مشاکل الزوجیة أسباب و علاج نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مشاکل الزوجیة أسباب و علاج - نسخه متنی

محمد الیعقوبی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فهرس المطالب

مقدمة المركز

المقدمة

الباب الأول: قبل الزواج

الباب الثاني: الليلة التي تسبق ليلة الزواج

فوائد مهمة

الباب الثالث: بعد الزواج

المشكلة الأولى: الجهل بالواجبات والحقوق الشرعية والاخلاقية لكلا الزوجين

االمشكلة الثانية: تدخل الأهل والجيران والأصدقاء

الجهة الأولى: الأهل

الجهة الثانية: الجيران والأصدقاء

المشكلة الثالثة: كثرة خروج المرأة من البيت

المشكلة الرابعة: تكاسل الرجل عن العمل

فائدة:

المشكلة الخامسة: التقصير بحق الفراش

فائدة:

المشكلة السادسة: تربية الابناء واختلاف الاسلوب

المشكلة السابعة: عدم الاحترام المتبادل والفحش بالقول

المشكلة الثامنة: تعدد الزوجات

المشكلة التاسعة: السكن مع الأهل وإفرازاته

حوارية مع سماحة الشيخ محمد اليعقوبي.. «دامت بركاته»































بسم الله الرحمن الرحيم















وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ







(سورة الروم: 21)















الاهداء























إلى فاطمة سيدة نساء العالمين «عليها السلام»







وإلى زينب عقيلة الطالبيين «عليها السلام»







وإلى خديجة أم المؤمنين «عليها السلام»







وإلى من إنشق لها جدار الكعبة لتلد إمام المتقين «عليها السلام»







وإلى آمنة أم خاتم النبيين «عليها السلام»







أهدي هذا المجهود المتواضع راجياً الشفاعة يوم الدين..























مقدمة المركز







بسم الله الرحمن الرحيم















الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.















وبعد... المشاكل الزوجية ظاهرة طبيعية ترافق الأسرة ما دام افرادها بشراً يتصفون بالمحدودية والتسرع والغفلة، ولا تخلوا أسرة من مشاكل بما في ذلك أسرة المعصوم، وقد ذكر التاريخ ان رسول الله «صلى الله عليه وآله» كان يعاني من هذه المشاكل، وكان بعض الأئمة «عليهم السلام» يعانون من أذى أحد زوجاتهم.















والمشاكل الزوجية عامل قلق لجميع أفراد الأسرة ما دامت مصحوبة بمواقف سلوكية صاخبة ومتشنجة لأنها تسلب الاستقرار والأمن الأسري.















وأهم أسباب المشاكل الزوجية هي الابتعاد عن المنهج الالهي من قبل كلا الزوجين أو احدهما؛ لعدم الإيمان به أو عدم الالتزام بمفاهيمه وقيمه، وتبقى الأسباب الأخرى ثانوية ومن أهمها: عدم الاتفاق على منهج مشترك في العلاقات أو عدم الالتزام ببنوده ان وجد، والجهل بالحقوق والواجبات أو التقصير فيها سهواً أو عن عمد، ولقلة الخبرة والتجربة دور هام في إثارة المشاكل ولهذا نرى انها تزداد في الاشهر الأولى أو السنة الأولى من الزواج ثم تتضاءل بمرور الوقت بعد الاستفادة من الخبرات والتجارب، والاهم من ذلك شعور أحد الزوجين بالإهمال وعدم الرعاية من قبل شريكه، واتصاف أحدهما بالعناد والعصبية، ولتدخل الغير دور أساسي في اثارة المشاكل وخصوصاً اذا كان الزوجان يسكنان مع الأهل.















والاهم من جميع ذلك هو التسرع في اختيار شريك الحياة وعدم مراعاة الخصائص الحميدة في الاختيار والتي نص عليها رسول الله «صلى الله عليه وآله» وأهل البيت «عليهم السلام» ومنها: التدين والتماثل الديني والمذهبي، وحسن الخلق، والكفاءة، وهنالك خصائص ثانوية لها دور في التفاهم والانسجام وهي التوافق العرقي والطبقي التوافق في العمر، والتوافق في المزاج النفسي والروحي؛ فينبغي اختيار شريك الحياة طبقاً للمواصفات الحميدة قبل الزواج.















وفي جميع الظروف والاحوال فان الالتزام بتعاليم المنهج الالهي كفيل بالوقاية من المشاكل الزوجية أو بانهائها فور وقوعها، وخصوصاً مراعاة الحقوق والواجبات، والتحلي بالصبر والحلم وعدم التسرع للحيلولة دون استشراء المشاكل داخل الأسرة.















والكتاب الذي بين يديك اخي القارئ يتناول المشاكل الزوجية ويعطي الحلول الشرعية الواقعية لهذه المشاكل المعاشة، ويرفق هذا الكتاب حوارية لسماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي «دامت بركاته».















مركز الإمام المهدي «عليه السلام» للدراسات الإسلامية























المقدمة







بسم الله الرحمن الرحيم







الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم إلى يوم الدين.















قال تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»(1) الإنسان بطبيعة تكوينه وخلقه ينمو ويكبر وتنمو معه غرائزه وقواه الجسدية والعقلية, فالضغط الذي يواجهه بسبب الجوع والعطش يدفعه للأكل والشرب ومع تواصل هذا الضغط يكبر الإنسان وتكبر معه خلايا وغرائز أخرى لا يشعر بها إلا بعد بلوغه سنا معيناً ومن اكثر الغرائز وضوحا وأثراً على تصرفات الإنسان هي الغريزة الجنسية التي تظهر علاماتها في مرحلة مبكرة من العمر غالباً(2) حيث تنمو هذه الغريزة ويزداد ضغطها في مرحلة المراهقة وما بعدها, وقد قالوا ان أوج قوتها وضغطها يكون في العشرين. وفي ظل ظرف كهذا ماذا يفعل الشاب وهو إزاء غريزة متهيجة لا تهدأ حتى تقضي حاجتها..؟ وهنا فإن أمامه خيارين إما الزواج واما ارتكاب المحرم والعياذ بالله مع عدم التمكن والتعفف، وقد التفت الإسلام إلى هذا الأمر فحث على الزواج بصورة عامة. قال تعالى: «وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ»(3)، وقد ورد عن الإمام الرضا «عليه السلام» عن آبائه «عليهم السلام» إن جبرائيل «عليهم السلام» نزل على النبي «صلى الله عليه وآله» فقال: «يا محمد... ربك يقرؤك السلام ويقول: إن الأبكار من النساء بمنزلة الثمر على الشجر إذا أدرك ثمرها ولم تجتث أفسدته الشمس ونثرته الرياح، وكذلك الأبكار إذا أدركن ما يدرك النساء فليس لهن دواء الا البعولة, وإلا لم يؤمن عليهن الفساد لأنهن بشر»(4)، كما ورد عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» انه قال: «من احب أن يلقى الله تعالى طاهراً مطهر فليلقه بزوجة»(5)، وفي حديث آخر انه قال «صلى الله عليه وآله»: «إنما الدنيا متاع وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة»(6)، وعنه «صلى الله عليه وآله»: «ما من شاب تزوج في حداثة سنه إلا عج شيطانه يقول يا ويلاه عصم هذا مني ثلثي دينه فليتق الله في الثلث الباقي»(7)، وفي حديث آخر: «تناكحوا وتناسلوا فإني مباهي بكم الأمم يوم القيامة»(8). ولما كان التشريع الإسلامي تشريعا متكاملا فقد وضع الضوابط والأسس الصحيحة لأي رابطة اجتماعية اذا التزم بها الانسان فانه بلاشك سوف يحصل على مبتغاه وعلى اجر ورضا المولى تبارك وتعالى, أما إذا تغافل عن تلك الضوابط والأسس أو أهملها فانه سيوكله الله إلى نفسه الأمارة بالسوء وسوف يواجه الكثير من المشاكل التي يستعصي عليه إيجاد الحلول لها ولن ينفعه الندم حينذاك.















ولقد ارتأينا في هذا البحث تسليط الضوء على واحدة من أهم المشاكل التي واجهها ويواجهها مجتمعنا المسلم ألا وهي (العلاقات الزوجية) مستمدين من الله تعالى العون والرشاد والتوفيق والسداد ببركة مولانا صاحب العصر والزمان «عجل الله تعالى فرجه الشريف».























الباب الأول







قبل الزواج







ما ان يبلغ الشاب العشرين من العمر ـ وربما قبل ذلك ـ حتى تبدأ الأم أو من تهتم بأمره كالأخت الكبيرة وغيرها بالبحث عن زوجة له فترها حريصة كل الحرص على حضور التجمعات والمناسبات النسائية وتنظر هنا وهناك.. وتتسأل وتبحث وتمحص عن كل صغيرة كبيرة.. ونراها لا تجد حرجا في تكرار عبارة (أبحث عن زوجة لإبني) فتثير الأخريات ليحصل العرض والطلب.. ومن ثم يحصل الزواج دون أدنى مقدمات لمن يهمهم الأمر.. وفي أحيان كثيرة يرغم الأباء أبناءَهم على الزواج دون ان يكون لهم خيار المناقشة وإبداء الرأي وكنا نسمع كثيرا بأن فلاناً تزوج من فلانة دون ان يراها أو انها ابنة عمه ويجب عليه الزواج منها, فالزواج من امرأة غريبة أمر مرفوض ومن يخرج عن هذا العرف العشائري يعرض نفسه للطرد أو للقتل في بعض الأحيان..















ان هذه الفكرة الموروثة من تقاليد متحجرة وظالمة لايمكن ان تمثل وجه الشريعة الوضاء الذي وضع لكل شيء نظاماً دقيقاً قال تعالى: «وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ» (9).















فكيف يمكن تكوين وبناء أسرة بهذا الأسلوب الخاطىء.. وقد انتفض البعض على هذه التقاليد فتحلل من هذه القيود واصبح يقيم علاقة غرامية مع من يروم الزواج بها ويتصل بها ويخرج معها ويتفقان على كثير من الأمور دون ان يعلم بهم أحد وربما تعلم الأم فتحاول تغطية الأمر عن الأب بحجة تسهيل أمر الزواج حتى يصل الأمر بالخطيبين بإقامة علاقة غير شرعية ـ قبل الزواج طبعاً ـ فتعطي المرأة اعز ما تملك لخطيبها ولا اعلم ماذا يبقى لما بعد الزواج... هذا إذا حصل الزواج.. ومن الأخطاء الأخرى التي تقع فيها بعض العوائل هو جعل إحدى البنات محجوزة لفلان منذ الصغر وتكبر هذه الفكرة معهما فيفقد الاثنان أي خيار أخر للتفكير بالغير.. وغيرها الكثير من الأخطاء التي تقع قبل الزواج من اغلب الأطراف.















فيا ترى أي هذه الوجوه والتصرفات تمثل وجه الشريعة السمحاء؟ بلا شك ان كل هذه الأمور لا تمت للدين الإسلامي بصلة وهي أمور دخيلة ولا وجود لها في تشريعاته العظيمة «سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ» (10).















وللأسف الشديد أن المجتمع أصبح أرضاً خصبة لكل هذه الأمور بسبب ابتعاده عن التشريع الإسلامي والقرآن العظيم والتوجيه الديني الصحيح.















ويتحمل أهل الدين قسطاً كبيراً من هذا الأمر بسبب ابتعادهم عن المجتمع وتضييعهم فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانشغالهم بأمور لا يليق بنا ذكرها. وعلى كل حال فإن ترك المجتمع لهذه الآفات هو أمر يسئل عنه الجميع يوم القيامة قال تعال: «وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ» (11).















فماذا أعددنا من جواب لهذا السؤال الرهيب..؟ وأي غيرة إسلامية اهتزت وانتفضت لتزيل الغبار والرين الذي صدأ على القلوب..؟ وأي كف صفقت على يد الإمام المنتظر «عجل الله فرجه» وبايعته على محاربة الفساد والإنحراف في المجتمع.. تمهيداً لظهوره الشريف فيملأها قسطاً وعدلاً بعد الظلم والجور.. وأي صوت يوقظنا من هذا السبات الطويل.















لاشك انه صوت الحوزة العاملة المخلصة متمثلة بالعلماء العاملين والطلبة المشتغلين (جزاهم الله خير جزاء المحسنين) فلنرجع إلى الله وإليها ولنغرف من معينها الذي لا ينضب ولنلتف حولها فإنها لن تخرجنا من هدى ولن تدخلنا في ضلالة, ولنطلع بهدوء على رأيها الشريف الذي نهلته من بحر القدس الإلهي المتمثل برسولنا الكريم محمد «صلى الله عليه وآله» حيث أشار السيد الشهيد «قدس سره» إلى أهم الأهداف والفوائد التي يتوخاها المشرع الإسلامي من الزواج المبكر ومطلق الزواج(12) وهي:















1 ـ تحصيل العفة والحفاظ على الدين.2 ـ سعة رزق المتزوج.







3 ـ كثرة عدد المسلمين وإيجاد أفراد موحدين.







4 ـ بقاء النوع البشري وجري النوع الإنساني.







5 ـ السكينة والمودة والرحمة.







6 ـ تشكيل الأسرة الطيبة, والتي هي النواة الأساسية لأي مجتمع.















والمستفاد من هذه النقاط أنها أهداف إنسانية إسلامية عامة وإن كان الإسلام هو دين البشرية جمعاء وهو خاتم الأديان ومع ذلك فإن الالتفاف إليها مطلوب لكي يصبح الزواج وسيلة لهدف أسمى وأعلى مما يدور في أذهان عدد غير قليل ـ خصوصاً شباب هذا العصر ـ حيث اعتبروه غاية لإفراغ الشهوة الجنسية لا غير ولا يعون لما يحصل بعد هذا الأمر ولا ينظرون إلى ما هو ابعد منه..















وقد ورد في الحديث الشريف ما مضمونه: «اجعل كل شيء قربة الى الله تعالى حتى إتيانك أهلك» يعني حتى مباشرتك لزوجتك اجعله قربة الى الله وهو ما يؤكد ما أشرنا إليه وما ألفتنا إليه النظر.















ألان لنطلع على بعض ما ذكره الفقهاء من صفات الزوجة الصالحة والزوج الصالح حيث قالوا: ينبغي اختيار المرأة الجامعة للصفات المأثورة: «البكر الولود الودود, والعفيفة, وكريمة الأصل, وطاهرة المولد من الزنا والحيض والشبهة، وأن تكون سمراء, وعيناء, عجزاء, مربوعة, طيبة الريح, ورمة الكعبين, جميلة المنظر, ذات شعر طويل, صالحة في نفسها, عزيزة في أهلها, ذليلة للزوج, حصاناً مع غيره»(13) وروي عن النبي «صلى الله عليه وآله» قوله: «إن خير نسائكم الولود, الودود, العزيزة في أهلها, الذليلة مع بعلها المتبرجة مع زوجها, الحصان على غيره»(14) وقوله «صلى الله عليه وآله»: «اختاروا لنطفكم, فإن الأبناء تشبه الأخوال»(15) وقوله «صلى الله عليه وآله»: «إياكم وخضراء الدمن. قيل: يا رسول الله وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء»(16). وروي عن الإمام الصادق «عليه السلام» قوله لبعض أصحابه حيث اخبره بعزمه على الزواج: «انظر أين تضع نفسك؟ ومن تشركه في مالك, وتطلعه على دينك وسرك؟ فأن كنت فاعلاً فبكراً تنسب إلى الخير وإلى حسن الخلق»(17).















وذكرت الروايات انه يستحب التعجيل في تزويج البنت وتحصينها بالزواج عند بلوغها العشر كما يستحب عدم رد الخاطب إذا كان من ذوي الخلق والدين والأمانة والعفة واليسار والكفاف. فقد ورد عن النبي «صلى الله عليه وآله»: «إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه, إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»(18).















وورد عن أبي جعفر «عليه السلام» أنه قال: «من خطب إليكم فرضيتم دينه وأمانته فزوجوه. إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»(19)، وروي ان رجلاً جاء إلى الحسن «عليه السلام» يستشيره في تزويج ابنته فقال «عليه السلام»: «زوجها من رجل تقي فأنه ان أحبها أكرمها وان أبغضها لم يظلمها»(20) أما فيما يخص صفات الزوج الصالح فالمستفاد من روايات المعصومين انه لابد أن يكون متصفاً بصفات عديدة, أهمها:















أن يكون تقياً ونقياً كريم الطرفين وسمح اليدين وباراً بوالديه.















وهكذا نلاحظ دأب الإسلام والمعصومين «عليهم السلام» على توجيه غير المتزوجين نحو الأسلوب الصحيح لاختيار شريك الحياة واعطاء الضوابط العامة المتمثلة بأهم عنصرين هما (الدين والأخلاق) تاركاً التركيز على الجوانب وإن كانت على قدر من الأهمية كالمال والجمال لكنها لا تمثل وجه الشريعة الوضاء الذي صدعت به الآية الكريمة: «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ»(21)|، وجعل التكافؤ مبرراً كافياً لقبول كل طرف للآخر. فقد ورد: «المسلم كفؤ المسلم»، وورد أيضا: «تتكافأ دمائكم ولا تتكافأ فروجكم»..















أقول: إن الالتزام بالأحكام والآداب الشرعية التي ذكرها القرآن العظيم وبينها المعصومون «عليهم السلام» هو الأساس لنجاح أي مشروع زواج في أي مجتمع وإن الابتعاد عنها هو نسف لهذا المشروع من أساسه. اذاً فلنذكر أهم السلبيات التي نراها في هذه الفترة, فمنها:















1 ـ التسرع في الاختيار والقبول: دون مراعاة الشروط التي ذكرناها في بداية البحث وقد أفرزت هذه الحالة صدمات نفسية كثيرة خصوصاً للنساء فينبغي التريث والتعقل قبل الشروع بالارتباط ومن الغريب أن تعتقد اغلب النساء ان الخاطب لا يأتي إلا مرة واحدة...















فنراها تصر على القبول بأي خاطب يطلبها وتتوسط لدى الأم والعم والخال لانجاح هذا الأمر, ولكن بعد وقت قريب تكتشف ان هذا الخاطب ليس هو ـ فتى أحلامها ـ فتعود لتطلب من الجميع مساعدتها على (فسخ الخطوبة)(22).















2 ـ التبرج وإظهار المفاتن والزينة: وهي حالة مؤسفة فبدل شكر الله تعالى على النعمة التي أغدقها على الخطيبين بتوفيقهما لنعمة الزواج يعصيانه بهذا الأمر ويتعاون جميع أفراد العائلة على مساعدتها بالخروج بهذاس الشكل بحجة أنها (مخطوبة) ولابد أن يراها الناس بزينة الخطوبة..















3 ـ الخلوة غير الشرعية: وهي اكثر الحالات انتشاراً في مجتمعنا فإن الخاطب يجلس مع خطيبته في البيت وربما يخرج معها لوحدها وقد يحصل تلامس و.... وهما لم يعقدا عقداً شرعياً.. فالمفروض انه أجنبي عنها ولا تجوز له كل هذه التصرفات, ومن الغريب ان يتساهل أولياء الأمور بل يتعاونون على تحقيقها بحجة انهما (خطيبان ولا بد ان يتعودا على بعضهما...) وقد قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ» (23).(24)















4 ـ الإسراف والبذخ والتبذير: وهذا ناتج من طلبات (المخطوبة) الكثيرة وكونها ما زالت عزيزة ومدللة فلابد من تنفيذ رغباتها ولو التفت هؤلاء الناس إلى الأموال التي تصرف بدون مبرر (كثرة الثياب, والهدايا, والسفرات وغيرها) أقول لو التفت هؤلاء إلى حاجات أخرى تنفعهم في تأسيس بيت للزوجية بدل هذه الأمور الزائدة, كشراء ثلاجة أو طباخ أو فراش وغيرها من أثاث بيت المستقبل لكانت أجدى وانفع.















