريخ الخميس: 278:1؛ وفاه الوفاء: 902:3-
905؛ السمط الثمين: ص 182 (ط حلب)؛ تذكره الخواص: ص 319؛ طرح التثريب: التاريخ لابن الكازرونى: ص 54؛ السيده فاطمه الزهراء عليهاالسلام للدكتور بيومى مهران: ص 176؛ و فى المناقب: 362:3-
363 عن عده من العامه؛ و كذا الشافى: 114:4؛ عنه شرح نهج البلاغه: 181:16-
279.
]
اما كتب الخاصه فكثيره جدا، منها: كامل بهائى: 311:1-
312 و 3:2؛ دلائل الامامه: ص 45؛ عيون المعجزات: ص 55؛ الاستعانه: ص 14؛ شرح الاخبار: 31:3؛ كشف الغمه: 502:1-
503؛ العوالم: 515:11؛ البحار: 186:43، 188، 212؛ احقاق الحق: 479:10-
480؛ غايه المرام: ص 555.] قال السيد المرتضى (ره) بعد ذكر عده مصادر من اهل
السنه: و الامر فى هذا اوضح و اشهر من ان نطنب فى الاستشهاد عليه و نذكر الروايات فيه... و لم يجعل دفنها ليلا بمجرده هو الحجه ليقال: دفن فلان و فلان ليلا، بل يقع الاحتجاج بذلك على ما وردت به الروايات المستفيضه الظاهره التى هى كالمتواتر: اانها اوصت بان تدفن ليلا حتى لا يصلى الرجلان عليها و صرحت بذلك و عهدت فيه عهدا: بعد ان كانا استاذنا عليها فى مرضها ليعوداها، فابت ان تاذن لهما، فلما طالت عليهما المدافعه رغبا الى اميرالمومنين عليه السلام فى ان يستاذن لهما و جعلاها حاجه اليه و كلمها فى ذلك و الح عليها فاذنت لهما فى الدخول، ثم اعرضت عنهما عند دخولهما و لم تكلمهما، فلما خرجا قالت لاميرالمومنين عليه السلام: هل صنعت ما اردت؟ قال: نعم، قالت: فهل انت صانع ما امرك به؟ قال: نعم، قالت: انشدك الله الا يصليا على جنازتى على جنازتى و لا يقوما على قبرى.
وروى انه عليه السلام عمى على قبرها ورش اربعين قبرا فى البقيع و لم يرش قبرها حتى لا يهتدى اليه.
و انما عاتباه على ترك اعلامهما بشانهما و احضارهما الصلاه عليها.
فمن هاهنا احتججنا بالدفن ليلا
[الشافى: 114:4؛ عنه شرح نهج البلاغه: 280:16-
281.]
اقول: من تامل النصوص الوارده فى ذلك و الشواهد الموجوده فى تلك الاخبار المنقوله عن الفريقين يعلم بوضوح ان الدفن ليلا لم يكن مجرد اتفاق و صدقه، و نذكر هنا بعض هذه الشواهد:
1-
وصيتها عليهاالسلام بذلك. راجع المصادر المذكوره فى التعليقه، اذ فى كثير منها صرح بذلك، قال ابن عبدالبر: و كانت اشارت عليه ان يدفنها ليلا.
[الاستيعاب: 1897:4-
1898؛ و راجع: تهذيب الكمال: 252:35.]
و قال الواقدى: لما حضرتها الوفاه اوصت عليا ان لا يصلى عليها ابوبكر و عمر
[المناقب: 363:3.]
بل فى رواياتنا: انها استحلفت اميرالمومنين عليه السلام بحق الله و حرمه رسوله صلى الله عليه و آله و سلم و بحقها ان لا يشهدا جنازتها
[255:81، 390.]
