احکام فقهیة حول الشخصیة الحسینیة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
احكام فقهية حول الشخصية الحسينيـة عبدالمجيد نجفيان قال تعالي ـ عزّ من قائل ـ: (اءِنَّ اللّهَ اشْتَرَي' مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمبِاَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِوَالاءِنْجِيلِ وَالْقُرْا´نِ وَمَنْ أَوْفَي' بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذ'لِكَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). احكام فقهيّة حول الشخصيّة الحسينيّة: يُقال: ـ انّ الاجر علي قدر المشقّة ـ ولا سيّما اءذا اقترن بالفضلالاءلهي (اءنّما يوفّي' الصّابرون اجرهم بغير حساب) فالاجر الذيمنحه اللهـسبحانه وتعالي ـ للشهداء لا يعد له شيء وكما رُوي عن الرسولالكريم(ص): «فوق كلّ ذي برٍّ برّ حتي يُقتل في سبيل الله، فاءذا قتل في سبيل الله فليسفوقه برٍّ».. فالمجد والخلود للشهداء الذين (صدقوا ما عاهدوا الله عليه) (واخلصوا دينهم لله)، فصانوا كرامة البشرية بدمائهم الغالية وباعواانفسهم لله ثمناً لاءعلاء كلمته في الارض، فكافاهم الباري سبحانه بانجعل درجة الشهيد في اعلي عليّين ورفعه اءلي اسمي مقام تقاس بهدرجات الفضل والارجحيّة، وهذا هو منطق ومصداق الا´ية الشريفة التيصدّرنا بها هذا البحث. لقد منح الله الكريم الشهداء المجاهدين في سبيله كرامات واحكامفقهيّة خاصّة بهم، ولم تُمنح لغيرهم، فليس لكلّ احد الكفاءة والجدارةعلي دخول باب الجهاد والذي هو كما قال عليّ امير المؤمنين(ع): «فتحهالله لخاصّة اوليائه»، وكذلك الفوز بالشهادة التي (وما يلقّاها اءلاّ ذو حظّعظيم). واعظم صفحة كُتبت في تاريخ الشهداء والتي وقّعت بدمائهم الطاهرةما سطّره الاءمام الحسين بن عليّ8 من ملاحم الفداء والتضحية في سبيلالدعوة الاءسلامية حتي استحق لقب سيّد الشهداء، لانّه بذل كل ما يملكفي سبيلها، فوهبه الله سبحانه وتعالي مكارم ومناقب لم تُمنح لغيره منخاصّة اوليائه، فكما روي عن الاءمام الصادق(ع) في هذا المجال: «اءنّ اللهعوّض الحسين(ع) من قتله انّ الاءمامة من ذريّته والشفاء في تربته، واءجابة الدعاءعندقبره». فهل اختصّ الله سيّد الشهداء(ع) بهذه الكرامات الثلاث وحَسب؟ امانّ العناية الاءلهية بـ (ثار الله) تفوق هذه؟ فالباحث في كتب الحديث والفقه يجد بعض الاحكام العامّة التيترتبط بكل الشهداء المجاهدين في سبيل الله ويجد ايضاً اءستثناءات فيبعض المسائل الفقهيّة اختصّت بالاءمام الحسين(ع) دون غيره منالشهداء. لقد ضحّي الاءمام ابو عبدالله الحسين(ع) بكل غال ونفيس مناجل اءعلاء كلمة الحقّ ومقارعة الظالمين، فكان يوم الطفيوم الملحمة العظمي، علي ما فيها من فجائع وفظائع يهتزّ لهاالعرش، فجزاه الله الجزاء الاوفي من ممتثلاً في بعض جوانبهباحكام فقهيّة ومسائل شرعيّة تطالعنا بها كتب الفقه والحديث،وقد وفقت لجمعها منقولة عن كتاب (جواهر الكلام في شرحشرائع الاءسلام) للفقيه الكبير واُستاذ الفقهاء الشيخ محمد حسنالنجفي (1292 ـ 1266 هجرية) وهذا الكتاب العظيم يستّحقلقب (موسوعة الفقه الشيعي) لاهمّيته الفائقة عند الفقهاء الكرام. وقد نوّه الشيخ صاحب الجواهر ـ اعلي الله مقامه الشريف ـ عنعظمة شخصيّة الاءمام الحسين(ع) حيث اشار في الجزء العشرين ـ الصفحة97 من كتابه (اءلي غير ذلك من النصوص التي لا يمكن استقصاء ماتضمّنته من ثواب زيارته، فضلاً عن النصوص المتضمّنة للبكاء عليهوللشعر فيه اءنشاء واءنشاداً ومافي تربته الشريفة من اكل او صلاة عليها اوتسبيح بها او غير ذلك من الاُمور المتعلّقة بحَرَمِه وروضته، فانّ ذلكيحتاج اءلي كتب متعددة، وقد كفانا مؤونة ذلك اصحابنا ـ رضوان اللهعليهمـ). فلنستعرض الا´ن معالم الشخصيّة الحسينيّة في الفقه الجواهريمعنونة ومرتّبة علي ابوابها وموضوعاتها المختلفة. 1 ـ فضيلة التربة الحسينيّة: لعلّ من ابرز خصائص التربة الحسينيّة انّها تعيش مع الاءنسان المسلممنذ تولّده وحتّي بعد مماته، ابتداءً من تحنيكه بها ليسري حبّ الحسينفي الدم والعروق، وانتهاءً بوضعها في قبره. اءنّ الاعتقاد بفضل وشرف هذه التربة ليس عند المسلمين فقط ـ كماسنري ـ ولكن حتّي عند النصاري، لانّ سيّد الشهداء شخصيّة مقدّسةعالميّة لدي كلّ اءنسان حرّ وشريف. ا ـ كتاب الطهارة ـ ا´داب التكفين ـ (ج4 ص 230 ـ 231). استحباب كتابة القرا´ن وساير الادعية علي الكفن بتربة الحسين(ع): (ومن ذلك كله يظهر لك وجه ما ذكره غير واحد من الاصحاب بلنُسب اءليهم في ـ جامع المقاصد وكشف اللثام ـ مَن استحباب ان يكونذلك ـ ايّ الكتابة علي الكفن ـ بتربة الحسين(ع) ـ جمعاً بين الوظيفتين:الكتابة والتربة. وفي ـ الذكري' وجامع المقاصد والروض وكشف اللثام ـحاكياً له في الاخير وغرية الفريد الامر بالتربة الحسينيّة اولاً، فاءن لم توجدفبالطين والماء). ب ـ كتاب الطهارة ـ ا´دب اللحد ـ (ج4 ص 304 ـ 305). استحباب ان يجعل في قبر الميت شيء من تربة الحسين(ع): منها ان (يجعل شيء في تربة الحسين(ع)) علي ما ذكره الاصحابمن غير خلاف يعرف فيه، فلعلّ شهرته بينهم والتبرّك بها وكونها اماناً منكلّ خوف، وما في الفقه الرضوي (ويجعل في اكفانه شيء من طين القبروتربة الحسين(ع) كافٍ في ثبوته. وخبر جعفر بن عيسي المروي عن مصباح الشيخ انّه سمعاباالحسن(ع) يقول:«ما علي' احدكم اءذا دفن الميت ووسّده في التراب ان يضعمقابل وجهه لبنه من الطين، ولا يضعها تحت خدّه وراسه». بناءً علي انّ المراد بالطين فيه طين قبر الحسين(ع) ولذلك لم يذكراحد اءستحباب ذلك بدونه، ولعلّ اءجمال العبارة للتقيّة او شيوع هذاالاءطلاق يومئذٍ فيه. وربّما يستانس له زيادة علي ذلك بما رواه في المنتهي وغيره: (اءنّاءمراة كانت تزني فتضع اولادها فتحرقهم خوفاً من اهلها، ولم يعلم بهاغير اُمّها، فلمّا ماتت دفنت فانكشف التراب عنها ولم تقبلها الارض،فنقلت من ذلك المكان اءلي غيره، فجري لها ذلك، فجاء اهلها اءليالصادق(ع) وحكوا له القصة، فقال لاُمّها ما كانت تصنع هذه في حياتهامن المعاصي؟ فاخبرته بباطن امرها، فقال الصادق(ع): اءنّ الارض لا تقبلهذه، لانّها كانت تعذّب خلق الله بعذاب الله، اءجعلوا في قبرها شيئاً من تربة الحسين(ع)ففعل ذلك فسترها الله تعالي). ج ـ كتاب الطهارة ـ الاغسال المستحبّة ـ (ج5 ص 57). اءستحباب الغسل لاخذ التربة الحسينيّة: وقد يدخل في طلب الحوائج ايضاً ما ورد في الغسل لاخذ التربةالحسينيّة، للمرسل عن ابن طاووس في مصباح الزائر ونحوه عن البحارعن المزار الكبير عن جابر الجعفي عن الباقر(ع) قال: «كان بي وجع الظهرووجع الخوف، فقال لي عليك بتربة الحسين بن علي(ع)، اءنّك اءذا اردت اخذها فقما´خر الليل واغتسل والبس اطهر ثيابك، وتطيّب بسُعد وادخل وقف عند الراس وصلّاربع ركعات...»اءلي ا´خر الحديث. د ـ كتاب الصلاة ـ احكام السجدة ـ (ج8 ص 437). استحباب السجود علي التربة الحسينيّة: وافضل الارض تربة سيّد الشهداء(ع) قطعاً وسيرةً، ولذا كانالصادق(ع) لا يسجد اءلاّ عليها تذللاً لله واءستكانة كما عن اءرشاد الديلميوعن مصباح الشريعة بسنده اءلي معاوية بن عمّار: (اءنّه كان لابي عبدالله(ع)خريطة ديباج صفراء فيها تربة ابي عبدالله(ع) فكان اءذا حضرته الصلاةصبّه علي سجّادته وسجد عليها، ثم قال(ع): اءنّ السجود علي تربة ابيعبدالله(ع) يخرق الحجب السّبعة). وفي مرسل الفقيه عنه(ع) ايضاً: «السجود علي طين قبر الحسين(ع) ينوّراءلي الارضين السبعة». وفي توقيع الحميري المروي في الاءحتجاج (لمّا كتب اءلي صاحبالزمان(ع) يساله عن السجود علي لوح طين القبر هل فيه فضل؟ فاجاب:«يجوز ذلك وفي الفضل»). ه ـ كتاب الصلاة ـ استحباب التعقيب في الصلاة ـ (ج10 ص 405). استحباب كون التسبيح بطين قبر الحسين(ع): قال الطبرسي فيما حُكِي عنه من مكارم الاخلاق عن كتابالحسنبن محبوب: (اءنّ ابا عبدالله(ع) سُئل عن اءستعمال التربتين من طينقبر حمزة والحسين(ع) والتفاضل بينهما، فقال(ع): «السبحة التي من طين قبرالحسين(ع) تسبّح بيد الرجل من غير ان يسبّح»)، ثم قال: وروي: «اءنّالحورالعين اءذا ابصرنْ واحداً من الاملاك يهبط اءلي الارض لامرٍ ما يستهدين منهالمسبّح والتراب من قبر الحسين(ع)». وعن الصادق(ع): «من ادار سبحة من تربة الحسين مرّة واحدة بالاءستغفار اوغيره كتب الله له سبعين مرّة». و ـ كتاب الحج ـ فيما يُستحب استصحابه في السّفر ـ (ج18 ص 162). استحباب استصحاب شيء من تربة الحسين(ع) للمسافر: وينبغي للمسافر وغيره اءستصحاب شيء من تربة الحسين(ع) «التيهي امان في كلّ خوف وشفاء من كلّ داء» وخصوصاً اءذا اخذ السبحة من تربتهودعا بدعا المبيت علي الفراش ثلاث مرّات، ثمّ قبّلها ووضعها علي عينه، وقال:(اللّهم اءنّي اسالك بحقّ هذه التربة وبحقّ صاحبها وبحقّ جدّه وابيه واُمه واخيه وبحقّولده الطاهرين اءجعلها شفاء من كلّ داء واماناً من كلّ خوف وحفظاً من كلّ سوء، ثمّوضعها في جيبه، فاءنّ مَن فعل ذلك في الغداة فاءنّه لا يزال في امان الله حتّي العشاء،واءنْ فعل ذلك في العشاء فلا يزال في امان الله حتّي