لا ريب أنّه من مَقولة الأصوات، و هي منالأعراض الطارئة على الذوات، المتخيّلوجودها مع عدمها، و الحروف الناشئة عنتقطيع تلك الأصوات، و الكلمات المركّبة منتلك الحروف و الحركات، مع الهيئات. فهو منالمخلوقات المُحدثات، و لا يمكن وجوده إلافي بعض الجسميّات. و الكلام النفسي كاللفظي من المركّباتلأنّ هذه الألفاظ الصوريّة منطبقة علىالتصوريّة، فحقيقة الكلام لا تخرج عنالوجهين المذكورين، على أنّه مَجاز فيالقسم الثاني، و إلا دخلت في العلم والإدراك، و ليسا من الكلام بلا كلام. فلو جازَ القِدَم في الأصوات و الحروف والكلمات، لجازَ القِدَم في جميع أنواعالمركّبات. و من تتبّعَ الأخبار، ظهرَ لهذلك ظهور الشمس في رائعة النهار.
المبحث الثاني: في إعجازه
أصل الإعجاز في الجملة ممّا أذعنت بهفُصحاء اليمن، و نجد، و العراق، و الحجاز.و اختاروا المُحاربة عجزاً عن المُعارضة. و هو ممّا اتفقت عليه كلمات أهل الإسلام،و تواترت به أخبار النبي صلّى الله عليهوآله وسلّم و الأئمّة عليهم السلام، و دلّعليه صريح الكتاب. و لا يلزم من ذلك دور لأنّ طريق إثباتالنبوّة غير مُنحصر فيه. و إنّما الكلام في أنّ إعجازه للصرف عنمباراته، أو لما اشتمل عليه من الفصاحة والبلاغة في سوره و آياته؟ ثمّ هل ذلك من مجموع المباني و المعاني،أو في كلّ واحد منها؟ و هل ذلك مخصوص بالجملة، أو يتمشّى إلىالسور الطوال، أو إليها و إلى القصار؟ و هليتسرّى إلى الآيات أو لا؟ و أمّا الكلمات والحروف فلا. و لا يبعد القول بالصرفة بالنسبة إلى بعضالسور القصار، و بالأمرين معاً في حقّ