إستبصار فی النص علی الائمة الاطهار (علیهم السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إستبصار فی النص علی الائمة الاطهار (علیهم السلام) - نسخه متنی

أبو الفتح محمد بن علی بن عثمان الکراجکی‏

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید













































الاستبصار في النص على الأئمّة الأطهار عليهم السلام








تأليف: أبوالفتح محمّد بن عليّ بن عثمان الكراجكي (م 449 ق)







تحقيق: محمد اسلامى يزدى















تمهيد







الحمدُ لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، محمّد الصادق الأمين، وعلى الأئمة المعصومين من أهل بيته الطاهرين.







وبعد، فإن البحث في أهميّة الحديث، كالبحث عن الشيء الضروريّ البديهيّ الذي لا حاجة لإقامة البرهان والدليل عليه، فإنه لم يختلف المسلمون في كونه الدليل الثاني للمعارف الإسلامية، أصولاً وفروعاً.







ومن تلك الأصول مبحث (الإمامة) الثابتة بالأدلّة العقليّة والنقليّة.







وكتاب الاستبصار في النصّ على الأئمّة الأطهار هو أحد المئات من الكتب المؤلّفة في هذا الموضوع، حيث يتضمن ما ورد من طريقي الخاصّة والعامة النصّ على ولاية الأئمّة الاثني عشر صلوات الله عليهم. وهو جيّد في أسلوبه، ففيه الفائدة الكثيرة بعبارات موجزة، وبيان واضح، وبرهان قويم.







ويعدّ مع اختصاره من المصادر التي أخذ عنه جلّ من أَتى بعده(1).















المؤلف:







هو أبو الفتح محمّد بن عليّ بن عثمان الكراجكيّ المتوفّى سنة (449 هـ).















الكراجك:







قرية على باب واسط، وقيل أيضاً: قرية من قرى حلب. ولكن المؤلف ينسب إلى (الكرجك) بفتح الكاف وتخفيف الراء، وكسر الجيم ثم كاف ـ نسبة إلى عمل الخِيَم، كما في لسان الميزان(2).







كما ينسب إلى طرابلس الشام، فيوصف بالطرابلسيّ لإقامته فيها مدّة طويلة(3)، وبالصوريّ نسبة إلى مدينة (صور) اللبنانيّة الساحليّة، إذ أَقام فيها، وفيها توفّي ودفن(4).















ولادته ووفاته:







لم يذكر التاريخ شيئاً عن ولادته، متى كانت وبأيّ بلد كانت؟







وأمّا وفاته فقد اتّفقت كلمة مؤرّخيه على أنه توفي سنة 449 هـ.(5)















شخصيته العلميّة:







والكراجكيّ: من أئمّة عصره في الفقه والحديث والكلام والفلسفة والطب والفلك والرياضيات وغيرها.







وقد أطراه عدد من مترجميه المخالف والمؤالف فوصفوه بالشيخ المحدّث، الفقيه، المتكلّم، المتبحّر الرفيع الشأن(6)، وهو من أكابر تلامذة الشيخ المفيد والسيد المرتضى والطوسيّ، والديلميّ والواسطيّ وسلّار وأبي الحسن بن شاذان القمّيّ، وهو من أجلّة العلماء والفقهاء والمتكلمين، وأسند إليه جميع الإجازات(7).







ويعبّر عنه الشهيد الأول كثيراً في كتبه بـ «العلاّمة» مع تعبيره عن العلاّمة الحلّيّ بالفاضل(8).















رحلاته العلميّة:







دخل ـ في طلب العلم ـ إلى بغداد سنة 399 ولقي بها المشايخ الكبار كالشيخ المفيد والمرتضى وغيرهما، كما رحل إلى القاهرة سنة 407، وحجّ بيت الله الحرام سنة 412 وفيها لقي الشيخ أبا الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان القمّيّ وروى عنه روايات كثيرة أوردها في هذا الكتاب وفي كتابه (كنز الفوائد).







ودخل طبريّة وحلب وطرابلس سنة 436 هـ وألّف بها جملة من كتبه.







ودخل صيدا وصور سنة 441 حتى وفاته.















أساتذته وتلامذته:







درس على مشايخ في الفقه والحديث والكلام وغيرها وذكرهم العلّامة المحقّق السيّد عبدالعزيز الطباطبائي قدّس سرّه وعدّهم في مقدمة نشرت في مجلة تراثنا العدد 43 ـ 44 لرسالة مكتبة العلاّمة الكراجكي لأحد معاصريه.







وأمّا تلامذته، فلم تشر مصادر ترجمته إلّا إلى قلّة منهم وهم سبعة كما في مقدمة الرسالة المذكورة.















مؤلفاته:







والعلّامة الكراجكي صاحب التصانيف الكثيرة التي بلغت حسب إحصاء أحد معاصريه واستدراك العلاّمة الطباطبائي قدّس سرّه إلى مائة كتاب وعشرة كتب في مختلف العلوم الإسلاميّة والفنون الأخرى كالفقه والأصول والحديث والكلام والفلسفة والأدب والتاريخ والرجال والتفسير والفلك والرياضيات وغيرها.















الكتاب:







للكتاب خمس نسخ، أربع منها خطيّة، وهي:















1 ـ نسخة مطبوعة على نسخة كانت في مكتبة المرجع ميرزا محمد حسن الشيرازيّ المتوفى سنة 1312 هـ، وكانت كتابتها قبل سبعة قرون من طباعتها.















2 ـ مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمه الله في المجموعة رقم 3694 الرسالة السادسة من ص 37 إلى ص 47.















3 ـ مخطوطة دار الكتب الوطنيّة بتونس برقم 18569 في 17 ورقة، وعنها مصورة في معهد المخطوطات العربية(9).















4 ـ مخطوطة مكتبة الشيخ هادي كاشف الغطاء في النجف الأشرف(10).















5 ـ مخطوطة مكتبة مجلس الشورى الاسلامي في طهران في المجموعة رقم 4566 وتاريخ كتابتها سنة 960 هـ.







وطبع في النجف، المطبعة العلويّة سنة 1346 باسم (الاستنصار) وطبع ببيروت في دار الأضواء 1409 في 97 صفحة بالأفست عليها.















الاختلاف في تسمية الكتاب







للكتاب اسمان: أولهما: «الاستنصار في النصّ على الأئمّة الأطهار».







وإليه أشار السيد ابن طاووس في «كتاب اليقين» عند نقله رواية واحدة من الكتاب فقال: فيما نرويه من كتاب «الاستنصار في النص على الأئمّة الأطهار تأليف الفقيه الفاضل محمّد بن علي بن عثمان الكراجكيّ(11).







وكذا ذكره الشيخ الحر العامليّ في أمل الآمل عند ترجمته للكراجكيّ(12).







وأَشار إليه أيضاً العلاّمة المجلسيّ عند ذكره لمصادر بحار الأنوار، وهو تبع لبعض النسخ منه مثل النسخة التي طبع الكتاب عليها(13).







وثانيهما: «الاستبصار في النصّ على الأئمّة الأطهار».







وهو الذي ذكره أحد معاصريه في رسالته لفهرست مصنفات الشيخ الكراجكي، التي حققها واستدرك عليها العلاّمة المحقّق السيّد عبدالعزيز الطباطبائي قدّس سرّه برقم «28»(14).







وكذلك ذكرهما العلّامة آقا بزرك الطهراني في كتابه «الذريعة إلى تصانيف الشيعة» بالعنوانين مرجحاً عنوان «الاستبصار في النصّ على الأئمّة الأطهار» بقوله: وعليه لعلّ الأوّل الذي أثبته المعاصر في فهرسه أثبت(15).







وأيضاً ذكر عنوان «الاستبصار» كل من الشيخ عبدالله نعمة في مقدمته على كتاب «كنز الفوائد» للكراجكي، والاُستاذ عبدالجبار الرفاعي في معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت(16).







ونحن نختار عنوان «الاستبصار» للكتاب تبعاً لما رجّحه العلاّمة آقا بزرك الطهراني واختاره العلّامة المحقّق الطباطبائي.















أهميّة الكتاب







يعتبر كتاب «الاستبصار في النص على الأئمّة الأطهار» عند أصحابنا المحدّثين من الكتب الحديثيّة المعتمدة، فقد ذكر السيّد ابن طاووس قدّس سرّه في كتاب «اليقين» بقوله: «فيما نذكره ونرويه من كتاب الاستنصار في النصّ على الأئمّة الأطهار. تأليف الفقيه الفاضل محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي، وجدنا فيه حديثاً واحداً، رواه من طرق العامّة في تسميته صلّى الله عليه وآله، لعليّ عليه السّلام: «بسيد المسلمين وأميرالمؤمنين... الحديث(17)».







وكذا قال العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار: «وأمّا الكراجكيّ فهو من أجلّة العلماء.... العلماء والفقهاء والمتكلمين، وأسند إليه جميع أرباب الإجازات، وكتابه «كنز الفوائد» من الكتب المشهورة أخذ عنه جلّ من أتى بعده وسائر كتبه في غاية المتانة»(18).







هذا ومن راجع فصول الكتاب يدرك إحاطة المؤلف بالأحاديث الخاصّة في النّص على الأئمّة الأطهار، فإنه خصّص باباً للنصوص المنقولة عن الخاصة، وباباً في النصوص المنقولة عن العامّة، وباباً في النصوص المنقولة عن التوراة، وباباً في خبر قَسّ بن ساعدة الإياديّ الذي مات قبل الإسلام.







ومن أراد التوسعة حول الموضوع فليراجع كتب الحديث الخاصّة بموضوع الولاية، فإنه يجد الكتاب مصدراً قيماً ومعتمداً، وكفاه فخراً.















الحمد لله الذي أَوضح سَبيل الحقِّ وأبانه، وأَقامَ عليه دليلَه وبرهانه، ولطف في الهداية إليه والتعريف، وأَزاح العلل في جميع التكاليف، وجعل العقل في خليقتهِ حجّةً وعياراً، ونصب الشرع لبريّته مَحَجّةً ومناراً، حكمةً منه وعدلاً، ورحمةً من لدنه وفضلاً.







وصلواته على المبعوث منه رحمةً لعباده، المبلّغ عنه حقيقةَ مراده، حجّةً على من بين السماء والأرض، وأمينه على تأدية النفل والفرض، الذي بتثقيفه تقوّمت الألبابُ، وبتوفيقه عرف الحقّ والصواب، محمّد خاتم النبيّين وسيّد المرسلين، وعلى أهل بيته الأئمّة الأطهار أئمة الأعصار(19)، الذين أَوجب معرفتَهم ربُّ العالمين، وافترضَ طاعتَهم على الخلقِ أجمعين، وقدّمهم على جميع الأَنام، فأنطق بفضلهم الخاصّ والعامّ، وتحيّاته وسلامه.







قد علمتُ حِرصَك ـ أيّدك الله ـ على العلم واجتهادَك، وعرفتُ منزلتكَ من الفهم وانتقادك، وما تحثّك نفسُك عليه، وتدعوك همّتُك إليه، من نُصرة الحقّ ومعتقديه، وإقامة الحجّة على مخالفيه ومنكريه، والله يُحسنُ لك التوفيقَ والتسديد، ويُديمُ لك المعونة والتأييد.







ولمّا بلغني ما جرى بينك وبين خصمك من المناظرة في الإمامة، ومطالبته بذلك بإيراد النصوص على أعيان الأئمّة، وتعجّبه من القطع على أ نّهم صلوات الله عليهم اثنا عشر، واستبعاده أنْ يصحّ في ذلك ورودُ خبرٍ، عَمِلتُ لك هذا الكتاب حجّة وعمدةً، وجعلت ما أَودعتُه من النصوص ذخيرة وعدّةً، ليُشدّ به عضد الولي المؤالف، ويُكبتَ بمضمونه قلب العدوّ المخالف، حسب ما يلزمني لك من الحقّ الواجب، ويتعيّن عليّ في نُصرة المحقّ من الفرض اللّازب، عند وجود التيسير والاختيار، وعدم التعذّر والأعذار، وبالله أستعين.







اعلم ـ أيّدك الله وأرشدك إلى ما يرضيه، وأحسنَ لك العَون على ما تبتغيه ـ أنّ الله جلّ اسمه قد يسّر لعلماء الشيعة من وجوه الأدلّة العقليّة والسمعيّة على صحّة إمامة أهل البيت (صلوات الله عليهم) ما تَثبت ببعضه الحجّةُ على مخالفيهم، كلّ فن منها يرشد المثبتَ إلى أصله، وكلّ نوع يورد المتمسّك على جنسه.







فالعقليّات دالّة على الأصل من وجوب الحاجة إلى الإمام في كلّ عصر، وكونه على صفاتٍ معلومة يتميّز بها عن جميع الأمّة، ليست موجودةً في غير من أشاروا إليه، ولا مُدَّعاة بسوى من اعتمدوا عليه.







والسمعيّات: منها «القرآن» الدالّ في الجملة على إمامتهم وفَضلهم على الأنام.







ومنها «الأخبار» الواردة فيهم بالنصّ والتعيين عليهم.







فأمّا النصّ من ذلك المختصّ بإمارة أمير المؤمنين عليه السّلام دون غيره ممن يليه، فقد عمّت معرفتُه واشتهرت، وتردّدت الأقوال فيه وتكرّرت، وعرف العدّو والوليّ احتجاج الشيعة بالخفيّ منه والجليّ.







وأمّا النصّ على جميع الأئمّة (صلوات الله عليهم)، والنقل الوارد بوجوب الإمامة فيهم، والإشارة بالخلافة إليهم، فإنيّ مثبت منه طرفاً في هذا الكتاب، مقنعِاً لذوي البصائر والألباب، (تكون أصلاً)(20) يَسْتَبصرُ به الناظرُ، وعوناً يستنصرُ به المُناظر، إن شاء الله تعالى.







فأقول: إنّ العقولَ الكاملة والألبابَ السالمة ناطقةٌ صادقة بأ نّه إذا اتّفق المتضادان في النقل على خبر، وتوارد المتباينان في العقل بأثر، فإنّ خبرهما الذي اشتركا في حمله، وتماثلا في نقله، حاكمٌ عليهما، وشاهدٌ للمحقّ في اعتقاده منهما، فإنْ سلِم خبرهما هذا من أثر يعارضُه في المعنى ويناقض حقيقة مقتضاه، فإنّ ذلك دليلٌ واضحٌ على صحّته، وبرهانٌ لائح على وجوب حجّته.







وقد وجدنا أصحابَ الحديثين ـ الخاصّة والعامّة ـ وأهل النقلين ـ أعني الشيعة والناصبة وهما جميعاً رواة الأئمّة على(21) تباينهما في الاعتقاد، وما بينهما من الاختلاف والتضادّ، قد تراسلا في نقل النصّ على الأئمّة الاثني عشر (صلوات الله عليهم) تراسلاً، وتماثلاً في الرواية بوجوب الخلافة فيهم تماثلاً، واتّفقا فيما نقلاه على عدّتهم المحصورة وأسمائهم المذكورة.







هذا؛ والناصبة تعتقد في ذلك خلاف ما روت، وتدين بضدّ ما نقلت وأخبرت، ثمّ لم نر خبراً يناقضُ في الإمامة ما رَوَياه، ولا سمعنا أثراً يناقض في النصّ ما نَقَلاه، فعلمنا أنّ هذا دلالةٌ ظاهرةٌ على صحّة النصّ الوارد، وحجّةٌ قاهرة لا يدفعها إلّا معاندٌ.







وبيان ذلك أنّ الشيعة موفّقة لما نقلتْه ميسّرة، والناصبة مجيبةٌ فيما حملته منجزةٌ؛ لنقل هذه الفرقة ما هو دليل لها في دينها، وحمل تلك ما هو حجّة لخصمها دونها، وإلّا فلِم رَوى أحدُ الناقلَين ما هو كذبٌ عنده، وشَهد بما يعتقدُ ضدَّه، وكيف أَقرّ بما يحتجّ به خصمه، وسطر ما يخالفه علمه؟ وقد جرت العادةُ بخلاف ذلك، فرأينا العاقل لم يزل منكراً لما يرى بطلانه، والفاضل جاحداً لما يخالف إيمانه، والمعتقد على أمرٍ تتوفّر دواعيه إلى دفع ما يبطله عليه، والمعتمد على رأي تنفر طباعه ممّا يضادّه وينافيه، لا ينكر ما ذكرناه إلّا مَن دفع العادات وأنكر المشاهدات







وفي علمنا بذلك ـ مع نقل الصنفَين المتباغِضَين، وحمل الرهَطين المتعاديين، للفن الواحد من النصّ الوارد ـ ببيان أنّ الله تعالى لطف به للمسترشدين ويسّره للمستبصرين، فأجراه على ألسنة المختلفين، وأنطق به أفواه المتباينين، إقامة لحجّته البالغة على العالمين، وتكملة لنعمته السابقة لدى المستدلّين.







بل هو ضرب من الآيات الباهرات في خرق الله تعالى لمستمرّ العادات التي لا يغيرها إلّا لخطبٍ عظيم، وإقامة الحجّة بحقّ يقين، فرحم الله من اعتبر، وأحسن لنفسه النظر.







فأمّا إنكار العامّة لما نقوله من ذلك عند المناظرة، ودفعهم له في حال المُحاجّة على سبيل المكابرة، فهو غير قادح في الاحتجاج به عليه، ولا مؤثّر فيما هو لازم لهم؛ إذا كان من اطّلع في أحاديثهم وجدهُ منقولاً عن ثقاتهم، ومن سَمع مِن رجالهم رواه(22) في خلال أسانيدهم.







وقد كان الشيخ أبو الحسن محمّد بن أحمد بن شاذان القمّيّ رضي الله عنه وله تقدّمٌ واجب في الحديثين، وعلم ثاقب لصحيح النقلين، وضع كتاباً سمّاه إيضاح دفائن النواصب جمع فيه أخباراً أخرجها من أحاديثهم(23)، وآثاراً استخرجها من طريقهم في فضائل أهل البيت (صلوات الله عليهم).







منها: ما يتضمّن النصّ بالإمامة للأئمّة الاثني عشرعليهم السّلام، وسمعناه منه في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة بالمسجد الحرام، وأنا مورد بعضه إن انتهيت إليه، بعدما أذكر طرفاً مما روته الشيعة في معناه واعتمدَت عليه.







وأمّا المعتزلة فإنّها لا أصل لها في الحديث ونقله، وليست متعلّقة بروايتهِ وحمله، وإنّما هي طائفة نشأت في زمن معلوم، وابتدأت في عصرٍ معروف، فلا معتبر بدفعها خبراً توارَدَه الناقلون قبل وجودها، وحَملهُ المحدّثون قبل حدوثها؛ لا سيّما والنظر يشيّده والأدلّة تعضده. ولم تزل المعتزلة تنكر أكثر الآثار وتدّعي أنَّ من شرطِ متواترها أن يوجب لسامعه علم الاضطرار، حتى أدّاها ذلك إلى القول بأنّ ما سوى القرآن من معجزات الرسول صلّى الله عليه وآله التي اتّصلت بها الأخبار، إنّما وردت مورد الآحاد.







وهذه جناية منها على الإسلام، وشبهة يتعلّق بها أهل الإلحاد في دفع معجزات الأنبياء عليهم السّلام، على أنّ أبا هاشم ابن الجبائي مع تقدمه في أهل الخلاف قد قال: إنه يجوز وجود طائفة متواترة بخبرٍ لم يبلغ فيه حدّ الدين، بفعل الله تعالى العلم الضروريّ لسامعي خبرهم.







قال: فخبرهما تُعلَم صحّته من طريق الاستدلال دون الاضطرار.







فما ينكر هذا الرجل وجميع من وافقه في هذا المقال أن تكون معجزات النبيّ صلّى الله عليه وآله وسائر النصوص على أعيان الأئمّة الاثني عشرعليهم السّلام داخلة في هذا الباب، ولم نفصّل الردّ على المعتزلة في هذا الكتاب فنستوفيه، وله مواضع مختصة به تقتضيه.







وقد استقصى الكلام فيها مَشايُخنا ـ رضي الله عنهم ـ، وكشفوا تَمويهَهم وشُبَهَهم والحمد لله.















(باب)







من روايات الخاصّة في النصّ على الأئمّة صلوات الله عليهم وسلامه







[1] فمن اللفظ المحفوظ في ذلك عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ما أخبرني به الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان رضي الله عنه، عن أبي القاسم جعفر بن قولويه، عن محمّد بن يعقوب الكلينيّ، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمد بن أبي عبدالله ومحمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد جميعاً عن الحسن بن العباس، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «آمنوا بليلة القدر فإنَّه ينزل فيها أمر السَّنَة، وإنّ لذلك الأمر ولاة من بعدي، عليّ بن أبي طالب وأحد عشر من ولده عليهم السّلام»(24).















[2] وبإسناده عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسن، عن ابن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السّلام، عن جابر بن عبدالله الأنصاريّ رحمه الله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «تمسّكوا بليلةِ القدر فإنّها تكون من بعدي لعليّ بن أبي طالب وأحد عشر من ولده بعده عليهم السّلام»(25).















[3] وبهذا الإسناد عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن الحسين، عن أبي سعيد العصفريّ، عن عمرو بن ثابت، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين عليه السّلام، عن أبيه، عن جدّه عليهم السّلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إنّي واثني عشر من أهل بيتي أوّلهم عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أوتاد الأرض التي أمسكها الله بها أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من أهلي ساخت الأرض بأهلها ولم يُنْظروا»(26).















[4] وبهذا الإسناد عن أبي سعيد، يرفعه إلى أبي جعفرعليه السّلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «من أهل بيتي اثنا عشر نقيباً محدّثون مفهمّون، منهم القائم بالحقّ يملؤها عدلاً كما مُلئت جوراً»(27).















[5] وما رواه ابن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله، عن آبائه عليهم السّلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إنّ الله اختار مِن الأيّام يوم الجمُعة، ومن الشهور شهر رمضان، ومن الليالي ليلةَ القدرِ، واختارَ من الناسِ الأنبياء، واختارَ من الأنبياءِ الرسل، واختارني من الرسل، واختار منّي عليّاًعليه السّلام، واختار من عليّ الحسن والحسين عليهما السّلام، واختار من الحسين عليه السّلام الأوصياء عليهم السّلام أجمعين، وهم تسعة من ولد الحسين ينفون من هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، تاسعهم ظاهرهم ناطقهم قائمهم وهو أفضلهم»(28).















