امامة و اهل البیت جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امامة و اهل البیت - جلد 1

محمد بیومی مهران

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

البر في الإستيعاب

[الإستيعاب في معرفة الأصحاب 3 / 34.]، والهيتمي في مجمع الزوائد

[مجمع الزوائد 9 / 109 و 110 و 111.]، والمتقي الهندي في كنز العمال

[كنز العمال 3 / 154 و 5 / 40 و 6 / 154 و 188 و 395 و 405 و 8 / 215.]، والمحب الطبري في الرياض النضرة، وفي ذخائر العقبى،

[الرياض النضرة 2 / 162 و 163 و 164 و 195 و ذخائر العقبى ص 120.]، وعبد الرازق في مصنفه

[مصنف عبد الرازق 11 / 226.]، وابن سعد في طبقاته

[الطبقات الكبرى 3 / 24.]، وابن عساكر في تاريخه

[تاريخ ابن عساكر 1 / 107.]، وابن حجر العسقلاني في الإصابة في تمييز الصحابة

[الإصابة 2 / 59.]، والمقدسي في البدء والتأريخ

[البدء والتأريخ 4 / 239.]، والطبري في تاريخه

[تاريخ الطبري 3 / 103- 104.]، وابن حجر الهيثمي في صواعقه

[الصواعق المحرقة ص 73 و 74 و 187.]، والألباني في إرواء الغليل

[إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل 5 / 11- 12. 8 / 123- 124.] وغيرهم

[المطالب العالية 4 / 264، ابن كثير: البداية والنهاية 7 / 366 و 371 و 372 و 373 و 374، ويقول ابن كثير: قال الحافظ ابن عساكر: وقد روى هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، جماعة من الصحابة، منهم: عمر وعلي وابن عباس وعبد الله بن جعفر ومعاوية وجابر بن عبد الله وجابر بن سمرة وأبو سعيد والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وزيد بن أبي أوفى ونبيط بن شريط وحبشي بن جنادة ومالك بن الحويرث وأنس بن مالك وأبو الفضل وأم سلمة وأسماء بنت عميس وفاطمة بنت حمزة.

يقول ابن كثير: وقد تقصى الجاحظ ابن عساكر هذه الأحاديث في ترجمة الإمام علي في تاريخه، فأجاد وأفاد، وبرز على النظراء والأشباه "البداية والنهاية 7 / 373".]

وأما الثانية: وهي نسبة فكرة الرجعة إلى اليهود والنصارى، اعتماداً على أن إيليا رفع للسماء، وأنه لا بد أن يعود في آخر الزمان لإقامة العدل، وهي نفس فكرة الغلاة من الشيعة

[أنظر: فلهاوزن: الخوارج والشيعة- ترجمة عبد الحميد بدوي ص 95- 102، مجلة الآشوريات 3 / 296.]

ولعل من الأهمية بمكان أن نتعرف- بادئ ذي بدء- على إيليا حيث جاءت قصته في سفر الملوك الأول، الذي يروي أن أخاب بن عمري ملك إسرائيل "869- 850 ق. م" قد اقترف كل أنواع الشرور، ربما بسبب زواجه من إيزابيل بنت إيثبعل ملك صور، التي نجحت في السيطرة على زوجها تماماً، حتى تمكنت من نقل أفكار الحكم المطلق إلى إسرائيل، والتي كانت بعيدة عن التصور العبري للملكية، فضلاً عن إحلال آلهة الفينيقيين الوثنية، محل عبادة يهوه رب إسرائيل، ثم جهدت في إلغاء عبادة الله، وإحلال عبادة البعل مكانها، ومن ثم فقد اندفع إيليا في طول البلاد وعرضها كالإعصار، مهدداً متوعداً، بأنه لا ظل ولا مطر في هذه السنين، وتشتد المجاعة، وخاصة في العاصمة السامرة، وعقدت مباراة بين سدنة البعل- وعددهم 450 سادناً- وبين إيليا، أيهم يستجيب له الرب وينزل المطر، ونجح إيليا فاستجاب الله له وأنزل المطر- بعد جفاف استمر سنوات ثلاث- وأمسك إيليا بأنبياء البعل، وذبحهم جميعاً، وتسمع إيزابيل بما حدث، وفي غضب مرير، تنذر بقتل إيليا، الذي يتمكن من الهرب إلى جبل حوريب، بعد أن يعهد إلى حواريه اليسع الذي يتولى أمر الدعوة من بعده، وتنتهي الأمور، بأن تأتي مركبة وفرسان نارية وتحمل إيليا إلى السماء، تاركاً رداءه لإليسع

