امامة و اهل البیت جلد 3

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امامة و اهل البیت - جلد 3

محمد بیومی مهران

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




ابن الخشاب في كتابه " مواليد أهل البيت ": ولد أبو الحسن علي الهادي بالمدينة في رجب سنة أربع عشرة ومائتين للهجرة.


وتوفي الإمام علي الهادي يوم الاثنين لخمس بقين من جمادى الآخرة- وقيل لأربع بقين منها، وقيل في رابعها- وقيل في ثالث رجب، سنة أربع وخمسين ومائتين للهجرة.


هذا وقد دفن الإمام الهادي في داره في " سر من رأى "


[سر من رأى: عاصمة جديدة للخلافة، بناها الخليفة " المعتصم " بسبب غضب أهل بغداد من خشونة جنده الأتراك، وتقع " سر من رأى " أو " سامراء " على الضفة اليسرى لنهر الدجلة، وعلى مبعدة حوالي 100 كيلا شمالي بغداد، وقد ظلت " سامراء " عاصمة للعباسيين، حتى أعاد المعتمد "256- 279 هـ / 870- 892 م" مقر الخلافة إلى بغداد عام 260 هـ "محمد بيومي مهران: تاريخ العراق القديم ص 18، العراق في التاريخ ص 424- 428".]، ويقال إنه مات مسموما


[وفيات الأعيان 2 / 272- 273، نور الأبصار ص 164- 166.]


وفي رواية اليعقوبي: وتوفي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب في " سر من رأى " يوم الأربعاء، لثلاث بقين من جمادى الآخرة، سنة 254 هـ، وبعث الخليفة المعتز بأخيه " أحمد بن المتوكل "، فصلى عليه في الشارع المعروف، بشارع أبي أحمد، فلما كثر الناس واجتمعوا، كثر بكاؤهم وضجتهم، فرد النعش إلى داره، فدفن فيها، وسنه أربعون سنة، وخلف من الولد الذكور اثنين: الحسن وجعفر


[تاريخ اليعقوبي 2 / 503.]، وله ابنة اسمها عائشة


[نور الأبصار ص 166.]


هذا ويذهب ابن عنبة في " عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب " إلى أن


الإمام علي الهادي، إنما كان يلقب " بالعسكري " لمقامه في " سر من رأى "، وكانت تسمى " العسكر "، وأمه أم ولد "اسمها أم الفضل" وكان الإمام الهادي في غاية الفضل، ونهاية النبل، أشخصه الخليفة المتوكل إلى " سر من رأى "، فأقام بها إلى أن توفي، وأعقب من رجلين، هما: الإمام أبو محمد الحسن العسكري، وكان من الزهد والعلم على أمر عظيم، وهو والد الإمام محمد المهدي- صلوات الله عليه- ثاني عشر الأئمة عند الإمامية، وهو القائم المنتظر عندهم، من أم ولد اسمها " نرجس " واسم أخيه أبو عبد الله جعفر، الملقب بالكذاب، لأنه أولد مائة وعشرين ولدا، ويقال لولده " الرضويون " نسبة إلى جده الرضا


[ابن عنبه: المرجع السابق ص 228.]


وأما الأستاذ محمد جواد مغنية، فيذكر أن للإمام الهادي أربعة ذكور، وبنت واحدة، وهم الإمام الحسن العسكري والحسين ومحمد وجعفر "الملقب بالكذاب، لأنه ادعى الإمامة بعد أخيه الحسن العسكري" وبنت هي " علية "


[محمد جواد مغنية: فضائل الإمام علي ص 240، الشيعة في التاريخ ص 246.]


ويقول المسعودي: وكانت وفاة أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد، في خلافة المعتز، وذلك في يوم الاثنين، لأربع بقين من جمادى الآخرة، سنة أربع وخمسين ومائتين، وهو ابن أربعين سنة، وقيل ابن اثنتين وأربعين سنة، وقيل أكثر من ذلك، وسمع في جنازته جارية تقول: ماذا لقينا في يوم الاثنين، قديما وحديثا؟ وصلى عليه أحمد بن المتوكل على الله، في شارع أبي أحمد، ودفن في داره في " سامراء "


[المسعودي: مروج الذهب 2 / 545- 546.]


