رباعیات عمر الخیام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رباعیات عمر الخیام - نسخه متنی

محسن راثی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

رباعيات عمر الخيام

الدكتور محسن راثي

كلية الآداب جامعة الشهيد بهشتي

يا أَيُّها الّذينَ آمنوا اِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بنبأٍ فَتَبَيَّنُوا أن تصيبوا قوماً بجهالةٍ (الحُجرات: 6)

منَ المتَّفَق عليه اَنّ معرفة العالم الحديث بالخيّام في عصرنا الرّاهن تعود الي رباعياته الَّتي اشتهرت في ارجاء المعمورة، و تُرجمت الي عدد كبير من اللغات والسبب في انتشار هذه الرباعيات كونها تتناول مسائل عامّة تدور في اذهان البشر في كلّ مكان و زمانٍ كالحيرةِ في أسرار الخلق والرُّوح والوجود والعدم والقول بالجبر و قصر حياة الدنيا ومصائبها و مشاكل الولادة والفناء ومصير الجسدِ بعد هذا الفناء، كما أنَّ بعض هذه الرباعيات تتناولُ مسائل القضاء والقدر والمعاد حيث يشير اليها في فصول الرباعيات و بشكل سافر .

ما اكثَر ما كُتب و قيل عن الخيام، ايُّ شيء نأخُذُ مما قيل و كُتب وماذا نترك؟!

«اسمُ الخيامِ و كُنيتُهُ وألقابُهُ»

هو أبو الفتح و قيل أبو حفص عمر بن ابراهيم الخيامي النيسابوري كان من الفلاسفة الحكماء و عالماً بالرياضيات والفلك واللغة والفقه والتاريخ والطبّ والكيمياء قَد خَلّف رسائل عديدة في هذه الفنون والعلوم و قد أشرت لبعضها في هذه المقالة.

يُعدُّ الخيام مِن كبار الشعراء البارزين في أواخر القرن الخامس واوائل القرن السادس الهجري .

و قد اضفي المؤرّخون علي الخيام عددَاً من الالقاب حيث قالوا أَنّ الخيام كانَ يُنادِي بها في المجالس. منها «الخواجه» أي «السيّد»، والامام، وحجّة الحقِّ، علّامة الزمان، الحكيم والفيلسوف، والامامة لقبٌ دينيٌّ ولا يضفي إلّا علي أهل العلم منَ النَّابهين الذين يُقتدي بهم في أمور الدين والدُنيا، و يكون ذا كلمةٍ نافذةٍ وقولٍ مطاع ٍ امّا اختصاص الخيام بانَّهُ حجةُ الحقِّ فُلاِنَّ الحقّ هو الصواب والصدق والعدل وضد الباطل والزيف والبهتان والحق هو اللهُ سبحانَه و تعالي و قولهم انّه حجة الحق كقولهم حجة الاسلام أَو آية اللّه .

و كانَ البيهقيُّ من معاصري الخيام و قد رآه ووصَفه بهذه الأَلقاب و قال:

«كانَ تِلْوَ ابن سينا في أَجزاء علوم الحكمة».

و الخبر الّذي رواهُ «الشهرزوري» اكمل وأوفي من الخبر الّذي رواه «البيهقي» حيث يتحدث عن عمر الخيام فيقوله عنه :

إنَّهُ كان عالماً بالفقهِ واللغةِ والتواريخِ والقراءات السبع و يقول اِنّ الفقيه المعروف «ابا حامد محمد الغزّالي» أحسَّ له بكثير مِن البغض والكراهية بعدما تباحث معه في مسألة من المسائل، و كذلك فعل السلطان «سنجر» وامّا السلطان «ملكشاه» فكانَ يُحبّه و يقربه وينّزله منزلة الندماء.

و حكي «الشهرزوري» ان الخيام قبيل وفاته، كان يتأمّل الالهيّات في الشفاء لابن سينا و وصل الي فصل «الواحد والكثير» فوضع الخلال بين الورقتين و قامَ وصلّي فلمّا صَلَّي العشاء الاخيرة سَجَد و كانَ يقول في سجوده: اللّهُمَّ إِنّي عرفتُكَ علي مبلغ امكاني، فاغفر لي، فانّ معرفتي اياكَ وسيلتي اليكَ.