[أنظر: محمد بيومي مهران: إسرائيل 2 / 910- 916 "الإسكندرية 1978"، دراسات تاريخية من القرآن الكريم 3 / 231- 241 "بيروت 1988"، قاموس الكتاب المقدس 1 / 144- 145 "بيروت 1964"، ملوك أول 17 / 1- 19 / 21، إنجيل لوقا 4 / 25- 26، رسالة يعقوب 5 / 17.]

وهناك إشارة في العهد القديم في ملاخي "4 / 5- 6" فحواها أن الرب سيرسل إيليا قبل يوم الرب العظيم، ويترك بعض اليهود مقعداً خالياً على مائدة عيد الفصح

[أنظر عن عيد الفصح "محمد بيومي مهران: إسرائيل 4 / 156- 163- الإسكندرية 1979".] لإيليا، وأما إشارة ملاخي فتقول ها أنذا أرسل إليكم إيليا النبي قبل مجئ يوم الرب العظيم والمخوف، فيرد قلب الآباء على الأبناء، وقلب الأبناء على آبائهم، لئلا آتي وأضرب الأرض بلعن.

وفي الواقع أنني لست أدري: لم يتجاهل هؤلاء وأولئك أن ما جاء عن إيليا

[أنظر عن توحيد إيليا بنبي القرآن- إلياس عليه السلام "محمد بيومي مهران: إسرائيل 2 / 913- 915، دراسات تاريخية من القرآن الكريم- الجزء الثالث- في بلاد الشام ص 232- 235".] في العهد القديم، إنما جاء عند المسيح عيسى بن مريم في القرآن الكريم، يقول الله تعالى: * "وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً * بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً" *

[سورة النساء: آية 157- 158، وانظر: تفسير الطبري 6 / 12- 18، تفسير روح المعاني 6 / 10- 13، تفسير النسفي 1 / 261- 263، في ظلال القرآن 2 / 801- 803، تفسير البيضاوي 1 / 141- 142، صفوة التفاسير 1 / 316، تفسير ابن كثير 1 / 872- 889، التسهيل لعلوم التنزيل 1 / 163.]، وقال تعالى: * "إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا" *

[سورة آل عمران: آية 55، وانظر: تفسير النسفي 1 / 160، تفسير الفخر الرازي 8 / 67- 70، في ظلال القرآن 1 / 403- 404، تفسير ابن كثير 1 / 548، تفسير الطبري 3 / 289- 293، تفسير روح المعاني 3 / 179- 184.]

ويقول الأستاذ الإمام محمد عبده في تفسير المنار: فإن للعلماء هنا طريقتين، إحداهما- وهي المشهورة- أنه رفع بجسمه حياً، وأنه سينزل في آخر الزمان، فيحكم بين الناس بشريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يتوفاه الله تعالى

[تفسير المنار 3 / 260.]، ويقول الإمام الفخر الرازي: معنى قوله إني متوفيك، أي متمم عمرك، فحينئذ أتوفاك، فلا أتركهم حتى يقتلوك، بل أنا رافعك إلى سمائي، ومقربك بملائكتي، وأصونك عن أن يتمكنوا من قتلك، وهذا تأويل حسن، وهناك وجه آخر في تأويل الآية هو أن الواو في قوله تعالى: متوفيك ورافعك تفيد الترتيب، فالآية تدل على أن الله تعالى يفعل به هذه الأفعال، فأما كيف يفعل؟

ومتى يفعل؟ فالأمر موقوف فيه على الدليل، وقد ثبت الدليل أنه حي، وورد

الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سينزل ويقتل الدجال ثم إن الله تعالى يتوفاه بعد ذلك

[تفسير الفخر الرازي 8 / 67.]