الامام علي الهادي و المتوكل



كان الخليفة العباسي المتوكل يبغض سيدنا الإمام علي بن أبي طالب- رضي الله عنه، وكرم الله وجهه في الجنة- وذريته، ولما بلغه مقام الإمام علي الهادي في المدينة، وميل الناس إليه، خاف منه، ودعا يحيى بن هرثمة "، وأمره بالذهاب إلى المدينة، وإحضار الإمام الهادي، وقامت الدنيا على ساق، لأن الإمام الهادي كان محسنا للناس، ملازما للمسجد، ولم يكن عنده ميل إلى الدنيا.


ويتحدث " يحيى بن هرثمة " عن ذلك فيقول: " لما دخلت المدينة ضج أهلها ضجيجا عظيما، ما سمع الناس بمثله، خوفا على الإمام الهادي، وقامت الدنيا على ساق، لأنه كان محسنا إليهم، ملازما للمسجد ولم يكن عنده ميل إلى الدنيا، فجعلت أسكنهم، وأحلف أني ما أمرت به بسوء، وأنه لا بأس عليه، ثم فتشت منزله فلم أجد فيه إلا المصاحف، والأدعية، وكتب العلم، فعظم في عيني، وتوليت خدمته بنفسي، وأحسنت عشرته.


وما أن وصل الإمام إلى " سامراء " واستقر به المقام، حتى بعث إليه المتوكل جماعة من الأتراك، فهجموا داره ليلا، وحملوه إلى المتوكل على الحالة التي كان عليها، وقالوا له: لم نجد في بيته شيئا، ووجدناه يقرأ القرآن مستقبلا القبلة.


وكان المتوكل حين دخل عليه الإمام الهادي في مجلس الشراب، حاملا الكأس بيده، فلما رآه هابه وعظمه، وكان في المجلس " علي بن الجهم "، فسأل المتوكل: من أشعر الناس؟ فذكر " ابن الجهم " الشعراء في الجاهلية والإسلام، فسأل الإمام الهادي عن ذلك؟ فقال: أشعر الناس الحمامي، حيث يقول:




  • لقد فاخرتنا من قريش عصابة
    فلما تنازعنا المقال قضي لنا
    ترانا سكوتا والشهيد بفضلنا
    فإن رسول الله أحمد جدنا
    ونحن بنوه كالنجوم الطوالع



  • بمط خدود وامتداد أصابع
    عليهم بما نهوى نداء الصوامع
    عليهم جهير الصوت في كل جامع
    ونحن بنوه كالنجوم الطوالع
    ونحن بنوه كالنجوم الطوالع




فقال له المتوكل: وما نداء الصوامع يا أبا الحسن؟ قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله


[محمد جواد مغنية: الشيعة في الميزان ص 246- 247 ]


وفي رواية الحافظ ابن كثير: وكان أبو الحسن علي الهادي: عابدا زاهدا، نقله المتوكل إلى سامراء فأقام بها أزيد من عشرين سنة بأشهر، ومات بها سنة 254 هـ وقد ذكر للمتوكل أن بمنزله سلاحا وكتبا كثيرة من الناس، فبعث كبسه، فوجده جالسا مستقبل القبلة، وعليه مدرعة من صوف، وهو على التراب، ليس دونه حائل، فأخذوه كذلك، فحملوه إلى المتوكل، وهو على شرابه، فلما مثل بين يديه أجله وأعظمه، وأجلسه إلى جانبه، وناوله الكأس الذي في يده، فقال: يا أمير المؤمنين، لم يدخل بطني، ولم يخالط لحمي ودمي قط، فاعفني منه، فأعفاه، ثم قال له: أنشدني شعرا، فأنشده:




  • باتوا على قلل الجبال تحرسهم
    واستنزلوا بعد عز عن معاقلهم
    نادى بهم صارخ من بعد ما قبروا
    أين الوجوه التي كانت منعمة
    فافصح القبر عنهم حين ساءلهم
    قد طال ما أكلوا دهرا وما لبسوا
    فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا



  • غلب الرجال فما أغنتهم القلل
    فأودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا
    أين الأسرة والتيجان والحلل
    من دونها تضرب الأستار والكلل
    تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
    فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا
    فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا



قال: فبكى المتوكل، حتى بل الثرى، وبكى من حوله بحضرته، وأمر


برفع الشراب، وأمر له بأربعة آلاف دينار، وتحلل منه، إلى منزله مكرما، رحمه الله


[ابن كثير: البداية والنهاية 11 / 15، المسعودي: مروج الذهب 2 / 476- 477، وفيات الأعيان 3 / 272- 273.]


