خط الإمامة في دنيا الاسلام - امام علی بن أبی طالب نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امام علی بن أبی طالب - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خط الإمامة في دنيا الاسلام


و يجلي الإمام "ع" حقيقة خط الإمامة و ضرورته في دنيا المسلمين، و يحدد مرامي الأئمة "ع" و يرشد الامة المسلمة إليهم، باعتبارهم الامتداد الحقيقي للرسالة، و الحملة الحقيقيين لرسالة الله تعالى و هديه للعالمين بعد رسوله "ص".

بهم يقام الحق و تحمى الشريعة و يصان الدين، و تحفظ كلمة الله تعالى.و تبلغ الامة الهدى و الخير، و بسواهم يكون الضلال و الإنحراف و الضياع، يقول "ع":

'لا يقاس بآل محمد "ص" من هذه الامة أحد، و لا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا: هم أساس الدين، و عماد اليقين، إليهم يفي ء الغالي، و بهم يلحق التالي، و لهم خصائص حق الولاية، و فيهم الوصية و الوراثة، الآن إذ رجع الحق إلى أهله و نقل إلى منتقله'

[ المصدر السابق/خطبة رقم 2.الغالي: المغالي المبالغ الذي يتجاوز الحد في الإفراط.]

'إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم، و لا تصلح الولاة من غيرهم'

[ المصدر السابق/نص رقم 144.]

و بعد هذا التحديد الدقيق للإمامة و للأئمة، يحذر "ع" من مغبة نكران الأئمة و التنكر لهم:

'و إنما الأئمة قوام الله على خلقه، و عرفاؤه على عباده، و لا يدخل الجنة إلا من عرفهم و عرفوه، و لا يدخل النار إلا من أنكرهم و أنكروه'

[ المصدر السابق/نص رقم 152.]

و يحذر من مغبة نكرانهم في مسيرة الحياة الاسلامية، حيث يوضح بكل جلاء أن الحق لا يقترن بسواهم، و أن الهدى لا وجود له إلا بمتابعتهم:

'فأين تذهبون؟ و أنى تؤفكون، و الأعلام قائمة، و الآيات واضحة، و المنار منصوبة، فأين يتاه بكم، و كيف تعمهون، و بينكم عترة نبيكم، و هم أزمة الحق، و أعلام الدين، و ألسنة الصدق، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن وردوهم ورود الهيم العطاش'

[ المصدر السابق/نص رقم 87.تؤفكون: تصرفون عن الحق.الأعلام: الدلائل على الحق.المنار: جمع منارة.يتاه بكم: الحيرة و الضلال.تعمهون: تتحيرون.العترة: النسل.ردوهم ورود الهيم العطاش: هلموا إلى بحار علومهم مسرعين كإسراع الإبل العطشى إلى الماء.]

ثم يشير الإمام "ع" إلى أن خط الإمامة مصاحب لمسيرة الامة، و أرض الله لا تخلو من حجة من آل محمد "ص" يحمل الهدى للناس:

'ألا إن مثل آل محمد "ص"، كمثل نجوم السماء: إذا خوى نجم، طلع نجم، فكأنكم قد تكاملت من الله فيكم الصنائع، و أراكم ما كنتم تأملون'

[ المصدر السابق/نص رقم 100.خوى نجم: غاب.]

و نكتفي بهذه النماذج من الفكر العقائدي الذي عرضه الإمام "ع" في ساحة الفكرالاسلامي، و من شاء الاستزادة فدونه نهج البلاغة، فإنه ينبوع لا ينضب، يمد المتتبع بشتى ضروب المعرفة في مضمار العقيدة و سواها.

صور من الفكر السياسي ـ الاجتماعي


على الرغم من قصر المدة التي قضاها أمير المؤمنين "ع" في قيادة الامة اجتماعيا و سياسيا، فان الفكر السياسي الذي عرضه الإمام "ع" كفيل بتغطية حاجات الانسان عبر امتداده التاريخي على هذه الأرض، فقد جاءت خطب الإمام "ع" و رسائله و أوامره و إرشاداته زاخرة بهذا اللون من الفكر، مجسدا أروع أطروحة و أنضجها لادارة شؤون الحياة الانسانية.

ففي الحقل الاقتصادي عرض الإمام "ع" نظاما متكاملا لعلاج المشكلة الاقتصادية، و ظاهرة الانحراف عن خط العدالة الاسلامية في التوزيع، و حدد برامج واضحة لتجاوز الأخطاء المتراكمة في مسألة توزيع المال بين الناس من خلال منهاج التسوية في العطاء.

