الامام الخليفة - امام علی بن أبی طالب نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امام علی بن أبی طالب - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الامام الخليفة


بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان أجمعت الامة على بيعة الإمام علي "ع" خليفة لها، و قد اجتاحت النفوس موجة من العاطفة نحوه، و لكنه رد على موقف الناس بقوله: 'دعوني و التمسوا غيري'

[ نهج البلاغة/نص رقم 92.]

فإن عليا أبى أن يكون أسيرا للعاطفة، فلعل نقمة الناس على عثمان هي التي أججت نحوه العاطفة و شدت إليه التيار، و هو يريد من الامة إقرارا إراديا لإمامته، ليس محكوما بالإنفعال الآني.

و هو ليس ممن تغريه المناصب و تستهويه الكراسي حتى يستجيب فور إقبال الناس عليه، فالإمرة كلها لا تساوي لديه جناح بعوضة، و القيادة لا تساوي عنده شيئا مذكورا، إن لم يقم من خلالها الحق و يبطل الباطل.

و لهذا لم يستجب لضغط الجمهور في بادئ الأمر، قبل وضعهم أمام اختبار ليتأكد من مدى قدرة الناس على تلقي مناهجه و الاستجابة لخططه إذا تسلم زمام الأمر.

فعلى الرغم من أن العاصمة المقدسة'المدينة المنورة'قد أصرت على اختياره على شكل تظاهرات حقيقية و تجمعات مكثفة حتى صارت المطالبة بقيادته إجماعية لا جماعية، فإنه "ع" بقي عند موقفه المتريث، على أن اصرار الامة على بيعته جعله يطرح عليها شروطه لقبول الخلافة، فإن بايعته الامة وفقا لما يملي من شروط استجاب هو لمطلبها في استخلافه.

و حين أذاع بيانه المتضمن لشروطه: 'و اعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم، و لم اصغ إلى قول القائل و عتب العاتب'

[ نهج البلاغة/نص رقم 92.]

و سارعت الامة مذعنة لشروطه، و مدت إليه يد البيعة على الطاعة، و لبى هو مطلبها ليواجه مسؤولياته القيادية في الامة الاسلامية على الصعيد الفكري و العملي.

و قد كانت من اولى مهامه "ع" أن يزيل صور الانحراف المختلفة التي طرأت على الحياة الاسلامية، و أن يعود بالامة إلى أصالة المنهج الإلهي.

و من أجل ذلك كان لا بد أن يسير وفق منهاج محدد و شامل يلزم ولاته بتطبيقه، و قد انصب منهاج حكومته على مواجهة المشاكل في الميادين الآتية:

الميدان السياسي


حدد الإمام القائد "ع" مواصفات ولاة الأمر و موظفي الدولة الذين يرشحهم الاسلام لإدارة شؤون الامة الاسلامية ببيان أصدره "ع" جاء فيه:

'أنه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج و الدماء و المغانم و الأحكام و إمامة المسلمين البخيل، فتكون في أموالهم نهمته، و لا الجاهل فيضلهم بجهله، و لا الجافي فيقطعهم بجفائه، و لا الحائف للدول فيتخذ قوما دون قوم، و لا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق، و يقف بها دون المقاطع، و لا المعطل للسنة فيهلك الامة'

[ نهج البلاغة/الخطبة رقم 131.نهمته: شهوته الشديدة و حرصه المفرط.الحائف: الجائر، الظالم. الدول: المال، و الحائف للدول معناه الذي يظلم في توزيع الأموال فيفضل جماعة على اخرى. المقاطع: الحدود التي حددها الله تعالى.]

و على ضوء هذا التحديد الموضوعي الواضح لصفات المسؤولين و الموظفين الذين يقرهم الاسلام عمد الإمام علي "ع" إلى الاستغناء عن خدمات قسم من الولاة و العمال الذين كانوا يتولون إدارة أقاليم الدولة الاسلامية، لأن عليا "ع" لو ساومـكما يريد بعض المؤرخينـلتعذر على الأجيال المسلمة التماس الصورة الحقيقية للشريعة التي ابتعث الله بها رسوله العظيم "ص".

فقد كان من أهداف علي أمير المؤمنين "ع" أن يوضح المعالم الأساسية لهذا الدين كما جاء بها النبي "ص"، و ينفض عنها غبار التضليل، و ركام التزييف على أنه "ع" قد مارس العمل بالأولويات و قدم الأهم على المهم، و قد عمل وسعه على سد المنافذ التي ينطلق منها ظلم الناس، و تضيع من خلالها معالم العدل و رعاية الشريعة للمستضعفين من عباد الله عز و جل.

و من أجل ذلك رأينا أمير المؤمنين عليا "ع" يبادر فورا إلى عزل الولاة و العمال الذين كانوا سببا في ظلم الناس و إشاعة الباطل، و يعود بالامة إلى قاعدة المساواة في توزيع العطاء

[ محمد عبده/شرح نهج البلاغة/ج 8/ص 269.]

، كما كان رسول الله "ص" يفعل، ثم يعلن فيما يعلن من سياساته التي تتوخى إقامة العدل: أنه سيعيد المال المغصوب من الامة إلى بيت المال، حتى و إن وجده قد تزوجت به النساء أو ملكت به الإماء.

و مع تقديم هذه الأولويات التي ترتبط بمصير عباد الله عادة و حاجاتهم للحق و العدل، يرجئ كثيرا من القرارات إلى مرحلة مناسبة تتفاعل الامة أثناءها مع تلك القرارات المرجوة

[ راجع خطبة للإمام علي "ع" حول هذا الموضوع في روضة الكافي للكليني/ج 8/ص 58ـ 63.]

إن هذا الهدف المركزي الذي كان الإمام "ع" يسعى إلى تحقيقه في دنيا المسلمين و هو: العمل على صياغة و بلورة مبادئ الاسلام، كما جاء بها النبي "ص" في أذهان الناس و حياتهم، هو الذي جعله يرفض مختلف الضغوط الاجتماعية و السياسيةـمهما كلف الثمنـدون مساومة أو أنصاف حلول أو رضا بالأمر الواقع.

/ 49