المدخل
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
الحمد للّه الذي أحسن خلق الإنسان و فطرهعلى صبغة الإيمان و
علّمه المعارف و البيان و أنعم عليهبالتفضّل و الإحسان و أرشده إلى اقتناءالفضائل و
الفواضل و حذره و أنذره عن ارتكاب الرذائلو فرض تحسين الأخلاق إلى اجتهاد العبدفيها و
تشهيره و استحثه على تهذيبها من الرذائلبتخويفه و تحذيره و سهّل عليه تحسينهابتوفيقه
و تيسير ما امتن عليه بتسهيل الصعب منها وعسيرها و الصلاة على النبي الكريم المنعوتفي
الفرقان الحكيم بأنك لعلى خلق عظيم و آلهالقربى الذي حث اللّه على حبّهم و أهلالذكر
الذين أمر اللّه بمسألتهم و أولي الأمرالذين أمر اللّه بطاعتهم.
اما بعد فيقول العبد المذنب العاصيالغريق في بحار الآثام و المعاصي أفقرالخلق إلى ربه
الغني عبد اللّه بن محمد رضا الحسينيرزقهما اللّه خير الدارين و أذاقهما حلاوةالنشأتين و
حباهما بما تقر به العين بمحمد و آلهالمصطفين لا يخفي على أولي البصائرالنقّادة و ذوي
الافهام الوقادة فضيلة علم الأخلاق وشرافته و جلالة قدره و رفعة شأنه و نباهتهو انه قوام
الدين و نظام العالمين و طلبه فرض علىجميع المسلمين و به يحصل التأسي بسيد
المرسلين و عترته الطاهرين فإن الأخلاقالحسنة هي المنجيات و الأخلاق السيئة هي
السموم القاتلة المهلكات المبعدة من جواررب العالمين و المنخرطة بصاحبها في سلك
الشيطان اللعين و أمراض القلوب و النفوسالمضرة بالأديان أعظم ضررا من أمراض
الأجساد و الأبدان إذ تلك مغوية لحياةالجسد و هذه تفوّت حياة