5 ـ غلاء المهور: وهذا الأمر هو العقبة الأهم أمام مشروع الزواج حتى بلغ بالبعض أن يضع عشرات الملايين مهراً لابنته.. وعجباً له ولغيره.. فهل ان بناتهم أفضل من فاطمة الزهراء «عليها السلام» التي لم يتجاوز مهرها أكثر من (500 درهم)..؟ وهل في هذا الأمر تفاخر وتباهي حتى استفحل الأمر واصبح سنة هدامة ومعرقلة لا غلب مشاريع الزواج.. والحق ان الفساد الذي يعيشه المجتمع هو من افرازات عدم تزويج الشباب والشابات.. كيف لا، وقد حذرنا رسول الله «صلى الله عليه وآله» الذي لا ينطق عن الهوى حيث قال ما مضمونه: «إذا رضيتم الرجل عقله ودينه فزوجوه, إلا تفعلوا تكن فتنة وفساد كبير».















فلابد من مراجعة النفس والضمير فكلنا نتمنى الخير والسعادة للإسلام وليس من الخير والسعادة ان نرى الرجال قد افنوا شبابهم ولم يدركوا الزواج والنساء قد بلغن الأربعين بلا تزويج وغلاء المهور والطلبات التعجيزية هي أهم أسباب عزوف الجميع عن الزواج..















فليس شرطاً ان نرُضي فلانة وفلاناً بل الأهم هو مرضاة الله تعالى وكل ما يقولونه قبل الزواج وبعده سراب يحسبه الضمآن ماء. ولنقرأ بعض ما ورد في السنة الشريفة بخصوص هذا الأمر, فقد ورد عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» انه قال: «أفضل نساء أمتي أصبحهن وجهاً واقلهن مهراً»(25). وروي عن الإمام الباقر «عليه السلام» انه قال: «روي أن من بركة المرأة قلة مهرها ومن شؤمها كثرة مرها»(26).















وروي عن أبي عبد الله «عليه السلام» قوله: «فأما شؤم المرأة فكثرة مهرها وعقم رحمها»(27). وبعد هذا هل ترتضي المرأة بأن تكون شؤماً وفاقدة للبركة والخير, إن هذا ما لا يرتضيه عاقل فحريّ بأولياء الأمور ان لا يبالغوا في المهور فيتسببون بتعطيل سنة الزواج المباركة.























الباب الثاني







الليلة التي تسبق ليلة الزواج







من الأمور المهمة في موضوعنا هذا, الليلة السابقة على الزواج الفعلي وهي ما تسمى بـ(ليلة الحنة) ويوم الزواج وهو اليوم الذي انتظره الزوجان فترة طويلة ليعيشا بعده الاستقرار والاطمئنان ولكن الغريب هو أن يبدآه بمعصية الله تعالى وبصور سلبية نذكر أهمها:















1 ـ الغناء والموسيقى والرقص المبتذل: هذه الظاهرة من المآسي التي يعيشها مجتمعنا فكلما اختفت فترة ظهرت في أخرى وكأن هناك دعم شيطاني مستمر لهذه الظاهرة من بعض شياطين الأنس.. وغالباً ما نسمع من البعض قولاً (انها ليلة واحدة في العمر..) وعجباً لهم فأي نعمة عظيمة أنعمها الله عليهم في هذه الليلة وقد وفقهم لتكوين أسرة وبناء بيت في الإسلام وقد ورد: «ما بني في الإسلام بناءً أحب إلى الله من التزويج»(28)، فالمفروض بهم ان يكونوا مصداقاً لعباد الله الذين يستعمرون الأرض فيعمروها ويكثرون فيها الخير والبركة ويملأوا الأرض ذرية صالحة يباهي رسول الله «صلى الله عليه وآله» بها الأمم, فقد ورد عنه ما مضمونه: «تناكحوا وتكاثروا فإني مباه بكم الأمم حتى السقط».















فلماذا هذه المعصية وهذا الجحود للنعمة, غناء محرم واختلاط مذموم وفحش فاضح ورمي النقود وإسراف وتبذير في الأكل والشرب ورقص وتمايل واتباع للهوى والشيطان. قال تعالى: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ»(29).















كل هذا يحصل في (ليلة العمر) والغريب ان بعض المؤمنين يجاملهم في هذا الأمر فيشاركهم في الإثم وربما يدفعه جو الغناء والرقص إلى الطرب والتمايل معهم فيشاركهم الإثم ويعينهم عليه ويخالف قول الله تعالى: «وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ»(30)، وللتوسع اكثر في معرفة آثار الغناء على الفرد والمجتمع فينبغي مراجعة الكتب المتخصصة بهذا الأمر(31).















2 ـ المبيت في الفنادق الماجنة: ومنشأها ان الزوجين يريدان الراحة بعيدا عن ضوضاء الفضوليين من الأصدقاء والأقارب وهو يوم حساس لكليهما فينبغي ان لا يشوبه إزعاج أو غيره فيذهبان إلى الفندق لانهما يجدان ـ حسب اعتقادهما ـ ما يرغبان فيه.. والآن لنناقش الأمر بهدوء.. فنعرف ان اغلب الفنادق التي يتجه إليها الأزواج هي من فنادق الدرجة الأولى.. التي يكثر فيها الفساد وتشتهر بالمحرمات كالغناء والسفور والخلاعة وشرب الخمور وقد نقل البعض ان في هذه الفنادق ممن يضع كاميرات سرية لتصوير العريسان في حالة... فأي مصيبة يبتلى بها العريسان أشد من هذه... نعم ليس هناك حرمة في الذهاب إلى الفندق الذي يلتزم بالآداب الشرعية الإسلامية وتحرص على عدم حصول محرمات في الفندق كالتي ذكرناها. ولا بأس بالتبرك بقضاء ليلة الزواج في الكاظمين «عليهما السلام» أو كربلاء المقدسة والاصطباح بمراقد المعصومين «عليهم السلام» مع مراعاة الأحكام والآداب الشرعية من قبيل عدم التبرج واجتناب الأغاني والإسراف والبذخ وغيرها وينبغي للزوج وهو من وصفه المولى تعالى بقوله: «الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء»(32). ان يكون حدياً وجدياً في مثل هذه الأمور ولا يجوز له الاستسلام لطلبات الزوجة أو أهلها فيداهنهم على الذهاب إلى فنادق الدرجة الأولى المليئة بالمحرمات.. فان الذهاب إليها محرم وهو إعانة على الإثم.















فائدة: يبقى الزواج في البيت هو الأفضل لكلا الزوجين حيث الستر والعفة والامان وقد يحصل أحيانا بعض الأمور النفسية للزوجة فتكون بحاجة لامرأة بجانبها وهو ما لا تجده في الفندق..















فننصح الجميع بتشجيع فكرة الزواج في البيت واجتناب الفنادق احتياطاً وابتعاداً عن المحرمات التي تحصل أو يحتمل إنها تحصل هناك.. «وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ» (33).















3 ـ زفاف المرأة: اعتاد عوام الناس ومنذ فترة ليست بالقصيرة على ان يذهب الزوج لأخذ عروسه من بيتها ومن ثم الدوران بها في الشوارع ـ لاعلام الناس ـ ومن ثم الاستقرار في الفندق أو بيت الزوجية.















وهنا التفاتة مهمة: فان سنة رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن تزف المرأة إلى بيت الزوج لا العكس ـ كما يحصل الآن ـ ويستحب ان يزفها وليها إذا كان قادراً على ذلك وحسبنا بذلك مثلاً وأسوة هو زواج الزهراء «عليها السلام» فقد روى ان رسول الله «صلى الله عليه وآله» لما علم برغبة أمير المؤمنين «عليه السلام» بأن تزف الزهراء «عليها السلام» أمر نساءَه بتهيئتها وتجهيزها ثم حملها على الناقة ومعه صحابته الاجلاء أبو ذر وعمار وسلمان والمقداد وغيرهم من المخلصين فكان أحدهم يسوق الناقة واخر يقودها حتى أوصلها «صلى الله عليه وآله» إلى بيت أمير المؤمنين «عليه السلام» وادخلها عليه وأوصاه بها خيراً وأوصاها به ودعا لهما بالبركة والذرية الصالحة.















فلما كان رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد زف الزهراء «عليها السلام» إلى زوجها علي «عليه السلام» وبرفقة هؤلاء الصحبة الخيرة من الصحابة الاجلاء, فلماذا لا نأخذ بسنته ونسير بهداها ولماذا نضيعها ونأتي بأمور دخيلة لا علاقة لها بالشرع المقدس وهي خطوة تحتاج إلى جرأة وصبر وتعقل وبمرور الوقت يرجع اليها الناس فنكون بذلك من الذين يرحمهم الله كما قال الرسول «صلى الله عليه وآله» ما مضمونه: «رحم الله من أحيا سنة وأمات بدعة».















4 ـ زينة العروس وصالونات الحلاقة: ان تزينّ المرأة واستعدادها لان يراها زوجها في ليلة العرس بأبهى حلة هو أمر جيد ومطلوب ولكن ينبغي ان لا يكون العرض لجميع الناس.. كيف ذلك وقد نهانا الله تعالى عنه في كتابه الكريم: «وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى» (34). «وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ» (35). ومن المؤسف ان ترى بعض النساء تذهب إلى صالونات الحلاقة التي يديرها الرجال.. أو صالونات حلاقة تديرها امرأة فاسدة وفاجرة فان كل ذلك محرم وإعانة على الإثم. نعم يجوز لها التزين في صالونات الحلاقة التي تلتزم بالآداب والأحكام الشرعية ولا تؤدي إلى محرم وان كان اغلبها بعيداً عن الشرع.















فوائد مهمة







الفائدة الأولى: تنظيف الوجه والجسم (للمرأة) بالخيط (الحف) جائز ولا إشكال فيه بالعنوان الأولي ولكن هنالك بعض التطبيقات الخاطئة كأن تقوم (الحفافة) بتعرية العروس وتنظيف جميع جسمها بالخيط أو بالنورة, حتى علمتُ ـ أكيداً ـ انها لا تستثني أي جزء في جسم المرأة... وهذا ما يكثر في الأوساط النسائية للأسف الشديد وعذرهن في ذلك هي انها عروس ويجب ان تكون بأبهى حلة واستعداد...















الفائدة الثانية: نلاحظ ان العريس يتهيأ للزواج بحلق لحيته وارتداء ملابس ـ الشهرة ـ في بعض الأحيان ومعلوم ان حلق اللحية محرم سواء في ليلة الزواج أو في غيرها إلا بعذر شرعي وفي أغلب الأحيان يكون العذر غير موجود في هذه الحالات, كما ويحرم على الحلاق اخذ الأجرة على حلق اللحية في هذا المورد. ومن الأمور التي ينبغي الإشارة إليها بهذا الصدد هو ان أهل العروس يقومون بشراء بعض الحاجيات للزوج ويطلقون عليها اسم (مهر الزوج...) فمتى كان للزوج مهراً؟ حتى استفحل هذا الأمر واصبح (سنة مبتدعة) وجارية في اغلب مجتمعاتنا للأسف الشديد.















الفائدة الثالثة: خلال حفلة (الحنة) النسائية أو حفلة عقد الزواج يتم تصوير بعض اللقطات بواسطة الكاميرا العادية أو بالتصوير الفديوي من قبل أنفسهن وهذا الأمر لا بأس به ولكن ما يحصل هو ان هذه الصور واللقطات تعرض أمام رجال آخرين (أجانب وأقارب) وربما يرسل (الفلم الفديوي) إلى الجيران وغيرهم لمشاهدة (حفلة الحنة) ومن الطبيعي أن تكون النساء بوضع غير محتشم وربما تظهر في الصورة أو الفلم حالات راقصة وسافرة وكاشفة عن بعض المفاتن, فهنا ننبه إلى حرمة عرض هذه اللقطات أمام هؤلاء وضرورة ان ينتبه الجميع لهذا الأمر.























الباب الثالث







بعد الزواج







بعد الزواج يدخل الزوجان عش الزوجية (والكلام هنا عن الزواج الدائم) وهما مليئان بالأحلام والأمنيات اللطيفة بتكوين أسرة هادئة يسودها الوئام والألفة والذرية الصالحة وهذه الفكرة بحد ذاتها ـ وان كانت دنيوية ـ إلا انها غريزة أوجدها المولى تبارك وتعالى في الإنسان لاستمرار الحياة وحفظ النسل.. وما ان يبدأ الزوجين يومهما الأول حتى تنهال عليهما التبريكات والدعوات بزواج سعيد وحياة مليئة بالسعادة.. و... الخ.















واكثر من يهتم بهذا الأمر هي والدة الزوج... أو أخته خصوصاً اذا كانت غير متزوجة ثم تدور الأيام لتنقلب هذه المودة الى نكد وعراك وهذه الدعوات بالخير إلى دعوات لا نتمناها حتى لعدو..















فما هي أسباب هذا التحول والانقلاب الذي نلاحظه في حالات عديدة من الزواج.. ؟ ولماذا تتحول فكرة الزواج إلى كابوس يعيشه المتزوج ويحذر منه الذين لم يدخلوه؟ لنبحث معاً أهم أسباب المشاكل العائلية ولنضع لها حلولاً شرعية متمثلة برأي الشريعة المقدسة.























المشكلة الأولى







الجهل بالواجبات والحقوق الشرعية والأخلاقية لكلا الزوجين







وهو أمر مهم ينبغي للزوجين معرفته فان لكل واحد منهما حقوقاً وعليه واجبات شرعية وأخلاقية نذكرها على تفصيل لأهميتها:















فالحقوق الشرعية الواجبة على الزوج حددها الفقهاء «أعلى الله مقامهم» بعنوان عام وهو النفقة الواجبة وأجزاؤها ثلاثة.















المسكن, الملبس, المأكل والمشرب.















وبتوفير هذه النفقة يكون الزوج قد أوفى بالتزامه الشرعي (الواجب) تجاه زوجته إضافة إلى الحقوق الأخرى كحق المبيت ليلة من كل أربع ليال وعدم ظلمها (وتوفير متطلبات العلاج وغيره) وبالمقابل فإن على الزوجة حقوقاً حددها الفقهاء بأمرين:















1 ـ التمكين الجنسي الكامل الدائم.







2 ـ الخروج من البيت بإذنه, مع إمكان الحصول على الإذن.















فإذا التزمت الزوجة بهذين الأمرين سميت (ممكّنة) وتستحق النفقة الكاملة بذلك... هذا ما ذكره الفقهاء على نحو (الواجب) أما المستحب فبالإمكان الإطلاع عليها في كتب أخرى(36).















ونحن هنا لسنا بصدد عرض آراء الفقهاء بل إيضاح بعض الفوائد المهمة التي ينبغي للزوجين الالتفات إليها لتجاوز الخلافات التي من المحتمل ان تحصل بينهما فمنها:















الفائدة الأولى: ان أي عمل صالح يعمله الإنسان واجباً كان أو مستحباً إذا قصد به التقرب إلى الله تعالى فانه بلا شك ينال اجر ذلك العمل أضعافا مضاعفة قال تعالى: «لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى»(37)، فإن أداء أي من الواجبات المترتبة بذمة الزوجين لو أديت بالتفات إلى هذه النقطة فإنها ستكون فرصة للحصول على طاعات ومقامات لا ينالها إلاّ مَن وفقهم الله لذلك.















الفائدة الثانية: ان أداء الواجبات والمستحبات بتمامها سوف ينتج آثارا وضعية يشعر بها الزوجان وتنعكس على حياتهما المستقبلية بل وحتى على تصرفات الأبناء.















الفائدة الثالثة: ليس من الوجبات التي على الزوجة (التنظيف، والطبخ، وإرضاع الطفل، وخدمة الضيوف، وغيرها من الأمور التي لم تذكر) ومن الخطأ ان يفهمها الزوج على انها حقوق واجبة بل هي حقوق أخلاقية وينبغي للزوجة عدم استغلال هذه النقطة لممارسة ضغوط معينة على الزوج مقابل هذه الأعمال ولتعلم انها لو أدت هذه الأعمال بصورة حسنة فانها ستنال الأجر دنيويا وأخرويا, أما لو حصل العكس والعياذ بالله فانها سوف تخسر في كلا الدارين، فمثلا هل ترضى ان يقال عنها ان فلانة قذرة وغير نظيفة ودارها مليء بالأوساخ ويقال عنها بأنها لا تعرف الطبخ أو انها مهملة لأطفالها وزوجها بالتأكيد ان الجواب يكون لا والف لا فليست هذه صفات المرأة المؤمنة. كيف ذلك وقد كانت سيدة نساء العالمين الزهراء «عليها السلام» تطبخ وتكنس وتطحن حتى تورمت يداها وهي سعيدة بهذا الامر لان فيه رضا الله تعالى ورسوله وزوجها أمير المؤمنين «عليه السلام» عسى ان تلتفت الزوجات لهذا الأمر ولا يستفحل أمرهن على الأزواج فيتسبب طرحنا لهذا الحق بمفسدة والعياذ بالله.















الفائدة الرابعة: ان التعرف على الحقوق الزوجية المتبادلة سوف ينتج حالة من الوعي الاجتماعي الصحيح بين أفراد المجتمع ويمنح الأفراد عموما الحق الذي فرضه الإسلام لهم ومن الممكن بعد ذلك القضاء على الكثير من السلبيات التي يعيشها المجتمع كقول البعض (ان فلانا يخاف من زوجته أو ليس بيديه أي أمر بل بيد زوجته. وغيرها من التصورات الخاطئة التي تنعت كل شخص يلتزم بحقوقها الواجبة والمستحبة بهذا الوصف الغريب).















الفائدة الخامسة: يذكر أهل الفضل والعلم «أعلى الله مقامهم» أننا نعيش عصر الظهور القريب لإمام العصر والزمان (أرواحنا له الفداء) فما احرانا بان نهيىء له مجتمعاً واعياً يتقبل أفكاره وأطروحته وينفذ أوامره, والمعلوم ان أساس أي مجتمع هي الأسرة فلنحرص على ان نكون بمستوى الممهدين لظهوره (عجل الله تعالى فرجه) ولا نكون من الذين يشاركون بتأخير ظهوره وهذا لا يتم الا بترويض النفس وتعويدها على الطاعات الواجبة والمستحبة للوصول إلى التكامل الذي يريده الله تعالى لنا ورسوله والمؤمنون وهذا الكلام مقدمة لإلفات نظر الزوج إلى أن يمنح الزوجة الفرصة للأعمال العبادية خصوصا المستحبة ولا يطالبها بما يرهقها ويضيع عليها فرصة التواصل بالعبادة وليتنازل عن بعض حقوقه ويقصد بذلك وجه الله تعالى فانه سوف يحصل على اجر كبير وحب ورضا زوجته.