[6] وورد عنه أيضاً بلفظ آخر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إنّ الله اختار من كلّ شيءٍ شيئاً، اختار من الأرض مكّة، واختار من مكّة المسجد الحرام، واختار من المسجد الحرام الموضع الذي فيه الكعبة، واختار من الأنعام إناثها، واختار من الغنم الظأن، واختار من الناس بني هاشم، واختارني وعليّاً من بني هاشم، واختار منّي ومن عليٍّ الحسن والحسين، واثني عشر إماماً تسعة من ولد الحسين تاسعهم ناطقهم وهو ظاهرهم، وهو أفضلهم، وهو قائمهم»(29).















[7] وما حدّثنا الشيخ أبو الحسن محمّد بن شاذان القمّيّ رضي الله عنه قال: حدّثنا أبو محمّد الحسن بن عبدالله العلويّ الطبريّ قال: حدّثنا أحمد بن عبدالله قال: حدّثني أحمد بن محمّد عن أبيه قال: حدّثني حمّاد بن عيسى قال: حدّثني عمر بن أذينة قال: حدّثني أبان بن أبي عيّاش، عن سليم بن قيس الهلاليّ، عن سلمان الفارسيّ رحمه الله قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله: وقد أجلس الحسين على فخذه، وتفرّس في وجهه، وقَبّل بين عينيه وقال له: «يا أبا عبدالله، أنت السيد ابن السيّد أبو السادة، وأنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمّة أبو عبدالله، وأنت الحجّة ابن الحجّة أبو حججٍ تسعة [من صلبك](30) تاسعهم قائمهم، إمامهم أعلمهم أحكمهم أفضلهم»(31).







ورواه أيضاً زاذان(32) عن سلمان.















[8] وما رواه عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن ابن أَبي عمير، عن عمر بن أُذينة، عن أَبان بن أَبي عيّاش، عن سليم بن قيس الهلاليّ قال: سمِعتَ عبدالله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه يَقول: كُنّا عندَ مُعاوية بن أَبي سفيان، أنا وَالحسن وَالحسين عليهما السّلام، وعبدالله بن العبّاس، وعمر بن أبي سلمة، [فجرى بيني وبين معاوية كلام فقلت لمعاوية: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: «إنّي أَولى بالمؤمنين من أَنفسهم، [ثمّ(33)] وبعدي أخي عليّ أَولى بالمؤمنين من أَنفسهم، فإذا استشهد عليّ فابنه الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثمّ ابنه الحسين من بعده أَولى بالمؤمنين من أَنفسهم، فإذا استُشهد فابنه عليّ بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم ـ وستدركه ياعليّ ـ ثمّ ابنه محمّد بن عليّ أَولى بالمؤمنين من أَنفسهم ـ وستدركه يا حسين ـ ثمّ تكمل اثني عشر إماماً تسعة من ولد الحسين. قال عبدالله بن جعفر: ثمّ استشهدت الحسن والحسين وعبدالله بن العبّاس وعمر بن أَبي سلمة] (34) واُسامة بن زَيدٍ، فشهدوا لي بذلك عندَ معاوية.







قال سليم بن قيس الهلاليّ، وسَمعتُ ذلك من سَلمان والمقداد وأَبي ذرّ وذَكروا: أَنّهم سَمِعوا ذلكَ مِن رَسُول الله صلّى الله عليه وآله (35).















[9] ومن ذلك ما أَخبرني به أَبوالمرجّى محمّد بن عليّ بن عبدالله بن أبي طالب البلديّ، قال: أَخبرني أبوعبدالله محمّد بن إبراهيم بن جعفر النعمانيّ رحمه الله؛ قال: حدّثني أَحمد بن عبدالله بن جعفر بن المعلّى الهمدانيّ. قال: حدّثني أبوالحسن عمر بن جامع بن حرب الكنديّ قال: حدّثني عبدالله بن المبارك، عن عبدالرزّاقِ، عن معمر عن أبان عن سليم بن قيس قال: «قلت لأَمير المؤمنينِ عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: إنِّي سَمعتُ مِن سلمانَ ومن المقدادِ ومن أَبي ذرّ أشياء من تفسير القرآن ومن الرّواية عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ثمّ سمعتُ منك تصديقاً لِما سَمِعْتُ منهُم، ورأَيت في أَيدي النّاسِ أَشياء كثيرةً من تفسير القرآن، ومن الأحاديث عن رسول الله صلّى الله عليه وآله يُخالفونهم فيها ويزعمون أنَّ ذلك باطل. أَ فتَرى أنَّهم يَكذِبونَ متعمِّدين وَيُفَسِّرونَ القرآن بآرائِهِم؟







قَال: فَأقبَل علَيَّ عليُّ بن أَبي طَالب عليه السّلام، وَقال: سَأَلت فَافهَم الجَوابَ، إنَّ في أيدي النّاسِ حقّاً وباطلاً، وصدقاً وَكذِباً، وناسِخاً ومَنسوخاً، وخاصّاً وَعامّاً، ومحْكماً وَمتشابِهاً، وحِفظاً وَوَهماً، وقَد كُذب عَلَى رَسول الله صلّى الله عليه وآله عَلى عَهدِه، حتّى قَامَ خَطيباً، فقال: أَيّها النّاسُ، قد كثرت الكذّابةُ عَلَيّ، فَمَن كذب عَليّ مُتَعَمِّداً فليتبوّأ مقعده من النّار ثمّ كُذبَ عَلَيه من بعده.







وإنّما أَتاكَ بالحديث أَربعة ليس لهم خامسٍ:







رَجُلٌ مُنافِق مُظهر للإيمان، مُتصنِّع بالإسلام باللِّسان، لا يَتأثَّم وَلا يَتَحرّج أَنْ يَكذِبَ على رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله مُتَعمِّداً.







فَلَو عَلِمَ المُسلِمُونَ أَنّهُ مُنافِقٌ لَمْ يَقبلُوا منه، وَلَمْ يُصَدِّقُوهُ، وَلكنّهم قالُوا: هذا قَدكان صَحِبَ رَسُولَ الله صلّى الله عليه وآله وَقد رَآهُ وَ سَمِعَ مِنهُ. وَقَد خبّركَ الله عن المُنافقين بِما خَبّركَ وقد وصفه بما وصفه، ثُمّ بَقُوا بَعدَ رَسُولِ الله صلّى الله عليه وآله، وَتَقَرّبُوا إلى أئِمّةِ الضّلالة وَالدُّعاةِ إلَى النّارِ بالزُّورِ وَالكذِب وَالبُهتان، فَولَّوهُم الأعمال وَحَملُوهُم عَلى رِقابِ النّاسِ فَأَكَلُوا بِهِمُ الدّنيا، وَإِنَّمَا النَّاسُ مَعَ المُلُوكِ وَالدنيا إلّا مَن عَصَمَ الله، فَهذا أَحَد الأَربعة.







و رجل سمع مِن رسول الله صلّى الله عليه وآله شَيئاً لَم يَحْفظه على وجهه فوَهم فيه ولَمْ يَتَعمَّد كَذباً فهو في يديهِ يَعملُ فيهِ ويرويه وَيَقول: أَنَا سَمِعتُهُ مِن رَسُول اللهِ صلّى الله عليه وآله. فَلو علِمَ المُسلِمُونَ أَنّهُ وهم لم يقبلوه، وَلَو عَلم هُو أَنَّه وَهم لرفضه.







وَرجل ثالثٌ سمع من رسول الله صلّى الله عليه وآله شَيئاً يَأمرُ بهِ، ثمّ نَهى عَنه وهو لا يعلم [أو سمعه ينهى عن شيء ثُمّ أمر به وهو لا يعلم](36)، فَحفِظَ المنسوخ ولم يحفظ النَّاسخ، فلو يعلم أنَّه منسوخ لرفضه.







وَ رَجُلٌ رابِعٌ لَم يكذِبْ عَلَى اللهِ وَلا عَلى رَسوله بُغضاً للكَذِبِ وَخوفاً مِن الله عَزّوَجَلّ وَتَعظيماً لِرَسُولِ الله صلّى الله عليه وآله، ولَم يَهِمْ (37) بَل حَفِظَ الحَديثَ عَلى وَجهِه وجاء بهِ كما سمعه لم يزد فيه ولم ينقص منه، حفظ الناسخ والمنسوخ، فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ، وإنّ أمر رسول الله ونهيه مثل القرآنِ ناسخ ومنسوخ، وعامّ وخاصّ، ومحكم ومتشابه، فكان يكون من رسول الله صلّى الله عليه وآله الكلام له وجهانِ: عامٌّ وكلام خاصّ، مثل أن يسمعه من لا يعرف ما عنى الله عزّوجلّ به وما عنى رسول الله صلّى الله عليه وآله وليس كلّ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله، كانَ يسأله ويستفهمه، حتّى أنّهم كانوا يحبّون أن يجيء الأعرابيّ والطارئ لِيَسأل(38) رَسُولَ الله صلّى الله عليه وآله حتّى يَسمَعوا، وكنت أنا أدخل على رسول الله صلّى الله عليه وآله كلّ يومٍ دخلةً وكلّ ليلةٍ دخلة يخليني فيها، وقد علم أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه لم يكن يصنع ذلك بأحدٍ غيري، وكنتُ إذا سأَلت أجَابني، وإذا سكتُّ ابتدأني، ودَعا اللهَ أن يُحفّظني ويفهّمني، فما نسيت شيئاً قطّ مُذ دعا لي، فإنّي قلت لرسول الله صلّى الله عليه وآله (يا نبيّ الله، إنّك مذ دعوت لي بما دعوتَ) (39) لَمْ أَنسَ شيئاً ممّا تُعَلّمني، فلِمَ تُمْلِه عَليَّ، ولِمَ تأمرُني بكَتبه، أتخاف(40) علَيَّ النِّسيان؟







فقال: يا أخي، لست أتخوَّف عليك النسيان ولا الجهل، وقد أخبرني الله عزّوجلّ أنّه قد استجاب لي فيك وفي شركائك الذين يكونون بعدك، وإنّما تكتبه لهم.







قلت: يا رسول الله، ومن شركائي؟ قال: الّذين قرنهم الله بنفسهِ وبي، فقال: يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولي الأَمرِ مِنْكُمْ (41).







فَقلت: يا نبيّ الله ومَن هم؟ فقال: الأوصياء إلى أن يردوا عليَّ الحوض، كلّهم هادٍ مهديّ لا يَضُرُّهُم خِذْلان مَنْ خَذَلهُم. هُمْ مَع القُرآنِ وَالقرآنُ مَعَهُم، لايُفارِقُونَهُ، وَلا يُفارِقُهم، بِهِم تُنصر اُمَّتي ويُمْطرونَ، ويُقبل منهم وتستجاب دعواتهم(42).







