الـــولاءُ الــحــســـيــنــيّ فــــي أشــعــار ابــن نــمــا الــحــلّــيّ - ولاء الحسینی فی أشعار ابن نما الحلی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ولاء الحسینی فی أشعار ابن نما الحلی - نسخه متنی

فارس حسون کریم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید












الـــولاءُ الــحــســـيــنــيّ فــــي أشــعــار ابــن نــمــا الــحــلّــيّ


فــارس حــســّون كــريــم

بسـم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الاَنبياء والمرسلين محمّـد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين.




وبعـد:



الوَلاء والتوالي أن يحصُلَ شيئان فصاعداً حُصُولاً ليس بينهما ما ليس منهما، ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان، ومن حيث النسبة، ومن حيث الدين، ومن حيث الصداقة والنصرة والاعتقاد[1].



وتستعمل الولاية والولاء في اللغة لعدّة معانٍ؛ فالطاعة ولاء، والانضباط ولاء، والتعاون ولاء، والحاكمية والسيادة ولاء، والتبعيّة في الاِسلام ولاء ـ لاَنّه يقرّب التابع من المتبوع ـ، والنصرة ولاء ـ لاَنّه
يسـتوجب التزام كلّ منهما الدفـاع عن الآخر ونصره ـ.



والولاء الحسـينيّ ما هو إلاّ مظهر ومثال لهذا الولاء في أكمل معانيه، والاَدب الحسـينيّ الذي ما يزال صورته حيّة تنعكس عليها عقليّة الاَُمّة وعقيدتها، وعاداتها وبيئتها؛ دليل على هذا الولاء الحقيقيّ للحسـين عليه السلام خاصّة، ولاَهل البيت عليهم السلام عامّة.



فالشعراء والاَُدباء الحسـينيّون يرمزون دوماً باسم الحسـين عليه السلام إلى الاِسلام والدين والحقّ والهداية والبطولة والجهاد، كما يرمزون باسم يزيد وبني حرب وزياد وأُميّة وآل أبي سفيان إلى الفساد والشـرّ والطغيان والاسـتبداد.



ورغم أنّ الحياة قد تغيّرت، وطوت الكثير من المراحل، وقضت على تقاليد وعادات الناس إلاّ الشعائر الحسـينيّة فقد واكبت الحياة، لاَنّ الحسـين عليه السلام يعني كلّ مظلوم ومحروم، ويزيد يعني كلّ ظالم وفاسد، ولا تخلو الحياة من ظالم ومظلوم حتّى ظهور مهديّ آل محمّـد عجَّل الله تعالى فرجه الشريف، وحتّى تحقّق الدولة الكريمة العادلة التي تملأ الاَرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.



ومن هنا كان أُدباءُ الحسـين عليه السلام ولاءً قائماً على مرّ العصور، والآثار التي تركوها لا تعدّ ولا تحصى، فكما قيل: إنّ الشيخ أحمد البلادي ـ وهو من شعراء القرن الثاني عشر الهجري ـ نظم ألف قصيدة في رثاء الاِمام الحسـين عليه السلام ودوّنها في مجلّدين ضخمين[2]، وإنّ الشيخ جمال الدين بن عبـد العزيز الخليعي ـ وهو من شعراء القرن التاسع ـ له ديوان شعر في
الاِمام الحسـين عليه السلام ، و... إضافة إلى مئات القصائد التي لم يذكر اسم ناظميها وقائليها تبعثرت بين ثنايا المخطوطات التي لم ترَ النور بعد.



وبما أنّ مدينة «الحلّة» العراقيّة كانت تزهر بحركتها العلميّة الدينيّة لِما فيها من مجتهدين كبار فطاحل، أمثال: ابن إدريس، والمحقّق، وآل طاووس، وآل المطهّـر كالعلاّمة وأبيه، فالاَدب كذلك كان مزدهراً فيها.



وممّن نبغ فيها من أساطين علماء الاِماميّة في القرن السابع الهجري «آل نما» وهي الاَُسرة العلميّة الدينيّة القديمة الكريمة التي ظهرت ولمعت، وصفت قرائح أعلامها، فأبدعوا في الاَدب وأنواع النظم والنثر.



ويعدّ الشيخ جعفر بن محمّـد بن جعفر بن نما أحد أبرز أعلام هذه الاَُسرة العريقة، وهو من مشايخ العلاّمة الحلّيّ الذي طار ذكره في الآفاق.



وسيأتيك الكلام في «ابن نما» مفصّلاً.



اسمه ونسبه الشريف[3]:



نجم الملّة والدين جعفر بن الشيخ نجيب الدين أبي إبراهيم محمّـد ابن جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما[4] بن علي بن حمدون الحلّي الربعي
الاَسـدي.



الثناء عليه:



قال المجلسي رحمه الله: الشيخ ابن نما والسيّد فخار هما من أجلّة رواتنا ومشايخنا[5]0.



وقال عبـدالله أفندي رحمه الله: عالم، جليل، يروي عن الشيخ كمال الدين علي بن الحسين بن حمّاد وغيره من الفضلاء[6].



وقال أيضاً: من أفاضل مشايخ علمائنا[7].



وقال الخوانساري رحمه الله: كان من الفضلاء الاَجلّة، وكبراء الدين والملّة، من مشايخ العلاّمة المرحوم كما في إجازة ولده الشيخ فخر الدين للشيخ شمس الدين محمّـد بن صدقة، يروي عن أبيه، عن جدّه، عن جدّ جدّه، عن إلياس بن هشام الحائري، عن ابن الشيخ الطوسي، وكذا عن والده، عن ابن إدريس، عن الحسين بن رطبة، عنه، وعن كمال الدين علي بن الحسين بن حمّاد الليثي الواسطي الفاضل الفقيه[8].



مؤلّفاتـه:



1 ـ مثير الاَحزان ومنير سبل الاَشجان[9]، وقد صدر بتحقيق ونشر مدرسة الاِمام المهديّ عليه السلام ، قم.



2 ـ ذوب النضار في شرح الثار[10]، وقد صدر بتحقيقنا ونشر جماعة المدرّسين، قم.



وفاته ومرقده:



قال السيّد محسن الاَمين رحمه الله في «الطليعة»: توفّي سنة 680 هـ تقريباً[11].



وقال المدرّس رحمه الله: توفّي سنة 676 هـ[12].



وقال اليعقوبي رحمه الله: كانت وفاته سنة ستّمائة وثمانين تقريباً، وفي الحلّة قبر مشهور يعرف بقبر «ابن نما» على مقربة من مرقد أبي الفضائل ابن طاووس في الشارع الذي يبتدىَ من المهديّة وينتهي بباب كربلاء، المعروف بباب الحسـين...، وكانت القبّة التي عليه متداعية الاَركان، منهدّة الجدران، عام خروجنا من الحلّة سنة 1335 هـ، ولا أعلم هل هو قبر المترجَم خاصّة أم هو مدفن أحد أفراد هذه الاَُسرة الطيّبة؟[13].





/ 5