الغداة، واءنْ خاف من سلطان اوغيره وخرج من منزله واستعمل ذلك كان حرزاً له). ز ـ كتاب التجارة ـ شرايط البيع ـ (ج22 ص 339 و 340). التبرّك والتوسّل بتربة الحسين(ع) عند النصاري زمان الطوفان: يشترط الشيخ صاحب الجواهر ـ اعلي الله مقامه الشريف في شروطبيع كتب الحديث والتفسير والتربة الحسينية علي الكفار واهل الكتابوالمخالفين: التعظيم وعدم اءقتضاء الاءهانة (لاءمكان منع منافاة ملكيّةالكافر للاءحترام، خصوصاً اءذا اتخذه هو علي جهة التبجيل والتبرّكوالاءحترام، كما يصنعه النصاري في تراب الحسين(ع) عند الطوفان). ح ـ كتاب النكاح ـ سنن الولادة ـ (ج31 ص 253). من سنن الولادة تحنيك المولود بتربة الحسين(ع): من ا´داب الولادة المستحبّة تحنيك المولود بماء الفرات الذي هوالنهر المعروف وبتربة الحسين(ع)، وكما في رواية الكليني عن الاءمامالباقر(ع): «حنّكوا اولادكم بماء الفرات وبتربة قبر الحسين(ع)». ط ـ كتاب الاطعمة والاشربة ـ حرمة اكل الطين ـ (ج36 ص 357 ـ 368). جواز الاستشفاء بتربة الحسين(ع): وفي خبر سماعة بن مهران عن ابي عبدالله(ع): «اكل الطين حرام عليبني ا´دم ما خلا طين قبر الحسين(ع) مَن اكله من وجع شفاه الله». وفي مرسلة المصباح (مصباح المتهجّد) انّ رجلاً سال الصادق(ع)فقال: اءنّي سمعتك تقول: اءنّ تربة الحسين(ع) من الادوية المفردة وانّها لاتمرّ بداء اءلاّ هضمته. فقال: «قد قلت ذلك فما بالك؟ قلت: اءنّي تناولتها فماانتفعت بها، قال(ع): امّا انّ لها دعاء فمن تناولها ولم يدع به واستعملها لم يكدينتفع بها. قال: فقال له: ما اقول اءذا تناولتها؟ قال: تُقبّلها قبل كل شيء وتضعهاعلي عينيك ولا تناول منها اكثر من حمّصة، فاءنّ مَن تناول منها اكثر من ذلك فكانّمااكل لحومنا ودمائنا، فاءذا تناولت فقل: اللّهمّ اءنّي اسالك بحقّ الملك الذي قبضهاواسالك بحقّ النبيّ وا´ل محمّد الذي خزنها واسالك بحقّ الوصيّ الذي حلّ فيها انتصلي علي محمّد وا´ل محمّد وان تجعلها لي شفاء من كل داء واماناً من كل خوفوحفظاً من كل سوء، فاءذا قلت ذلك فاشددها في شيء واقرا عليها (اءنّا انزلنا في ليلةالقدر) فاءنّ الدعاء الذي تقدّم لاخذها هو الاءستيذان عليها وقراءة اءناانزلناهختمها». وعلي كل حال فظاهر الفتاوي الاءقتصار علي استثناء قبر الحسين(ع)من بين قبور سائر المعصومين: حتّي النبيّ(ص) بل المعروف كون ذلكمن خواصه، كما ورد به بعض النصوص، فاءنّما يجوز اكل طين القبرللاءستشفاء دون غيره ولو للتبرّك في عصر يوم عاشوراء ويومي عيديالفطر والاضحي. 2 ـ احكام الصلاة والمساجد: الصلاة هي اعظم عبادة علي الاطلاق، والتي اءنْ قُبلت قُبل ما سواهاوما بين الاءيمان والكفر: ترك الصلاة كما ورد في الاحاديث الشريفة عنالمعصومين:، ونظراً لاهمّيتها فقد استاثرت احكام الصلاة باضخمكتاب في الفقه. وفي ابواب مبطلات الصلاة، البكاء من اجل الاُمور والمشاكلالدنيوية كالبكاء علي الموتي، واستثنت تلك الاحكام البكاء عليالحسين(ع) والذي استشهد من اجل ان تقام