قُلتُ: يا رَسول الله سَمِّهِم لي. قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: هذا وَ وَضع يَدَهُ على رَأسِ الحسين ثمّ ابنٌ له على اسمك يا عليّ ثمّ ابن على اسم محمّد، ثمّ أقبل على الحسين، فقال سَيولد محمّد بن عليّ في حياتك فأقرئه مِنّي السَّلامَ، ثُمَّ تَكملة اثني عشر إماماً. قلت: يا نبيّ الله سَمّهم لي، فَسَمّاهُمْ رَجُلاً رَجُلاً. منهم وَاللهِ ـ يا أخا بني هلالٍ ـ مَهديُّ اُمَّةِ محمّدٍ الذي يَملأُ الأرضَ عَدلاً وَقِسطاً كَما مُلِئَت جَوراً وَظُلماً»(43).















[10] وما رواه أحمد بن محمّد بن سعيد، عن القاسم بن محمّد بن عبيد، عن ابن كلّوب، قال: حدّثنا حسين بن زيد بن عليّ عليه السّلام عن جعفر بن محمّد عن آبائه عليهم السّلام: قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «أَبشِروا ثمّ أَبشروا ثمّ أَبشروا ـ ثلاث مرّات ـ إنّما مثل أُمّتي كمثل غيث لا يُدرَى أوّله خير أم آخره، إنّما مثل اُمّتي كمثل حديقة أطعم منها فوجاً عاماً، ثمّ أطعم منها فوجاً عامّاً، لعلّ آخرها فوجاً يكون أعرضها بحر و أَعمقها طولاً وأَطولها فرعاً، وأحسنها جَنىً، وكيف تهلك أُمّة أَنا فيهاأَوّلها، واثناعَشَر من ولدي من السعداء وأُولي الأَلباب والمسيح ابن مريم آخرها؟







ولكن يَهلك بين ذلك نَتْج الهَرْج ليسوا(44) منّي ولست منهم» (45).















فصل







ومن لفظ الأَئمّة عليهم السّلام في ذلك:







[11] ما أَخبرني به الشيخ المفيد رضي الله عنه قال: أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أَحمد بن محمّد بن عيسى، ومحمّد بن أَبي عبدالله، ومحمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، جميعاً عن الحسن بن العبّاس، عن أَبي جَعفر محمّد بن عليّ بن موسى عليهم السّلام قال: قَال أَميرُالمؤمنينَ (صلوات الله عليه)، لابن عَبّاس: «إنّ ليلةَ القدرِ في كُلّ سنةٍ، وَإنَّهُ ينزلُ في تِلكَ اللَّيلَة أَمرُ السَّنَةِ، ولِذلِكَ الأمر وُلاة مِن بَعد رَسُول الله صلّى الله عليه وآله. فَقَال ابن عبّاس: مَن هُم؟ فَقالَ: أَنَا وَأحَدَ عَشَر مِنْ صُلبِي أَئمّةٌ مُحَدَّثُونَ» (46).















[12] وخبرُ الهارونيّ الشائع الذائع رويناه بالإسناد المتقدّم عن محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابه، عن أَحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ، عن أبيه، عن عبدالله بن القاسم، عن حيّان بن داود بن سليمان عن أَبي الطفيل، قال: شهدتُ جنازة أَبي بكر يوم مات، وشهدتُ عُمَرَ حين بويع، وعليّ عليه السّلام جالس ناحيةً، فأقبل غلام يهوديّ جميل عليه ثيابٌ حسان، مِن وُلدِ هارون عليه السّلام، حتّى قامَ، على رأس عمر بن الخطّاب، فقال: يا أَميرَالمؤمنينَ أَنتَ أعلم هذه الاُمّةِ بكتابهم وأَمر نبيّهم؟ فطأطأَ رأْسه. فأعاد عليه القول فقال له عمر: ولم ذلك؟ فقال له: إنّي جئت مرتاداً لنفسي شاكّاً في ديني، أُريد الحُجّةَ، وأطلب البرهان. فقال له عمر: دُونَكَ هذا الشابّ، وأَشارَ إلى أَميرالمؤمنين عليه السّلام. فقال الغَلام: ومَن هذا؟







قال: هذا عليّ بن أبي طالب، ابن عمّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وأبو الحسن والحسين إبني رسول الله، وزوج فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله، وأعلم الناس بالكتاب والسنّة.







قال: فأقبل الغُلام على عليّ عليه السّلام، فقال له: أنت كذلك؟







فقال عليّ عليه السّلام: نعم.







قال الغلام: فإنّي أُريد أن أسألك عن ثلاثٍ وثلاثٍ وواحدة؟ قال: فتبسّم أميرالمؤمنين عليه السّلام، وقال: يا هارونيّ، ما منعك أن تقول سبعاً؟







قال: إنّي اُريد أن أسألك عن ثلاث فإنْ عَلِمتَهنّ سألتك عمّا بعدهنّ، وإن لم تعلمهنّ علمت أنّه ليس فيكم عالمٌ.







قال أميرالمؤمنين عليه السّلام: فإنّي أسألك بالإله الذي تعبده، أنا أجبتك عمّا تسأل لِتدعنّ دينك ولتدخلنّ في ديني.







قال له: ما جئت إلّا لذلك.







قال له: سل.







فقال: أخبرني عن أوّل قطرة دمٍ قطرت على وجه الأرض أيّ قطرةٍ هي؟ وأوّل عينٍ فاضت على وجه الأرض أيّ عين هي؟ وأوّل شيء اهتزّ على وجه الأرض أيّ شيء هو؟







قال عليه السّلام: يا هارونيّ، أمّا أنتم فتقولون: إنّ أوّل قطرة دمٍ قطرت على وجه الأرض حيث قتل أحد ابني آدم صاحبه، وليس هو كذلك، ولكن حيث طمثت حوّاء، وذلك قبل أن تلد ابنها.







وأمّا أنتم فتقولون: إنّ أوّل عينٍ فاضت على وجه الأرض العين التي ببيت المَقدَس، وليس هو كذلك، ولكنّها عين الحياة التي وقف عليها موسى وفتاه ومعهما الحوت المالح فسقط منهما فيها فحيي، وهذا الماء لا يصيب ميّتاً إلّا حيي.







وأما أنتم فتقولون: إن أوّل شيء اهتزّ على وجه الأرض الشجرة التي كانت منها سفينة نوح عليه السّلام، وليس كذلك ولكنّها النخلة التي أُهبطت من الجنّة، وهي العجوة ومنها تفرّع جميع ما ترى من أنواع النخل.







فقال: صدقت والله الذي لا إله إلّا هو إنّي لأجد هذا في كتاب أبي هارون عليه السّلام كتابتة بيده، وإملاء عمّي موسى عليهما السّلام.







ثمّ قال: أخبِرني عن الثلاث الاُخر: مَن (47) أوصياء محمّد وكم من أئمّة عدلٍ بعده، وعن منزله في الجنّة، ومن يكون معه ساكناً في منزله؟







فقال: يا هارونيّ، إنّ لمحمّدٍ اثني عشر وصيّاً أئمّة عدل، لا يضرّهم خذلان من خذلهم، ولا يستوحشون بخلاف ما خالفهم، وإنّهم أرسى (48) في الدين من الجبال الرواسي في الأرض، ومسكن محمّدٍ في جنة عدن التي ذكرها الله عزّوجلّ، ومعه في مسكنه الأئمّة الاثنا عشر.







فقال: صدقت والله الذي لا إله إلّا هو إنّي لأجد ذلك في كتاب أبي هارون، كتابته بيده، وإملاء عمّي موسى عليهما السّلام.







قال: فأخبرني عن الواحدة: كم يعيش وصيّ محمّد بعده وهل يموت أو يقتل؟







فقال: يا هارونيّ، يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوماً ولا ينقص يوماً، ثمّ يُضرب ضربة هاهنا ـ ووضع يده على قرنه، وأومأ إلى لحيته ـ فتخضب هذه من هذه.







قال: فصاح الهارونيّ، وقطع كتبره (49)، وقال: أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، وأنّك وصيّ رسول الله صلوات عليكما وآلكما؛ ينبغي أن تفوق ولا تُفاق، وأن تعظّم ولا تستضعف.







وأحسن إسلامه (50).















[13] وأخبرني الشيخ المفيد رضي الله عنه قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن عبدالله بن محمّد، عن الخشّاب، عن الحسن بن سماعة، عن عليّ بن الحسين بن رباط، عن عمر بن اُذينة، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول: «الاثنا عشر الأئمّة من آل محمّد كلّهم محدَّث، عليّ بن أبي طالب وأحد عشر من ولد رسول الله وعليّ صلوات الله عليهما، هما الوالدان» (51).















[14] وأخبرني الشيخ المفيد رحمه الله قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السّلام قال: «يكون بعد الحسين عليه السّلام تسعة أئمّة تاسعهم قائمهم» (52).















[15] وبإسناده عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السّلام قال: «إنّ الله عزّوجلّ أرسل محمّداً إلى الجنّ والإنس، وجعل من بعده اثني عشر وصيّاً، منهم من سبق ومنهم من بقي، وكلّ وصيّ جرت به سنّة، فالأوصياء الذين من بعده محمّد صلّى الله عليه وآله على سنّة أوصياء عيسى عليه السّلام وكانوا اثني عشر، وكان أميرالمؤمنين عليه السّلام على سنّة المسيح عليه السّلام»(53).















[16] وأخبرني الشيخ المفيد رحمه الله قال: أخبرني أبو القاسم، عن محمّد بن يقوب، عن الحسين بن محمّد، عن عليّ بن معلّى بن محمّد، عن الوشّا، عن أبان، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول: «الأئمّة اثنا عشر إماماً منهم الحسن والحسين ثمّ الأئمّة من ولد الحسين عليهم السّلام» (54).















[17] وبإسناده عن محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى وأحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسن، عن أبي طالب، عن عثمان (55) بن عيسى، عن سماعة بن مهران قال: كنت أنا وأبو بصير ومحمّد بن عمران ـ مولى أبي جعفر عليه السّلام ـ في منزلٍ بمكّة، فقال محمّد بن عمران مولى أبي جعفر: سمعت أبا عبدالله يقول: «نحن اثنا عشر محدّثاً» (56).







فقال له أبو بصير: لكن أنا سمعته من أبي جعفر عليه السّلام (57) يقول [منذ أربعين سنة] (58).















فصل







ومن ذلك خبر اللّوح المشتهر المعروف الذي قد اجتمعت الشيعة الإماميّة [عليه ولم تختلف فيه.















[18] أخبرني الشيخ المفيد رضي الله عنه قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السّلام، عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: «دخلت على فاطمة بنت رسول الله عليهما السّلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء والأئمّة من ولدها، فعددت اثني عشر اسماً آخرهم القائم بالحقّ عليه السّلام، ثلاثة منهم محمّد وأربعة منهم عليّ عليهم السّلام» (59).















[19] وبإسناده عن محمّد بن الحسين (60) ومحمّد بن عبدالله عن عبدالله بن جعفر، عن الحسين بن طريف وعليّ بن محمّد، عن صالح بن أبي حماد، عن بكر بن صالح، عن عبدالرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السّلام قال: قال أبي عليه السّلام لجابر بن عبدالله الأنصاريّ: «إنّ لي إليك حاجة فمتى يخفّ عليك أن أخلو بك وأسألك عنها؟ فقال له جابر: أيّ الأوقات أحببت. فخلى به أبي في بعض الأيّام فقال له: يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد اُمّي فاطمة صلوات الله عليها، وما أخبرتك به اُمّي ممّا في ذلك اللوح مكتوباً.