يقول القفطي :

إنَّ (عمر الخيام) واحد من حملة العلوم اليونانية أي الحكمة والفلسفة ثُم يمضي القفطي فيقول

«انّه كان عديم القرين في علم النجوم والحكمة و به يضربُ المثلُ في هذه الانواع».

ورد عن المحدثين انّ عمر الخيام كانَ رياضياً و فلكياً و من هؤلاء ادوارد كاسنار و جيمز نيومان فِي كتابِهما «التخيّلات الرياضية» فقد ذكرا أَنَّ الخيامَ كانَّ في الرياضيات والفلك نسيج وحده وفي كتاب «مختصر تاريخ الرياضيات» يُنَبّه الّمؤلفُ روس بول إِلي أَنَّ الخيامَ يُعتبرُ نابغة علماء القرن العشرين في الرياضيات و خاصَّة فِي الجبرِ و يقول الدكتور علي عبد اللّه الدفاع في كتابِه عن «نوابغ علماء العرب والمسلمين في الرياضيات»:

إنَّ (عمر الخيام) اهتَمَّ اهتماماً خاصاً بالمقدار الجبري و كانَ «اقليدس» قد حلَّ فقط المقدار الجبري ذا الحدين مرفوعاً الي قوّة أُسٍّ اثنين، فابتكَرَ عمرُ الخيامُ نظريّةَ ذات الحدين المرفوعة الي أُسٍّ أِي عدد صحيح موّجب كما حلَّ الكثير مِن معادلات الدرجة الثانية، و جَاءَ في كتاب «دريك سترويك»، مصادر تاريخية في علم الرياضيات»:

اِنّ الخيام ذكر فِي كتابِه «الجبر والمقابلة» قانوناً لحلّ المعادلات ذات الدرجة الثانية.

و يورد الدكتور الدفاع انّ دراسة الخيام للمعادلات الجبّرية مِن الدرجة الاولي والثانية و الثالثة كانت حوالي سنة 471 هـ ـ ق وانّه عالج المعادلات التكعيبية واستخرجَ الجذورَ لِأَيّة درجة، و قد اعتَبر جورج سارتون فِي كتابِه «المدخل الي تاريخ العلوم» عمرَ الخيامَ مِن النوابغ لاستطاعتِه ان يحلَّ بجدارة ودقّه 13 نوعاً مِن المعادلات .

و يذكر الدكتور الدفاع ان الخيام لم يكتف بتطوير علم الجبر بل أدخله علي علم حساب المثلثات وَحَلَّ الكثير من مستصعبات هذا العلم باستعمال المعادلات الجبرية من الدرجتين الثالثة والرابعة.

وورد عن القدماء و منهم «الشهرزوري» في كتابه «نزهة الأرواح» ان الخيام ياتي في الحكمة بعد ابن سينا و كانت ميوله مع التصنيف [أيتصنيف الكتب العلمية]و مع التعليم [أي التدريس عموماً والرياضيت خصوصاً].

يشرح زكريا القزويني في كتابه «آثار البلاد وأَخبار العباد» ما معناه أنَّ الخيام من الحكماء فيقول: و كان َ عارفاً بجميع انواع العلوم سيََّما النوع الرياضي .

فلما كان عهد السلطان ملكشاه سلّمه مالاً كثيراً يشتري به آلات الرصد ليتّخذَ رصد الكواكب و لكن السلطان مات و ما كان الخيام قد اتّم مشروعه. و في هذا يقول ابن الاثير كلاماً آخر، حيث ذكر في كتابه «الكامل في التاريخ» حوادث سنة 467 هـ، انَّ السلطان ملشاه عمل الرصد واجتمع جماعتة من اعيان المنجمين في عمله منهم: عمر بن ابراهيم الخيام، و قام الخيام مع اصحابه الفلكيين في عهده علي اصلاح التقويم. واكمله عمر الخيام وأطلق عليه اسم التقويم الجلالي و جعل الخيّام النيروزَ أَول نقطة من الحَمَل، و كان النيروز قبل ذلك عند حلول الشمس نصف الحوت. و صار ما فعله السلطانُ مبدأ التقاويم .

كما درس الخيام قاعدة توازن السوائل وركَّزَ علي هندسة اِقليدس ووضع برهاناً جديداً للموضوع الخامس من موضوعات اِقليدس .

