وبعد هذه الشواهد نقول ردّاً على الاِشكال المتقدم، إنّ الاثنينية في الجزاء إنّما جاءت بتبع الاِثنينية في الذنب، ويتلخص الجواب في عدم الوحدة في الذنب، فإنّ المولى قرّر وأخبر منذ البدء عن الفرق في تعامله بين المؤمن والكافر بالنسبة إلى الذنوب الصادرة منهما، وعلى أساس ذلك كان الكافر محروماً من الشفاعة في الآخرة بخلاف المؤمن فقد تناله، كما تقبل التوبة من ذنوبه إذا تاب. فكان جزاء كلٍّ منهما في الآخرة مطابقاً لما قرّره وأخبر به الناس على لسان الاَنبياء وأوصيائهم عليهم السلام.