عالمية عناصر النظام - نظریة الفکر المدون فی الاسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نظریة الفکر المدون فی الاسلام - نسخه متنی

مهدی هادوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


النظام
كل وجهة نظر تفسير للانسان ولعلاقته بالعالم المحيط به، ولمبدأ الوجود. ولهذا التفسير مظاهر مختلفة في مختلف مجالات الحياة الانسانية. و في الواقع، هذه المظاهر هي النظام الذي تكشفه وجهة النظر في ذلك المجال فلوجهة النظر الإسلامية، مثلا،في المجال الاقتصادي، مظهر نطلق عليه اسم «النظام الاقتصادي الاسلامي». والحقيقة هيأن «النظام» نتيجة منطقية وحاصل حتميلوجهة نظر عالمية في مجال معين من حياة الإنسان، فردياًكان أو اجتماعياً. وبعبارة أخري:إن موضوع القضايا في «النظام» إنما هو من مصاديق موضوع القضايا فيوجهة النظر العالمية.وبما أن وجهة النظر العالمية ثابتة لا تتغير،وأن عناصر النظام أيضاً ثابتة ولا تختص بزمان ومكان معينين، فإن كل نظام يكون مجموعة من أمور تكشف عن وجهة نظر عالمية في مجال خاص من مجالات الحياة الانسانية، وهيعناصر تمتاز بمميزات ثلاث:


أ. لاتختص بزمان ولا مكان معينين.


ب. تتعلق جميعاً بمجال خاص.


ج. قضاياها بيانية وصفية.


عالمية عناصر النظام

إن التفسير الذي تقدمه وجهة نظر عالمية عن الإنسان والعالم المحيط به وعن مبدئه ومنتهاه، كلها عالمية الشمول و غير مختصة بزمن ومكان معينين، وإن لم تكن وجهة النظر العالمية هذه إلهية. وبعبارة أخري، من حيث وجهة نظر المعتقد بوجهة نظر عالمية، فان
وجهة النظر العالمية تلك تكون عالمية الشمول، وإن كانت علي خطأ. وعليه، فإن «النظام» الذي هو مظهر لوجهة نظر عالمية في جانب من حياة الإنسان، يعتبر، بالنسبة لصاحب وجهة النظر العالمية، أمراً عالمي الشمول. إذن «عالمية الشمول» تعني أن القضايا التيتعرضها وجهة نظر عالمية أو نظام صادقة في كل مكان وزمان، من حيث نظرة من يعتقد بوجهة النظر العالمية وبالنظام.


الدين الكامل هو أيضاً تفسير للعالم ولمبدئه ولمنتهاه، ولمكان الإنسان في هذه المجموعة، مما لا علاقة له بزمان أو مكان معينين.إن هذا التفسير الإسلامي لحقائق العالم، في كل ساحة من ساحات وجود الإنسان، تكون له نتيجة منطقية وضرورية وعالمية الشمول أيضاً وتؤلف النظام الاسلامي علي ذلك الصعيد.


علاقة عناصر النظام بأرضية من الأرضيات
سبق قولنا إن مظهر النظرة إلي العالم في أي مجال من مجالات الحياة الإنسانية هوالنظام الذي تبدو فيه تلك النظرة علي تلك الأرضية. لذلك فإن جميع عناصر نظام ما تصطبغ بلون تلك الأرضية وتحمل رائحتها. فمثلا، عناصر «النظام الاقتصادي الإسلامي» ترتبط جميعها بالاقتصاد وعلاقة الإنسان بالمصادر النادرة.


وصفية عناصر النظام

القضايا التي تعرضها وجهة النظر العالمية علي صعيد خاص تكون أحياناً بصورة أوامر: يجب كذا ولا ينبغي كذا! وتكون أحياناً وصفية بصيغة: يكون ولا يكون !وبناء علي ذلك نقسم القضايا من حيث الصيغة اللفظية ـ لا من حيث المحتوي ـ الي قسمين اثنين:


أمري ووصفي، أوإنشائي وإخباري.


