إمام علی (علیه السلام) و التسامح الدینی و السیاسی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إمام علی (علیه السلام) و التسامح الدینی و السیاسی - نسخه متنی

زکی بدوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



عليه وتحدوا اختيار الامة له، وكما هومعلوم فقد كان اختيار أبي بكر بشخصين،وكان اختيار عمر بوصاية من قبل أبي بكر،وكان اختيار عثمان من قبل عبد الرحمن بنعوف، ولكن الإمام علياً اختاره الجمهوركله وانصاعت له الامة عدا أفراد معدودين،ولما نكثوا عهده لم يقل الإمام قد كفرواولم يهاجمهم هجوماً كما نعرفه اليوم فيمهاجمة الناس خصومهم وإنّما حاول ارشادالقوم بالحسنى غير أن أعظم تركة للامامعلي في مجال التسامح الديني إنّما وقعتعندما خرج عليه قوم عرفناهم بالتاريخ باسمالخوارج، هؤلاء القوم زعموا أن الإمام قدانحرف عن جادة الصواب وانّه حكّم الناسحيث ينبغي أن يكون الحكم لله فقالوا "الحكملله" كما وصفهم الإمام علي "كلمة حق اريدبها باطل"... هؤلاء القوم خرجوا زاعمينأنّهم يريدون القتال من أجل الخلافةوزاعمين أن الإمام علياً قد خان الأمةوأنّه لذلك لم يعد صالحاً لقيادة الأمة بلزاد بعضهم فاتهمه في دينه.


تصور انك في هذا العصر أو في أي عصر عندماتواجه بمثل هذه التهم الباطلة وهذا العنففي العبارة وهذا الاسلوب في الكلام فماذاتعمل؟


خرجوا وتحصنوا في مكان وهم جنود أقوياءالشكيمة مدججون بالسلاح، فماذا تفعل وأنتتقود جيشاً وتواجه معركة؟ قال قوم للامامعليك بهم، حاربهم فهم يريدون حرباً وعليكبهم فصفهم بما ينبغي أن يُوصفوا به،فانّهم كفرة مارقون خرجوا على الدينوتبرؤوا من البيعة، فما كان جواب الإمامإلاّ أن قال سأتركهم إلاّ أن يسيؤوا، أويقطعوا الطريق. ولما سأله سائل: أليسواكفرة؟ قال: كلاّ بل من الكفر فرّوا. وهذهكلمة هامة، وقارنهم بغيرهم فقال: هؤلاءأرادوا الحق فأخطؤوا الطريق وغيرهم أرادالباطل فأصاب الطريق، أي أنّهم أحسنواالنية وأساؤوا الاسلوب، هم يريدونللخلافة أو الامامة أن تكون سليمة قويةولكنهم بعملهم بالوسيلة التي اتخذوهاأفسدوا غرضهم.


انّ الإمام علياً وضع أساساً للمجتمعالاسلامي، مجتمع يمكن للأفراد أن يختلفوافي الرأي وأن يجادل أحدهم الآخر في رأيهدون أن يرميه بالكفر أو يشهر في وجههالسلاح، هي نقطة هامة نسيها العالمالإسلامي ـ مع الأسف ـ منذ ذلك العصر.

/ 6