غارات نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غارات - نسخه متنی

ابواسحاق ابراهیم بن محمد ثقفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


طاعتك فإن شئت خرجت إليهم فكفيتهم و إن شئت فكتبت إليهم فتنظر ما يجيبونك فكتب إليهم علي "عليه السلام" بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى من شاق و غدر من أهل الجند و صنعاء أما بعد فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو الذي لا يعقب له حكم و لا يرد له قضاء و لا يرد بأسه عن القوم المجرمين و قد بلغني تحزبكم و شقاقكم و إعراضكم عن دينكم و توثبكم بعد الطاعة و إعطاء البيعة و الألفة فسألت أهل الحجى و الدين الخالص و الورع الصادق و اللب الراجح عن بدء مخرجكم و ما نويتم به و ما أحمشكم له فحدثت عن ذلك بما لم أركم في شي ء منه عذرا مبينا و لا مقالا جميلا و لا حجة ظاهرة فإذا أتاكم رسولي فتفرقوا و انصرفوا إلى رحالكم أعف عنكم و اتقوا الله و ارجعوا إلى الطاعة أصفح عن جاهلكم و أحفظ قاصيكم و أقم فيكم بالقسط و أعمل فيكم بكتاب الله و إن أبيتم و لم تفعلوا فاستعدوا لقدوم جيش جم الفرسان عريض الأركان يقصد لمن طغى و عصى فتطحنوا طحنا كطحن الرحى فمن أحسن فلنفسه و من أساء فعليها وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ألا فلا يحمد حامد إلا ربه و لا يلم لائم إلا نفسه و السلام عليكم.

و وجه الكتاب مع رجل من همدان فقدم رسول علي "عليه السلام" بالكتاب فلم يجيبوه إلى خير فقال لهم إني تركت أمير المؤمنين يريد أن يوجه إليكم يزيد بن قيس في جيش كثيف فلم يمنعه إلا انتظار ما يأتيه من قبلكم فشاع ذلك في شيعة عثمان فقالوا نحن سامعون مطيعون إن عزل عنا عبيد الله و سعيدا. قال فرجع الرسول من عندهم إلى علي "عليه السلام" فأخبره خبر القوم. و جاء على بقية ذلك أن معاوية قد سرح بسر بن أبي أرطاة لعنه الله.

قال عبد الله بن عاصم حدثت أن تلك العصابة حين بلغهم أن عليا يوجه إليهم يزيد بن قيس بعثوا إلى معاوية يخبرونه و كتبوا إليه كتابا فيه.

معاوي إلا تسرع السير نحونا++

نبايع عليا أو يزيد اليمانيا

فلما قدم الكتاب إلى معاوية دعا بسر بن أبي أرطاة و كان قاسي القلب سفاكا للدماء لا رأفة عنده و لا رحمة فوجهه إلى اليمن و أمره أن يأخذ طريق الحجاز و المدينة و مكة حتى ينتهي إلى اليمن و قال له لا تنزل على بلد أهله على طاعة علي إلا بسطت عليهم لسانك حتى يروا أنهم لا نجاة لهم منك و أنك محيط بهم ثم اكفف عنهم و ادعهم إلى البيعة لي فمن أبى فاقتله و اقتل شيعة علي حيث كانوا.

و من وجه آخر عن يزيد بن جابر الأزدي قال سمعت عبد الرحمن بن مسعدة الفزاري يحدث في خلافة عبد الملك بن مروان قال لما دخلت سنة أربعين تحدث الناس بالشام أن عليا "عليه السلام" يستنفر الناس بالعراق فلا ينفرون معه و تذاكروا أن قد اختلفت أهواؤهم و وقعت الفرقة بينهم قال فقمت في نفر من أهل الشام إلى الوليد بن عقبة فقلنا له إن الناس لا يشكون في اختلاف الناس على علي بالعراق فادخل إلى صاحبك فمره فليسر بنا إليهم قبل أن يجتمعوا بعد تفرقهم أو يصلح لصاحبهم منهم ما قد فسد عليه من أمرهم قال فقال بلى لقد قاولته على ذلك و راجعته و عاتبته حتى لقد برم بي و استثقل طلعتي و ايم الله على ذلك ما أدع أن أبلغه ما مشيتم به إلي.