المشكلة الثانية







تدخُّل الأهل والجيران والأصدقاء







وتكاد تكون هذه النقطة من أهم المشاكل التي تواجهها الحياة الزوجية ولكي تتضح صورتها فإننا نقسمها الى جهتين:















الجهة الأولى: الأهل







وهذا التدخل يحصل قبل الزواج وبعده فقبل الزواج مثلا تبدأ الطلبات الغريبة كغلاء المهور وكثرة الملابس والغرفة الفاخرة وغيرها من الأعباء التي تثقل كاهل الزوج وقد تؤدي به إلى العزوف عن الزواج ثم تتسع الحالة لتشمل حياة الزوجين بعد الزواج, فأهل الزوجة يصرون على ان يكون لابنتهم الرأي الحاسم في القضايا كلها وأهل الزوج يرون العكس وتحدث مشاحنات واختلاف آراء تصل بالنتيجة إلى ما لا يحمد عقباه. ولنلفت نظر أهل الزوجين إلى أمور مهمة جعلناها في عدة أفكار:















الفكرة الأولى: ان الإنسان وبطبيعة خلقه يطمح ان يكون له طريق خاص في هذه الحياة وفق ما يتصوره هو فينظم أفكاره وتطلعاته وفق هذا التصور ففي هذا المورد ينبغي ان يكون تدخل الأهل إيجابيا لا سلبيا كإبداء النصيحة والموعظة وتقديم يد العون بالممكن وتهيئة سبل نجاح الطريق الذي اتخذه الأبناء لهم.















الفكرة الثانية: ان الله تبارك وتعالى قد جعل القيمومة للزوج ونص عليه صريحا في القرآن الكريم «الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء»(38)، فلأي أمر يحاول أهل الزوجة ان تكون القيمومة لابنتهم؟ وان تكون الكلمة الأخيرة لها حتى وصل الأمر بالبعض ان لا يصدر منهم أي قرار الا بعد إمضاء الزوجة ان هذا العمل تضعيف لقيمومة الزوج وإهمال لدوره الذي ارتضاه الله تعالى له.















الفكرة الثالثة: عادة ما يحصل نزاع وخصام بين الزوجين لأسباب مختلفة فتخرج المرأة بدون إذن زوجها طبعا غاضبة إلى أهلها وخروجها بهذه الطريقة محرم لأنه بدون إذن الزوج هذا أولا, ثم إن الأهل لا يتداركون الموقف بل يؤلبون الزوجة على زوجها ويستثيرونها وليس ببعيد إن يتهور أحدهم فيصل به الحال أن يعتدي على الزوج بالضرب وغيره فالصحيح ان يكون موقف الأهل اكثر تعقلا وتفهما فربما يكون التقصير كما هو غالبا من الزوجة, فأول أمر ينبغي لهم إظهاره هو عدم رضاهم عن خروجها من بيت الزوج بدون إذنه والأفضل إرجاعها بأسرع وقت حتى لا يستفحل الأمر ويكثر القيل والقال من أطراف أخرى ومن ثم التفاهم مع الزوج بحوار هادئ لمعالجة المشكلة ووضع الحلول المناسبة لها.















الفكرة الرابعة: في الأيام الأولى من الزواج تكون الزوجة قد دخلت جوا اجتماعيا جديدا وبيتا لم تألفه بعد فمن الطبيعي أن تشعر بالشوق والحنين لبيت أهلها فنراها تطالب زوجها في اغلب الأحيان بزيارتهم وقد تتكرر الحالة أسبوعيا وهذا أمر ينبغي ان يلتفت إليه أهل الزوج فيشعروها بالأمان ولا يتململوا من ذهابها لزيارة أهلها وقد تبين لاغلب المتزوجين ان الزوجة وبمرور الأيام تعتاد على الحياة الجديدة وتتأقلم معها فنلاحظ ان زيارتها لاهلها تقل تدريجيا ثم تتباعد وتنحسر إلا لضرورة خصوصا إذا رزقها الله نعمة الأطفال وما هي الا فترة معينة ثم يتغير الحال لتصبح تابعة لزوجها وشريكة لحياته في كل أوقاته.















وهنا التفاتة مهمة لاهل الزوجة فالواجب عليهم توجيه ابنتهم نحو طاعة زوجها وعدم الخروج من البيت إلا بإذنه وليس صحيحاً ان نلاحظ أم الزوجة وهي تطالب ابنتها بعدم الانقياد لآراء الزوج وأفكاره بل تحثها على كثرة الزيارات وهو ما يثقل كاهل الزوج حتما خصوصاً في هذا الظرف العصيب الذي يحتاج الزوج فيه إلى الوقت والمال.























الجهة الثانية: الجيران والأصدقاء







ورد عن أمير المؤمنين «عليه السلام» انه قال ما مضمونه: «مازال رسول الله يوصينا بالجار حتى ظننا انه سيورثه»، وهذه مقدمة نسوقها لنبين أهمية الجار وشدة تأكيد رسول الله «صلى الله عليه وآله» على مراعاته ومع ذلك فقد يحصل في أحيان كثيرة ان يكون الجار مؤذيا وفضوليا بشكل لا يطاق فيتسبب بمشاكل وأمور يصعب حلها وهنا أمور ينبغي إلفات النظر لها:















الأمر الأول: قالوا: (إن البيوت أسرار) فعليه ينبغي للزوجة أن لا تكشف سرها لكل من هب ودب خصوصا إن اغلب النساء ثرثارات ولا يكتمن سرا, فالالتفات لهذا الأمر مطلوب وهو من الحقوق الواجبة على الزوجة أن تحفظ زوجها في سره إذن فعليها أن لا تذيع أسراره ولا تكشفها أمام الأخريات حتى لو كانت جيران أو صديقة... الخ.















ومن الأمور الغريبة ان اغلب النساء يدخلن بيوت بعضهن البعض بلا استئذان أو طرق الباب أو غيره وقد يصادف أن يكون الزوج موجوداً أو في وضع غير مهيأ لاستقبال أحد , كما علمت ـ أكيدا ـ إن اغلب الجيران والصديقات يتندرن بما يحصل بينهن وبين أزواجهن خلال المعاشرة.. ويذكرن أمورا أجُلّ القلم عن ذكرها وهذا حرام في الشريعة ويؤدي إلى إشاعة الفاحشة وهو ما نهانا المولى تعالى عنه حيث قال: «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ»(39).















ومن المؤكد أن تنقل الزوجات ما يدور من حديث بينهن إلى الأزواج فيطمع الذي في قلبه مرض, وهو ما حذرنا منه المولى تعالى.















الأمر الثاني: اعتاد اغلب الأصدقاء التزاور وقضاء بعض الأوقات عند أحد من الأصدقاء وهو بحد ذاته أمر راجح ومطلوب ولكن أن يتطور الأمر فيصبح هدرا للوقت ومجلسا للغيبة وذكر مساويء ومفاسد الآخرين وانتقاصهم فهذا أمر محرم ولا يجوز استمراره كما إن من حق الأسرة أن تنعم بوقت مخصص تجتمع فيه وتتذاكر أمورها وتحل مشاكلها ومن حق الأبناء أن يحتضنهم والدهم ويحنو عليهم ويوجههم ويعلمهم, فهي أجدى وانفع من هذه المجالس المشبوهة. وهنا تبرز مشكلة التململ من خدمة الضيوف التي تعانيها الزوجة بصورة خاصة والتقيد الذي تعيشه العائلة, والزوج لا يريد أن يكون في موقف محرج أمام ضيوفه فيحدث النزاع والخصام, نعم من الواجبات الأخلاقية أن لا تقصر الزوجة في خدمة الضيوف وهو أمر تنال عليه الأجر من الله تعالى أولا ومن ثم رضا زوجها ثانياً ولكن على الزوج الانتباه إلى من يدخلهم إلي بيته والى أخلاقهم حتى لا يتركوا أثرا سيئا في دخولهم, كما أن اعتياد بعض الأصدقاء على زيارة البيت لا يجيز لهم الكلام والتصرف مع الزوجة اكثر من الحد الشرعي وتبقى أجنبية عنهم و(الميانة) التي تحصل بسبب كثرة التردد على البيت هي حبل من حبال الشيطان يريد أن يغوي به من جعل نفسه فريسة سهلة له. ومن المناسب إن نذكر هنا ما أجابت به الزهراء «عليها السلام» أباها رسول الله «صلى الله عليه وآله» حينما سألها عن أي شيء خير للمرأة فأجابت بما مضمونه: «أن لا ترى رجلا ولا يراها رجل» أي بمعنى أن لا ترى رجلا أجنبيا ولا هو يراها. ونحن بأمس الحاجة لتطبيق هذا الحديث المبارك في وقتنا الحاضر المليء بأساليب متنوعة للشيطان.















الأمر الثالث: من الصفات التي تتميز بها المرأة (الغيرة) خصوصاً من معارفها وجيرانها فلو علمت أو رأت أن فلانة اشترت شيئا" معينا لها أو لبيتها فإنها سوف لن تهدأ حتى تشتري مثله أو أحسن منه, ولا أقل من شراء شيء آخر غير موجود في بيت تلك الصديقة... ونرى مثل هذه الأمر حتى في إقامة الشعائر الحسينية كـ(الطبخ ومجالس العزاء وغيرها) فأن كثيراً من النساء لا يفعلن هذه الأمور بقصد الثواب بل بمقاصد أخرى لا يعرفها إلا عالمهن الخاص ودليل ذلك هو المكياج والملابس الفاضحة والزينة التي تحصل خلال هذه المجالس وبتقليل دخول وخروج الصديقات والجيران وحصره بالضرورات نكون قد أغلقنا بابا يتوقع منه الإثم فنبتعد عن الانتقاد والقيل والقال وتهييج المواجع, وهذا الأمر يذكرني بشكوى أحد الأشخاص من تصرفات زوجته التي ألحت عليه بشراء ستائر جديدة للبيت ففعل ذلك وقد كلفته مبلغاً قدره (000 25) ألف دينار فأسرعت الزوجة إلى خياطتها عند الخياطة ومن ثم تعليقها وأخذت تفكر في الطريقة التي تجعل الصديقات والجيران يرون هذه الستائر,فما كان منها إلا أن تقيم لهن وليمة طعام كلفت هذا الزوج المسكين (00000 1) ألف دينار..























المشكلة الثالثة







كثرة خروج المرأة من البيت







والخروج الذي نشير إليه هو بإذن الزوج طبعا لا بدونه فيكون محرما, وقد أشرنا في النقطة السابقة إلي ما ورد عن الزهراء «عليها السلام» قولها: «بان لا ترى رجلا ولا يراها رجل» وهذا الحديث ينبغي أن لا يفهم على انه تقييد وخنق لحرية المرأة وحقها في العيش بل هو الحرية الحقيقية لها, وأي حرية أعظم من الالتزام بشريعة الإسلام الحق ونيل رضا المولى تعالى المقرون بطاعة الزوج... ونحن هنا نسجل بعض الملاحظات التي تحصل نتيجة كثرة خروج المرأة من البيت وبالخصوص (الموظفات).















الملاحظة الأولى: انه ينتج كثرة الاختلاط مع الآخرين خصوصا الرجال الأجانب الذين لا يأمن طمعهم في كل امرأة ملتزمة تجاذبهم أطراف الحديث فهي برأيهم مطلوبة والتحدث معها هو درجة من الانتصار ويتباهون به أمام أصحابهم.















الملاحظة الثانية: إنها ستكون فريسة سهلة للضغوطات الاجتماعية التي تواجهها من رب العمل أو المراجعين أو بعض زميلاتها ممن يتربصن بإيقاعها في الحرام لتكون مثلهن, وقد لاحظنا حالات كثيرة من انجراف بعض الملتزمات إلى مهاوي الرذيلة بسبب تأثير زميلاتهن من الموظفات الفاجرات والتي تصعب عليهن يدبرن لها مصيدة لإيقاعها في الوحل الذي سقطن فيه...















الملاحظة الثالثة: غالبا ما يؤدي كثرة الخروج إلى التقصير في الحقوق الزوجية الواجبة والأخلاقية, فالموظفة مثلا متى تستطيع الرجوع إلى البيت وتؤدي التزاماتها من إعداد الطعام وتوفير سبل الراحة لزوجها العائد من العمل؟ وكيف تستطيع التوافق بين العمل وبين تربية الأطفال وإعداد مستلزمات البيت كالكنس والتنظيف والطبخ وغيرها...؟ ثم متى تؤدي واجباتها العبادية والاجتماعية؟ ونلاحظ إن التقصير يحصل في شهر رمضان المبارك الذي هو فرصة للحصول على أعلى الدرجات ونيل اكثر عدد من الحسنات...















الملاحظة الرابعة: إن التقصير حاصل في نفس العمل الذي يمارسَنهُ خصوصا ـ الموظفات ـ فان اغلبهن لا يؤدين الأعمال الموكلة إليهن بصورة مقبولة فضلا عن الجيدة ونرى بعضهن نائمة على المكتب أو تعد بعض الطعام لزوجها في مقر عملها أو تختلس بعض الوقت لتنام في مكان منعزل لأنها سهرت ليلة البارحة بمتابعة الفلم الأجنبي أو غيرها من الأمور الأخرى... والخلاصة أن المستوى الأوسط من تحقيق الإنتاج المطلوب غير متحقق بالنساء المتزوجات لتأثير الحياة الزوجة عليهن, نعم نرى هناك جدية بالعمل والنهوض الصباحي وإنجاز المعاملات عند النساء غير المتزوجات أو اللواتي لم يرزقهن الله تعالى ـ الذرية ـ فهنا نشير إلي فائدتين...















الفائدة الأولى: إن الأولى بالمرأة المتزوجة أن تكرس نفسها لبناء أسرتها وتوفير سبل السعادة لها فأي نعمة افضل من تكوين أسرة مؤمنة وهادئة وتربية أبناء صالحين يدعون لابائهم, وقد ورد في الحديث: «ولد صالح يدعو له» كما ان رضا الزوج هي نعمة عظيمة وعد الله تعالى عليها أجرا كبيرا وقد حذر المرأة التي تسخط زوجها في بعض حقوقه فيبيت وهو عليها غاضب فيغضب الله تعالى لغضبه, ولنأخذ الزهراء «عليها السلام» قدوة وأسوة لنا وزينب بنت علي «عليها السلام» وخديجة الكبرى «عليها السلام» حيث تركت التجارة وكرست حياتها لخدمة الإسلام ورسوله الكريم «صلى الله عليه وآله» فهل إن نساءَنا افضل منهن..؟ ومن غريب الأفكار النسائية أن يقللن من شأن التي لاتعمل فيذكرنها بامتعاض ويصفنها بأنها (ربة بيت) وماذا في ربة البيت؟ فنعم ربات البيوت اللواتي رفدنَ الإنسانية بعظماء كانوا وما زالوا القطب الذي تدور حوله رحى البشرية, فهذا سيد البشر رسول الله «صلى الله عليه وآله» كانت أمه ربة بيت وهذا خاتم الأوصياء وإمام الثقلين علي بن أبي طالب كانت أمه فاطمة بنت أسد «رضى الله عنها» ربة بيت, وهذه الزهراء سيدة نساء العالمين كانت أمها ربة بيت وكرست حياتها لخدمة زوجها وتربية أبنائها... وتجيب بكل فخر «خير للمرأة أن لا ترى رجلا ولا يراها رجل» فأي عيب أن تكون المرأة ربة بيت...؟ نعم قد يورد البعض اعتراضا على هذا الكلام بقوله انه لم تكن هناك وظيفة أو مهنة تمارسها النساء في عصور الإسلام الأولى وربما يضيف ان هذا معناه تحجيم لدور المرأة وسلبها حقها في ممارسة دورها في تطور الحياة وتقدمها... وهو قتل لقدراتها في بناء المجتمع؟.















ويجاب عليه إن الكثير من نساء المسلمين كن يزاولن أعمالا مختلفة قبل الإسلام وبعده كالتجارة وبيع الأقمشة والرعي وجني المحاصيل الزراعية وحتى الرضاعة كانت مهنة شائعة في تلك الأزمان وغيرها من الأعمال, ورغم ذلك فان نساء أهل البيت «عليهم السلام» كن يؤثرن طاعة الله ورسوله على كل شيء ويكرسن كل جهودهن ويوظفنها لخدمة أزواجهن وأبنائهن وخير مثال على ذلك أم المؤمنين خديجة «رضى الله عنها» فقد تركت التجارة وتفرغت لرعاية زوجها رسول الله وتهيئة الجو النفسي والعائلي والصحيح لأداء رسالته العظيمة وواسته بأموالها وبذلتها رخيصة من اجل إعلاء كلمة الحق فحري بالنساء ان يتخذنها قدوة لهن, ولمعرفة دورها العظيم ننصح بمراجعة كتاب (من وحي المناسبات) لسماحة الشيخ محمد اليعقوبي «دام ظله».















الفائدة الثانية: إن هناك الكثير من النساء المتزوجات اللواتي يحتاجهن المجتمع حاجة ماسة كالطبيبات والمعلمات والممرضات وغيرهن من ذوات الاختصاصات الاجتماعية المهمة وان غيابهن يسبب إرباكا ومحرمات كثيرة لا يمكن التخلص منها فكيف يكون التصرف معهن؟ فنجيب: إن الإسلام العظيم لم يمنع المرأة من ممارسة دورها العظيم في بناء المجتمع وقد حفظ لها حقها بذلك ولكن وفق ضوابط شرعية لا يجوز لها خرقها وتجاوزها, كلها تهدف إلي حفظها من الوقوع في الحرام والانزلاق في مهاوي الفساد ـ والعياذ بالله ـ فلها أن تمارس وظيفتها ـ المحللة ـ وفق هذا المقياس ولا يمكن لأي أحد أن يمنع عنها ذلك الحق بل إن الإسلام العظيم قد شجعها على أن تكون عنصراً بنّاً ومنتجاً ونافعاً في جميع جوانب العلوم الحياتية ومجالاتها المختلفة خصوصاً في مجالات الطب والتعليم والتمريض فإنها مجالات متعطشة الى الكوادر النسائية لدفع المحرمات التي من الممكن أن تحصل في مراكزنا العلمية كالمستشفيات والمدارس لان فقدان الكوادر النسائية فيها يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه وهو مالا يرتضيه الإسلام. والحقيقة ان اغلب مسارات الحياة متوقفة على مشاركة كلا الطرفين فيها اعني الرجل والمرأة فكل منهما يؤدي دوره لتستمر عجلة الحياة.لكن تبقى الوظيفة الأساسية للمرأة هي إعداد وتهيئة جيل قادر على تحمل مسؤوليات الحياة والحفاظ على جري الجنس البشري ضمن إطار الشريعة المقدسة.وهو هدف عظيم لو زاولته المرأة بصورة صحيحة فسوف تكون مصداقاً حقيقيا لما وصفه رسول الله «صلى الله عليه وآله» بقوله: «الجنة تحت اقدام الأمهات» وهنا سؤال: هل تستطيع المرأة المتزوجة ان توفق بين عملها وبين رعاية أبنائها وتربيتهم ورعاية زوجها ومسؤوليتها الأخلاقية تجاه بيت الزوجية؟ هذا سؤال نتركه لتجيب عليه المرأة بنفسها ولتكن صادقة في جوابها.















بقي شيء أخير أود الإشارة إليه وهو انه لو تزاحم الأمر بين العمل (الوظيفة وغيرها) وبين طاعة الزوج وتربية الأولاد, فإنه يقدم الثاني على الأول أي, انه يجب عليها طاعة زوجها وعدم الخروج من البيت إلا بأذنه ولا بد لها من الالتفات إلى تربية أولادها لتحصل على أجر اكبر ومقام أعلى عند الله الذي لا يضيع عمل العباد. ومن المناسب أن نختم هذه النقطة برواية عن أهل البيت «عليهم السلام» فقد ورد عن الباقر «عليه السلام»: انه تقاضى علي وفاطمة إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» بالخدمة, فقضى على فاطمة «عليها السلام» بخدمتها ما دون الباب وقضي علىً «عليه السلام» بما خلفه, فقالت فاطمة «عليها السلام»: فلا يعلم ما دخلني من السرور إلا الله(40).