وأما الطريقة الثانية- فيما يرى الأستاذ الإمام- فهي أن الآية على ظاهرها، وأن التوفي على معناه الظاهر، المتبادر منه، وهو رفع الروح

[تفسير المنار 3 / 260.]، يقول الفخر الرازي: إني متوفيك أي مميتك، وهو مروي عن ابن عباس، وابن إسحاق قالوا: والمقصود أن لا يصل أعداؤه من اليهود إلى قتله، ثم أنه بعد ذلك أكرمه بأن رفعه إلى السماء، ثم اختلفوا على ثلاثة أوجه: أحدها: قال وهب: توفي ثلاث ساعات، ثم رفع، وأخرج الحاكم عنه أن الله تعالى توفى عيسى سبع ساعات ثم أحياه، وأن مريم حملت به، ولها ثلاث عشرة سنة، وأنه رفع وهو ابن ثلاث وثلاثين، وأن أمه بقيت بعد رفعه ست سنين.

وثانيها: قال ابن إسحاق: توفي سبع ساعات، ثم أحياه الله ورفعه، وثالثها: قال الربيع بن أنس: أنه تعالى توفاه حين رفعه إلى السماء، قال تعالى:

* "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها" *

[تفسير الفخر الرازي 8 / 67، تفسير روح المعاني 3 / 179.]، وروى عن الربيع أيضاً، وعن الحسن: أن الله تعالى رفع عيسى عليه السلام إلى السماء- وهو نائم- رفقاً به

[تفسير روح المعاني 3 / 179.]

وهكذا وجد عندنا رأيان، الأول- وهو رأي الجمهور- ويذهب إلى أن المسيح عليه السلام، رفع إلى السماء حياً- بجسده وروحه- وأنه ما يزال حياً يرزق، وأن الله سوف يهبطه عند ظهور الدجال، على صخرة بيت المقدس، روى البخاري في صحيحه بسنده عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم

ابن مريم حكماً عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة خير له من الدنيا وما فيها ثم يقول أبو هريرة: إقرأوا إن شئتم * "وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته، ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً" *

[سورة النساء: آية 159، صحيح البخاري 4 / 205، تفسير القرطبي ص 2007- 2008، تفسير الطبري 6 / 18- 23، تفسير ابن كثير 1 / 876- 889، وانظر "صحيح البخاري 3 / 107 و 178، صحيح مسلم 1 / 93 و 4 / 60، مسند الإمام أحمد 2 / 513".]

وروى البخاري أيضاً عن ابن شهاب عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري، أن أبا هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف بكم، إذا نزل فيكم المسيح ابن مريم، وإمامكم منكم

[صحيح البخاري 4 / 250 "ورواه أيضاً مسلم وأحمد".]، وعن جابر بن عبد الله قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

وينزل عيسى بن مريم، فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا، فيقول: لا: إن بعضهم أمير بعض، تكرمة الله لهذه الأمة

[حمود بن عبد العزيز التويجري: إقامة البرهان في الرد على من أنكر خروج المهدي والدجال ونزول المسيح في آخر الزمان- مجلة البحوث الإسلامية- العدد 13 شوال 1405 هـص 109- 113 "أنظر: محمد بيومي مهران: دراسات تاريخية من القرآن الكريم 3 / 343- 350- حيث الأدلة من الكتاب والسنة على نزول عيسى في آخر الزمان".]

وأما الرأي الثاني، ويقول به البعض، وهو أن المسيح عليه السلام، قد توفي فعلاً- بعد أن نجاه الله تعالى من مؤامرة اليهود، ولم يمكنهم من قتله أو صلبه، وأن معنى بل رفعه الله إليه ورافعك إلي، إنما يراد به التعظيم والتكريم

[أنظر "محمد بيومي مهران: دراسات تاريخية من القرآن الكريم 3 / 350- 355".]