فدخل عليه فخبره بمجيئنا إليه و مقالتنا له فأذن لنا فدخلنا عليه فقال ما هذا الخبر الذي جاءني به عنكم الوليد فقلنا هذا خبر في الناس سائر فشمر للحرب و ناهض الأعداء و اهتبل الفرصة و اغتنم الغرة فإنك لا تدري متى تقدر من عدوك على مثل حالهم التي هم عليها و أن تسير إلى عدوك أعز لك من أن يسيروا إليك و اعلم و الله إنه لو لا تفرق الناس عن صاحبك لقد نهض إليك فقال لنا ما أستغني عن رأيكم و مشورتكم و متى أحتج إلى ذلك منكم أدعكم إن هؤلاء الذين تذكرون تفرقهم على صاحبهم و اختلاف أهوائهم لم يبلغ ذلك عندي بهم أن أكون أطمع في استئصالهم و اجتياحهم إلى أن أسير إليهم مخاطرا بجندي لا أدري علي تكون الدائرة أم لي فإياكم و استبطائي فإني آخذ بهم في وجه هو أرفق بكم و أبلغ في هلاكهم قد شننت عليهم الغارات في كل جانب فخيلي مرة بالجزيرة و مرة بالحجاز و قد فتح الله فيما بين ذلك مصر فأعز بفتحها ولينا و أذل به عدونا فأشراف أهل العراق لما يرون من حسن صنيع الله لنا يأتوننا على قلائصهم في كل يوم و هذا مما يزيدكم الله به و ينقصهم و يقويكم و يضعفهم و يعزكم و يذلهم فاصبروا و لا تعجلوا فإني لو رأيت فرصة لاهتبلتها.

فخرجنا من عنده و نحن نعرف الفضل فيما ذكر فجلسنا ناحية و بعث معاوية عند مخرجنا من عنده إلى بسر بن أبي أرطاة من بني عامر بن لؤي

فبعثه في ثلاثة آلاف و قال سر حتى تمر بالمدينة فاطرد الناس و أخف من مررت به و انهب أموال كل من أصبت له مالا ممن لم يكن يدخل في طاعتنا فإذا دخلت المدينة فأرهم أنك تريد أنفسهم و أخبرهم أنه لا براءة لهم عندك و لا عذر حتى إذا ظنوا أنك موقع بهم فاكفف عنهم ثم سر حتى تدخل مكة و لا تعرض فيها لأحد و أرهب الناس منك فيما بين المدينة و مكة و اجعلهم شردات حتى تأتي صنعاء و الجند فإن لنا بهما شيعة و قد جاءني كتابهم.

فخرج بسر بن أبي أرطاة في ذلك البعث حتى أتى دير مران فعرضهم فسقط منهم أربعمائة و مضى في ألفين و ستمائة فقال الوليد بن عقبة أرينا معاوية برأينا أن يسير إلى الكوفة فبعث الجيش إلى المدينة فمثلنا و مثله كما قال الأول أريها السها و تريني القمر فبلغ ذلك معاوية فغضب عليه و قال

و الله لقد هممت بمساءة هذا الأحمق الذي لا يحسن التدبير و لا يدري سياسة الأمور ثم إنه كف عنه.

ثم سار بسر بن أبي أرطاة بمن تخلف معه من جيشه و كانوا إذا

وردوا ماء أخذوا إبل أهل ذلك الماء فركبوها و قادوا خيولهم حتى يردوا الماء الآخر فيردون تلك الإبل فيركبون إبل هؤلاء فلم يزل يصنع ذلك حتى قرب من المدينة. قال و قد روي أن قضاعة استقبلتهم ينحرون لهم الجزر حتى دخلوا المدينة. و عامل علي "عليه السلام" على المدينة يومئذ أبو أيوب الأنصاري فخرج عنها هاربا و دخل بسر المدينة فخطب الناس و شتمهم و تهددهم يومئذ و توعدهم و قال شاهت الوجوه إن الله ضرب مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا و قد أوقع الله ذلك المثل بكم و جعلكم أهله كان بلدكم مهاجر النبي "صلّى الله عليه وآله وسلّم" و منزله و فيه قبره و منازل الخلفاء من بعده فلم تشكروا نعمة ربكم و لم ترعوا حق أئمتكم و قتل خليفة الله بين أظهركم فكنتم بين قاتل و خاذل و شامت و متربص إن كانت للمؤمنين قلتم أ لم نكن معكم و إن كان للكافرين نصيب قلتم أ لم نستحوذ عليكم و نمنعكم من المؤمنين ثم شتم الأنصار فقال يا معشر اليهود و أبناء العبيد بني زريق و بني

