الحمد للّه الّذي انزل على عبده كتاباإلهيّا يتفجّر من بحاره انهار العلومالحقيقيّة تفجيرا و خطابا سمويّا تقتبس منأنواره اسرار الحكمة الّتي من أوتيها فقداوتى خيرا كثيرا و أقعد فرسان اللّسن عنالجري على أثره و اخرسهم عن معارضة أقصرسورة من سوره فأذعنوا بالعجز عن الإتيانبما يكون لاية من اياته نظيرا و أيقنواانّه لو اجتمعت الانس و الجنّ على ان يأتوابمثله لا يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعضظهيرا و جعله برهانا باقيا ببقاء الأيّامو الشّهور و تبيانا راقيا بارتقاء الأعوامو الدّهور لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه و لا تطرّق اليه التّغيير فيذاته و لا وصفه فارجع البصرة بل ترى فيهتفاوتا أو نكيرا ثمَّ ارجع البصر كرّتينينقلب إليك البصر خاسئا و هو حسيرا والصّلوة على ارفع الرّسل درجة لديه وأقربهم منزلة اليه صدر صحيفة المظاهرالرّبانيّة و منبع رحيق الفيوضالسّبحانيّة الّذي أرسل بالهدي و دينالحقّ بشيرا و نذيرا و اصطفاه بالنبوّةقبل ان يخمر طينة أدم تخميرا و إله مصابيحالأسلم و مفاتيح دار السّلم ائمّة الدّينالمبين و حجج اللّه على العالمين الّذيناذهب اللّه عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا وجعل مودّتهم أجر الرّسالة تنويها بشأنهم وتذكيرا و تبصرة لمن كان سميعا بصيرا امّابعد فإنّ أفقر العباد إلى رحمة اللّهالغنى محمّد المشتهر ببهاء الدّينالعامليّ وفّقه للعمل في يومه لغده قبل انيخرج العمل الأمر من يده يقول انّ أهمّ ماوجّهت اليه الهمم و بيّضت عليه اللّمم واولى ما صرفت في مدارسه الاعمار و أحرى ماانقضت في ممارسته إناء اللّيل و النّهارهو العلوم الدّينيّة الّتي بمداولتهايتحصّل الفوز بأعظم السّعادات و المفاخر وبمزاولتها يتوصّل إلى النّجاة من كان يؤمنباللّه و اليوم الأخر و انّ أعظمها قدرا وأنوارها في سماء الرّفعة بدرا هو تفسيركلام الملك العلّام الذي هو ملك تلكالعلوم بغير كلام إذ منه تفرّعت أصولها وتنوّعت فصولها و اجتنيت اثمارها و اجتليتأنوارها فلا قسم بالسّبع المثاني و القرانالعظيم انّه اولى العلوم بوفور التّوقير والتّعظيم فطوبى لقوم ولّوا وجوههم شطرمطالبه و توجّهوا تلقاء مدين مئاربهفأولئك الّذين نالوا من اللّه كرامة و