قال جابر: أشهد بالله أنّي دخلت على اُمّك فاطمة عليها السّلام في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وهنّأتها بولادة الحسين عليه السّلام فرأيت في يدها لوحاً أخضر فظننت أنّه من زمرّد، ورأيت فيه كتاباً أبيض شبيه بنور الشمس، فقلت لها: بأبي وأُمّي يا بِنْتَ رَسول الله صلّى الله عليه وآله ما هذا اللّوحُ؟







فَقَالت: هذا اللّوحُ أَهداهُ الله عَزَّوجَلَّ إلى رَسُول الله صلّى الله عليه وآله فيه اسمُ أَبي وَاسمُ بَعْلِي وَاسْمُ ابنيَّ وَأَسْماءُ الأوصياءِ من وُلدِي، وَأَعطانيه أَبي صلّى الله عليه وآله لِيَسرّني بذلك.







قال جابر: فَأَعطَتنِيه اُمّك فاطمة عليها السّلام فَقَرأتُهُ ونسختُهُ (61). فقال أبي عليه السّلام: فَهَل لَكَ يا جابر أن تعرضهُ عَليَّ؟ قالَ: نعم. فمشى معه أبي إلى منزله، فَأخرج أبي صحيفةً من رقّ، فقال له: يا جابرُ، انظر في كتابكَ لأقرأ عليك فَنَظَر جابرٌ فِي نُسْخَتِه، وقَرأ أبي عليه السّلام فما خالَفَ حرف حرفاً.







وقال جابر: أشهد باللهِ أنّي هكذا رأيتُهُ في اللوحِ مَكتُوباً. ثمّ ساق الراوي الحديث إلى ذكر ما في اللوح من أسماء الأئمّة الاثني عشر والنصّ عليهم صلوات الله عليهم وسلامه» (62).















فصل







فَهذا طرفٌ ممّا روته الشيعة وتناقلته الخاصّة، ولو [إن] (63) تحمّل العامّة خبراً في معناه، ولا ورد من جهتها أثر يتضمّن مقتضاه، لم يخلّ ذلك بدلالته بل كان كافياً في إقامة الحجّة به؛ لأنّ حاملي هذه الأخبار طوائف كثيرة يلحقون بالمتواتر من الأئمّة كلّ منهم ينقل هذه الأخبار عن سلفه عن رسول الله وعن أهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم فهو في قسم التواتر، وإن اختلفت ألفاظها لاتّفاق معانيها وتماثل مدلولها، لم تكشف الأيّام من أوّل لهم مفتعل ومبتدع (64) مخترع بل يوضح صدقهم ويؤكد أمرهم.







وبيان ذلك أن هذه الأخبار مُضَمَّنَة في كتب سلفهم المعروفة بالاُصول عندهم، ممّا قد مات مؤلّفوها رحمهم الله قبل الغيبة، وكمال عدّة الأئمّة صلوات عليهم وسلامه، وكان الأمر موافقاً لما رووه من غير اختلاف، والإخبار بالكائن قبل كونه، لا يكون إلّا من الله سبحانه، ولا يؤخذ إلّا عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، وهذا مقنع لمن أنصف من نفسه.







ونحن نورد بعده طرفاً ممّا روته العامّة، وورد على ألسنة الناصبة، لتأكيد الحجّة إن شاء الله تعالى.















(باب)







من روايات العامّة في النصّ على الأئمّة صلوات الله عليهم







[20] فمن ذلك ما سمعناه من الشيخ الفقيه أبي الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن شاذان القمّيّ رضي الله عنه من كتابه المعروف بـ «إيضاح دفائن النواصب» بمكّة في المسجد الحرام سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، حدّثنا الشيخ أبو الحسن قال: حدّثنا محمَّد بن الحسين بن أحمد قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا محمّد بن الحسن قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم قال: حدّثنا محمّد بن سنان قال: حدّثنا (65) زياد بن المنذر قال: حدّثني سعد بن سعيد طَريف، عن الأصبغ، عن ابن عبّاس قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: «معاشر الناس، اعلموا أنّ لله تعالى باباً من دخله أَمِنَ من النار ومن الفزع الأكبر،







فقام إليه أبو سعيد الخُدريّ فقال: يا رسول الله صلّى الله عليه وآله اهدنا إلى هذا الباب حتّى نعرفه.







فقال: هو عليّ بن أبي طالب، سيّد الوصيّين، وأمير المؤمنين، وأخو رسول ربّ العالمين، وخليفته على الناس أجمعين.







معاشر الناس، من أحبّ أن يستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، فليتمسّك بولاية أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب، فإنّ ولايته ولايتي وطاعته طاعتي.







معاشر الناس، من أحبّ أن يعرف الحجّة وبعدي، فليعرف علي بن أبي طالب.







معاشر الناس، من سرّه أن يتولّى ولاية الله فليقتد بعليّ بن أبي طالب بعدي والأئمّة من ذرّيّتي، فإنّهم خزّان علمي».







فقام جابر بن عبدالله الأنصاريّ فقال: يا رسول الله صلّى الله عليه وآله وما عدّة الأئمّة؟







فقال: «يا جابر، سألتني ـ رحمك الله ـ عن الإسلام بأجمعه، عدّتهم عدّة الشهور، وهي [عند الله] اثنا عشر شَهراً في كِتابِ الله يَوْمَ خَلَقَ السماوات والأرض (66) وعدّتهم عدّة العيون التي انفجرت لموسى بن عمران حين ضرب بعصاه الحجر فَانْفَجَرتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً (67) وعدّتهم عدّة نقباء بني إسرائيل، قال الله تعالى: وَلَقدْ أخَذَ اللهُ مِيثَاقَ بني إسرَائيلَ وَبَعَثْنا مِنهُم اثْنَي عَشَرَ نَقيباً (68).







فالأَئمّة يا جابر، عدّتهم اثنا عشر أوّلهم عليّ بن أبي طالب وآخرهم القائم عليهم السّلام (69).















[21] وحدّثنا الشيخ أبو الحسن قال: حدّثني أبو عبدالله محمّد بن زنجويه قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا جعفر بن سلمة قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد قال: حدّثنا أبو غسّان قال: حدّثني يحيى بن سلمة، عن أبيه، عن أبي إدريس، عن المسيّب، عن أميرالمؤمنين عليه السّلام قال: «والله لقد خلّفني رسول الله صلّى الله عليه وآله في اُمّته، فأنا حجّة الله عليهم بعد نبيّه، وإنّ ولايتي لتلزم أهل السماء كما تلزم أهل الأرض، وإنّ الملائكة لتتذاكر فضلي، وذلك تسبيحها عند الله.







أيّها الناس، اتبعوني أهدكم سبيل الرشاد ـ أو قال: سواء السبيل ـ لا تأخذوا يميناً ولا شمالاً فتضلّوا، أنا وصيّ نبيّكم، وخليفته، وإمام المؤمنين وأميرهم ومولاهم، أنا قائد شيعتي إلى الجنّة، وسائق أعدائي إلى النار، أنا سيف الله على أعدائه، ورحمته على أوليائه، وأنا صاحب حوض رسول الله صلّى الله عليه وآله ولوائه، وصاحب مقامه وشفاعته.







أنا والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين خلفاء الله في أَرضه، وأُمناؤه على وحيه، وأَئمّة المسلمين بعد نبيّه، وحجج الله على بريّته» (70).















فصل







وممّا سمعناه من الشيخ أبي الحسن ـ أيضاً ـ من كتابه الذي أوضح فيه هذه الدفائن في ذكر رسول الله صلّى الله عليه وآله للأئمّة الاثني عشر صلوات الله عليهم ونصّه على أسمائهم، وإبانته لفضلهم في الآخرة وعلوّ شأنهم، وورد ذلك على ألسنة أعدائهم.















[22] حدّثنا الشيخ أبو الحسن، قال: حدّثنا محمّد بن عبدالله بن مرّة، قال: حدّثنا عبدالله بن محمّد البغويّ قال: حدّثنا عليّ بن الجعد قال: حدّثنا أحمد بن وهب بن منصور قال: حدّثنا أبو قبيصة شريح بن محمّد العنبريّ، قال: حدّثنا نافع، عن عبدالله بن عمر بن الخطّاب.







قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ بن أبي طالب:







«يا عليّ، أنا نذير اُمّتي، وأنت هاديها، والحسن قائدها، والحسين سائقها، وعليّ بن الحسين جامعها، ومحمّد بن عليّ عارفها، وجعفر بن محمّد كاتبها، وموسى بن جعفر محصيها، وعليّ بن موسى مُعَبِّرها ومنجيها وطارد مبغضيها، ومربّي (71) مؤمنيها، ومحمّد بن عليّ قائمها وسائقها، وعليّ بن محمّد سابرها وعاملها، والحسن نادبها ومعطيها والقائم الخلف ساقيها وناشدها إنّ في ذلك لآيات للمتوسّمين (72) يا عبدالله» (73).















[23] وحدّثنا الشيخ أبو الحسن قال: حدّثني محمّد بن عليّ بن الفضل بن تمام الزيّات، قال: حدّثنا محمّد بن القاسم قال: حدّثنا عباد بن يعقوب قال: أخبرنا موسى بن عثمان قال: حدّثنا الأعمش قال: حدّثني أبو إسحاق، عن الحرث وسعيد بن قيس، عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:







قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «أنا واردكم على الحوض، وأنت يا عليّ الساقي، والحسن الذائد(74)، والحسين الآمر، وعليّ بن الحسين الفارط، ومحمّد بن عليّ الناشر، وجعفر بن محمّد السائق، وموسى بن جعفر محصي المحبّين والمبغضين وقامع المنافقين، وعليّ بن موسى الرضا مزيّن المؤمنين، ومحمّد بن عليّ منزل أهل الجنّة في درجاتهم، وعليّ بن محمّد خطيب شيعته ومزوّجهم الحور العين، والحسن بن عليّ سراج أهل الجنّة، يستضيؤون به، والمهديّ شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن الله إلّا لمن يشاء ويرضى» (75).















فصل







ومن نقل العامّة ـ أيضاً في النصّ على الأئمّة عليهم السّلام ـ ما رواه محمّد بن عثمان الذهبيّ قال:















[24] حدّثنا عبدالله بن جعفر بن محمّد الرقّيّ قال: حدّثنا عيسى بن يونس، عن مُخالد، عن الشّعبيّ عن مسروق قال: كنّا عند ابن مسعود فقال له رجل: أَحَدَّثَكُم نَبيُّكُم صلّى الله عليه وآله كم يكون بعده من الخلفاء؟ فقال له عبدالله: نعم وما سألني عنها أحد قبلك، وإنّك لأحدث القومِ سنّاً، سمعته صلّى الله عليه وآله يقول: «يكون بعدي من الخلفاء عدّة نقباء بَني إسرائيل (76) اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش» (77).