ويروي صاحب " مروج الذهب " عن ابن الأزهري أنه قال: حدثني القاسم بن عباد، قال حدثني يحيى بن هرثمة قال: وجهني المتوكل إلى المدينة لإشخاص " علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر "، لشئ بلغه عنه، فلما صرت إليها ضج أهلها، وعجوا ضجيجا وعجيجا، ما سمعت مثله، فجعلت أسكنهم، وأحلف لهم أني لم أؤمر فيه بمكروه، وفتشت بيته، فلم أجد فيه، إلا مصحفا ودعاء، وما أشبه ذلك، فأشخصته وتوليت خدمته، وأحسنت عشرته.


فبينا أنا نائم يوما من الأيام، والسماء صاحية، والشمس طالعة، إذ ركب وعليه ممطر، وقد عقد ذنب دابته، فعجبت من فعله، فلم يكن بعد ذلك إلا هنيهة حتى جاءت سحابة فأرخت عزاليها، ونالنا من المطر أمر عظيم جدا، فالتفت إلي، وقال: أنا أعلم أنك أنكرت ما رأيت، وتوهمت أني علمت من الأمر ما لا تعلمه، وليس ذلك كما ظننت، ولكني نشأت بالبادية، فأنا أعرف الرياح التي يكون في عقبها المطر، فلما أصبحت هبت ربح لا تخلف، وشممت منها رائحة المطر، فتأهبت لذلك.


فلما قدمت مدينة السلام "بغداد" بدأت بإسحاق بن إبراهيم الطاهري- وكان على بغداد- فقال لي: يا يحيى، إن هذا الرجل قد ولده رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، والمتوكل من تعلم، وإن حرضته على قتله، كان رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، خصمك.


فقلت: والله ما وقفت له، إلا على كل أمر جميل.


فصرت إلى " سامراء " فبدأت ب " وصيف التركي "- وكنت من أصحابه


فقال- فقال: والله لئن سقطت من رأس هذا الرجل شعرة، لا يكون المطالب بها غيري.


فعجبت من قولهما، وعرفت المتوكل ما وقفت عليه، وما سمعت من الثناء عليه، فأحسن جائزته، وأظهر بره وتكرمته


[المسعودي، مروج الذهب 2 / 546.]


هذا وقد حدث أبو عبد الله محمد بن عرفة النحوي قال: حدثنا محمد بن يزيد المبرد


[المبرد: هو أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر بن عمير بن حسان الثمالي الأزدي البصري، المعروف بالمبرد النحوي، نزل بغداد، وكان إماما في النحو واللغة، وله التواليف النافعة في الأدب، وأهمها كتاب الكامل، وكتاب الروضة والمقتضب وغيرها، أخذ الأدب عن أبي عثمان المازني وأبي حاتم السجستاني، وأخذ عنه " نفطويه " وغيره من الأئمة، وكان المبرد- ومعاصره أبو العباس أحمد بن يحيى الملقب بثعلب صاحب كتاب الفصيح- قد ختم بها تاريخ الأدباء، وقد ولد المبرد في يوم الاثنين يوم عيد الأضحى عام 210 هـ وقيل عام 207 م وتوفي يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ذي الحجة- وقيل ذي القعدة- عام 286 هـ وقيل 285 هـ- ودفن في مقابر باب الكوفة، وصلى عليه " أبو محمد يوسف بن يعقوب القاضي " "وفيات الأعيان 4 / 313- 322".] قال: قال المتوكل لأبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم: ما يقول ولد أبيك في العباس بن عبد المطلب؟


قال: وما يقول ولد أبي يا أمير المؤمنين في رجل افترض الله طاعة بنيه على خلقه، وافترض طاعته على بنيه؟


فأمر له بمائة ألف درهم، وإنما أراد أبو الحسن طاعة الله على بنيه فعرض.


ومن كرامات آل البيت في عهد المتوكل، ما حدث به موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة الأسدي، عن إسحاق بن إبراهيم بن مصعب- وكان واليا على


بغداد- أنه رأى في منامه كأن النبي "صلى الله عليه وسلم"، يقول له: إطلق القاتل، فارتاع لذلك روعا عظيما.