و فى بعض الروايات عن عائشه و غيرها: فلما توفيت دفنها زوجها على بن ابى طالب ليلا و لم يوذن بها ابابكر و صلى عليها على
[هذه الروايه او ما بمضمونها وردت فى عده كتب من الفريقين و فى بعضها ايصاوها اميرالمومنين عليه السلام بان لا يوذن بموتها ابابكر و عمر، راجع: صحيح مسلم:153:5-
154؛ شرحه للنووى: 76:12-
77؛ البخارى: 82:5-
83؛ السنن الكبرى: 300:6؛ المصنف لعبدالرزاق: 521:3 و 472:5؛ المستدرك للحاكم: 162:3؛ كفايه الطالب: 370؛ تاريخ الصحابه للبستى: ص 208؛ السيره النبويه للبستى: ص 434؛ الثقات: 170:2؛ تاريخ المدينه المنوره لابن شبه: 196:1؛ وفاه الوفاء للسمهودى: 995:3؛ الطبرى: 208:3؛ شرح نهج البلاغه: 214:16 و 218؛ مشكل الاثار للطحاوى: 48:1؛ العمده لابن بطريق عن البخارى و مسلم: ص 452 (390-
391)؛ كامل بهائى عن البخارى: 171:1؛ المناقب : 363:3 عن الواقدى و ابن عباس، كشف الغمه: 494:1؛ الاختصاص: ص 185؛ عيون اخبار الرضا:187:2؛ البحار: 305:28 و 182:43، 192، 204، 206، 218 و 192:49 عن المامون، و 254:81، 250 و 185:103، 255.]
و فى بعضها لم يعلم بها كثير من الناس او لم يعلم بها احدا
[السيره الحلبيه: :361 (ط بيروت)؛ وفاء الوفاء: 902:3؛ خلاصه الوفاء: ص 423، 427؛ تاريخ المدينه لابن شبه: 105:1-
106؛ تاريخ الصحابه للبستى: ص 208؛ البحار: 305:81.]
و فى البحار عن الصادق عليه السلام: اوصت فاطمه عليهاالسلام ان لا يصلى عليها ابوبكر و عمر فلما توفيت اتاه العباس فقال: ما تريد ان تصنع؟ قال عليه السلام: اخرجها ليلا. قال: فذكر كلمه خوفه بها العباس منهما، قال: فاخرجهما ليلا و دفنها و رش الماء على قبرها
[البحار: 255:81.]
ب-
ما ذكره الرواه بتعابير نحو: دفنها سرا، عفى على موضع قبرها، غيبوا قبرها، سوى قبرها مع الارض مستويا، سوى حواليها قبورا مزوره حتى لا يعرف قبرها، و غيرها
[روضه الواعظين: ص 152؛ اعلام الورى: ص 158-
159؛ تاريخ اهل البيت عليهم السلام: ص 143؛ دلائل الامامه: ص 47-
46؛ الكافى: 458:1؛ امالى المفيد: ص 281 (172 طبعه اخرى)؛ امالى الطوسى : 107:1 (ط النجف)؛بشاره المصطفى: ص 258؛ كشف الغمه: 500:1؛ المناقب: 363:3؛ البحار: 193:43، 211-
214 و 255:81، العوالم: 519:11.]
ج-
انهما سالا اميرالمومنين عليه السلام ان يخبرهما حتى يحضرا الصلاه
عليها حين خرجا عن منزلها بعد العياده المشهوره
[البحار: 254:81.]، او بعد شهادتها قبل دفنها
[كامل بهائى: 311:1.] ثم بعد دفنها عاتبا اميرالمومنين عليه السلام على ذلك حتى ارادوا اخراج السيده الصديقه عليهاالسلام و لكن منعهم اميرالمومنين عليه السلام منعا شديدا
[مصباح الانوار، عنه البحار: 255:81؛ علل الشرائع: ص 189، عنه البحار؛ :43 205-
206؛ الاختصاص: ص 185، عنه البحار: 192:29؛ كتاب سليم: ص 255-
256، عنه البحار: 212:43؛ كشف الغمه: 504:1؛ العوالم: 501:11، 525.]