العناصر الإخبارية الموجودة في «نظام» ما قد تكون تكوينية وحقيقية أو اعتبارية ومزيفة. أما العناصر الإنشائية التي تظهر اكثر في«الحقوق» فهي اعتبارية كلها، وإن يكن هذا الاعتبار قائماً علي حقيقة تكوينية. لذلك، عند محاولة بيان عناصر النظام يستفاد دائماً من القضايا الوصفية والإخبارية، سواء أكان مفاد هذه القضايا تكوينياً حقيقياً أم اعتبارياً و غير حقيقي. لذلك فان القول بأن «الملكية موجودة» في «النظام الاقتصادي الإسلامي» يعتبر عنصراًعلي الرغم من أن مفاده اعتباري، لأن الملكية المقصودة في هذه القضية إنما هي اعتبارية.


النظام الكامل وانسجام عناصره
يعتبر النظام الزماني كاملاً إذا ما احتوي علي جميع العناصر العالمية الشمول في ميدان ما. إن الأنظمة الإسلامية تضم هذه الخصيصة فيعالم الثبوت، لأنها تعود إلي هذا الدين الكامل. بعبارة أخري، الدين الكامل يعطي أنظمة كاملة، أنظمة تضم جميع العناصر العالمية الشمول التي تؤثر في سعادة الإنسان علي صعيد معين.


ثم، من جهة اخري، ينبغيأن تكون عناصر النظام منسجمة ومتناغمة بعض مع بعض، و دون أن يكون بينها أيتعارض. فاذا لاحظنا، عند الإثبات، عناصر متنافرة في النظام الاقتصادي الإسلامي، مثلاً، فإن ذلك يكون دليلاً علي أن أحد العناصر، في الأقل، باطل و غير صحيح، ولا يتفق مع الواقع


العلاقة فيما بين الأنظمة المختلفة

بما أن الأنظمة المختلفة في وجهة نظر عالمية واحدة تكون نتيجة منطقية لتلك العقيدة في مختلف ساحات الحياة‏الإنسانية، وتعتبر صغريات كبري واحدة واجزاء كليّ واحد، فهي مترابطة بعض ببعض ومنسجمة ومتناغمة، وهي، بمجموعها، تشمل، في الحقيقة، جميع ميادين الحياة الإنسانية. لذلك فإن الكثير من العناصر في النظم المختلفة في منظور عالمي واحد، تكون متقاربة، بل هي تعابير مختلفة لحقيقة واحدة.


أقسام النظام
عناصر نظام ما ـ وهي جميعاً عالمية الشمول ووصفية وخاصة بحقل معين ـ تنقسم إلي ثلاثة أقسام: الأسس، والأهداف، والأصول.


أسس النظام
إن الكليات التيتؤمن بها عقيدة من العقائد، بصفتها الأصل المسلّم به علي صعيد معين، وتبني عليه، كحجر الأساس، عناصر النظام الأخري، تعتبر أسس ذلك النظام. فمثلا، علي الصعيد الاقتصادي، يمكن اعتبار الأمور التالية من أسس النظام الاقتصادي الإسلامي: الملكية، المباحات العامة، الحرية الاقتصادية، المسؤولية المشتركة، قيمة العمل، والحق، و رأس المال3.


و علي الصعيد السياسي، يمكن الإشارة إلي بعض أسس النظام السياسي الإسلامي: العلاقة المتينة بين الدين والسياسة، اقتصار الحاكمية المطلقة علي الله، مالكية الرسول (ص) والأئمة (ع) للثروات الطبيعية، ولاية الفقيه في غياب الإمام المعصوم (ع)، إقامة‏القوانين علي الأحكام الإسلامية، وحدة‏الأمة الإسلامية، وحدة‏الحكومة الإسلامية، عالمية الحكومة الإسلامية، حرية‏العقيدة والتعبير، واحترام ميول الإنسان وعواطفه4.


وبمثل ذلك يمكن اعتبار: فطرة الإنسان الإلهية، ووجود الروح المجردة فيالانسان بصفته أصل الجمال كله5، أسس النظام الفني الإسلامي.

/ 12