و يقول جيبون المؤرخ الكبير صاحب كتاب «تاريخ هبوط و سقوط الدولة الرومانية».

ان مذهب الخيام في تقويمه لَيُفَضَّلُ علي المذهب الجريجوري دقة واحكاماً و يفوق علي التقويم الجولياني، ويبدو ان عمر الخيام كان اماماً لهذا العلم.

و الخيام في الفلسفة الاسلامية : وجوديّ وإِشراقي و متصوف و فيلسوف و حكيم، بدأ بالمعارف الرياضية و مسائل الكمّ والعدد والحساب و ذهب بفكره الي الافلاك فقاسها و عرفها واحكم القول في علاقاتها بالاقدار ثّم تجرّد فدرس الفلسفة و بحث في الوجود والخلق والحرية والجبر والاختيار وارتقي الي التفكير في اللّهِ ثم الشعور به فكأَنَّهُ كان الأرضي في حياته الأُولي ثمَّ توسَّطَ بينَ الارضِ والسماءِ وأخيراً بَلَغَ الذُري في تجربته الصوفية والذوقية و هذه شهادة لبعض الباحثين والعلماء في الخيام، ولمْ يُتح لي المجال للتفصيل و لقد اكتفيت بهذه العجالة وانّها دليل واضح بأنَّهُ ليس سكيراً متهتكاً بل فيلسوفاً نزيهاً و عالماً بارعاً عفيفاً. و لا يطيق المجال هنا لتمحيص كل هذه الدقائق وايضاحها .

و ما اكثر ما حرّفوا في فلسفة الخيام واساءوا فهَمه كما حرّفوا في ترجمة الرباعيات واساءوا القراءة عَنْ عَمدٍ.

فلم يكن الخيام شاعراً مستهتراً، ماجناً شهوانياً مادياً كما ادَّعي ذلك فرناند هنري، و فيتزجرالد و غيرهما وانّما كان حكيماً مفكراً له عقيدة خاصة تعبِّر عن مزاجه ومذهبه ورأيه الفلسفسي .

وأحسب أَنّي أَعْضِدُ «جوته» في خطابه لحافظ، وانقل عنه إِلي الخيام بلسانه:

يا عمرُ! ايّها الأقدس! لسانك قد يكون صوفياً، و قد يكون غير ذلك فالأَمر سيّان، لأنّهم في الحالين لن يفهموك حق الفهم، و لن تعدم أَنْ تجد منهم من يذهب في تفسير رباعيتك مذاهب الحمقي، وبعضهم سيفكر فيك تفكراً دَنِسَاً. و سيقدمون باسمك الخمرة النجسة: والحقيقة انك من كلّ ذلكَ براءٌ فانت الفيلسوف المتأَلّه، زهدت في الدنيا و لم تتصوّف وكنت الحكيم، الحكمة زيّنت حياتكَ، فلم تعزف عن الحياة و لم تنكرها واقبلت عليها فلم تملك.

وايضاً يقول جوته...اِنّ الشعراء مثل حافظ و السعدي و العطار و الخيام شعرهم يوقظ النجوم ويُتغني به عند الينابيع و علي مشارف الحانات يغوي بالعشق حتي الملائكة:

والشُعراءُ مَحَلُّ غِيْرَةٍ وَحَسَد مِنْ غيرِ الشُعَرَاءِ لأَنَّ كلماتِهِمْ وَقَوَا فيهمْ مَكَانُهَا الجَنَّة والخُلُود.

و هُنَا لابُدَّ أَنْ نُوضح حقيقة مسألة الرباعيّات المنسوبة للخيام حيث أَنَّ التضارب في عدد الرباعيّات والانكار لبعضها بمناسبة القبح الّذي سادها والشك في صحة بعضهاقد أدَّي الي ظهور آراء شتّي، .

والغالبُ أَنَّ النُسَّاخَ كانوا كلّما اعجبتهم رباعية فيها الحاد وحاروا لمن ينسبونها استسهلوا نسبتها الي الخيام .

