علي والجهاد - امام علی من المهد الی اللحد نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امام علی من المهد الی اللحد - نسخه متنی

سید محمد کاظم قزوینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




علي والجهاد



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله على ما أنعم وصلى الله على سيد العرب والعجم محمد وآله أهل الجود والكرم.


قال الله تعالى: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون"


[ سورة التوبة، الآية: 111.]


الآية.


الإسلام هو الدين الوحيد الذي يحافظ على الأمن والسلام، وهو الذي يحافظ على النفوس والأموال والحقوق أكثر من أي دين آخر، وأبغض شي ء عند الإسلام هو إراقة دماء البشر وسلبهم نعمة الحياة بغير حق، ولكن الشرع والعقل والقانون يسمح بإراقة دم كل من يقف حجر عثرة في سبيل إسعاد أبناء البشر.


مثلاً: بلدة ليس فيها طبيب ولا دواء، وقد انتشرت فيهم الأمراض وأخذت منهم كل مأخذ، فجاء طبيب يداوي المرضى ويهب لهم الدواء مجاناً وبلا عوض، ويصلح كل ما فسد منهم ويعيد إليهم ما فقدوه من الصحة والعافية والسلامة ليعيشوا سعداء أصحاء.


وإذا بجماعة يحولون بين الطبيب وبين تداوي الناس ويحاربونه بكل ما لديهم من قوة ليحطوا من نشاط الطبيب، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، وكلما صاح فيهم الطبيب وصرخ وذكر لهم الهدف الذي يبتغيه لأجلهم وهو الخير ازدادوا عناداً، وجعلوا يهددون المرضى الذين قد تحسنت صحتهم ولمسوا العافية من نصائح الطبيب بالوعيد، وكأن هؤلاء لا يعجبهم أن يروا السلامة والصحة تخيمان على رؤوس المرضى.


أليس العقل يحكم على هؤلاء المهرجين بالإعدام؟ أليس هؤلاء أضر على البشر من الحيوانات المفترسة؟ أليس هؤلاء أشد خطراً من الأمراض الفتاكة التي تهدد البشر بالفناء؟ فالمريض هو المجتمع الجاهلي الفاسد، والطبيب هو الرسول، والمهرجون هم المناوئون للرسول، على هذا أمر الإسلام بجهاد المشركين والكفار الذين حاربوا رسول الله "صلّى الله عليه وآله" يوم كان في مكة وهجموا عليه ليقتلوه وكفاه الله شرهم، واضطر النبي أن يترك مسقط رأسه ويهاجر من وطنه كي يستطيع الاستمرار في الدعوة إلى مبدئه وإذا بالأعداء يطاردونه، وتتحزب الأحزاب ضده، ويستعين بعضهم ببعض للقضاء على الرسول ومبدئه وعلى كل من اعتنق ذلك الدين الذي اعتبروه ديناً جديداً.


ولابد للرسول الأعظم أن يقف أمام هؤلاء للدفاع عن نفسه ومبدئه فهو بحاجة ماسة إلى الأنصار والأعوان ليقاوم بهم الأعداء الألداء، وهم الأنصار أصحابه الذين أسلموا على يديه وهاجروا من مكة، وفيهم الشيوخ والكهول والشبان والمراهقون، وقد امتلأوا حباً للإسلام وتسلحوا بسلاح الإيمان الذي هو أقوى سلاح.


ولكن غريزة حب الحياة ما فارقتهم في بدء الأمر، فمن الصعب المستصعب عليهم أن يخوضوا غمار الموت، ويستقبلوا السيوف والرماح وخاصة وهم الأقلون عدداً وعدة، وعدوهم هو الأكثر عدداً وعدة.


وقعت الحرب الأولى للمسلمين في منطقة بين المدينة ومكة يقال لها: "بدر" فقد خرج الرسول بجيشه إلى ذلك الموضع واستقبل المشركين الذين قصدوه من مكة، وفي بدر التقى العسكران وكان عدد المسلمين ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، وعدد المشركين بين التسعمائة والألف وقد اجتمع مشركو مكة وكفارها، وفيهم أقطاب الشرك كأبي جهل وأبي سفيان، وهم يزعمون أن الغلبة لهم والنصر والظفر من نصيبهم، ولكن الله أراد شيئاً آخر، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله.


وكان علي "عليه السلام" له الحظ الأوفر والنصيب الأكثر من الشجاعة ومقاتلة الأبطال ومنازلة الشجعان، ولا أقصد من كلمتي هذه أن علياً كان سفاكاً للدماء، بل المقصود: أن إيمان علي "عليه السلام" بالله كان فوق كل غريزة وكل اتجاه، مع العلم أنه كان يومذاك في ريعان الشباب، والشاب أكثر تعلقاً بالحياة من الشيخ الذي قضى وطره في حياة الدنيا، مع ذلك لم يكن علي "عليه السلام" يعرف للخوف معنى، ولا للجبن مفهوماً في نفسه، بل كان يستقبل الموت برحابة صدر ويهرول في الحرب جانب العدو كأنه يقصد شيئاً يحبه حتى أجمع المسلمون وغير المسلمين أن علياً أشجع العرب والعجم، ولم يشهد التاريخ له مثيلاً ونظيراً فضلاً من أن يرى أشجع منه.