المشكلة الرابعة







تكاسل الرجل عن العمل







وهذه الظاهرة بدأنا نلاحظها في السنوات الأخيرة بسبب الظرف الاقتصادي الصعب الذي يمر به البلد ومع وجود هذا الظرف فانه لا يكفي مبررا لتكاسل الكثير من الأزواج عن العمل والاتكال على الآخرين في توفير ابسط مستلزمات الحياة الزوجية والمبررات التي يذكرها هؤلاء كثيرة, فمنها: قلة فرص العمل أو ان الوارد قليل ولا يكفي بالالتزامات أو عدم وجود راس مال كاف للعمل وغيرها من الأعذار. فهنا نسجل اعتراضنا على هؤلاء مستندين على عدة أمور:















الأمر الأول: ان الظرف الاقتصادي الصعب عام ولا يقتصر على أحد دون الأخر وهو بشدته تلك فان عددا غير قليل يواجهونه بصلابة وبأس ويبذلون الجهد الكبير لمواجهته ويفعلون ما يقدرون عليه دون اختلاق الأعذار والتبريرات.















الأمر الثاني: إن حسن الظن بالله تعالى مطلوب من كل فرد وقد ورد في الحديث ما مضمونه: «القدم الأولى من العبد والثانية من الرب» إذاً فالمطلوب هو ان يبادر الإنسان الى العمل ليجد التوفيق الإلهي أمامه وهو وعد من الله تعالى غير مكذوب. قال تعالى: «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا» (41).















الأمر الثالث: ان أبواب العمل الحلال مفتوحة وكثيرة ولكنها في الحقيقة تحتاج إلى جهد وصبر وبصيرة ولكن للأسف الشديد ان الأغلب يستسهل الكسب السريع رغم انه مشوب بالحرام وهذا ناتج عن قلة الإيمان والغفلة التي يعيشها مثل هؤلاء الناس. وقد قال الله تعالى: «وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ» (42).















الأمر الرابع: ورد في الحديث ما مضمونه: «ان القليل افضل من العدم» وقالوا في الحكمة: «القناعة كنز لايفنى»(43) فما لهؤلاء الناس لا يفقهون حديثا, وكم من مال كثير ليس فيه بركة وخير وكم من مال قليل يجعل الله فيه خيرا كثيراً وهو في كل حال افضل من العدم والذين يعتذرون بأنه لايكفي لتغطية مصروفاتهم نسألهم: وهل العدم يكفي لتغطيتها..؟ أم أن الاستمرار على الاقتراض والدَين افضل؟















أمّا انه لا يكفي لان اغلبه يصرف في شراء السكائر وغيرها من الأمور التي يكون ضررها غالباً..؟























فائدة:







أن الاقتصاد في المصاريف أمر مهم جدا والاستغناء عن الأمور غير الضرورية شيء مطلوب وهو ما يستطيع الزوجان التعاون عليه لتوفير مقدار معين من المال أو تحصيل الاكتفاء الذاتي , وقد نهانا المولى تعالى عن الإسراف والتبذير حيث قال: «لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ»(44). ولاحاجة للبذخ في الأكل والشرب والملابس بل المطلوب شرعا هو توفير مقدار الضرورة وهذه الضرورة يحددها رب الأسرة فكيف به إذا كان عاطلا عن العمل















الأمر الخامس: يعتمد بعض الأزواج على زوجاتهم في توفير الأموال واللوازم الأخرى ومنهم من ينام في بيته لتخرج زوجته الى العمل, وهذا هو العجب العجاب.. وهذا الأمر استفحل في السنوات الأخيرة وهو تصديق لما ورد عن أمير المؤمنين «عليه السلام» في ذكره أحداث أخر الزمان ما مضمونه: «وكانت معيشة الرجل من كد امرأته..» فيا أيها الزوج الغيور.. هل فكرت بما تواجه زوجتك خلال عملها في الخارج..؟ وفي أي مكان تعمل..ومع من..؟وما نوع عملها؟ انه مما يقرح القلب أن نرى مثل هذه المآسي تحدث في بلد الإيمان وعاصمة الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) فالانحراف والزنا والفساد بأوسع صورة يحدث بسبب هذا الأمر بل بعضهم يرسل بناته وزوجته للعمل في البساتين والأماكن النائية وعند أناس أغراب لا يعرفهم, وقد اعدوا مكانا مخصصا أسموه (مسطر العاملات) وهو شبيه (بمسطر العمال) والغريب أن نلاحظ ان عدد النساء العاملات يفوق عدداً غير قليل من هؤلاء النسوة يذهبن للعمل في بيوت أصحاب البساتين بحجة تنظيف الحدائق أو تقليم الأشجار وقلع الحشائش الضارة, لكن الحقيقة غير ذلك بل لممارسة أعمال غير مشرعة ومحرمة. ولا حاجة للتفصيل فاللبيب تكفيه الإشارة..‍‍‍‍ فهل يلتفت الأزواج وأولياء الأمور لهذه الظاهرة الأليمة التي يفقدهم استمرارها قيمومتهم ورجولتهم التي أولاها الله لهم.















الأمر السادس: إن التكاسل عن العمل يؤدي غالبا الى بقاء الزوج فترات طويلة في البيت وهو ما يربك الزوجة ويعيقها عن أداء أعمالها المنزلية, والصفة الغالبة لمثل هذا الزوج هو تدخله في الصغيرة والكبيرة التي تحصل يوميا والتي اعتادت الزوجة عليها وعلى تجاوزها كما وان الزوج يحاول سد النقص الحاصل من بطالته وتكاسله عن العمل بإبداء عدم الرضا عن أمور كثيرة تفعلها الزوجة في داخل البيت مما يؤدي إلى شجار دائم لا ينتهي إلا بمغادرة البيت ولو انه كان رجلا حقا لاستحى من نفسه وجاهد هواه ونزل الى الواقع وبحث عن عمل يحفظ به كرامته ورجولته بدلا من انتظار الصدقة من الآخرين. وقد ورد ما مضمونه (لا يليق أن يكون كلاً على غيره). فالعمل هو الذي يمنحه الاحترام والاعتزاز من زوجته ومن الآخرين بعكس العاطل الذي يمقته الجميع.















المشكلة الخامسة







التقصير بحق الفراش







وقد يحصل هذا التقصير من الزوج كما لو ترك زوجته فترة طويلة قد تتجاوز الحد الشرعي الذي ذكره السيد الشهيد(45) «قدس سره» أو يحصل التقصير من المرأة حيث أشرنا في بداية البحث إلى ذلك وذكرنا هناك إن من الحقوق الواجبة على المرأة هو التمكين الجنسي الكامل الدائم ومعنى ذلك أن لا يجوز للزوجة الدائمة أن تمنع نفسها عن زوجها إذا طلبها إلا في حالات معينة ذكرها الفقهاء في مواردها(46). وهي إن أجابته فإنها تؤدي بذلك حقا فرضه الله تعالى له بموجب عقد الزواج والمهر المدفوع لها وان قصرت بهذا الحق أو منعت نفسها عن زوجها فإنها بذلك تكون قد ضيعت حقا مهما وركيزة أساسية من ركائز الحياة الزوجية ولا يبعد أن تتطور الحالة لتصبح نشوزا يؤدي استمراره إلى ابغض الحلال.















وهنا نلفت النظر إلى بعض الأفكار المهمة في إطار النقطة:















الفكرة الأولى: إن الله تبارك وتعالى قد وصف الآصرة الزوجية باللطف حيث قال: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً»(47).















والحقيقة إن هذه الآصرة كما وصفها المولى تعالى, فالرجل وقبل الزواج يشعر بالانفراد والخصوصية اغلب الأحيان, وكذلك المرأة ولكن تذوب هذه الصفات بمجرد الارتباط فتنصهر هذه الاثنينية في بودقة واحدة فيصبح التفكير واحد والمسكن الواحد والفراش واحد بل حتى الطعام واحد, والحق إن هذه نعمة عظيمة من نعم المولى تعالى ينبغي شكرها لزيادة بركتها والمحافظة عليها حيث قال تعالى: «لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ»(48).















الفكرة الثانية: إن مما يقرب العلاقة بين الزوجين ويديمها هو (حق الفراش) فمن خلاله تعبر الزوجة عن عمق حبها لزوجها واعتزازها به وتخفيف المتاعب والعبء الذي يواجهه خلال خروجه للعمل, وقد ورد عن الصادق «عليه السلام» «خير نسائكم التي إذا خلت مع زوجها خلعت له درع الحياء». وبالمقابل فهي تنتظر من زوجها أن لا يقصر في إكرامها وإشعارها بأهميتها وبحاجته الدائمة لها وهذا مما يزيدها حبا واهتماما به, أما لو حدث العكس ـ والعياذ بالله ـ فماذا سيحدث...؟ إن اقل ما يمكن تصوره هو النفور والامتعاض والعصبية التي يعيشها الطرفان وهو ما يهدد كيان الأسرة ويزعزع استقرارها وهو ما لا يرضاه المولى الذي جعل الزواج تحصينا وعفة للمرء.















الفكرة الثالثة: إن الامتناع عن إعطاء حق الفراش ـ خصوصا من قبل الزوجة ـ سوف يفرز آثارا وضعية وشرعية. فمن الآثار الوضعية:















أ ـ الانفعال والكبت الدائم الذي يسبب أمراضا نفسيا وجسدية عديدة(49).







ب ـ عدم الإستقرار النفسي وقلة التركيز بسبب انشغال الذهن بهذا الأمر فينتج التقصير بجوانب أخرى.







ج ـ الكره والعداء المتواصل بسبب شعور الزوج بسلب حقه وهو غير قادر على التحدث به حياءً.







د ـ عدم اهتمام الزوج بتهيئة وتوفير مستلزمات الأسرة ككل واللامبالاة لاحتياجات الزوجة.







ح ـ الانجراف نحو ارتكاب المحرمات نكاية وعنادا بالزوجة ولإشعارها بعدم الحاجة إليها وتفضيل غيرها عليها.







و ـ ولو كان الزوج متورعا فلا اقل من التفكير بالزواج الثاني وهو ما لا ترضيه الزوجة طبعاً.















أما الآثار الشرعية فنكتفي بطرح أمرين:















الأمر الأول: إن النفقة الواجبة التي بذمة الزوج مقابل هذا الحق فإذا امتنعت عن إعطائه حقّه لم تستحق النفقة استنادا لقوله تعالى: «وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ»(50).















الأمر الثاني: إنها سوف تبوء بغضب من الله وسخط وان كثيراً من عباداتها قد لا تقبل ومن المناسب أن نذكر بعض الروايات بهذا الشأن: ففي الحديث عن الباقر «عليه السلام»: «جاءت امرأة إلى النبي «صلى الله عليه وآله» فقالت: يا رسول الله ما حق الزوج على المرأة؟ فقال لها: أن تطيعه ولا تعصيه, ولا تتصدق من بيته إلا بإذنه, ولا تصوم تطوعا إلا بإذنه, ولا تمنعه نفسها وان كانت على ظهر قلب ولا تخرج من بيته إلا بإذنه. وإن خرجت بغير إذنه لعنتها ملائكة السماء وملائكة الأرض وملائكة الغضب وملائكة الرحمة حتى ترجع إلى بيتها»(51)، وفي خبر آخر عن النبي «صلى الله عليه وآله» أيضا,ً سألته امرأة أخرى عن حق الزوج على المرأة فقال «صلى الله عليه وآله»: «وعليها أن تتطيب بأطيب طيبها, وتلبس احسن ثيابها, وتتزين بأحسن زينتها وتعرض نفسها عليه غدوة وعشية, واكثر من ذلك حقوقه». وأضاف في رواية أخرى: «ولا تبيت ليلة وهو عليها ساخط. قالت: يا رسول الله, وان كان ظالما؟ قال نعم»(52).















أقول: لا اعتقد إن هناك امرأة عاقلة ترجو رضا الله تفكر بمنع حق زوجها بعد هذه الأحاديث...















الفكرة الرابعة: إن امتناع الزوجة عن إعطاء (حق الفراش لزوجها بدون عذر شرعي) سوف يمنع إنتاج ذرية يزداد بها عدد المسلمين وهو من أهم أهداف المشرع الإسلامي فتكون بذلك من الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بعنادهم: «وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ»(53).















الفكرة الخامسة: إن احترام الزوج واجب وان منعه عن ممارسة حقه هذا هو عدم احترام له وتقليل من شأن رجولته وهو بطبيعة الحال سوف يكون ساخطا عليها وهو أمر لا يرضي الله تعالى, فقد ورد عن الصادق «عليه السلام»: «ثلاثة لا يرفع لهم عمل ـ ثم ذكر منهم ـ وامرأة زوجها عليها ساخط»(54). وفي خبر آخر: «ثلاثة لا تقبل لهم صلاة ـ ثم ذكر منهم ـ وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط»(55).















الفكرة السادسة: والآن نتوجه إلى الزوج لنذكره ببعض حقوق الزوجة فيما يخص هذه النقطة, فقد ذكر الفقهاء(56) ان لها حقوقا واجبة منها:















أ ـ وجوب مواقعتها مرة واحدة على الأقل في كل أربعة اشهر بمعنى انه لا يجوز للرجل أن يترك وطء زوجته اكثر من أربعة اشهر, ففي خبر صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الرضا «عليه السلام» انه سأله عن الرجل تكون عنده المرأة الشابة فيمسك عنها الأشهر والسنة لا يقربها, ليس يريد الإضرار بها, يكون في ذلك آثماً؟















قال «عليه السلام»: «إذا تركها أربعة أشهر كان آثما»(57) وزيد في بعض الروايات عبارة: إلا أن يكون بإذنها.















ب ـ وجوب المبيت عندها ليلة واحدة في كل أربع ليال















ج ـ هذا مضافا إلى الحقوق الواجبة الأخرى التي لا تختص بهذه النقطة كوجوب النفقة عليها ووجوب إتمام مهرها وعدم جواز ظلمها والأعتداء عليها أعرضنا هنا عنها لذكرها في محل آخر. وهنا ينبغي تذكير الزوج بأن الزوجة تريد منك ما تريد منها كنظافة الجسم والملبس والتطيب والاهتمام بكل ما يقربها منك فهي إنسانة قبل كل شيً والواجب إحترام مشاعرها وعدم الإساءة إليها. ومن المؤسف أن يتخذ بعض الرجال زوجاتهم متعة رخيصة يقضي منها ما يريد ثم يتركها دون الشعور بها أو إعطائها حقها كاملا"من اللذة والتمتع. وقد نهى المعصومون «عليهم السلام» عن ذلك حيث ورد ما مضمونه عن رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إن أحدكم ليأتي أهله فتخرج من تحته فلو اصابت زنجياً لتشبثت به, فإذا أتى أحدكم أهله فليكن بينهما ملاعبة ـ مداعبة ـ فإنه أطيب للأمر»(58) فينبغي بالأزواج الالتفات لهذا الأمر وليكن هدف كلا الزوجين إسعاد الأخر بكل ما يرضي الله سبحانه وتعالى ليغدق عليهم بركاته وينظر إليهم بعين الرحمة التي هي طريق واسع نحو الجنة















فائدة:







بسبب كثرة خروج الرجل من البيت واختلاطه مع كثير من أفراد المجتمع فإنه يشاهد يوميا" العديد من المناظر الكثيرة المثيرة للشهوة فكيف يكبح جماحها..؟ هذا ما أجاب عنه رسول الله «صلى الله عليه وآله» بوضوح فيما ورد عنه «صلى الله عليه وآله»: «إذا نظر أحدكم إلى المرأة الحسناء فليأت أهله فمعها مثل الذي مع تلك»(59)، وهذه الكلمات موعظة عظيمة لكل من يخشى الله تعلى ويطيع الرسول وبطبيعة الحال فإن الرجل إنما يأتي إلى زوجته فماذا يصنع إذا منعت الزوجة نفسها عنه...؟ هذا سؤال نترك الإجابة عليه للزوجة فهي بلا شك اعلم من غيرها بردود أفعال الزوج تجاه هذا الأمر ولتعلم أن الله تعالى يسمع ويرى وهو على كل أمر حسيب.















المشكلة السادسة







تربية الأبناء واختلاف الأسلوب







تعتبر تربية الأبناء من اصعب المهام التي يضطلع بها الأبوان ولما لهذه المهمة من أثر كبير في تربية وتنشئة الأبناء فقد أولاها الإسلام العظيم أهمية كبرى وحث على تنظيمها ضمن إطار علاقة صحيحة بين الطرفين (الأبناء والأباء) فنلاحظ آيات كثيرة في القرآن العظيم تركز على تنظيم العلاقة بينهم وتطرح الأسلوب الأمثل للتعايش, منها قوله تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً»(60)، ومنها قوله تعالى: «وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً»(61), والمتمعن في هذه الآيات الشريفة يشعر جيدا باللطف الإلهي العظيم بالوالدين وحثه على احترامهما وتقديسهما في كل مراحل العمر وهي التربية الحقة التي أرادها الإسلام العظيم لمجموع البشرية, كيف لا وهي الآيات الصادرة عن العدل المطلق جلت قدرته.















ومما لا يخفى فان العدل الإلهي كما اهتم بالوالدين فقد اهتم بالأولاد ووضع الأسس الصحيحة لتربيتهم وفق إطار الشريعة الإسلامية الحقة ومنح الولاية والسلطة في ذلك إلى الأبوين, وبمزيج من الشعور بالمسؤولية والعاطفة المفرطة يحصل التصادم بين الزوجين نتيجة اختلاف الأسلوب فكل واحد منهم يرى أسلوبه هو الصحيح في تربية الأولاد فيحاول بكل قوته تحقيق ما يدور في ذهنه ولو على حساب سعادة الأولاد الذين يفقدون الاستقرار والاطمئنان نتيجة لهذا التصادم المستمر.















وهنا نؤكد على عدة أمور:















الأمر الأول: قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ»(62)، وهذه الآية العظيمة دعوة من الله تعالى للناس إلى وقاية أنفسهم وأسرهم من النار الحامية, ومن المؤكد إن الأبناء يتأثرون كثيراً بالمحيط والبيئة التي يعيشون فيها وقد يكون البيت اكثر الجهات تأثيراً فيهم فحري بالآباء أن يوفروا لا بنائهم الجو النفسي والاجتماعي الصحيح وترسيخ صورة الاستقرار والأمن في أذهانهم وهذا الأمر لا يحصل إلا برجوع كلا الطرفين إلى تعاليم الإسلام الحق ومن خلالها تتحقق الغاية ـ فمثلا ـ الاهتمام بالطفل مطلوب ولكن لا ينبغي أن يصل به إلى حد (الدلال الزائد) فان هذا مما يضعف شخصيته ويؤثر عليه ويجعله اتكاليا في كثير من أفعاله كما ان التشديد عليه ومحاسبته على كل صغيرة وكبيرة هو أمر مرفوض أيضا فانه بلا شك سوف يؤدي بالنتيجة إلى إصابته بأمراض نفسية يصعب علاجها فينبغي إذاً الرجوع إلى رأي الشريعة المتمثل بالتزام الأسلوب الوسط بين هذين الأسلوبين ولكي تتضح الصورة اكثر لابد من مراجعة الكتب الإسلامية القيمة المتخصصة في تربية الطفل(63).