الصلاة. امّا المساجد فكفاها فضلاً انّها بيوت الله في ارضه، والمستفاد منالاحاديث المرويّة عن المعصومين:: اءنّ اشرف بقاع الارض هيالمساجد الثلاثة في مكة والمدينة والكوفة مضافاً لها الحرم الحسينيفيكربلاء المقدّسة، فلها احكام فقهيّة اختصّت بها دون سائر المساجد،كلّ ذلك اءظهاراً لفضل التربة المطهّرة التي ضمّت شهيد كربلاء واصحابهالميامين. اـ كتاب الصلاة ـ قواطع الصلاة ـ (ج11 ص 73). البكاء علي الحسين(ع) امر اُخروي ولا يُبطل الصلاة: من مبطلات الصلاة: البكاء لشيء من اُمور الدنيا، وقد يمنع كونالبكاء لفقد الميت من الاُمور الدنيوية مطلقاً، فاءنّ البكاء علي الحسين(ع)وغيره من الائمة الهادين: بل والعلماء والمرضيين ونحوهم ممّنكانت العُلقة بينهم وبين الباكي اُخروية ليس لها من الدنيا في شيء. ب ـ كتاب الصلاة ـ صلاة المسافر ـ (ج14 ص 331). التخيير بين القصر والاءتمام في الحرم الحسيني واستحباب الاءتمام: خبر ابي شبل المروي في الكافي والتهذيب: قلت لابي عبدالله(ع):«ازر قبر الحسين(ع)؟ قال: نعم زر الطيّب واتمّ الصلاة، فقلت: فاءنّ بعضاصحابنا يرون التقصير، قال: اءنّما يفعل ذلك الضَعفة». وفي خبر زياد القندي قال ابو الحسن(ع): «يا زياد: احبّ لك ما احبّلنفسي واكره لك ما اكره لنفسي، اتمّ الصلاة فيالحرمين وبالكوفة وعند قبرالحسين(ع)». ج ـ كتاب الصلاة ـ احكام المساجد ـ (ج14 ص 13). النهي عن الصلاة في المساجد التي جدّدت فرحاً بقتل الحسين(ع): يُستثني من فضل الصلاة في المسجد بعض المساجد التي وردتالنصوص بالنهي عن الصلاه فيها ولعنها وبانّ بعضها جُدّد لقتلالحسين(ع) كمسجد ثقيف ومسجد الاشعث ومسجد سمّاك بن مخرمةومسجد شبث بن ربعي ومسجد حريز بن عبدالله البجلي ومسجد التيم،وعن سالم عن ابي جعفر(ع) قال: «جُددت اربعة مساجد بالكوفة فرحاًلقتل الحسين(ع)، مسجد الاشعث ومسجد جرير ومسجد سمّاك ومسجد شبثابن ربعي». د ـ كتاب الصلاة ـ احكام المساجد ـ (ج14 ص 120). عدم كراهة قراءة مراثي الحسين(ع) في المسجد: لا يُبعد عدم الكراهية في اءنشاد الشعر ـ فيما قلّ منه ويكثر نفعهـكبيت حكمة او شاهد علي لغة مثلاً في كتاب الله او سنّة نبيّه(ص)ومراثي الحسين(ع) ومدح الائمة: وهجاء اعدائهم، بل سائر ما كان حقّاًواءرشاداً ويعدّ عبادة. 3 ـ حرمة صوم يوم عاشوراء: من العبادات التي فرضها الله علي المسلمين صيام شهر رمضانالمبارك شكراً له علي نعمه التي لا تعدّ ولا تحصي'، ولهذا فقد اختصّتاكثر ايام السنّة بالصيام المندوب، اءلاّ ايّاماً معدودة حُرّم فيها الصوم لبعضالمناسبات التي حدثت فيها، ومنها يوم عاشوراء فهو يوم مصيبة واءنّالصوم لا يكون شكراً علي المصيبة كما يفعله الاُمويون واعداء اهلالبيت النبوي الطاهر، وذلك نكاية بالائمة الهداة وشيعتهم الذين اتّخذواهذا اليوم يوم حزن وعزاء بكت له السموات والارض. ـ كتاب الصوم ـ (ج17 ص 105): خبر يزيد النرسي قال: سمعت عبيدبن زرارة يسال الصادق(ع) عنصوم يوم عاشوراء، فقال: «مَن صامه كان حظّه من صيام ذلك اليوم حظّ ابنمرجانة وا´ل زياد، قال: قلت: و ما كان حظّهم من ذلك اليوم؟ قال: «النار،اعذانا الله من النار ومن عملْ يقرّب من النار». عن الحسين بن ابي غندر عن ابيه عن ابي عبدالله الصادق(ع) قال:سالته عن صوم يوم عاشوراء، قال: «ذلك يوم قُتل فيه الحسين(ع)، فاءنْ كنتشامتاً فصم، ثم قال: اءنّ ا´ل اُمية نذروا نذراً اءنْ قُتل الحسين(ع) ان يتخذوا ذلك اليومعيداً لهم يصومون فيه شكراً ويفرّحون اولادهم، فصارت في ا´ل ابي سفيان سنّة اءلياليوم، فلذلك يصومونه ويدخلون علي اهاليهم وعيالاتهم الفرح ذلك اليوم، ثم قال:اءنّ الصوم لا يكون للمصيبة ولا يكون اءلاّ شكراً للسلامة، واءنّ الحسين(ع) اُصيب يومعاشوراء، فاءنْ كنت فيمن اُصيب به فلا تصم، واءنْ كنت شامتاً ممّن سرّه سلامة بني اُميةفصم شكرً لله تعالي». 4 ـ فضيلة زيارة الاءمام الحسين(ع): من النوافل والمستحبّات المؤكّدة زيارة المراقد المطهّرةللمعصومين الهداة ـ سلام الله عليهم اجمعين ـ عرفاناً لحقّهم واءمتداداًلبيعتهم واءظهاراً لولائهم ومحبّتهم، فهم ائمة الدعوة الاءلهية الذين فرضالله سبحانه وتعالي طاعتهم وولايتهم. ويدرك المتتبع في كتب الادعية والزيارات اءنّ لسيّد الشهداء(ع)زيارات عامّة وخاصّة كثيرة وعلي امتداد ايام السنّة لا سيّما في الايامالشهيرة في التاريخ الاءسلامي، كلّ ذلك لفتاً لانظار الاُمة وشدّها اكثر فاكثراءلي الاهداف التي استشهد من اجلها حتّي تسعي' في اءحيائها والسير علينهجها القويم، مستلهمة من صاحب القبر دروس التضحية والفداء فيسبيل العقيدة. ا ـ كتاب الطهارة ـ الاغسال المستحبّة ـ (ج5 ص 59). استحباب الغسل لزيارة الاءمام الحسين(ع): ومن الاغسال المستحبّة: الغسل للتوجه اءلي السفر خصوصاً سفرزيارة الحسين(ع) عن يوسف الكناسي عن ابي عبدالله(ع) قال: «اءذا اتيتقبر الحسين(ع) فات الفرات واغتسل). ب ـ استحباب زيارة المعصومين ـ (ج2 ص 95). استحباب زيارة الحسين(ع): اءنّ تاكّد استحباب زيارة الاءمام الحسين(ع) من ضروريّات المذهبوالدين حتّي ورد في ابواب المزار من كتاب وسائل الشيعة: «انّ زيارتهفرض علي كلّ مؤمن» الباب 44 ـ الحديث 1 و 4 عن الاءمام الباقر(ع): «وانّهاتطيل العمر» الباب 37 الحديث 8 عن الاءمام الباقر(ع): «وتفرّج الغمّ» عنالاءمام الرضا(ع): «وتمحّص الذنوب، ولكلّ خطوة حجّة مبرورة» الباب 45الحديث 2 عن الاءمام الصادق(ع). 5 ـ مقام الاءمام الحسين(ع) في النّسب النبوي الشريف: لم يكتف طواغيت بني اُمية وبني العبّاس باءقصاء الائمة الهداة منا´لالبيت: عن مواضعهم التي بوّاهم الله بها في الحكم والسياسة، بلشنّوا حرباً اءعلامية شعواء لتحطيم الكيان المعنوي للعلويين وتشويهسمعتهم. ومن عناوين ومظاهر هذا العداء الظالم والذي استشري ابانالحكم العباسي: هو ذلك الاءدّعاء الواهي والباطل بانّ النسب والاءرثالنبوي ينحصران بالعباسيين فقط دون غيرهم من الهاشميين او منبنيعبدالمطلب، حتّي قال احد شعرائهم: اعمُّ رسولِ الله اقربُ زلفةًلديه