الأخبار و لا سيّما الأخبار الدالّة علىالنهي عن حبّ بقائهم و هي أرجح من هذاالخبر البتة.
و بالجملة فحمله على التقية عندي متعيّنسيّما مع علم من التهاب نيران التقية فيزمانه (عليه السلام) زيادة على غيره منالأوقات و الأعوام.
و أمّا ما ذكره ذلك القائل من أنّه يخشىعلى بيضة الإسلام فهو غلط لأنّ الحافظلبيضة الإسلام إنّما هو الله عزّ و جلّ لاهؤلاء و هذا الداعي بزوال ملكهم أو نحوه منالدعاء عليهم إنّما دعي بإبدالهم بمن يقومبحياطة الإسلام و يحنو على الأنام و يقومبالدين المبين و يُحيي شريعة سيّدالمرسلين لا على الإطلاق حتّى يلزم ماذكره في المقام، هذا.
و أمّا ما ذكرتموه من آية (لا يَنالُعَهْدِي الظَّالِمِينَ) فإنّها ليست منمحلّ البحث في شيء فإنّ موردها إنّما هوالإمامة و الآية التي تناسب هذا المقامإنّما هي الآية التي تقدّمت في الأخبار وهي (وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَظَلَمُوا) إلى آخرها هذا ما خطر بالبالبالنظر إلى أخبار الآل عليهم صلوات ذيالجلال و الله العالم.
المسألة الرابعة: مسألة في الطهارة الماءالقليل المتنجّس الغير متغيِّر إذا أُدخلفي ماء ألبي
قال سلّمه الله تعالى مسألة في الطهارةالماء القليل المتنجّس الغير متغيِّر إذاأُدخل في ماء البئر في شربة أو إبريق أوأدخل في كثير من ماء و التقى مع أحدهماأعلاه و لم يلتق أسفله هل يكون طاهراً كلّهأعلاه و منتهاه أم أعلاه فقط أم لا، و هليشترط ملاقاة الماء القليل المتنجّسالغير متغيّر للكثير بجميع أجزائه أم لاإذا لاقى بعضه طهر الباقي أم لا؟ أفتناأيّدك الله.(الجواب:) إنّ الكلام في هذه المسألة مبنيّعلى مسألة قد اشتهر الخلاف فيها بينالأصحاب رضوان الله عليهم و هو أنّه هليكفي في تطهير الماء القليل بالماء الكثيرمجرّد الملاقاة أم لا بدّ من الممازجة والمداخلة بحيث يصل الماء المطهر إلى ذلكالماء النجس و يداخل جميع أجزائه بحيثيكون الماءان ماءً واحداً؟ قولان أظهرهماالثاني و السبب في ذلك هو أنّه لم يرد فيالأخبار ما يدلّ على كيفية تطهير الماءالنجس القليل بالماء الكثير، و الأصحابإنّما استندوا في ذلك إلى أخبار الكرّ وقولهم (عليهم السلام)
إذا بلغ الماء كرّاً لم ينجّسه شيء
و إنّ هذا الماء القليل بعد اتّصالهبالكثير