[25] وروى عثمان بن أبي شيبة وأبوسعيد الأشجّ وأبو كريب ومحمّد بن عجلان وعليّ بن محمّد وإبراهيم بن سعيد جميعاً، عن أبي اُسامة عن مخالد عن الشعبيّ، عن مسروق مثل الأوّل بعينه.







وروى أبو اُسامة عن الأشعث عن عامر الشعبيّ عن عمّه قيس بن عبدالله عن عبدالله بن مسعود مثل ذلك.















[26] ونحوه رواه حمّاد بن زيد، عن مُخالد عن الشعبي، عن مسروق، عن عبدالله، وزَاد فيه، قال: كُنّا جلوساً عند عبدالله يُقرئنا القرآن فقال له رجل: يا أبا عبدالرحمن، هل سألتم رسول الله صلّى الله عليه وآله: كم يملك أمر هذه الاُمّة خليفة من بعده؟







قال له عبدالله: ما سألني أحد عنها مذ قدِمت العراق سألنا رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال: اثنا عشر عدّة نقباء بني إسرائيل (78).















[27] وما رواه عبدالله بن اُميّة ـ مولى أبي مجاشع ـ عن يزيد الرقاشيّ، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «لن يزال هذا الدين قائماً إلى اثني عشر من قريش فإذا مضوا ماجت الأرض بأهلها» (79).















[28] وما رواه أبو بكر بن خثيمة، عن عليّ بن الجعد، عن زهير بن معاوية، عن زياد بن خثيمة، عن الأسود بن سعيد الهمداني، قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: «يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش. فقالوا: ثمّ يكون ماذا؟ فقال: الهَرج» (80).







ورواه سمّاك بن حرب وزياد بن علاقة وحصين بن عبدالرحمن، عن جابر بن سمرة، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله.















[29] وما رواه سليمان بن أحمد قال: حدّثنا أبي عون، عن الشعبيّ عن جابر بن سمرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: «لا يزال أهل هذا الدين ينصرون على من ناوأهم إلى اثني عشر خليفة» فجعل النّاس يقومون ويقعدون، وتكلّم بكلمة لم أفهمها، فقلت لأَبي ولأَخي: أيَّ شيء قال؟ فقال قال: كلّهم من قريش» (81).















[30] وروى أبو عوانة، عن عبدالملك، عن عمر بن جابر بن سمرة وفطر بن خليفة، عن أبي خالد الوالي، عن جابر بن سمر، مثل ذلك.















[31] وما رواه سهل بن حمّاد، عن يونس ابن أبي يعقوب قال: حدّثنا عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: كنّا عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو يخطب وعمر بين يديه فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «لا يزال أمر اُمّتي صالحاً حتّى يمضي اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش» (82).















[32] وما رواه الليث عن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف قال: كنّا عند شقيق الأصبحيّ فقال: سمعت عبدالله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: «يكون بعدي اثنا عشر خليفة» (83).















فصل







فهذا طرف ممّا روته العامّة في النصّ على الأئمّة عليهم السّلام وتسميتهم وعدّتهم وذكر استخلافهم.







وهو وإن حمله الآحادُ منهم ولم يشتهر بينهم ويتواتر على ألسنتهم، وقد وافقوا فيهم المتواترين بمثله، ولاء موا المحقّين في حمله، ووجبت به عليهم الحجّة، ونبهوا به على الحجّة.







فأمّا النصّ على الأئمّة صلوات الله عليهم في الجملة من غير تعيين بتسمية ولا ذكر عدّة، ففي أحاديث العامّة منه ما لا يحصى كثرةً، والحمد لله.















فصل(84)







من النصّ على الأئمّة صلوات الله عليهم وسلامه، المنقول عن المتقدّمين قبل بعثة النبيّ صلّى الله عليه وآله، ومن ذلك ما هو اليوم موجود في السفر الأوّل من التوراة في بشارة الله تعالى خليله إبراهيم لولده إسماعيل عليه السّلام حيث قال بعد ذكر إسحاق:







«وأمّا إسماعيل فقد سمعت دعاء ك فيه، وقد باركتهُ وسأُثمِّره وأكثِّره جدّاً جدّاً، وأجعل منه اثني عشر شريفاً يولد، وأَجعله حزباً عظيماً».







وهذا نصّ واضح من الله تعالى على ساداتنا صلوات الله عليهم، وإبانة عن تشريف منزلتهم وعلوّ قدرهم، ووجوب رئاستهم، ألا ترى أنّ رتبة التعظيم والتشريف المخصومة بهذه العدّة المنصوصة غير موجودة إلّا في ساداتنا (صلوات الله عليهم) من بين جميع ولد إسماعيل عليه السّلام، ولا نعلم اثني عشر يدّعون ذلك في أنفسهم ولا يدّعي لهم سواهم، ولا لمنتظرين يكونون بعدهم فيقع الإشكال في أمرهم، فإن لم يكونوا هم المعنيين بذلك بما ظهر من فضلهم، واشتهر من علوّ قدرهم لم يكن للوعد إنجاز ولا للبشارة ثمرة و [حاشا] لله تعالى أن يخلف وعده، أو يبشّر خليله بما لا يفعله.















فصل







وقد احتجّ بهذا من التوراة جماعة من شيوخنا رَحمهم الله، ووقف عن الاحتجاج جمع من الشيعة.







أما علمت عذر المتوقّف عن الاعتماد عليه مع إيضاحه وبيان ما يقتضيه، إلّا ما لعلّه يخافه من معارضة الخصوم له بأولاد ذكر أنّهم كانوا لإسماعيل عليه السّلام عدّتهم هذه العدّة، وهم مسمّون في التوراة، فيقولون له: إنّ الوعد قد وفّاه الله تعالى بأولئك الأولاد لإبراهيم عليه السّلام لمّا كملت فيهم العدّة على تمام، وأنت في ادّعائه سواهم مفتقر إلى دليل وبيان.







فأقول والله الموفّق للصواب:







إنّ هذا الاعتراض عندي غير صحيح؛ لأنّ وعد الله سبحانه لخليله صلّى الله عليه وآله لم يكن مقصوراً على أن يجعل لابنه إسماعيل عليه السّلام اثني عشر ولداً فقط، ولا كان هذا ابتداء ما وعد بل كان الوعد قبل ذكره للأولاد بأمر جليل من تثمير وتكثير، حيث قال: (وسأُثَمِّره وأَكثِّره جدّاً جدّاً).







وقيل: إنّ معناه كثيراً كثيراً لسادتنا (صلوات الله عليهم) بذلك اللّسان. وعلى أيّ الحالين كان فقد بطل الاعتراض.















فصل







وقد كان أَحد المسترشدين عند سماعه معنى هذا الكلام، قال لي: كيف يصحّ لك أن تحتجّ بشيءٍ ممّا في التوراة وهي منسوخة بشرع الإسلام، وقد اعترضها ما لا يشكّ فيه من الزيادة والنقصان؟







فقلت له: اعلم أنّ النَّسخ إنّما يكون في الأوامر والنواهي دون الأخبار، لأنّ الأمر والنهي مقرونان بالمصالح، فإذا اختلفت في معلوم الله عزّوجلّ وجب فيها الاختلاف وكان نسخاً في العبادات. والمخبِر عن شيء كائن فمتى لم يكن المخبَر به، صار الخبر كذباً، والله منزّه عن ذلك سبحانه وتعالى.







وأمّا التغيير المفترض للتوراة فليس هو بزيادة دالّة على مجد الإسلام، وفضل أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله، ولا يُتَّهَم اليهود بمثل هذا الحال، وإنّما الواقع منهم حذف ما هذا سبيله وزيادة ما ينفيه ويضادّه، فمتى وجدنا في أيديهم نصّاً على فَضل رسول الله صلّى الله عليه وآله، أو فضل أهل بيته عليهم السّلام علمنا أنّ الله تعالى صرف القوم عن حذفه وسخّرهم لنقله لطفاً للمستدلّ به، وإن كانوا قد حذفوا أمثاله وكتموا كثيراً ممّا عليهم الحجّة في الإقرار به، ولم تقتض المصلحة صرفهم عن حذف جميعه.







ألا ترى أنّ الناصبة قد أنكرت أكثر فضائل أهل البيت عليهم السّلام ولم تنكر جميعها، وكتمت معظم مناقبهم ولم تكتم سائرها، وسخّرت لنقل بعض النصوص عليهم ولم تسخّر لنقلها كلّها. وللمحقّ أن يحتجّ في حقّه بكلّ دليل أدّى إليه، سواء وجده في يد من أقرّ به أو في يد من جحده، بل احتجاجه بما في يد خصمه أبلغ في تثبيت حقّه.















فصل وسؤال







فإن قيل: كيف يتمّ لكم الاستدلال بهذه العدّة المذكورة في التوراة وهي مقصورة على اثني عشر، ومذهبكم يقتضي ثلاثة عشر، رسول الله صلّى الله عليه وآله واثني عشر إماماً من بعده؟ وكيف بشّر إبراهيم عليه السّلام بهم ولم يبشّره بالنبيّ صلّى الله عليه وآله وهو أفضلهم؟







فالجواب: أنّه ليس بممتنع أن يكون الله تعالى إنّما أفرد نبيّه صلّى الله عليه وآله عن عدد الأئمّة عليهم السّلام لما خصّه الله تعالى به من منزلة النبوّة والرسالة، وجمع الأئمّة عليهم السّلام دونه لما عمّهم به من رتبة الإمامة والخلافة، فنصّ على عددهم سواه لما شرحناه، وخصّه مفرداً بالذكر في سائر كتبه لما قدَّمناه (85)، فقال جَلّ مِن قائل: الَّذينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الاُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ في التَّوراةِ وَالإنجِيلِ يَأمُرُهُم بِالمَعرُوفِ وَيَنهَاهُمْ عَنِ المُنكَرِ(86).







فعُلم أنّه قد ذُكر صلّى الله عليه وآله في كتبهم، وقول الله تعالى أَصدق من قولهم، وهذا واضح والحمد لله.















فصل







يتضمّن حكايةً، وجواباً شافياً وإسقاطاً للسؤال كافياً، وهو أنّني حضرت بمجلس أحد الرؤساء بمصر فجرى خوضٌ في النصّ على عدد الأئمّة عليهم السّلام وما ورد من البشارة بهم قبل الإسلام، فذكرت ما حدث من ذلك في التوراة، وهو (87) بشارة لإبراهيم عليه السّلام إلّا (88) برسول الله صلّى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السّلام من بعده، فهممت أن أورد ما قدّمته من الجواب.







فقال لي: لا تتعب فإنّي قد نظرت بنسخةٍ قديمةٍ للتوراة قد عُني بها، أخذتها من جهة سكنت إليها ووثقت بها، يتضمّن الفصلُ منها أنّه سيولَد لإسماعيل عليه السّلام كثيراً واثني عشر عظيماً. فسأَلته إحضارها فأحضرها ونقلت الفصل من أوّله على لفظه منها: «وقال إبراهيم لله ليت إسماعيل يعيش قدّامك فقال لاُمّه: لحقّ لتلدّنّ سارة أمرأتك غلاماً وتدعو اسمه اسمي، وواثقه ميثاقاً هو وخلفه من بعده إلى الدهر، وفي إسماعيل قد سمعت دعاء ك وباركته وكثّرته جدّاً، ويلد كبيراً واثنى عشر عظيماً، وأعطيته شعباً جليلاً»(89) فقوله قبل ذكر الاثني عشر: ويلد كبيراً إنّما عنى به سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وآله الذي هو أكبر ولد إسماعيل عليه السّلام قدراً وأعظمهم ذكراً، وبه أعطى الله جلّ وعزّ إسماعيل شعباً جليلاً.