امْ ابنِ العمِّ في رتبةِ النَّسَبْ فابناءَ عبّاسٍ هُمُ يرثونَهُكما العمَّ لابن العِمِّ في الاءرث قد حَجَبْ فلنشاهد كيف ردّ الاءمام موسي الكاظم (ع) بالبراهين القاطعة عليهذه الشبهة. كتاب الخمس ـ مستحقّو الخمس ـ (ج16 ص 95). الحسن والحسين 8 ابنا رسول الله(ص): المروي عن كتاب الاءختصاص للمفيد في حديث طويل عنالكاظم(ع) مع الرشيد ايضاً قال فيه: «واءنّي اُريد انْ اسالك عن مسالة فاءنْاجبتني اعلم اءنّك قد صدقتني وخلّيت عنك ووصلتك ولم اصدّق ما قيلفيك. فقلت: ما كان علمه عندي اجبتك فيه. فقال: لم لا تنهون شيعتكم عنقولهم لكم: ياابن رسول الله وانتم ولد عليّ، وفاطمة اءنّما هي وعاء، والولدينسب اءلي الاب لا الاُم. فقلت: اءنّ راي امير المؤمنين انْ يعفيني عن هذه المسالةفعل. فقال: لست افعل او تجيب، فقلت: فانا في امانك ان لا يصيبني من ا´فةالسلطان شيء؟ فقال: لك الامان، فقلت: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم اللهالرحمن الرحيم: (ووهبنا له اءسح'ق اءلي ان قال: وعيسي) فمن هو ابوعيسي؟فقال: ليس له اب، اءنّما خلق من كلام الله عزّ وجل وروح القدس، فقلت:اءنّما اُلحق عيسي بذراري الانبياء من قبل مريم، واُلحقنا بذاري الانبياء من قبلفاطمة3 لا من قبل علي(ع) فقال: احسنت احسنت، يا موسي' زدني من مثله، فقلت:اجمعت الاُمة برّها وفاجرها انّ حديث النجراني حين دعاه النبي(ص) اءلي المباهلة لميكن في الكساء اءلاّ النبي(ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين: فقال الله تباركوتعالي: (فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل: تعالوا ندعُ ابنائنا وابنائكمونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم) فكان تاويل ابنائنا الحسن والحسين8ونساءنا فاطمة وانفسنا علي(ع) فقال: احسنت» 6 ـ تاثير الاءمام الحسين(ع) في التراث الشعبي والعادات الاءجتماعية: ستبقي' ثورة ابي الضيم الاءمام الحسين(ع) ضاربة الجذور في اعماقالاُمة الاءسلامية وشعلة وهّاجة في ضمير كلّ اءنسان حرّ وشريف، متجاوزةحدود الزمان والمكان لانّها قامت من اجل اءنقاذ البشرية من براثن الظلموالعبودية، فانطبعت ا´ثار العطاء الحسيني المقدّس علي كثير من الادابوالاعراف الاءجتماعية وعلي الاخص مراسم اءقامة مجالس العزاء كجزءمن التراث الشعبي الاصيل في العالم الاءسلامي. اـ كتاب التجارة ـ في حرمة النوح الباطل ـ (ج22 ص 55). كراهة النوح اءلاّ علي الحسين(ع) والشهداء معه: لا يبعد كراهة اصل النوح خصوصاً في الليل، اءلاّ علي الحسينـصلوات الله وسلامه عليه ـ والشهداء معه وغيره من النبي(ص)والائمة: بل يمكن اءلحاق العلماء بهم. ب ـ كتاب الاطعمة والاشربة ـ (ج36 ص 507). استحباب ذكر عطش الحسين(ع) عند شرب الماء: روي داود الرقي عن الاءمام الصادق(ع) قال: كنت عند ابي عبدالله(ع)اءذا استسقي الماء فلمّا شربه رايته قد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه، ثمقال:«يا داود لعن الله قاتل الحسين(ع) فما