الأمر الثاني: إن اختلاف الأسلوب في تربية الطفل سوف يقرب أحد الأبوين دون الآخر وبالتحديد الذي يكون لينا مع الطفل والذي يلبي طلباته وبطبيعة الحال فان الطرف الثاني سوف يكون ممقوتا من قبل الطفل, وربما ينمو هذا الشعور في داخله فتتولد فيه عقدة الحقد والكراهية لأحد الأبوين وهو ما لا يرضاه الله وقد ورد ما مضمونه: «أمرت ببر الوالدين ولو كانا كافرين», فالواجب ان يتفق الاثنان على أسلوب معين صحيح يربيان به الأبناء.















الأمر الثالث: قال تعالى: «وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى»(64) ومن الطبيعي ان تربية الأبناء هي من أهم مصاديق البر فينبغي للأبوين التعاون على هذا الأمر لأنه سوف يحظى باللطف والعناية الإلهية ومن كان الله معه هانت كل الأمور الأخرى في عينه, فقد ورد في دعاء عرفة: «الهي ماذا وجد من فقدك وما الذي فقد من وجدك لقد خاب من رضى دونك بدلا»، فالتعاون يسهل الأمر للوصول إلى حالة الاستقرار والسكينة التي أرادها المشرع العظيم للبشرية,فهنا لابد من الاشتراك معا في التربية وعدم إهمال الأبناء, فغالبا ما نسمع من بعض النساء قولا (هم أبناؤك وعليك تربيتهم..) وقد يصدر من الرجل مثلها.. فهل هي أنجبتهم وحدها...؟ أم هو فعل ذلك وحده...؟ فلابد أن يعي الاثنان مسؤولياتهما وانه تقع على عاتقهما معا مسؤولية التربية. فقد ورد عن الإمام علي بن الحسين «عليه السلام»: «انك مسؤول عما وليته به حسن الأدب»(65).















الأمر الرابع: ورد في الحديث ما مضمونه: «ما من مولود إلا ويلد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»(66), وفيه إشارة واضحة إلى تأثير الأبوين المباشر في نشأة وتربية الأبناء فالطفل يولد كالورقة البيضاء ليبدأ الأبوان بترسيخ العقائد في أذهان وقلوب أبنائهم وكذلك بعض الآداب الأخرى التي لا تقل أهمية عن العقائد فيفترض بهم ان يكونوا واعين لهذه النقطة فيزرعوا فيهم حب الله ورسوله «صلى الله عليه وآله» وأهل بيته الأطهار وحب الخير وان لا يقصروا في تعليمهم ـ أكاديميا ودينيا ـ فكلاهما مطلوب وينبغي البدء بهم منذ الصغر لتحصينهم من الوقوع في مهاوي الشر, ولو اغفل الأبوان هذا الأمر فمن الطبيعي أن يحصل الانحلال والتسيب للأبناء, ومع تفاقم المشاكل داخل الأسرة يلجا الأبناء إلى آخرين قلما يأخذون بأيديهم إلى الهداية والصلاح وبين هذا وذاك يضيع الأبناء.. فالمطلوب إذا عدم تركهم والأخذ بأيديهم واحترامهم وإبداء الاستعداد الدائم لسماع مشاكلهم وآرائهم حتى لا يلجأوا إلى من لا نأمنه عليهم فيحرفون أفكارهم وعقائدهم وأخلاقهم...















الأمر الخامس: من الأمور التي ينبغي للأبوين الالتفات إليها هو ملاعبة الأبناء والتصابي معهم وإشعارهم بالأهمية والاهتمام, فقد روى ان الزهراء «عليها السلام» كانت تجلس إلى لعب الحسن والحسين «عليهما السلام» وكانت إذا فرط أحدهم قلادتها تقول لهما بارك الله فيكما,ممن منكما يجمع اكثر من حبات القلادة؟ وكذلك روى عن أمير المؤمنين «عليه السلام» انه كان يلاعب أطفاله ويهتم بهم ليشعرهم بقربه منهم ويحوطهم برعايته وحنانه,وهذه الأمور لها تأثير كبير على الأبناء لأنهم من خلال هذا التعامل سوف يشعرون بقرب آبائهم منهم فيطرحون أفكارهم ويكشفون مشاعرهم بلا تردد أو رهبة, ومن المؤكد أنهم سوف يطبقون ما يقترحه عليهم الآباء, أما إذا تركوهم واعرضوا عنهم ووضعوا الحواجز بينهم فانهم بطبيعة الحال سوف يلجأون إلى غيرهم خصوصا أقرانهم الذين تحركهم نشوة الشباب, ومن غير المحتمل أن يكونوا بدرجة من الوعي والاهتمام بالأبناء مثل الآباء, ولا ينبغي اختلاق المبررات للابتعاد عن مجالسة الأبناء ـ كما يدعي الأغلب من الآباء ـ وقد تمضي أيام والأب لم يكلم ابنه كلمة واحدة... بدعوى انشغاله في العمل من الصباح إلى الليل أو عدم رغبته الجلوس في البيت لان الأبناء يتنازعون ويتصايحون كثيرا وهو لا يحتمل ذلك فيلجأ إلى مغادرة البيت ويذهب للجلوس في المقهى ليستمع إلى الغيبة ويلعب النرد ويقتل الوقت الثمين هناك ثم يعود إلى البيت والأطفال قد ناموا دون أن يشعروا به, فأي أنانية يعيشها مثل هذا الأب؟















الأمر السادس: يحصل أحياناً ان الزوجين لا يرزقان الأطفال أو قد يتأخر حصول ذلك لعدة سنوات وهو أمر طبيعي وفق ما أراده الله تعالى لنا, ولكن الذي يحصل ان اللوم يقع غالباً على الزوجة فينظرون إليها على أنها لا نفع فيها فتحاربها أم زوجها في هذا الأمر وربما يشاركها الزوج في ذلك, وفي بعض المناطق الريفية يرفض الزوج أن يجري الفحص الطبي لمعرفة السبب ومعالجة المرض فهم يعتقدون ان المرأة هي السبب في عدم الإنجاب دائما ولا يمكن أن يكون الزوج هو السبب, فلذلك يرفض هذا الزوج مراجعة الطبيب ويقدم على زواج ثان وربما ثالث..















وهنا نقدم لهم النصيحة فأثر الحمل يظهر غالباً في السنة الأولى من الزواج ـ بإذن الله طبعاً ـ فإذا تأخر عن ذلك فبإمكان كل فرد منهم أن يراجع مماثله ـ أي الرجل يراجع الطبيب والمرأة تراجع الطبيبة ـ ومن خلال نتيجة التحليل يمكن تشخيص المرض ووصف العلاج له وهو أمر يسير. وفي أحيان أخرى قد يرزق الأبوان البنات دون الأولاد فيقدم الزوج على بعض التصرفات المرفوضة كانتقاصه من زوجته ونعتها بأنها لا تلد الذكور وربما تتعرض للإهمال والإيذاء بسبب ذلك وكأن الأمر كله بيدها ناسيا قوله تعالى: «يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ»(67) فالأمر إذاً اولاً واخيراً بيد المولى تبارك وتعالى الذي ينزل كل شيء بقدر وهو بعباده لطيف خبير.















وقد يقدم الزوج على زواج آخر من اجل الحصول على مولود ذكر, فمن اعلمه بأنه سوف يحصل على مراده بهذا الزواج..؟ إن الإسلام العظيم قد قضى على هذه العقيدة الجاهلية وحاربها نظرياً وعملياً وقد أشار إليها المولى تعالى بقوله: «وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ»(68).















وهذا التصور الخاطىء ناتج من جهل بعض الناس بأهمية المرأة وكونها تمثل نصف المجتمع ويتوقف على وجودها استمرار البشرية وامتدادها,فقد اقر الله تعالى عين نبيه الأمين «صلى الله عليه وآله» بسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء «عليها السلام» فكان النبي الكريم «صلى الله عليه وآله» يفخر بها ويقول ما مضمونه: «فاطمة بضعة مني يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها»، وكان «صلى الله عليه وآله» يكرمها كثيراً فيستقبلها إذا حضرت ويودعها إذا غادرت ويدعو لها ويبارك في ذريتها ويناديها بــ(أم أبيها), ولو كان في كثرة الأولاد فخراً ينسب للمرء لكان رسول الله «صلى الله عليه وآله» أولى من كل الخلق بهذا الأمر لأنه احب الخلق لله تعالى وسيد المخلوقات, لكن المولى تعالى رزقه الزهراء وسماها في كتابه الكريم الكوثر حيث قال: «إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ»(69)، فكانت هي وذريتها الامتداد الحقيقي لشجرة النبوة المباركة. فلنتأسى برسول الله «صلى الله عليه وآله» ونسلم امرنا لله تعالى ولا نعترض على مشيئته وقضائه فقد ورد ما مضمونه: «الله محبوب فكل ما يأتي من المحبوب محبوب». إذاً فلنترك التفكير الخاطئ ولنسأل الله دائما أن يرزقنا ما ينفعنا في الدنيا والآخرة.















المشكلة السابعة







عدم الاحترام المتبادل والفحش في القول







إن من أهم العناصر لنجاح أي علاقة بين أي زوجين هو الاحترام المتبادل بل تتعدى الفكرة حدود العلاقة الزوجية لتفرض نفسها في نجاح علاقات أخرى كالزمالة والصداقة (الدراسية والوظيفية) في العمل وغيره ومما لا يخفى إن احترام الآخرين هو من الأمور التي حسنها العقل والشرع فعليها تبتنى اسس استمرار الحياة بالأسلوب الأمثل الذي أراده الإسلام العظيم للبشرية جمعاء.















ولما كانت القيمومة للزوج حسبما نصت عليه الآية الشريفة: «الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء»(70)، فإننا نلاحظ وللأسف الشديد عدداً غير قليل من الرجال يتعامل مع زوجته وكأنها ليست بشراً مستغلا هذا الآية العظيمة التي أراد بها المشرع العظيم غير ما تتصوره عقولهم القاصرة.. فان القيمومة المشار إليها هنا إنما هي في موارد خاصة يجمعها انحفاظ الأخلاق والآداب بينهما, وليس من القيمومة إساءة الأدب أو استغلال المرأة بل ان هذا يتنافى أصلا مع مبدأ القيمومة وقد استفحل الأمر عند البعض فاصبح لا يذكرها إلا بتكبر وتعالي وغرور فيقول (أجلكم الله عنها)(71) وقد ذكرنا في نقطة سابقة إن الانفاق على العيال هو من الأمور الواجبة على الزوج ولا يجوز له أن يجعلها أداة لاستعبادهم وإشباع نزوات نفسه الأمارة بالسوء. ورغم الجهود الحثيثة التي بذلها الإسلام العظيم للنهوض بالفكر السائد والارتقاء به إلى مستوى الشريعة السمحاء إلا أن التعثر كان رفيق اغلب هذه الجهود في مراحل متعددة ولأسباب مختلفة أهمها إن المجتمع لم يأخذ الصورة الشرعية والأخلاقية الصحيحة للإسلام من منبعه الأصيل وهم أهل البيت «عليهم السلام» بل خضع لإحكام وضعية تمثلت بالمتسلطين والغاصبين والظالمين الذين انساقوا وراء لذاتهم الشخصية وسنوا شرائع وأحكام تبيح لهم فعل المحرمات خصوصا في العصور الأولى للإسلام مما تسبب في جهل كثير من الناس بالصورة الحقيقية للإسلام العظيم ولكن هذا لم يمنع المصلحين خصوصا المعصومين «عليهم السلام» من ممارسة دورهم في تغيير الأفكار الجاهلية وطرح الأساليب الجديدة لمحاربة كل ادرانها والتي يحاول أعداء الدين بثها في كل مكان وخصوصا في النواة الأولى للمجتمع.. وهي الأسرة.















فهنا نشير إلى بعض الفوائد:















الفائدة الأولى: إن الاختلاف والغضب والحدة في التصرفات هي من أهم الأمور التي يمكن أن تؤدي إلى فك أواصر العلاقة الزوجية إلى غير رجعة,وهي أمور شاعت بكثرة في السنوات الأخيرة فإذا ما انفعل الزوج وثارت ثائرته لأمر ما يبدأ بالتهجم والسب والشتم وربما تصدر منه ألفاظ فاحشة لا يتوقع صدورها من المؤمن, وبالمقابل فإن الزوجة ترد على كلامه بحدة وشدة اكبر فيحصل التصادم الذي يتطور إلى الضرب والإيذاء في اغلب الأحيان وبمرأى ومسمع من الأبناء, فأي تصوير سيء للعلاقة الزوجية هذا... وهل هذا ما أوصانا به رسول الله «صلى الله عليه وآله» وأهل بيته الطاهرين «عليهم السلام»...؟ إن المولى تعالى يقول: «وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً»(72). فهل هذا الفعل من مصاديقها...؟ إن العلاقة الزوجية ليست تسلطا أو تعنتا برأي أو استعباد لشخص بل حالة من الود والألفة والارتباط المنتج للحنان والطمأنينة والأمن وهذا لا ينتج من التنافر والتناحر بل من التفاهم والاحترام المتبادل وتخفيف العبء والهموم بين الطرفين,كما إن السب والشتم والقول الفاحش ليس من أخلاق المؤمن وهنا من المناسب أن ننقل هذه الرواية:















«كان للإمام الصادق «عليه السلام» صديق لا يكاد يفارقه, إذا ذهب مكانا, فبينما هو يمشي معه في الحذائين ومعه غلام له سندي يمشي خلفهما, إذ التفت الرجل يريد غلامه ثلاث مرات فلم يره, فلما نظر في الرابعة, قال: يا ابن الفاعلة أين كنت؟ قال: فرفع أبو عبد الله الصادق «عليه السلام» يده فصك بها جبهة نفسه, ثم قال: سبحان الله تقذف أمه؟ قد كنت أرى أن لك ورعا فإذا ليس لك ورع؟ فقال: جعلت فداك إن أمه سندية مشركة, فقال أما علمت أن لكل أمة نكاحا, تنح عني: قال فما: رأيته يمشي معه حتى فارق الموت بينهما»(73).















انظر أخي المؤمن كيف هو موقف الأئمة من هؤلاء الأشخاص حتى وان كانوا أصحاباً مقربين.















فهل نحن من الذين يحبون أئمتهم فنتخلق بأخلاقهم أم من الذين يريدون أن يكونوا بعيدين عنهم.















الفائدة الثانية: إن التجريح باللسان يذهب بالمحبة والود والألفة ويقلب الحياة العائلية رأسا على عقب ويترك في النفوس جروحا لا يمكن أن تلتئم إلا ما ندر فقد تكون وخزة اللسان اشد وأنكى من الطعن بسكين وقد قيل:















جراحات السنان لها التئام *** ولا يلتام ما جرح اللسان















وهذه الجروح النفسية تتفتق كلما عبث بها أحد وربما تكبر يوما بعد آخر إذا لم يتداركها الشخص فيصعب علاجها, ومن الطبيعي ان أي شخص لا يرضى بان توجه له الإهانة ويتعرض للسباب واللعن فكيف يرتضي ذلك لغيره... ورد عن الإمام الباقر «عليه السلام»: «قولوا للناس احسن ما تحبون أن يقال لكم, فأن الله يبغض السباب اللعان على المؤمنين,الفاحش المتفحش, السائل الملحف, ويحب الحيي الحليم العفيف المتعفف»(74)، ومن الحالات الأخرى التي تحصل بين بعض الأزواج هي (المزاح) بالكلمات البذيئة والتطاول بألفاظ نابية وفاسدة ومن المعلوم ان مثل هذه الأمور تؤدي بالنتيجة إلى تغير القالب وامتلائه بالنفر وحصول الجفاء بين الطرفين, وقد نهانا المولى تعالى عن مثل هذه الأمور بقوله: «وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ»(75)، ومن غير المستبعد أن يكون هذا المزاح البذيء بمسمع وبمرأى من الأبناء الذين يتطبعون بهذه الطباع السيئة وهو مالا يرتضيه الإسلام, فينبغي للأزواج الالتزام بالأخلاق والآداب التي أرادها الإسلام لهم ليحفظ بها كيان أسرتهم التي بذلوا الكثير من اجل تكوينها.















الفائدة الثالثة: قال تعالى: «هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ»(76)، ومن معانيها ان الرجل إذا رأى نقصا في زوجته وجب عليه أن يكون لباسا لها ليسترها وعليها أن تكون لباسا له يستر معايب زوجها, وليس من المعقول أن يتربص أحدهما بالآخر ليذكر هذه الإساءة وتلك الزلة فان الحياة الزوجية لا تستمر بهذه الحالة, فالصحيح إذن أن يتعاون الاثنان ويصفح أحدهما عن الآخر ويفكرا جديا في تجاوز مثل هذه الأمور التي لا تزيد حياتهما إلا تعقيدا.















الفائدة الرابعة: روى ان امرأة جاءت إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» فقالت له يا رسول الله: لقد منعت عنا الجهاد وجعلته للرجال فقط بالرغم من إن فيه الأجر الجزيل فقال لها «صلى الله عليه وآله» «جهاد المرأة حسن التبعل»(77). فإذا أرادت المرأة أن تكون كالمجاهد في جبهات القتال فعليها أن تحسن معاملتها في الدار مع زوجها وتجعل من بيتها مكانا آمنا لراحة زوجها, تطبخ وتتجمل وتربي الأطفال تربية صالحة كي تقدمهم للمجتمع الإسلامي وهم على افضل حال(78).















الفائدة الخامسة: من الواجبات المهمة على الزوجين هو خلق جو إيماني يعم الأسرة ككل فمثلا ينبغي للزوج أن يراقب تصرفاته بدقة ليكون قدوة لإفراد الأسرة ولا بد للزوجة من احترام الزوج وإشعاره بأهميته وحبذا لو فكرت بتقديمه إماماً لصلاة الجماعة فتزيده ثقة بنفسه وتكبر بعينه فيفخر بها وينشأ الأبناء في ظل هذا الجو المفعم بالإيمان والإخلاص صادقين آمنين وهم ينعمون بالحب والانسجام الحاصل بين الزوجين وهو أمر ليس بعسير...















وإذا كان أحد الزوجين قد أساء إلى الآخر فليبادر بالاعتذار والاستغفار والتوبة قبل أن يفاجئة الموت فيتجسد عمله بهيئة مرعبة تؤذيه في قبره, ونختتم هذه النقطة برواية ذكرها أحد علماء الأخلاق: رأى أحدهم عالماً في المنام كان قد توفي منذ زمن بعيد, فسأله عن وضعه؟ فأجاب: الحمد لله, فأنا امتلك هنا حديقة غنّاء, ولي من الحور العين الكثير, وقد بنى لي قصر لا يمكن أن يحلم به من كان في الحياة الدنيا, وان الملائكة لتروح وتذهب في قصري وهي لي خادمة, ولكنني حينما أصحو صباحا لا أصحو إلا على لسعة عقرب يأتيني كل صباح فيبقى الألم في رجلي إلى الصباح التالى ليبادرني بلسعة جديدة. فسأله صاحبنا ما الذي فعلته في دنياك؟ فأجاب: أسأت إلى أحدهم في القول واستهانت عليّ المسألة فنسيت أن استغفر وأتوب من تلك الإساءة, ولو كنت قد استغفرت وتبت لكنت قتلت هذه العقرب التي ما فتأت تأتيني كل يوم.























