احتجاج جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
الشكور) وقال: (وقليل ما هم). وما تعجب مني يا معاوية أعجب من بنيإسرائيل: إن السحرة قالوا لفرعون (إقض ماأنت قاض) فآمنوا بموسى وصدقوه، ثم سار بهمومن اتبعهم من بني إسرائيل فأقطعهم البحر،وأراهم العجائب، وهم مصدقون بموسىوبالتوراة يقرون له بدينه، ثم مروا بأصنامتعبد فقالوا: (يا موسى اجعل لنا إلها كمالهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون) وعكفوا علىالعجل جميعا غير هارون فقالوا: (هذا إلهكم وإله موسى) وقال لهم موسى - بعدذلك -: (ادخلوا الأرض المقدسة) فكان منجوابهم ما قص الله عز وجل عليهم: (فقال موسىرب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بينناوبين القوم الفاسقين). فما اتباع هذه الأمة رجالا سودوهموأطاعوهم، لهم سوابق مع رسول الله صلّىالله عليه وآله ومنازل قريبة منها،وأصهاره مقرين بدين محمد صلّى الله عليهوآله وبالقرآن، حملهم الكبر والحسد أنخالفوا إمامهم ووليهم، بأعجب من قوم صاغوامن حليهم عجلا ثم عكفوا عليه يعبدونه،ويسجدون له، ويزعمون أنه رب العالمين،واجتمعوا على ذلك كلهم غير هارون وحده،وقد بقي مع صاحبنا الذي هو من نبينا بمنزلةهارون من موسى من أهل بيته ناس: سلمان،وأبو ذر، والمقداد، والزبير، ثم رجعالزبير وثبت هؤلاء الثلاثة مع إمامهم حتىلقوا الله. وتعجب يا معاوية أن سمى الله من الأئمةواحدا بعد واحد، وقد نص عليهم رسول اللهبغدير خم وفي غير موطن، واحتج بهم عليهم،وأمرهم بطاعتهم، وأخبر أن أولهم علي بنأبي طالب ولي كل مؤمن ومؤمنة من بعده، وأنهخليفته فيهم ووصيه وقد بعث رسول الله صلّىالله عليه وآله جيشا يوم مؤتة فقال: عليكمبجعفر، فإن هلك فزيد، فإن هلك فعبد الله بنرواحة، فقتلوا جميعا، أفترى يترك الأمةولم يبين لهم من الخليفة بعده، ليختارواهم لأنفسهم الخليفة، كأن رأيهم لأنفسهمأهدى لهم وأرشد من رأيه واختياره، وما ركبالقوم ما ركبوا إلا بعد ما بينه، وما تركهمرسول الله صلّى الله عليه وآله في عمى ولاشبهة.