أهداف النظام - نظریة الفکر المدون فی الاسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نظریة الفکر المدون فی الاسلام - نسخه متنی

مهدی هادوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


كل هذه الأمور عناصر لاتختص بمكان اوزمان معينين، بل هي عالمية الشمول يقدمها الإسلام العزيز بصفتها كليات مقبولة علي مختلف الصعد، ثم بقبولها يبنيعليها النظام الأخري في سائر الحقول. إن أسس أينظام يمكن أن تكون اعتبارية، مثل الملكية‏والمباحات العامة والحرية الاقتصادية في النظام الاقتصادي الإسلامي، ومثل ولاية الفقيه فيعصر غيبة الإمام المعصوم (ع) وحرية العقيدة والتعبير في أسس النظام السياسي الإسلامي، كما يمكن أن تكون تكوينية حقيقية، مثل حاكمية الله المطلقة في اسس النظام السياسي الإسلامي، أو الفطرة الإلهية في الإنسان ووجود الروح المجردة فيه في أسس النظام الفني الاسلامي.


سبق القول إنه علي الرغم من أن جميع عناصر النظام وصفية الصيغة، ولكنها قد تبين أموراً اعتبارية، بمثلما يمكن أن تبين أموراً تكوينية حقيقية.


أهداف النظام

أهداف أي نظام أمور كلية يسعي النظام إلي الحصول عليها. فيأغلب الحالات تكون هذه العناصر أموراً تكوينية حقيقية. فمثلا: «الكفاية‏العامة» و «تنظيم الثروة» هما من عناصر العدالة الاجتماعية في البعد الاقتصادي للنظام الاقتصادي الإسلامي. و «العدالة الاجتماعية علي الصعيد الاقتصادي» هي أحد أهداف النظام الاقتصادي الاسلامي. كما أن القدرة الاقتصادية للحكومة الإسلامية هي من أهداف هذا النظام أيضاً6.


و بمثل ذلك يمكن أن ننظر إلي أمور مثل: خلق المحيط المناسب لنمو الفضائل الأخلاقية، وتقوية روح العبودية [لله]، واستقلال الحكومة الإسلامية في مختلف الحقول، والقوة السياسية للحكومة الإسلامية، ضمان الأمن الداخليوالخارجي، وتوفير العدالة علي جميع الصعد، ونشر الاسلام، علي اعتبار أنها من أهداف النظام السياسي الإسلامي7.


و في حقل الفن أيضاًيمكن أن ننظر إلي أمور مثل: سمو الروح الإلهية فيالإنسان، إزالة صدأ عالم المادة عن الروح، عرض القيم الإسلامية بلغه الفن، واتخاذ الفن وسيلة للدفاع عن الإسلام ومهاجمة ثقافة الشرك والإلحاد، بصفتها من أهداف النظام الفني الإسلامي8.


إن أهداف أينظام ـ مثل سائر عناصر النظام ـ أمور عامة لازمكانية، أي عالمية الشمول، ووصفية تتعلق بأرضية ذلك النظام.


أصول النظام

إن الأمور العامة التي يعرضها أي نظام استناداً إلي أسسه من أجل الوصول إلي اهدافه أو من أجل الابتعاد عنها، تعتبر أصول ذلك النظام، الأصول التي تكشف عن أسلوب الوصول إلي تلك الأهداف طبقاً لأسسه وقواعده، أي الأصول الإيجابية. أما التي تكشف عن أسلوب الابتعاد عن الأهداف، فهي الأصول السالبة. في الحقيقة، الأصول الإيجابية هي الأمور التي يضمن وجودها الوصول إلي الأهداف، بينما الأصول السالبة هي التي تؤدي إزالتها إلي تحقق الأهداف المطلوبة.


