نصيرالدين محمّد الطوسي قدّس الله روحه(1) .
الرجوع إلى أبي الفداء
ثمّ ننتقل إلى تاريخ أبي الفداء، المولود سنة 672 والمتوفى سنة 732، وهذا قريب العهد بالواقعة، لانّ الواقعة كانت سنة 656، وهذا مولود في سنة 672، أي بعد سنوات قليلة، ومتوفى في سنة 732.
فنراه يذكر قضيّة فتح بغداد، واستيلاء المشركين والتتر على بغداد، وانقراض الحكومة العبّاسيّة، يقول: في أوّل هذه السنة ـ سنة 656 ـ قصد هولاكو ملك التتر بغداد، وملكها في العشرين من المحرّم، وقتل الخليفة المستعصم بالله، وسبب ذلك أنّ وزير الخليفة مؤيّد الدين ابن العلقمي كان رافضيّاً، وكان أهل الكرخ أيضاً روافض، فجرت فتنة بين السنّيّة والشيعة ببغداد على جاري عادتهم.
[ دائماً هذه الفتن كانت موجودة في بغداد بين الشيعة والسنّة، منذ زمن الشيخ المفيد والشيخ الطوسي، وفي بعض هذه الفتن
(1) الفخري في الاداب السلطانية: 338.