وهذه نبذة من غزوات الرسول "صلّى الله عليه وآله" التي حضرها الإمام.


وكان نصيبه من الجهد والعناء أكثر من غيره، ولم يسلم علي من سهام العدو وسيوفهم، بل كانت الجراحات تأخذ من مقاديم بدنه كل مأخذ، ولولا حفظ الله وعنايته لكان علي من المقتولين في تلك الحروب.


قال ابن أبي الحديد: وأما الجهاد في سبيل الله فمعلوم عند صديقه وعدوه أنه سيد المجاهدين وهل الجهاد لأحد من الناس إلا له؟ وقد عرفت أن أعظم غزوة غزاها رسول الله "صلّى الله عليه وآله" وأشدها نكاية في المشركين: بدر الكبرى التي قتل فيها سبعون من المشركين، قتل علي نصفهم، وقتل المسلمون والملائكة النصف الآخر، وإذا رجعت إلى مغازي محمد بن عمر الواقدي وتاريخ الأشراف ليحيى بن جابر البلاذري وغيرهما علمت صحة ذلك دع من قتله في غيرها كأحد والخندق وغيرهما...


فلنبدأ بذكر الغزوات حسب التاريخ مع رعاية الإجمال والاختصار ونذكر مواقف علي "عليه السلام" فيها:


علي يوم بدر



في البحار: ج 6 قال الإمام الباقر "عليه السلام": انتدب رسول الله "صلّى الله عليه وآله" ليلة بدر إلى الماء، فانتدب علي "عليه السلام"، فخرج، وكانت ليلة باردة ذات ريح وظلمة فخرج بقربته، فلما كان إلى القليب "البئر" لم يجد دلواً، فنزل في الجب تلك الساعة، فملأ قربته، ثم أقبل فاستقبلته ريح شديدة فجلس حتى مضت، ثم قام، ثم مرت به ريح أخرى فجلس حتى مضت، ثم قام، ثم مرت به أخرى فجلس حتى مضت، فلما جاء إلى النبي قال له النبي "صلّى الله عليه وآله": ما حبسك يا علي؟ قال: لقيت ريحاً ثم ريحاً ثم ريحاً شديدة فأصابتني قشعريرة.


فقال: أتدري ما كان ذلك يا علي؟ فقال: لا.


فقال: ذاك جبريل مر في ألف من الملائكة وقد سلم عليك وسلموا، ثم مر ميكائيل في ألف من الملائكة فسلم عليك وسلموا، ثم مر إسرافيا وألف من الملائكة فسلم عليك وسلموا.


وفي هذه الليلة اختص أميرالمؤمنين "عليه السلام" بثلاثة آلاف فضيلة وثلاث فضائل، لتسليم ثلاثة آلاف وثلاثة من الملائكة عليه، وفيها يقول الحميري:




  • أقسم بالله وآلائه
    إن علي بن أبي طالب
    كان إذا الحرب مرتها القنا
    يمشي إلى القرن وفي كفه
    مشي العفرنا بين أشباله
    ذاك الذي سلم في ليلة
    ميكال في ألف وجبريل في
    ليلة بدر مدداً أنزلوا
    كأنهم طير أبابيل



  • والمرء عما قال مسؤول
    على التقى والبر مجبول
    وأحجمت عنها البهاليل
    أبيض ماضي الحد مصقول
    أبرزه للقنص الغيل
    عليه ميكال وجبريل
    ألف ويتلوهم اسرافيل
    كأنهم طير أبابيل
    كأنهم طير أبابيل




ولما أصبح الصباح استعد الفريقان للحرب، وتقدم عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد، وقالوا: يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش، فبرز إليه ثلاثة نفر من الأنصار وانتسبوا لهم فقالوا: ارجعوا إنما نريد الأكفاء من قريش، فنظر رسول الله "صلّى الله عليه وآله" إلى عبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب وكان له يومئذ سبعون سنة فقال: قم يا عبيدة، فقام بين يديه بالسيف ونظر إلى حمزة فقال: قم يا عم، ثم نظر إلى علي فقال: قم يا علي "وكان أصغر القوم" فاطلبوا بحقكم الذي جعله الله لكم فقد جاءت قريش بخيلائها وفخرها، تريد أن تطفئ نور الله، ويأبى الله إلا أن يتم نوره فقاموا بين يدي رسول الله رسول الله "صلّى الله عليه وآله" ثم قال: يا عبيدة عليك بعتبة بن ربيعة وقال لحمزة: عليك بشيبة.