والمخطوطات الّتي تُكتَشف وُتُنسب الي الخيام جَعلت عددها يتزايدُ باستمرار و كلّما اكتشفت مخطوطة تبين اَنّ بها عدداً جديداً من الرباعيات لم تضمّهُ المخطوطات الاخري، و كل ذلك قد اختلط برباعيات الخيام حتي لا نعلمَ ماله وما ليس له، حيثُ أُدرجت ضمن رباعياته كل رباعية شاردة لم يُعرف لها صاحب او كان صاحبُها مغموراً واعتبرت مجهولة النسب، و تلك جريمة النسّاخ الذين اضافوا الي الرباعيات كلَّ ما إِعتقدوا أنَّهُ يمكن أَنْ يكونَ للخيّام طلباً للكمال. و يذهب البعض بعد التمحيص الشديد مثل الأستاذ محمد علي فروغي في كتابه «رباعيات حكيم خيامي نيسابوري» الي أَنَّ الرباعيات التي يمكن نسبتها حقاً اليه هي ست و ستون رباعية رواها اقوام من الفرس اقدم عهداً من اقدم نسخه متاحة من الرباعيات فما كان من الرباعيّات مناسباً لهذه الست الستين اضيف اليها وما لم يكن مناسباً فهو لغير عمر الخيام .

الباحثون والمترجمون لم يميزوا المنحول من الصحيح جهلاً وخلطوا الحابلَ بالنابل، و اضافوا المزيدَ والمزيدَ حتي بلغت الرباعيّات الثلاثمائة أَو أَزيد .

إِنَّ الباحثين من الشرق والغرب عرفوا الخيام عن طريق ما نسبوه اليه من رباعيات وصفوها بانها فلسفة الخيام . و قد إِتَّهموا الخيام ببعض الاتهامات، منها باطنيّ ــ من دعاة الباطنية ــ وإِنَّهُ ابيقوريّ النزعة ــ والميول و منهم من ذهب الي انّه مقريّ المذهب و منهم من رأي أَنّه إِباحيّ وانّه مُستهتر بأحكام الاسلام و تعاليمه كما طعن فيه بعضُ النَّاسِ انّه دَهْرِيّ و زعم بعضهم انه تناسخيّ و ظن بعضهم انه لا أدريّ وتشاؤميّ وجبريّ كما إدَّعَي البعض أَنَّهُ ثائرٌ علي كُلّ شيءٍ من الدين ِ والأخلاق والعقل أيضاً ، وليس لهم في كلِّ ذلكَ شاهد وبُرهانٌ أو حجَّةٌ إِلاّ تلكَ الرباعيات المنحولة و قد انخدع الباحثون والكُتّاب و المترجمون بترجمة ادوارد فيتز جيرالد الشاعر التحرُّري الانجليزي لتلك الرباعيات الّتي قام بها سنة 1856 م. و لم يفطنوا إِلي الأغراض والمقاصد المذهبية والمكايد الشيطانية الاستعمارية التي لعبها اعداء الاسلام و عملاء الاستعمار في تشويه سمعة علماء الاسلام.

و نستطيعُ بكل جرأة وثقةِ أنْ نحكم بان أكثر الرباعيات موضوعة و قد نسبوها الي شخصية الخيام العظيمة من غير مُسْتَنَدٍ يُعتمد عليه وانّها لا تتفق مع مكانة الخيام واتجاهاته ومنزلته العلمية.

و كانت الرباعيات الخيامية الحقيقية صَبَوات إِشراقيّة صوفيّة عرفانيّة ، فيها استشراقٌ للمطلق و رغبةٌ في العلو والسُّمو و فيها البحث عن المؤمن المتعالي و التفتيش عن الانسان العابد لا الانسان الملحد.

فانّ خمرة الخيام لم تكن عصير العنب المتهدل من كرومه يُعصَر سائلاً محسوساً مرشوفاً من اقداح البلور و قوارير الفضة الرّنانة و لم يقتصر الخيام علي شربها مع الندمان في مجالس الأُنْسِ والطَّرَبِ، بل كان يحسوها في الخلوة زاعماً انّ ما تحدثه من النشوة هو أقرب وسيلة وأقصر السُبُلِ الي ايصاله من مراتب العبادة، إلي تلكَ القمة الّتي منها يَسهُل عليه استشفافُ نورِ الحقِّ مِن وراء حجب الكائنات واجتلاء سرّ الأَبد من خلال ظلمةِ الغيب اِذَن فالفاظ الخمر والساقي والزّنار والحانة والشرب والكأس. النَدامي ليس الاّ رموزاً لها جَنْي ٌ ولا تشيرُ إلاّ لمعنيً واحد و تنتهي الي سرٍّ واحدٍ هو سرُّ وجود الواحد واجب الوجود اللّه تعالي ذي الجلال والعظمة، فالمدامة هي مدامة حبّ اللّه والسُكْر هو الاستغراق في الذكر والنُدامي هم أُخوان الطريق. استخدم الخيام بعض الإِصطلاحات الرَّمزيّة و نظم رباعياته الحكمية ذات المغزي العميق ، وصاغها في قالب فلسفي واخلاقي فريد فحاز شهرة عالمية لم ينلْهَا في هذا الفن (الرباعي ) من فنون الشعر الفارسي أيّ شاعرٍ آخر.