ونظر في الكتب الواردة لأصحاب الحبوس، فلم يجد فيهم ذكر قاتل، فأمر بإحضار السندي وعباس، فسألهما: هل رفع إليهما أحد ادعي عليه بالقتل؟


فقال له العباس: نعم، وقد كتبنا بخبره.


فأعاد النظر في الكتاب في أضعاف القراطيس، وإذا الرجل قد شهد عليه بالقتل، وأقر به. فأمر إسحاق بإحضاره، فلما دخل عليه، ورأى ما به من الارتياع، قال له: إن صدقتني أطلقتك. فابتدأ يخبره بخبره، وذكر أنه كان هو وعدة من أصحابه يرتكبون كل عظيمة، ويستحلون كل محرم، وأنه كان اجتماعهم في منزل بمدينة أبي جعفر المنصور، يعكفون فيه على كل بلية.


فلما كان في هذا اليوم جاءتهم عجوز كانت تختلف إليهم للفساد، ومعها جارية بارعة الجمال، فلما توسطت الجارية الدار صرخت صرخة، فبادرت من بين أصحابي، فأدخلتها بيتا وسكنت روعها، وسألتها عن قصتها، فقالت: الله الله في، فإن هذه العجوز خدعتني، وأعلمتني أن في خزانتها حقا لم ير مثله، فشوقتني إلى النظر إلى ما فيه، فخرجت معها، واثقة بقولها، فهجمت بي عليكم، وجدي رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، وأمي فاطمة، وأبي الحسن بن علي، فاحفظوهم في.


قال الرجل: فضمنت خلاصها، وخرجت إلى أصحابي فعرفتهم بذلك، فكأني أغريتهم بها، وقالوا: لما قضيت حاجتك منها، أردت صرفنا عنها، وبادروا إليها، وقمت دونها أمنع عنها. فتفاقم الأمر بيننا، إلى أن نالتني جراح، فعمدت إلى أشدهم كان في أمرها، وأكلبهم على هتكها، فقتلته، ولم أزل أمنع عنها، إلى أن خلصتها سالمة.


وتخلصت الجارية آمنة مما خافته على نفسها، فأخرجتها من الدار،


فسمعتها تقول: سترك الله، كما سترتني وكان لك، كما كنت لي.


وسمع الجيران الضجة، فتبادروا إلينا، والسكين في يدي، والرجل يشحط في دمه، فرفعت على هذه الحالة.


فقال له إسحاق: قد عرفت لك ما كان من حفظك للمرأة، ووهبتك لله ورسوله.


قال: فوحق من وهبتني له، لا عاودت معصية، ولا دخلت في ربية، حتى ألقى الله فأخبره إسحاق بالرؤيا التي رآها، وأن الله تعالى لم يضيع له ذلك، وعرض عليه برا واسعا، فأبى قبول شئ من ذلك


[المسعودي 2 / 478- 479.]


ولعل من الأهمية بمكان الإشارة هنا إلى أن المؤرخين يجمعون- أو يكادون- على أن الخليفة العباسي " المتوكل "- كما أشرنا آنفا- إنما كان شديد الوطأة على آل أبي طالب، غليظا على جماعتهم، وكان وزيره " عبيد الله بن يحيى بن خاقان " على سنته، ومن ثم فقد حسن له كل قبيح في معاملتهم.


وقد استعمل المتوكل على المدينة ومكة- كما يقول صاحب " مقاتل الطالبيين- " عمر بن الفرج الرخجي "، فمنع آل أبي طالب من التعرض للناس، ومنع الناس من البر بهم، وكان لا يبلغه أن أحدا تقرب منهم بشئ، وإن قل، إلا أنهكه عقوبة، وأثقله غرما، حتى كان القميص يكون بين جماعة من العلويات يصلين فيه، واحدة بعد واحدة، ثم يرفعنه، ويجلسن على مغازلهن عواري حاسرات.


وهكذا شاع من يسمونه " أمير المؤمنين "، المتوكل على الله " أن تقبع العلويات الطاهرات في بيوتهن عاريات، يتبادلن القميص المرقع عند الصلاة،


وأن تختال الفاجرات العاهرات بالحلي، وحلل الديباج بين الإماء والعبيد


[أبو الفرج الأصفهاني: مقاتل الطالبيين ص 597 محمد جواد مغنية: الشيعة والحاكمون ص 169- 170.]


