بزوغ الفجر - امام علی بن أبی طالب نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امام علی بن أبی طالب - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بزوغ الفجر


في يوم الجمعة، الثالث عشر من شهر رجب المبارك، و قبل بعثة محمد رسول الله "ص" باثنتي عشرة سنة تقريبا، اشتد المخاض على فاطمة بنت أسد، فجاء بها أبو طالب إلى الكعبة المشرفة، و أدخلها فيها ثم قال لها: إجلسي...و خرج عنها، فرفعت يدي الضراعة إلى العلي الأعلى سبحانه قائلة: 'ربي إني مؤمنة بك، و بما جاء من عندك من رسل و كتب، و إني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل "ع" و أنه بنى البيت العتيق، فبحق الذي بنى هذا البيت و المولود الذي في بطني إلا ما يسرت علي ولادتي'

[ الإربلي/كشف الغمة/ج 1/فصل ذكر الإمام علي "ع".]

و لم يمض على فاطمة غير ساعة حتى أعلنت أنها قد وضعت ذكرا، و هو أول مولود ولد في الكعبة المشرفة و لم يولد فيها بعده سواه تعظيما له من الله سبحانه و إجلالا.

[ مستدرك الحاكم/ج 3/ص 483، و الكفاية للحافظ الكنجي الشافعي، و شرح الخريدة الغيبية في شرح القصيدة العينية لشهاب الدين السيد محمود الآلوسي/ص 15، و نور الأبصار للشبلنجي/ص 76، و مطالب السؤول/ص 11/لمحمد بن طلحة الشافعي، و المناقب للأمير محمد صالح الترمذي، نقلا عن الغدير/ط 3، 1967 "بيروت" /ج 6/ص 22ـ38/عبد الحسين الأميني.]

و أسرع البشير إلى أبي طالب و أهل بيته فأقبلوا مسرعين و البشر يعلو وجوههم، و تقدم من بينهم محمد المصطفى

[ ابن الصباغ المالكي/الفصول المهمة/ص 13.]

"ص" فضمه إلى صدره و حمله إلى بيت أبي طالب، حيث كان الرسول في تلك الآونة، يعيش مع خديجة، في دارهما منذ زواجه منها.

و انقدح في ذهن أبي طالب، أن يسمي وليده'عليا'و هكذا كان.و أقام أبو طالب وليمة، على شرف الوليد المبارك، و نحر الكثير من الأنعام

[ المجلسي/بحار الأنوار/ج 35/ص 18، نقلا عن المناقب.]

و قد حضر وليمته جمع حاشد من الناس قدموا التهاني، و عاشوا ساعات من البهجة، أبدوا فيها مشاعرهم الفياضة، و أحاسيسهم السامية، نحو عميدهم شيخ الأبطح، و وليده المبارك.

و مرت الأيام سريعة، و الوليد المبارك يتقلب بين أحضان والديه: أبي طالب، و فاطمة، و ابن عمه محمد "ص"، الذي كان دائم التردد على دار عمه، التي ذاق فيها دف ء المودة، و شرب من ينابيع الإخلاص و الوفاء الصافية، خلال سنوات صباه و شبابه.

أجل كان النبي محمد "ص" يتردد كثيرا على دار عمه، على الرغم من زواجه من خديجة، و عيشه معها في دار منفردة، و كان يشمل عليا بعواطفه، و يحوطه بعنايته، و يناغيه في يقظته، و يحمله على صدره، و يحرك مهده عند نومه، إلى غير ذلك من مظاهر العناية و الرعاية.

هذا و الجدير ذكره أن حادثة ولادة علي "ع" في جوف الكعبة يذكرها الكثير من علماء المسلمين و مؤرخيهم من أمثال: العلامة سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفى عام "654 ه" في تذكرة الخواص، و الشيخ أبو جعفر الطوسي المتوفى عام "460 ه" في أماليه، و الشيخ المفيد المتوفى عام "413 ه" في الإرشاد، و السيد ابن طاووس المتوفى عام "664 ه" في الطرائف، و المسعودي المتوفى عام "346 ه" في إثبات الوصية و مروج الذهب، و غير هؤلاء كثيرون.

في كفالة رسول الله


و بعد أن مضت ست سنوات على ولادة علي "ع" اصيبت قريش بأزمة اقتصادية خانقة، و قد كانت وطأتها شديدة على أبي طالب، إذ كان رجلا ذا عيال كثيرة، و كهفايلوذ به المحتاج و الفقير، بحكم مركزه الاجتماعي في مكة، ترى أيرضى المصطفى "ص" و بنو هاشم، أن تقسو الحياة على عميدهم؟!

أقبل رسول الله "ص" على عمه العباس بن عبد المطلب، و هو أثرى بني هاشم يومها، فخاطبه بقوله: 'يا عم! إن أخاك أبا طالب كثير العيال، و قد أصاب الناس ما ترى فانطلق بنا إلى بيته لنخفف من عياله، فتأخذ أنت رجلا واحدا، و آخذ أنا رجلا فنكفلهما عنه'

[ ابن الصباغ المالكي/الفصول المهمة/ص 14، و شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد/ج 1/ص 151.]

و قوبل رأي المصطفى "ص" بالتأييد و الرضا من قبل عمه العباس، فأسرع إلى أبي طالب، و خاطباه بالأمر، فاستجاب لما عرضا قائلا: 'إذا تركتما لي عقيلا و طالبا، فاصنعا ما شئتما'

[ سيرة ابن هشام/ط دار إحياء التراث العربي "بيروت" /ص 263، المجلسي/بحار الأنوار/ج 35/ص 44، نقلا عن كنز العمال، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد/ج 1/ص 15.]

فأخذ العباس جعفرا.

و أخذ رسول الله "ص" عليا "ع"، و كان عمره يومئذ ستة أعوام

[ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد/ج 1/ص 15.]

و قد قال "ص" بعد أن اختار عليا "ع": 'قد اخترت من اختاره الله لي عليكم: عليا'

[ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد/ج 1/ص 15، نقلا عن البلاذري و الاصفهاني.]

و هكذا آن لعلي أن يعيش منذ نعومة أظفاره في كنف محمد رسول الله "ص": حيث نشأ في رعايته، و شرب من ينابيع مودته و حنانه، و رباه وفقا لما علمه ربه تعالى، و لم يفارقه منذ ذلك التاريخ، حتى لحق الرسول "ص" بالرفيق الأعلى.

/ 49