ووصف المستشرق ويل دورانت صاحب « قصة الحضارة» رباعيات الخيام بأَنَّهَا أشهر كتاب في العالم بعد التوراة والانجيل، حقاً لقد أبدع الخيام .

وكان الخيام يقول الشعر فكانّما يزجيه لنفسه و كانّما يحاول به اَن يَتَطَأْمَنُ من مخاوفِهِ و يُهَدِّأُ به جَيَشَانَ روحِهِ و كانّه يتعهد بِهِ نفسه بالتربية و يعلمها الاخلاق َ و يُعوِّدها الحكمةَ.

و الخيام الفيلسوف لا يُريد ان يفكر فقط لأَنَّهُ لو فكَّر فقط فلن يوجد . وانّما يريد أَنْ يوجدَ، وأَنْ يتطابقَ فِكْرُهُ مع وجودِهِ ، و يريدُ اَنْ ينظرَ الي داخل ذاتِهِ و من خلالِهِا وأَنْ يسمعَ لها ، و يُلامس ايقاعها الباطن .

الشعراء الصوفيون لا يتكلمونَ إِلاّ رمزاً، والخيامُ من قمم شعراء الصفوة والصوفيّة فان رباعياتِهِ فيها الرّمزية و هذه الرمزيّة هي الّتي تحيّرُ النُقَّادَ حيثُ تضاربت بشأنها الاقوالُ في الخيام . الخيامُ كحافظٍ و كلاهما شاعر نبيه و كانت لهما مشابهات و تأثر حافظ بالخيام وخلط حافظ والخيام الشعر المادي بالشعر الرُوحي. والمجاز بالحقيقة و كتبا في الخمر والحانات و عن النُدمان والساقي والدِّنان والكؤوس والشعر الذُؤابة والعيون النرجسيّة والطرة البنفسجية فما تدري ... أَكانا يقصدانِ الخمرة علي الحقيقة أم انّها الخمرة الّتي لا غَوْلٌ فيها و لا نَزفٌ و لا صُداعٌ والتي عناها الصوفيّةُ في اشعارِهِم .

و كم يشبه ابنُ‏الفارضِ ( 576 هـ . ق ) الخيامَ عندما يقول مثله ، الغرامُ هو الحياة وللحب سكُرة، حيثُ قال :




  • شربِنَا علي ذكرِ الحبيبِ مُدامةً
    ولوْ نَضَحُوا مِنْهَا ثَرَي قَبْرِ ميّتٍ
    يَقُولونَ لي صِفْهَا ، فَأَنْتَ بِوَصْفِها
    صَفَاءٌ ولا ماءٌ وَلُطْفٌ وَلاهَوَاً
    و َعِنْدِيَ مِنْهَا نَشْوَةٌ ، قَبْلَ نَشْأَتي
    معي أَبَدَاً تَبْقَي ، وإِنْ بَلِيَ العَظْمُ



  • سَكِرْنَا بها مِنْ قبلِ اَنْ يُخلَقَ الكَرْمُ
    لَعَادَتْ لَهُ الرُّوحُ ، وانْتَعَشَ الْجِسْمُ
    خبيرٌ ، أَجَلْ عِنْدِي بأوصَافِهَا عِلْمُ
    و َ نُورٌ وَلا نَارٌ ، وَرُوحٌ وَلا جِسْمُ
    معي أَبَدَاً تَبْقَي ، وإِنْ بَلِيَ العَظْمُ
    معي أَبَدَاً تَبْقَي ، وإِنْ بَلِيَ العَظْمُ






