فإن كان عيناً، كالماء والمعدن؛ فهو غصببلا إشكال.
وإن كان موضعاً، كالمدرسة والخانوالشارع؛ فلا يبعد الغصب على إشكال.
وإن كان مَشعراً، كالمشاهد والمساجدونحوها؛ فالأقرب عدم تحقيق الغصبية؛ لعدمحقّ مالي فيها يتحقّق به الغصب، كماأوضحناه في كثير من مؤلّفاتنا، وها هنامباحث جليلة وتحقيقات دقيقة لا يسعها هذاالمختصر، وهي موكولة إلى محالّها.
الفائدة الرابعة: تشتمل على أُمور:
الأمر الأوّل: [تركيب عناصر الأجسام.]
كان قدماء فلاسفة الحكمة الطبيعية إلىهذه العصور الأخيرة يرون أنّ عناصرالأجسام المادّية التي تتركّب الكائناتالعنصرية منها هي أربعة: الماء، والتراب،والنار، والهواء، ويسمّونها: (الاستقصات)(1) كلمة يونانية، ومنه نشأت النادرةالأدبية المعروفة؛ حيث أنّ أحد أُدباءالموصل في بغداد قال في موشّحته:
كرة النار على أيدي الهواء
استقصات بزعم الحكماء
بعضها من فوق بعضركّبا
رُفعتيحملها ابن السماء
بعضها من فوق بعضركّبا
بعضها من فوق بعضركّبا
ليتني كنت تمام الأربع
فقال له بعض النجفين مطايبة: قال اللهسبحانه في كتابه: (ويقول الكافر يا ليتنيكنت تراباً) (2).
(1) انظر: التنبيه والاشراف: 119.
(2) سورة النبأ 78: 40.