وهذا دليل على أن الاثني عشر المذكورين بعد كبيرهم الأئمّة من آل محمّد صلّى الله عليه وآله، وليسوا أولاده المتقدّمين قبل وجود النبيّ، وقد سألت أحد اليهود عن هذه النسخة من التوراة، فقال: هذه النسخة من التوراة التي كانت لليونانيّين وقلّ ما توجد في أيدينا، ويقال لها: التوراة العتيقة.















فصل







ومن النصّ على سادتنا عليهم السّلام المتناقل قبل شرع الإسلام، خبر الهارونيّ الذي نقل شرحه في رواية الخاصّة، وما جرى له مع أميرالمؤمنين عليه السّلام، وإخباره بأنّه علم عدّة الأئمّة أوصياء محمّد عليهم السّلام من جهة موسى وهارون عليهما السّلام، وهو بعض ما ذكرناه من وجود الإخبار بهم في التوراة ويكشف عن صحّة ما اعتمدناه ونظرناه.















فصل







ومن ذلك حديث الخضر عليه السّلام ومجيؤه إلى أميرالمؤمنين عليه السّلام وسؤاله عن مسائل، وأمره لولده الحسن عليه السّلام بالإجابة عنها.







فأجاب، فأعلن الخضر عليه السّلام بحضرة الجماعة الإقرار بالله وبرسوله وبأميرالمؤمنين والأئمّة الاثني عشر من بعده واحداً واحداً وبأسمائه.







والحديث مشهور بين الشيعة مجمَعٌ على صحّته عند الطائفة الإماميّة.







[33] أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه وأبو الحسين محمّد بن محمّد بن الحسن بن الوليد جميعاً عن محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن البرقي، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفريّ، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال: أقبل أميرالمؤمنين عليه السّلام، ومعه الحسن عليه السّلام وهو متكىء على يد سلمان الفارسيّ رضي الله عنه، فدخل المسجد الحرام فجلس، إذ أقبل رجل حسن الهيأة واللّباس، فسلّم على أميرالمؤمنين عليه السّلام، فردّ عليه السّلام فجلس.







فقال: يا أميرالمؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل فإن أخبرتني بهنّ علمت أنّ القوم ركبوا من أمرك ما قصر عليهم، وأن ليسوا بمأمومنين (90) في دنياهم واُخراهم، وإن تكن الاُخرى علمت أنّك و هم شَرَعٌ سواء.







فقال: أميرالمؤمنين: سلْ عمّا بدا لك.







قال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟







وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟







وعن الرجل يُشبه ولده الأعمام والأخوال؟







فالتفت أميرالمؤمنين عليه السّلام إلى الحسن عليه السّلام فقال: أَجبه يا أَبا محمّد، فأَجابه الحسن عليه السّلام...







فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلّا الله ولم أزل أشهد بها، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله ولم أزل أشهد بها، وأشهد أنّك ـ وصيّه والقائم بحجّته ـ وأشار إلى أميرالمؤمنين (صلوات الله عليه) ولم أزل أشهد بها وأشهد أنّك وصيّه والقائم بحجّته ـ وأشار إلى الحسن عليه السّلام ـ وأنّه وصيّ أبيه، والقائم بحجّته بعده، وأشهد أنّ الحسين بن عليّ وصيّ أبيه والقائم بحجّته بعدك، وأشهد على عليّ بن الحسين أنّه القائم بأمر الحسين بعده، وأشهد على محمّد بن عليّ أنّه القائم بأمر عليّ بن الحسين بعده، وأشهد على جعفر بن محمّد، أنّه القائم بأمر محمّد بعده، وأشهد على موسى بن جعفر أنّه القائم بأمر جعفر، وأشهد على عليّ بن موسى أنّه القائم بأمر موسى بن جعفر، وأشهد على محمّد بن عليّ أنّه القائم بأمر عليّ بن موسى، وأشهد على عليّ بن محمّد أنّه القائم بأمر محمّد بن عليّ بن موسى وأشهد على الحسن بن عليّ، أنّه القائم بأمر عليّ بن محمّد، وأشهد أنّ رجلاً من ولد الحسن، لا يُكنّى ولا يسمّى حتّى يُظهر الله أمره فيملؤها عدلاً كما ملئت جوراً.







والسلام عليك يا أميرالمؤمنين ورحمة الله وبركاته، ثمّ قام ومضى.







فقال: أميرالمؤمنين لوَلده الحسن عليهما السّلام: يا أبا محمّد، اتّبعه وانظر أين يقصد، فخرج الحسن بن عليّ عليه السّلام في طلبه.







فقال: ما كان إلّا أن وضع رجله خارجاً من المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله فرجعت إلى أميرالمؤمنين عليه السّلام فأعلمته.







فقال: يا أبا محمّد، أتعرفه؟







قلت: الله ورسوله وأميرالمؤمنين أعلم.







فقال: هذا الخضر عليه السّلام» (91).







وهذا الحديث شاهد بأنّ الخضر عليه السّلام كان عالماً بالأئمّة عليهم السّلام ومنازلهم عارفاً بعددهم وأسمائهم مقراً بإمامتهم متقرّباً إلى الله تعالى بهم، ولا يكون ذلك إلّا وقد أخذه عن الله سبحانه: إمّا بأن ألقاه إليه أحد ملائكته، أو سمعه ممّن عارضه من أنبيائه ورسوله (صلوات الله عليهم وسلامه)، فيكون ما فعله من الإعلان بحضرة أميرالمؤمنين عليه السّلام تنبيهاً لمن كان من الحاضرين لم يعرفه، وتأكيداً على ثبات الحجّة على من علمه.















فصل







ومن ذلك خبر قسّ بن ساعدة الإياديّ الذي رواه عن الجارود بن المنذر العبديّ، من أنّه كان يذكر رسول الله صلّى الله عليه وآله والأوصياء الاثني عشر من بعده، ويتقرّب إلى الله تعالى بهم، ويتلهّف على إدراكهم أي يتشوّق إلى رؤيتهم. وكان قسّ سبطاً من أسباط العرب مقدّماً وحكيماً فيهم فَهِماً و واعظاً محسناً وخطيباً لسناً، ذا عمر طويل ورأي أصيل، قد أدرك العلماء المتقدّمين وشاهد الحواريّين، ونقد الكلام وهذّبته الأيّام.















[34] أَخبرنا بحديثه القاضي أبو الحسن عليّ بن محمّد البساط البغداديّ بالرملة في سنة عشر وأربعمائة قال: حدّثني أبو عبدالله أحمد بن محمّد بن أيّوب البغداديّ الجوهريّ الحافظ قال: حدّثني أبو جعفر بن محمّد بن لاحق بن سابق بن قرين الأنباريّ قال: حدّثني جدّي أبو النضر سابق بن قرين في سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين بالأنبار في دارنا قال: حدّثني أبو المنذر هشام بن محمّد بن السائب الكلبيّ قال: حدّثني أبي، عن الشرقي بن القطاميّ، عن تميم بن رغلة المُزَنيّ قال: حدّثني الجارود بن المنذر العبديّ وكان نصرانيّاً، فأسلم عام الحديبيّة وحسن إسلامه، وكان قارئاً للكتب عالماً بتأويلها بصيراً بالفلسفة والطبّ ـ ثمّ شرع في الحديث بطوله، ونحن نقتصر على الغرض المقصود منه ـ ذكر وفوده على رسول الله في رجال من عبدالقيس أَتو للإسلام، وأنّهم راعهم منظره عليه السّلام فأحصرهم عن الكلام، وأنّه تقدّم دونهم إليه وسلّم عليه وأنشده شعره الذي أوّله:







يا نبيَّ الهُدَى أتتكَ رجالُ *** قطَعَتْ فَدْفَدَاً وَآلاً فآلا







جاء ت البِيد والمهامة حتّى *** غَالَها من طوى السُّرى ما غلا







أَنْبَأ الأوَّلون باسْمِكَ فِينا *** وبأسْماءِ بَعْدَه تتلالى







ثمّ مضى في حديثه إلى أن قال: رسول الله صلّى الله عليه وآله: أفيكم من يعرف قسّ بن ساعدة الإياديّ؟ فقال: له الجارود:







كلّنا يا رسول الله نعرفه غير أنّي من بينهم عارف بخبره واقف على أمره، ثمّ أخذ ـ في صفة قسّ ونعت حكمته، وعظاته من نظمه ونثره ـ إلى أن قال: كان قسّ يا رسول الله صلّى الله عليه وآله ينتظر زمانك ويتوكّف إبّانك، ويهتّف باسمك وأبيك واُمّك، وبأسماء ليست أحسبها معك ولا أراها فيمن اتّبعك.







قال: الجارود: فقال لي سلمان الفارسي: أخبرنا.







فأنشأت اُحدّثهم ورسول الله صلّى الله عليه وآله مستبشر يسمع والقوم سامعون واعون، فقلت: يا رسول الله لقد شهدت قسّا وقد خرج من نادٍ من أندية إياد إلى ضحضح ذي قتادٍ وسمرٍ وعتادٍ، وهو مشتمل بنجادٍ، فوقف في أضحيان، ليلٍ كالشمس رافعاً إلى السماء وجهه، فدنوت منه فسمعته يقول: اللّهمّ ربّ هذه السبعة الأرفعة، والأرضين المربعة (92) بمحمد والثلاثة المحامدة معه، والعليّين الأربعة وسبطيه النبعة الأرفعة، والسري الألمعة، وسميّ الكليم الضرعة، أولئك النقباء الشفعة والطريق المهيعة، دَرَسَةُ (93) الإنجيل وحفظة التأويل، على عدد النقباء من بني إسرائيل، مُحاة الأضاليل نُفاة الأباطيل الصادقوا القيل عليهم تقوم الساعة، وبهم تنال الشفاعة، ولهم من الله فرض الطاعة. ثمّ قال: اللّهمّ ليتني مدركهم ولو بعد لأيٍ من عمري ومحياي. ثمّ أنشاء يقول:







مَتَى أنا قَبْلَ المَوْتِ لِلحَقِّ مُدْرِكٌ *** وإِنْ كان لي مِن بَعْدِهاتيكَ مَهْلكُ







وإِنْ غالَني الدَّهْرُ الخَؤون بِغولِهِ *** فَقد غالَ مِن قَبْلِي ومِن بَعْد يُوشَكُ







فلا غَرْوَ أنّي سالِكٌ مَسْلَكَ الأُولَى *** وَشِيكاً ومَن ذا للرَّدَى ليس يَسْلُكُ







ثمّ أَبَّ يُكفْكِفُ دمعهَ ويرنّ رنين البكرة وقد ترب بتراه وهو يقول:







أَقْسَمَ قَسٌّ قَسَماً لَيسَ بِهِ مُكْتَتِماً *** لو عاشَ أَلْفَي عُمُرٍ لم يَلْقَ مِنها سَأَماً







حَتّى يُلاقِي أَحْمَداً والنُّقَباء النُّجَبا *** هُم أَوْصياءُ أحمد أَكرم مَن تَحت السَّما







تَعْمَى العِبادُ عَنْهُم وَهْوَجَلاءٌ لِلعَمَى *** لَسْتُ بِناسٍ ذِكْرَهُم حَتّى أَحُلَّ الرَّجَما







قال الجارود: ثمّ قلت: يا رسول الله أَنبئني ـ أنبأك الله الخير ما هذه الأسماء التي لم نشهدها وأشهدنا قسّ ذكرها.







فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا جارود، ليلة اُسري بي إلى السماء أوحى الله عزّوجلّ إليَّ: سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا.







فقلت: على ما بعثتم؟ قالوا: على نبوّتك، وولاية عليّ بن أبي طالب والأئمّة منكما. ثمّ عرّفني الله تعالى بعدّتهم وبأسمائهم وذكرهم رسول الله صلّى الله عليه وآله للجارود واحداً واحداً إلى المهديّ صلوات الله عليهم.







وقال له: «قال لي ربّي تبارك وتعالى: هؤلاء أوليائي، وهذا المنتقم من أعدائي» يعني المهديّ عليه السّلام.







قال الجارود: فقال لي سلمان: يا جارود، هؤلاء المذكورون في التوراة والإنجيل والزبور، قال: فانصرفت بقومي وأنا أقول:







أَتَيْتُكَ يابنَ آمِنَة رَسُولاً *** لِكَي بِكَ أَهْتَدِي نَهْجَ السَّبِيلا







فَقُلْتَ فكانَ قَولُكَ قَوْلَ حَقٍّ *** وصِدْقٍ ما بدا لَك أَنْ تَقُولا







وبَصَّرْتَ العَمَى مِن عَبْد قيس(94) *** وكلّاً كان من عَمَهٍ ضَلِيلاً







وأَنْبأناكَ عن قَسّ الإيادِي *** مقالاً فيكَ ظلت به جَدِيلاً







وأَسماء عمت عنّا فآلَتْ *** إِلى عِلْمٍ وكنتُ بها جَهُولاً(95)







فصل







وَعِلمُ قسّ بحال رسول الله صلّى الله عليه وآله قبل بعثته، وبالأئمّة الأوصياء صلوات الله عليهم من بعده، وعددهم وأسمائهم ومنزلتهم عند الله تعالى وعِظم شأنهم، وما كان ليحصل له إلّا بسماعه من أنبياء الله سبحانه وأوصيائهم صلوات الله عليهم، أو من صحيح الكتب وثابت الآثار المنقولة عنهم، وشهادة سلمان الفارسيّ رضي الله عنه بمثل ذلك ـ وقد كان معمّراً ـ يؤكّد ما ذكرناه ويوضّح ما قلناه والحمد لله.







وإذا كانت النصوص على ساداتنا صلوات الله عليهم متناظرة والأخبار بعددهم وأسمائهم قبل وجودهم متظاهرة، وقد ذكرهم الله في الكتب السالفة، وأعلمت الأنبياء عليهم السّلام بهم الاُمم الماضية، ونقل النصّ عليهم من رسول الله صلّى الله عليه وآله المخالفِ والمؤالف، ونطق بفضلهم وشرف قدرهم الجاهل والعارف، ووجدت العدّة فيهم من غير انخرام، وحصلت الأسماء المنسوبة إليهم عن الترتيب والنظام، وتكاملت فيهم الصفات التي تشهد العقول بأنّها لا تجتمع إلّا في نبيّ أو إمام، كان ذلك كلّه أَوضح دليل وبرهان وأفصح حجّة وبيان، على أنّهم بعد النبيّ صلّى الله عليه وآله أئمّة الزمان، وحجج الله على الإنس والجانّ.







وقد وفيت بما وعدت في أوّل الكتاب وضمنته بما يقنع ببعضه أولو الألباب، والحمد لله الموفق للهداية والإرشاد، وصلّى الله على خيرته من جميع العباد، سيّدنا محمّد خاتم النبيّين وآله الطاهرين، وسلّم تسليماً كثيراً كثيراً(96).















(1). بحار الأنوار، ج 1، ص 35







(2). لسان الميزان، ج 5، ص 300







(3). بحار الأنوار، ج 105، ص 76، و ج 102، ص 263 هامش للمعلق







(4). طبقات أعلام الشيعة (القرن الخامس)، ج 2، ص 177







(5). مقدمة كنز الفوائد، ج 1، ص 12 و 13







(6). تاريخ الإسلام للذهبيّ وفيات سنة449 ص236؛ العبر، ج 3، ص 22؛ مرآة الجنان لليافعيّ، ج 3، ص 70







(7). الوافي بالوفيات ـ للصفديّ، ج 4، ص 130؛ بحارالأنوار، ج 1، ص 35؛ أمل الآمل، ج 2، ص 287 و 857، مقابس الأنوار للتستري، ص 9







(8). الكنى والألقاب، ج 3، ص 94؛ معجم رجال الحديث، ج 16، ص 376؛ طبقات أعلام الشيعة: ج 2، ص 177







(9). معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت، ج 5، ص 177







(10). معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت، ج 5، ص 177







(11). اليقين باختصاص مولانا علي عليه السّلام بأمرة المؤمنين، ص 374







(12). أمل الآمل، ج 2، ص 287 رقم 857







(13). بحار الأنوار، ج 1، ص 18







(14). مجلة تراثنا العدد 43 ـ 44







(15). الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج 2، ص 34







(16). معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت، ج 5، ص 177







(17). اليقين باختصاص مولانا علي عليه السّلام بإمرة المؤمنين، ص 374







(18). بحار الأنوار، ج 1، ص 30







(19). من نسخة المطبوع.







(20). الاضافة من نسخة ط.







(21). في ط: مع.







(22). في ط: رآه.







(23). في ط: حديثهم.







(24). الخصال، ج 2، ص 480







(25). الخصال، ج 2، ص 480







(26). الغيبة للشيخ الطوسي، ص 92







(27). مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 300؛ بحار الأنوار، ج 36، ص 27







(28). الغيبة للنعماني، ص 67







(29). الغيبة للنعماني، ص 67







(30). ما بين المعقوفتين من المصدر.







(31). الطرائف، ج 1، ص 174، مطبعة خيام، قم، 1400؛ مائة منقبة لابن شاذان القمي، ص 117؛ الخصال، ج 2، ص 475







(32). في ط: راذان.







(33). من نسخة: ط.







(34). من النسخة المرعشيّة.







(35). كتاب الغيبة للنعماني، ص 96؛ الخصال، ج 2، ص 477







(36). بين القوسين من النسخة المرعشيّة.







(37). كذا في جميع النسخ.







(38). فيسأل.







(39). بين القوسين من المرعشيّة، ص 23







(40). في ط، نسخة بدل (أيتخوّف).







(41). سورة النساء، الآية 59







(42). في نسخة ط: ويجار بهم، دعا لهم ويستجاب.







(43). كتاب الغيبة للنعماني، ص 75 ـ 81







(44). في المرعشيّة: ليس منّي ولست منه.







(45). كمال الدين، ج 2، ص 282؛ الخصال، ج 2، ص 476







(46). كتاب الغيبة للنعماني، ص 60؛ الخصال، ج 2، ص 480، منشورات الأعلمي، بيروت: 1410 هـ.







(47). في نسخة ط: عن.







(48). في نسخة ط: أرسب.







(49). في نسخة ط: قطع كشبره.







(50). كمال الدين، ص 299 وفيه: «وقطع كستيجه»؛ كتاب الغيبة للنعماني، ص 97







(51). الغيبة للشيخ الطوسي، ص 97







(52). الغيبة للنعماني، ص 94؛ الخصال، ج 2، ص 280







(53). عيون أخبار الرضا عليه السّلام، ص 33؛ الخصال، ج 2، ص 478







(54). عيون أخبار الرضا عليه السّلام، ص 33؛ الخصال، ج 2، ص 278







(55). في نسخة ط: عمر بدل عثمان.







(56). الغيبة للنعماني، ص 96؛ الخصال، ج 2، ص 278







(57). في نسخة ط: لكنّي سمعته أنا من أبي جعفر عليه السّلام.







(58). إضافة في المصدر.







(59). في نسخة ط: اثنان بدل الأربعة؛ كمال الدين، ص 269؛ الخصال، ج 2، ص 477







(60). في نسخة ط: يحيى.







(61). في نسخة ط: واستنسخته.







(62). كتاب الغيبة للنعماني، ص 62







(63). في نسخة ط: هكذا.







(64). في نسخة ط: مبتدي.







(65). في نسخة ط: حدّثني.







(66). سورة التوبة، الآية 36







(67). سورة البقرة، الآية 60







(68). سورة المائدة، الآية 12







(69). مائة منقبة، ص 98؛ اليقين (باختصاص مولانا عليّ بأمرة المؤمنين)، ص 244







(70). مائة منقبة لأبن شاذان القمّي، ص 85







(71). في نسخة ط: مدني.







(72). سورة الحجر، الآية 77







(73). مائة منقبة لابن شاذان، ص 49







(74). في نسخة ط: الزايد.







(75). مائة منقبة لابن شاذان، ص 47







(76). في نسخة ط: نقباء موسى عليه السّلام.







(77). الغيبة للنعماني، ص 116 و 117؛ الغيبة للشيخ الطوسي، ص 89؛ منشورات بصيرتى قم سنة 1408 هـ ق؛ الخصال، ج 2، ص 468 و 469







(78). كتاب الغيبة للنعماني، 117







(79). مناقب آل أبي طالب، ص 53 ـ 290







(80). كتاب الغيبة للنعماني، ص 122؛ الغيبة للطوسي، ص 88؛ الخصال، ج 2، ص 472؛ مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 290 و 291







(81). الغيبة للطوسي، ص 88؛ الخصال، ج 2، ص 47، البحار، ج 36، ص 237







(82). مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 291







(83). الغيبة للطوسي، ص 89







(84). في المرعشيّة (باب).







(85). في المرعشيّة: لما بيّناه.







(86). سورة الأعراف، الآية 157







(87). في العبارة نقص لعلّه لا تكون كاملة إلّا برسول الله.







(88). بعد إلّا وردت كلمة (كاملة) في غير محلّها.







(89). و ورد العبارة في الكتاب المقدس، التكوين الاصحاح السابع عشر ص 25 بهذا العبارة: «وقال ابراهيم لله ليتَ اسماعيل يعيش امامك، فقال الله بل سارة امراتك تلد لك ابناً وتدعو اسمه اسحق. واقيم عهدى معه عهداً ابدياً لنسله من بعده. واما اسماعيل فقد سمعتُ لك فيه.ها أنا أباركه واثمره واكثّره كثيراً جدّاً، اثنى عشر رئيساً يلد واجعله امة كبيرة ولكن عهدى أقيمه مع اسحاق الذي تلده لك سارةُ في هذا الوقت في السنة الآتية».







(90). في نسخة المرعشيّة: مأمونين؛ في المطبوعة: بملونين.

/ 1