النجار و بني سالم و بني عبد الأشهل أما و الله لأوقعن بكم وقعة تشفي غليل صدور المؤمنين و آل عثمان أما و الله لأدعنكم أحاديث كالأمم السالفة فتهددهم حتى خاف الناس أن يوقع بهم ففزعوا إلى حويطب بن عبد العزى و يقال إنه زوج أمه فصعد إليه المنبر فناشده و قال عشيرتك و أنصار رسول الله "صلّى الله عليه وآله وسلّم" و ليسوا بقتلة عثمان فلم يزل به حتى سكن فدعا الناس إلى بيعة معاوية فبايعوا و نزل بسر فأحرق دورا أحرق دار زرارة بن جرول أحد بني عمرو بن عوف و دار رفاعة بن رافع الزرقي و دار أبي أيوب الأنصاري و فقد جابر بن عبد الله ما لي لا أرى جابرا يا بني سلمة لا أمان لكم عندي أو تأتوني بجابر بن عبد الله الأنصاري فعاذ جابر بأم سلمة رضي الله عنها فأرسلت إلى

بسر بن أبي أرطاة فقال لا أؤمنه حتى يبايع فقالت له أم سلمة اذهب فبايع و قالت لابنها عمر اذهب فبايع فذهبا فبايعا. عن وهب بن كيسان قال سمعت جابر بن عبد الله يقول بعث معاوية بسر بن أبي أرطاة إلى المدينة ليبايع أهلها على راياتهم و قبائلهم فجاءته بنو سلمة فقال أ فيهم جابر قالوا لا قال فليرجعوا فإني لست مبايعهم حتى يحضر جابر قال فأتاني قومي فقالوا ننشدك الله لما انطلقت معنا فبايعت فحقنت دمك و دماء قومك فإن لم تفعل ذلك قتلت مقاتلينا و سبيت ذريتنا قال فاستنظرتهم الليل فأتيت أم سلمة زوجة النبي "صلّى الله عليه وآله وسلّم" فأخبرتها الخبر فقالت يا بني انطلق فبايع احقن دمك و دماء قومك فإني قد أمرت ابن أخي أن يذهب فيبايع و إني لأعلم أنها بيعة ضلالة.

قال فأقام بسر أياما ثم قال لهم إني قد عفوت عنكم و إن لم

تكونوا لذلك بأهل ما قوم قتل إمامهم بين ظهرانيهم بأهل أن يكف عنهم العذاب و لئن نالكم العفو مني في الدنيا فإني لأرجو أن لا تنالكم رحمة الله في الآخرة و قد استخلفت عليكم أبا هريرة فإياكم و خلافه ثم خرج إلى مكة.

عن الوليد بن هشام قال بعث بسر بن أبي أرطاة أحد بني عامر بن لؤي لقتل من كان على رأي علي بن أبي طالب "عليه السلام" فأقبل من الشام حتى قدم المدينة فصعد منبر النبي "صلّى الله عليه وآله وسلّم" فقال يا أهل المدينة أ خضبتم لحاكم و قتلتم عثمان مخضوبا و الله لا أدع في المسجد مخضوبا إلا قتلته ثم قال لأصحابه خذوا بأبواب المسجد و هو يريد أن يستعرضهم فقام إليه عبد الله بن الزبير و أبو قيس رجل من بني عامر بن لؤي فطلبا إليه حتى كف عنهم و خرج من المدينة فأتى مكة فلما قرب منها هرب قثم بن العباس و كان عامل علي "عليه السلام" و دخل

/ 44