وقال لعلي "عليه السلام": عليك بالوليد، فمروا حتى انتهوا إلى القوم فقالوا: أكفاء كرام فحمل عبيدة على عتبة فضربه على رأسه ضربة فلقت هامته، وضرب عتبة عبيدة على ساقه فأطنها "قطعها" فسقطا جميعاً وحمل شيبة على حمزة فتضاربا بالسيفين حتى انثلما، وحمل أميرالمؤمنين "عليه السلام" على الوليد فضربه على حبل عاتقه فأخرج السيف من إبطه، قال علي "عليه السلام" لقد أخذ الوليد يمينه بشماله فضرب بها هامتي فظننت أن السماء وقعت على الأرض ثم اعتنق حمزة وشيبة فقال المسلمون: يا علي أما ترى الكلب "بهر" نهز عمك؟ فحمل عليه علي "عليه السلام" فقال: يا عم طأطئ رأسك، وكان حمزة أطول من شيبة فأدخل حمزة رأسه في صدره فضرب علي "عليه السلام" شيبة فطرح نصفه، ثم جاء إلى عتبة وبه رمق فأجهز عليه.


وفي رواية أخرى: أنه برز حمزة لعتبة، وبرز عبيدة لشيبة وبرز علي للوليد فقتل حمزة عتبة، وقتل عبيدة شيبة، وقتل علي الوليد، وضرب شيبة رجل عبيدة فقطعها فاستنقذه حمزة وعلي، وحمل حمزة وعلي عبيدة حتى أتيا به رسول الله رسول الله "صلّى الله عليه وآله" فاستعبر فقال: يا رسول الله ألست شهيداً؟ قال: بلى أنت أول شهيد من أهل بيتي.


فقال: أما لو كان عمك حياً لعلم أني أولى بما قال منه، قال: وأي أعمامي تعني؟ فقال: أبوطالب حيث يقول:




  • كذبتم وبيت الله يبزى محمد
    ونسلمه حتى نصرع حوله
    ونذهل عن أبنائنا والحلائل



  • ولما نطاعن دونه ونناضل
    ونذهل عن أبنائنا والحلائل
    ونذهل عن أبنائنا والحلائل




فقال رسول الله رسول الله "صلّى الله عليه وآله": أما ترى ابنه كالليث العادي بين يدي الله ورسوله وابنه الآخر في جهاد الله بأرض الحبشة، فقال: يا رسول الله أسخطت علي في هذه الحالة؟ فقال: ما سخطت عليك، ولكن ذكرت عمي فانقبضت لذلك.


كان القتلى من المشركين في يوم بدر سبعين، قتل منهم علي بن أبي طالب سبعة وعشرين، وكان الأسرى سبعين!! صورة أخرى للواقعة: فصاح بهم عتبة: اتسبوا نعرفكم، فإن تكونوا أكفاء نقاتلكم.


فقال عبيدة: أنا عبيدة وهو يومئذ أكبر المسلمين، فقال: هو كفو كريم، ثم قال لحمزة: من أنت؟ قال: حمزة بن عبدالمطلب، أنا أسد الله وأسد رسوله، أنا صاحب الحلفاء، فقال له عتبة: سترى صولتك اليوم يا أسد الله وأسد رسوله قد لقيت أسد المطيبين!! فقال لعلي: من أنت؟ فقال: أنا عبدالله وأخو رسوله، أنا علي بن أبي طالب.


فقال: يا وليد دونك الغلام، فأقبل الوليد يشتد إلى علي، قد تنور وتخلق.


وعليه خاتم من ذهب، بيده السيف قال علي: قد طال علي في طول نحو من ذراع، فختلته حتى ضربت يده التي فيها السيف، فبدرت يده وبدر السيف حتى نظرت إلى بصيص "بريق" الذهب في البطحاء، وصاح صيحة أسمع أهل العسكرين فذهب مولياً نحو أبيه وشد عليه علي "عليه السلام"، فضرب فخذه فسقط، وقام علي "عليه السلام" وقال:




  • أنا ابن ذي الحوضين عبدالمطلب
    وهاشم المطعم في العام السغب



  • وهاشم المطعم في العام السغب
    وهاشم المطعم في العام السغب



أوفي بميثاقي وأحمي عن حسب ثم ضربه فقطع فخذه.




  • ففي ذلك تقول هند بنت عتبة:
    أخي الذي كانوا كضوء البدر
    بهم كسرت يا علي ظهري



  • أبي وعمي وشقيق بكري
    بهم كسرت يا علي ظهري
    بهم كسرت يا علي ظهري




/ 40