المشكلة الثامنة







تعدد الزوجات







لعل القاريء الكريم يستغرب من ذكر هذه النقطة من ضمن أساسيات المشاكل الزوجية رغم أن عصور الإسلام الأولى شهدت انتشاراها والحث عليها حتى ذكرت التواريخ إن النبي «صلى الله عليه وآله» تزوج إحدى عشرة امرأة وتوفي عن تسع وكذلك ما ورد عن تعدد الزوجات للائمة المعصومين «عليهم السلام» واغلب الصحابة, ولنناقش الآن أهمية الزواج الثاني وأثره على الأسرة بشكل عام:















فقد ذكرت التواريخ إن تعدد الزوجات في بداية الإسلام كانت له أسباب مهمة وكثيرة منها توطيد علاقتهم ببعض القبائل وتحصيل العفة للمسلمات لحرمة تزويجهن من المشركين وكفل الأرامل واليتامى جراء المعارك الإسلامية وزيادة عدد مواليد الإسلام وغيرها من الأسباب المهمة, وينبغي أن لا نفهم من هذا الكلام بان تشريع تعدد الزوجات كان منحصراً في عصور الإسلام الأولى فقط ولم يستمر إلى وقتنا الحاضر.. بالتأكيد لا, لان القرآن العظيم قد أكد امتداد هذا التشريع إلى يوم القيامة بقوله تعالى: «فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ»(79)، ومنه نفهم بان الإشكال ليس في اصل التشريع بل في تطبيقه وقد نبهنا المولى تعالى إلى ذلك بقوله: «فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ». وهنا لنا أن نتساءل, لماذا يعد الزواج الثاني مشكلة..؟















فنجيب عنه بعدة أسباب:















السبب الأول: عدم التزام الرجل بشرط العدالة مما يثير شعور المرأة بتفضيل أخرى عليها يجعلها في هيجان وانفعال دائم لتصب جام غضبها على الزوج.















السبب الثاني: عدم وعي الزوجة فتظن بان الزوجة الثانية قد أخذت منها زوجها لذلك فهي تحاول إيذاءها بأي طريقة.















السبب الثالث: تدخل الآخرين وتصوير الأمر على انه مشكلة بداعي الشفقه (الزوجة الأولى والأولاد) كما يزعمون وإني لا ستغرب لماذا لا يشعرون بهذه الشفقة على الزوج المسكين حينما يحُرم من اغلب حقوقه الشرعية















السبب الرابع: عدم وعي الزوج وضعف قابليته في إدارة شؤونه العائلية فيحصل التقصير وتزداد المشاكل. ومن هذه الأسباب نستنتج أن عد هذه النقطة من ضمن أساسيات المشاكل الزوجية لا يرجع إلى أصل التشريع العظيم بل إلى سوء تصرف الإنسان وعدم التطبيق الصحيح للشريعة المقدسة.















ورغم ذلك فينبغي الإشارة إلى بعض الأمور التي لابد من ذكرها:















الأمر الأول: ان النبي «صلى الله عليه وآله» بعد ما تزوج أم المؤمنين خديجة الكبرى «رضى الله عنها» لم يفكر مطلقا" بأن يتزوج بأخرى في حياتها رغم فارق السن بينهما بل كان يحبها ويجلها ودائم الذكر لها وما كان زواجه من الأخريات إلا بعد وفاتها (سلام الله عليها) فبماذا نفسر هذا الأمر..؟ لاشك انه الوفاء والإخلاص لهذه المرأة العظيمة التي تحملت الكثير من اجل الإسلام ومن اجل دعم زوجها فقد صدقته عندما كذبه الناس وواسته بأموالها عندما حرمه الناس ولم تقصر حتى آخر لحظات حياتها في الوقوف إلى جانبه ومشاركته مرارة الجوع والألم في الحصار فرحلت إلى ربها راضية مرضية «سلام الله عليها», فهل جزاء مثل هذه المرأة أن يتزوج عليها بأخرى...؟ من المؤكد ان هذا الأمر لا يتناسب مع أخلاقيات سيد البشر «صلى الله عليه وآله» لذلك فقد أكرمها في حياتها وحتى بعد وفاتها حينما كان يذكرها دائما"بخير ويكرم صويحباتها لأجلها.. وحصل هذا الأمر لأمير المؤمنين ووفائه وإخلاصه للصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء «عليها السلام» فهو لم يفكر يوما" بأن يتزوج عليها وما هذا إلا وفاءً لها وإكراما" لصبرها وما بذلته من جهد في سبيل إسعاده في ظل رضي الله, وقد قال تعالى: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ»(80) أفلا نقتدي به في احترام الزوجة الأولى والوفاء لها إذا كانت مضحية ومتحملة لأشكال المصائب التي يعج بها المجتمع؟ ومن المناسب أن انقل هذه الرواية التي وردت في أحد الكتب الأخلاقية والحكاية تقول:















ان أحد مراجع النجف الأشرف كان يعيش في كربلاء المقدسة وكان معروفا بورعه وتقواه وأخلاقه التي ينبغي أن يقتدي بها كل إنسان عاقل, وكان في المدينة ذاتها شابة جميلة مطلقة وهي ابنة أحد الأثرياء وتركت بلدها واستقرت في كربلاء, وعند سماعها تقوى ذلك العالم أرسلت إليه من يخبره بأنها تسكن لوحدها ولا قيم عليها لذا ترجو منه أن يتزوجها كي تستظل بظله فأرسل إليها الجواب انه لا يتناسب شأنه وعمره مع شأنها وعمرها وانه ليس بكفء لها كونه شيخا مسنا وهي شابة في مقتبل العمر, وانه طالب علم وهي من أبناء الذوات وهو فقير وهي ثرية. وفي اليوم التالي جاءه من يخبره بأنها تفخر لو تضحى زوجته, وتفتخر أن تستظل بظله الشريف وإنها لا تطلب منه مالا ولا أثاثا, بل وستدير بيته الأول وعندما رأي هذا السيد بأن هذه الشابة لا نية لها في تركه كتب إليها: السلام عليك يا ابنتي وبعد فأنني متزوج منذ أربعين سنة وان ظروف الوفاء تقتضي بأن لا أتزوج على امرأة خدمتني, واحتضنت أولادي وعاشت معي في الغربة سنين طوال, وتحملت المشقة من اجلي, لذا لن أتزوج عليها ما حييت والسلام.















نعم قد يحتاج الرجل إلى الزواج الثاني لضرورة معينة كعقم المرأة أو مرضها المستمر مع احتياج الزوج للأولاد وغيرها من الأمور الراجحة فلا بأس حينها من التشاور مع الزوجة في هذا الأمر وتشجيعها على أن تختار بنفسها الزوجة الثانية التي تتلائم مع طبيعة البيت بصورة عامة, وينبغي للمرأة أن لا تكون أنانية في حالة حصول الزواج الثاني فتتهور ببعض التصرفات المرفوضة ولابد لها أن تتذكر بأن هذا الأمر هو حق شرعه الله تعالى للرجل, ولذلك فلتعلم بأن ترك البيت والأطفال ورميهم على أبيهم هو ليس الحل الصحيح لهذه القضية بل ان الانسجام مع الزوجة الجديدة هو الحل الأمثل وعليها أن تكون مطيعة لأمر الله تعالى لأن تشريع تعدد الزوجات هو بالأصل علاج وليس مشكلة فلا نجعله بسوء تصرفاتنا (مشكلة) ولتتعود الصبر فتنال رضا الله تعالى ورضا زوجها وهو طريقها نحو جنة الخلد.















الأمر الثاني: إن الزواج الثاني إذا كان لغير الضرورة فقد يفرز مشاكل وسلبيات عديدة يتعسر حلها أو لا اقل من انه يتطلب أموالا أخرى يمكن الاستفادة منها في أمور أخرى كتزويج أحد المؤمنين مثلا ومساعدته في تكوين أسرة جديدة أو إعالة أسرة فقيرة فقد ورد عن الإمام الباقر «عليه السلام» ما مضمونه: «لأن أعول أهل بيت من المسلمين, واشبع جوعهم وأكسو عريهم, واكف وجوههم عن الناس احب إلى من أن أحج حجة وحجة حتى انتهى إلى عشرة...»(81).















وقد يحصل الزواج الثاني نتيجة الانسياق وراء الشهوة الجنسية المحضة باعتبار (التنويع) وسوف يكتشف انه سراب كما قال أمير المؤمنين «عليه السلام»: «إن أبصار هؤلاء الفحول طوامح..فإنما هي امرأة بامرأة»(82).















فلا يكن هم الرجل إشباع شهوته ولو أدى ذلك إلى خراب بيته.















الأمر الثالث: من الأمور التي تدفع الزوج للتفكير بالزواج الثاني هو الزوجة نفسها..















فهي بتقصيرها وإهمالها وعنادها وسذاجتها تجعل زوجها ينفر منها شيئا فشيئا فيبدأ خياله بالبحث عن أخرى تمنحه ما يفتقده في زوجته وهنا نذكر الزوجة بوصية الإعرابية لابنتها في ليلة زفافها قائلة:















أي بنية, انك فارقت بيتك ومنه خرجت, وعشك الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه, وقرين لم تألفيه, فكوني له أمه يكون لك عبداً, واحفظي له خصالاً عشراً:















الأولى والثانية: فاصحبيه بالقناعة, وعاشريه بحسن السمع والطاعة.















الثالثة والرابعة: فالتفقد لموضع عينه وأنفه, فلا تقع عينه منك على قبيح, ولا يشم منك إلا أطيب ريح.















الخامسة والسادسة: فالتفقد له وقت منامه وطعامه,فان تواتر الجوع ملهبة, وتنغيص النوم مغضبة.















السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله, والرعاية على شخصه وعياله, وملاك الأمر في المال حسن التقدير, وفي العيال حسن التدبير.















التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمراً, ولا تفشين له سراً, فانك إن خالفتيه احزن صدره, وان أفشيت سره لم تأمني غدره.















ثم إياك والفرح بين يديه إذا كان مهتماً, والكآبة بين يديه إذا كان فرحاً, فإن الخصلة الأولى من التقصير, والثانية من التكدير.















وكوني اشد الناس له إعظاما يكن أشدهم لك إكراما, واعلمي إنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك, وهواه على هواك, فيما أحببت وكرهت والله يخير لك.















الأمر الرابع: إن من أهم الأسباب التي تدفع الزوج للتفكير بالزوجة الثانية هو عدم توفر أسباب الراحة في البيت فحينما يعود الزوج من العمل متعبا يكون محتاجا لأن تستقبله زوجته مبتسمة الوجه غير متكدرة وقد قامت بتنظيف البيت وترتيبه واعدت الطعام وأوصت الأبناء بعدم المشاجرة والصراخ وإذا حصل ذلك سحبتهم بهدوء وشغلتهم بأمر آخر, وما أحلى أن تجتمع العائلة على مائدة الطعام فيبدأون بسم الله ويشكرونه ويحمدونه على ما انعم عليهم. ومن الأمور التي ينبغي أن لا تهملها الزوجة هو الاهتمام بزوجها كالاهتمام بأولادها بل قد يحتاج اكثر من ذلك فينبغي لها أن تتزين له وتتجمل أمامه وتعرض نفسها عليه فان هذا مما يقربه إليها ويبعده عن التفكير بغيرها وهي قبل ذلك تكون قد أرضت الله تعالى بل هي من عمال الله في الأرض فقد روي ان رجلا جاء إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» فقال: إن لي زوجة إذا دخلت تلقتني وإذا خرجت شيعتني وإذا رأتني مهموما قالت لي: ما يهمك إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به لك غيرك, وان كنت تهتم لأمر آخرتك فزادك الله هما, فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إن لله عمالا في الأرض وهذه من عماله, لها نصف اجر شهيد»، وعليه فإذا أرادت الزوجة أن تحافظ على زوجها وأسرتها فلا تقصر في الاهتمام بزوجها وتوفير سبل الراحة له في البيت فإن النفس البشرية تميل للراحة والسكينة وهما أمران يسيران وهي بذلك تسد الطريق أمام الأخريات ممن يفكرن باقتناص الأزواج مستغلات المشاكل التي يعانونها في بيوتهم.























المشكلة التاسعة







السكن مع الأهل وإفرازاته







إن الابن ليعيش مع أبويه زمنا طويلا فهما يربيانه ويؤدبانه ويخدمانه بكل جهدهما ليرياه رجلا ناجحاً قادرا على إعانتهما عند الكبر أو إعانة نفسه, وما أن يبلغ مبلغ الرجال حتى يعدان العدة لتزويجه مسارعين بذلك ليسعدا برؤية أبنائه قبل موتهما.. وهو بدوره لا يرفض مثل هذه العرض المغري فنجده يفرح لسماع مثل هذا الأمر فيشير عليهما بفتاة يريدها والأم تنصحه بأخرى وهكذا حتى يحصل الزواج..ولعمق العلاقة بين الابن وأبويه ولطول الفترة التي قضاها معهما فأنه يكون من الصعب عليه وعليهما الافتراق والانفصال عنهما في بيت خاص به وبعيدا عمن يأملان منه الوفاء لهما وإعانتهما في سنوات الشيب فهنا نشير إلى بعض الأمور:















الأمر الأول: إن المرأة أيا كانت وعند زوجها تميل إلى الاستقلال وعدم التقيد أمام الآخرين خصوصا في سنوات الزواج الأولى حيث أنها رسمت في ذهنها صورة معينة للحياة مع زوجها ولتحقق هذه الصورة فلا بد من عدم وجود مانع لها, لذلك فهي ترى ان السكن مع الأهل يعرقل الكثير من المشاريع التي رسمتها في ذهنها,فنجدها تطالب بالسكن المنفصل قبل الزواج وبعده بل ان اغلب أولياء الأمور يجعلون هذا المطلب هو أساس الموافقة على تزويج البنت دون مراعاة للظرف الاقتصادي الصعب الذي يعيشه المجتمع في وقتنا الحاضر, والحقيقة ان هذا الطلب ناتج من المعاناه التي تعيشها (زوجة الابن) في بيت (العيال) وهو ما يدعوها للمطالبة بسكن منفصل. فمن هذه المعاناة:















1 ـ إن زوجة الابن في بيت (العيال) تتحمل مسؤوليتين إحداهما خاصة تتمثل في العناية بزوجها وأطفالها وإعداد كل ما يحتاجونه من رعاية وإطعام ونظافة.. الخ, والأخرى عامة تجاه العائلة فعليها المشاركة في اغلب الأعمال البيتية كالغسل والتنظيف وأعمال المطبخ وغيرها مما يتطلب منها العمل لساعات طويلة دون أن يمنحها أحد فرصة للراحة أو ممارسة هواياتها بل حتى أداء أعمالها العبادية الواجبة, وتبقى هي دائماً أكثر من يتعب ونادراً ما تُشكر.















2 ـ تشعر في اغلب الأحيان بتقصير زوجها في الإنفاق عليها فضلاً عن التوسعة في الإنفاق,لان على الزوج ـ حسب رأيه ـ أن يعطي لجميع أفراد العائلة ناسياً بذلك ان زوجته هي مسؤوليته وحده أما غيرها فلهم أبواب متعددة أخرى تنفق عليهم, ولذلك نلاحظ اعتمادها على مساعدة أهلها في توفير كثير من المستلزمات التي تحتاجها وهو أمر يضعف قيمومة الزوج.















3 ـ تكون في تقييد مستمر لحرياتها حتى في ابسط الأمور,فهي لا تستطيع أن ترتاح متى ما تعبت أو تأكل متى ما جاعت, ولا يمكنها التخفيف من حجابها أثناء عملها خصوصا في أيام الصيف الحارة أو التجمل لزوجها بوضع الزينة أو العطور أو ارتداء الملابس الضيقة أو الرقيقة وذلك بسبب وجود اخوة الزوج وهي لا تريد أن تتعرض لسخط الله تعالى,وفي بعض الأحيان تحصل حالات تساقط الشعر بسبب الارتداء المستمر (لربطة الشعر) فينصح الأطباء بنزعها في مثل هذه الحالة,فماذا تفعل المسكينة وهي لا تريد أن تكون مخالفة لتعاليم الله تعالى, وهل من حل لتخليصها من المشكلة؟















4 ـ تعاني غالباً من التهاون في مسؤولياتها العبادية فلا تأتي بالصلاة إلا بعد إتمام أعمالها المنزلية والتي لانهاية لها ولو على حساب فضيلة الصلاة فتصليها (قضاءً) لأنها إذا حاولت تأخير بعض الأعمال إلى ما بعد الصلاة فقد تزج نفسها في مشاكل هي في غنى عنها, ومن الطبيعي إن أم الزوج وغيرها غير متفهمين لهذا الموقف ولا يلتمسون لها العذر.















5 ـ تعاني غالباً من قلة زيارتها لأهلها وقد تمتد الفترة لأشهر طويلة خصوصاً إذا كانت بين المحافظات ولو فكرت بطرح هذا الأمر فإنها تجابه النقد اللاذع من عيالها, لان سفرها سوف يؤدي إلى تحمل (أم الزوج أو ابنتها) أعباء الأعمال البيتية.















6 ـ يجب عليها أن تؤيد كل مواقف عيالها حقاً كان أو باطلاً في خصومة او مشاجرة أو قطع صلة الرحم لاغية شخصيتها ورأيها في ذلك , ولو حدث العكس.. فيا ويلها..















7 ـ التدخل المستمر من قبل (العيال) في تربية الأبناء فلا تستطيع أن تعاملهم كما تريد أو تغرس في نفوسهم الصفات الحميدة لأن (العيال) ومن خلال الدلال الزائد فقد يعودون الطفل على التمرد على أمه بل والتجاوز بالألفاظ النابية إذا أرادت تأديبه فتعمد (أم الزوج) إلى حمايته وتعلمه الرد على أمه بكلمات غير لائقة وغالباً ما تقول عبارة (انه ابننا وليس ابنك) ولا تعلم مدى تأثير هذه العبارة على الأم وابنها في المستقبل, فهي بذلك قد زرعت بذور التفرقة والعداء بين الأم وابنها.















8 ـ وكنتيجة لمثل هذه الضغوط التي تتعرض لها (زوجة الابن) سواء الفسلجية من حمل وإرضاع أو الحياتية كتربية الأولاد والعمل المستمر, فقد تصدر منها بعض ردود الأفعال أو الأخطاء (عمداً أو سهواً) لتجد أن القضية قد لفقت ووصلت إلى أذن زوجها بصورة مبالغ فيها أو مغايرة لما حصل فعلاً وفي أغلب الأحيان فان الزوج يلزم جانب أهله مع علمه بظلمهم لزوجته في محاولة منه للحفاظ على مكانه بينهم خصوصاً إذا كان غير مستعد مادياً للاستقلال عنهم.















9 ـ إذا كان في البيت اكثر من (كنّة) فغالباً ما يعمد الأهل إلى تفضيل واحدة على الأخرى ويغضون النظر عن أخطاء كثيرة ترتكبها (المفضّلة) ويحاسبون الأخرى بشدة على ابسط الأمور وهم بذلك يزرعون بذرة العداء والمشاكل بين الإخوان وزوجاتهم , وهذا التفضيل ناتج غالباً من مقاييس غير صحيحة كما لو كان أهل (المفضّلة) أغنياء أو إن إخوانها لهم نفوذ وجاه إداري في المجتمع وغير ذلك, فيما تكون الأخرى من أسرة متواضعة أو بسيطة أو ربما يتيمة الأبوين لا تجد من يرد عنها الأذى إلا زوجها الذي يخشى عقوق الأهل فيحاول مسايرتهم بأي طريقة.