انغص ذكر الحسين(ع) للعيش، اءنّي ماشربت ماءً بارداً اءلاّ ذكرت الحسين(ع)، وما من عبد شرب الماء فذكر الحسين(ع)واهل بيته ولعن قاتله اءلاّ وكتب الله عزّ وجلّ له مائة الف حسنة وحطّ عنه مائة الفسيئة ورفع له مائة الف درجة، وكانّما اعتق مائة الف نسمة، وصيّره الله يوم القيامةثلجالفؤاد». ج ـ كتاب النكاح ـ وسائل الشيعة ـ (ج15 ص 128). احكام الاولاد ـ الباب 26 م 1 ـ اءستحباب التسمية بالحسين(ع): عن سليمان الجعفري قال: سمعت ابا الحسن(ع) يقول: «لا يدخل الفقربيتاً فيه اسم محمّد او احمد او عليّ او الحسن او الحسين او جعفر او طالب او عبدالله اوفاطمة من النساء» حصاد البحث: لقد كان الاءمام ابو عبدالله الحسين بن علي(ع) مثالاً اعلي للصفاتالحميدة ومكارم الاخلاق والتي فاضت بها كتب الحديث والتاريخ، حتيختم حياته المليئة بالخير والعطاء بثورته الخالدة لمقارعة الظالمين وكماقال هو(ع) لطلب الاءصلاح في اُمّة جدي محمّد(ص). فمثلما كان محطّ الانظار في حياته، فقد انعم الله عزّ وجل عليه بـ(نعم عقبي' الدار)، حتي تركت شخصيته الفذّة ا´ثارها علي بعضالاحكام الفقهيّة والقيم الاءسلاميّة التي ترافق الاءنسان من يوم مولده اءليحين موته. كل هذا من اجل انْ يبقي الحسين(ع) علماً للهداية في الدنياوالا´خرة وفي حياته وبعد شهادته. فسلام عليه يوم ولد ويوم استُشهد ويوم يُبعث يوم القيامة شافعاً..وعلي اصحابه الّذين بذلوا مهجهم دونه.. خلاصة البحث: (احكام فقهيّة حول الشخصيّة الحسينيّة) اءنّ الباحث في كتب الحديث والفقه يجد بعض الاحكام العامّة التيترتبط بكل الشهداء المجاهدين في سبيل الله ويجد ايضاً اءستثناءات فيبعض المسائل الفقهيّة اختصّت بالاءمام الحسين(ع) دون غيره منالشهداء، وقد وفّقت لجمع هذه المسائل وثبوتها نقلاً عن كتاب (جواهرالكلام في شرح شرائع الاءسلام) للفقيه الكبير واُستاذ الفقهاء المرحومالشيخ محمد حسن النجفي ـ اعلي الله مقامه الشريف ـ . 1 ـ فضيلة التربة الحسينية تشمل علي (ص) مواضيع. 2 ـ احكام الصلاة والمساجد تشمل علي 4 مواضيع. 3 ـ حرمة صوم يوم عاشوراء. 4 ـ فضيلة زيارة الاءمام الحسين(ع) تشتمل علي موضوعين. 5 ـ مقام الاءمام الحسين(ع) في النَسَب النبوي الشريف. 6 ـ تاثر الاءمام الحسين(ع) في التراث الشعبي ـ يشتمل علي 3مواضيع. لقد انعم الله ـ عزّ وجل ـ علي الاءمام الحسين(ع) بـ (نعم عقبي'الدار) حتّي تركب شخصيته الفذّة ا´ثارها علي بعض الاحكام الفقهيّةوالقيم الاءسلاميّة التي ترافق الاءنسان من يوم مولده اءلي حين موته. كل هذامن اجل ان يبقي الحسين(ع) عَلَماً للهداية في الدنيا والا´خرة وفي حياتهوبعد شهادته. فعلي سبيل المثال: نجد انّ الاعتقاد بفضل وشرف البشريّة الحسينيّةالمقدّسة ليس لدي المسلمين فَحَسب، بل حتّي عند المسيحيّين كما وردفي كتاب (الجواهر)، لانّ سيّد الشهداء(ع) شخصيّة مقدّسة عالميّة تعيشفي ضمير كلّ اءنسان حرٍّ وشريف، متجاوزة حدود الزمان والمكان. المجمع العالمي لاهل البيت: قم المقدسة