الشهيد الصدر قدس‏سره ونظرية تفسير النصّ ( 1 ) - شهید الصدر و نظریة تفسیر النص نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شهید الصدر و نظریة تفسیر النص - نسخه متنی

أحمد الواعظی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید












الشهيد الصدر قدس‏سره ونظرية تفسير النصّ ( 1 )


الشيخ أحمد الواعظي

ترتبط المعارف الدينية علي اختلافها ارتباطا عميقا ووثيقا بمقولة « فهم النص » وتفسيره .



ويعتبر الفقه والكلام وتفسير القرآن الكريم من العلوم التي تُعني بهذه المقولة علي نطاق واسع وكبير .



إننا لو تجاوزنا تفسير القرآن الذي يعتمد تماما علي فهم النص لوجدنا أنّ الكثير من المسائل الفقهية والقضايا الكلامية ـ وعلي مستوي واسع ـ قد تبلورت عن طريق الرجوع إلي المتون المقدسة ، وفي الوقت نفسه نجد ان بعض الاستدلالات الفقهية والكلامية ليست حصيلة الفهم المباشر للآيات والروايات وليس لفهم النص تأثيرا مباشرا فيها .



إن ارتباط المعارف الدينية بفهم وتفسير النص يدلل بوضوح علي مدي الحاجة والضرورة لتشكيل وتدوين علم مشتمل علي الاُصول والضوابط والقواعد الحاكمة علي فهم النص .



والضرورة المزبورة يمكن إدراجها في فرع من فروع المعرفة تحت عنوان مقدّمات التفسير أو مقدّمات الكلام أو مقدّمات علم الفقه .



إلاّ أنّنا نجد في العالم الاسلامي أنّ الابحاث التي ترتبط بفهم النص تطرح بشكل كلاسيكي غالبا في علم الاُصول الذي يلعب دورا تمهيديا بالنسبة لعلم الفقه . إلاّ أنّنا مع ذلك نلاحظ أنّ بعض الابحاث التي تتعلق بالالفاظ وفهمها تطرح و بشكل استطرادي في علم المنطق واحيانا في مقدمات بعض التفاسير ، لكن مع ذلك فالسنة الرائجة والغالبة قائمة علي بحث وتنقيح الابحاث المرتبطة بفهم النص في علم اصول الفقة ولا تزال أمثال هذه المباحث تحوز علي قسم مهم من الدراسات الاُصولية .



امّا في الوسط الغربي فقد لعب علم الهرمنيوطيقيا في بدايات ظهوره هذا الدور أيضا في القرن السابع عشر كفرع من فروع المعرفة التي تقوم بدعم ومساندة العلوم المبنية علي اساس تفسير النص . لقد جري وضع علم الهرمنيوطيقيا في كافة فروع العلوم كمرشدٍ تدرج فيه اُصول وقواعد ومنهج فهم وتفسير النص الذي يُعني به كل علم من هذه العلوم .



بيد انّه وبمرور الزمان استفحل الرأي القائل بعدم الحاجة إلي تدوين كتب موجهة كهذه لكل فرع من فروع المعرفة وأنّه يمكن ضبط علم فهم النصوص مرة واحدة تحت عنوان « القواعد العامة في فهم النص » ، وايجاد علم واحد ـ باسم نظرية فهم النص [ الهرمنيوطيقيا ] ـ يوضح طريقة فهم وتفسير كل نص .



ولم تقف نظرية فهم النص في سيرها التاريخي عند هذا الحد ، بل ظهرت اتجاهات متنوعة يحتاج الحديث عنها مفصلاً إلي مجال آخر .



ونظرا للتحولات الكثيرة التي طرأت في دائرة هذا العلم فقد أصبحت نظرية فهم النص موردا لاهتمام الاتجاهات والمذاهب المتعددة .