ومن ثم فلم يأخذ الشيعة فكرة الرجعة عن اليهود والنصارى، وإنما هي موجودة في القرآن والحديث الشريف، هذا إذا كانت الشيعة نادت بذلك، وهو أمر تحيط به هواتف الريبة من كل جانب، على الأقل بالنسبة إلى المعتدلين منهم.

وأما عن نسبة التشيع إلى الفرس، فهناك نص هام لأحد الشيعة الإيرانيين

[ظهر هذا الرأي في كتاب تراث فارس "legacy of persia" ص 208- 210 في الأصل الإنجليزي، وفي ص 204 من الترجمة العربية التي أشرف عليها الدكتور يحيى الخشاب، وظهرت في القاهرة عام 1959 م، ويشير الكتاب بوضوح إلى التشيع المعتدل قد أسئ فهمه بسبب ما جاء بالمصادر المعادية للشيعة، كما قال الأستاذ "wickens" الأستاذ بجامعة كمبردج، وأما الكتاب المقصود فهو كتاب الشوشتري الفارسي ويسمى مجالس المؤمنين، وقد طبع عام 1268 م، بالفارسية، بعد وفاة صاحبه "نور الدين بن شريف المرعش الحسيني الشوشتري- نسبة إلى مدينة شوشتر بإيران، والتي يسميها العرب تستر- وكان أكبر قضاة لاهور، وهو حنفي المذهب، وقد أقام في أكرا ونشر كتاباً آخر له إحقاق الحق وإزهاق الباطل ومنه عرف تشيعه، فأمر السلطان جهانجيز بن أكبر بجلده حتى الموت في عام 1019 هـ/ 1610 م".] ينفي فيه نسبة التشيع إلى الفرس كأصل، كما أن التشيع لم يكن مذهباً جديداً- كما يقول أعداؤه- و إنما شملته رعاية علماء أجلاء في جميع عصور الإسلام- منذ ظهوره، وحتى قيام الدولة الصفوية في عام 905 هـ"1500 م"

[عبد القادر محمود: المرجع السابق ص 9- 10.]

ومن ثم يمكن القول أن خصوم الشيعة قد أخطأوا كثيراً، حين زعموا أن التشيع دين مستقل، ابتدعه الفرس، كيداً للإسلام الذي أزال ملكهم، وأباد سلطانهم، فأرادوا الانتقام منه، فلم يستطيعوا، فأدخلوا عليه البدع والضلال، مستترين باسم التشيع

[محمد جواد مغنية: الشيعة في الميزان ص 64.]

وقد فند هذا الزعم كثير من العلماء، وقدموا كثيراً من الأدلة على صحة رأيهم، منها "أولاً" أن النبي صلى الله عليه وسلم- كما أشرنا من قبل- وهو الباعث الأول على فكرة التشيع، وإن ما تدين به الشيعة الإمامية إنما يعتمد على نصوص من الكتاب والسنة.

ومنها "ثانياً" أن الفرس الذين دخلوا الإسلام لم يكونوا شيعة في أول

الأمر، إلا القليل منهم، وجل علماء السنة وأجلاؤهم من الفرس- كالبخاري والترمذي والنسائي وابن ماجة، والرازي وفخر الدين الرازي وسيبويه والخوارزمي والفارابي والقزويني والسمرقندي والسجستاني والنسفي والهمذاني، هذا فضلاً عن الإمام الأكبر أبي حنيفة النعمان صاحب المذهب، والإمام مسلم والدارقطني، والبيضاوي، وصاحب القاموس والزمخشري والتفتازاني، وأبي القاسم البلخي والقفال والمروزي والشاشي والنيسابوري والبيهقي، والجرجاني والراغب الأصفهاني والخطيب التبريزي- وغيرهم ممن لا يبلغهم الإحصاء بل يمكن القول أن دين العربية "الإسلام" وعلم العربية لم يخدما بأكثر مما سطره علماء وفقهاء ومحدثون من الفرس، من أمثال هؤلاء الأعلام، الذين ذكرنا بعضاً منهم آنفاً.

