المقدمة: الحمد للّه الذي لا تُدْرِكُهُالْأَبْصارُ و الشواهد، و لا تحويهالأماكن و المشاهد، الذي أكرم عبادهبزيارة حرمه و استلام حجر بيته التالد، وأشهدنا آياته في مشاهد أصفيائه و أوليائهسادات القواعد ... فِي بُيُوتٍ أَذِنَاللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَفِيهَا اسْمُهُ، يُسَبِّحُ لَهُ فِيهابِالْغُدُوِّ وَ الآْصالِ، نبرأ فيها منكلّ معبود إلا إيّاه، و لا نرجو فيها خلاه،و لا نؤمّل أحدا سواه، و لا نبتغي به بدلا،بل وسيلة إليه بالولاية و المودة فيالقربى. و صلوات اللّه و سلامه على أفضل زوره، وخاتم أنبيائه الذي أسرى به لَيْلًا مِنَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَىالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى (ليريه من آياته)،ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَقَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى، فَأَوْحىإِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى، ... لَقَدْرَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى. و على بضعته و أوّل أهل بيته لحوقا به، والمدفونة بجواره فاطمة الزهراء عليهاالسلام و على وصيّه الذي بلّغ فيه رسالاتربّه كما أمره «يا أَيُّهَا الرَّسُولُبَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ...» فقال: أ لست أولى بكم من أنفسكم ... فمن كنتمولاه فهذا علي مولاه ... و على الأئمة و الأوصياء المصطفينالمعصومين، حجج اللّه في العالمين، أعلامالدين و النور المبين، سيّما خاتمالوصيّين و خليفة اللّه في الأرضين«المهديّ» عليه السّلام الذي سيظهر باذناللّه تعالى ليملأ الارض قسطا و عدلا بعدما ملئت ظلما و جورا، و يظهره على الدينكلّه، فيزوره عيسى عليه السّلام و يصلّيخلفه. و بعد، فانّ زيارة أضرحة المؤمنين، والإستيناس بأرواحهم، و السّلام عليهم، والتكلّم معهم، و الإستغفار لهم سنّةنبويّة و أمّا الحضور في المشاهد المقدّسةو في بيوت دفن فيها رسول اللّه و أوصياؤهصلوات اللّه عليهم التي تتعلق بها أطايبالنفوس الملكوتيّة، و تختلف إليهاالملائكة الرحمانيّة، فهو- بعد زور بيتاللّه الحرام «1» (1). قال عز من قائل: «وَ أَذِّنْ فِيالنَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًاوَ عَلى كُلِّ ضامِرٍ» الحج: 27.