الأمر الثاني: إن فكرة الاستقلال بحد ذاتها هي فكرة جيدة ومستحسنة وخير دليل على ذلك هو زواج أمير المؤمنين «عليه السلام» من الزهراء «عليها السلام» فرغم قربها من رسول الله «صلى الله عليه وآله» وحبه لهما وشفقته عليهما فقد جعل لهما بيتا مستقلا, وقد روي ان أمير المؤمنين «عليه السلام» كان يبني بيته بالطين في يوم زواجه ورسول الله «صلى الله عليه وآله» يباركه. ومع هذا الاستحسان للفكرة إلا ان هناك عدة ملاحظات لابد من الالتفات إليها:















الملاحظة الأولى: انه من المناسب جدا ان يكون الانفصال عن الأهل تدريجيا تسبقه مقدمات مادية ونفسية, فلا بد من إقناع الأبوين بضرورة الاستقلال في سكن خاص لكن ذلك ليس معناه الانقطاع عنهما وتركهما وعدم الاتصال بهما فهذا أمر مرفوض وبالإمكان تذكيرهم بكيفية استقلالهم عن ذويهم عندما كانوا عائلة واحدة تكتظ بالاخوة والأخوات والأعمام وغيرهم فأستقل كل منهم بعائلة واصبح ذكرهم بيت فلان وبيت فلان... وهي سنة الحياة التي شاء المولى تعالى لها أن تستمر وفق شريعة الإسلام الحقة التي تضمن لكل الأفراد حريتهم واستقلالهم وخصوصيتهم.















الملاحظة الثانية: إن تعدد الاخوة المتزوجين في بيت واحد مدعاة لكثير من المشاكل التي تحصل نتيجة تشاجر الأطفال وغيرة النساء واختلاقهن المشاكل لأمور تافهة جدا فما هو الحل لتجاوز مثل هذه الأمور..؟ بالتأكيد انه التفكير بسكن مستقل لمن يستطيع ذلك أما مع عدم الاستطاعة فلا بد من التعود علي الصبر وعدم الانفعال وعدم تصديق كل ما تقوله النساء فإن اغلبهن يقمن الدنيا ولا يقعدنها لأمر تافه جدا, وبعد النزاع والشجار يرجعن صديقات وكأن شيئا لم يكن, وهذا ديدنهن فعليه لابد من عدم التسرع بأي قرار أو تصرف قد يندم عليه الإنسان لاحقا.















الملاحظة الثالثة: اعتاد اغلب الأبناء الاعتماد على آبائهم في توفير المستلزمات الحياتية اليومية.















وقد يكون الاعتماد المشار إليه كليا فمتى يتحمل الأبناء مسؤولية أنفسهم وعوائلهم فلابد من منحهم الفرصة لإثبات قيمومتهم ورجولتهم ومن الأفكار اللطيفة أن يقدم الأباء المساعدة لأبنائهم في هذا الأمر فيوفرون لهم بعض الاحتياجات المنزلية كأدوات الطبخ وبعض الفراش وغيرها وأيضا رفدهم بالدعم المعنوي وإحاطتهم بالعناية حتى لا يشعرون بالانقطاع والعزلة فأن الخبرة التي اكتسبها الآباء خلال سني حياتهم الطويلة لابد ان تعود بالنفع على أبنائهم فلا يقصرون بتقديم النصائح لهم وارشادهم لما ينفعهم وبالمقابل فعلى الأبناء أن لا ينتقصوا من ملاحظات آبائهم وليبروهم ما استطاعوا فإن في بر الوالدين رضا الله تعالى والجنة.















الأمر الثالث: إن من المشاكل التي يفرزها السكن مع الأهل هو النزاع المستمر بين أم الزوج وزوجته, فأم الزوج تعتقد ان ابنها وبمجرد زواجه قد نزع حبها من صدره ومنحه لزوجته, وبأنه سوف يهملها ويقاطعها من اجل هذه الزوجة, فنراها تصب غضبها على الزوجة وتحاسبها على كل صغيرة وكبيرة وتترصد بها لتستغل أي هفوة لتؤلب عليها الابن وبالمقابل فإن زوجة الابن لا تتفهم الموقف فتجابهها بأشد من أسلوبها فيحصل التصادم الذي يؤدي إلى تحطيم نفسية الابن الذي وقع بين مطرقة أمه وسندان زوجته... ونسمع كثيراً بان الأم لا ترضى عن ولدها إلا بعد أن يضرب زوجته بشدة وإلا فهي غاضبة عليه وتعتبره عاقا لها... هنا لابد لكلا الطرفين من تفهم الآخر وحمل تصرفاته على الصحة, ولا حاجة لإثارة المشاكل والنزاع المستمر فإنه لا يمكن أن تستمر الحياة بهذا الأسلوب وحتما سوف تتولد بذرة كراهية وحقد لا يمكن التخلص منها. وعلى الابن خصوصا مراعاة شعور والدته بهذا الأمر وعدم إهمالها ومراعاة حبها وحاجتها له في هذه الفترة وليتذكر إحسانها في تربيته والسهر عليه وتضحيتها المستمرة من أجل إسعاده وليتودد إليها دوما حتى لا تشعر بالتفرقة والانعزال وعلى الزوجة التحمل ومساعدة زوجها قدر الإمكان وعدم فسح المجال للشيطان لبث سمومه وحباله في الأسرة فانه دائم المسعى للتفريق بين الزوج وزوجته , قال تعالى: «فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ»(83). فليتعاون الجميع على المحافظة على نواة المجتمع التي أحاطها الإسلام ورعاها وامرنا بالمحافظة عليها والحذر كل الحذر من إتباع شهوات النفس الأمارة بالسوء والأنانية لأنها تردينا إلى المهالك فتصيب حتى الذين ليس لهم ذنب بها كالأطفال وغيرهم. قال تعالى: «وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً»(84).















وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلي الله تعالى على خير الخلق أجمعين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.







23 شعبان 1423 هجري







































قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»















«سائلوا العلماء , وخاطبوا الحكماء ,وجالسوا الفقهاء»(85).















«للعلم خزائن ومفاتيحها السؤال, فاسألوا رحمكم الله انه يؤجر أربعة, السائل والمتكلم والمستمع والمحب لهم»(86).















«ويل لمن علم ولم ينفعه علمه»(87).















«من طلب العلم تكفل الله برزقه»(88).















«زينة العلم الإحسان, وزينة الحديث الصدق»(89).























حوارية مع سماحة الشيخ محمد اليعقوبي.. «دامت بركاته»







السلام عليكم ورحمة الله وبركاته















(سؤال 1) ما نصيحة سماحتكم لمن يسعى إلى الزواج الثاني من غير ضرورة له وبلا تقصير من زوجتة؟















(الجواب) على المستوى الشرعي هو الجواز لعدم اشتراط الضرورة أو تقصير الزوجة في جواز تعدد الزوجات. نعم يجب عليه أن يعدل بالنفقة وحق الفراش فينفق على كل زوجة بما يليق بشأنها من مطعم وملبس ومسكن ويبيت معها ليلة من كل أربع ليال, أما المساواة في المحبة والميل القلبي فقد يكون خارجا عن إرادة الإنسان, وأما على المستوى الأخلاقي فإن هذا التعدد إن لم يكن لضرورة بل كان لمجرد زيادة التمتع بالشهوة الجنسية والتنويع فيها فهذا مرجوح أخلاقيا لأن المؤمن لا يأخذ من هذه الشهوات إلا بمقدار رفع ضرورته وحفظ النسل وعلى تعبير الإمام: «ننزل الدنيا منزلة الميتة لا تأخذ منها إلا بمقدار الضرورة» ثم إن في هذا التعدد جرحا لعواطف الزوجة الأولى, ولا اعتقد ان الدنيا بما فيها تعدل كسر قلب المؤمن وجرح عواطفه, ولكني بالمقابل أقول للزوجة الأولى عليها أن لا تبالغ في الأنانية والاحتفاظ بالزوج حتى عما احله الله له فلتكن سامعة مطيعة لحكم الله تعالى لذا ورد في الحديث: «غيرة الرجل إيمان وغيرة المرأة كفر»(90) لما فيها من اعتراض وتمرد على الحكم الشرعي ولا يكون المؤمن مؤمنا حقا إلا بالتسليم لما قضى الله تعالى: «فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ»(91), كما ان في تشريع تعدد الزوجات حكما ومصالح كثيرة قد التفت إلى بعضها عدد من العلماء والمفكرين ودونوها في كتبهم راجع (تفسير الميزان) للسيد الطباطبائي و(شبهات حول الإسلام) لمحمد قطب و(فقه المرأة المسلمة) للشيخ احمد الجيزاني وغيرها, وربما سنحت الفرصة بإذن الله تعالى لبيان أسرار التشريعات المتعلقة بالمرأة.















(سؤال 2) هل يجوز للزوجة أن تمنع نفسها عن زوجها عناداً منها وبحجة انه يشدد عليها في الخروج من البيت كما تدعي هذه المرأة أو لأنه تزوج عليها بزوجة ثانية.















(الجواب) ليس لها أن تمتنع عن كل استمتاع جنسي يطلبه إلا إذا كان مضر بها فقد ملك بالعقد هذا الحق وعليها الوفاء به, قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ»(92) وحتى لو لم يأذن لها بالخروج من الدار فهذا حق آخر له عليها ان لا تخرج إلا بأذنه فليس لها أن تتحجج وتتمرد لكني أتوجه بالكلام إلى الزوج وأقول له كما قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «اتقوا الله في النساء لا تظلموهن ولا تظيقوا عليهن فقد استحللتم منهن ما ليس لغيركم بعهد الله وميثاقه وهن أمانة عندكم فصونوا الأمانة وأكرموهن فانه ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم. ولا أقول أعطوهن كما يشتهين بل انصفوا وراقبوا الله تعالى».















(سؤال 3) إذا كانت الزوجة هي المالكة للدار فهل يجوز لها إدخال أشخاص يرفض الزوج دخولهم إلى هذه الدار ؟















(الجواب) إذا توسعنا في فهم: «أن لا تدخل بيته من لا يحب» الذي هو واجب على الزوجة تجاه الزوج فالجواب يكون بالمنع خصوصا مع الحث الشرعي لها بحسن التبعل وانه جهاد المرأة وهذا التصرف خلافه.















(سؤال 4) بعض الأزواج لايجعل لزوجته رأس سنة خمسية منفصلة عنه بل يقول هي معي ولا تحتاج إلى رأس سنة خمسية مستقلة... فما قول سماحتكم ؟















(الجواب) إذا كانت لها ملكية مستقلة لبعض الأشياء فهي مسؤولة عن جعل رأس سنة خمسية ولا يجوز التسامح في تطبيق الحكم الشرعي.















(سؤال 5) أيهما اصح برأي سماحتكم أن تزف العروس إلى زوجها أم يأتي هو لأخذها من البيت كما يحصل في وقتنا الحاضر..؟















(الجواب) الوارد في الشريعة أن تزف العروس إلى بيت زوجها وقد لا نستنكر أن يأتي هو لأخذها إلى بيته لكن من دون أن يصاحب ذلك المحرمات المعروفة كالاختلاط الفاحش والتبرج والزينة والغناء والموسيقى والنظرات الخائنة وغيرها.















(سؤال 6) إذا كان أهل الزوجة غير ملتزمين بالأحكام الشرعية ولا يتورعون عن سماع الأغاني فهل يجوز للزوج أن يمنع زوجته وأطفاله من الذهاب إليهم خوفا عليهم من الوقوع في هذه المحرمات؟















(الجواب) قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ»(93)، وورد في الحديث: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، والأب مسؤول عن أفراد أسرته ومطالب بان يقربهم إلى الهداية ويسد عليهم أسباب الفساد والعصيان بالوسائل المناسبة, فإذا استطاع أن لا يحرمها من زيارة أهلها لضرورة البر بالوالدين وصلة الرحم ولكن عليه أن يحميها من الوقوع في المحرمات كتحديد موعد الزيارة في غير زمان عرض هذه الأمور أو الاشتراط عليها أن لا تجلس في غرفة التلفزيون وهكذا.















(سؤال 7) ما رأي سماحتكم لمن يغالي في المهر ويدعي أن ابنته ملتزمة ومتدينة ومهذبة جدا لذلك فان مهرها يكون غاليا؟















(الجواب) هذا سوء فهم للمهر الغالي فإن البنت المهذبة المتدينة المثقفة لا مهر لها إلا الجنان ومرافقة فاطمة الزهراء «عليها السلام» فكيف تقبل هذه الدنيا الزائلة مهرا وهل تقيم نفسها بهذا المتاع الرخيص ولو بالخروج عن مسيرة الزهراء «عليها السلام» التي ينقل لنا التاريخ عن بساطة مهرها مضافا إلى ما ورد في الأحاديث من الحث على عدم المغالاة في المهور وان ذلك علامة خير للمرأة وصلاحها بعكس المغالاة فإنها من علامات شؤم المرأة فأرجو من المؤمنات الواعيات أن يرتقين في رؤيتهن وترنوا أبصارهن إلى الكمال ولا يكن اقل من عجوز بني إسرائيل التي لما سألها موسى الكليم «عليه السلام» أن تطلب حاجتها قالت: أريد أن أكون معك في الجنة فأعطاها الله تعالى ذلك لعلو همتها وحسن ظنها بالله تعالى. وليس للأب أن يكره ابنته على مخالفة تعاليم الشريعة فلا ولاية له عندئذ.















(سؤال 8) بعض الأزواج وبدافع الحب والشفقة على زوجته يمنعها من صيام شهر رمضان المبارك خصوصا إذا كانت حاملا أو مرضعا مع قدرتها على الصيام , فما هو الحكم الشرعي في ذلك؟















(الجواب) ليس الزوج أشفق من الله تعالى الرؤوف الرحيم الذي أوجب الصوم على عباده لعلهم يتقون. نعم إذا خيف عليها من الضرر لكونها حاملا أو مرضعا فقد أذن الله تعالى لها بالإفطار.















(سؤال 9) إذا قام الزوج بمنع زوجته من الذهاب إلى أحد مجالس العزاء الحسينية لعلمه بان صاحبة المجلس غير ملتزمة وتكثر في بيتها المحرمات وخصوصا الغيبة, فهل يجوز له ذلك؟ وما هي نصيحتكم للزوجة في مثل هذا الأمر؟















(الجواب) لا أقول يجوز له ذلك بل يجب عليه منعها من الذهاب إلى مجالس البطالين وأهل الدنيا الذين تقسو القلوب بمجالستهم لأنهم يعيشون الدنيا بكل كيانهم فضلا عن أن تكون مجالس فيها محرمات. وقد أشرنا في جواب السؤال السادس إلى هذه المسؤولية وعلى الزوجة أن تكون واعية ملتفتة إلى وظيفتها في الحياة فتتعاون مع زوجها في بناء أسرة متدينة ليس للشيطان وجود بينهم.















(سؤال 10) هل أن العقد الرسمي الذي يجري في المحاكم الرسمية هو كاف لرفع الحرمة أم لابد من حصول العقد الشرعي والمسمى (عقد السيد) حتى ترتفع الحرمة بين الخطيبين؟















(الجواب) لصحة العقد شروط ذكرها الفقهاء في رسائلهم العملية ففي عقد النكاح يشترط بلوغهما وقصدهما واختيارهما لإنشاء عقد الزواج وان يتم العقد بالصورة الصحيحة المتكونة من إيجاب الزوجة وإنشائها لمعنى الزوجية فتقول زوجتك نفسي على مهر مقداره كذا, فيلحقه قول الزوج (قبلت التزويج لنفسي) ويشترط إذن ولي أمر البنت إن كانت باكرا فإذا اجتمعت شروط الصحة ترتبت الآثار الشرعية وإلا فلا.















(سؤال 11) ما هو رأي سماحتكم الشريف بما يحصل من تقارب بكل صورة بين الخطيبين قبل العقد الشرعي؟















(الجواب) ما لم يحصل العقد الشرعي فان الخطيبان ما يزالان أجنبيين أي لم تحصل بينهما العلاقة الشرعية المبيحة للتصرفات المعروفة بين الزوجين بل حتى الخلوة لا تجوز بينهما قبل العقد إذا خافا على أنفسهما التورط في المعصية بأي شكل من الأشكال.















(سؤال 12) أيهما افضل برأي سماحتكم: الزواج في بيت أم في فندق ليس فيه محرمات شرعية طبعا؟















(الجواب) الزواج في البيت افضل لأنه استر واعف, وعلى الفضوليين الابتعاد عن بيت الزفاف وعدم إحراج الزوج واضطراره إلى قضاء ليلة العرس في الفندق.















(سؤال 13) هل يجوز زفاف العريسين إلى كربلاء المقدسة أم في ذلك هتك لحرمة المعصوم «عليه السلام» كما نقل عن بعضهم؟















(الجواب) إذا لم تقترن مراسيم العرس بمظاهر البهجة والفرح الدنيوي فلا بأس به, أما إذا كانت المشاعر الأخرة بالفرح باجتماع مؤمنين على سنة رسول الله وتشييد اعظم بيت في الإسلام وهو التزويج فلا بأس به وسيكون الأمام الحسين «عليه السلام» أول المبتهجين بهذه المناسبة الكريمة.















(سؤال 14) إذا وجد العريس أن عروسه غير باكر وقد تزوجها على إنها غير ذلك, فما هو واجبه الشرعي؟ وما هي نصيحتكم له في مثل هذا الموقف؟















(الجواب) يستحب له الستر عليها بل يجب عليه ذلك إذا خاف عليها الضرر, ولا يجوز له حينئذ ان يعلن ذلك لما يستلزمه من الطعن في شرفها وتهديد حياتها في حين يمكن لغشاء البكارة أن يزول بعارض مرضي أو غيره أو تكون قد أكرهت على فعل ما. وأنقل هنا قصة رواها السيد كلانتر «قدس سره» فقد طلب السيد بحر العلوم «قدس سره» الذي كان يلتقي بالإمام المهدي ويحادثه ان يرى قرينه في الجنة فأخبر انه فلان بن فلان في مدينة الحلة فذهب متنكرا وسأل عنه فوجده رجلا بسيطا يبيع الشاي فطلب منه أن ينزل ضيفاً عنده ليطلع على أعماله التي يمكن أن تكون سبب استحقاقه لهذه المنزلة الرفيعة فلم يجد عليه أزيد مما تعارف عند المؤمنين.















وفي النهاية سأله عما يمكن أن يكون سبب ذلك, فقال: لا أجد سببا إلا انني عندما اختليت بزوجتي ليلة الزفاف وجدتها مفتضة فتوسلت إليَّ أن لا افضحها وفعلت وهي الآن زوجتي الشريفة العفيفة المؤمنة فأثنى عليه السيد بحر العلوم وشكر له موقفه.















(سؤال 15) هل يجب على الزوج توفير سكن مستقل لزوجته حتى لا تحصل مشاكل؟ وما هو رأي الشارع المقدس بهذا الأمر قبل الزواج وبعده؟.















(الجواب) من حقوق الزوجة على زوجها أن يوفر المسكن اللائق بشأنها ووضعها الاجتماعي من دون أن يتسبب في حصول الضرر عليها أو على دينها فإن قصر في ذلك كما لو كان السكن مع أهله يسبب لها انكشافها أمام اخوة زوجها بلا حجاب أو يعرضها للإهانة والظلم والعدوان من قبل أهله فلها مطالبته ببيت مستقل من دون أن يكون ذلك سببا في خراب العلاقات الاجتماعية بين الزوج وأهله, ولو كان المجتمع متأدبا بأخلاق الإسلام وعرف كل واحد حقوقه وواجباته لما حصلت هذه المشاكل ولتجنبنا الكثير من الويلات والمآسي التي تعيشها الأسر.