وأما من دخل الإسلام من الفرس وتشيع، فحاله حال من تشيع من سائر الأمم- كالعرب والترك والروم وغيرهم- لا باعث له، إلا حب الإسلام، وحب آل الرسول، فأسلم وتشيع عن رغبة واعتقاد، وإذا جاز أن يقال: إن الفرس تشيعوا كيداً للإسلام، لأنه قهرهم، جاز أيضاً أن يقال: إن غير الفرس تسننوا كيداً للإسلام، لأن الإسلام غلب وقهر الجميع، وليس الفرس وحدهم.

والحقيقة أن بعض الفرس دان بالتشيع للسبب الذي دان به غيرهم بالتشيع، وبعضهم دان بالتسنن للسبب الذي دان به غيرهم بالتسنن، سنة الله في خلقه، هذا إلى أن الأشعريين، هم الذين نشروا التشيع في قم

[قم: وتقع على مبعدة 150 كيلاً. إلى الجنوب الشرقي من طهران، وترجع شهرتها- كواحدة من مدن الشيعة الهامة- إلى أنها تحوي بين ثراها قبر السيدة فاطمة أخت الإمام علي الرضا بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق.] وأطرافها، وهم عرب صميمون هاجروا إليها من الكوفة على أيام الحجاج الثقفي

[في عام 83 هـ، خرج ابن الأشعث على الحجاج الثقفي، ثم هزم جيشه وتفرق في البلاد، وكان من بينهم خمسة أخوة: عبد الله والأحوص وعبد الرحمن وإسحاق ونعيم، أبناء سعد بن مالك بن عامر الأشعري، فاجتمع الخمسة وتغلبوا على بعض القرى القريبة من قم، واجتمع إليهم بنو عمهم، وكان المتقدم فيه عبد الله، وكان له ولد تشيع، فانتقل من تلك القرى إلى قم، ونقل التشيع إلى أهلها "الشيعة في الميزان ص 65".]

وغلبوا عليها، واستوطنوها، وانتشر التشيع في خراسان، بعد خروجهم إليها، وزاد الانتشار واتسع في عهد الدولة الصفوية، التي نصرت التشيع، وهم عرب، بل سادة أشراف من نسل الإمام موسى بن جعفر، لا يمكن بأي حال أن يتعصبوا للأكاسرة، والذي يجوز في حقهم ذلك هم قدماء الفرس، وهؤلاء جلهم كان على مذهب التسنن.

هذا وقد أثبت السيد الأمين أن الذين نشروا التشيع وناصروه في إيران إنما هم بين عربي أصيل- كالإمام علي الرضا والأشعريين- أو من أصل عربي كالصفوية- وأن الذي دعموا التسنن وناصروه إنما هم فرس أقحاح- كالبخاري والنسائي والرازي وغيرهم- فإن كان للفرس مقاصد وأهداف ضد الإسلام- كما زعم خصوم الشيعة- فأولى ثم أولى أن يحققوا غايتهم عن طريق التسنن- لا التشيع- إذ المفروض أن سبب التشيع في إيران إنما يرجع إلى عنصر عربي، والتسنن إلى عنصر فارسي صرف، ولكن خصوم الشيعة موهوا وضللوا، وعكسوا الآية، لا لشئ إلا للكيد والتنكيل- كما يقول الدكتور طه حسين- وهكذا فعلوا في مسألة الجفر وعلم الغيب

[محمد جواد مغنية: الشيعة في الميزان ص 65- 66، السيد محسن الأمين: أعيان الشيعة 1 / 49 "ط 1960".]

ويقول الشيخ المظفر: كان للإمام علي- رضي الله عنه وكرم الله وجهه في الجنة- ثلاثة حروب- الجمل وصفين والنهروان- وكان جيشه كله عرباً أقحاحاً، بين عدنانية وقحطانية، أكانت قريش من الفرس؟ أم الأنصار- من أوس وخزرج- أم مذحج، أم همدان، أم طئ، أم كندة، أم تميم، أم مضر، أم أشباهها من القبائل؟.