وقد تسبب هذا الاهتمام بطرح أسئلة عديدة وجديدة ، ومن ثمّ عرض نظريات تفسيرية جديدة تشكل جوابا مناسبا عن تلك الأسئلة والنظريات والرؤي التفسيرية ، كما اتضح أنّه لابد من ترميم النظرية التفسيرية الجامعة بنحو يتبين وبوضوح فهم النص بحيث تظهر لفهم النص عند تحليل ماهيته ابعاد اُخري مختلفة .



إنّنا في هذا المقال ـ ومن خلال عرض أهم الاسئلة التي تطرح اليوم فيما يرتبط بظاهرة فهم النص وتفسيره ـ سوف نحاول تبيين النظرية التفسيرية للشهيد الصدر قدس‏سره والوقوف عند الجواب عن الكثير من تلك الاسئلة علي ضوء هذه النظرية وتحليلها .



ومن الجدير ذكره أن نظرية الشهيد الصدر التفسيرية هي نفس النظرية الرائجة عند الاُصوليين ، والامتياز الوحيد الذي يمتاز هذا الشهيد السعيد به هو سبقه لغيره في الإهتمام بالإشارة إلي بعض النكات الدقيقة المرتبطة بنظرية فهم وتفسير النص ، مضافا إلي بيانه الواضح والصريح لنظرية علماء الدين التفسيرية المقبولة لديهم .



وقد جعلنا محور الحديث في تحليل آراء الشهيد الصدر قدس‏سره كتاب « بحوث في علم الاُصول » الذي يمثل دورة كاملة في سبع مجلدات لدرسه الخارج في الاُصول .




تفسير النص والأسئلة الجديدة :


لقد شهدت دراسات الهرمنيوطيقيا المعاصرة نموا وتطورا ملحوظا في القرن العشرين وقدمت مجموعة كبيرة من الأسئلة فيما يتعلق بعمليات فهم وتحليل النص . ولم تكن هذه الأسئلة سوي أسئلة عامة ولا تستهدف فهم خصوص النصوص الدينية ، بل تشمل أبحاثها المطروحة كل نص أعم من كونه ادبيا أو قانونيا أو تاريخيا أو دينيا ، وهذه الاسئلة ترسم في الواقع الأبعاد التي يمكن طرحها في النظرية التفسيرية ، فإنّ كلّ نظرية تفسيرية لابد أن تقدّم جوابا واضحا عن تلك الاسئلة ، لكي يمكن الحكم عليها بأنها نظرية عامة في باب تفسير وفهم النص .



وسوف نشير هنا اشارة مختصرة لبعض تلك الاسئلة بدون التزام بمراعاة الترتيب فيها تبعا للتقدم والتأخر المنطقي .



1 ـ ما هو الهدف من الرجوع إلي المتن والقيام بتفسيره ؟ وهل نحن بصدد البحث عن مراد و مقصود المؤلف ؟ هل نريد من متابعته ومماشاته فتح باب نحو عالمه الذهني ؟ ألا يمكن الاغماض عن مؤلف النص والمتكلم وصرف النظر نحو النص نفسه كأمرٍ واقعي مغاير للمؤلف الموجد لهذا النص والذي يتكلم معنا ، وبالتالي صرف النظر عن العالم الذهني للمؤلف ومراده والتوجه نحو النص والشروع بتفسيره وفهمه ؟
وبعبارة اُخري : هل يمكن اعتبار النص ظاهرة ناتجة عن الدرج الخاص للألفاظ والكلمات القابلة للتفسيرات المتعددة ؟ وهل يمكن اعتبار مراد ومقصود المؤلف واحدا من تلك التفسيرات الممكنة لهذه الظاهرة ، مع إمكان التفسيرات الاُخري أيضا بحيث لا نكون ملزمين ومقيّدين بالبحث عن فهم وتفسير مراد المؤلف من هذا النص ، بل بامكاننا استنطاق النص وتفسيره بما يغاير حتي فهم ومراد المؤلف ؟ !



/ 8