(سؤال 16) المهر هل هو من حق المرأة أم لأبيها وما قولكم لمن يأخذه دون أن يصرف شيئا لابنته ويقول هو ثمن تربيتها؟.















(الجواب) المهر حق للزوجة ولا يجوز لأبيها ولا لغيره أن يتصرف فيه إلا بإذنها أما تربيتها والصرف عليها فهو حق واجب عليه ولا يقابل بالثمن كما ان أباه انفق عليه وتولى رعايته.















(سؤال 17) يجتمع أحد الأصدقاء في بيت أحدهم كل يوم ـ تقريبا ـ ويقضون ساعات عديدة بأحاديث مختلفة مما يربك الزوجة لضياع الوقت وكثرة الطلبات فهل يؤثم الزوج في مثل هذه الحالة؟















(الجواب) لا ينبغي للمؤمن أن يضيع وقته في مجالس البطالين كما سماهم الإمام السجاد «عليه السلام» في دعائه والتي توجب سخط المولى تبارك وتعالى, ففي دعائه قال: «أو لعلك رأيتني آلف مجالس البطالين فبيني وبينهم خليتني», وليس للزوج أن يلزم زوجته بتلبية ما يقتضيه عرف هذه المجالس فإما أن تكون هذه المجالس نافعة حتى يشترك الجميع في تحصيل الثواب وإما أن تترك ولا يضيع الإنسان عمره الذي هو اثمن جوهرة يستطيع بها ان يمتلك الآخرة وجنة عرضها السماوات والأرض وإذا به يشتري سخط الله جبار السماوات والأرض فتعسا لها من صفقة خاسرة















(سؤال 18) غالبا ما يحصل النزاع بين العمة وزوجة ابنها ولأسباب مختلفة اغلبها ناتج من غيرة الطرفين وأنانيتهما فما هو التعامل الصحيح مع هذا الأمر؟















(الجواب) منشأ هذا التنازع عدم معرفة كل واحد منهما حقوقه وحدوده وان النفس الأمارة بالسوء تميل إلى الاستئثار والاستبداد اللذين يولدان الحقد والحسد وتحصيل المنازعات, فالخطوة الأولى ان يعرف كل واحد حقه حتى لا يتجاوز على الآخرين فتحصل المشاكل تطبيقا للحديث الشريف: «رحم الله امرء عرف قدر نفسه فلم يوردها موارد الهلكة»، فلو عرفت أم الزوج حقها وكذا الزوجة وكان الزوج بمستوى المسؤولية وأعطى لكل ذي حق حقه وبتوازن لما حصلت المشاكل أو خفت على الأقل.















(سؤال 19) تلجأ بعض الزوجات والأمهات إلى الدجالين والمشعوذين والسحرة بدعوى حل المشاكل المستمرة في البيت, فما هي نصيحتكم لهن؟.















(الجواب) هذا عمل محرم ولجوء إلى الشيطان الذي لا نتوقع منه إلا زيادة الفساد والضلال والمشاكل. قال تعالى: «إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء»(94)، فالجأوا إلى العلماء والفضلاء والواعين الناضجين لمعرفة الحلول الصحيحة للمشاكل لا إلى هؤلاء الدجالين. وللإطلاع على فضائحهم وكيفية النجاة من حبائلهم راجع الحلقة الثانية من (نحو مجتمع نظيف).















(سؤال 20) هل يجوز للأب الكذب على أولاده وعدم وفائه لبعض ما يعدهم به بحجة انهم أطفال ولا يتأثرون بهذا الكذب الأبيض ـ حسب ادعائه ـ ؟.















(الجواب) الكذب حرام وقبيح ومستهجن ويكون اقبح لو التفت إليه الأطفال وتعلموه واستساغوه باعتبار ان الوالدين اللذين هما قدوته ونبراسه يفعلانه, وشيء قبيح بهذا الشكل كيف يكون أبيضاً.















(سؤال 21) إذا كان الابن وزوجته يرغبان بسكن منفصل عن الأهل, والأهل يرفضون ذلك, فهل يؤثم الابن إذا خالفهما وانفصل بالسكن عنهم مع مراعاته لحقوقهم الأخرى؟















(الجواب) إذا كان المكث مع أهله يسبب له أو لزوجته أذى أو إضرارا بواجباتهم الدينية كما لو كان اخوة للزوج ولا يتورعون إلى النظر إلى ما حرم الله, أو كانت أم الزوج تؤذي الزوجة ونحو ذلك فيجوز له الانفصال عن أهله بل يجب عليه من باب المقدمة وليس لوالداه ان يمنعاه فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.















(سؤال 22) ما هو الأسلوب الأمثل لتربية الأبناء برأي سماحتكم؟.















(الجواب) تناولنا هذا في (فقه العائلة) وتوجد كتب نافعة مثل (فراشات في مهب الريح), و(من ينقذني), و(من يعينني) وقد لخصت أفكار نافعة في هذا المجال وجعلت ملحقا لكتاب (فقه العائلة) بعنوان رسالة إلى الآباء في تربية الأبناء.















(سؤال 23) في اغلب العوائل لا تلتزم زوجات الإخوان بالحجاب الشرعي بحجة ان أخا الزوج محرم عليها. فهل هذا صحيح ؟















(الجواب) أخو الزوج أجنبي عن الزوجة فيجب عليها مراعاة الحجاب معه كغيره. وقد تناولنا هذا الموضوع بالتفصيل في كتاب (فقه العائلة).















(سؤال 24) تمتنع اغلب الأمهات عن إرضاع أبنائهن بحجة انه يؤثر على رشاقتهن أو يزعجهن كثيرا ويعطلهن عن الخروج.. وغيرها من الأعذار.. فما نصيحتكم ؟.















(الجواب) لقد حث المعصومون على ان تتولى الأم رضاعة ابنها لما فيه من فوائد صحية ونفسية واجتماعية ربما سأتناولها في موضوع مستقل, وأما الأعذار المذكورة فهي من تسويلات شياطين الأنس والجن والنفس الأمارة بالسوء حيث يشترك الجميع في تدمير البنية الأخلاقية والاجتماعية فكيف ننساق وراء تحرّصاتهم. نعم قد توجد أحيانا أعذار للأم عن أداء هذا العمل النبيل فتنقطع عنه أو تعين نفسها بالحليب الصناعي فإنه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.















(سؤال 25) هل الشارع المقدس يتعامل مع المرأة المتزوجة تعاملاً يختلف عن المرأة غير المتزوجة في مسألة الخروج من البيت؟ أو قل إذا أحرزت المرأة إذن زوجها في الخروج من البيت في حال غيابه فهل يحق لها ذلك؟.















(الجواب) لا يجوز للزوجة الخروج من بيت زوجها إلا بإذنه سواء كان الإذن لفظياً صريحاً أو بالفحوى أم يعلم من حاله انه لو استأذنته لأجاز وإذا لم تحرز ذلك فلا يجوز لها الخروج إلا إذا توقفت ضرورة الحياة عليها ولم يكن هناك من يقضي لها تلك الضرورة.















(سؤال 26) إذا امتنع الزوج عن اداء ما يجب عليه من النفقة لزوجته فهل يجوز لها ان تمتنع عما يجب عليها تجاهه وان تخرج بدون إذنه لتحصيل النفقة ؟.















(الجواب) يمكن الامتناع عن حق الفراش, أي يسقط حق الاستمتاع الجنسي للزوج إذا امتنع عن الإنفاق, أما الخروج من بيته فلا يجوز الا بإذنه, وإذا قصر في النفقة الواجبة (المأكل, الملبس, المسكن) جاز لها ان تأخذه من جيبه ولو من دون رضاه كما ورد في شكوى هند لرسول الله «صلى الله عليه وآله» من بخل زوجها أبي سفيان, ولكن تقتصر على الضروري دون الكماليات الحياتية, وإذا كان الزوج عاجزا عن توفير ذلك جاز لها الخروج والعمل لسد احتياجاتها الضرورية.















(سؤال 27) رجل وزوجته من كبار السن وزوجته تمنعه من الفراش, ما حكمها.















(الجواب) ليس لها ذلك فان حق الزوج في الاستمتاع الجنسي ليس له حد زمني معين وإذا امتنعت فهي ناشز لا تستحق النفقة وتكون آثمة عاصية قد تركت واجبا مهما عليها, وإذا كان لها عذر معقول فلتتفاهم مع زوجها ليسقط حقه. نعم, إذا كان الوطء يضرها جاز لها الامتناع لدفع الضرر, للحديث الشريف: «لا ضرر ولا ضرار».















(سؤال 28) إذا كانت المرأة لا تصلي وكان زوجها يقوم بتوجيهها إلا إنها لا تمتثل لقوله فهل يجب عليه طلاقها؟















(الجواب) لا يجب طلاقها ويمارس معها الطريقة المناسبة لاعادتها إلى الطريق الصحيح وبحكمة وكياسة فيحاول ان يتفهم أعذارها ويساعدها على علاج مشاكلها ومعوقاتها عن أداء هذا الواجب أو غيره فليس من المعقول أنها تتمرد على أوامر الله تعالى اعتباطا وتلقي نفسها في نار جهنم «الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ»(95) اختيارا فليساعدها على النجاة وليدخل إليها من الباب المناسب وقد يكون مناسباًُ لردعها ان يهددها بالطلاق قبل ان ينفذه فعلاً.















(سؤال 29) إذا كانت المرأة حسنة الخلق ولكن عائلتها غير ملتزمة بالتعاليم الإسلامية أو يكون أحد أفراد العائلة كأخيها, وقالوا ان الخال أحد الضجيعين, فهل يجوز التقدم لخطبة هذه المرأة؟















(الجواب) يفضل ان تكون المرأة من أسرة شريفة لان الناس معادن كما قيل, وإذا لم تكن أسرتها ذات تربية إسلامية فيخشى من سريان ذلك إلى الأولاد بحكم المخالطة والتزاور, ولا مانع شرعاً من الزواج بمثل المرأة الموصوفة في السؤال.















(سؤال 30) بعض النساء المتزوجات تأخذ بكلام أمها حتى على حساب كلام الزوج وتنفذ ما تمليه عليها أمها مما يسبب بعض المشاكل بين الزوجين؟















(الجواب) هذه من المشاكل الاجتماعية المهمة والتي تتسبب باستمرار في سوء العلاقة بين الزوجين وقد قلت فيما سبق, ان من صفات الزوجة الصالحة أنها تشعر زوجها انه هو أبوها وأمها وأهلها, أما أنها تنقل كل صغيرة وكبيرة إلى أمها فتتدخل الأم في ذلك كله وغالباً ما تكون الأم جاهلة منساقة وراء عواطفها وميولها, وتصرفاتها ارتجالية غير عقلائية كما ان الزوج يرفض هذا النقل للخصوصيات العائلية ويرفض تدخل أهل الزوجة في شؤونه فتحصل النفرة بين الزوجين وانفصام العلاقة بينهما, فكم أم توصي بنتها بما أوصت تلك الأعرابية ابنتها والتي نقلت نص وصيتها قبل صفحات. إن الزوج لا يحب أن تكون لأم الزوجة تأثير على زوجته بحيث تمارس معها التوجيهات والأوامر وهذا لا ينافي مراعاة الزوجة لوظائف بر الوالدين مع أمها وأبيها بل تعطي لكل واحد حقه وإذا طلبت أمها منها الإطلاع على خصوصياتها مع زوجها فلا تجبها فليس ذلك من حقها, وهذا أحد معاني الحديث الشريف في صفات الزوجة الصالحة: «الذليلة عند زوجها العزيزة عند أهلها» لا العكس كما يحصل كثيرا مما يؤدي إلى فشل العلاقة الزوجية وهذا نصف الحل المطلوب والنصف الآخر على الزوج فانه لا ينبغي أن يكون حساسا من عاطفة زوجته تجاه والديها ونزوعها إلى إرضائهما والبر بهما وإدخال السرور عليهم, فليس من المعقول أن يضحيا من اجلها من أول تكوينها حتى تزويجها ثم تلغي كل ذلك ولا ترد بعض الإحسان؟ وهل ان الموقف المرجو من الزوج ان يكون متزمتا هكذا مع أهل زوجته الذين قدموا له اثمن هدية في الوجود وهي الزوجة الصالحة؟ وليعلم الزوج انه كما يريد من زوجته ان تتودد إلى أهله وتكرمهم من اجله وتكبر زوجته في عينيه عندما تفعل ذلك فإن عليه ان يتودد إلى أهلها ويكرمهم بل يحث زوجته على إكرام اهلها ورعايتهم والبر بهم لان هذا كله عمل معروف فإذا فعلته الزوجة فينبغي ان تكبر في عين زوجها لأنها تتمثل بذلك أوامر الشريعة.















والخلاصة: انه على الجميع ان يبتعدوا عن الأنانية وحب الذات ويعرضوا أعمالهم وتصرفاتهم على الشريعة الإلهية فما وافقها اخذوا به وان كان على خلاف رغباتهم, وما خالفها نبذوه وتركوه وان وافق هواهم.















والحمد لله رب العالمين وصلى الله تعالى على نبيه الأمين وآله الطيبين الطاهرين.















(1). سورة الروم: 21.







(2). علامات بلوغ الرجل: الاحتلام أو خشونة الصوت أو ظهور شعر العانة أو اكماله «15» سنة هلالية. وعلامة بلوغ المرأة اكمالها «10» سنوات هلالية.







(3). سورة النور: 32.







(4). عيون اخبار الرضا: 2 / 260، في حديث مشابه.







(5). مستدرك الوسائل: 14 / 149.







(6). المصدر السابق: 14 / 150.







(7). المصدر السابق.







(8). المصدر السابق: 14 / 153.







(9). سورة الرعد: 8.







(10). سورة المؤمنون: 91.







(11). سورة الصافات: 24.







(12). ما وراء الفقه: الشهيد السيد محمد الصدر، 6 / 135 وما بعدها.







(13). موجز الاحكام: 3 / 7.







(14). مستدرك الوسائل: 14 / 161.







(15). وسائل الشيعة: 20 / 48، في حديث مشابه.







(16). مستدرك الوسائل: 14 / 167.







(17). تهذيب الأحكام: 7 / 401.







(18). وسائل الشيعة: 20 / 76.







(19). مستدرك الوسائل: 14 / 189.







(20). مكارم الأخلاق: ص204.







(21). سورة الحجرات: 13.







(22). اقول: رأيت حالات عديدة أغربها لفتاة (متسرعة) عاشت هذه الحالة مرات عديدة بسبب تسرعها وضعف إيمانها بالله حتى وصل الأمر بالبعض ان يقول (إنها لا تصلح لاحد من الرجال)...







(23). سورة التحريم: 6.







(24). وأنا اسأل ولي الفتاة.. ماذا لو لم يتم الزواج.. ؟ وما هو مصير ابنتك وقد قامت بكل هذه الأفعال المشينة ومن يرضى بها بعد أن تلاعب بها آخرون..؟ ومن يضمن لك بان الخطيب الأول لا يذكرها بسوء ولا يفضح بعض أفعالها وأوصافها أمام أصحابه, فليلتفت الجميع لهذا الأمر ويحرصون على شرفهم وليغاروا عليه فان الله تعالى لا يحب الرجل الذي لا يغار على بيته.







(25). وسائل الشيعة: 20 / 112، ح3.







(26). المصدر السابق: ح4.







(27). المصدر السابق: ح2.







(28). وسائل الشيعة: 20 / 14، ح4.







(29). سورة أبراهيم: 28.







(30). سورة المائدة: 2.







(31). راجع كتاب (الغناء يورث الفقر والنفاق) وكتاب (ظواهر اجتماعية منحرفة). ولا يقتصر الأمر على الرجال بل ما يحصل في (حنة النساء) في البيت أو في القاعة كالاختلاط المحرم والملابس الخليعة والكاشفة عن الجسم حتى لو كان الحاضرون كلهم نساء فان هذا التكشف والتعري يؤدي إلى نتائج سلبية.







(32). سورة النساء: 34.







(33). سورة التوبة: 104.







(34). سورة الأحزاب: 33.







(35). سورة النور: 31.







(36). راجع وسائل الشيعة: كتاب النكاح. منهج الصالحين، الشهيد السيد محمد الصدر: ج4. طريقك نحو الجنة ص 109 ـ 124.







(37). سورة آل عمران: 195.







(38). سورة النساء: 34.







(39). سورة النور: 19.







(40). وسائل الشيعة: 14 / 123.







(41). سورة العنكبوت: 69.







(42). سورة الطلاق: 2.







(43). مستدرك الوسائل: 15 / 226.







(44). سورة الأعراف: 31.







(45). منهج الصالحين: ج4 / مسألة: 24.







(46). منهج الصالحين: ج 4. ما وراء الفقه: ج6.







(47). سورة الروم: 21.







(48). سورة إبراهيم: 7.







(49). ذكر لي أحد الاطباء ان حالات عديدة من ارتفاع ضغط الدم للرجل بسبب امتناع الزوجة عن اعطاء الزوج حقه الشرعي (حق الفراش) وقد لاحظت هذا الامر شخصيا عند أحد اصدقائي المقربين , حيث تحسنت حالته بعد التدخل وإيضاح بعض الامور لزوجته..







(50). سورة البقرة: 228.







(51). وسائل الشيعة: 14 / 112، ح2.







(52). المصدر السابق: ح3.







(53). سورة التوبة: 32.







(54). وسائل الشيعة: 14 / 112. ح3.







(55). المصدر السابق: 14 / 114.







(56). مهذب الأحكام: 24 / 77.







(57). تهذيب الأحكام: 7 / 412.







(58). وسائل الشيعة: 20 / 118.







(59). وسائل الشيعة: 20 / 105.







(60). سورة الإسراء: 21 ـ 24.







(61). سورة لقمان: 15.







(62). سورة التحريم: 6.







(63). راجع: (الطفل بين الوراثة والتربية) و (الاخلاق البيتية) و (تربية الطفل في الإسلام) و (فقه العائلة).







(64). سورة المائدة: 2.







(65). الأمالي، الشيخ الصدوق: ص454.







(66). وسائل الشيعة: 15 / 125، ح3.







(67). سورة الشورى: 49.







(68). سورة النحل: 58.







(69). سورة الكوثر.







(70). سورة النساء: 34.







(71). هذه العبارة تقال عندما يذكر اسم احد النجاسات كالغائط والبول والكلب وغيرها.







(72). سورة الروم: 21.







(73). وسائل الشيعة: 16 / 36، ح1.







(74). مستدرك الوسائل: 12 / 82.







(75). سورة الحجرات: 11.







(76). سورة البقرة: 187.







(77). وسائل الشيعة: 20 / 163، ح2.







(78). تربية الطفل في الاسلام: ص114.







(79). سورة النساء: 3.







(80). سورة الأحزاب: 21.







(81). منازل الآخرة والمطالب الفاخرة: ص189.







(82). نهج البلاغة: 4 / 98.







(83). سورة البقرة: 102.







(84). سورة الأنفال: 25.







(85). تحف العقول: ص41.







(86). المصر السابق:







(87). الإمامة والتبصرة: ص177.







(88). كنز العمال: 10 / 139.

/ 1