تذنيب:
هذه الالزامات ونحوها يلزمهم أن لايمكنهم الانفصال عنها ولا يستنكفون منهالأنهم لا يتصورون قبحا فيها لو صدرت منه،سبحانه وتعالى عنها.
(الفصل الثالث)
* (في إلزامات أخر) *
يقال لهم: تحبون أن تحمدوا على الطاعاتفلا بد من: بلى، فيقال: دخلتم في توبيخ قوله(يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا(1)) ويقاللهم: إذا خلق الله الكفر في الكافر وأمرهبالإيمان فقد أمره بتغيير ما خلق فكيفيعاقبه على أنه لم يغير ما خلق فيه.إلزام آخر: نفى الله تعالى الظلم عن نفسهفي مواضع من كتابه وعندكم كل واقع منالقبائح من فعله فلا معنى للنفي عن نفسه،وبأي شئ يجيب الرسول إذا قال له الكافر: أيفايدة في إرسالك.
إلزام آخر: الاجماع على جواز طلب المعونةمن الله ولا معنى لها حينئذ وإلا لاحتاجالله تعالى في فعله إليها.
إلزام آخر: أصحاب مسيلمة صدقوه في النبوةوتصديقهم من فعله تعالى فهو صادق إذ لا فرقبين تصديقه إياه وإنطاق الأحجار ونحوها لهوإذا جاز أن يخلق الكذب في خلقه جاز أنيكون قول محمد صلّى الله عليه وآله (لا نبيبعدي) من جملته إذ لا ترجيح له على دعوىمسيلمة وقد صدقنا الله على حد واحد.
إلزام آخر: إذا شرب الصائم بيده أثم وإذاوجر في حلقه لم يأثم فما الفارق بينهما ومامعنى قول النبي صلّى الله عليه وآله؟ (رفع[القلم] عن أمتي [في] الخطاء و النسيان ومااستكرهوا عليه) ولا يتصور الاكراه إذا كانفاعل الكل الله تعالى.
(1) آل عمران: 185.