نعم ان السيده فاطمه عليهاالسلام اعلنت بذلك غضبها على القوم و شاءت ان يكون خفاء القبر دليلا على مظلوميه اهل البيت و حقانيتهم لتسال الامه التى تدعى انها امه محمد صلى الله عليه و آله و سلم ذلك الرسول الاعظم، لماذا دفنت بنتها الوحيده ليلا و سرا؟ لماذا لم يصل عليها المسلمون و ابوبكر و عمر؟ الم يكن الخليفه اولى بان يصلى عليها اذا كان هو خليفه النبى صلى الله عليه و آله و سلم-
كما يزعمون-
؟
د-
قال حسن بن محمد بن على بن ابى طالب عليه السلام
[ابوه يعرف بابن الحنفيه، توفى الحسن سنه 99 او 100، ذكره ابن حبان فى الثقات (122:4) و هو من رجال الصحاح السته (موسوعه رجال الكتب التسعه: 334:1) راجع ايضا تهذيب التهذيب: 276:2.]: ان فاطمه بنت النبى صلى الله عليه و آله و سلم دفنت بالليل. فربها على عليه السلام من ابى بكر ان يصلى عليها، كان بينهما شى ء
[المصنف لعبدالرزاق: 521:3.]
و نقل ابوالعباس المبرد النحوى (المتوفى 285) مكاتبه للمنصور العباسى (المتوفى 158) الى محمد بن عبدالله بن الحسن المعروف بالنفس الزكيه (المقتول 148) و فيها:... اما ما ذكرت من انك ابن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم...
ولكنكم بنو ابنته... و لقد طلب بها (اى بفاطمه عليهاالسلام) ابوك بكل وجه ( وجهه خ) فاخرجها تخاصم (تخاصما خ) و مرضها سرا و دفنها ليلا، فابى الناس الا تقديم الشيخين
[الكامل للمبرد: 1491:3؛ العقد الفريد: 83:5 ( ط مكتبه النهضه المصريه)؛ الطبرى: 570:7؛ الكامل لابن الاثير: 539:5؛ تاريخ ابن خلدون: 9:4؛ التذكره الحمدونيه: 416:3 (ط دار صادر)؛ مواسم الادب: ص 60.]
فهذه المكاتبه تدلنا على ان الناس عرفوا من دفن السيده فاطمه عليهاالسلام ليلا، الاعتراض على الهيئه الحاكمه، و ان الغرض منه هو الاعلان بعدم مشروعيه خلافتهم.
و فى احتجاج المامون العباسى (المتوفى 218) على علماء العامه: ان عليا قعد عن بيعه ابى بكر، و رويتم: انه قعد عنها حتى قبضت فاطمه عليهاالسلام و انها اوصت ان تدفن ليلا لئلا يشهدا جنازتها
[عيون اخبار الرضا عليه السلام: 187:2، عنه البحار: 192:49.]
و قال الجاحظ (المتوفى 225):... و ظهرت الشكيه و اشتدت الموجده، و قد بلغ ذلك من فاطمه عليهاالسلام انها اوصت ان لا يصلى عليها ابوبكر...
[الرسائل السياسيه: ص 467؛ شرح نهج البلاغه: 264:16.]
قال السمهودى (المتوفى 911): و انما اوجب عدم العلم بعين قبر فاطمه عليهاالسلام و غيرها من السلف ما كانوا عليه من عدم البناء على القبور و تجصيصها. مع ما عرض لاهل البيت رضى الله تعالى عنهم من معاداه الولاه قديما و حديثا
[وفاه الوفاء: 906:3.]
و المقصود هنا ما ذكره فى ذيل كلامه و اعترافه بان المعاداه التى كانت بين السيده فاطمه عليهاالسلام و بين الخليفه اوجبت خفاء القبر.