وهل كان زعماء جيشه، غير رؤساء هذه القبائل؟ أكان عمار فارسياً، أم

هاشم المرقال، أم مالك الأشتر، أم صعصعة بن صوحان، أم أخوه زيد، أم قيس بن سعد الأنصاري، أم ابن عباس، أم محمد بن أبي بكر الصديق، أم حجر بن عدي، أم عدي بن حاتم الطائي، وأمثال هؤلاء من القواد؟ أما أصحاب الإمامين- الحسن والحسين- فكلهم عرب، وجلهما من أصحاب أبيهما أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب، عليه السلام؟

[محمد حسين المظفر: تاريخ الشيعة ص 8 "ط النجف".]

ويقول فلهاوزن- في رده على دوزي- الذي زعم أن التشيع كمذهب ديني، إنما هو إيراني الأصل- أما أن آراء الشيعة كانت تلائم الإيرانيين، فهذا أمر لا سبيل إلى الشك، أما كون هذه الآراء قد انبعثت من الإيرانيين فليست تلك الملائمة دليلاً عليه، بل إن الروايات التاريخية إنما تقول بعكس ذلك، إذ تقول: إن التشيع الواضح الصريح إنما كان قائماً أولاً في الدوائر العربية، ثم انتقل منها إلى الموالي

[فلهاوزن: الخوارج والشيعة ص 241 "القاهرة 1958".]

ويقول: كان جميع سكان العراق في عهد معاوية بن أبي سفيان- خصوصاً أهل الكوفة- شيعة، ولم يقتصر هذا على الأفراد، وإنما شمل أيضاً القبائل، فضلاً عن رؤسائها

[نفس المرجع السابق ص 148.]، وبدهي أن هذا إنما يعزز وجهة النظر التي قال بها السيد الأمين في كتابه أعيان الشيعة، من أن التشيع في إيران إنما جاء من أصل عربي، وليس من أصل فارسي

[محمد جواد مغنية: المرجع السابق ص 66.]

ويقول آدم متز: إن مذهب الشيعة، ليس- كما يعتقد البعض- رد فعل من جانب الروح الإيرانية يخالف الإسلام، فقد كانت جزيرة العرب شيعية كلها، عدا المدن الكبرى- مثل مكة وصنعاء- وكان للشيعة غلبة في بعض المدن أيضاً- مثل عمان وهجر وصعدة- أما إيران فكانت كلها سنة، ما عدا قم، وكان

أهل أصفهان يغالون في معاوية بن أبي سفيان، حتى اعتقد بعض أهلها- كما نقل المقدسي- أنه نبي مرسل

[آدم متز: الحضارة الإسلامية- القاهرة 1957 ص 102 وما بعدها.]

ولنا أن نتساءل: إذا كان الفرس هم سبب التشيع في إيران وغيره إيران، فهل جاء غلو بعض أهل أصفهان في معاوية، ورفعه إلى مرتبة النبوة والرسالة نتيجة لتشيع الفرس؟.

إنه لغريب حقاً منطق خصوم الشيعة- كما يقول الدكتور طه حسين- قالوا: إن الغلو في الإمام علي إنما جاء من الفرس، ثم ينقل عالم من علمائهم- كالمقدسي- أن بعض الفرس غالى في معاوية بن أبي سفيان، حتى جعلوه نبياً مرسلاً.

ثم كيف ومن أين وصل التشيع إلى جزيرة العرب؟ هل جاء إليها من الفرس، والتاريخ يقول: إن الفرس كانوا سنة، عندما كان سكان الجزيرة العربية شيعة، وهكذا يقع في التناقضات من يضفي على التاريخ صفته الذاتية العدائية، ثم يبني عليها آراءه وأحكامه

[محمد جواد مغنية: المرجع السابق ص 67.]

ويقول جولد تسيهر: إنه من الخطأ القول بأن التشيع في منشئه ومراحل نموه، يمثل الأثر التعديلي الذي أحدثته أفكار الأمم الإيرانية في الإسلام- بعد أن اعتنقته، أو خضعت لسلطانه عن طريق الفتح والدعوة وهذا الوهم الشائع مبني على سوء فهم للحوادث التاريخية، فالحركة العلوية نشأت في أرض عربية بحتة

[جولد تسهير: العقيدة والشريعة ص 204 "القاهرة 1946".]

ويقول العلامة أبو زهرة: وأما فارس وخراسان وما وراءها من بلدان

/ 47