  • غم كهن به مي سالخورده دفع كنيد
    كه تخم خوشدلي اين است پير دهقان كفت



  • كه تخم خوشدلي اين است پير دهقان كفت
    كه تخم خوشدلي اين است پير دهقان كفت



فادفع همومك القديمة. بالخمر المعتقة المروقة فهي ¨ اساس الراحة والهناء. كما قال «الدهقان»




  • كنون به آب مي لعل خرقه مي شويم
    نصيبه ازل از خود نمي توان انداخت



  • نصيبه ازل از خود نمي توان انداخت
    نصيبه ازل از خود نمي توان انداخت



فدعني الآن اغسل خرقتي بالخمرة الحمراء فلا يمكن اَن ابعد عن نفسي بعد اليوم هذا النصيب الازلي




  • مگر گشايش حافظ در اين خرابي بود
    كه بخشش ازلش درمي مغان انداخت



  • كه بخشش ازلش درمي مغان انداخت
    كه بخشش ازلش درمي مغان انداخت



و لرّبما يكون الفتح علي « حافظ » في هذه الحال الخربة المضطربة فقد طوّحت به قسمته الازلية الي خمر المجوس

اجل الكلمات عند هؤلاء الشعراء حافلة بالمعاني ، والعبارات تضج بالعواطف و احوال الوجود الانساني واطوار السير والكمال الروحي .

و في كتاب چهار مقاله «اربع مقالات» عن وفاة الخيام و ... ، عندما زاده الغرور بنيسابور تذكر نبؤة الخيام الّتي سمعه يقولها بحضوره و في مجلس الامير أبي سعيد بقصره ببلخ ، ان قبره سيكون في موضع تنثر الازهار عليه كل ربيع و قد فاجأ قوله ذاك العروضي و ظنَّهُ يقولُ المستحيلَ ، اِذ من أيْنَ له ان يفرض ، فلمّا زار قبرَهُ وأَرشدهُ إِليه أحد الأدلاّء و جده اسفل حائط لبستان و قد امتدت اغصان اشجار الكُمثري والمشمش من البستان عليه نثرت من اوراق النور علي ثراهُ ما غطّاهُ بالزهرِ وعندئذ تذكر نبؤتة وتحسَّرَ علي استاذه و غلبَهُ البكاءُ ولا أحسب يقيناً ان ما ابكاه هو مشهد القبر ولا تحقق النبؤة وانّما هو بالتأكيد هذه الابيات التي ابدعها استاذهُ عن مثل هذا الموقف والّتي تذكرها الأجيالُ لهُ ، يقول الخيام :




  • يا دهرُ اكثرتَ البلي والخراب
    و يا ثري كم فيك من جوهرٍ
    وإِنْ توافِ العشبَ عندَ الغدير
    فامشِ اِلهوينا فَوقَهُ إِنَّهُ
    غذّته أوصالُ حبيبٍ طَرِيْر



  • وسُعت كل الناس هذا العذاب
    يبين لو يُنْبَشُ هذا التُراب
    فقد كسا الأرض بساطاً نضير
    غذّته أوصالُ حبيبٍ طَرِيْر
    غذّته أوصالُ حبيبٍ طَرِيْر




1. تاريخ ادبيات ايران ــ الدكتور ذبيح اللّه صفا ــ طبعة طهران .

2.تاريخ الحكماء للقفطي (علي بن يوسف)، طبعة مكتبة المثني ــ بغداد

3. تحليل شخصيّة الخيّام ـ العلاّمة محمد تقي جعفري ـ طبعة طهران .

4. التعريفات للجرجاني ( شرف الدين علي بن محمد الحسيني) ، طبعة مصر ـ 1283هـ .

5. چهار مقاله ـ النظامي العروضي السمرقندي ـ طبعة طهران .

6. حكماء الاسلام لأبي زيد البيهقي طبعة دمشق سنة 1365 هـ .

7. رباعيّات الخيّام طبعة المانيا ــ للدكتور فريدريك.

8. رباعيّات خيّام ـ بالفارسيّة ـ محمد علي فروغي ـ طبعة طهران .

9. كشف اللثام عن رباعيّات الخيّام ـ للطرازي الحسيني.

10. معجم مصطلحات الصوفيّة .

11. نظرة جديدة في رباعيّات الخيّام ـ للدكتورة مريم الزُهيري .

/ 1