لاشك في أنه مثلما تقوم مجموعة من الأمور المفترضة والمقبولة في ميدان ما بتشكيل أسس النظام المرتبط بذلك الميدان، ومثلما تقوم مجموعة من الأمور التي يطلب بلوغها نظام ما بإسباغ الترتيب والتنظيم علي أهداف ذلك النظام، كذلك يكون تطبيق جميع الأصول الأيجابية، وتجنب جميع الأصول السلبية، في جو قبلت فيه الأسس جميعاً، وصيغت ـ عند الاقتضاء ـ صياغة قانونية، ضماناً لتحقيق أهداف النظام بصورة كاملة. لذلك قد يؤدي استخدام بعض الأصول الإيجابية، أوإزالة بعض الأصول السلبية، أوعدم الاهتمام بضمان جميع الأسس، إلي الابتعاد عن أهداف النظام والحرمان من الوصول إليها. فمثلاً، إذا ازدهر «النشاط الاقتصادي» ـ وهو من الأصول الإيجابية في النظام الاقتصادي الإسلامي ولكن من دون وضع حد للربا ـ وهو من الأصول السلبية في النظام الاقتصادي الإسلامي سوف تكون النتيجة مثل هذا الذي نشهده اليوم في النظم الرأسمالية، الأمر الذي يؤدي إلي تعميق الهوة بين الفقير والغني، وإلي تكاثر الأموال في أيدي عدد قليل من الأفراد في المجتمع، وهو ما يتناقض تماماً مع «توزيع الثروة العادل» بصفته أحد عناصر العدالة الاجتماعية في البعد الاقتصادي، وجزءاً من هذا الهدف المهم في النظام الاقتصادي الاسلامي9.


الأصول الايجابية في النظام الاقتصادي الإسلامي أربعة أمور عامة: النشاط الاقتصادي، وإعادة توزيع الثروة، والقرض الحسن، والإدارة الكفوءة. أما الأصول السلبية في هذا النظام فهي: الربا، الأمراض الاقتصادية (كالتطفيف «نقص المكيال»
و الاحتكار والخيانة و غيرها) أكل المال بالباطل، والإفراط والتفريط10.


وعلي صعيد السياسة في النظام السياسي الإسلامي يمكن أن نشير إلي الأمور التالية بصفتها من الأصول الإيجابية فيها:


توجيه الإعلام باتجاه الأهداف السياسية للنظام الإسلامي، والحث علي الإتحاد، و الاشراف العام، والمسؤولية العامة، والبيعة، والشوري، وحماية الأقليات الدينية، والدفاع عن مسلمي العالم، والجهاد. كذلك يمكن أن نشير إلي مايلي كأصول سلبية في النظام: التعصب، والرضوخ لحكومة جائرة، والتفرقة، والإسراف وحب الرفاه، والاأبالية السياسية، و الاستبداد الحكومي في الرأي، والتدخل بالقوة في الدول الأخري لفرض الرأي11. وعلي الصعيد الفني يمكن أن نشير إلي: الاستفادة من الوسائل الفنية الملائمة، و الالتفات الي المخاطبين في الفن، بصفتها من الأصول الايجابية، وأن نشير إلي: إثارة الشهوة الحيوانية، والدعوة للفراغ واللاهدفية، بصفتها من الأصول السلبية في النظام الفني الإسلامي12.


النظام و علاقته بأقسامه

تبين أن النظام يتألف من ثلاثة أقسام: الأسس و الاهداف و الاصول، وهي جميعاً ـ علي كونها ثابتة و وصفية ـ تتعلق بالنظام علي صعيد خاص، كما أنها تتعالق فيما بينها تعالقاً شديداً.


في هذا النظام تبين الأصول، أو طرق المسير نحو الأهداف، أو الإبتعاد عنها، استناداً إلي الأسس. ومع الأخذ بنظر الاعتبار أن «انعدام الأصول السلبية» هو نفسه جزء من الأصول الإيجابية، يمكن أن نعرّف الأصول بأنها طرق الوصول إلي الأهداف القائمة علي الأسس. وبعبارة اخري، إذا تجنبنا الأصول السالبة نكون متجهين، في جو قبول الأسس، نحو الأهداف. ولإلقاء الضوء علي الترابط الوثيق بين الأسس والأهداف والأصول في نظام ما، اليكم هذا المثال: في النظام الاقتصادي الإسلامي إذا قبلنا بالملكية الخاصة باعتبارها أساساً،وقبلنا «بالتوزيع العادل للثروة» بوصفه هدفاً، فإن «إعادة توزيع الثروة» تتخذ صفة «الأصل الإيجابي»، وذلك لأن الإسلام إذا أنكر الملكية الخاصة لم يبق هناك معني لمفهوم الثروة الخاصة، ومن ثم ما كان هناك أي معني أن يتخذ الإسلام «التوزيع العادل للثروة» هدفاً في نظامه الاقتصادي. من جهة أخري لا يكون «لإعادة توزيع الثروة» معني إلا إذا قبل بالملكية الخاصة، وتكون طبقة أصحاب رؤوس الأموال هي المالكة، حتي يمكن بإعادة توزيع الثروة‏إرسال الثروة من القمم إلي الوديان، لكي يتحقق «التوزيع العادل للثروة».

/ 12