وكان المتوكل يقرب " علي بن جهم "، لا لشئ، إلا لأنه كان يبغض أمير المؤمنين علي المرتضى، رضي الله عنه، وكرم الله وجهه في الجنة، وكان ابن الجهم هذا مأبونا، سمعه أبو العيناء يوما يطعن على الإمام علي، فقال له: إنك تطعن على الإمام علي، لأنه قتل الفاعل والمفعول من قوم لوط، وأنت أسفلهما


[ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 3 / 123 "وروى ابن أبي الحديد عن أبي الفرج الأصفهاني في كتابه الأغاني: أن علي بن الجهم خطب امرأة من قريش فلم يزوجوه، وبلغ المتوكل ذلك، فسأل عن السبب: فحدث بقصة بني سامة بن لؤي، وأن أبا بكر وعمر لم يدخلاهم في قريش، وأن عثمان أدخلهم فيها، وأن عليا عليه السلام أخرجهم منها، فارتدوا، وأنه قتل من ارتد منهم، وسبى بقيتهم، فباعهم من مصقلة بن هبيرة، فضحك المتوكل، وبعث إلى علي بن الجهم، وأخبره بما قال القوم "شرح نهج البلاغة 3 / 126" السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 348- 349.]


وكان ابن السكيت من كبار العلماء والأدباء في زمانه، وقد ألزمه المتوكل تعليم ولده المعتز، فقال له يوما: أيهما أحب إليك، ابناي هذان، المعتز والمؤيد، أو الحسن والحسين؟


فقال ابن السكيت "810- 857 م" والله إن " قنبرا " خادم علي بن أبي طالب، خير منك ومن ابنيك.


فقال المتوكل للأتراك "من جنده": سلوا لسانه من قفاه، ففعلوا، فمات


[السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 348- 349، وفيات الأعيان 6 / 400 وانظر عن ابن السكيت "وفيات الأعيان 6 / 395- 401، تاريخ بغداد 14 / 273 الفهرست ص 72، شذرات الذهب 2 / 106.]


وكان عند المتوكل مخنث يدعى " عبادة " فيشد على بطنه مخدة، ويرقص


بين يدي المتوكل، والمغنون يغنون: أقبل البطين، خليفة المسلمين- وهم يعنون عليا أمير المؤمنين عليه السلام-، والمتوكل يشرب ويضحك.


وفعل ذلك، وابنه المنتصر حاضر، فقال لأبيه: إن الذي يحكيه هذا الكلب، ويضحك منه الناس، هو: " ابن عمك، وشيخ أهل بيتك، وبه فخرك، فكل أنت لحمه، إذا شئت، ولا تطعم هذا الكلب وأمثاله، فقال المتوكل:


غنوا:





  • غار الفتى لابن عمه
    رأس الفتى في حرامه



  • رأس الفتى في حرامه
    رأس الفتى في حرامه




وسمعه يوما يشتم سيدة نساء العالمين، فاطمة الزهراء، بنت سيدنا مولانا محمد رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، فسأل أحد الفقهاء، فقال له: قد وجب عليه القتل، إلا أن من قتل أباه، لم يطل عمره.


فقال المنتصر: لا أبالي، إذا أطعت الله بقتله، أن لا يطول عمري، فقتله، فعاش بعده سبعة أشهر


[محمد جواد مغنية: الشيعة والحاكمون ص 170- 171، نبيلة عبد المنعم داود: المرجع السابق ص 220، ابن الأثير: الكامل 5 / 20 و 287 و 300 "ط الاستفاقة".]


وروى الإمام الطبري في تاريخه: أن أبا السمط دخل يوما على المتوكل، فأنشده قصيدة ذم فيها الشيعة، فعقد له على البحرين واليمامة، وخلع عليه أربع خلع، وأمر له بثلاثة آلاف دينار، نثرت على رأسه، وأمر ابنه المنتصر أن يلتقطها له، وكذا القصيدة


[تاريخ الطبري 11 / 67.]


وفي عام 236 هـ "850 م"- وقيل في عام 237 هـ- أمر المتوكل بهدم قبر مولانا وسيدنا الإمام الحسين بن علي- عليه السلام- ومحو أرضه، وإزالة آثاره، وجعل عقاب من يزوره القتل، وهكذا بعث المتوكل أحد رجاله، ويدعى


/ 23