و لم يلتمس الإمام "ع" المواقف الوعظية في علاج المشكلة الاقتصادية، و إقرار العدالة في المجتمع فحسب، و إنما سلك إلى جانب مخاطبة الضمائر و الاستفادة من رصيد الإيمان بالله فيها، سلك سبيل استخدام الضوابط القانونية في تحقيق التوازن و العيش الرغيد، و إنهاء دور الظلم في المجتمع، و من أجل ذلك استرد الأموال التي تدفقت على جيوب فئة من الناس من غير حق، و سلك سبيل مراقبة طرق جباية الأموال، و كيفية توزيعها على قطاعات الامة، كما شدد على مراقبة ولاته في الأمصار، و استحدث نظام المراقبة و التفتيش ليحيط علما بتصرفاتهم و ممارساتهم. و من هنا تجد الكثير من النصوص التي يوجه فيها الإمام "ع" واليا أو جابيا للمال باتجاه الطريقة المثلى في عمله المناط به، كما نجد نصوصا يوبخ فيها الإمام "ع" ذلك الوالي أو يستدعيه للحساب أو يعزله عن منصبه لخيانة الأمانة التي انيطت به.

و كما وضح الإمام "ع" مناهجه القويمة المجسدة لشرع الله تعالى في المال، كذلك فعل بالنسبة للادارة و شؤون القيادة الاخرى في المجتمع، فعلى الرغم من كثرة النصوص التي حفظها لنا نهج البلاغة و كتب السيرة الاخرى التي يحدد "ع" فيها مسؤولية الولاة و العمال على البلدان، و ما ينبغي أن يلتزموا به في حياتهم العملية، يضع الإمام "ع" المواصفات الواجب توافرها في شخصية الحاكم المسلم سواء أكان حاكما عاما للامة أو حاكما محليا، و نكتفي هنا بذكر نماذج من هديه و توجيهاته بهذا الصدد:

'و قد علمتهم أنه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج و الدماء و المغانم و الأحكام و إمامة المسلمين: البخيل، فتكون في أموالهم نهمته، و لا الجاهل فيضلهم بجهله، و لا الجافي فيقطعهم بجفائه، و لا الحائف للدول فيتخذ قوما دون قوم، و لا المرتشي في الحكم فيذهب الحقوق، و يقف بها دون المقاطع، و لا المعطل للسنة فيهلك الامة'

[ المصدر السابق/نص رقم 131/ص 189.النهمة: المبالغة في الحرص و شدة الشهوة.الحائف: الظالم. الدول: المال.و المراد بالحائف بالدول: الظالم في توزيع المال حيث يفضل قوما على قوم في العطاء.المقاطع: حدود الله.]

'من نصب نفسه للناس إماما، فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، و ليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، و معلم نفسه و مؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس و مؤدبهم'

[ المصدر السابق/رقم 73/باب المختار من كلامه "ع".]

'لا يقيم أمر الله سبحانه إلا من لا يصانع و لا يضارع، و لا يتبع المطامع'.

و إذا شئنا الرجوع إلى أوسع نص لتحديد مواصفات الحاكم المسلم، ففي عهد الإمام "ع" إلى مالك الأشتر حين ولاه على مصر غنى عن طرح أي دليل آخر، حيث اشتمل العهد المذكور على كل مستلزمات القيادة الصالحة، و ما ينبغي أن تنهض به من مسؤوليات في حياة الامة على الصعيد الاجتماعي، و السياسي، و الاقتصادي، و سوى ذلك من شؤون.كما حدد العهد بعمق و وضوح كل ما يتطلبه المجتمع و ما ينبغي للحاكم المسلم النهوض به عبر مسؤولياته القيادية، كي يستجيب لطموحات الامة التي يدير دفة حياتها.

و من المناسب أن نشير هنا إلى أن عهد الإمام "ع" إلى واليه الأشتر قد انطوى على أفكار اجتماعية غاية في الأهمية، فقد تناول الإمام "ع" تركيبة المجتمع، و القوى المؤثرة، و القطاعات الضرورية فيه، تناول خبير ملم بها، فقد درس الإمام "ع" أهمية القطاع الزراعي و أثر التجار و القضاة و الولاة و الجنود في مسيرة المجتمع و بناء الحضارة، و حدد كيفية التعامل مع تلك القوى المهمة في المجتمع، و حدد مسؤوليات السلطة العليا تجاه كل واحدة من تلك القوى الفاعلة في الحياة العامة، كما ذكر القطاعات الضعيفة من أهل اليتم و الشيخوخة و سواهم، مما يعتبر وجودهم طبيعيا في المجتمعات، فدرس حالهم و حدد العلاج لما يعانون

[ يراجع عهد الإمام "ع" إلى مالك الأشتر واليه على مصر في نهج البلاغة/رقم النص 53 في باب الكتب.]

هذا و قد سبق الإمام "ع" علم الاجتماع الحديث في دراسته للمجتمع و تحديد المؤثرات فيه بزمن طويل، مما يستحق أن يحمل بجدارة لقب مؤسس علم الاجتماع و الواضع للبناته الاولى، رغم الاختلاف في الرؤية و المنهج الذي يعتمده الإمام "ع".

/ 49